الإصحَاحُ
الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ

 

* يوم
الأربعاء من أسبوع الآلام: إنجيل لوقاء 1:22-6

* يوم
خميس البصخة:


العشاء الأخير: لوقا 7:22-30

– خطب
المسيح الوداعية: لوقا 31:22-38


يسوع في جثسيماني: لوقا 39:22-46

* يوم
جمعة البصخة:

تسليم
يسوع والقبض عليه: لوقا 47:22-53

محاكمته
أمام رؤساء اليهود: لوقا 54:22-71

 

(لو1:22-6): "وقرب عيد الفطير الذي يقال له
الفصح. وكان رؤساء الكهنة والكتبة يطلبون كيف يقتلونه لأنهم خافوا الشعب. فدخل
الشيطان في يهوذا الذي يدعى الاسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر. فمضى وتكلم مع
رؤساء الكهنة وقواد الجند كيف يسلمه إليهم. ففرحوا وعاهدوه أن يعطوه فضة. فواعدهم
وكان يطلب فرصة ليسلمه إليهم خلوا من جمع."

دخل
الشيطان في يهوذا ليس إكراهاً بل لأنه وجد الباب مفتوحاً لديه، وجد فيه الطمع
ومحبة المال باباً للخيانة. ثم بعد اللقمة دخله الشيطان (يو27:13). كان يهوذا قد
سلّم نفسه للشيطان، صار إناءً له، ومع كل فرصة ينفتح الباب بالأكثر للتجاوب مع
إبليس كسيد له يملك قلبه ويوجه فكره ويدير كل تصرفاته. أي أن يهوذا كان كل يوم
ينمو في تجاوبه مع الشيطان فيملك عليه بالأكثر. لذلك علينا أن لا نفتح للشيطان أي
باب يدخل منه، حتى لا يسود علينا. لذلك قال السيد المسيح "رئيس هذا العالم
آتٍ وليس لهُ فيَّ شئ" إذ لم يقبل منه شئ خاطئ (راجع التجربة على الجبل)
والعكس فمن يتجاوب مع الروح القدس يملأه (رؤ10:1+ 2:4). فروح الله يشتاق أن يحل في
قلوب أولاده بلا توقف ليملأهم من عمله الإلهي. وأيضاً إبليس يحاول أن يملأ ويسود
على من يتجاوب معهُ ويُصَيِّرَهُ أداة خاضعة له. وكل إنسان حر أن يختار ممن يمتلئ.
يهوذا بدأ سارقاً وإنتهى خائناً للمسيح.

 

(لو7:22-23): "وجاء يوم الفطير الذي كان
ينبغي أن يذبح فيه الفصح. فأرسل بطرس ويوحنا قائلاً اذهبا وأعدا لنا الفصح لنأكل.
فقالا له أين تريد أن نعد. فقال لهما إذا دخلتما المدينة يستقبلكما إنسان حامل جرة
ماء اتبعاه إلى البيت حيث يدخل. وقولا لرب البيت يقول لك المعلم أين المنزل حيث
آكل الفصح مع تلاميذي. فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك أعدا. فانطلقا ووجدا
كما قال لهما فأعدا الفصح. ولما كانت الساعة اتكأ والاثني عشر رسولاً معه. وقال
لهم شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. لأني أقول لكم أني لا آكل
منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله. ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها
بينكم. لأني أقول لكم أني لا اشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله. واخذ خبزاً
وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري. وكذلك
الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم.
ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. وإبن الإنسان ماض كما هو محتوم ولكن
ويل لذلك الإنسان الذي يسلمه. فإبتدأوا يتساءلون فيما بينهم من ترى منهم هو المزمع
أن يفعل هذا."

(آية15):
شهوة إشتهيت= المسيح لا يشتهي أكل اللحوم والخبز، بل أن يعطيهم جسده ودمه.
هو كان يرحب بتقديم جسده ليعطينا حياته.

(آية17):
هذه الكأس هي كأس العشاء العادي، قبل أن يؤسس سر الإفخارستيا. كانت هذه أخر طقوس
يتممها المسيح بحسب طقوس العهد القديم قبل أن يؤسس سر الإفخارستيا.

(آية18):
لا أشرب من نتاج الكرمة= لا أعود أشرب معكم على الأرض ثانية فإني سأترك
الأرض. فالخمر رمز للفرح وهو يشير لفرح على مستوى جديد في السماء.

(آية19):
أخذ خبزاً وشكر وكسر= هنا السيد المسيح يؤسس سر الإفخارستيا. إصنعوا هذا
لذكري=
الذكرى هنا ليست معناها أن نتذكر ما حدث في هذه الليلة كما لأمرٍ غائب
عنا، بل تحمل إعادة دعوته أو تمثيله في معنى فعال. الكلمة اليونانية المستخدمة
تشير لهذا وتعني تذكر المسيح المصلوب والقائم من الأموات وتذكر ذبيحته لا كحدث
ماضي بل تقديم ذبيحة حقة حاضرة وعاملة أي ذكرى فعالة.

(آية20):
هذه الكأس هي دمه الذي للعهد الجديد. القديس لوقا لا يهتم بالترتيب الزمني ويورد
قصة يهوذا بعد تأسيس السر. لكن هذه القصة حدثت قبل تأسيس السر (راجع إنجيل متى
ومرقس).

 

(لو24:22-30): "وكانت بينهم أيضاً مشاجرة
من منهم يظن انه يكون اكبر. فقال لهم ملوك الأمم يسودونهم والمتسلطون عليهم يدعون
محسنين. وأما انتم فليس هكذا بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم. لأن
من هو اكبر الذي يتكئ أم الذي يخدم أليس الذي يتكئ ولكني أنا بينكم كالذي يخدم.
انتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وأنا اجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتاً. لتأكلوا
وتشربوا على مائدتي في ملكوتي وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثني
عشر."

نرى
هنا الضعف البشري للتلاميذ إذ يتشاحنون على المراكز الأولى بينما المسيح يستعد
لتقديم نفسه على الصليب، واليهود يتشاورون على قتله في الخارج. هم مازالوا يظنون
أن ملك المسيح سيكون ملكاً مادياً.

سبب
الخلاف هنا كان في أماكن جلوسهم على المائدة قرباً أو بعداً عن السيد. والتقليد
اليهودي أن الإبن الأكبر يجلس عن اليمين والأصغر عن اليسار رمزاً للحب. لكن
التلاميذ ظنوا أن الذي يجلس أقرب للسيد سيكون له مركزاً أكبر حين يملك السيد.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر اللاويين 16

(آية25):
محسنين= هم يسمونهم هكذا تملقاً. وهم يسمون أنفسهم هكذا إذا قدموا خدمات
لبلادهم بل هم يعطون عطايا وخدمات ليسميهم الشعب هكذا. ولكن الأمم الوثنيين يفهمون
أن المحسنين يجب أن يتسلطوا. وهنا المسيح يشرح لهم أن الأفضل أن يخدموا الآخرين من
أن يسودوا ويترأسوا عليهم. والمسيح هنا ينسب التسلط للأمم.

(آية27):
المسيح يعطيهم نفسه مثلاً لهم في إتضاعه وخدمته.

(آية28):
المسيح يمدح أمانتهم وثباتهم رغماً عن مضايقات اليهود وأنهم تركوا كل شئ وتبعوه،
مع أنهم لم يثبتوا إلاّ بمساندة نعمته. ولاحظ أنه في محبته لم يوبخهم على ضعفاتهم.
ونلاحظ أن طلب العظمة الزمنية يسبب إنشقاقاً بين الإخوة والعكس فروح الإتضاع
والخدمة تولد الحب.

(آية29):
هنا المسيح يشرح لهم أنه طلب منهم الخدمة والتخلي عن التسلط والرئاسة وعدم إشتهاء
العظمة ليس حرماناً بل طريقاً للملكوت والمجد الأبدي، وهذا لا نبلغه إلاّ في
الصليب وقبول الألم، وهذا ما حدث مع المسيح شخصياً= كما جعل لي أبي أجعل لكم..
ملكوتاً=
أعطيكم الملكوت السماوي مكافأة لما إحتملتموه

(آية30):
لتأكلوا وتشربوا= من شجرة الحياة والمقصود ليس الأكل والشرب الماديين بل
الشبع بالله (رو17:14+ مت6:5). تدينون أسباط إسرائيل= يكونون بقبولهم
للمسيح وحياتهم المتضعة وقداستهم علة تبكيت ودينونة لليهود ويفضحوا جحود اليهود
وإثمهم على كراسي= يظهر بهذا علو درجة التلاميذ.

 

(لو31:22-38)

الآيات
(31-33): "وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.
ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك وأنت متى رجعت ثبت اخوتك. فقال له يا رب
أني مستعد أن امضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت."

سمعان
سمعان=
المسيح
يناديه بإسمه القديم (وليس بطرس الصخرة) ليظهر ضعفه بدون المسيح. إبليس ليس له
سلطان أن يجرب أحد إلاّ بسماح من الله، وإبليس كانت إرادته أن يتفرقوا ويتبددوا
كما حذرهم السيد المسيح بنبوة زكريا، ولكن الله سمح لإبليس بتجربتهم ليظهر الحنطة
من الزوان، وفعلاً لقد إنفصل الزوان الذي كان يهوذا، وبقيت الحنطة. ولنلاحظ أن
الله لم يجبر أحد على شئ، بل كان هناك فائدة لما حدث، وهي أن باقي التلاميذ أدركوا
ضعفهم، مثل بطرس الذي أنكر وباقي التلاميذ الذين هربوا، ولمّا أدركوا ضعفهم صرخوا
طالبين المعونة من الله، وما عادوا يثقوا في أنفسهم، وأدركوا أن سر قوتهم هو الله.
وبهذا نرى أن الله حين يسمح بأن يجرب إبليس أولاده فيكون هذا لصالحهم. إبليس يقصد
من تجاربه أن يجعلنا نترك يسوع والسيد يسمح بالتجارب إذ نكتشف بها ضعفاتنا فنلجأ
إليه للمعونة. ولكن قوله يغربلكم، فمن الغربلة يسقط القش أي من كان غير ثابت.
والسيد وجه حديثه لبطرس بالذات بسبب إندفاعه وشعوره بأنه قوي، والرب أراد أن يكشف
فيه ضعف الطبيعة البشرية بوجه عام. فيرى كل منا فيه ضعفه الشخصي. فإن كان يهوذا
يمثل الخيانة، لكن بطرس يمثل الضعف الذي يحتاج إلى عون إلهي فيقوم ليثبت ويثبت
الآخرين معه خلال النعمة الفياضة التي ينالها. طلبت من أجلك= المسيح يتكلم
كإنسان مع أنه الله، لنتعلم الصلاة لأجل الضعفاء. وليظهر إحتياجنا لعمله فينا
أثناء التجارب حتى لا نضعف. لا يفنى إيمانك= تيأس من أن تقوم ثانية. ونفس
هذه الخبرة إكتسبها داود النبي بعد سقطته الشهيرة إذ صلّى المزمور الخمسون
قائلاً.. إرحمني يا الله كعظيم رحمتك.. فأعلم الأثمة طرقك (آية13 مز51). فالتائب
يشعر بالخطاة الذين مثله فيحنو عليهم ويشجعهم.

 

الآيات
(35-38): "ثم قال لهم حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء
فقالوا لا. فقال لهم لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثوبه
ويشتر سيفاً. لأني أقول لكم انه ينبغي ان يتم في أيضاً هذا المكتوب وأحصي مع آثمة
لأن ما هو من جهتي له انقضاء. فقالوا يا رب هوذا هنا سيفان فقال لهم يكفي."

حين
كان المسيح معهم طيلة مدة خدمته كان يعزيهم ولم يدعهم معوزين لأي شئ. ولكن ستأتي
ساعة حين يفارقهم، عليهم فيها أن يواجهوا بعض الشدائد وعليهم أن يتعلموا كيف
يواجهونها. هنا السيد أشبه بمدرب السباحة الذي يضع يديه تحت جسم من يدربهم وهم في
المياه فيشعروا بثقة وراحة، ثم يسحب يديه قليلاً قليلاً فيجاهدوا ويتعلموا، وسيصيرون
كمن في عوز، لكي ينعموا بخبرات جديدة. ولكن في (مت20:28) قال لهم ها أنا معكم كل
الأيام إلى إنقضاء الدهر. وكأن المسيح هنا يريد أن يقول حين تأتي أيام الضيق وهي
ستأتي تذكروا أنني حينما كنت معكم لم يعوزكم شئ، وأنا مازلت معكم، ولكن ربما تنقضي
فترة حتى أتدخل لرفع الضيق. ويقول الأنبا أنطونيوس أن الله غالباً ما يعطي
للتائبين في بداية توبتهم تعزيات كثيرة ليرفعهم ويسندهم لكنه يسمح فينزع هذه
التعزيات إلى حين لكي يجاهدوا وسط الآلام فيتزكون وينالون أعظم من الأولى.

الكيس
والمزود=
أي
سيكونوا في إحتياج لتدبير أمورهم، وستمر عليهم ضيقات يحتاجون فيها للزاد الروحي
والإستعداد الروحي. وهذا يحتاج للجهاد المستمر بصلوات وأصوام بينما كان المسيح
فترة وجوده معهم على الأرض هو الذي يسندهم.

السيف=
هو كلمة
الله (عب12:4) التي نتسلح بها ضد مكائد إبليس (أف11:6) والآلام التي يسمح بها
المسيح لتلاميذه بها يشتركون في صليبه وبالتالي في مجده. الكيس والمزود والسيف
تفهم بمعانيها الروحية وليست المادية، للإمتلاء الروحي حتى يستطيعوا الحرب ضد
إبليس.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة نبؤات تحققت ت

هوذا
هنا سيفان=
غالباً هما سكينتان كبيرتان يستخدمان لذبح خروف الفصح.

يكفي=
هي ترجمة
للكلمة العبرية (دَيّير) التي كان معلمو اليهود يستخدمونها ليسكتوا بها جهالة بعض
تلاميذهم. وكأن السيد المسيح أراد أن يسكت تلاميذه الذين إنصرفت أفكارهم إلى السيف
المادي لا سيف الروح. ولا تعني يكفي بالمعنى المباشر فماذا يعمل سيفان في مقابل
جماهير اليهود وجنود الرومان الآتين للقبض عليه.

(آية
35): ما هو من جهتي له إنقضاء= أي سوف لا أبقى في وسطكم بعد، فسأتمم الفداء
وأصعد للسماء.

(آية37):
المكتوب= (أش12:53).

 

دخل المسيح إلى البستان في هذه المرة الأخيرة كما إلى هيكله
المقدس ليترك (8) من تلاميذه في الدار الخارجية، ويدخل بثلاثة منهم إلى القدس،
وأخيراً ينطلق بمفرده ليجثو في قدس الأقداس كرئيس كهنة أعظم يقدم ذبيحة فريدة عن
العالم، يقدم حياته مبذولة طاعة للآب وحباً للبشرية وكل منّا يستطيع أن يدخل معه
وبه إلى جثسيماني وندخل إلى معصرة الألم، كل بحسب قامته الروحية إمّا مع الثمانية
أو مع الثلاثة، أمّا العمل الكفاري فللمسيح وحده، هو إختصاصه وحده. وعلينا أن نعرف
أن كل البركات التي أخذناها تُثير حسد الشياطين فيثيروا ضدنا التجارب وعلينا أن
نصلي لنغلب.

 

آية
(40): "ولما صار إلى المكان قال لهم صلوا لكي لا تدخلوا في تجربة."

صلوا
لكي لا تدخلوا في تجربة=
بعد
كل مرة نتناول فيها علينا أن نصلي ولا ننام لكي ننال النصرة والغلبة أن هجمات
العدو لابد وستأتي. المسيح كان يريد لتلاميذه أن يكونوا في حالة صلاة حين تأتي
التجربة ويصل يهوذا والرجال فلا يضعفوا ويخوروا. وهذا معنى وصية المسيح وبولس
الرسول أن نصلي بلا إنقطاع ولأنهم لم يصلوا فبطرس أنكر إذ أتت التجربة وباقي
التلاميذ هربوا.

 

آية
(41): "وانفصل عنهم نحو رمية حجر وجثا على ركبتيه وصلى."

وجثا
على ركبتيه=
دليل
ناسوتيته. وهو جثا وحده دون التلاميذ. فالتلاميذ لم يكن لهم أن يشاركوه هذه
اللحظات التي حمل فيها ضعفنا وشفع بدمه عنا لدى الآب. كان عمله فريداً في نوعه.

 

آية
(42): "قائلاً يا أبتاه إن شئت أن تجيز عني هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل
إرادتك."

لتكن
لا إرادتي بل إرادتك=
السيد
صحح وضع البشر بالنسبة للآب، فآدم وبنيه عصوا وجاء السيد المسيح ليقدم الطاعة
والخضوع كنائب عنا، مع أن إرادته واحدة مع أبيه. لقد كان السيد يمكنه أن يحضر جيوش
الملائكة لتمنع عنه هذه الكأس، ولكنه هو أرادها، فهو أراد أن يشرب الكأس التي أراد
له الآب أن يشربها ويقدمها له. بهذا يقدم نفسه مثالاً لشرب كأس الآلام بصبر. قدّم
نفسه مثالاً بالعمل لا بالكلام.

 

آية
(43): "وظهر له ملاك من السماء يقويه."

ظهر
له ملاك من السماء يقويه

كانت هناك ملائكة تسبح يوم الميلاد، وبشروا الرعاة، وتقدموا لخدمة السيد بعد
التجربة من إبليس (مت11:4). وملائكة بشرت النسوة بعد القيامة، وملائكة تراءت
للتلاميذ بعد الصعود. وهذا ما دفع البعض أن يتصور أن هناك ملائكة قد تعينوا لخدمة
السيد وقت تجسده، فإذا كانت الملائكة تخدم البشر أفلا تخدم ملك الملوك (عب14:1).
وهكذا كل من يصلي يجد معونة من السماء فالملائكة تخدم البشر في محبة. ويقال أن
الملاك الذي ظهر للمسيح كان يقول له "لك القوة يا رب ،لك المجد، لك
العزة" وهذا ما تسبح به الكنيسة في أسبوع الآلام.

وربما
أن الملاك حين رأى السيد في آلامه في البستان تقدم ليقويه، كما حاول بطرس أن يضرب
عبد رئيس الكهنة ليساعد المسيح، ولكن غالباً فالمسيح لم يكن محتاج لمعونة الملاك
وبالتأكيد لم يكن محتاج لسيف بطرس. وكأن الملاك الذي أتى للسيد ليقويه أراد أن
يقوله له، حتى وإن قام عليك البشر ولم يعرفوك فنحن نعرفك من أنت، نحن نحبك حتى وإن
لم يحبوك، نعرف عظمة مجدك وإن لم يعرفها البشر.

 

آية
(44): "وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على
الأرض."

صار
عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض=
هذه الظاهرة ظاهرة نادرة تسمى HEAMATIDROSIS. لأنه في الأحوال العادية حين يزداد الألم بالإنسان حتى لا يستطيع
أن يتحمل، ففي هذه الحالة غالباً ما يفقد الإنسان وعيه، ولكن إذا لم يحدث هذا فإن
الشعيرات الدموية المحيطة بالغدد العرقية يزداد الضغط عليها فتنفجر وينضح الدم من
البشرة مختلطاً بالعرق. وهذا لا يحدث من جبهة الإنسان فقط بل من الجسم كله، ويكون
نتيجة ذلك أن يتسمم جسم الإنسان. ولأنها ظاهرة طبية فقد لفتت أنظار لوقا الطبيب.
ونزل الدم على الأرض، وهذه أول مرة يسفك فيها دم المخلص لأجلنا. وتلطخت ثيابه
بالدم. ولوقا يحدد هذه الحالة بقوله وإذ كان في جهاد= فقد دخل السيد المسيح
في صراع حقيقي، حتى سال دمه وصار هابيل الجديد الذي تتقبل الأرض دمه طالباً النعمة
لكل مؤمن. وبينما كان السيد في هذا الجهاد كان تلاميذه نائمون ويهوذا والكهنة
يتآمرون.

 

(لو47:22-53)

آية
(48): "فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان."

تسلم
إبن الإنسان=

لم يقل تسلم ربك أو سيدك أو معلمك أو من له الفضل عليك، بل قال إبن الإنسان أي ذاك
اللطيف الوديع الذي أحبك، هل تسلم من أحبك.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر الجامعة حشمت كمال 03

آية
(51): "فأجاب يسوع وقال دعوا إلىّ هذا ولمس أذنه وأبرأها."

دعوا
إلىّ هذا=
كأن
المسيح يعتذر هنا عمّا فعله بطرس، ليهدئ من ثورة الجماعة على بطرس وتلاميذه، وكأنه
يقول دعوا لي هذه الإساءة فلن يحدث غيرها، وهي تمت بدون إذن مني. وفي شفائه لأذن
العبد أثبت قدرته ورحمته وصلاحه.

الآيات
(52،53): "ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه
كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي. إذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الأيادي
ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة."

المسيح
عاتب يهوذا عتاباً رقيقاً، وعاتب بطرس إذ قطع أذن العبد، ثم شفاه، هو إهتم بالجميع
في هذه اللحظة الصعبة، ثم يستدير ويوجه عتاباً لطيفاً لكل هذا الحشد لعلهم يندمون
فيتوبوا. وقوله هذه ساعتكم وسلطان الظلمة= فيه إشارة:

1.  أن هذه الساعة
هي بتحديد من الله. وسلطان الظلمة هو الشيطان، فأنا الذي سمحت بأن أسلم في أيديكم
في هذه الساعة، ولكن أنتم الآن والشيطان واحد في نواياكم.

2.     أن سلطان
الظلمة وقته قصير، فلن يمتد سلطانه لأكثر من ساعة أي وقت قصير وهم فعلاً تمكنوا
منه وصلبوه ولكنه قام بعد 3 أيام.

 

 
(لو 22 ، 54-71): "فأخذوه وساقوه وادخلوه إلى بيت رئيس الكهنة وأما بطرس
فتبعه من بعيد. ولما أضرموا ناراً في وسط الدار وجلسوا معا جلس بطرس بينهم. فرأته
جارية جالساً عند النار فتفرست فيه وقالت وهذا كان معه. فأنكره قائلاً لست اعرفه
يا امرأة. وبعد قليل رآه آخر وقال وأنت منهم فقال بطرس يا إنسان لست أنا. ولما مضى
نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلاً بالحق أن هذا أيضاً كان معه لأنه جليلي أيضاً. فقال
بطرس يا إنسان لست اعرف ما تقول وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك. فالتفت الرب
ونظر إلى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له انك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث
مرات. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مراً. والرجال الذين كانوا ضابطين يسوع كانوا
يستهزئون به وهم يجلدونه. وغطوه وكانوا يضربون وجهه ويسألونه قائلين تنبأ من هو
الذي ضربك. وأشياء آخر كثيرة كانوا يقولون عليه مجدفين. ولما كان النهار اجتمعت
مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه إلى مجمعهم. قائلين أن كنت أنت المسيح
فقل لنا فقال لهم أن قلت لكم لا تصدقون. وأن سالت لا تجيبونني ولا تطلقونني. منذ
الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة الله. فقال الجميع أفانت ابن الله فقال
لهم انتم تقولون أني أنا هو. فقالوا ما حاجتنا بعد إلى شهادة لأننا نحن سمعنا من
فمه."

الآيات
(54-62): "فأخذوه وساقوه وادخلوه إلى بيت رئيس الكهنة وأما بطرس فتبعه من
بعيد. ولما أضرموا ناراً في وسط الدار وجلسوا معا جلس بطرس بينهم. فرأته جارية
جالساً عند النار فتفرست فيه وقالت وهذا كان معه. فأنكره قائلاً لست اعرفه يا
امرأة. وبعد قليل رآه آخر وقال وأنت منهم فقال بطرس يا إنسان لست أنا. ولما مضى
نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلاً بالحق إن هذا أيضاً كان معه لأنه جليلي أيضاً. فقال
بطرس يا إنسان لست اعرف ما تقول وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك. فالتفت الرب
ونظر إلى بطرس فتذكر بطرس كلام الرب كيف قال له انك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث
مرات. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مراً."

تبعه
من بعيد=
هو
يمسك العصا من الوسط فمن ناحية يريح ضميره بأنه تبع المسيح ومن ناحية هو كان من
بعيد لينقذ سمعته. فإلتفت الرب ونظر إلى بطرس= هذه يضيفها لوقا ليشرح سبب
توبة بطرس، فنظرة المسيح المملوءة عتاباً، مع صياح الديك حرّكا قلب بطرس وخرج
ليبكي بكاءً مراً وليصير داوداً جديداً في توبته ودموعه. لقد كانت نظرة المسيح له
هي إقتراب مراحم المسيح إليه بصمت وسرية ولمسة حانية لمست قلبه وذكرته بالماضي فيها
إفتقد الرب بطرس بنعمته الداخلية. في وسط آلام المسيح المرة لم ينسى خلاص نفس بطرس
وشجعه.

 

آية
(66): "ولما كان النهار اجتمعت مشيخة الشعب رؤساء الكهنة والكتبة واصعدوه إلى
مجمعهم."

اجتماع
صوري بالنهار حتى يكون الحكم رسمياً فأحكام الإعدام ليلاً باطلة.

 

الآيات
(67-71): "قائلين إن كنت أنت المسيح فقل لنا فقال لهم إن قلت لكم لا تصدقون.
وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني. منذ الآن يكون ابن الإنسان جالساً عن يمين قوة
الله. فقال الجميع أفانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون أني أنا هو. فقالوا ما
حاجتنا بعد إلى شهادة لأننا نحن سمعنا من فمه."

وإن
سألت لا تجيبونني=
سبق
المسيح وسألهم عن معمودية يوحنا وقالوا لا نعرف (لو5:20-7) وسألهم عن مزمور داود
ولم يجيبوا(لو41:20-44) والمسيح يقصد هنا أنه لو ناقشتكم في النبوات التي تثبت
أنني إبن الله وتفسيرها لن تجيبوا لأنكم لا تريدون أن تعرفوا الحق،ولا تريدون أن
يعرف أحد الحق، ولو تجردوا عن الهوى لكان المسيح قد شرح لهم.ولا تطلقونني=لن
يطلقوه حتى لو أثبت براءته فهم قد بيتوا النية على قتله.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي