اَلأَصْحَاحُ
الْعَاشِرُ
وَذَهَبَ
رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ
لأَنَّهُ
جَاءَ إِلَى شَكِيمَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. [1]
وَلَمَّا
سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ
(وَهُوَ فِي
مِصْرَ حَيْثُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ الْمَلِكِ)
رَجَعَ
يَرُبْعَامُ مِنْ مِصْرَ. [2]
فَأَرْسَلُوا
وَدَعُوهُ فَأَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا لِرَحُبْعَامَ: [3]
إِنَّ
أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا فَالآنَ خَفِّفْ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ الْقَاسِيَةِ
وَمِنْ
نِيرِهِ الثَّقِيلِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ. [4]
فَقَالَ
لَهُمُ: ارْجِعُوا إِلَيَّ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَذَهَبَ الشَّعْبُ. [5]
فَاسْتَشَارَ
الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ الشُّيُوخَ الَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ
سُلَيْمَانَ أَبِيهِ
وَهُوَ
حَيٌّ قَائِلاً: كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَاباً عَلَى هَذَا الشَّعْبِ؟ [6]
فَقَالُوا:
إِنْ كُنْتَ صَالِحاً نَحْوَ هَذَا الشَّعْبِ وَأَرْضَيْتَهُمْ
وَكَلَّمْتَهُمْ
كَلاَماً حَسَناً يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً كُلَّ الأَيَّامِ. [7]
فَتَرَكَ
مَشُورَةَ الشُّيُوخِ الَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ
وَاسْتَشَارَ
الأَحْدَاثَ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ [8]
وَسَأَلَهُمْ:
بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَاباً عَلَى هَذَا الشَّعْبِ
الَّذِينَ
كَلَّمُونِي قَائِلِينَ:
خَفِّفْ
مِنَ النِّيرِ الَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ؟ [9]
فَأَجَابَ
الأَحْدَاثُ الَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ:
هَكَذَا
تَقُولُ لِلشَّعْبِ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا
وَأَمَّا
أَنْتَ فَخَفِّفْ عَنَّا: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ وَسْطِ أَبِي. [10]
وَالآنَ
أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيراً ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ.
أَبِي
أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِالْعَقَارِبِ. [11]
فَجَاءَ
يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ
كَمَا أَمَرَ الْمَلِكُ:
ارْجِعُوا
إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ. [12]
فَأَجَابَهُمُ
الْمَلِكُ بِقَسَاوَةٍ وَتَرَكَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ مَشُورَةَ الشُّيُوخِ [13]
وَكَلَّمَهُمْ
حَسَبَ مَشُورَةِ الأَحْدَاثِ قَائِلاً: أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ
عَلَيْهِ.
أَبِي
أَدَّبَكُمْ بِالسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِالْعَقَارِبِ. [14]
وَلَمْ
يَسْمَعِ الْمَلِكُ لِلشَّعْبِ لأَنَّ السَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ
لِيُقِيمَ
الرَّبُّ كَلاَمَهُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ أَخِيَّا الشِّيلُونِيِّ
إِلَى
يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. [15]
فَلَمَّا
رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ الْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ قَالَ الشَّعْبُ
لِلْمَلِكِ:
أَيُّ
قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ!
وَلاَ
نَصِيبَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى.
كُلُّ
وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ يَا إِسْرَائِيلُ.
الآنَ
انْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ!
وَذَهَبَ
كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى خِيَامِهِمْ. [16]
وَأَمَّا
بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ
رَحُبْعَامُ. [17]
ثُمَّ
أَرْسَلَ الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ هَدُورَامَ الَّذِي عَلَى التَّسْخِيرِ
فَرَجَمَهُ
بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالْحِجَارَةِ فَمَاتَ.
فَبَادَرَ
الْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى الْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ [18]
فَعَصَى
إِسْرَائِيلُ بَيْتَ دَاوُدَ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. [19]