المزمور المئة والحادي والثلاثون

(المئة والثلاثون في الأجبية)

 

مزمور
يشير لتواضع داود النبي والملك، رمزاً لتواضع المسيح الذي أخذ صورة عبد ثم مات.
ويقول معظم المفسرين أن داود قال هذا المزمور رداً على إفتراءات شاول وعبيده إذ
أتهموه بأنه في كبرياء يفكر في اغتصاب الملك. ومن ناحية أخرى فهذا المزمور يأتي
بعد المزمور السابق فهو يشير لدرجة أعلى في المصاعد. فكلما نرتفع روحياً نتضع
وكلما نتضع نرتفع.

 

آية
(1): "يا رب لم يرتفع قلبي ولم تستعل عيناي ولم أسلك في العظائم ولا في عجائب
فوقي."

من
يتفاخر بفضائله مستجلباً لمديح الناس فهو مذموم، ويضيع أجر فضائله. والعظمة هي رأس
كل الخطايا، فيها سقط الملاك من السماء. وداود هنا يقول أنه لا ينظر إلى عرش شاول.
وروحياً علينا أن نفعل نفس الشيء (رو3:12-6) وداود له الحق في أن يفكر في عرش شاول
فالله سبق واختاره وصموئيل مسحه.

 

آية
(2): "بل هدأت وسكت نفسي كفطيم نحو أمه نفسي نحوي كفطيم."

رائع
من داود أن يعترف بالحقيقة التي في داخل قلبه، فالقلب يشتهي فعلاً الملك كما يشتهي
كل منا الدنيويات، هذه حقيقة. ولكنه قاوم هذه الشهوات= هدأت وسكت نفسي. والنفس هنا
يقصد بها رغائبه العاطفية وشهوته للارتفاع والملك، فالنفس دائماً صاخبة تشتهي.
ولكنه جاهد ضد نفسه ليهدئ شهوته. كفطيم نحو أمه= الفطيم هو من حُرِمَ من ثدي أمه،
فيظل يصرخ ولكنه مع امتناع أمه عن إرضاعه يهدئ نفسه ويقبل الأمر الواقع مكتفياً
بصدر أمه ينام عليه في راحة. هنا يمثل داود من كان يشتهي العالم (لبن أمه) وحرمه
الله من بعض شهوات العالم (فطام) فثارت نفسه فيه، وظل يجاهد ليستريح وصبر لله
فأعطاه ثقة مطمئنة في الله (الراحة على صدر أمه) عوضاً عن الطمع القلق (اشتهاء
الرضاعة من صدر أمه). بل أن الله في بعض الأحيان يفعل كما تفعل الأم حينما تريد أن
تفطم أبنها. فبعض الأمهات يضعن سائل له طعم مر على ثديهن ليكره الأطفال الرضاعة،
والله يسمح ببعض الآلام وسط شهوات العالم وببعض الضيقات تمتزج بملذاته فنكرهه
طالبين أن نفطم منها.

 

آية
(3): "ليرج إسرائيل الرب من الآن وإلى الدهر."

إذا
كان الله يعاملنا كما تعامل الأم أبنها فمن نرجو سواه في كل ضيقاتنا.

هل تبحث عن  م الأباء أغسطينوس أقوال أغسطينوس 00

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي