الإصحاح الثامن والعشرون

 

 نجد هنا خصام أرمياء مع أحد هؤلاء الأنبياء الكذبة وإسمه حنانيا.
وحنانيا هذا تنبأ بنهاية نبوخذ نصر ورجوع المسبيين والأنية وكعلامة لذلك كسر النير
من على عنق أرمياء.

 

الأيات 1-9 :- 1- و حدث
في تلك السنة في ابتداء ملك صدقيا ملك يهوذا في السنة الرابعة في الشهر الخامس ان
حننيا بن عزور النبي الذي من جبعون كلمني في بيت الرب امام الكهنة و كل الشعب
قائلا. 2- هكذا تكلم رب الجنود اله اسرائيل قائلا قد كسرت نير ملك بابل. 3- في
سنتين من الزمان ارد الى هذا الموضع كل انية بيت الرب التي اخذها نبوخذناصر ملك
بابل من هذا الموضع و ذهب بها الى بابل. 4- و ارد الى هذا الموضع يكنيا بن
يهوياقيم ملك يهوذا و كل سبي يهوذا الذين ذهبوا الى بابل يقول الرب لاني اكسر نير
ملك بابل. 5- فكلم ارميا النبي حننيا النبي امام الكهنة و امام كل الشعب الواقفين
في بيت الرب. 6- و قال ارميا النبي امين هكذا ليصنع الرب ليقم الرب كلامك الذي
تنبات به فيرد انية بيت الرب و كل السبي من بابل الى هذا الموضع. 7- و لكن اسمع
هذه الكلمة التي اتكلم انا بها في اذنيك و في اذان كل الشعب. 8- ان الانبياء الذين
كانوا قبلي و قبلك منذ القديم و تنباوا على اراض كثيرة و على ممالك عظيمة بالحرب و
الشر و الوبا. 9- النبي الذي تنبا بالسلام فعند حصول كلمة النبي عرف ذلك النبي ان
الرب قد ارسله حقا.

حكم صدقيا 11 سنة وفى
السنة الرابعة لحكمه ذهب شخصياً لملك بابل (59:51) إثباتاً لخضوعه وولائه وهذا
أعطى للناس أملاً أن الحرب ستنتهى مع بابل بعد هذه الزيارة وهذا شجع حنانيا على
نبوته الكاذبة. وكان حنانيا هذا من جبعون مدينة الكهنة. فلم يكن من المستبعد أن
يكون كاهناً مثل إرمياء. وغالباً ما قال هذه النبوة فى الهيكل فى إحتفال مهيب أمام
الكهنة ورؤساء الكهنة والشعب. وكان بنبوته يتحدى إرمياء فإرمياء قال أن الشعب
سيعود من السبى بعد 70 سنة ولكنه يقول لا بل بعد سنتين (3) ولكن نبوته بلا حياة.
هى ليست مثل نبوات الأنبياء الحقيقيين، فلا مشورة للناس ولا دعوة للتوبة ولا صلاة
بل هو يَعد الناس بعطايا مادية ولا سيرة للعطايا الروحية مثل (7:24) وهنا يظهر
أرمياء محبته للشعب فى أنه يتمنى لو كان هذا الكلام صحيحاً ويكون هو أى أرمياء
كاذباً. وهو يصلى حتى لا يدخل شعبه هذه المحنة. لكن القرار هو قرار الله وليس
قراره هو. ويالغباء الشعب فهم يتركون من يحبهم ويتشفع لأجلهم من أجل نبى كاذب
يغشهم.

 

الأيات 10-16 :- 10- ثم
اخذ حننيا النبي النير عن عنق ارميا النبي و كسره. 11- و تكلم حننيا امام كل الشعب
قائلا هكذا قال الرب هكذا اكسر نير نبوخذناصر ملك بابل في سنتين من الزمان عن عنق
كل الشعوب و انطلق ارميا النبي في سبيله. 12- ثم صار كلام الرب الى ارميا بعدما
كسر حننيا النبي النير عن عنق ارميا النبي قائلا. 13- اذهب و كلم حننيا قائلا هكذا
قال الرب قد كسرت انيار الخشب و عملت عوضا عنها انيارا من حديد. 14- لانه هكذا قال
رب الجنود اله اسرائيل قد جعلت نيرا من حديد على عنق كل هؤلاء الشعوب ليخدموا
نبوخذناصر ملك بابل فيخدمونه و قد اعطيته ايضا حيوان الحقل. 15- فقال ارميا النبي
لحننيا النبي اسمع يا حننيا ان الرب لم يرسلك و انت قد جعلت هذا الشعب يتكل على
الكذب. 16- لذلك هكذا قال الرب هانذا طاردك عن وجه الارض هذه السنة تموت لانك
تكلمت بعصيان على الرب. 17- فمات حننيا النبي في تلك السنة في الشهر السابع.

أنظر لروح الكذب فى
حنانيا فهو أراد أن يقدم علامة كما قدم إرمياء علامة فكسر النير عن عنق إرمياء
وأهانه أمام الشعب. وإنصراف إرمياء ساكتًا (11) من حكمته فلا داعى للوقوف فى وجه
هذا الكاذب الهائج المختال. ولأن الله لم يضع كلاماً بعد فى فمه يقولهُ. فهو بذلك
أعطى مكاناً للغضب. ولاحظ أنه لم يهتم بالإهانة ولم يثور بفعل مضاد فهو واثق من
صحة موقفه. وهو ليس لهُ شىء يخسره لا كرامة ولا مركز فهو يثق أن الحق معهُ والله
سيظهره فى الوقت المناسب. وسريعاً ما وضع الله كلاماً فى فمه. فصنع أنياراً من
حديد حتى لا يكسره أحد. والمعنى تأكيد الخضوع لملك بابل بل بصورة أقوى من الأول.
ثم كانت هناك عقوبة لحنانيا. فهو غش الشعب فجعلهم يتقسون فى طريقهم فلا يقدموا
توبة وهذا يزيد من خرابه. وعقوبة حنانيا كانت موته ولنلاحظ أن بعض الناس الصالحين
يموتون لكى يضموا من وجه الشر مثل يوشيا (أش1:57) ولكن هذا النبى الكاذب يموت
كعقاب لهُ. وموتهُ كان شهادة بصدق نبوة أرمياء. ولكن لماذا لم يموت فوراً؟

لو حدث هذا لإمتلأ
أرمياء غروراً أو ربما لحساسيته وبكائه على شعبه ربما يمتلىء حزناً.

من محبة الله أنه يعطى
هذا الشرير المنافق أيضاً فرصته للتوبة.

 

ملحوظة :-

نلاحظ فى هذا الإصحاح
أن الأنبياء الكذبة طالما تنبأوا بأن السبى لن يحدث والأن وقد حدث السبى فها هم
يستمرون فى كذبهم ببجاحة ويقولون أنه لن يستمر أكثر من سنتين.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر الخروج Exodus 36

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي