الفصل الأول


من هو المسيح؟


ماذا يقول الناس عنه؟


وماذا يقول الوحي الإلهي؟

 


1 من يقول الناس أني أنا؟

 كتب القديس متى بالروح القدس يقول: ” ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس
سال تلاميذه قائلا
من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان؟فقالوا قوم يوحنا المعمدان وآخرون إيليا وآخرون ارميا أو واحد من الأنبياء.
قال لهم وانتم من تقولون أني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال

أنت هو المسيح ابن الله الحي
. فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن

يونا أن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات.
وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ” (مت13: 1618).

 كانت شخصية المسيح وما تزال حتى اليوم شخصية مختلفة تمام الاختلاف عن شخصية أي إنسان ولد في هذا العالم وظهر على سطح هذه الأرض، سواء كان بشرا عاديا أو نبيا. كانت شخصيته محيرة لكل من عاصروه، فقد ظهر لهم كالإنسان المولود من مريم، ورأوا فيه ” النجار ابن يوسف ومريم ” (مر3: 6؛لو22: 4)، أو كما قال القديس لوقا بالروح ” وهو

على ما كان يظن ابن يوسف
” (لو23: 3). ورأى فيه رؤساء مجامع اليهود مثل يايرس ونيقوديموس وغيرهم، شخص فوق مستوى البشر، آتيا من قبل الله وله سلطان فوق كل طاقة البشر، ورأت فيه الجموع ”

النبي الذي من الناصرة
” (مت11: 21)، ولكنه، كان في نظر الجميع، الذي يتكلم بسلطان ” لان كلامه كان بسلطان ” (لو32: 4)، ويعمل بسلطان ” لأنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج ” (لو36: 4).

 وكان يشفي جميع المرضى مهما كان نوع مرضهم ومهما كان عددهم: ” فاحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين


فشفاهم


” (مت24: 4)، ”

فشفى
كثيرين كانوا مرضى بإمراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ” (مر34: 1)، ” وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه

فوضع يديه على كل واحد منهم وشفاهم
” (لو40: 4)، ” وفي تلك الساعة

شفى
كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة

ووهب البصر لعميان كثيرين
” (لو21: 7)، ” ولما صار المساء قدموا أليه مجانين كثيرين

فاخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم
” (مت16: 8)، ” واحضروا إليه جميع المرضى وطلبوا إليه

أن يلمسوا هدب ثوبه


فقط فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء
” (مت35: 14)، ” فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة واخرج شياطين كثيرة ” (مر34: 1). ويقول القديس لوقا بالروح ؛ ” وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه

لان قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع
” (لو19: 6). ورأته الجموع عموما وهو يقيم الموتى بكلمة الأمر منه

يا صبية قومي
” (لو54: 8)، ”

أيها الشاب لك أقول قم
” (لو14: 7)، ”

لعازر هلم خارجا
” (يو43: 11)، بل ويهدئ الريح العاصفة والأمواج العاتية بكلمة الأمر مما جعل الجموع تتساءل عنه قائلة: ”

من هو هذا؟ فان الريح أيضا والبحر يطيعانه
” (مت41: 4)، ” من هو هذا؟

فانه يأمر الرياح أيضا والماء فتطيعه
” (لو25: 8).

 وقالت له الجموع ”

من هو هذا ابن الإنسان؟
” (يو34: 12). وسأل هو نفسه هذا السؤال لتلاميذه قائلاُ: ”

من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان؟
فقالوا قوم يوحنا المعمدان. وآخرون إيليا. وآخرون ارميا أو واحد من الأنبياء “. ولما قال لهم ” وانتم من تقولون أني أنا؟ ” كانت الإجابة من الله الآب ذاته وليست من بشر! يقول الكتاب ” فأجاب سمعان بطرس وقال ”

أنت هو المسيح ابن الله الحي
. فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن يونا

أن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبى الذي في السموات
” (مت13: 1618).

 وكانوا يسألونه قائلين: ”

من أنت؟
” وكانت إجابته لهم ” أنا من البدء ما أكلمكم أيضا به ” (يو25: 8). وكانت الشياطين حين تراه تصرخ وتقول له ” آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله ” (مر24: 1؛34: 4). كما سمعته الجموع وهو يطلق على نفسه كل الألقاب الإلهية الخاصة بالله كقوله ” وكل ما يعمله الآب فهذا يعمله الابن “، ”
قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن“، ” أنا والآب واحد 000 أنا في الآب والآب في “. وقد فهمت الجموع مغزى كلامه وأدركوا أنه يتكلم كإله ويساوي نفسه بالله، فقالوا ” قال أيضا أن الله أبوه

معادلا نفسه بالله
” (يو18: 5)، وقالوا له ” فانك وأنت إنسان

تجعل نفسك إلها
” (يو33: 10). بل وحاول أهل الناصرة أن يطرحوه من على الجبل ” فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل،

أما هو فجاز في وسطهم ومضى
” (لو30: 4)، وحاول رؤساء اليهود أن يرجموه في الهيكل بسبب أقواله هذه ولم يستطيعوا ” فرفعوا حجارة ليرجموه

أما يسوع فاختفى
وخرج من الهيكل

مجتازا في وسطهم
ومضى هكذا ” (يو59: 8). فقد كان يجتاز في وسطهم بقوته الإلهية دون أن يقدروا أن يمسوه بشيء.

 وأمام هذه المعجزات والقوات التي صنعها أمامهم، والتي لم يكن لها مثيل من قبل، شهد فريق منهم أنه كان حقا ” ابن الله ” (مت33: 14؛54: 27؛يو34: 1،49؛69: 6، 27: 11) بل وكانت الشياطين عندما تراه تصرخ من مهابة حضوره الإلهي وتقول ” أنت المسيح ابن الله فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه انه المسيح ” (لو4141: 4).


 


2 ماذا رأى التلاميذ فيه؟

 كان التلاميذ قبل الصليب والقيامة، كيهود أصلا، ينظرون للمسيح وكأنهم ينظرون ” في مرآة في لغز ” (1كو12: 13). فبرغم أقواله الإلهية وأعماله التي تبرهن حقيقة شخصه الإلهي، فقد عرفوا بالخبرة أنه قادر على كل شيء (يو21: 2123)، وأنه يعلم كل شيء ”

يا رب أنت تعلم كل شيء
” (يو17: 21)، كما أكد لهم هذه الحقيقة هو ذاته ” صدقوني أني في الآب والآب في وإلا فصدقوني لسبب

الأعمال نفسها
” (يو11: 14). إلا أنهم كما يقول القديس يوحنا بالروح ”
وهذه الأمور
لم يفهمها تلاميذه أولا
” (يو16: 12). فقد أغلقت أعينهم عن معرفة حقيقة شخصه في البداية،

تدبيريا
(لو16: 24). وفي التجلي كشف لثلاثة منهم عن شيء من مجده عندما ”

تغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور
” (مت2: 17).

 وبعد قيامته من الأموات كانوا يعرفون أنه الرب، يقول الكتاب ” ولم يجسر أحد من التلاميذ أن يسأله من أنت

إذ كانوا يعلمون انه الرب
” (يو12: 21). وبعد حلول الروح القدس عليهم استنارت عقول التلاميذ وعيون أذهانهم (أف8: 1)، فانفتحت أعينهم وعرفوا أنه الرب الموجود في كل مكان وزمان، بلا بداية وبلا نهاية فهو ”
الذي كان من البدء” (1يو1: 1)، ”
في البدء كان الكلمة” (يو1: 1)، الخالق، خالق الكون وما فيه ”
كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يو3: 1)، الذي ”
فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى000

الكل به و له قد خلق
” (كو16: 1). وأنه

رب الكل
” (أع36: 10)، ”

ورئيس الحياة
” (أع15: 3)، ” الكائن على الكل إلها مباركا ” (رو5: 9). ومن ثم فقد قدموا له العبادة ووصفوا أنفسهم بأنهم عبيد له ” بولس

عبد ليسوع المسيح
” (رو1: 1)، ” بولس وتيموثاوس

عبدا يسوع المسيح
” (في1: 1)، ”

يعقوب عبد الله والرب يسوع المسيح
” (يع1: 1)، ”

سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله
” (2بط1: 1)، ”

يهوذا عبد يسوع المسيح
” (يه1: 1).

 وفي نفس الوقت تكلموا بالروح عن تجسده بصيرورته جسدا واتخاذه صورة العبد وظهوره للبشرية في الجسد كإنسان، حيث اشترك معنا في اللحم والدم، بل وكان مجربا مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية (عب14: 2؛15: 4). لكنهم لم يفصلوا ولم يميزوا في أحاديثهم، بالروح القدس، بين كونه الإله أو كونه ابن الإنسان، إنما تكلموا عن المسيح الواحد، الرب الواحد، الإله والإنسان، الإله المتجسد ؛ ” لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح ” (1تي5: 2). فتكلموا عن ” رئيس الحياة ” الذي قتله اليهود (أع15: 3)، ورب المجد الذي صلب ”
لان لو عرفوا لما صلبوا رب المجد” (1كو8: 2)، والله الذي أفتدى الكنيسة بدمه (أع28: 20)، وابن الإنسان الجالس عن يمين العظمة في الأعالي (أع56: 7)، والذي لا بداية له ولا نهاية ”
يسوع المسيح هو هو امسا واليوم وإلى الأبد” (عب8: 13).

 تكلم التلاميذ عنه، بالروح، من منطلق خبرتهم معه وبعد حلول الروح القدس عليهم والذي ذكرهم بكل ما قاله لهم (يو26: 14) وأرشدهم للحق (يو13: 16) وعلمهم أمورا جديدة لم يكونوا يدركون معناها من قبل (يو13: 16)، فكانوا شهودا لشخصه كقول القديس يوحنا بالروح ”

الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فان الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضا شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح
” (1يو1: 13)، وكقول القديس بطرس ” لأننا لم نتبع خرافات مصنعة إذ عرفناكم

بقوة ربنا يسوع المسيح
ومجيئه بل قد

كنا معاينين عظمته
. لأنه اخذ من الله الآب كرامة ومجدا إذ اقبل عليه صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابني الحبيب الذي أنا سررت به. ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء

إذ كنا معه في الجبل المقدس
” (2بط16: 118).


 


3 الرب يسوع المسيح هو الوحيد الذي يعلن عن حقيقة شخصه:

 قال الرب يسوع المسيح

وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له
” (لو22: 10)، مؤكدا أنه لن يقدر أحد أن يعرف حقيقة شخصه الإلهي سوى الآب، وأنه هو وحده، الابن، الذي يعرف حقيقة ذاته ويعلنها لمن يريد أن يعرف، هو الذي يعلن عن ذاته وعن الآب ” الله لم يره أحد قط

الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر
(اخبر عنه) ” (يو18: 1). ومن ثم لا يمكن للبشرية أن تدرك حقيقة شخصه إلا من خلاله هو وحده، وأيضا من خلال روحه القدوس الذي يرسله من الآب ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق

الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي
” (يو26: 15)، وكما يقول القديس بولس بالروح القدس ” وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس ” (1كو3: 12).

 وقد تكلم الرب يسوع المسيح عن حقيقة شخصه كالإله المتجسد، الإله والإنسان في آن واحد، ولكنه المسيح الواحد، فتكلم عن نفسه كابن الإنسان النازل من السماء ” وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء ” (يو13: 3)، والتي كان فيها أولا ” فان رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا ” (يو62: 6)، مؤكدا على أنه نزل من السماء وسيصعد إلى السماء وفي نفس الوقت هو موجود في السماء وعلى الأرض في آن واحد، ففي الوقت الذي كان فيه في السماء كان موجودا أيضا على الأرض وفي كل مكان، وفي الوقت الذي كان فيه على الأرض كان موجودا أيضا في السماء وفي كل مكان ولم يخلوا منه مكان. كما تكلم عن وجوده وكينونته قبل إبراهيم ”

قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن
” (يو58: 8)، وعن وجوده الأزلي قبل الخليقة، بلا بداية ” مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك

قبل كون العالم
000 لأنك أحببتني

قبل إنشاء العالم
” (يو5: 17،24)، كما تكلم عن كونه الإله الوحيد الذي لا بداية له ولا نهاية ” أنا الألف والياء البداية والنهاية الأول والأخر ” (رؤ13: 22).

 وفي كل أحاديثه تكلم عن نفسه باعتباره الإله المتجسد، الإله والإنسان، ابن الله وابن الإنسان، ابن الله الذي بذل ذاته عن حياة العالم، وابن الإنسان الآتي على السحاب والديان والموجود في السماء وعلى الأرض وفي كل مكان في آن واحد.

 


4 ماذا يقول عنه الكتاب المقدس بصفة عامة:

 كلمنا الكتاب المقدس ككل، بعهديه القديم والجديد، من خلال نبوات الأنبياء وأقوال الرب يسوع المسيح نفسه وما قاله وكتبه تلاميذه ورسله بالروح القدس، بوضوح وصراحة وبدون لبس أو غموض، عن شخصه الإلهي مؤكدا أنه الإله القدير والإله الحق الذي على الكل الموجود في حضن الآب بلا بداية ولا نهاية، كلمة الله وصورة جوهره، الواحد مع الآب في الجوهر، الذي له كل ما للآب من طبيعة وصفات وأسماء وعظمة ومجد وكرامة، وأن الروح القدس الذي هو روح الله هو روح الابن أيضا كما يقول الكتاب ” روح ابنه ” (غل6: 4)، ” روح يسوع المسيح ” (19: 1)، وأنه هو الذي يرسل الروح القدس كما يرسله الآب ” المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي ” (يو26: 15)، وأنه يعمل كل ما يعمله الآب، كل أعمال الله وعلى رأسها الخلق. وباختصار فكما يقول هو ”

كل ما للآب هو لي
” (يو15: 16)، ”

أنا والآب واحد 000 أنا في الآب والآب في
” (يو30: 10؛10: 14). وفيما يلي بعض الآيات التي تؤكد صراحة أنه الله والإله:

U





عظيم هو سر التقوى

الله ظهر في الجسد
(1تي16: 3)
.

U



لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا

إلها قديرا أبا أبديا
رئيس السلام
(اش6: 9)
.

U



لترعوا كنيسة

الله التي اقتناها بدمه
(أع28: 20)
.

U



لأنه يوجد

اله واحد ووسيط واحد
بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح
(1تي5: 2)
.

U
” ونحن في الحق وفي ابنه يسوع المسيح

هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية
” (1يو20: 5).

U



إلهنا ومخلصنا العظيم يسوع المسيح
” (تي13: 2).

U
” ومنهم المسيح حسب الجسد

الكائن علي الكل الإله المبارك
” (رو5: 9).

U
” أما عن

الابن
يقول كرسيك

يا الله
إلى دهر الدهور ”
(عب8: 1).
.

U
” أجاب توما وقال له (ليسوع المسيح)

ربي والهي

(يو28: 20).

U
” يسوع المسيح

هو هو أمساً واليوم والي الأبد
” (عب8: 13).

U


الإله الحكيم الوحيد مخلصنا
له المجد والعظمة والقدرة والسلطان ” (يه25).

U


أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي يأتي القادر علي كل شئ
” (رؤ8: 1).

 وكانت أعماله هي أعمال الله: فهو خالق الكون ومدبره:

U



” في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة


والحياة كانت نور الناس ” (يو1: 13).

U
” الذي

هو صورة الله غير المنظور
بكر كل خليقة فانه

فيه خلق الكل
ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين

الكل به وله قد خلق الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكل
” (كو15: 116).

 هو أيضا صورة الله وبهاء مجده ” الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة

كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به أيضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته
” (عب2: 13)، وصاحب السلطان علي الكون ” كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه

فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان ابدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض
” (دا13: 7،14).

 كما أن صفاته هي نفس صفات الله كالوجود الأزلي الأبدي، بلا بداية وبلا نهاية، والوجود في كل مكان ”

وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء
” (يو13: 3) والعلم بكل شئ ” الآن نعلم انك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد لهذا

نؤمن انك من الله خرجت
” (يو30: 16).

 أما كون المسيح ابن الله ووصف الكتاب له بذلك باعتباره هو كلمة الله ”

في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله
” (يو1: 1) وعقل الله الناطق وصورة الله غير المنظور ”

المسيح الذي هو صورة الله
” (2كو4: 4)، المساوي لله الآب ”
الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون
معادلا لله
” (في6: 2)، ”

الذي هو صورة الله غير المنظور 000 فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل به وله قد خلق، الذي هو قبل



كل شيء وفيه يقوم الكل


” (كو15: 1)، وبهاء مجد الله الآب ورسم (صورة) جوهره، والموجود دائما وأبدا في حضن الآب من الأزل وإلى الأبد، بلا بداية ولا نهاية ”
الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو
في حضن الأبهو خبر
” (يو18: 1)، ”
لأنه لمن من الملائكة قال قط أنت ابني أنا اليوم ولدتك وأيضا أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا” (عب5: 1)، المولود من الآب وفي ذات الآب قبل كل الدهور نور من نور إله حق من إله حق. من الآب ”
أنا اعرفه
لأني منهوهو أرسلني
” (29: 7)، وفي الآب ”

أنا في الآب والآب في 000 صدقوني أني في الآب والآب في
وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها ” (يو10: 14،11)، وواحد مع الآب ”

أنا والآب واحد
” (يو30: 10). وهذا ما يؤكده الكتاب أيضا في العشرات من آياته:

 فقد وصف ب ”
ابن الله الحي” ؛ ” أنت هو المسيح

ابن الله الحي
” (مت16: 16)، و ” المسيح

ابن الله
” (مت63: 26)، وفي بدء الإنجيل للقديس مرقس يقول ” بدء إنجيل يسوع المسيح

ابن الله
” (مر1: 1)، وكانت الشياطين عندما تراه ” تصرخ وتقول أنت المسيح ابن الله ” (لو41: 4). وأكد الرب يسوع المسيح للجموع أنه ابن الله الذي من ذات الله الآب والذي له كل صفاته والذي يعمل جميع أعماله ؛ ” فمن اجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه لأنه لم ينقض السبت فقط

بل قال أيضا أن الله أبوه معادلا نفسه بالله

،فأجاب يسوع وقال لهم الحق الحق أقول لكم لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئا إلا ما ينظر الآب يعمل

لان مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك
، لان الآب يحب الابن ويريه جميع ما هو يعمله وسيريه أعمالا أعظم من هذه لتتعجبوا انتم،

لأنه كما أن الآب يقيم الأموات ويحيي كذلك الابن أيضا يحيي من يشاء، لأن الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن، لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله

000
لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان، لا تتعجبوا من هذا فانه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا




السَّيِّئَاتِ




إلى قيامة الدينونة


” (يو18: 529).

 وهكذا يعلن لنا الوحي الإلهي حقيقة لاهوت الابن ووحدته مع الآب ومساواته له في كل ما له من ألقاب وصفات وأعمال، ومساواته له في الجوهر وكنه منه، من نفس جوهره.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي