صلب المسيح فى تقرير بيلاطس البنطى

إنكار وضع المسيح علي الصليب يتعارض مع شهادة شهود العيان ” ‏وشهادة شهود العيان في هذه الجزئيّة بالذات لا تشوبها شائبة تَنَاقض أو خِلاف ‏بين الشهود. كلّ شهودهم مُجْمِعُون عليها.. في مسألة القبض علي المسيح ‏ووضعه علي الصليب يستحيل بحق إهدار شهادة شهود العيان، وكذلك وقائع ‏محاكمة المسيح أمام السنهدرين وأمام الحاكم الرومانيّ بيلاطس. قبضوا عليه، ‏وحاكموه، ووضعوه علي الصليب. وشهد بذلك عشرات بل مئات من شهود ‏العيان، ولا تناقض في شهادة شهود العيان بهذا الصدد يمكن التعويل عليه في ‏رفض محتوى شهادتهم “. ” أليس المطلوب هو إثبات صدق القرآن الكريم فيما أخبر به من أنَّ أعداء المسيح ‏ما قتلوه وما صلبوه؟ يتحقّق المطلوب دون حاجة إلي الاعتماد في ذلك علي التسليم ‏بنظريّة إلقاء الشبه، ودون أنْ نصطدم بضرورة إهدار شهادة الشهود في مسألة ‏يستحيل فيها إهدار شهادة الشهود. ومن المعلوم أنَّه في بعض الحالات يمكن ‏التدليل علي فساد شهادة الشهود، وفي حالات أخري لا يكون هنالك سبيل إلي ‏إهدار شهادة الشهود. والقبض علي المسيح ووضعه علي الصليب من المسائل التي ‏لا يجوز إهدار شهادة الشهود بشأنها – والحق يُقال – بأي حال من الأحوال. إنَّهم ‏مُجْمِعُون عليها، ولا تناقض داخلي بشأنها، والحق يُقال أيضًا ولا ينبغي كمسلمين ‏أنْ نجادل بالباطل أبدًا. إنَّ الله سبحانه وتعالي يأمرنا بذلك. إنَّ الله يأمرنا أنْ نجادل ‏بالتي هي أحسن. والاعتراف بالحقائق، وعدم الجدال بالباطل إنما هما من أهم ‏ركائز الجدل بالتي هي أحسن. هل يجادل بالتي هي أحسن من يُنكر الحقائق ولا ‏يعترف بها؟”.‏

‏ ويُضيف ” لأنَّ التمسّك بالمعني الأوّل من معاني إنتفاء الصلب بإنكار وضع ‏المسيح علي الصليب يُعَرّض مصداقية القرآن الكريم ذاتها للخطر.. إنَّ مَثَلَ ‏مَن يُعَارضون أنْ يكون أعداء المسيح قد وضعوه فعلاً علي الصليب كَمَثَل شخص ‏حضر حفل زفاف صديق، وأثناء الحفل وقعت حادثة قتل أُتُّهم فيها هذا الشخص ‏وعندما يتمّ سؤال هذا الشخص: هل حضرت حفل زفاف صديقك أم لا؟ يقول لا، ‏أنا لم أحضر حفل زفاف صديقي. وإذا شهد شاهدان علي أنَّه كان يجلس بينهما في ‏ذلك الحفل نجد أنَّ إنكار ذلك الشخص حضوره الحفل يُسِئ إلي موقفه في التحقيق ‏ولا يُفيده “. ‏

ثالثاً: إنَّ نظريّة إلقاء الشِبْه وردت في إنجيل برنابا وهذا هو الدليل الثالث علي ‏فسادها وعدم صحتها: ” إن الاحتجاج بورود هذه النظريّة في إنجيل برنابا يكشف ‏قبل أي شئ علي أنَّ هذه النظريّة ليست من بنات أفكار أيّ مُفَسّر مسلم، بل هي

فكرة مسيحيّة.. وفضلاً عن ذلك نجد أنَّ النصاري لا يعترفون بصحّة إنجيل ‏برنابا كله، ولن نجد مسيحيا واحداً يعترف بصحّته. سيقول لك علي الفور أنَّه ‏إنجيلٌ مزيفٌ مُنْتَحَل لا صحّة ولا حُجَّة لكلِّ مُحْتَوَاه. إنَّه أبُوكْرِيفَا.‏

‏ولا يصحّ لنا كمسلمين أنْ نُقيم عقائدنا علي أساس من نصوص إنجيل برنابا الذي ‏لا يَعْتَرِف النصاري به ولا يجوز أنْ نثق بنصّ من نصوص إنجيل برنابا “.‏

رابعاً: ” يوجد رابعًا سبب هام وهو عدم قدرة أي مفسّر من القائلين بهذه النظريّة ‏علي تحديد الشخص الذي ألقي الله عليه شبه المسيح عليه السلام. يقول بعضهم ‏‏- وراجع ما شئت أي تفسير موجز أو مطول – إنَّ الله ألقي شبه سيّدنا عيسي علي ‏يهوذا. ويقول بعضهم: إنَّ الله ألقي شبه سيّدنا عيسي علي شخص يدعي ‏طيطانوس. ويقول بعضهم: إنَّ الله ألقى شبه سيّدنا عيسي علي واحد من أتباعه ‏تطوّع لتحمُّل هذا المصير بدلاً من المسيح بعد أنْ وعده المسيح أنْ تكون له الجنة ‏دون تحديد لهذا الشخص بشيءٍ سوي أنَّه واحد من أتباعه. ويقول بعضهم: إنَّه ‏واحد من حرّاس المسيح.‏

‏ وأنت تعرف يا صاحبي أنَّه يلزم تحديد شخص واحد بعينه ألقي الله عليه شبه ‏سيّدنا عيسي. وعدم تحديد شخص واحد بعينه يفسد هذا الادعاء تمامًا من الناحية ‏الشكليّة البحتة. ولو مات رجل قتيلاً إثر طعنة سكين، ويريد أحد أنْ يُدافع عن ‏أحدِ المتّهمين بأنَّ شخصًا آخر غير المتّهم هو الذي طعنه بالسكين، لوجب عليه أنْ ‏يُحدّد من هو هذا الشخص تحديدًا قاطعًا. ولو تعدّدت الاحتمالات لأفضي ذلك إلي ‏عدم تحديد القاتل وكان ذلك من مصلحة المتهمين جميعًا مهما كان عددهم كبيرًا.‏

‏ ولا ريب أنَّ تضارب آراء المفسّرين علي هذا النحو بصدد رأيهم ونظريتهم ‏القائلة بإلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غير المسيح يضعف من نظريّتهم هذه ‏إلي حدِّ الانهيار “.

خامساً: ” وخامس الأسباب الدالة علي فساد نظرية إلقاء الشبه هذه هو أنَّ أي ‏مفسّر لا يستطيع أنْ يقول أو يدّعي أنَّه شاهد شبه المسيح يلقيه الله سبحانه وتعالي ‏علي شخص آخر. ولو زعم أحدهم هذا الزعم لكان زعمه باطلاً بطبيعة الحال. ‏ويزداد هذا الزعم ضعفاً وانهياراً لو لم يملكْ من يزعمه أي دليل علي صحته “. ‏

سادساً: ” ضمائر الغائب الكثيرة الموجودة في الآية الكريمة.. ما شأن ضمائر ‏الغائب الكثيرة الموجودة بالآية الكريمة؟ وكيف تدل علي خطأ المفسّرين في القول ‏بنظريّة إلقاء شبه المسيح علي شخص آخر غير المسيح؟

‏ نعرف جميعًا أنَّ ضمائر الغائب المفرد لا بد من إرجاعها إلي شخص تعود عليه ‏ضمائر الغائب. والمعقوليّة شرط لصحّة إرجاع ضمير الغائب إلي من يُفترض ‏رجوع ضمير الغائب إليه.. (وقد) اختلف المفسّرون الإسلاميّون بشأنه اختلافًا ‏كبيرًا ولم يُصِبْ أحدهم الرأي الصواب في إرجاع هذه الضمائر إلي من تعود عليه ‏بشكل قاطع حتي الآن، إنَّهم جميعًا يُرَجِّحون إرجاع ضمير الغائب إلي المسيح في ‏قول الله سبحانه وتعالى: “وما قتلوه وما صلبوه صحيح تماماً ولكن الاستمرار في ‏إرجاع ضمير الغائب إلي المسيح في بقيّة الآية الكريمة خطأ وغير مقبول، ويُرْبِك ‏المعني الصحيح للآية الكريمة “. ‏

‏ ” فإذا وصلنا إلي قول الله سبحانه وتعالى: ” وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا “. أرجو منك يا صاحبي أنْ نُحَدّد ‏ضمائر الغائب المفردة في هذا الموضع من الآية الكريمة.. إنَّ ضمائر الغائب ‏المفرد كثيرة في هذا الموضع من الآية الكريمة. قلت: وقد أرجعها المفسّرون ‏المسلمون كلّها إلي المسيح.. إنَّ ضمائر الغائب المفرد المتكرّرة في هذا ‏الموضع تعود إلي اختلافهم، أي اختلاف أهل الكتاب من اليهود والنصارى في ‏مسألة أنَّ المسيح قد مات علي الصليب أم لم يمت علي الصليب. هذه المسألة ‏اختلفوا فيها، هذا الشأن ” اخْتَلَفُواْ فِيهِ ” وبدءاً من ضمير الغائب المفرد الموجود‏

بآخر حرف الجر هنا تعود الضمائر علي الشأن الذي ” اخْتَلَفُواْ فِيهِ ” ولا تعود إلي ‏المسيح عليه السلام. هل اختلفوا في أنَّ الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه هو ‏المسيح أو هو شخصٌ آخرٌ؟ هذا احتمال ضعيف جدًا وبالغ الضعف وعديم ‏المعقولية. ويلزم أنْ يكون الرأي السليم سليمًا في نظر كل الناس وليس في نظر ‏المسلمين وحدهم..

 إنَّ أعداء المسيح لو كانوا قد اختلفوا بشأن شخص المسيح ‏وهل هو الشخص الذي حاكموه وقبضوا عليه ووضعوه علي الصليب لكان الأقرب ‏إلي المعقوليّة أنْ يتحروا ويدققوا ويحققوا هذه المسألة كل التحري والتدقيق ‏والتحقيق. وليس من المعقول طبعًا أنْ يكون هدف أعداء المسيح هو قتل المسيح ‏صلبًا ثم يقبلون بسهولة وبساطة وسذاجة أنْ يقتلوا ويصلبوا شخصًا آخر غيره. ‏لو اختلفوا في شخص المسيح لكان الأقرب إلي الصواب والمعقوليّة أنْ يوقفوا ‏إجراءات تنفيذ الحكم ليتحققوا أنَّ شخص الإنسان الذي يقومون بتنفيذ الحكم عليه ‏‏. وهذا التحقّق سهل ميسور لهم. وليس هناك أسهل من أنْ يحاوروا ويناقشوا ‏الشخص الموجود بين أيديهم ليكتشفوا حقيقته، خصوصًا أنَّ اليهود لم يعمدوا ‏إلي قتل المسيح غيلة، بل إنَّهم استصدروا حكمًا بقتله صلبًا من الحاكم الروماني ‏بيلاطس “.‏

‏ ” إنَّ مصلحتهم تفرض عليهم ذلك، إنَّهم يريدون قتل وصلب شخص معيّن وليس ‏قتل وصلب أي شخص آخر غيره “. ” يقول الله سبحانه وتعالى: (مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ) وضمير الغائب الملحق بحرف الجر (بِهِ) يجعل المعني – والله أعلم بمراده – ‏هو: ” ما لهم بشأن موته أو عدم موته على الصليب من علم “.‏

‏ ” قال المفسرون: إنَّ ضمير المفرد الغائب هنا يعود علي المسيح، مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ. هل هذا معقول؟ كيف يكون شهود العيان الموجودين حول الصليب الذي ‏ُصلب عليه المسيح ما لهم بالمسيح من علم؟ هل يكون المفسّرون المسلمون الذين ‏لم تطأ قدم أحدهم في الغالب الأعم مكان الصليب، أعلم بالمسيح، وبما لو كان هو ‏

الشخص الموجود علي الصليب مِنْ مَنْ كانوا شهود عيان لهذا الحدث التاريخي العظيم‏؟ لقد مضت قرون وقرون بين الزمان الذي وُلد فيه أولئك المفسّرون وبين وقت ‏هذا الحدث العظيم. أمّا عندما يعود ضمير المفرد الغائب في هذا الموضع علي ‏شأن من الشئون هو عدم معرفة أعداء المسيح ما إذا كان المسيح قد مات علي ‏الصليب أمّ أنَّه لم يمتْ علي الصليب، نجد أنَّ المعني يتضح ويستقيم ويُصبح معنًي ‏معقولاً مقبولاً والله أعلم بمراده.. “.‏

‏ ويعلق الأستاذ الجوهري علي إشكالات الرازي بقوله: ” هيا نقتبس سطورًا مما ‏كتبه الإمام الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية الكريمة بدءاً من صفحة (515) ‏بالجزء الخامس من طبعة دار الغد العربي بالقاهرة في تفسيره مفاتيح الغيب، يقول ‏الإمام الفخر الرازي ما نصّه: ” وفي الآية سؤالان: السؤال الأول: قوله تعالى: ‏‏(شُبِّهَ) مُسند إلي ماذا؟ إنْ جعلته مسندًا إلي المسيح، فهو مُشَبَّّه به وليس بمُشَبِّه، ‏وإنْ نسبته إلي المقتول فالمقتول لم يُجْرَ له ذكر “. ويضيف ” إنَّ الإمام الرازي قد ‏استهل تفسيره للآية الكريمة ببحث الإسناد في قوله تعالى: (شُبِّهَ) وتساءل: مُسند ‏إلي ماذا؟ ولتكون فكرة الإسناد واضحة يا صاحبي دعني أنشّط ذاكرتك لتفهم ‏بوضوح المقصود بالإسناد الذي يُشير إليه الإمام الرازي. لو قلت: (ضرب عمرو ‏زيدًا) فالضرب مُسند وعمرو مسند إليه ولما كان فعل (شُبِّهَ) في الآية في صيغة ‏المبني للمجهول، وحسب نظرية إلقاء الشبه التي سبق أنْ أشرنا إليها وإلي فسادها ‏لا بد من وجود الحيرة وعدم القدرة علي الفهم.. والسؤال بصيغة أخري يمكن ‏أن يُصاغ هكذا: ” إذا كان أعداء المسيح حول الصليب، قد شُبِّهَ لهم، فماذا شُبِّهَ ‏لهم بالضبط؟ هل شُبِّهَ لهم أنهم قتلوا شبيه المسيح علي الصليب، وبذلك يكون ‏الأمر قد اختلط عليهم مرّتين لا مرّة واحدة، اختلط عليهم الأمر في المرة الأولى إذ ‏خُيِّل إليهم وظنّوا أنَّ الله قد ألقى شبه المسيح علي غيره، وخُيِّل إليهم في المرة ‏الثانية وظنّوا واحتاروا ولم يستطيعوا أنْ يقطعوا برأي فيما كانوا قد قتلوا شبيه ‏المسيح أم قتلوا المسيح؟”.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جلد د

ثم يقول ” والقول بنظرية إلقاء شبه المسيح علي غيره لا يثبت لتمحيص بيننا ‏كمسلمين، ولا يثبت لجدل بيننا وبين خصوم الإسلام “. ‏

‏ وبعد أنْ يفنّد علي الجوهري نظرية إلقاء شبه المسيح علي شخص آخر يذكر ما ‏يُؤمن به هو: ” إذا لم يكن معني قوله سبحانه وتعالى: ولكن شُبِّهَ لَهُمْ هو إلقاء شبه ‏المسيح علي شخصٍ آخر غيره، فما هو معناها؟ هل لها معنى آخر؟، وما هو هذا ‏المعنى الأخير؟ نعم معناها هو: ولكن اختلط الأمر عليه، اختلط عليهم ما إذا كان ‏المسيح قد مات علي الصليب فينزلونه ويدفنونه أم أنَّه لم يمتْ علي الصليب. لقد ‏اختلفوا بهذا الشأن فعلاً “.‏

‏ وهكذا يتضح لنا أنَّ نص سورة النساء غير الواضح في مسألة صلب المسيح أوقع ‏الجميع في حيرة مما جعل البعض يعتمد علي الخرافات، أو ما يُسَمَّي ‏بالإسرائيليات، والبعض الآخر يؤلّف روايات من وحي خياله، والبعض يصرّ ‏علي الإيمان بالنصّ كما هو ولكنّه يُفسّره هو أيضًا فيقول أنَّه ينفي الصلب عن ‏المسيح، والبعض يحاول أنْ يوفّق بين النصّ وبين المنطق والعقل والتواتر ‏والحدث التاريخيّ لصلب المسيح والمسجّل في كل كتب التاريخ والتي لا تقول شيء ‏مطلقًا بل ولا تعرف شيء مطلقًا عن نظريّة الشبه!!!!!‏

 

2 – إلقاء شبه المسيح على آخر يوقع البشرية في ضلالة كبرى: ‏

‏ إنَّ القول بإلقاء شبه المسيح علي آخر وصلبه بدلاً عنه واعتقاد كل من اليهود ‏والرومان وتلاميذ المسيح ورسله وأمّه العذراء القدّيسة مريم بأنَّ الذي صُلِبَ هو ‏المسيح ثم كرّزوا في العالم أجمع بأنَّ الذي صُلِبَ هو المسيح وآمن الملايين، بل ‏المليارات، عبر التاريخ أنَّ المسيح هو الذي صُلِبَ، في حين أنَّ الذي صُلِبَ، ‏حسب نظرية الشبه، هو آخر غير المسيح فماذا تكون النتيجة؟؟!! والإجابة هي ‏ضلالة كبري لا مثيل لها في تاريخ الكون!!!!‏ فقد اعتقد اليهود أنَّهم قتلوا المسيح، وهذا ما شهد به القرآن ” وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ.. “، وشاع ذلك بين الأمم، وهذا ما حدث أيضًا وسجّله المؤرّخون، ‏ولكن الأهم والأخطر هو أنَّ تلاميذ المسيح ورسله الذين أعدّهم للكرازة بإنجيله في ‏العالم كله، قد شاهدوا المصلوب وآمنوا أنَّه المسيح وبشّروا في كل مكان أنَّ الذي ‏صُلِبَ هو المسيح!!! بل وجمعوا الإنجيل، بالروح القدس، ودوّنوا فيه حادثة ‏الصلب تفصيليًا لدرجة أنَّها تكوّن ثلث الإنجيل، بل وهي محور كرازة الرسل ” ‏نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً ” (1كو1/23)، وبسبب كرازتهم وبشارتهم بالمسيح ‏مصلوبا آمن الملايين، بل والمليارات منذ القرن الأول وحتي الآن، بل وقد يصل ‏الذين يؤمنون بذلك منذ القرن الأول وحتى نهاية العالم مليارات المليارات، ولو ‏افترضنا صحّة نظرية إلقاء شبه المسيح علي آخر تكون هذه المليارات من البشر قد ‏آمنت بخدعة وضلالة كبري!!!‏

‏ والسؤال هنا هو من الذي أوقع هذه المليارات في هذه الخدعة وهذه الضلالة ‏الكبري؟؟؟!!! وبمعني آخر؛ من هو الذي خدع البشريّة وأوقعها في هذه الضلالة ‏الكبري، المزعومة؟؟!! ولو سرنا مع أصحاب نظرية الشبه فستكون النتيجة ‏مريعة وغير منطقيّة وغير معقولة، فلو افترضنا، معهم، أنَّ الذي ألقي شبه ‏المسيح علي آخر هو الله!! فستكون النتيجة، بحسب هذه النظرية، أنَّ الله هو ‏الذي خدع البشرية وأوقعها في هذه الضلالة الكبري، فهل يقبل العقل ذلك؟؟!! ‏وحاشا لله من ذلك وتعالي عنه علوًا كبيرًا!! فهذا يعني عدّة أمور لا يقبلها عقل ولا ‏منطق ؛ وهي أنَّها تنسب لله الجهل والعجز والخداع والغش وعدم تقدير الأمور، ‏بل والظلم.. إلخ.‏

‏ وحاشا لله من ذلك وتعالي عنه فلم يكن الله في حاجة إلي مثل هذه الوسيلة التي لا ‏تعني إلا الغش والتضليل والخداع، لأنَّه لو فرضنا صحّة هذه النظرية فماذا كانت ‏النتيجة، نقول هي سقوط الملايين بل والمليارات عبر مئات وآلاف السنين من

الذين آمنوا بذلك في الضلال!!! ومن الذي أضلّ هذه الملايين بهذه الخدعة، هل ‏نقول أنَّه هو الله، ونقول؛ حاشا وكلا وتنزّه الله عن ذلك؟؟؟&
yacute;!!!!!!!ý
;‏ وهل يجرؤ ‏أحد أنْ يقول أنَّ الله هو الذي ألقي شبه المسيح علي غيره وترك الناس تسقط في ‏هذه الضلالة الكبري؟؟؟!!! ونقول حاشا لله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ً!!! فهذا ‏لا يتفق مع العقل والمنطق ولا مع قداسة الله وعظمته وجلاله وقدرته الكليّة!!!‏

‏ كما أنَّ هذه النظريّة تصوّر لنا الله بالطريقة التي يتصوّر بها الذين يؤمنون بتعدّد ‏الآلهة آلهتهم الذين يتآمرون ويغشون ويخدعون، فالله، بحسب هذه النظرية ‏يبدو وكأنَّه قد فوجئ باليهود وهم يقبضون علي المسيح وقد عجزت حيلته وقدرته ‏علي إنقاذ مسيحه ولم يستطع أنْ يُنقذه من أيديهم إلا بإلقاء شبهه علي آخر، لكي ‏يُنقذه من أيديهم بهذه الوسيلة مهما كانت نتيجتها!!!!!!!!! ونتيجتها هي إنقاذ شخص ‏واحد، فرد مهما كانت مكانته علي حساب المليارات من البشر؟؟؟!! وأكرّر حاشا ‏لله من ذلك وتعالى عنه علوًا كبيرًا!!!!‏

‏ كما أن القرآن يقول ” وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ “، فهل من الهدي والنور ‏أنْ يقع كل من يؤمن به، بحسب هذه النظرية في الضلالة؟؟؟!!! هل يُرسل الله ‏المسيح لهداية البشر ثم ينقذه من اليهود بوسيلة تكون هي السبب في ضلال البشر ‏؟؟؟!! وهل يتفق الهدى مع الضلال؟؟؟!!! وهل يتفق هذا مع حبّ الله غير المحدود ‏للبشرية؟؟؟!!! ونكرّر حاشا لله من ذلك وتعالى عنه علوًا كبيرًا!!!!‏

‏ يقول الكتاب المقدس ” مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ. ” (أعمال 15/18)، ‏ويؤكّد لنا الإنجيل بأوجهه الأربعة أنَّ المسيح لم يكنْ يعمل شيئًا بالمصادفة أو حسب ‏الظروف، إنما كان كل ما يعمله مرتبًا ترتيبًا سابقًا قبل خليقة العالم، بحسب ‏ترتيب أزليّ سابق، فعندما كان يقوم بعمل معجزة ما أو يُعَلّم تعليم ما لم يكن بدون ‏ترتيب سابق، لهذا لم يناقض نفسه أبدًا ولم يغيّر كلامه مطلقًا، وعلي سبيل المثال ‏فعندما حضر عرس في قانا الجليل ونفذت الخمر من العرس، وكانت ‏

العذراء القديسة مريم قد عرفت بالروح القدس أنّه سيصنع لهم معجزة، ” قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». “، ولأنّضه كان يعمل كل شيء في وقته وبحسب ترتيب إلهي دقيق ‏قال لها ” لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ “، أي لا يزال علي صنع هذه المعجزة المطلوبة وقت ‏حتي لو كان هذا الوقت مجرّد لحظات، فقالت هي بالروح القدس للخدام ” مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ ” وفي الوقت المعين، وبعد الحديث مع العذراء ليس بكثير قال للخدم ” ‏امْلأوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأوهَا إِلَى فَوْقُ.” (يو2/1-8). وفي ‏قصة إقامة لعازر من الموت، يقول الكتاب ” وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضاً وَهُوَ لِعَازَرُ.. ‏ فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: «يَا سَيِّدُ هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ: «هَذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللَّهِ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللَّهِ بِهِ».. فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ.. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لِتلاَمِيذِهِ: «لِنَذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ أَيْضاً». وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ. ” (يو11/1-13). وقد ترك المسيح لعازر حتى مات وظلّ في ‏القبر أربعة أيّام لكي يُقيمه من الموت بعد أنْ تعفّن جسده وأصبح رميمًا، فيتمجّد ‏من خلال عمله هذا المسيح كابن الله ويتمجد الله في ذاته. ‏

‏ وهكذا لا يتم عمل الله بالمصادفة أو بحسب الظروف إنما بترتيب إلهيّ سابق. ‏ولا يمكن بل ومن المستحيل أنْ يكون الله قد رتّب لخديعة البشر وغشّهم وإيقاع ‏مليارات الناس في هذه الضلالة الكبري!!! ونكرّر حاشا لله من ذلك

من مخطوطة أخري أكثر قدما, أما هذه المخطوطة فهي مكتوبة في القرن السُادسِ أَو السابعِ وتوجد منها نسخة يونانية في متحف باريس

 

رسالة هيرودس إلى بيلاطس، الحاكم

من هيرودس إلى بيلاطس البنطى, حاكم أورشليم، سلام:

1 في قلقِ عظيمِ أَكْتبُ إليك هذه الأشياءِ، التي عندما ستسَمعها ستُحْزَنُ من أجلي لأن بينما ابنتي الغالية هيروديا، كَانَت تلْعبُ عند بركة ماءِ يُغطي الثلجُ سطحها، فانهار تحتها وسقط جسدها بالكامل وقُطِعَ رأسها وظُلَّ على سطحِ الثلجِ وها هي أمّها تَحْملُ رأسها على رُكَبِتيها في حضنِها، وكل بيتي في حُزنِ عظيمِ2 لأني، عندما سَمعتُ عن الرجلِ يسوع، أردتُ المَجيء إليك، لأُقابلُه على انفراد واسْتمعُ لكلامَه، لأعلم إن كَانَ كلامه مثل كلام بني البشر3 وبالتَأَكِّد هذا بسبب عديد مِنْ الأشياءِ الشريّرةِ التي فعُلتْها ليوحنا المعمدان، ولأني سَخرتُ مِنْ المسيح، فها أنا أَنال عاقبة عدم صلاحي، لأني أرقتُ دمّاءَ أطفال كثيرَين لذا فأن أحكام الإله مستقيمة، لأن كُلّ إنسان ينال حسب فكرِه لكن لكونك كُنْتَ جدير برُؤية رجلِ الإله، لذا لمن الملائمُ لَك أَنْ تصلّي من أجلي4 أبني ازبونيوس يُعاني أيضاً ألامِ ساعةِ الموتِ5 وأنا أيضاً في مأساةِ وتجربةِ العظيمةِ، لأني أعاني من مرضُ الاستسقاء وأنا في ضِيقِ عظيمِ، لأني اضطهدت مقدّمَ المعموديةِ بالماءِ، يوحنا فأن أحكام الإله مستقيمة يا أَخّي6 وفقدت زوجتي البصر في عينِها اليسرى بسبب حزنها على ابنتِها، لأننا أردنَا إعْماء عينِ الحق

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين Hebrews 04

7 ليس هناك سلام لفاعلي الشرِّ، يَقُولُ الرب لأنه وقعت بلوى عظيمةِ على الكهنةِ وعلى كُتّبِة الناموس لأنهم أسلموا البار إليك8 لأن هذا هو إنجازُ العالمِ، بأنّهم قَبلوا أن تُصبح الأمم الوريثةَ لأن بني النور سَيَطْردونَ، لأنهم لمَ يدركوا الأمور التي أوصي بها الرب والمتعلّقة بابنه9 لذا منطق حقويك، وتلقي الاستقامة، أنت وزوجتِكَ مُتذكرين يسوع ليلاً ونهاراً؛ والمملكة سَتَكون لك أيها العزيز، لأننا نحن الشعب المُختَاَر هزئنا من البار10 الآن إن كان هناك موضعا لالتماسنا يا سيدي بيلاطس، لأننا كُنّا ذات مرةً ذو سلطة، ادْفنُ عائلتَي بعناية، لأنه من الصواب أَنْ نُدْفَنَ من قبلك وليس مِنْ مِن قِبل الكهنةِ، الذين سيلحق بهم الانتقام بعد وقت قليل، كما يذكر الكتاب المقدّس، عند مجيء يسوع المسيح11 أتركك فى سلام، مَع زوجتكَ بروكلا12 أُرسلُ إليك أقراطَ ابنتِي وخاتمِي, ليَكُونا لَك لأعداد حفل تأبين موتِي لأن الديدانُ بدأُت بالظُهُور مِنْ جسدِي، ويا ويلي، فها أنا ألاقي دينونة دنيويَة، وأَخاف من الدينونة الآتية لأنه في كلاهما نَقِفُ أمام أعمالَ الإله الحيّ؛ لكن هذا الدينونة، الدنيويُة، ليست إلا لفترة من الوقت، بينما الدينونة الآتية فهي إلى الأبد

 

تقرير بيلاطس، الحاكم

تقرير يختص بالرب يسوع، أُرسلَ إلى أغسطس قيصرِ في روما في زمان صُلب الرب يسوع بموجب أوامر بيلاطس البنطي، حاكم فلسطين، الأمور التى سُجلت هنا في أورشليم وعُمِلتْ مِن قِبل اليهود ضدّ الرب أرسلَها بيلاطس إلى القيصرِ في روما، مع تقريرِه الخاصِّ:

1 إلى العظيم السلطة، أغسطس قيصر، مِنْ بيلاطس، مدير المقاطعةِ الشرقيةِ:

2 لقد تَلقّيتُ معلومات, بغاية الأهمية، لدرجة إنني تخوفِت وارتعدُت لأنه فى هذه المقاطعة التي أُديرُها، فى إحدى مُدنِها التى تدْعَى أورشليم، أسّلمت لى حشود اليهود رجلا يدعي يسوع، واتهموه بعديد مِنْ التّهم، لكنهم لم يكونوا قادرين على أثباتها بدليلِ قاطع3 لَكنَّهم اتهموه ببدعةُ واحدة بشكل خاص، أن يسوع قال أن السّبت لم يكَنَ للراحة، ولا هم راعوه فأنه أدّى عديد مِنْ الأشفية فى ذلك اليومِ، وجعل الأعمى يرى والأعرجَ يمشي، لقد أقام المَوتى, طُهر البرص، أبرأ المشلولينَ الذين كَانوا غير قادرين على تَحريك أجسادِهم أَو يُثبّتونَ أعصابَهم بشكل كامل بل كانوا يتكلّمَون ويناقشُون فقط، فأعطاَهم القدرةَ أن يمَشوا ويركضِوا، مزيلا وهنَهم بكلمتِه فقط4 هناك عمل آخر هائل جداً وغريبُ على آلهتنا: فقد أقام رجل مات منذ أربعة أيامَ، يَستدعيه بهذه الكلمةِ فقط، بينما الرجل الميت بَدأَ يفَسد وجسدِه فسدَ بالديدانِ التي كَانتْ قَدْ فُقّستْ، وكَانَ يجب أن تكون له رائحة كلب كريهةُ؛ لكن، رآه راقدا في القبرِ، فأَمرَه أن يرَكْض، ولم يتواني الرجلَ بالمرة، بل كعريس يخرج من حُجرتِه، خَرجَ مِنْ قبرِه ممتلئ برائحة عطرة قوية5 علاوة على ذلك، حتى الغرباءَ والمسكونين بالشياطين بشكل واضح، الذين كَانَوا يقطنون في الصحاري ويؤذون أجسادهم، ويهيمون كالمواشي والزواحف، سكنوا المُدنِ، وبكلمة أعادَ لهم عقولهم وهَيّأَهم أَنْ يُصبحوا حكماء وأقوياء ومشهورين، آخذُين طعامَهم مَع كُلّ أعداء الأرواحِ الغير طاهرة التي كَانت تهدمهم، والذين ألقوا فى عمقِ البحرِ

6 وثانيةً، كان هناك رجل آخرُ كان ذو يد يابسة، ولم تكن اليد فقط بل نِصْف جسدِ الرجل كَانَ كالحجارة، ولم يكن له لا شكلَ إنسان ولا جسد متناسق؛ حتى هذا شفاه بكلمة وأصلح كُلّ شئ7 وامرأة أيضاً، كَانَ تنزف منذ زمن طويل، وتلفت أوردتها وشرايينها، ولَمْ تَلدْ بالمرة، بل كانت مثل إنسان ميتِ وتمضي حياتها صامتة، لأن كُلّ أطباء المنطقةِ كَانوا غير قادرين على علاجها مَكثَت هناك بلا أمل فى الحياةِ، لكن بينما كان يسوع يعبر بها تَلقّتْ قوّةَ بشكل غامض من ظِلِّه السْاقطُ عليها مِنْ الخلف لَمستْ طرف ثيابه وفي الحال، في ذات تلك اللحظة، ملأت القوّةَ أطرافِها المُنهَكةِ، وكما لو أنَّها لم يسبق أَنْ عَانتْ من أيّ شئِ من قبل، بَدأتْ تركض نحو كفرناحوم، مدينتها، حتي أنها وَصلتْها في رحلة استغرقت ستّة أيامِ

8 لقد أعلنتُ هذه الأشياءِ التي علمتها مؤخراً، والتي فعلها يسوع فى السّبتِ وهو فعَلَ معجزاتَ أخرى أعظمَ مِنْ هذه، حتي إني لاحظتُ أعمالَ أعظمَ مِنْ الأعجوبة التى تفعلها الآلهةِ التي نَعْبدُها9 لكن هيرودس ورئيس الربع وفيلبس، وحنان وقيافا، مَع كُلّ الشعب، أسلّمَوه لي، مًثيرين اضطرابات عظيمة ضدّي كي لا أطلقه لذا، أَمرتُ بأنّ يُصْلَبَ، وجَلدتُه أولاً، مع إِنَّني لم أجد أي علّةِ فيه بالنسبة للتهم أَو المعاملاتِ الشريّرةِ10 وعندما صُلِبَ، كانت هناك ظلمةُ على كُلّ العالم، والشمس اختفت نِصْفِ النهار، والنجوم ظَهرتْ، لكن بلا لمعانَ فيها؛ وفَقدَ القمرَ سطوعِه، كما لو أنه مُلَوَّن بالدمِّ؛ وعالم الرَاحِلينِ تهاوى، حتى أن ذات قدس أقداس الهيكل، كما يَدْعونَه، لَمْ يَظْهرْ إلى اليهود أنفسهم في سقوطِهم، لَكنَّهم لاحظوا هوّة في الأرضِ ودوي الرعدِ المتتابعِ

11 ووسط هذا الذعر، ظَهِر الموتى أحياء ثانيةً، كما شهد اليهود بأنفسهم وقالوا بأنّه كَانَ إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، والآباء الإثنى عشرَ، وموسى، وأيوب، الذي ماتَ قبل ذلك بنحو ثلاثة ألاف وخمسمائة سنةَ كما يَقُولونَ12 وكان هناك كثيرين جداً ممن شاهدتهم أنا بنفسي يظُهُرون بأجسادهم، وناحوا على اليهود، بسبب الجريمةِ التي اقترفوها، وبسبب دمارِ اليهود وشريعتهم13 ذعر الزلزالِ أستمر مِنْ الساعةِ السادسةِ حتى الساعةِ التاسعةِ؛ وعندما حل مساء اليومِ الأولِ مِنْ الأسبوع، بَدأَ هناك صوت مِنْ السماءِ، والسماء أصبحتْ مضيئة سبعة أضعاف إضاتها فى الأيام أخرى وفي الساعةِ الثالثةِ مِنْ الليلِ، ظهرت الشمس مضيئة كما لم تُضئ من قبل قط، مضيئة كل الأرضَ

14 وبينما كانت تَظْهرُ ومضاتَ خاطفةَ فجأة في العاصفة، كان هناك بعض الرجالَ، ذو هيبة ومجد, كانوا مجموعة غير معدودة تَصْرخُ، وصوتهم سُمِعَ مثل الرعدِ المدوي ” يسوع الذي صُلِبَ قام من الموت أصعدْوا مِنْ الجحيمِ يا من استعبدتم في أعماق الجحيمِ السفلي15 والهوّة التى فى الأرضِ بدت كما لو أنَّها بلا قاع، بل بدت وكأن أساسات الأرض ذاتها قد ظَهرتْ، مع أولئك الذين صاحوا في السماء، وتمَشوا بين أجساد المَوتى الذين قاموا من الموت16 والذي أقام كُلّ المَوتى والمقيدين في الجحيمِ قالَ، قُولُوا لتلاميذي، أنني أمضي أمامكم إلى الجليل، وهناك ستَرونني

17 وطيلة تلك الليلة لَمْ يُتوقّفْ النور عن الإشْراق ومات كثيرين مِنْ اليهود في الهوّةِ التى فى الأرضِ، حتي أنه في الصباحِ أغلب الذين كَانوا ضدّ يسوع لم يتم العثور عليهم 18 آخرونُ رَأوا ظهورَ الرجالِ يحيون ثانيةً ولم يراهم أحد منّا

19 فقط واحد مِنْ معابد اليهود بقي في أورشليم نفسها، لأن كل المعابد تهدمت في ذلك الخرابِ20 لذا لكوني تعجبت من ذلك الذعرِ، ولكوني سيطرَت على هذا الرعب المخيف، كَتبتُ ما رَأيتُه في ذَلِك الوَقت وأرسلتُه إلى سعادتكم؛ وأضفتُ ما صُنع ضدّ يسوع مِن قِبل اليهود، وأرسلَته إلى سموكم

 

تقرير بيلاطس البنطى، حاكم اليهودية

الذي أُرسلَ إلى طيباريوس قيصرِ في روما

1 إلى الكلي السلطة أغسطس قيصر، مِنْ بيلاطس البنطى، مدير المحافظةِ الشرقيةِ:

2 مع ذلك ممسوسا بالخوفِ والرعدة، تَعهّدتُ بإبْلاغ سموكم بكتابي هذا، أيها الملكِ القدير، بالحالة الحالية، كما أظهرت النتيجة الموضحة3 لأنه بينما أدير هذه المقاطعةِ يا سيدي وفق أوامرِ سعادتكم، أن أحدي المُدنِ الشرقيةِ تُدَعي أورشليم، حيث هيكل أمةِ اليهود مُشَيَّدُ، تجّمعت كُلّ حشود اليهود وأسلّمَوا لي رجل يُدَعي يسوع، مُقدّمُين عديد مِنْ التُهَمِ ضدّه، لَكنَّهم لم يَستطيعوا أَنْ يُدينوه في أيّ شئِ لَكنَّهم كَانَ عِنْدَهُمْ بدعةُ واحدة ضدّه، بأنّه قالَ إن السّبتَ لم يكَن راحتَهم الحقيقيةَ

4 أدي ذلك الرجلِ عديد مِنْ الأشفية والأعمالِ الجيدةِ: لقد جَعلَ العمي يرون، طهّرَ البرص، أقام المَوتى، أبرأ المشلولين الذين لم يَستطيعونَ أَنْ يَتحرّكوا مطلقاً، بل كَانَ لهم صوتُ فقط، وكُلّ عظامهم في مواضعِها؛ فأعطاَهم قوّةَ أن يسَيْروا ويركضِوا، فاعلا ذلك بكلمتِه فقط5 وهو فعَلَ عملاً جبّاراً آخرَ، الذي قد يكون غريبا حتى بين آلهتِنا: لقد أقام لعازر الذى كان قد مات، الذي كَانَ قد مات منذ أربعة أيامَ، أَمْر بكلمة فقط أن الرجل الميت يَجِبُ أَنْ يُقوم، بينما كان جسده قد فسدَ مِن قِبل الديدانِ التي ولّدتْ في جروحِه فأَمرَ الجسدَ النتنَ الذى في القبرِ أن يرَكْض، وكعريس يخرج مِنْ غرفتِه خرج مِنْ قبرِه، ممتلئ برائحة حلوة

6 وبعض الذين أُصيبوا بشكل شديد بالشياطينِ وكَانَوا يسكنون البراري وتلفت أطرافِهم، وقاموا وناموا بين الزَواحْف ووحوشِ البرّيةِ، لقد جَعلَهم يسُكُنون المُدنِ في بيوتِهم وبكلمة جَعلَهم عاقلين، وأولئك الذين كانوا مسكونين بالأرواحِ الغير طاهرة جَعلَهم حكماء وشرفاء، والشياطين التي كانت فيهم أرسلَوا إلى قطيع الخنازيرِ وغرقوا فى البحرِ7 ثانيةً، شخص آخر كَانَ بيد يابسة وعاشَ في آلام، ولم يكَنَ نِصْفُ جسدِه سليم، أصلح كُلّ شئ مِن قِبل كلمة فقط8 وامرأة كَانَت مُصابة بنزف دمِّ لوقت طويل، حتى أنه بسبب النزف ظهرت كُلّ مفاصل عظامِها وبدت مثل الزجاجِ، لأن كُلّ الأطباء رَفضوها دون أملِ ولمَ يشفوها، لأنه لم يكن هناك أملَ فيها ولا صحةِ على الإطلاق؛ لكن بينما كان يسوع يَمْرُّ من أمامها لَمستْ أطراف ملابسه مِنْ الخلف، وفي ذات تلك اللحظة تجددت كل قوي جسدِها، وصارت بالكامل كما لو أنَّها لم تكن تعيش فى مأساةُ، وبَدأتْ ترَكْض بسرعة نحو مدينتِها

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر أستير 13

9 وهذه الأمر وَقعتْ كما ذكرت، لكن اليهود قالوا بأنّ يسوع قام بها في السّبتِ وأنا رَأيتُ أنّ الأعاجيبِ التى فعلها أعظمِ مما تفعله الآلهةِ التي نَعْبدها10 بعد ذلك هيرودس وارخيلاوس وفيلبس، وحنان وقيافا، مَع كُلّ الشعب، أسلّمَوه لي لأحاكمه ولأن كثيرَين أثاروا الشغب ضدّي، أَمرتُ أَنْ يُصْلَبَ11 وعندما صُلِبَ، حلت ظلمةَ على كُلّ العالم؛ اختفتْ الشمس تماما، وبَدتْ السماءَ مُظلمةً رغم أنه كَان نهارا، حتى أن النجوم ظهرت، مع ذلك لم يظهر لمعانَهم

12 إني أفترض أن سموكم غير غافلَ أنهم أناروا مصابيحَهم في كُلّ العالمِ مِنْ الساعةِ السادسةِ حتى المساء والقمر، الذي كَانَ مثل الدمِّ، لَمْ يُشرقْ طوال الليل، بالرغم من أنّه كَانَ كاملا، وناحت النجومَ على اليهود بسبب الجريمةِ التى اقترفوها13 وفي اليومِ الأولِ مِنْ الأسبوع، حول الساعةِ الثالثةِ ليلا، بَرزتْ الشمس كما لم تُشرق من قبل، وأصبحتْ السماء ساطعة بالكامل14 وبينما كان البرقُ يومض فى العاصفة، ظهر بَعْض الرجالِ ذو هيبة وشكل جميلِ ومجدِ يتعذر وصفهِ، ظَهرَوا في الهواءِ، وحشود غير معدودة من الملائكةِ تصيح عاليا وتقول، المجد للإله في الأعالي، وعلى الأرضِ السلام، وبالناس المسرة: أصْعدُوا مِنْ الجحيمِ يا من أنتم فى العبوديةِ في أعماقِ الجحيمِ15 وعند صياحهم كانت كُلّ الجبال والتلال تتُحرّك، والصخور تتمُزّق، وحدثت هوّة عظيمة في الأرضِ حتي أن مواضع الهاويةِ ذاتها كَانتْ مرئية

16 ووسط ذعرَ الأناس المَوتى برؤيتهم يحيون ثانيةً، حتى أن اليهود الذين رَأوا ذلك قالَوا ” لقد نَظرنَا إبراهيم وإسحاق، ويعقوب، والبطاركة الإثنى عشرَ، الذين ماتوا قبل حوالي ألفين خمسمائة سنة، ونَظرنَا نوح بشكل واضح في الجسدِ”

17 وسارت كُلّ الحشود وأنشدَت التراتيلَ إلى الرب بصوت عالي قائلين ” الرب إلهنا، الذي قام من الأموات، الذى أحيّاً كُلّ المَوتى، وسلب الجحيم وذَبحَه18 لذا يا سيدي الملكِ، لمْ يُنقطعْ النور طيلة تلك الليلة, لكن عديد مِنْ اليهود ماتوا، غاصَوا وإبتلعَوا في الهوّةِ فى تلك الليلةِ، حتي أن أجسادَهم لم تٌري فيما بعد أَقْصدُ أَنَّ هؤلاء اليهود الذين تَكلّمَ ضدّ يسوع قد عانوا معبد واحد فقط ظَلَّ في أورشليم، لأن كُلّ المعابد التي كَانتْ ضدّ يسوع تهدمت19 خلال ذلك الرعبِ، لكوني مندهش ومرتعد، في ذات تلك ساعةِ أَمرتُ أن يُكتب كل ما فعلوه، وها أنا أرسله إلى جلالتكم

 

رسالة بيلاطس البنطى

التي كَُتبَت إلى الإمبراطورِ الرومانيِ والمتعلّقُة بالرب يسوع المسيح

من بيلاطس البنطى إلى طيباريوس قيصرِ، الإمبراطور، سلام:

1 بخصوص يسوع المسيح، الذي أعلنتُه لك بالكامل في رسالتِي الأخيرةِ, نال عقوبة مريرة أُوقعَت بإرادة الشعبِ، بالرغم من أنّني لم أكَنَ غير راغبَ ومتردّدَ في الحقيقةِ، علي مدي العصور الماضية ولا التى ستأتي لن يكَونَ هناك إنسان بغاية البر ومستقيم مثله2 لكن الشعبَ أثارَ شغبا عجيبا، وكُلّ كتّابهم ورؤسائهم وشيوخهم وافقوا على صَلْب سفيرِ الحق هذا، بالرغم من أن أنبيائهم، مثل العرافين عندنا، نَصحَوا بعكس ذلك؛ وعندما كان مُعلق ظَهرتْ علاماتَ خارقةَ، وفي حكمِ الفلاسفةِ هدّدتْ العالم بأكملهَ بالخرابِ3 إن تلاميذه يَتباهونَ، وبسلوكِهم وزهدِهم الحياةِ لا يُنكرونِ سيدَهم؛ بالعكس، في اسمِه هم رحماء جداً4 لو لم أكن أخشي عصيان الشعبِ، الذي كَان غاضبا تقريباً، لكان ممكن أن يعيش ذلك الرجلِ بيننا

5 ومع هذا، ولكوني بالأحرى مُلزم بالوفاءِ لمنزلتك، عندئذ ومنقادا من رغبتي، لَمْ أُجاهدْ بكُلّ قوّتي لإيقاْف ذبح وإراقة الدمِّ البريء, البريء من كُلّ اتهام، بشكل ظالم حقاً، من خلال حقد البشر، ومع ذلك، كما تذكر الكتب المقدّسة تُفسّرُ، إلى دمارِهم6 الوداع الخُامس من أبريل

 

محاكمة بيلاطس وإدانته

1 عندما وصلت الرسائلَ إلى مدينةِ روما، وقُرِأتْ لقيصرِ مَع كثيرِين كانوا يقِفُون هناك، لأنهم جميعاً كانوا فزَعين، لأنه بسبب جريمةِ بيلاطس، وَقعتْ الظلمةَ والزلزالَ فى كافة أنحاء العالم وقيصر، ممتَلئَ بالغضبِ، أرسلَ الجنود وأَمرَ بأحضار بيلاطس كسجين2 وعندما وصل إلى مدينةِ روما، وعلم قيصر أنّه وصل، جَلسَ في هيكلِ الآلهةِ فوق مجلس الشيوخِ، مع كُلّ رؤساء الجيش، ومع كُلّ حشود قادته، وأَمرَ بوقوف بيلاطس في المدخلِ3 وقال قيصر له ” أيها الأثيمِ، عندما رَأيتَ مثل هذه العلاماتِ العظيمةِ تجري على يد ذلك الرجلِ، لماذا تجاسرُت أن تفعل هكذا؟ بتَجَاسُرك بعمَلُ هذا العملُ الشريّرُ خرّبتَ كُلّ العالم4 فقال بيلاطس ” أيها الملك والحاكِم المُطلَق‏، أنا لَستُ مذنب بهذه الأشياءِ، لَكنَّهم جموع اليهود هم المذنبين

5 فقال قيصر ” ومَنْ هم؟ قالَ بيلاطس ” هيرودس، أرخيلاس، فيلبس، حنان وقيافا، وكُلّ جموع اليهود6 فقال قيصر “لأي سبب نفّذتَ هدفَهم؟”7 وقالَ بيلاطس ” إن أمتهم مشاغبةُ ومتمرّدةُ، ولَيسَت خاضعَة لسلطتِكَ”8 فقال قيصر ” عندما أسلّموه إليك، كان يَجِبُ أنْ تَجْعلَه آمن وتُوفدُه إلي، ولا توافقُ علي صَلْب مثل هذا الرجلِ، الذي كَانَ بارا وفعل مثل هذه المعجزاتِ العظيمةِ، كما ذكرت في تقريرِكَ لأنه بمثل هذه المعجزاتِ كشف يسوع أنه المسيح، ملك اليهود”

9 وعندما قال قيصر هذا ونطق بنفسه باسمَ المسيح، سَقطَت كُلّ الآلهةِ، وأصبحَت كالترابِ حيث جلس قيصرِ بمجلس الشيوخِ وامتلئ كُلّ الشعب الوَاقفَ بقرب قيصرِ بالرعب بسبب نطقِ الكلمةِ وسقوطِ آلهتِهم، وخرجوا جميعاً خَرجوا، كُلّ رجل إلى بيتِه، واستولىَ عليهم الخوفِ وتَعجِّبِوا من كل ما وَقعَ10 وأَمرَ قيصرَ أن يُحفظ بيلاطس بأمان، كي يَعْرفُ حقيقةَ يسوع

11 وفي اليوم التالي عندما جلس قيصر في الكابيتولِ مع كُلّ مجلس الشيوخ، أمر باسْتِجْواب بيلاطس مرة آخري وقال قيصر ” أذكر الحقيقةَ أيها الأثيم، لأنه بسبب عملِكَ الأثيمِ الذي ارتكبته ضدّ يسوع، حتي هنا تصرفك الشريّرةِ أُظهر في تلك الآلهةِ التى تهدمت قُلْ إذن, من هو هذا الذي صُلِبَ، لأن اسمِه حطّمَ كُلّ الآلهة؟12 فقالَ بيلاطس، إن سجلاته بالتأكيد حقيقية، لأنني أنا نفسي إقتنعتُ بأن أعمالِه أعظمَ مِنْ كُلّ أعمال الآلهة التي نُبجّلُها13 فقال قيصر ” لأى سبّبُ إذن ارتكبت ضدّه مثل هذه الجريمة وأنت غير جاهل به، أَم تتعمّدُ أثارة المشاكلِ لدولتي؟14 فقالَ بيلاطس” لقد فعلت ذلك بسبب شغب وعصيانِ اليهود الأشرارِ15 وامتلئ قيصر بالغضبِ وأحتجز الاجتماع بكل الشيوخ والضبّاط، وأَمرَ بكتابة مرسوم ضدّ اليهود كالتالي: إلى ليسيانوس الذي يَحْملُ الدرجة الأولى في القُطرِ الشرقيِ سلام:

16 لقد أُطلعتُ على الجريمة التى ارتكبت مؤخراً مِن قِبل اليهود سْاكنُي أورشليم والمُدن التى حولها، وعَمَلهم الغير قانوني، وكيف أكرهوا بيلاطس أن يصَلْب إله مُعين يُدَعي يسوع، وبسبب جريمتهم العظيمةِ هذه أظُلّمَ العالم وإجتذبَ له الخرابِ17 لهذا قرّرْت، بجهاز الجنود، بالذِهاب إليهم هناك فى الحال وإخضاعهم إلى العبوديةِ بهذا المرسومِ بالامتثال إلى وللإجراء ضدّهم، وتشتيتهم خارجا في كُلّ الأممِ واستعبادُهم، وبسيَاْقَ دولتِهم مِنْ كُلّ اليهودية بأسرع ما يمكن، حيث أنه حتي الآن لَمْ يَظْهرُ أنّهم مملوءين بالشرِّ

18 وعندما وصل هذا المرسومِ جاءَ إلى القُطرِ الشرقيِ، ليسيانوس أمتثل إليه خوفِا من المرسومِ وخرّبَ كُلّ دولة اليهود، وتسبّبَ الذين تُرِكوا في اليهودية أن يدُخُلوا العبوديةِ مَع الذين تشتتوا بين الأمم، كي يُعْرَفُ لدى قيصرِ بِأَنَّ هذه الأشياءِ قَدْ تمت لترضيه مِن قِبل ليسيانوس ضدّ يهود القُطرِ الشرقيِ19 وصمّمَ قيصرُ أن يستجوبَ بيلاطس مرة آخري، وأَمرَ القائد ألبيوس بقَطْع رأسِ بيلاطس، قائلا، كما وَضعَ الأيادي على الرجلِ البار الذي يُدْعَى يسوع، هو أيضاً سَيَسْقطُ بطريقة مشابهة ولَنْ يَجدَ أي نجاةِ

20 وعندما جاءَ بيلاطس إلى الموضعِ صَلّى صمتِ، قائلا، إلهي، لا تسحقني مَع العبرانيين الأشرار، لأنني لمَ يكن ينبغي أَنْ أَضِعَ الأيادي فوقك، لكن لأن دولةِ اليهود بلا قانون، لأنهم أثاروا العصيان ضدّي؛ لكنك تعرف إِنَّني فعلت ذلك بجهلِ21 لذا لا تسحقني يُحطّمُني بسبب خطيئتِي هذه، ولا تنبهة إلى الشرِّ الذي فيّ يا إلهي وفي خادمِتكَ بروكلا التى تقِفُ مَعي في ساعةِ موتِي، التي أعلّمتَها برؤية بأنّك ينبغي أنْ تُسمّرَ على الصليبِ لا تُعاقبْها أيضاً بخطيئتِي، بل اغْفرُ لنا، وأحصينا من عداد أبرارك22 وعندما أتمَّ بيلاطس صلاته، جاءَ صوت مِنْ السماءِ قائلا: ” كُلّ الأجيال وبيوت الأمم سَيَدعونك مُبارك، لأن من قبلك تحققت كُلّ هذه الأشياءِ التي قيلت مِن قِبل الأنبياء المتعلّقُة بي؛ وأنت نفسك ستَظْهرَ كشاهدي في مجيئي الثانيِ، عندما سَأَدين أسباط إسرائيل الإثنى عشرَ الذين لمَ يعترفوا باسمَي23 وقَطعَ الحاكمَ رأسَ بيلاطس، وظهر ملاك الرب يستلم نفسه 24 وعندما رَأتْ بروكلا زوجتَه الملاك أتيا ويَتسلم رأسهَ، أمتلئ بالفرحِ، وأسلمت الروح فى الحال ودُفِنَت مَع زوجِها

 

يذكر سنكسار الكنيسةِ الأرثوذوكسية اليونانيةِ، تحت 28 أكتوبر تذكار بروكلا زوجة بيلاطس. يذكر التقويم الأثيوبي “بيلاطس وزوجته بروكلا “تحت 25 يونيو. سببَ وَضْع هذه الأسماءِ بين القديسين، أن بيلاطس بغسل يديه شَهدَ ببراءةَ يسوع، بينما أرادَت بروكلا نُصْح زوجِها مِنْ الامتثال لليهود. القصّةُ السابقة تجعل من بيلاطس شهيد؛ وتريليان يَجْعلُه تقريباً قدّيس.

ذُكر فى مخطوطة كتاب تاريخ الأديرة لأبو المكارم سنة 1209 م أنه توجد كنيسة بيلاطس البنطي الذى آمن واستشهد على اسم السيد المسيح على يد طيباريوس قيصر فى منطقة أسقفية أبيار بمحافظة الغربية بمصر

فما تعقيب الأخوة المسلمين على تلك البراهين التى تثبت فساد مقولة القرآن بعدم صلب السيد المسيح

ما تعقيبهم على النور الذى ينبثق من القبر المقدس بأورشليم عشية عيد القيامة, وهذا أمر يمكنهم التحقق منه بعد ثورة الإتصالات التى يشهدها العالم. وتوجد عشرات المواقع على الأنترنت تحوي صور وأفلام عن تلك المعجزة التى تحدث كل سنة منذ القيامة حتى الآن, أي لقرابة ألفي سنة, ما تعقيبهم وتلك المعجزة تحدث أمامهم, وكانت تحدث وأرشليم تحت سلطتهم أبان الإحتلال الإسلامي العربي لأورشليم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي