المزمور الثامن والثمانون

 

هذا
المزمور هو شكوى لله من آلام وضيقات أحاطت بالمرنم. ولم ينتهي كالعادة بان يتعزى
باستجابة الله له، ولكن المرنم لم يكف عن الصلاة والالتجاء إلى الله بالرغم من أنه
لا يشعر بأي تعزية. وهذا درس لكل متألِّم أن لا يكف عن الصلاة حتى ولو لم يشعر
بتعزية. فكثيرين نسمع منهم أنهم كفوا عن الصلاة لأنهم صلوا والله لم يستجب.

 

الآيات
(1،2): "يا رب اله خلاصي بالنهار والليل صرخت أمامك. فلتأت قدامك صلاتي. أمل
أذنك إلى صراخي."

لاحظ
أنه يصلي بلا انقطاع الليل والنهار. وبصراخ من القلب في ضيقته.

 

الآيات
(3،4): "لأنه قد شبعت من المصائب نفسي وحياتي إلى الهاوية دنت. حسبت مثل
المنحدرين إلى الجب. صرت كرجل لا قوة له."

هو
وصل إلى غاية الأحزان وإلى درجة الشبع. بل مثل ميت بلا قوة.

 

الآيات
(5،6): "بين الأموات فراشي مثل القتلى المضطجعين في القبر الذين لا تذكرهم
بعد وهم من يدك انقطعوا. وضعتني في الجب الأسفل في ظلمات في أعماق."

تصوير
بائس لحالته فهو كميت قد نسيه الله في قبره، ولا يمد الله له يده بأي مساعدة، بل
هو في ظلمات. إن الآلام النفسية العميقة تكون شديدة جداً.

 

آية
(7): "عليّ استقر غضبك وبكل تياراتك ذللتني. سلاه."

غضب
الله على الإنسان لا يكون إلا بسبب خطيته. وهو يذلل الإنسان حتى تنتهي كبرياؤه
ويتوب ويرجع فيخلص. والعجيب أن ما قيل في الآيات السابقة وهذه الآية بالذات قد
احتمله المسيح لأجلنا. فهو الذي احتمل آلاماً جسدية وإهانات وآلاماً نفسية، بل وضع
في قبر فعلاً، وتحمل غضب الآب بل نزل إلى الجحيم ليخرج منه من مات على الرجاء. هو
صار خطية وصار لعنة لأجلنا.

 

الآيات
(8،9): "أبعدت عني معارفي. جعلتني رجسا لهم. اغلق عليّ فما اخرج. عيني ذابت
من الذل. دعوتك يا رب كل يومً. بسطت إليك يدي."

شعور
مؤلم أن يتخلى الأصدقاء عن صديقهم وهو في ضيقته، وهذا ما حدث مع أيوب= جعلتني
رجساُ لهم= إذ ظنوه مضروباً بسبب خطاياه وأن الله ينتقم منه وبالنسبة للمسيح فقد
تخلى عنه الجميع. ولكن يحسب للمرنم أنه لم يكف عن الصلاة= بسطت يدي.

 

الآيات
(10-12): "أفلعلك للأموات تصنع عجائب أم الأخيلة تقوم تمجدك. سلاه. هل يحدث
في القبر برحمتك أو بحقك في الهلاك. هل تعرف في الظلمة عجائبك وبرك في ارض
النسيان."

هو
صور نفسه كميت، وفي يأسه يقول، كيف يتدخل الله الآن ليغير من حالي هل يقيم الله
أموات، هل يصنع معجزة مع ميت، أنا حالتي ميئوس منها. الأخيلة هي نفوس الموتى في
الهاوية. هل تصنع مع الموتى عجائب فيسبحونك عليها. قطعاً في ذهن مرنم العهد القديم
أن بركات الله هي بركات مادية وهذه يسبح البشر عليها الله الذي أعطاها لهم وهو
كميت ماذا سيعطيه الله ليسبحه عليه. وروحياً نفهم هذا أنه من انغمس في الخطية
لدرجة الموت لا يعود يشعر بعمل الله وبالتالي لا يعود يسبح الله على إحساناته.

 

آية
(13): " أما أنا فإليك يا رب صرخت وفي الغداة صلاتي تتقدمك."

صلاتي
تتقدمك= كأنه يجري أمام موكب الله الملك صارخاً أن يرحمه.

 

آية
(15): " أنا مسكين ومسلم الروح منذ صباي. احتملت أهوالك. تحيرت."

هنا
يذكر آلامه منذ صباه. وكأنه عاش كل أيامه قريباً من الموت= مسلم الروح.

 

الآيات
(16-18): "عليّ عبر سخطك. أهوالك أهلكتني. أحاطت بي كالمياه اليوم كله.
اكتنفتني معا. أبعدت عني محبا وصاحبا. معارفي في الظلمة."

الظلمة=
هي ضيقته التي هو فيها. وضيقته كانت ضيقات متعددة وغزيرة أحاطت به اليوم كله. بل
هي أهوال مهلكة.

هل تبحث عن  هوت مقارن الخلاص بدعة الخلاص فى لحظة 08

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي