المعجزة الثامنة شفاء ذي اليد اليابسة

1 ثُمَّ دَخَلَ أَيْضاً إِلَى الْمَجْمَعِ، وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ يَابِسَةٌ. 2 فَصَارُوا يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِيهِ فِي السَّبْتِ؟ لِكَيْ يَشْتَكُوا عَلَيْهِ. 3 فَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَهُ الْيَدُ الْيَابِسَةُ: «قُمْ فِي الْوَسَطِ!» 4 ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ قَتْلٌ؟». فَسَكَتُوا. 5 فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ، حَزِيناً عَلَى غِلاظَةِ قُلُوبِهِمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ: «مُدَّ يَدَكَ». فَمَدَّهَا، فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى (مرقس 3: 1-5).

(وردت المعجزة أيضاً في متى 12: 9-14 ولوقا 6: 6-11).

 

اختلف مفسّرو الإنجيل حول التتابع التاريخي للمعجزات، لأن كُتَّاب الأناجيل لم يسجلوا معجزات المسيح حسب تاريخ حدوثها، بل كانوا يأخذون منها أمثلةً فقط، بسبب كثرة عددها. وبالطبع اجتهد المفسّرون في تحديد موعد حدوث المعجزات، ولذلك قد لا تكون هذه المعجزة هي الثامنة في سلسلة معجزات المسيح.

 

يقول البشير لوقا إن يد الرجل اليمنى هي التي كانت يابسة. ويتفق البشيرون أن المعجزة جرت في الهيكل، في يوم سبت، بعد مناقشة بين المسيح وشيوخ اليهود لأن التلاميذ قطفوا سنابل يوم سبت، فانتقدهم شيوخ اليهود، لا لأنهم قطفوا سنابل، فقد كان مباحاً لأي مسافر أن يلتقط من الحقول أو الحدائق ما يأكله، بشرط أن لا يأخذ منه معه (تثنية 23: 25). لكن لأن السنابل قُطفت يوم سبت، فيكون الإنسان الذي قطف السنبلة (في نظرهم) قد قام بعملية حصاد، ودراس، وتذرية، ثم طحن، ثم أكل!

 

هكذا فسَّر شيوخ اليهود موقف التلاميذ، وقالوا له: «هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت!». وقدّم المسيح لهم أربع إجابات، سنتأملها ونحن نناقش موقف شيوخ اليهود من المعجزة.

 

دخل المسيح الهيكل بعد هذه التعليقات الأربعة، حيث رأى ذا اليد اليمنى اليابسة. فسأله شيوخ اليهود: «هل يحلّ الإبراء في السبوت؟» يريدون بذلك أن يزيدوا على خطأ التلاميذ في قطف السنابل خطأً من المسيح نفسه، فتصبح الشكوى ضد المسيح نفسه. ويقول البشير متى: «لكي يشتكوا عليه». وشرح المسيح لهم روح الشريعة، ثم قال للرجل: «مُدّ يدك» فمدَّها، فعادت صحيحة كالأخرى.

 

أولاً – المحتاج والمعجزة

كانت يد المريض اليمنى هي اليابسة، وهي اليد التي تعمل، وتمتدّ للسلام، وتعطي، وتتلقَّى.

يعلّمنا شفاء هذه اليد اليابسة أن الرب يريد أن يشفينا من العجز عن عمل الخير، فيردّ لنا القدرة على العمل الصالح. فالإنسان البعيد عن الرب عاجز عن أن يعمل خيراً، والرب يريد أن يدفعنا للخير.

 

نقرأ في متى 21 عن الأب الذي كان له ابنان، فقال للأول: «يا ابني، اذهب اليوم اعمل في كرمي» فأجابه: «ما أريد» ولكنه ذهب. وقال للثاني: «يا ابني، اذهب اليوم اعمل في كرمي» فأطاع بالكلام ولكنه لم ينفِّذ بالعمل. والأمر نفسه موجَّه لنا كلنا. والرب يريد أن نقوم بعملٍ في كرمه لأننا أولاده، فتوقُّعه الطبيعي منا أن نعمل في كرمه. لكن صاحب اليد اليمنى اليابسة عاجز عن العمل، ولذلك قال له المسيح: «مُدّ يدك.. هيا اعمل معي».

 

وصاحب اليد اليابسة عاجز أن يسلِّم على الناس، فيده لا تتحرك. وعالمنا مليء بأصحاب اليد اليمنى اليابسة أخلاقياً وروحياً ومعنوياً. فهم لا يمدّون أيديهم بالمحبة لأنهم يحتاجون إلى المحبة. لم يختبروها فلا يستطيعون أن يعطوها. ونحن نحتاج أن نتعلم أن الله يحبنا، وأنه الراعي الصالح الذي يمدّ يده دوماً بالحب الذي يصل إلينا حيث نحن. ويد الله تمتدّ دائماً بالمصالحة. فهو بمحبته يمدّ يده إلينا ليصالحنا مع الله، ويريدنا بعد ذلك أن نكون رُسل مصالحة، نصالح الناس مع الله، ويقول: أيها المؤمن، مدّ يدك لتصالح الناس مع الله (2كورنثوس 5: 18-20).

 

واليد اليابسة لا تستطيع أن تعطي، فنحن أنانيون بطبيعتنا. لكن يجب أن نتأمل إلهنا المحب الذي يشرق شمسه على الجميع، ويمطر على الكل من أبرار وأشرار (متى 5: 45) فنسلك في مثاله. ربما لم نتعود ذلك، أو ربما عملنا خيراً مرة فكان جزاؤنا شراً، فأصبحنا نخاف أن نعمل الخير، لأننا أسرى الماضي وعبيد الاختبار السيء. ويجب أن ننتقل من الماضي إلى حاضر أفضل وإلى مستقبل لا بد أن يكون أفضل مع المسيح.

 

ويتحدث بولس الرسول عن الحياة الجديدة والتغيير الذي يجريه الرب في النفس قائلاً: «لا يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ» (أفسس 4: 28).

 

ويقول الرب: «سلبتموني» فيسألونه: «بِمَ سلبناك؟» فيجاوب: «فِي الْعُشُورِ وَالتَّقْدِمَةِ» (ملاخي 3: 8) لأنكم لم تقدموا العشور لي. فنحن نحتاج إلى شفاء اليد اليمنى اليابسة التي لا تعطي، لنتعلم كيف نقدم احتياجات الآخرين.

 

اليد اليابسة لا تستطيع أن تمتد لتأخذ. يسمع الناس عن خلاص الرب ولكنهم يرفضونه بسبب إحساسهم بأنهم أفضل من غيرهم، أو لأنهم لا يرون حاجتهم له، أو لشدة يأسهم من شرورهم فيظنون أن الله لن يقبلهم ولن يعطيهم خلاصاً. ومهما كانت الأسباب، فإن النفس الخاطئة البعيدة عن الرب لا تستطيع أن تمدّ يد الإيمان لتأخذ البركة. ونحن نحتاج لمعجزة شفاء أيدينا اليابسة لتمتد في ثقة وإيمان لتأخذ.

 

عيب خَلْقي، أو عيب كسل: يبست اليد لأن الحياة لا تسري إليها ربما لعيب خَلْقي بالميلاد، أو لأنها توقفت عن العمل. وهذان السببان موجودان فينا بمعنى روحي. فعيب الميلاد: «بِالإِثْمِ صُّوِرْتُ وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي» (مزمور 51: 5) «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رومية 5: 12). نحن خطاة بالطبيعة، وخطاة بالفعل. والمسيح هو الشافي من الحالتين.

 

وتطلَّب الأمر من المريض:

أ – الإيمان:

قال المسيح لهذا المريض: «مدّ يدك» فمدَّها، وهو يعلم أنها يابسة لا تتحرك. كان يمكن أن يقول: «لا أستطيع. إني عاجز». لكن لأنه آمن بالكلمة، مدّ يده رغم أنها لا تزال يابسة، ثقة في أمر الرب.

 

ب – الطاعة:

عندما يتواجد الإيمان القلبي تتواجد الطاعة. أما الإيمان الذي لا يطيع فهو إيمان العقل الذي لم يغيّر الحياة. إنه مثل إيمان الشياطين (يعقوب 2: 19). لكن الإيمان الحقيقي يمتزج بالطاعة.

 

ج – الشجاعة:

كان كثيرون من شيوخ اليهود واقفين يراقبون المسيح، وسألوه: «هل يحل الإبراء في السبوت؟» ليشتكوا عليه. كان من الممكن أن يفضّل المريض يَبَس يده عن أن يدخل في مشاكل مع قادة الدين والسياسة! ولكنه كان بجانب إيمانه وطاعته شجاعاً شجاعةً جعلته يتبع المسيح وينفّذ أوامره.

 

ليعطنا الله الإيمان القوي، والطاعة، ليكون إيماننا فعالاً وعاملاً ومثمراً. وليعطنا الشجاعة لنطيع المسيح وننفذ أوامره، لأنها أفضل شيء لحياتنا.

 

ثانياً – المشاهدون والمعجزة

هناك أشخاص، مثل شيوخ اليهود يهتمون بحرف الشريعة وليس بروحها. وهؤلاء عبيد وليسوا سادة، فالشريعة تخلق عبيداً، لكن النعمة هي التي تخلق السادة. في الشريعة يخاف الإنسان، لكنه في النعمة يطمئن، لأن الرب أعطى الحرية والراحة والمحبة، فيكون اتِّباع الإنسان للمسيح اتِّباع من يحب بكل القلب والفكر، فيتمتع بنعمة عتق المسيح. «النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا» (يوحنا 1: 17).

 

وكان ردّ المسيح عليهم عندما سألوه: «هل يحل الإبراء في السبوت؟» رداً رباعياً:

 

قال إن الضرورة أباحت لداود أن يفعل شيئاً غير مُباح: «أَمَا قَرَأْتُمْ مَا فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ، كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللّهِ وَأَكَلَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ الَّذِي لَمْ يَحِلَّ أَكْلُهُ لَهُ وَلا لِلَّذِينَ مَعَهُ، بَلْ لِلْكَهَنَةِ فَقط؟» (متى 12: 3 و4) ويشير بذلك إلى قصة داود في 1صموئيل 21: 3-6. ونص شريعة موسى موجود في لاويين 24: 5-9. ونرى من هنا أن الكاهن أعطى داود الخبز، بخلاف أمر الشريعة، لأن الضرورة أباحت غير المباح.

 

ثم قال المسيح إن حرف الشريعة ليس هو المقصود، بل روحها، وقال: «الْكَهَنَةَ.. يُدَنِّسُونَ السَّبْتَ وَهُمْ أَبْرِيَاءُ» (متى 12: 5) فالكهنة يكسرون الشريعة يوم السبت، إذ يقدم الكاهن كل يوم سبت «خروفين حوليين صحيحين، وعُشْرين من دقيق ملتوت بزيت تقدمةً مع سكيبهم، محرقةُ كل سبت» فضلاً عن المحرقة الدائمة وسكيبها (عدد 28: 9 و10).

 

ثم قال المسيح إن حضوره مع تلاميذه، وفي تلاميذه، هو أعظم من الهيكل. قال: «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ههُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ!» (متى 12: 6) يتكلم عن نفسه أنه هو الهيكل، لأنه الممتلئ بالروح القدس، المُنقاد به ليعلِّم تعاليمه: «رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي» (لوقا 4: 18).

 

ثم قال المسيح إنه صاحب السلطان على الشريعة «فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً» (متى 12: 8). فالمسيح جاء مشرّعاً: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ.. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ» (متى 5: 21 و27 و33). نلاحظ عظمة المسيح وسلطانه. لقد تلقَّى موسى الشريعة من الله، لكن المسيح يقول: «الحق الحق أقول لكم» فالمسيح هو الرسالة والرسول، وهو الكلمة والمتكلم، وهو المتفرّد عن كل مَنْ سبقه، ولا يمكن أن يلحقه شخص يشبهه، لأنه بالإجماع «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» (1تيموثاوس 3: 16).

 

ثم سأل المسيح شيوخ اليهود: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ يَكُونُ لَهُ خَرُوفٌ وَاحِدٌ، فَإِنْ سَقَطَ هذَا فِي السَّبْتِ فِي حُفْرَةٍ، أَفَمَا يُمْسِكُهُ وَيُقِيمُهُ؟ فَالإِنْسَانُ كَمْ هُوَ أَفْضَلُ مِنَ الْخَرُوفِ! إِذاً يَحِلُّ فِعْلُ الْخَيْرِ فِي السُّبُوتِ» (متى 12: 11 و12). ومن هذا التفسير نرى المسيح صاحب الشريعة الجديدة التي أكملت الشريعة القديمة.

 

كان شيوخ اليهود غير سعداء لأنهم تحت عبودية الحرف. لكن الشعب كان في غاية السعادة لأن المسيح كرز لهم بالحرية «فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً» (يوحنا 8: 36). فالشعب يريد روح الشريعة، والسبت جُعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت. فلم يعطنا الرب الشرائع ليستعبدنا بها ولكن ليخدمنا.

 

ثالثاً – المسيح والمعجزة

المسيح يهتم بالجوهر، فهو يريدنا أن نهتم بروح الشريعة. إنه ينظر إلى القلب لا إلى المظهر، ويتحقق فيه القول: «الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ» (1صموئيل 16: 7) إن روعة حياتنا كمؤمنين بالمسيح هي أننا نهتم بروح الشريعة. «إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ» (هوشع 6: 6).

 

ونرى الاهتمام بالجوهر في أن المسيح هو المحبة المتجسدة، وشريعته هي شريعة الحب: «إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلائِكَةِ وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ» (1كورنثوس 13: 1). فبلاغتي مهما كانت عظيمة وكلماتي مهما كانت ساحرة، بدون محبة، هي مجرد أصوات فارغة بلا قيمة!

 

ثم نرى المسيح الذي يعمل الخير: لم يتردد أبداً في ذلك، سواء كان هناك مقاومون أو محبّون. إن استعداده لعمل الخير نابع من أنه هو المحبة. فالرب يعمل عمل المحبة دائماً. ولا نمرّ أبداً بظروف قاسية أو حلوة إلا واختبرنا فيها الله الحنَّان، وشعرنا بالمحبة الكاملة العميقة لنا.

 

ثم نرى هنا المسيح الإنسان: عندما سُئل: «هل يحل في السبت فعل الخير أو الشر؟ تخليص نفس أو قتل؟» سكتوا «فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ، حَزِيناً عَلَى غِلاظَةِ قُلُوبِهِمْ» (مرقس 3: 5) فالمسيح في إنسانيته الكاملة يعبّر عن مشاعره، وتظهر تلك المشاعر بوضوح على وجهه.

 

وعندما أُحضر إليه مصابٌ بالصمم والخَرَس «َرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَأَنَّ وَقَالَ لَهُ: «إِفَّثَا». أَيِ انْفَتِحْ» (مرقس 7: 34). لقد أنَّ المسيح على آلام البشر. ونقرأ عن الشاب الغني الذي سأل المسيح عن الحياة الأبدية، فنظر المسيح إليه وأحبه وقال له: «يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ، فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ، وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلاً الصَّلِيبَ» (مرقس 10: 21). وهنا نرى مشاعر المسيح حزناً على غلاظة القلوب ومحبة للمحتاج.

 

ثم نرى المسيح القادر على المستحيل: عندما يبدو لنا أن المشكلة مستحيلة الحل، ولا يمكن الخروج من مأزقها، نجد المسيح المتخصص في المستحيلات. كانت اليد اليابسة مشكلة مستحيلة الحل، فحلَّها حلاَّل المشاكل القدير! إنه يقول لك دائماً: مُدّ يد الإيمان وخذ بركة أكبر. «إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً» (يوحنا 16: 24).

 

صلاة

يا أبانا السماوي، نشكرك لأن المسيح أكمل الشريعة ووضّح لنا روحها، وأعلن لنا المحبة التي تشفق على الخاطئ بالغفران، وعلى المريض بالصحة. لقد أعطى بغير حسابٍ، أكثر جداً من كل طلب وتوقّع.

 

ساعدني لأرى المسيح يتعامل معي اليوم كما تعامل مع صاحب اليد اليابسة، فلا زال هو على أرضنا بروحه القدوس، يفعل فوق ما أطلب أو أفتكر. باسم المسيح. آمين.

 

أسئلة

لماذا لام شيوخ اليهود تلاميذ المسيح؟

اشرح المعاني الروحية لأن: اليد اليابسة لا تعمل، ولا تمتد للسلام، ولا تعطي ولا تتلقى.

ما معنى قول الله: «سلبتموني» (ملاخي 3: 8)؟

أمر المسيح المريض: «مُدّ يدك». وتطلَّب هذا شجاعة من المريض. كيف؟

برهن أن المسيح جاء مشرِّعاً.

اهتم المسيح دوماً بالجوهر. كيف ترى من هذه المعجزة اهتمامه بالجوهر؟

في هذه المعجزة ترى المسيح الإنسان. اشرح.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي