لاهوت المسيح


حقيقة إنجيلية تاريخية


أم نتاج مجمع نيقية؟


القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير


كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد

 


الفهرس


تمهيد: لاهوت المسيح حقيقة إنجيلية تاريخية


أم نتاج مجمع نيقية؟


الفصل الأول: من هو المسيح؟ ماذا يقول الناس عنه؟


وماذا يقول الوحي الإلهي؟


الفصل الثاني: التسليم الرسولي للإيمان


المسلم مرة للقديسين


الفصل الثالث: هل أنكر أريوس أن المسيح ابن الله وكلمته؟


الفصل الرابع: مجمع نقية أسباب أنعاقده وما دار فيه حول عقيدة المسيح


الفصل الخامس: آباء الكنيسة الأولى وحقيقة إيمانهم بلاهوت المسيح


 


تمهيد


لاهوت المسيح


حقيقة إنجيلية تاريخية


أم نتاج مجمع نيقية؟

يزعم البعض في الشرق، بل والغرب أحيانا، بناء على ما ادعاه شهود يهوه، كذباً، وما نادى به مؤخرا الكاتب الأمريكي دان براون في كتابه الذي أثار ضجة عالمية ” شفرة دافنشي “، أن الكنيسة الأولى لم تكن تؤمن بلاهوت المسيح، بل كانت تؤمن أنه مجرد نبي عظيم ورسول بشري أرسله الله لبني إسرائيل، مثله مثل بقية الأنبياء الذين سبقوا وتنبأوا لبني إسرائيل، وأن العقيدة المسيحية الصحيحة التي جاءت بها المسيحية هي التي نادى بها أريوس القس الإسكندري!! وأن من جعل المسيح إلهاً هو الملك قسطنطين (272 – 337م) الذي كان يعبد الشمس وزعموا أنه هو الذي أمر بعقد مجمع نيقية لهذا الغرض وأمر الأساقفة أن يعلنوا ذلك!! وأن هؤلاء الأساقفة الذين جاءوا من الشرق والغرب انصاعوا لأوامره ووافقوا على هذه العقيدة بالتصويت في مجمع نيقية!!

 هكذا ببساطة يزعمون ويدعون ويتكلمون فيما ليس لهم به من علم، متجاهلين أو جاهلين لتاريخ الشهداء عبر تاريخ الكنيسة التي أضطهدها اليهود الذين صلبوا المسيح بسبب اعترافه بحقيقة لاهوته واضطهدوا المؤمنين به بسبب إيمانهم بلاهوته وتأكيدهم على حقيقة لاهوته من أسفار العهد القديم التي يؤمنون بها!! واضطهادهم من الرومان بسبب رفضهم السجود لأصنامهم وتمسكهم بعبادة المسيح وحده ككلمة الله الذي من ذات الله والواحد مع الآب في الجوهر، كما سنبين في هذه الدراسة، وشهادة الرومان أنفسهم لهذه الحقيقة.

 
والسؤال هنا هو؛هل هذا الكلام صحيح ومبني على حقائق تاريخية أم مجرد أوهام وإدعاءات كاذبة مبنية على الهوى والغرض بأسلوب الغاية تبرر الوسيلة والحرب خدعه؟؟!! والإجابة هي: هذا الكلام مجرد إدعاءات كاذبة لا صحة لها وضد الحق والواقع والتاريخ الصحيح!! وقبل أن نرد على هذه الإدعاءات الكاذبة نضع الأسئلة التالية:

 

(1)
   


ما هو إيمان أريوس من جهة لاهوت المسيح؟ وهل آمن أنه مجرد إنسان مخلوق كما يتصور البعض ويزعم، أم آمن أنه إله خالق؟ وما هو قانون إيمانه؟ وما هي أوجه الخلاف بينه وبين آباء الكنيسة؟

(2)
   


لماذا أنقعد مجمع نيقية، وما هي أسباب انعقاده؟ و ما هو دور الملك قسطنطين فيه؟ وهل تدخل في الأمور العقائدية أو صيغ قانون الإيمان الذي اقره المجمع؟

(3)
         


ما هي أهم العبارات والصيغ التي اقرها المجمع ولماذا، وما هو مصدرها؟ ومن أين أتي بها الآباء الذين وضعوها؟

(4)
         


هل آمن آباء الكنيسة الأولى في القرون الثلاثة الأولى السابقة لمجمع نيقية بلاهوت المسيح؟ وعلى أي أساس آمنوا؟

(5)
   


وماذا قال من سجلوا تاريخ الرومان واليونان وغيرهم من الذين عاشوا في القرن الأول وبداية الثاني عن إيمان المسيحيين الأولين في شخص المسيح؟

 وهنا سؤال جوهري نضعه أمام القارئ، وهو؛ هل يرجع من يزعمون بهذه المزاعم، المذكورة أعلاه، للكتاب المقدس أو كتب التاريخ المسيحي أو حتى كتب التاريخ المدني المعاصر لدراسة مثل هذه الأمور؟ وعلى أي مصدر يعتمدون فيما يزعمون؟ وهل فعلا يقومون بدراسة علمية أمينة للوصول إلى نتائج علمية منطقية لفهم حقيقة الإيمان المسيحي، أم يلجئون فقط لكتب الهراطقة من أمثال شهود يهوه!! أو كتب الملحدين واللادينيين من أمثال دان براون؟ والإجابة هي، أنهم يعملون بأسلوب الغاية تبرر الوسيلة!!! لذا يلجئون فقط لكتب شهود يهوه وكتب الملحدين واللادينيين ليأخذوا منها ما يتصورون أنه، يفخم المؤمنين ويشككهم في إيمانهم ويثبت لهم خطأ ديانتهم!!

 ولكنا نقول لهؤلاء وللجميع أن ملايين الكتب والمطبوعات التي تنتقد المسيحية وعقائدها لم تؤثر ولن تؤثر في إيمان مؤمن واحد فقد أكد لنا الرب يسوع المسيح أن الكنيسة مبنية على صخرة وهذه الصخرة هي الإيمان بأنه ابن الله الحي، ابن الله الوحيد ” كما لوحيد من الآب
مملوءا نعمة وحقا
000 الابن الوحيد الذي في حضن الآب ” (يو1: 14و18)، ووعد أن ” أبواب الجحيم لن تقوى عليها ” (مت16: 18).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي