تميَّز المسيح بكونه صاحب السلطان علي كلّ ما في الكون

 

وكان المسيح يشفي جميع المرضي بقوَّته هو الصادرة من ذاته سواء الخارجة منه، يقول الكتاب “
وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ لأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ.
” (
لو6/19
)، “

وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا هُدْبَ ثَوْبِهِ فَقَطْ.
فَجَمِيعُ الَّذِينَ لَمَسُوهُ نَالُوا الشِّفَاءَ

” (
مت14/36
)، “
وَحَيْثُمَا دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ وَضَعُوا الْمَرْضَى فِي الأَسْوَاقِ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ!
” (
مر6/56

ولذا فقد كان هو ذاته، بطبيعته، غير قابل للمرض لأنَّ قوَّة الحياة وقوَّة الشفاء كانت كامنة فيه ولم يكتسبها من غيره مثل بقيَّة الأنبياء “
فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ
” (
يو1/4
). أمَّا كلّ الأنبياء فقد كانوا، جميعهم، مُعرَّضين للأمراض وفي حاجة للمسيح ليشفيهم. وهذا هو الفرق بين المسيح وبين جميع الأنبياء فهو الطبيب الأعظم لكلِّ البشريَّة.

 يقول الربّ يسوع المسيح ويُؤكِّد أنَّ له السلطان علي كلِّ ما في الكون “

دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ

.
” (
مت28/18
).

ولذا فهو يعمل كلَّ شيء يختصّ باللَّه الآب كما قال “
اَلآبُ يُحِبُّ الاِبْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ.
” (
يو3/35
)، “

لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ.

” (
يو5/19
).”
لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هَذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ.
” (
يو5/20
)، “
لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الاِبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.
” (
يو5/21
). كان للربِّ يسوع المسيح السلطان علي كلِّ شيءٍ في الكَوْنِ؛ علي المادة وعلي الطبيعة وعلي البحار وعلي الهواء وقد نفَّذ ذلك فعلاً وعملاً:

 
فقد أشبع خمسة آلاف رجلٍ غير الذين كانوا معهم من أطفال ونساء بخمسة خبزات وسمكتين “
ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ لْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ: اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءةً. وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.
” (
مت14/19-21؛ أنظر مر6/13-21؛لو9/10-17؛يو6/1-14
).

 
وفي مرَّة أخري أشبع أربعة آلاف آخرين غير الذين كانوا معهم من نساء وأولاد بسبع خبزات وقليل من صغار السمك “
وَأَخَذَ السَّبْعَ خُبْزَاتٍ وَالسَّمَكَ وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى تَلاَمِيذَهُ وَالتَّلاَمِيذُ أَعْطَوُا الْجَمْعَ. فَأَكَلَ
الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا. ثُمَّ رَفَعُوا مَا فَضَلَ مِنَ الْكِسَرِ سَبْعَةَ سِلاَلٍ مَمْلُوءَةٍ وَالآكِلُونَ كَانُوا أَرْبَعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ.”
(
مت15/36-39
).

 في المعجزة الأولي حوَّل الربّ يسوع المسيح من الرغيف الواحد إلي ما يُشبع أكثر من ألف رجل غير النساء والأطفال، بل وفَضُلَ عنه حوالي قفَّتَين ونصف، كما حوَّل من أقل نصف سمكة صغيرة إلي سمكٍ كثيرٍ أشبع أكثر من ألف شخص. وفي المعجزة الثانية فعل تقريبًا نفس ما فعله في الأولي. وهذا يعني أنَّ ما حدث علي يَدَيْه هو عمليَّة خلق، خلق من الرغيف الواحد كمًا كبيرًا من الأرغفة! وخلق من أقل من نصف سمكة صغيرة كميةً كبيرةً من السمك! فهل يمكن أنْ يفعل ذلك مجرَّد إنسان؟.

 
كما مشي علي الماء وجعل تلميذه بطرس أيضًا يمشي علي الماء “
وَأَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ مُعَذَّبَةً مِنَ الأَمْوَاجِ. لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ مُضَادَّةً. وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ
مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ.فَلَمَّا أَبْصَرَهُ التَّلاَمِيذُ
مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِاضْطَرَبُوا قَائِلِينَ: «إِنَّهُ خَيَالٌ». وَمِنَ الْخَوْفِ صَرَخُوا! فَلِلْوَقْتِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَشَجَّعُوا!
أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». فَأَجَابَهُ بُطْرُسُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ». فَقَالَ: «تَعَالَ». فَنَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ السَّفِينَةِ وَمَشَى عَلَى الْمَاءِ لِيَأْتِيَ إِلَى يَسُوعَ… وَلَمَّا دَخَلاَ السَّفِينَةَ سَكَنَتِ الرِّيحُ.
وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».


” (
مت 14/25-33
).

 وفي هذه المعجزة المركَّبة مشي المسيح علي الماء وكأنَّها أرض يابسة في روضةٍ خضراءٍ دون أنْ يتأثَّر لا بالرياح العاصفة ولا بالأمواج الهائجة! ممَّا يؤكِّد سيطرته علي ناموس الطبيعة وسلطانه علي الرياح والبحار، وبمجرَّد دخوله السفينة هدأت الرياح العاصفة المضادَّة وسكن البحر الهائج، بل وتخطَّي حدود المكان والزمان إذ بمجرَّد دخوله السفينة وصلت للبرِّ في التوِّ واللحظة “
وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا.
” (
يو6/21
). وهذا ما أثار ذهول من كانوا في السفينة وجعلهم يسجدون له معترفين بأنَّه ليس مجرَّد بشر ولكن ابن الله “


وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!

».
“.

 
وهدأت الرياح الشديدة والبحر الهائج وأسكتت العاصفة بكلمة الأمر الصادرة منه “
وَإِذَا اضْطِرَابٌ عَظِيمٌ قَدْ حَدَثَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى غَطَّتِ الأَمْوَاجُ السَّفِينَةَ وَكَانَ هُوَ نَائِماً….
ثُمَّ قَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ فَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ.

“، ويُضيف القدِّيس مرقس “
وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ. ابْكَمْ». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ.
” (
مر4/39
)، “
فَتَعَجَّبَ النَّاسُ
” “

فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً

” (
مر4/41
) “

قَائِلِينَ: «أَيُّ إِنْسَانٍ هَذَا! فَإِنَّ الرِّيَاحَ وَالْبَحْرَ جَمِيعاً تُطِيعُهُ»

” (
مت8/24-26
)، وأيضًا “
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ الرِّيَاحَ أَيْضاً وَالْمَاءَ فَتُطِيعُهُ!
” (
لو 8/25
).

 
وهنا نراه ينتهر البحر الهائج والرياح الشديدة العاصفة قائلاً”
اسْكُتْ. ابْكَمْ

” فتخضع له وتطيع أمره. ويستخدم الكتاب كلمة “

انْتَهَرَ

” هنا وعندما شفي حماة بطرس “

وَانْتَهَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا

” (
لو4/39
)، وعند إخراجه للشياطين “

انْتَهَرَ الرُّوحَ النَّجِسَ قَائِلاً لَهُ: … اخْرُجْ مِنْهُ وَلاَ تَدْخُلْهُ أَيْضاً!»

” (
مر9/

25
)، كصاحب الأمر والسلطان الذي يطيعه كلّ ما في الكون المادة والطبيعة والأرواح ومسبّبات الأمراض.

وحوَّل الماء إلي خمر “
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلَأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْراً وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ… دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ. وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ

” (
يو2/7-10
).

 
وفي هذه المعجزة لم يلمسْ المسيح الماء لا قبل تحوُّله ولا بعد تحوُّله إلي خمرٍ جيدةٍ، فقد تمَّت المعجزة وتحوَّل الماء إلي خمرٍ بمجرَّد كلمة الأمر منه “
امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً
.
..
اسْتَقُوا الآنَ
“،

وفيما بين هاتَين الكلمتَين تحوَّل الماء، كيميائيًا، وحدث فيه تغيُّرات كيميائيَّة جوهريَّة إلي خمرٍ، أي تحوَّل من مادةٍ إلي مادةٍ أخري مختلفة عنها تمامًا، وهذه ليست مجرَّد معجزة عاديَّة إنما هي عملية خلق، خلق خمر جيدة من مجرَّد ماء عاديَّة. لذا يقول الكتاب أنَّه بهذه ” الآية ” أظهر يسوع مجده فآمن تلاميذه أنَّه قادر علي كلِّ شيءٍ.

 
وأمر التلاميذ أنْ يلقوا الشباك ثانية بعد أنْ تعبوا الليل كلَّه ولم يصطادوا شيئًا فامتلأت الشباك والسفينة حتي تخرَّقت الشباك وأوشكت السفينة علي الغرق من كثرة السمك “
وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ قَالَ لِسِمْعَانَ: «ابْعُدْ إِلَى الْعُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». فَأَجَابَ سِمْعَانُ: «يَا مُعَلِّمُ قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَلَكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ». وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ الَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلَأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الْغَرَقِ. فَلَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذَلِكَ خَرَّ عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ قَائِلاً: «اخْرُجْ مِنْ سَفِينَتِي يَارَبُّ لأَنِّي رَجُلٌ خَاطِئٌ». سمعان بطرس
” (
لو5/4-8
).

 
تعب بطرس ورفقاؤه الليل كلَّه معتمدين علي خبرتهم كصيادين محترفين ولم يكنْ هناك في تلك المنطقة سمك علي الإطلاق، وبناء علي أمر المسيح وكلمته ألقي بطرس بالشبكة، وهنا حضر السمك من أماكن بعيدة جدًا وجاء في لحظات قليلة جدًا وملأ الشبكة، فقد أطاع السمك كلمته وجاء إلي الشبكة. وهذا يدلّ علي معرفة المسيح وعلمه بما هو في باطن البحار، ككلِّيّ العلم، وبقوَّتِه غير المحدودة التي جعلت السمك يتحوَّل في لحظات إلي الشبكة.

 
وأمر تلميذه بطرس أنْ يصطاد سمكة ويفتح فمها ليجد فيه عملة من ذهب ليدفع بها الضريبة


وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».
” (
مت17/24-27
).

 
وهنا نراه كالقدير والعالم بكلِّ شيءٍ فقد علم بما دار، بعيدًا عنه، بين بطرس وجامعي الضرائب دون أنْ يكون معهم وقبل أنْ يُخبره بطرس بشيءٍ، وعندما أمر بطرس أنْ يأخذ صنَّارته ويذهب إلي البحر ليصطاد سمكة واحدة أكَّد له أنَّه سيجد في فمها أستارًا، والأستار قطعة نقديَّة تساوي أربعة دراهم، وهو المبلغ المطلوب بالضبط لسداد الضريبة! مما يؤكِّد علمه الكلِّيّ بما في قلب البحار وبطن أو فم السمكة التي في قلب البحر، وأنَّه أمر هذه السمكة، حاملة الأستار، من وسط آلاف الأسماك أنْ تدخل في صنارة بطرس! وقد تمَّ بالفعل ما قاله وما أمر به ككلَّيّ القدرة.

 
وعندما صعد إلي السماء صعد بذاته، إرتفع لأعلي دون أنْ يحمله أي شيء ماديّ “
وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ
” (
لو24/51
)، “
وَلَمَّا قَالَ هَذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ.
” (
اع1/9
). لم يحتاج لا إلي ملاك أو سحاب أو أي وسيلة روحيَّة أو ماديَّة لتصعد به إلي السماء التي جاء منها بقدرته غير المحدودة وعاد إليها بنفس القدرة.

 كان يفعل كلّ ما يريد وقتما يشاء متخطيًا كلّ نواميس الطبيعة لأنَّه ربّ الطبيعة، ربّ الكون وخالقه ومُدَبِّرَه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي