تَفْسِير
سِفْرُ حِزْقِيَال

 

المقدمة

حينما نقترب من كتابات
الأنبياء التى تحدثنا عن المستقبل يتكرر فى أسماعنا ما قيل ليوحنا فى رؤياه (4 :
1) "أصعد هنا فأريك". ونبوة حزقيال التى إشتهرت بصعوبتها تحتاج لفهمها
صعوداً بالفكر إلى أعلى وإبتعاداً عن الأرضيات. وكلما نجحنا فى هذا يزداد فهمنا
لها وتزداد الأعماق التى يأخذنا إليها الروح القدس، كما تزداد الميا
ه المقدسة
عمقاً (حزقيال 47). ففى البداية تبدو هذه الميا
ه وكأننا فى
موضع نستطيع أن نسبر غورها ومع التقدم نكتشف كم هى عميقة، ولكن مع هذا العمق يخرج
من مجاريها ما يفرح مدينة الله حيث يسكن الله مع شعبه. وكثيرون يهملون دراسة هذه
النبوة، ولكن هناك تساؤل يرغمهم على مراجعة أنفسهم…. ماذا لو قابلهم حزقيال فى
السماء وسألهم.. هل قرأتم نبوتى ؟.. ماذا يا ترى سيكون جوابهم ؟!!

 

شخص الكاتب

الكاتب هو حزقيال،
ومعنى أسمه "قوة الله" أو "تقوى بالله" أو تمنطق بحزام. وهذا
ا
لإسم يشير لما
عمل
ه النبى
فعلاً إذ قد قواه الله وأظهر قوته فيه، وعموماً من يدعوه الله للخدمة يمنح
ه القوة
للتنفيذ، ولكن كان الشعب فى أيام حزقيال فى حالة سيئة جداً، والله أعطاه القوة
ليتنبأ بلا خوف لهذا الشعب، وليتنبأ بالخراب على أورشليم بسبب خطايا شعبها، لذلك
قال له الله "ها قد جعلت وجهك صلباً مثل وجوههم حز 3 : 8".

وقد تنبأ حزقيال فى
أوائل فترة السبى، وكان هو ودانيال ضمن المسبيين. وعاش حزقيال بجوار نهر خابور.
وكان متزوجاً. ولد حوالى سنة 623 ق م. وكان وال
ده وإسمه
بوزى كاهناً من نسل صادوق. إذاً فقد عايش النبى الخدمة الكهنوتية فى الهيكل، وكان
يحلم فى صباه بالكهنوت حينما يصل لسن الثلاثين التى يبدأ فيها الكاهن عمله. ولكن
جاء السبى وحطم هذه الأمال.

 

زمن كتابة النبوة ومكان
كتابتها

كتبت أثناء سبى بابل
حيث است
ُعبِد إسرائيل.
لذلك كتبت للمسبيين هناك. ومن المعروف أن حزقيال ودانيال هما النبيين الوحيدين
اللذين تنب
آ خارج
إسرائيل بإستثناء يونان الذى أرسل ليتنبأ لنينوى. وقد ذهب الشعب للسبى بسبب سقوطهم
فى العبادات الوثنية وإحتقارهم للأنبياء وخطاياهم المتعددة. ولكن الله لم يتركهم
بل أرسل لهم هذا النبى وسط أحزانهم وألامهم فى السبى ليقنعهم بالتوبة، وليتأكدوا
أن ما يحدث لهم ليس هدفه إفنائهم بل تأديبهم. وفى السنة الخامسة من السبى أى
الخامسة من ملك صدقيا وقبل خراب أورشليم النهائى سنة 586 ق م. إنفتحت السموات لأول
مرة أمام حزقيال ليرى رؤيا الرب والمركبة الإلهية النارية فيبدأ عمله النبوى الذى
إستمر 22 عاماً. ولقد بدأ عمله النبوى من السنة الخامسة من السبى (1 : 2) حتى
السنة 27 من السبى 29 : 17 وفى السنة 25 كتب الإصحاحات 40 – 48 (40 : 1).

 

 

 

مادة النبوة وموضوعها

كثير منها غامض يصعب
فهمه، ولكن بالإتضاع الشديد والإرتفاع عن الأرضيات سوف تخرج بفوائد كثيرة، وما سوف
نعرفه من أسرار هذه النبوة سيقوى إيماننا ويوطد رجاؤنا فى إلهنا. وهذا فيما يختص
بالرؤى، أما العظات فهى سهلة وتتحدث عن تعديات الشعب على وصايا الله وتدعوهم
للتوبة عوضاً عن التذمر ويتضح من النبوة أن الشعب بدأ يصدقه ويلتف حوله عندما وصل
رسول من أورشليم ينبئ بسقوط المدينة حسب ما كان حزقيال يتنبأ به. وكان قلب النبى
يتمزق من أخبار خراب الهيكل وأورشليم، ولكننا نجد بعد ذلك أن الله الذى يحب أن
يعزى أولاده، فتح عينيه ليرى رؤى متعددة عن أورشليم جديدة وهيكل جديد يحمل سمات
العصر الماسيانى، عصر الإنجيل وتأسيس مملكة المسيح. ونرى فى نبوة حزقيال أن الله
يريه ما يحدث فى أورشليم بالرغم من وجوده فى بابل، ونرى النبى يتنبأ على من فى
أورشليم.

والسفر يشتمل على
الوعيد بالخراب ثم وعود معزية بأيام بركة، فالله لا يدمر لينتقم بل ليؤدب، وهذا ما
قاله لأرمياء 1 : 10. ودائماً هناك بقية تستفيد من التأديب (نوح وفلكه ينجو من
الطوفان، ولوط وبناته ينجوا من سدوم).

 

إستشهاده

تقول تقاليد اليهود أن
المسبيين قتلوه فى بابل بسبب أمانته وجرأته وتوبيخه لهم، ويقال أنهم سحلوه على
الأحجار وظلوا يسحبونه حتى تحطم رأسه.

 

أقسام السفر

1-              
تهديدات قبل سقوط أورشليم، وإنذارات بعقوبة
الخطية، ودعوة للتوبة إصحاحات (1 – 24)

2-              
نبوات ضد الأمم الذين ظلموا شعب الله (25 – 32)

3-     
نبوات عن الرجوع من السبى، وفضح حالتهم الراهنة،
ووصف لرجوع اليهود فى المستقبل وهلاك أعدائهم وسعادتهم الروحية، وهى نبوات تتكلم
عن عودة اليهود من بابل، لكنها تشير لزمان ملك المسيح فى كنيسته (33 – 39)

4-              
الهيكل الجديد وأورشليم (40 – 48)

 

الخط العام للسفر

فى الإصحاح الأول نرى
الله فى مجده، وفى هذا إشارة للحالة التى خلق عليها آدم فى الجنة، إذ كان يرى
الله. وبسبب الخطية فقدنا رؤية الله، وهذا ما نلمسه فى الإصحاحات (2 – 24). إذ دخل
الفساد والخراب للعالم بسبب الخطية. وفى الإصحاحات (25 – 32) نبوات ضد الأمم وهى
ترمز للشيطان وهذه نبوات بضرب مملكة الشيطان. ثم تأتى الإصحاحات (33 – 39) التى
تشير لإسرائيل الجديد أى الكنيسة
فالله يقلع ليغرس، يقلع إسرائيل القديم ليزرع
إسرائيل الجديد أى الكنيسة.
يخلع الإنسان العتيق لتحيا الكنيسة كخليقة
جديده. وتأتى الإصحاحات 40 – 48 لتشرح هذه الكنيسة بطريقة ر
مزية فهى
تتكلم عن هيكل جديد يتم تأسيسه، والهيكل الجديد هو جسد المسيح

 يو 2 :21

سبى بابل

تم هذا السبى على
أربع مراحل. وبدأ سنة 606 ق م وإنتهى سنة 536 ق م.

 

І)
السبى الأول     
П) السبى الثانى       Ш) السبى الثالث      ІV) السبى الرابع   

وبدأ السبى سنة 606 ق
م. فى أيا
م يهوياقيم
الملك وإنتهى سبى بابل بسقوط دولة بابل ومجئ كورش ملك الفرس للحكم، وتحرير السبايا
سنة 536 ق م. أى أن مدة السبى كانت 70 سنة حسب ما تنبأ أرمياء النبى 25 : 12 + 29
: 10

1– يوشيا :-
بدأت فى عهد هذا الملك الصالح إصلاحات كثيرة، ولكنها للأسف لم تستطع أن تصلح من
أحوال الشعب الداخلية، بل إقتصرت الإصلاحات على الممارسات الطقسية دون تغيير فى
قلب الشعب الذى كان قد فسد، وبدأت نبوة أرمياء النبى خلال حكم هذا الملك، وإستمر
يتنبأ لمدة 18 سنة خلال ملكه، ثم أكمل نبواته لمدة تربو على الأربعين عاماً. وقتل
يوشيا فى معركة مع نخو فرعون مصر الذى أقام إبنه يهو أحاز ملكاً على يهوذا.

2- يهو أحاز :- كان
شريراً وعزله نخو وأسره إلى أن مات فى مصر. وأقام أخوه يهوياقيم بدلاً منه.

3- يهوياقيم :- كان
شريراً جداً، وحدث فى عهده إرتداد للوثنية. وفى سنة 606 ق م. هزم نبوخذ نصر نخو
ملك مصر فى معركة كركمي
ش وإستولى على أملاكه ومن ضمنها مملكة
يهوذا، وجاء نبوخذ نصر إلى أورشليم وإستولى على جزء من آنية بيت الله، وسبا بعض
سكان أورشليم وكان منهم دانيال ورفاقه (وكان هذا السبى الأول) دا 1 : 1. ثم عص
ى يهوياقيم
وتمرد فحذره أرمياء من عاقبة ذلك عليه وعلى الشعب والهيكل وأورشليم، ولكن
ه حينما رأى
الدرج الذى به نبوات أرمياء مزقه وألقاه فى النار. وصعد عليه نبوخذ نصر وأسره فمات
فى الطريق كنبوة أرمياء عليه أر 36 : 29 – 31 + 22 : 18، 19. وتم هذا فى 2أى 36 :
6، 7. وكان هذا بعد ما حوصرت أورشليم بجيوش بابل لمدة 18 شهراً. وفى هذه المرة لم
يحرق نبوخذ نصر أورشليم ولا هدم الهيكل ولا الأسوار، ولكنه أخذ سبايا (وكان هذا هو
السبى الثانى)

4- يهوياكين :-
إبن يهوياقيم، وكان شريراً. وحاصر نبوخذ نصر أورشليم ثانية فى أيامه، فإستسلم هو
ومن معه، فسباهم نبوخذ نصر إلى بابل مع آخرين. (وكان هذا السبى الثالث). وملك
متانيا عمه بإسم صدقيا (2مل 24 : 10 – 16). وفى هذا السبى الثالث تم سبى حزقيال حز
1 : 1، أى بعد دانيال بحوالى ثمان سنوات. وهنا إنكسر قلب حزقيال حينما رأى آنية
بيت الرب وقد نهبها الوثنيون، كما حملوا معهم أيضاً خيرة الشباب للسبى وهو منهم

5- صدقيا :- كان
شريراً ونجس الهيكل بالعبادات الوثنية، وتمرد بعد ملكه بثمان سنوات على نبوخذ نصر
فى السنة التاسعة لحكمه وحاصر أورشليم، وهرب صدقيا وقبضوا عليه، وقتلوا أولاده
أمام عينيه ثم قلعوا عينيه، وأخربوا أورشليم وهدموا سورها وهيكلها، وأحرقوا كل شئ،
وسبوا سكان أورشليم، ولم يتركوا سوى مساكين الأرض (وكان هذا
هو السبى
الرابع) 2مل 25 : 1 – 21. وكانت هذه المراحل للسبى، حتى يعطيهم الله فرصاً للتوبة،
فالله يطيل أناته لعل طول أناته تقتادنا للتوبة رو 2 : 4. وكان هدم الهيكل وخرابه
سبباً لكسر قلب كل يهودى حقيقى، خصوصاً حزقيال النبى. لذلك ولكى يعزى الله حزقيال
النبى والكاهن ويعزى المؤمنين الأتقياء، أظهر الله أن الهيكل سيعاد بنائه (إصحاحات
40 – 48) ولكن كان المقصود حقيقة بهذه الإصحاحات، كنيسة المسيح كما سنرى فى حينه

 

الهيكل الجديد

 

نظرة شاملة على السفر
كله

يبدأ سفر حزقيال برؤيا
مج
يده لمجد
الله يراها النبى، وحول عرش الله رأى المخلوقات السماوية التى عملها هو تنفيذ
مشيئة الله، والله هو الذى يدبر أمور هذا العالم بحكمة عجيبة (البكرات كانت مملوءة
عيوناً). وقصد الله دائماً حياة الناس والخير للناس. ورأينا أن مجد الل
ه كان
موجوداً  داخل هيكله فى أورشليم. ثم رأينا خطايا إسرائيل البشعة التى تسببت فى
:

1-     
هم بسبب خطاياهم فقدو الحس، فلم يشعروا بهذا
المجد حالاً فى وسطهم فإزدروا به عابدين آلهة أخرى تعلقت بها قلوبهم.. وهذا تسبب
فى

2-              
مفارقة الله لهيكله ولأورشليم

3-              
حكم الله بحريق أورشليم وكأننا أمام حكم الله
عبى شاول الملك إذ فارقه روح الرب وباغته روح ردئ من قبل الرب

ولكن يالعمق محبة الله،
فالله لا ينتقم للأبد، بل هو يضرب ليؤدب ويطهر فكل من يحبه الرب يؤدبه عب 12 : 6
ثم بعد التطهير يرفع الله من أمام شعبه عصا التأديب بأن يحكم على كل الأمم التى
إستعبدتهم بأن تنتهى ولا تكون (إصحاحات 25 – 32). وبعد هذا يبدأ فى الوعود بتأسيس
شعبه على أسس جديدة. ثم يعرض لما يحدث فى المستقبل من أن هذا الشعب سيخونه حينما
يأتى متجسداً فيشتته ويجمعه ثانية ليتقدس فيهم ويؤمنوا به. وينتهى السفر بهيكل
يؤسسه الشعب فى أورشليم. وهذا يعطيهم رجاءً فى العودة ليؤسسوا هذا الهيكل.

وهناك رؤية لهذا السفر،
فالمجد الذى رآه حزقيال هو إشارة لما كان آدم يتمتع به فى الجنة إذ كان يرى الله،
وبسبب خطيته سقط ففارقه هذا المجد، ثم وعد من الله بهزيمة الشيطان (إصحاحات 25 –
32 فالأمم الوثنية ترمز للشيطان). ثم وعد بتأسيس كنيسة جديدة ولكنها ستقابل بعض
الألام ونجد فى هذا الهيكل (إصحاحات 40 – 48) مواصفات هذه الكنيسة.

 

نظرتين مختلفتين لهذا
الهيكل

هناك مدرستين فى تفسير
هذه الإصحاحات.

المدرسة الألفية :- وهؤلاء
من بعض الطوائف البروتستانتية الذين يؤمنون بأن المسيح سيأتى ليحكم العالم حكماً
زمنياً لمدة 1000 سنة، وهم يقولون أن مركز حكمه يكون فى أورشليم. وأنه سيبنى هذا
الهيكل فى أورشليم بالمقاييس المذكورة هنا ليكون مركزاً لحكمه، فهم إذاً يقومون
بتفسير هذه الإصحاحات تفسيراً حرفياً ولذلك يهتمون جداً برسومات الهيكل، وكتب
تفسيرهم منصبة على التفسيرات الهندسية، وحاولة حل مشكلات الأبعاد، ولذلك حتى يسهل
إنشاء هذا الهيكل خلال الحكم الألفى ولكن هذا التفسير مرفوض تماماً، فما معنى أن
نقيم هيكل تقدم فيه ذبائح حيوانية دموية (ذبيحة خطية وذبيحة إثم وذبيحة محرقة) بعد
أن قدم المسيح فعلاً على الصليب. لقد كانت الذبائح الدموية رمزاً، وحين أتى
المرموز إليه أى المسيح يبطل الرمز. بل أن هذا الهيكل يصعب تماماً تنفيذه فمثلاً
نجد أن هناك حجرات محيطة بالهيكل، وأبعاد هذه الحجرات 2متر
× 2 متر
بينما سمك الحوائط 3 متر، فما معنى هذا ؟ وما كيفية الدخول لهذه الحجرات وكيف يمكن
تهويتها، وكيف يمكن الأستفادة من حجرات بهذه الأبعاد.

المدرسة الأرثوذكسية :-ونحن نرى
أنها الأدق، فى ضوء فهمنا لهذا السفر
. وكنيستنا ترى أن هذه
الإصحاحات تفسر رمزياً وروحياً، وهذا الهيكل يشير لكنيسة العهد الجديد، سواء
المجاهدة أو المنتصرة، فكلاهما كنيسة واحدة يفصلها ا
لإنتقال. فالنبوات
عينها على عمل المسيح فى تأسيس الكنيسة، سواء الكنيسة المجاهدة على الأرض أو
الكنيسة المنتصرة فى السماء. ويؤيد وجهة النظر هذه قول السيد المسيح "مملكتى
ليست من هذا العالم.. يو 18 : 36" ولنسمع قول بولس الرسول "وإن كنا قد
عرفنا المسيح حسب الجسد، لكن الأن لا نعرفه بعد 2كو 5 : 16

معانى الأرقام

طالما سنعتمد مدرسة
التفسير الرمزى، فعلينا أن نفهم رموز الأرقام :-

رقم (1) هو رقم الوحدة
والأولوية، هو لا يمكن تقسيمه، لذلك يشير لله الواحد ونحن نؤمن بإله واحد. ويشير
للأقنوم الأول.. الآب.

رقم (2) يشير لأن هناك
آخر، وهذا الآخر قد يختلف أو يتفق مع الأول. لذلك هو يشير للإنقسام الذى دخل إلى
العالم بالخطية. ولكنه يشير للتجسد لأن الإبن هو الأقنوم الثانى، وهو بتجسده جعل
الأثنين واحداً أف 2 : 14 – 16

رقم (3) يشير لله مثلث
الأقانيم ويشير للروح القدس الأقنوم الثالث.ويشير للقي
امة التى
حدثت فى اليوم الثالث.

رقم (4) يشير للعالم
بجهاته الأربعة. ولذلك أيضاً يشير ل
لعمومية.

رقم (5) يشير
للمسئولية، فنحن لنا 5 أصابع فى اليد ومثلهم فى القدم، 5 حواس
. ويشير
للنعمة فالمسيح أشبع 5000 بخمس خبزات. فبجهادنا تن
سكب فينا
النعمة

رقم (6) يشير للإنسان
الناقص الذى خلق فى اليوم السادس.

رقم (7) يشير للكمال 7
= 4 + 3 أى الله (3) خلق الإنسان على صورته + (4) أى الإنسان المأخوذ من تراب
الأرض = (7) أى الإنسان الكامل. 7 = 6 + 1 (الإنسان الناقص (6) بالله الواحد (1)
يصير كاملاً.

رقم (8) هو الأول فى
مسلسل جديد أو أسبوع جديد لذلك يشير للأبدية.

رقم (9) يشير للدينونة.

رقم (10) يشير للكمال
التشريعى فهو رقم الوصايا العشر. ويشير لكمال البر والسعادة حين يلتصق الإنسان
الكامل (7) بالله مثلث الأقانيم (3)

رقم (11) يرمز للتعدى
على وصايا الله وبره. فالخاطئ يطلب ما هو خارج حدود البر.

رقم (12) يرمز لملكوت
الله فى العالم أى من هم لله (12 سبط + 12 تلميذ)

رقم (30) يشير للنضج.
فالكاهن يبدأ كهنوته فى سن 30، والمسيح بدأ خدمته فى سن الثلاثين 30 = 5
× 6 (عمل
النعمة فى الإنسان الناقص)

رقم (50) فى العهد
القديم يرمز لليوبيل وفيه يتم التحرير، فهو رقم الحرية وفى العهد الجديد يرمز
لحلول الروح القدس.

رقم (60) هو إشارة
لحماية الله لكنيستة، هم الستون جباراً المحيطين بالكنيسة نش 3 : 7. 60 = 5
× 12 عمل
النعمة فى شعب الله فيتحولو
ا لجبابرة فى مواجهة أعداء الكنيسة.

رقم (100) يشير لقطيع
المسيح، القطيع الصغير، الذى لو فقد منهم واحد يسعى المسيح ليرده. ويشير الرقم
لعطايا المسيح لمن يترك بإرادته أبا
ً أو أماً… لأجل
المسيح فيعطية المسيح 100 ضعف

رقم (1000) هو إشارة
للسماويات فالملائكة الوف الوف وربوات ربوات دا 7 : 10

رقم (1/2) يشير للمهر
الذى يدفعه العريس لعروسه تك 24 : 22 ويشير لفضة الكفارة خر 30 : 16 وبهذا فرقم 1
/ 2 يشير لدم المسيح الذى دفعه كمهر لنصير عروسه، هو دم الفداء. ولكن المجد الذى
نحصل عليه هنا هو
لا شئ أمام ما سيكون لنا فى السماء 1مل 10 : 7

 

الفروق بين هيكل سليمان
وهيكل حزقيال

1-     
تقدم فى هيكل حزقيال ذبيحة صباحية فقط
ولا تقدم ذبيحة مسائية. وكان فى هيكل سليمان تقدم ذبيحة صباحية وذبيحة مسائية.
فأيام هيكل سليمان كان الشعب فى ليل إيمانهم (العهد القديد) أو ما يسمى بظل
الخيرات العتيدة كو 2 : 17. وبعد مجئ المسيح شمس البر صارت الكنيسة فى نور دائم،
فلا داع للذبائح المسائية. ولذلك لا تقيم الكنيسة قداسات مسائية، وقداسات الأعيات
تقام فجراً.

2-     
لا يوجد هنا رئيس كهنة لأن رئيس الكهنة
الحقيقى هو المسيح وهو موجود بنفسه، وهناك تقليد جميل فى الكنيسة  أن الأسقف أو
الأب البطريرك يحمل عصا الرعايا معه دائماً، وفى أثنا
ء خدمة
القداس يحمل أحد الشمامسة عصا الرعاية (الموضوع عليه ثعبان) طوال مدة الصلاة.
ولكنها تحمل بعيداً بعد كلمات التقديس، والتحول إلى
الجسد والدم،
فرئيس الكهنة الحقيقى موجود

3-     
الأعياد هنا لا تشير إلى عيد الخمسين وهو
رمز لحلول الروح القدس لأن الرمز قد تحقق، والروح القدس يعمل بنفسه فى كنيسته.
ولنفس السبب لا توجد بالهيكل الجديد (هيكل حزقيال) منارة، فهى أيضاً كانت
ترمز لما سيعمله الروح القدس فى أسرار الكنيسة (كنيسة العهد الجديد). وهذا قد حدث
ويحدث فعلاً فلا داع للرموز.

4-     
لا يذكر هنا عيد الأبواق الذى فيه يذكر
الله شعبه بعهوده ومواعيده للأباء وأن المسيح خلاصهم سيأتى (شهادة المسيح هى روح
النبوة رؤ 19 : 10) والمسيح قد أتى فعلاً.

5-     
لا ذكر أيضاً ليوم الكفارة. فالمسيح قدم
ذاته كفارة عنا. وطالما حدث المرموز إليه فلا داع لتكرار الرمز. ومن المعروف أن
طقس عيد الكفارة كان يشير لموت المسيح وقيامته.

6-     
لا ذكر لتابوت العهد هنا فالتابوت يمثل
حضور الرب وسط شعبه رمزياً. والله موجود وسط شعبه الأن (مت 28 : 20) فلا داع
للرموز. وأيضاً لا ذكر لمائدة خبز الوجوه. فالمسيح موجود بجسده ودمه على
المذبح ولا داع للرمز أيضاً. ولا ذكر لدار الأمم فكل الأمم قبلوا فى
المسيح.

7-     
لا ذكر هنا للفضة والذهب. فالفضة ترمز
لكلمة الله الحية والفعالة، وكلمة الله مسيحنا، وكلمة الله المكتوبة فى الأنجيل
معنا دائماً تعطينا حياة. وأما الذهب فهو يرمز للسماويات. والكنيسة تحيا الأن فى
السماويات، وسيرتنا هى فى السماويات أف 2 : 6 + فى 3 : 20

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر أيوب 25

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي