أنا هو نور العالم

™gè e„mi tÕ fîj toà kÒsmou

+ “ثم كلَّمهم يسوع أيضاً قائلاً: أنا هو نور العالم، مَنْ يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يو 12: 8)


“أنا هو

™gè e„mi

”:

تكلَّمنا كثيراً عن هذا اللقب في شرح إنجيل القديس يوحنا

(







[1]







)

، فهو النطق الإلهي ليهوه في كل العهد القديم: “اسمع لي يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته:
أنا هو

™gè e„mi
، أنا الأول وأنا الآخر، ويدي أسَّست الأرض ويميني نشرت السموات
” (إش 12: 48). وقد نطقها المسيح في سفر الرؤيا بحروفها: “فوضع يده اليُمنى عليَّ قائلاً لي: لا تخفْ
أنا هوالأول والآخِر والحيُّ، وكنت ميتاً وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين آمين، ولي مفاتيح الهاوية والموت” (رؤ 17: 1و18)

إذاً، فهذه البادئة “أنا هو”، بادئة استعلانية تفيد أن المسيح يستعلن في ذاته يهوه العهد القديم بسلطان واقتدار.


“أنا هو نور العالم”:

هنا تجيء كلمة “النور”
fîj
مُعرَّفة ب “أل”

، لتستقطب النور ككلٍّ مطلق لحساب المسيح، حيث يصير المعنى: أنا هو النور الكلي
للعالم، فلا يعود نور آخر للعالم ولا يعود أحد آخر غير المسيح يُحتسب نوراً له.

والآية بكاملها سواء “أنا هو” أو “نور العالم” معرَّفاً ب “أل”، هي آية استعلانية، يستعلن المسيح فيها نفسه باعتباره يهوه الله للعهد الجديد. و“أل” في “النور” تشير إلى شخص المسيح وليس إلى طبيعته، وبهذا لا يُحسب النور هنا أنه انبثاق، بل هو إرسال شخصي. وبذلك يتحدد المعنى تماماً في كَوْن النور هنا يعمل بشخص المسيح وليس بطبيعة الله، بمعنى أن المسيح لا ينير ولكن يعطي نفسه: “فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس
” (يو 4: 1). فهو لا ينير العالم، ولكن يعطيه الحياة بشخصه، حياة هي حياة الله القائم في النور.

والمسيح أوضح ذلك في بقية الآية بقوله: “.. مَنْ يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل
يكون له نور الحياة

” (يو 12: 8). “ونور الحياة” نسمعها كما سمعنا “خبز الحياة”، فلا الخبز خبز ولا النور نور بل الحياة في المسيح هي الخبز وهي النور. فالعالم لا يحتاج إلى نور يضيء له ما فيه، بل يحتاج إلى حياة جديدة كليًّا قائمة على نور الله. بمعنى أن قول المسيح: “أنا هو نور العالم
” يهدف أساساً إلى تغيير العالم ليأخذ حياة جديدة كليًّا. لذلك فهدف المسيح من وجوده في العالم يتركز في الإيمان به شخصياً ليتحوَّل العالم إلى نور في المسيح: “ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا
أبناء النور” (يو 36: 12)

إذاً، فبالإيمان بالمسيح الذي يقوم على حالة اتحاد يتحوَّل العالم بأبنائه إلى عالم النور أي عالم الله. والمسيح أعطى نفسه للعالم، وذلك من خلال ثلاثة مداخل: مدخل المحبة، ومدخل الحق، ومدخل بذل الحياة حتى الموت:

+ فقد “أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى
” (يو 1: 13)، وهكذا أسكن حبه الكنيسة التي جعلها جسده بل ملكوته،

+ وأدخل الحق بأن عرَّف تلاميذه كل ما عند الآب، فاستُعلن الحق للعالم وشهد له: “ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق
” (يو 37: 18)،

+ ثم بذل حياته حتى الموت، تمكيناً للمحبة وتأسيساً للحق، حتى يأكل العالم الحب ويشرب الحق.

ولكن لم يقل المسيح إنه قائم دائم في العالم، فالمسيح لم يرهن ذاته لعالم الإنسان، بل حذَّر الإنسان أن وجوده في العالم إلى زمنٍ، لذلك كان الإلحاح على اتِّباعه والإيمان به شديداً: “النور معكم
زماناً قليلاً بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام، والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب” (يو 35: 12)

حينما قال المسيح ذلك كان آنذاك محصوراً في زمان قليل بالفعل، حتى إنه بعد أن قال ذلك، أكمل القديس يوحنا كلامه موضِّحاً مدى السرِّية فيه قائلاً: “تكلَّم يسوع بهذا ثم
مضى واختفى عنهم

” (يو 36: 12). ولكن لا يزال المسيح حتى اليوم يعرض نفسه لكل مَنْ يفتح قلبه، ولكن حذار! فالعرض لن يدوم. فإذا توانى الإنسان في الاستجابة ثم عاد يبحث عن الصوت، فلن يجده. فوجود المسيح، كنور العالم أو كنور الإنسان، حينما يبدأ يستعلن للإنسان ذاته رهنٌ بالاستجابة، وكأن العالم وكل إنسان في العالم مسئول عن وجود المسيح ودوامه، فإما نقبل النور فنصير أبناء له أو بالحري أصحابه، أو لا نقبله فيتم قول الإنجيل: “ثم مضى واختفى عنهم
” وبهذا تتحدد الدعوة لنكون، إما أصحاب النور، وإما أعداءً وفي الظلمة نعيش، وبهذا يكون في قول المسيح: “أنا هو نور العالم
“وعدٌ بالبقاء وعهدٌ يدوم للعالم بقدر ما يؤمن العالم بالنور ويتحول إلى نور الحياة، فيعيش الحب ويدرك الحق.

وبنظرة عميقة كاشفة من خلال ستار التاريخ، نرى أن العالم والإنسان الذي في العالم سجَّل لنفسه اختبارات ناجحة في احتواء النور والالتحام به والتبنِّي له، شيء يفوق العقل والحصر. فعصور بأكملها كاد العالم فيها كله أن يكون له حب ودراية بالنور والحق تجلَّت في قمم رسل وقديسين وأساقفة لاهوتيين بلغوا هامات الرؤى والتجلِّي وسجَّلوا اختبارات ومعارف صارت قائمة لحساب العالم تشهد له أنه قطع مراحل هائلة في التغيير. وهذه كلها حُسبت كرصيد للعالم في سجلات المسيح الذي افتتحها يوم قال: “أنا هو نور العالم
” علماً بأن الإخفاقات والسلبيات لا تُحسب في سجلات التغيير سواء في سرعته أو كميَّته. فالعالم لا يزال يتغير ويكسب مواقع، وله خلفية تدفعه وتؤمِّن حركته. فالذي قال: “أنا هو نور العالم
“قالها وهو يعلم قُدرة النور على اكتساح الظلمة والنصر النهائي لقيامة الحياة، مهما اكتسب الموت من مواقع وزمن. وقد قلناها مرة إن المسيح لم يتقدم إلى الصليب إلاَّ بعد أن راهن على العالم كله. فإن كان الشيطان قد جال وصال ولطَّخ بعض عصور الإنسان بالظلمة والجهالة، فقيامة العالم عُرفت وحُسبت يوم أن قام المسيح من بين الأموات.

فعندما قال المسيح: “أنا هو نور العالم
” وضع نفسه في مواجهة سلبيات العالم وحركاته الإرتدادية العنيفة. فلابد أن تأخذ هذه عنفوان شدَّتها لتستهلك رصيدها القائم على الغش والخداع والكذب وتزييف الحقائق. ولكن، وبالنهاية، عندما يُستعلن حق الله ويتجلَّى النور ويراه كل بشر، تكفُّ أعمال الإنسان التي استخدمها الشيطان لحسابه ليبدأ عمل النور في عالم النور.


النور والمحبة:

يضع القديس يوحنا الرسول معنى النور في معنى المحبة، ومعنى البغضة في معنى الظلمة. وكما لا يتفق عمل المحبة مع عمل البغضة، هكذا النور مع الظلمة: “وصية جديدة أكتب إليكم ما هو حق فيه وفيكم، أنَّ الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء. مَنْ قال أنه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة، مَنْ يحب أخاه يثبت في النور وليس فيه عثرة. وأما مَنْ يبغض أخاه فهو في الظلمة وفي الظلمة يسلك ولا يعلم إلى أين يمضي لأن الظلمة قد أعْمَتْ عينيه
” (1يو 8: 2
11). أما الظلمة فهي الزمن بدون المسيح، وأما النور فهو في حضور المسيح والمحبة أينما كان.

هكذا صارت لنا “المحبة” مقياساً حساساً للحياة في النور أو الظلمة. ولأن النور
الحقيقيغريب
أصلاً
عن الإنسان وليس من طباعه أو صفاته، لذلك تفضَّل الله وفرض نفسه على الإنسان ليشاركه في نور الحياة، وتفضَّل ونقلنا من الظلمة إلى نوره العجيب، إلى ملكوت ابن محبته. هكذا المحبة الحقيقية أيضاً، فهي كالنور يهبها الله: “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية

” (يو 16: 3). وأصبح الذي يسلك في المحبة يسلك في النور. فإن قال أحدٌ إنه يسلك في النور وهو يبغض أخاه، انكشف في الحال أنه كذاب. لأن الذي يسلك في النور، فهذا يحيا في النور أي يحيا في المسيح، والمسيح ليس خادم البغضة والعداوة.

إذاً، الذي يحيا في المسيح، كما قال المسيح، له “نور الحياة” أي يحب أخاه. وهكذا فالمحبة والنور والحياة ثلاثة مترادفات صديقات، الذي يحيا في إحداهن يحيا في باقيهنَّ. كذلك، وعلى النقيض، فإن البغضة والظلمة والموت هي أيضاً ثلاثة مترادفات معاندات، الذي يسقط في إحداهن يكون قد سقط في الكل.

لذلك فبقول المسيح: “أنا هو نور العالم
” يكون قد دعا ووعد
بآن واحد
بالمحبة والحياة الأبدية، ويكون قد رهن نفسه لكل إنسان في العالم؛ إن هو اتَّبعه وآمن به، فإنه يدخل في عهد محبة الله والحياة الأبدية معه. وهكذا يتحول العالم بتحوُّل كل فرد فيه: من الظلمة والعداوة والموت التي ورثها الإنسان من ماضيه وواقع الحياة التي يحياها، إلى الحب والحياة والنور مع الله، في المسيح!

ولكن ليس مجاناً وهب المسيح نفسه للعالم ليكون له مصدر نور وحياة ومحبة، فقد ثمَّن الله هذه العطية ببذل ابنِهِ حتى الموت محتملاً بغضة قاتليه وظلم المشتكين عليه. وكان الدافع الوحيد الذي جعل الله يتحمَّل هذه المأساة في ابنه، هو محبته الحقيقية للعالم: “هكذا
أحب الله العالم حتى بذل ابنه..”

إذاً، فقول المسيح: “أنا هو نور العالم
“لم يقلها من فراغ ولا مجاناً، بل قد دفع ثمنها مُسْبقاً: حياته على الصليب مع آلام وفضيحة وعار وهو راضٍ
ومسرور:“ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمِّله يسوع
الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليبمستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله

” (عب 2: 12). هذا يعني أن كل إنسان في العالم أصبح له الحق في نوال نصيبه في الحياة في نور الله مع هبة المحبة، إذ دفع الله ثمنها دم ابنه على الصليب مع آلام وموت لكل مَنْ يريد ويؤمن.

والحقيقة، أيها القارئ العزيز، أن هذا الثمن الفادح قد حُسب حسابه بكل دقة، وإن كان فادحاً حقاً فهو في نظر الله يساوي نصرتك على الظلمة والموت والعداوة لتحيا في نور الله معه إلى الأبد: ”
قد اشْتُريتُم بثمن،فمجِّدوا الله في أجسادكم وأرواحكم
التي هي لله

” (1كو 20: 6)، “عالمين أنكم افتُديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، دم المسيح” (1بط 18: 1و19).


كيف أدخل المسيح نور الحياة إلى العالم:

كان نيقوديموس وهو فريسي ومعلِّم قد خلط بين عالم اليوم وبين ملكوت الله أي عالم الله المعروف أنه الحياة الأبدية. فصحَّح المسيح له مفهومه بقوله: “المولود من الجسد جسدٌ هو، والمولود من الروح هو روحٌ
” (يو 6: 3)، وأن الإنسان لا يمكن أن يدخل ملكوت الله أي عالم الروح عند الله إن لم يولد من فوق، من الماء والروح، وهو ما يُعرف الآن في الكنيسة بالعماد.

وحتى إلى أن صُلب المسيح ومات لم يكن قد عُرف قط أن إنساناً وُلد من فوق، من الماء والروح، أو دخل عالم الروح، أو رُئي إنسانٌ آتٍ من عالم الروح الجديد؛ إلى أن قام يسوع المسيح من بين الأموات ورآه جميع التلاميذ وآخرون كثيرون، كما يقول الإنجيل:

+ “ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع (الأحد) وكانت الأبواب (العليَّة) مُغلَّقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم سلام لكم. ولما قال هذا
أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب” (يو 19: 20و20)

في هذه الساعة انفتح عالم الروح وأطلَّ منه المسيح على تلاميذه المجتمعين في العليَّة في أورشليم في فلسطين على أرض هذا العالم. وظل المسيح يتردد على عالمنا مدة أربعين يوماً أسس أثناءها سر الميلاد الثاني من فوق، من الماء والروح. وابتدأت الكنيسة تعمِّد باسم الآب والابن والروح القدس، وانفتح عالم الروح بواسطة المسيح على الكنيسة، تستمد منه قوتها الروحية وأسرارها وترسل إليه المختارين الذين أكملوا جهادهم في هذا العالم.

وهكذا حقق المسيح الوعد والعهد “أنا هو نور العالم
“بالقيامة من بين الأموات، وهو في ملء استعلان لاهوته. ولكن ليس بثمن بسيط افتدى المسيح هذا العالم من الظلمة والبغضة والموت التي تمسك بأركانه، ولا بسهولة فكّ المسيح قبضة الشيطان رئيس هذا العالم عن مصير الإنسان وهو المدعو برئيس الظلمة والكذَّاب وأبو كل كذَّاب والقتَّال للناس منذ البدء (يو 44: 8). فقد ظفر به المسيح على الصليب بعد معاناةٍ مرَّة “إذ محا الصكَّ الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدًّا لنا، وقد رَفَعَه من الوسط مسمِّراً إياه بالصليب.
إذ جرَّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه

” (كو 14: 2و15)، “رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء” (لو 18: 10)

إذاً، فقد فدى المسيح العالم بموته، وبقيامته فتح الطريق المؤدي إلى عالم النور إلى الحياة الأبدية، وبجسده ودمه دشَّن طريق الأقداس:

+ “فإذ لنا، أيها الإخوة، ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقاً كرَّسه لنا حديثاً حيًّا بالحجاب أي جسده” (عب 19: 10و20)

لذلك أصبح إتِّباع المسيح ضماناً أبدياً بالوصول:

+ “مَنْ
يتبعني

Ð ¢kolouqîn
فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة” (يو 12: 8)

هنا يضع المسيح نفسه كبابٍ وطريقٍ وراعٍ ومعلمٍ.

+ “إن كان أحد يخدمني
فليتبعني

¢kolouqe…tw

وحيث أكون أنا، هناك أيضاً يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب” (يو 26: 12)

وهكذا جعل المسيح الخدمة أضمن مكان يتقابل فيه مع المسيح ويتبعه.

وفي نهاية توبيخه الرقيق لبطرس قال له كلمة السر:

+ “اتبعني
¢koloÚqei moi
” (
يو 19: 21)

ولما تماحك بطرس ليعلم مصير يوحنا، وبَّخه الرب:

+ “إن كنت أشاء أنه يبقى حتى أجيء فماذا لك، اتبعني أنت
¢koloÚqei moi
” (
يو 22: 21)

على أن المسيح لا يعمل في العالم جماعياً، بل على مستوى كل فرد بذاته:

+ “كان النور الحقيقي الذي
ينير كل إنسان،آتياً إلى العالم” (يو 9: 1)

والذي يحدث لكل إنسان في الكنيسة، في عماده في المسيح يسوع، هو أنه يوهَبُ الروحَ القدس الفعَّال في عملية الولادة من فوق، حيث يُعطَى الإنسان “نور الحياة”. لذلك يُقال لعملية التعميد “في المسيح” أنها “استنارة”، لا كأنه يتم فيها استنارة فكرية أو روحية بأي نوع، ولكن بسبب نوال “نور الحياة” أي الحياة الإلهية.

وهكذا يصير المسيح نور العالم من خلال كل فرد فيه. حيث تُدعى الجماعة المسيحية بأبناء النور:

+ ”
جميعكم أبناء نوروأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة” (1تس 5: 5)

+ “لأنكم كنتم قبلاً ظلمة، وأما الآن فنورٌ في الرب. اسلكوا كأولاد نور” (أف 8: 5)

بمعنى أن الكنيسة صارت تمثِّل عالم النور،

وهي تخاطب أولادها في تسبحة نصف الليل (وهي من أقدم التسابيح في التقليد الكنسي):

+ “قوموا يا بني النور لنسبِّح رب القوات..”!

وإذ نحن هنا بصدد أبناء النور، ونصف الليل، والتسبيح، ندخل التزاماً في تصوير مجيء عريس نصف الليل لإنهاء العالم وإعلان اكتمال الزمان، حيث يؤكِّد المسيح في مَثَل العشر العذارى على السهر، والزيت، والمصابيح، وانتظار الصراخ.

آه يا نور العالم. عيوننا إليك،

لقد طال علينا السهر والمصابيح موقدة،

وشحَّ الزيت،

وليس صراخ!..


(يوليو 1994)





(



[1])

“المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا”، من ص 218 إلى ص 246.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي