(د) قوة الملكوت مثلا حبة الخردل والخميرة

31قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ، وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا». 33قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ: يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيقٍ حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ (متى 13: 31-33).

(ورد هذان المثلان أيضاً في مرقس 4: 30-32 ولوقا 13: 18-21)

 

في إحدى سفرات المسيح مع تلاميذه اتَّجهوا نحو مدينة للسامريين، فرفضهم أهلها. وغضب لذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، فقد كانت خدمة المسيح في بدايتها، وخافا من فشلها، ظنّاً منهما أنه لو أن كل بلدٍ ذهبوا إليه رفضهم لفشلت الرسالة قبل أن تكتمل. ودفعهما خوفهما هذا لأن يطلبا نزول النار على المدينة السامرية، فقالا للمسيح: «يَا رَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضاً؟» فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ» (لوقا 9: 54-56) وأطلق عليهما لقب «ابني الرعد» (مرقس 3: 17).

 

ويُطمئِن مثلا حبة الخردل والخميرة، الصغيرتين في حجميهما والكبيرتين في تأثيرهما، كل تلاميذ المسيح عبر العصور بأن ملكوت الله قوي قادر على الانتشار بفضل القوة الداخلية الكامنة فيه، مع أنه يبدو في بدئه صغيراً. وهو في غير حاجة إلى معونة عنيفة من خارجه لينتشر، لأن هذه البداية الصغيرة لن تتوقَّف عن النمو، وهي لا تحتاج إلى سيف أو نار، لأنها مصحوبة بقوة الروح القدس وعمله.

 

ويعطي مثلا حبة الخردل والخميرة شرحاً جديداً لطبيعة ملكوت الله، فقد رأينا في مثَل «الزارع» أن المسيح وتلاميذه يُلقون بذور كلمة الله في كل مكان، سواء أتت بثمر أم لم تأتِ. وفي مثَل «الزوان وسط الحنطة» رأينا وجود المنافقين وسط المؤمنين الصادقين، ولكن اليوم الأخير سيحسم النتيجة. وفي مثَل «الزرع الذي ينمو سراً» أولاً نباتاً، ثم سنبلاً، ثم قمحاً ملآن في السنبل، رأينا قوة كلمة الله وفعاليتها بعمل الروح القدس، دون أن «نعرف كيف». أما في مثَلي حبة الخردل والخميرة فنرى حتميَّة امتداد ملكوت الله واتِّساعه، بالرغم من بدايته التي تبدو متواضعة.

 

أولاً – بداية الملكوت سماوية

مصدر ملكوت الله ليس من هذا العالم، فهو مثل حبة خردل أخذها إنسان من خارج التربة وألقاها فيها. وهو مثل خميرة أخذتها امرأة من خارج الدقيق وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق.. فالملكوت قوةٌ أُدخِلت إلى العالم من خارجه، جاءته من فوق وليس من اختراع الناس. فلم يكن الخلاص من الخطية نتاج تفكير إنساني، ولا من عملٍ قام به البشر، إنما هو عمل قوة نعمة الله المحيية، وعطاء اليد الإلهية المُحِبَّة التي تنازلت من السماء إلى البشر لتحيي وتجدِّد وتقدِّس.

 

عندما أخطأ أبوانا الأولان اختبئا من الله، وحاولا ستر عريهما بورق الشجر. فجاء الله يفتش عليهما، ثم سترهما بأقمصة من جلد حيوان، فأوضح لهما ولنا مبدأ الفداء والتكفير بالذبح العظيم، الذي يرمز إلى المسيح «حَمَل الله». لقد أخذ الله زمام المبادرة، كما يقول الوحي: «وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللّهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيح… أَيْ إِنَّ اللّهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (2كورنثوس 5: 18، 19). و «لَمَا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللّه ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ» (غلاطية 4: 4، 5).

 

ثانياً – بداية الملكوت صغيرة

يبدأ ملكوت الله صغيراً مثل حبة خردل، أو مثل خميرة. وكان اليهود يضربون المثل بصِغر حجم حبَّة الخردل. ولكن هذه الحبة السوداء الصغيرة متى زُرعت ونمَت صارت شجرة تتآوى فيها الطيور لتلتقط بذورها. وكانت بذور الخردل تُستعمل كدواء، وتُعصر للحصول على زيت الخردل.. أما الخميرة فهي صغيرة بالمقارنة بحجم الدقيق الذي ستُخبَّأ فيه.

 

وقد حدثنا الوحي عن أشياء كثيرة صغيرة لكنها ذات نتائج باهرة، منها ملء كف الدقيق وقليل من الزيت التي لم تفرغ ولم تنقص، فأعالت النبي إيليا، وأرملةً، وابنها (1ملوك 17: 10-16)، ومنها كأس ماء بارد قال المسيح عنه: «مَنْ سَقَى أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ» (متى 10: 42). ومنها فلسا الأرملة التي قال الوحي عنها إن المسيح: «تَطَلَّعَ فَرَأَى الأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي الْخِزَانَةِ، وَرَأَى أَيْضاً أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ. فَقَالَ: بِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ، لأَنَّ هؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اللّهِ، وَأَمَّا هذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ الْمَعِيشَةِ الَّتِي لَهَا» (لوقا 21: 1-4)، ومنها خمس خبزات وسمكتان كانت مع ولد أعطاها للمسيح، فباركها وأشبع بها خمسة آلاف نفس (يوحنا 6: 9-12).

 

ولقد بدأ إنجيل يسوع المسيح ابن الله (مرقس 1: 1) بميلاد المسيح «كلمة الله» طفلاً مولوداً في مذود، من أم عذراء فقيرة، سافرت رحلة طويلة مع خطيبها لتلده. وبسبب الاضطهاد تركوا مسقط رأسه ولجأوا إلى مصر، ومنها إلى قرية «الناصرة» تحقيقاً لنبوات التوراة. ولمدة اثنتي عشرة سنة لا نسمع عنه شيئاً، حتى نراه في الهيكل يتكلم بعبارات الحكمة (لوقا 2: 46-50). ثم اختفى عن العيون حتى عمر الثلاثين عندما بدأ خدمة علنية امتدَّت لثلاث سنوات وثلث السنة، انتهت بصلبه. لكن ملكوت الله كان ينبغي أن ينمو ويزيد، فقد قام المسيح من الموت، وظل يظهر لتلاميذه أربعين يوماً، ثم صعد إلى السماء، ومنها ننتظر عودته إلى أرضنا ديّاناً للأحياء والأموات. وقتها ستجثو له كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أن المسيح هو رب (فيلبي 2: 10 و11). إنه كحبة الخردل، مات ودُفن، ولكنه قام منتصراً، وحقَّق قوله: «إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا 12: 24)

 

وفي بداية خدمته اختار المسيح صحابته من بسطاء الناس الذين وصفهم الرسول بولس بالقول: «اخْتَارَ اللّه أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ» (1كورنثوس 1: 28)، فقد دعا الصيادَيْن يوحنا وأندراوس لاتِّباعه (يوحنا 1: 39)، فدعا أندراوس أخاه بطرس الصياد (يوحنا 1: 42). ثم دعا المسيح فيلبس ليتبعه (يوحنا 1: 43)، فدعا فيلبس صديقه نثنائيل ليتعرَّف على المسيح (يوحنا 1: 47). ثم اختار المسيح تلاميذه الاثني عشر من الفقراء المتواضعين (مرقس 3: 13-19). ولكنهم، بعد أن أرسل المسيح لهم عطية الروح القدس، صاروا ملحاً للأرض ونوراً العالم، وفتنوا المسكونة (أعمال 17: 6) وبدأوا كنيسة امتدَّت إلى كل الأرجاء، وتآوت «طيور السماء» في ظلها. وكل من يسلِّم نفسه لله ويمتلئ بالروح القدس يخلق الله منه بطلاً، كما خلق من داود راعي الغنم بطلاً هزم جليات الجبار، ثم ملَّكه على بني إسرائيل، وجعل لقبه «سراج إسرائيل» (1صموئيل 16: 5-13 وأصحاح 17 و2صموئيل 21: 17).

 

ومع أن التلاميذ البسطاء نشروا في العالم رسالة محبة الله، إلا أنهم لاقوا الاضطهاد والمتاعب والطرد، فقيل عنهم: «وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ… فَالَّذِينَ تَشَتَّتُوا جَالُوا مُبَشِّرِينَ بِالْكَلِمَةِ… أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ… فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ» (أعمال 8: 1، 4 و11: 19)، فنشروا رسالة المسيح التي أنارت المسكونة.

 

وإلى جانب التأثير الكرازي يحدِّثنا التاريخ عن التأثير الحضاري لهؤلاء البسطاء، منه أن الراهب تليماخوس الذي كان يتعبَّد في الصحراء سمع عن مباريات المبارزة بالسيوف في روما، فشعر بدعوة الله له أن يوقف نزيف الدم هذا. وفي أثناء مبارزة كان يشاهدها ثمانون ألفاً، نزل تليماخوس بثيابه الرهبانية بين المتبارزَيْن ليوقف القتل، فقتله أحدهما. وتأثر الجمهور من قتل الراهب، ومن يومها أُوقفت مبارزات القتل بالسيوف. لقد كانت البداية متواضعة ومكلفة، لكن تأثيرها كان عظيماً ومستمراً.

 

ثالثاً – بداية الملكوت هادئة

حبة الخردل حبة صغيرة يخفيها رجل في الأرض، والخميرة ضئيلة الحجم تخبئها امرأة في العجين، فلا نعود نسمع صوت الحبَّة ولا صوت الخميرة، حتى نظن أنهما انتهتا في الأرض، وفي العجين. لكن الحبة والخميرة تخترقان التربة والعجين وتنتشران فيهما، وتتفاعلان معهما، وتؤثِّران فيهما تدريجياً وفي صمت وهدوء، وتعطيان نتائج كبيرة أكبر من حجميهما. فالبداية صغيرة وخافتة لا صوت لها، شأنها شأن السيد المسيح صاحب الملكوت، فهو «لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ، وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ» (متى 12: 19 تحقيقاً لنبوة عنه في إشعياء 2: 42). ولا غرابة فالنصيحة العظيمة تقول: «كُفُّوا (اهدأوا) وَاعْلَمُوا أَنِّي أَنَا اللّه. أَتَعَالَى بَيْنَ الأُمَمِ. أَتَعَالَى فِي الأَرْضِ» (مزمور 46: 10)، وما أجمل قول النبي صفنيا: «إن الله يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ» (صفنيا 3: 17). فهي محبة قوية فعّالة بدون ضوضاء، لأنها مثل النور الذي يضيء المكان دون أن نسمع له صوتاً، ومثل الملح الذي ينتشر في صمت كامل فيعطي الطعام طعمه المقبول ويحفظه من الفساد. فحبة الخردل وهي تنمو في الأرض، والخميرة وهي تخمر العجين، تعملان بهدوء وبغير ضوضاء.

 

وقد عمل ملكوت الله في عالمنا بهدوء الواثق، لا بضوضاء الخائف. وكل من ينضمّون إلى هذا الملكوت يسمعون نصيحة موسى لبني إسرائيل: «الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ» (خروج 14: 14)

 

رابعاً – بداية الملكوت فعّالة

يبدأ ملكوت الله بداية صغيرة، ولكنه ينمو تدريجياً في هدوء، ولا شك أن النصرة النهائية هي لرب الملكوت ولكل من هم له.. وقد تصيبنا البدايات الصغيرة باليأس، فنحاول أن نسندها بالقوة البدنية، لكن ملكوت الله لا يحتاج إلى مثل هذا العون، لأن القوة الكامنة فيه لا تحتاج إلى معونة خارجية، وهي تُنتج نتائج عظيمة وكبيرة. ومهما كان أتباعه قليلين فإنهم أقلية فعالة، وقد قال لهم: «لاَ تَخَفْ أَيُّهَا الْقَطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الْمَلَكُوتَ» (لوقا 12: 32).

 

نعم، هناك قوة مغيِّرة كامنة في حبة الخردل وفي الخميرة، وضعها الله داخلهما. فحبة الخردل صغيرة جداً، ولكنها تنمو ليصل ارتفاعها من مترين إلى أربعة أمتار في سنة واحدة. والخميرة صغيرة، لكنها تخمِّر ثلاثة أكيال دقيق (هي الإيفة) يُصنع منها خبز يكفي مئة شخص لوجبة واحدة، فيُقال عنها: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟» (1كورنثوس 5: 6)، لأنها تجعل العجين مشابهاً لها، وتصيِّره كله من نفس النوع.

 

يبدأ ملكوت الله في قلب الإنسان الذي يسمع قول المسيح: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤيا 3: 20). وعندما يطيعه ويطلب منه أن يدخل قلبه يولد ولادة جديدة، فيبدأ طفلاً في الإيمان، ثم ينمو فيه ويشتهي اللبن العقلي العديم الغش (1بطرس 2: 2)، ثم ينمو أكثر فيأكل الطعام الروحي القوي الذي يناسب البالغين (عبرانيين 5: 14). وكل من يسلّم حياته للرب يمتلئ قلبه بالفرح، ويبدأ الروح القدس يعلّمه دروس كلمة الله العميقة، ويشرح له أبعادها، فيستوعبها ويبدأ فهم ما حدث له، ويشتاق أن يشارك غيره في ما اختبره، ويجاوب الذين يسألونه عن سبب الرجاء الذي فيه (1بطرس 3: 15).

 

وقد يقرع المسيح باب قلب الإنسان بآية أو عظة أو قصة تغيير حياة شخص، أو نتيجة مواجهة مشكلة يصعب عليه حلّها، فيقول للرب: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» (أعمال 9: 6)، وعندما يستجيب لعمل الرب في قلبه يُستأثر كل فكر فيه لطاعة المسيح (2كورنثوس 10: 5)، ويصبح شعاره: «خَبَّأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ» (مزمور 119: 11)، وأخيراً يقول: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ» (2تيموثاوس 4: 7).

 

ما أسعد من يختار النصيب الصالح الذي لا يُنزع منه (لوقا 10: 42)، ويقبل عمل الله في قلبه.

 

سؤالان

اشرح باختصار طبيعة ملكوت الله كما تراها في مثلي حبة الخردل والخميرة.

كيف ترى تحقيق مثلي حبة الخردل والخميرة في حياة المسيح على أرضنا؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي