16- مجالات التأمل: التأمل في الصلاة



كتب قبطية



كتاب الوسائط الروحية لقداسة
البابا شنودة الثالث


16- مجالات
التأمل: التأمل في الصلاة


سواء في الصلوات الخاصة، أو

صلاة القداس الإلهي
، أو صلاة المزامير، أو
في
الترانيم
والتسبحة وكلما كان
للمصلي تأمل سابق في المزامير
وقطع الصلاة، على هذا القدر تكون
صلاته أعمق وبفهم..




St-Takla.org
Image: Life with God, freedom in Christianity,
resurrection, hope, eternity


صورة في
موقع الأنبا تكلا
: لي الحياة هي المسيح، الحرية في المسيحية،
القيامة، الأمل، الأبدية


وأتذكر أنني أصدرت لكم كتابًا عن التأمل في

المزمور الثالث
(من صلاة باكر) “يا رب
لماذا؟!”.. وكتاب آخر عن المزمور 19 (أول مزامير الساعة الثالثة) “يستجيب لك الرب
في يوم شدتك”.. وكتابًا آخر عن تأملات في بعض مزامير الغروب.. كما أصدرت لكم
كتابًا عن التأملات في
صلاة الشكر
والمزمور الخمسين. وأرجو أن نتخذ
باقي المزامير
مجالًا لتأملاتنا، وتصدر لكم فيها كتب أخرى..


ما كان الآباء يتلون عبارات الصلوات بطريقة سطحية سريعة، بل كما قال
ماراسحق عن
صلواتهم:
“مَنْ حلاوة الكلمة في أفواههم، ما كانوا يستطيعون بسهولة أن يتركوها إلى كلمة أخرى”.


كانوا يصلون بفهم، يغوصون إلى أعماق المعاني في تأمل، يعطى صلواتهم روحًا وحرارة
وعمقًا. وفي هذا تختلط مشاعرهم بعبارات الصلاة، فتصدر الكلمات من قلوبهم. ولا
يهتمون بطول الصلوات أو بكثرتها، وإنما بما فيها من تأمل وعمق. وهكذا قال ماراسحق
لمن يريد أن يسرع في صلواته ليتلو أكبر عدد من المزامير: إذا حوربت بهذا، فقل: أنا
ما وقفت أمام الله لكي أعد ألفاظًا..


نفس الكلام نقوله أيضًا عن الترتيل والتسبحة.. وبخاصة التراتيل التي لها روح
الصلاة.. مثل ترتيلة “مراحمك يا إلهي كثيرة جدًا”.. ومثل تسبحة “يا ربى يسوع
المسيح، مخلصي الصالح”.. حقًا إن الذين يسرعون في صلواتهم وتسابيحهم، إنما يفقدون
عمقها وتأملاتها. وتتحول من كونها صلاة، لتصبح مجرد تلاوة…


إن لم تكن لك موهبة التأمل في الصلاة، أنصحك أن تقرأ تأملات الآباء في الصلوات
والمزامير. وما أكثرها.. ننتقل إلى نقطة أخرى في التأمل وهى:
التأمل في الدينونة
والموت
.



مشاركة عبر التواصل الاجتماعي