المزمور
الثا
من والستون

الملك
الغالب في كنيسته

موكب النصرة

هذا المزمور
هو الرابع والأخير في سلسلة مزامير التسابيح (65-68)، ترٌَنم به داود النبي عندما
اهتزت نفسه فرحًا بالله الغالب في كنيسته. فقد انطلق موكب الفرح والتهليل بنقل
تابوت العهد من بيت عوبيد أدوم إلى مدينة داود (2 صم 6: 12-15). انسحب قلب داود
النبي وفكره وكل طاقاته ليرى الله الغالب، العامل في كنيسته عبر العصور، حتى يدخل
بها إلى الموكب الأبدي، فقد عمل في الماضي، ويبقى عاملاً في الحاضر، وسيبقي هكذا
في المستقبل حتى يهبها كمال نصرته على الظلمة وكل قوات العدو الشرير.

رأى داود
النبي وهو يحتفل بموكبٍ كنسيٍ شعبي قيادة الله "الملك" لشعبه خلال موسى
وهرون، ليحرر شعبه من عبودية فرعون، ويجتاز بهم إلى البرية بكل متاعبها وتجاربها
وحروبها، ويدخل بهم إلى أرض الراحة أو أرض الموعد.

هذا عن
الماضي، أما بالنسبة لعمل الله الخلاصي الذي ننعم به حاليًا، فرأى داود النبي بعين
النبوة السيد المسيح، كلمة الله المتجسد المصلوب القائم من الأموات والصاعد إلى
السماوات، يدخل بنا عبر الآلام والموت والدفن إلى قوة قيامته، وعربون المجد
السماوي.

أما بالنسبة
للمستقبل، فبنظرة آخروية انقضائية رأى موكب النصرة الأخيرة، حيث يأتي الملك الديان
في مجده على السحاب، يحتضن كنيسته، وينطلق بها إلى حضن أبيه، لتتمتع بكمال شركة
المجد الأبدي، بينما ينهار العدو تمامًا، وتتحطم مملكته.

كان لهذا المزمور
التسبيحي المسياني الكنسي الاحتفالي الأخروي
أثره في حياة الشعب قديمًا،
فكانوا يرددونه في عيد الحصاد وتذكار نزول الناموس على جبل سيناء. انه
مزمور عيديٌ احتفالي ليتورجي، يشير إلى عطايا السيد المسيح الممجد لكنيسته.

سماته

 1. يبدأ
بكلمات موسى النبي التي كان يرددها عند ارتحال تابوت العهد تحت السحابة: "قم
يا رب، فلتتبدد أعداؤك، ويهرب مبغضوك من أمامك" (عد 10: 35). لعل رجال العهد
القديم كانوا يرون في تحرك تابوت العهد قوة قيامة السيد المسيح، ولا تزال تردد
الكنيسة ذات الصلاة في أوشية الاجتماعات، وكأن سٌر بركة الشعب والاجتماعات هي
قيامة السيد الغالب للظلمة والشر.

2. يقدم لنا
المزمور صورة حية عن الكنيسة المتهللة بالروح، لتمتعها بحلول مسيحها الغالب فيها،
مسيح اليتامى والأرامل والمحتاجين والمقيدين والمحكوم عليهم بالدفن كما في القبور،
ليقيم منهم مركبة الله النارية التي لا تعرف روح الفشل أو اليأس بل روح القوة
والسلطة. إنها كنيسة تسبيح، تبارك الله الذي يهبها سلطانًا، ويقيم منها رؤساء
وجبابرة بأس روحيين. فيها يُسمع صوت المخلص، صوت القوة والمجد والبركة والعزة. في
اختصار يصور كمال جمال الكنيسة وقوتها بقوله: "عجيب هو الله في
قديسيه
" [35]

3. يرى
البعض أن شرح هذا المزمور صعب، لأنه مشحون بالتعبيرات المجازية والمناجاة.

4. يحوى هذا
المزمور حقائق إنجيلية كثيرة، فهو يمثل نبوة رائعة عن السيد المسيح. ففي النص
السرياني قيل عنه: "نبوة خاصة بتدبير عمل المسيح ودعوة الأمم للإيمان".
وقد اقتبست الكنيسة القبطية عبارات منه في الهوس الكيهكي، وهي تسبحة تحوى عبارات
مقتبسة من المزامير تتحدث مجيء السيد المسيح وعمله الخلاصي، كتهيئة لاستقبال عيد
الميلاد، نترنم به كل يوم طول شهر كيهك.

الإطار العام

1. موكب
نصرة                     1-6.

2. أعماله
في سيناء                7-18.

3. أعماله
حاضرة دومًا             19-31.

4. دعوة
الأمم للتسبيح             32-35.

العنوان

 "لإمام
المغنين، لداود، مزمور، تسبحة
"، وبحسب الترجمة السبعينية: "تسبحة
لداود في النجاز (التمام)".

سبق لنا
الحديث عن كل ما ورد هنا كعنوان للمزمور. إنه مزمور تسبحة يكشف عن فرح الكنيسة
بعريسها الغالب، الذي يرافقها كل الطريق، يتقدمها ويسكن فيها، ويرفعها إلى سماواته
كنهاية الطريق. إنه يحقق لها النصرة، حيث يدخل بها إلى عربون الحياة الأخروية وهي
بعد في جهادها المستمر على الأرض.

1. موكب نصرة

 "ليقيم
الله،

لتتبدد جميع
أعدائه.

وليهرب كل
مبغضيه من أمام وجهه" [1]

يليق بنا
قبل كل تحرك أن نطالب الله أن يخرج أمامنا، فنختفي نحن وراءه وفيه، فإننا لسنا نحن
طرفًا في المعركة، وإنما طرفاها هما الله وإبليس. ليس لنا أعداء شخصيين، ولا
مبغضون، فلا نطلب نقمة من أحدٍ، إنما نطلب تدخل الله نفسه، وقيادته للمعركة ضد عدو
الخير، وليس ضد إنسانٍ ما، مهما كان مضايقًا لنا.

v    
يمكن تفسير هذا المزمور تفسيرًا خاصًا وعامًَا.

التفسير
الخاص

أنه يشير إلى الرب ذاته، كيف قام من بين الأموات وبدٌَد كل أعدائه، أعني الشيطان
وجيشه أو اليهود.

والتفسير
العام
،
أنه ينطبق علينا حينما نصرخ في ضيقاتنا وضعفاتنا: "استيقظ يا رب، لماذا تنام؟
أعنا" (مز 44: 23، 26). تمامًا كما أيقظ التلاميذ الرب في السفينة، صارخين:
"يا رب نجنا، إننا نهلك" (مت 8: 25).

 القديس
جيروم

كأنتا في
وسط الضيقة نصرخ، فنرى مسيحنا القائم من الأموات يعلن عن بهاء مجد قيامته في
داخلنا، بينما لا يحتمل الأشرار حضرته، فيهربون من أمام وجهه. فتتحول ضيقتنا إلى
خبرة لقاء مع المسيح المُقام، وإلى غلبة ضد الشر وتحطيم له.

هنا نلاحظ
أن داود النبي قد اقتبس هذه العبارة عن موسى النبي كما يقتبس عبارات أخرى عن دبورة
النبية وغيرها. وكأن داود النبي يؤكد لنا أهمية اقتباس عبارات من الكتاب المقدس
بعهديه في صلواتنا وتضرعاتنا وتسابيحنا وكأن دراسة الكتاب المقدس وحفظ عبارات منه
عن ظهر قلب هو كنز لنا، لا بالتمسك بمواعيد الله فحسب، وإنما لاستخدامها كلغة
عبادة وتقوى في مخدعنا وفي عبادتنا الكنسية العامة.

الآن كيف
يبدد الله عدوه في كل الأجيال؟

إنه لا
يحتاج إلى حرب مادية، وإلى إعداد فرق عسكرية، وإنما بحضرته لا يقوى العدو على
البقاء، بل يهرب ويتبدد.

يظهر الله
في المعركة كريحٍ عاصفٍ ونارٍ آكلةٍ، إذ يقول المرتل:

"وكما
يضمحل الدخان يضمحلون،

وكما يذوب
الشمع من وجه النار،

كذلك تهلك
الخطاة من أمام وجه الله.

والصديقون
يفرحون ويتهللون أمام الله،

ويتنعٌَمون
بالسرور" [2، 3].

1. يهبٌ
الله علينا كريحٍ عاصفٍ يبدد الأشرار كالدخان، بينما يفٌرح قلوب الصديقين ويهبهم
تهليلاً، ويمتعهم بنعيم السرور وبعربون ملكوت النعيم.

يُشَبٌَه
الأشرار بالدخان لأنهم يفسدون البصيرة الروحية بسبب هرطقاتهم أو فساد معتقداتهم،
أو بث روح الفساد والشر. إنهم يعملون على نزع الاستنارة من القلب بالأفكار الخاطئة
أو بالإغراءات المفسدة. عمل الروح القدس الذي حٌل على التلاميذ من يوم الخمسين في
العُلية حيث صار ريح عاصف هو أن ينزع هذا الدخان، ويرد للقلب بصيرته الداخلية،
ليرى ملكوت الفرح في داخله.

هكذا يخشى
الأشرار الالتقاء بالله كريح عاصف بينما يفرح المؤمنون ويتهللون به، إذ يرون يوم
الخمسين أو عطية الروح التي نالوها في سرٌى العماد والمسحة المقدسة (الميرون) عاملة
فيهم لإدانتهم.

لتهٌب يا رب
بروحك القدوس في داخلي، فتبدد كل دخان الشر من داخلي، وتتنعم على عيني برؤية مجد
ملكوتك!

v  يتبدد
الدخان في الهواء فلا يترك أثرًا لوجوده، ولا يمكن للشمع أن يوجد بعد انصهاره.
الأخير يغذي اللهب بمادته، فينصهر ويتبدد في الهواء.

كما يصير
الدخان كلا شيء تمامًا، هكذا إذ يأتي ملكوت الله تتبدد كل الأشياء التي تسلطت
علينا، فتنقشع الظلمة أمام النور، ويمضي المرض حينما تحل الصحة، وتتوقف الشهوات عن
الإزعاج حينما يظهر اللاهوى
apathia (غياب الأهواء الخليعة)، ويزول الموت ولا يوجد بعد الفساد، إذ تسود
الحياة وعدم الفساد فينا بلا مناهض.

 القديس
غريغوريوس النيسي

2. يرتجف
الأشرار من الحضرة الإلهية، لأنهم كالشمع لا يحتملون الله، النار الآكلة، فيذوبون
ويهلكون. أما نحن فنرى في النار الآكلة سٌر تهليلنا، إذ حل على الكنيسة بروحه
القدوس على شكل ألسنة نارية، وتحٌول المؤمنون إلى "خدام الله لهيب نار لا
ينطفئ"! يحملون القلب الناري الذي لا تستطيع مياه العالم كله أن تطفئه!

3. حضرة
الله وعمل روحه القدوس يسكب فرحًا على الصديقين، ويملأهم تهليلاً، ويدخل بهم إلى
التنعم بالسرور. بمعنى آخر يختبرون الفرح والتهليل (التسبيح) والنعيم.

موكب النصرة
الإلهي هو موكب الكنيسة المملوءة فرحًا، المُسبحة لله، والمختبرة لعربون ملكوت النعيم
الأبدي!

بالفرح
والتسبيح وتذوٌُق نعيم السماويات ننعم بالغلبة على قوات الظلمة أو بنصرة المسيح
رأسنا!

لقاء الله
يحول حياة الأشرار إلى فزع ونوح وعويل مستمر، وحياة الصديقين إلى بهجة روحية
وتسبيح دائم وشركة مع السمائيين.

v    
لا يستحق الأشرار معاينة الله، "الصديقون
يفرحون
"، هؤلاء الذين يحفظون براءتهم بلا رذائل يبتهجون بالرب.

v 
"يفرحون
ويتهللون أمام الله
"… إنها علامة الثقة العظيمة أن يفرح (الإنسان)
بالرب. فالوكيل (لو 16: 1-3) الذي يدبر أموال (موكله) حسنًا يلتقي بالرب بسرور.

 القديس
جيروم

يُترجم هذا
الفرح بالتسبيح على قيثارة الروح، وكما يقول القديس جيروم: [يتحقق التسبيح
لله بالعمل الصالح، فمثلاً تمارس حاسة السمع خدمتها وهكذا الفم والعينان واليدان
وكل أعضاء الجسم تتناغم معًا، وتعزف على أوتار القيثارة في وقار.]

4. إن كانت
الكنيسة تتعرض لآلام كثيرة في جهادها على الأرض، لكنها إذ تختبر حضرة الرب وسط
آلامها، وتحسب نفسها مغبوطة أن تشارك مخلصها آلامه لتدخل معه إلى خبرة بهجة
قيامته، وتتمتع بقوة نصرته، تتحول حياتها إلى تسبيح مستمر… بل ويصير عملها
الأساسي دعوة أبنائها لحياة التسبيح كحياة شركة مع العريس الالهي:

"سبحوا
الله،

رتلوا
لاسمه" [4]

v    
يسبح لله من يعيش لله، يرتل (يزمر) لاسمه من
يعمل لمجده.

 القديس
أغسطينوس

5. إذ أدرك
المرتل سلاح التسبيح وفاعليته، قال: "سبحوا لله، رتلوا لاسمه".

 لنقدم
التسبيح لا كعملٍ حماسي، ولا كاستعراض أمام الآخرين، وإنما كحياة داخلية تمس
علاقتنا الشخصية بالله، واختبارنا لقوة اسمه. عندئذ نشهد له ولخلاصه، فيشتاق أهل
المغارب (إشارة إلى غير المؤمنين الذين لم يشرق عليهم شمس البٌر) أن يدخلوا معنا
طريق الرب الملوكي المفرح:

"اصنعوا
طريقًا للراكب على المغارب،

الرب اسمه.

وليبتهجوا
أمامه،

وليضطربوا
من وجهه" [4].

تسبيحنا
الروحي النابع من أعماق القلب، والمترجم بالفكر المقدس والسلوك الروحي، يهيئ
طريقًا للرب كي يحوٌل أهل المغارب إلى مركبة إلهية.

يرى العلامة
أوريجينوس
أن اليهود إذ عرفوا الله في فجر حياتهم حُسبوا "المشارق"،
أما الأمم فعرفوا في ملء الأزمنة، لذا دعوا بالمغارب. كأن المرتل يدعو الله هنا
"الراكب على المغارب" بمعنى الجالس على قلوب الأمم كعرشٍ له.

ويقول القديس
جيروم
: [إن لم تغرب شمس الدنس عنا، لا تشرق شمس البرّ والشفاء في أجنحتها (ملا
4: 2).]

ويقول الأب
أنثيموس الأورشليمي
: [يركب على المغارب، أي على الخطاة التائبين الذين يبتعدوا
عن الشيطان الذي يتشبه بملاك نور (كأنه يشرق عليهم)، لذلك قيل أن نور المنافقين
ينطفئ كما جاء في الأصحاح الثالث عشر من سفر الأمثال. بابتعادهم عنه وتركهم أعماله
يقبلون نير المسيح الحلو وحمله الخفيف. هؤلاء هم المغارب الذين يركبهم المسيح.
ويقول القديس كيرلس إنهم يُدعون بالمغارب لأنهم قد ابتعدوا عن فردوس النعيم
في المشارق، وصاروا في الظلمة، لكنهم إذ تابوا عن أعمال الظلمة صاروا مركبة الله، وصار
طريقهم هو العودة إلى الفردوس، كما قال ربنا للص التائب: "اليوم تكون معي في
الفردوس" (لو 23: 43). ويقول (القديس) أثناسيوس ويوسابيوس إن ركوب
الله على المغارب هو تجسده وإخفاء نور لاهوته وقبوله صورة العبد,]

باختصار
ركوبه المغارب يعني:

أ. قبول
الأمم الإيمان به في زمن متأخر.

ب. قبول
الخطاة شمس البرّ بعد رفضهم الشيطان الذي يظهر كنورٍ بكوته مخادعًا، كشمس مشرقة
لكنها تنطفئ.

ج. بتجسد
كلمة الله وتأنسه، إذ أخفى لاهوته، وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية.

v  بتسبيحكم
وترتيلكم هكذا، أي بحياتكم وعملكم هكذا (في الرب) يقول: "اصنعوا طريقًا
للصاعد على الجالسين". تصنعون طريقًا للمسيح، فإنه بواسطة الأرجل الجميلة
للمبشرين بالخيرات، ينفتح له طريق بقلوب المؤمنين.

 القديس
أغسطينوس

الآن من هو
هذا الذي نسبحه ونرتل له، فنفتح له بحياتنا وشهادتنا وقلوبنا طريقًا؟

6. قائد
المتألمين والمطرودين والمنكسرين وسندهم:

إنه يود أن
يبهج كل البشرية المشارق والمغارب، كل الأمم والألسنة والشعوب، وبوجه خاص الأيتام
والأرامل والمحتاجين والمقيدين:

"أبو
اليتامى وحاكم الأرامل" [5].

يدعو نفسه
أبًا لليتامى وقاضيًا للأرامل، حينما نقبل بإرادتنا التيتم بموت أبينا القديم
إبليس (يو 8: 44) وأعماله الشريرة، ونتحد مع مسيحنا المقاوم له تقبل الله الآب
أبًا لنا، يعتني بنا، ويدخل بنا إلى سماواته كبيت أبينا، وتصير لنا دالة للدخول
حتى إلى عرش الله بكونه عرش أبينا، وحينما نرفض الاتحاد بإبليس تصير نفوسنا مترملة
بالنسبة له، فتتهيأ لعريسها السماوي الذي يضمنا إلى حجاله، ونصير موضع اهتمام ورضا
الآب بكونه "قاضيًا للأرامل".

من تتيتم
نفسه وتترمل بالنسبة لإبليس، ويقبل الله أبًا له، وقاضيًا لحسابه! بهذا تصير النفس
هيكلاً لله "الآب والقاضي"، محولاً إياها إلى موضع قدسه [5]، فيه يجدون
الأبوة الحانية والسند ضد المستغلين لحالة يتمهم أو ترملهم.

v  يلد
الشيطان الإنسان الذي يخضع له كمولود سوء، ويكون أباه، ويصير بمنزلة زوج لنفسه.
لكنه إذا تاب ذلك الإنسان عن السوء يصير يتيمًا وأرملاً، ويكون الله أباه وزوجًا
لنفسه.

 الأب
أنثيموس الأورشليمي

v  إذا
أردتم زيارة أحد، فالأفضل أن تعطوا الكرامة للأيتام والأرامل والمعوزين أكثر من
الأغنياء ذوى الشهرة والصيت. فقد قال الله نفسه إنه "أبو اليتامى وقاضي
الأرامل: [6]، وأيضًا "اقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة، وهلم نتحاجج يقول
الرب" (إش 1: 17، 18).

v    
الأرملة الحقيقية هي التي تصبح عروساً للمسيح في
ترملها[1].

 القديس
يوحنا ذهبي الفم

"الله
في موضع قدسه.

الله يُسكن
ذوى شكل واحد في بيت" [5، 6].

إذ يدخل
الله إلى قلوب شعبه المنكسرة يعلن مملكته، أو سكناه في وسطهم، ويجعل منهم بيتًا
واحدًا متناغمًا ومنسجمًا، لهم "شكل واحد" هو "شكل ابن الله"
أو التشبه به، مع تنوع مواهبهم وقدراتهم.

 يؤكد القديس
إكليمنضس السكندري أن غاية المخلص في تعليمه والبشر وتدريبهم وتهذيبهم أن
يصيروا على شاكلته.

v  يبني
الرب له هيكلاً من الأيتام والأرامل، أي من الأشخاص المحرومين من الشركة في رجاء
هذا العالم، لذا يكمل حديثه: "الله في موضع قدسه"… أناس لهم فكر واحد،
ورأي واحد، هذا هو موضع قدس الرب.

 القديس
أغسطينوس

v    
"الله في موضع قدسه". يسكن الله
دائمًا بين قدسية، وحيث توجد القداسة يكون موضع قدس الله.

"يُسكن
الله البشر ذوى الطريق الواحد"، هؤلاء الذين يختارون طريقًا واحدًا للحياة،
ويتمسكون به. حقًا إن الإنسان البار مثابر، فإنه يقرر مرة يحيا حياة فاضلة، أما
الخاطئ فعلى النقيض، إذ هو متقلب، :الشرير متقلب كالقمر" (ابن سيراخ 27: 11).
وفي النص العبري: "الله مَّسكن المتوحدين في بيت"، حيث لا تجد الخطية
لها موضعًا وسط المتوحدين".

 القديس
جيروم

v    
في بيت الله، في كنيسة المسيح، يسكن البشر بفكرٍ
واحدٍ، ويستمرون في انسجامٍ وبساطةٍ.

v  إنهم
يواظبون معًا في الصلاة، معلنين بإلحاح وباتفاق صلواتهم آن الله يُسكن من هم بفكرٍ
واحدٍ في بيت، يُدخل فقط الذين لهم اتفاق في صلواتهم إلى البيت الإلهي.

v  أوصانا
الله أن نكون صانعي سلام وفي وحدة وبفكرٍ واحدٍ في بيته… ويريدنا إذًا وُلدنا
ثانية أن نستمر هكذا. إذ صرنا أولاد الله نظل في سلام الله، وإذ صار لنا الروح
الواحد يكون لنا أيضًا القلب الواحد والفكر الواحد.

الله لا
يقبل ذبيحة المخاصم، بل يوصيه أن يترك المذبح ويتصالح أولاً مع أخيه، حيث يُسر
الله بصلوات صانع السلام.

 الشهيد
كبريانوس

 

v  لأن
الرب يُسكن البشر بفكر واحد في بيت. من ثم يمكن للحب وحده أن يدوم دون انزعاج وسط
من لهم هدف واحد وفكر واحد، يريدون ويرفضون معًا نفس الأمور.

 الأب يوسف

"يخرج
المقيدين بالجبروت،

كذلك
المتمردين،

فيسكنون في
القبور" [6].

قيل عن سجين
أُطلق سراحه بعد سجنه زمانًا طويلاً ظلمًا، وفي الطريق وحوله عائلته وأصدقاؤه
مبتهجين ومتهللين، وقف فجأة أمام تاجر حمام ليشترى كل ما لديه من حمام، ثم فتح باب
القفص، وترك الحمام يطير. سُئل عن سبب تصرفه هذا، فقال: "إن الذي ذاق مرارة
الحبس لا يطيق أن يري كائنًا في حبس!"

معروف أن
الطيور والحيوانات تموت في زمن مبكر جدًا (حوالي نصف عمرها) متى كانت حبيسة، ولو
في أقفاص ذهبية، ومهما قُدم لها من طعام, هكذا كل كائن، خاصة الإنسان، يدرك ما هو
مفهوم الحرية. وقد تولي الله نفسه هذا العمل، لا ليطلق المأسورين ويحل رباطهم،
فيمارسون بشريتهم التي قتلها الذل حتى ليحسبوا تحررهم خروجًا من القبر، وخلاصًا من
فساد طبيعتهم المتمردة، وإنما ليهبهم أيضًا ذاته "قوة وجبروتًا".

v  الله
ذاته بقوته يحرر من ربطتهم الخطية وقيدتهم بالشيطان، وذلك كما حرر المرأة التي
ذكرت في الإنجيل، تلك التي قيدها الشيطان ثماني عشرة سنة (لو 13: 11-13)، "أما
المتمردون فيسكنون في القبور
". الله حلو بطبيعته، أما الذين يحركونه إلى
المرارة فهم الخطاة، يجعلون الله مرًا معهم. الله لا يغير طبيعته، لكن الخطاة
أنفسهم يجعلون الله مرارتهم "فيسكنون في القبور". "ويل لكم
أيها الكتبة والفريسيون"، لأنكم تشبهون قبورًا مبيضة!" (مت 23، 27).

كما أن
القديس هو هيكل الله، هكذا يجعل الخاطي نفسه قبرًا.

 القديس
جيروم

v  قال
القديس أثناسيوس: إن قول النبي: "الله في موضع قدسه" معناه أنه
وإن كان قد نزل إلى الأرض متجسدًا، وانحدر إلى أعماق الجحيم ليخلص المعتقلين، لكنه
عاد صاعدًا إلى السماء، وهو الموضع الذي يُعرف أن فيه أناس من كافة الأمم… وأما
قوله: "الذي يخرج المقيدين بالجبروت، المتمردين الساكنين في القبور"
فيعني أن الإسرائيليين الذين كانوا مغلوبين برق العبودية في مصر، وكأنهم أموات،
يسكنون في قبورٍ وهم أحياء أخرجهم بقوة عظيمة، ولو أنهم كانوا يتمردون عليه وعلى
نَبيٌَه…

وأيضًا إن
الذين قيدهم الشيطان في الجحيم قد حلٌَهم ربنا بجبروته (برجولية)، أعني أخذ صورة
إنسان وداس الموت.

وأيضًا
المقيدون هم الموجودون في اعتقال خطاياهم، المتمردون على الله بشنائعهم، السالكون
في قبور العقل، والأموات بابتعادهم عن الحياة الأبدية.

 الأب
أنثيموس الأورشليمي

v  إنه
يَحل رباطات الخطية الثقيلة التي قُيدوا بها، فلم يستطيعوا السير في طريق الوصايا،
ويقودهم في جبروت لم يكن لهم قبل نوالهم نعمته…

بأمره حل
رباطات المرأة التي قيٌَدها الشيطان لمدة 18 عامًا (لو 13 16). وبصوته غلب موت
لعازر (يو 11: 43). الذي فعل هذا بخصوص الأجساد قادر أن يفعل ما هو أعجب منه بخصوص
الشخصيات ليسكن الناس ذوى الرأي الواحد في بيت…

 القديس
أغسطينوس

2. أعماله في سيناء

 بعدما تحدث
المرتل عن الموكب الإلهي، موكب الملك الغالب في كنيسته، بدأ يستعرض مثالاً عمليًا
عاشه الشعب قديمًا، حيث حررهم من عبودية فرعون، وانطلق بهم في البرية بيدٍ قويةٍ
وذراعٍ رفيعة، حتى يدخل بهم إلى أرض الموعد، رمز كنعان السماوية.

"اللهم
إذ خرجت أمام شعبك،

عند اجتيازك
في البرية.

الأرض
تزلزلت،

لأن السماوات
قطرت من أمام وجه الله.

أعني، سيناء
من قدام وجه إله إسرائيل" [7، 8].

1. يقول:
"خرجت"، فإنه لا يستطيع الشعب أن يخرج ما لم يخرج الله أمامهم،
ويقودهم بنفسه، وكما قيل عن الكنيسة: "من هذه الطالعة من البرية مستندة على
حبيبها" (نش 8: 5). إنه يفتح الطريق أمامها، ويخرج معها، ويرافقها الطريق،
ويتحرك معها بكونه "الأول والآخر"، أي يبدأ معها لتبقى مستندة عليه كل
الطريق حتى تبلغ نهايته.

يقول القديس
جيروم
: [هذا يتفق مع التاريخ، حينما تقدم الله شعبه عند خروجه من مصر (خر 13:
21).]

يرى القديس
أغسطينوس
إن خروج الله ليس تحركًا مكانيًا، وإنما هو اكتشاف المؤمنين عمله
العجيب من أجلهم، وتمتعهم بإمكانياته في كل تحركاته.

v    
هكذا خروجه عندما يظهر في أعماله،

لكنه لا
يظهر لكل بشرٍ، وإنما للذين يعرفون كيف يفحصون أعماله…

هكذا يخرج
أمام شعبه، بمعنى أمام الذين يدركون نعمته هذه.

 القديس
أغسطينوس

2. يسير الله
نفسه في الطريق الصعب: "عند اجتيازك البرية"، كي يحملها في قفر
هذا العالم على منكبيه، كما تحمل الأم رضيعها والراعي خروفه المتَعب. يقدم لها كل
احتياجاتها، حتى تعبر برية هذا العالم، وتنعم بالسكنى معه في الأمجاد الأبدية!

إن كانت
برية هذا العالم قد دُعيت "وادي الدموع"، فقد نزل إليها، ليرافقنا فيها،
فننسي دموعنا بشركتنا معه، وحوار الحب الدائم معه! وجوده معنا وفينا يُحول بريتنا
إلى عربون للسماويات!

3. يرى القديس
أغسطينوس
أن البرية التي اجتازها هي الأمم التي عبر إليها المخلص ليعلن حبه
لكل بشرٍ.

v    
البرية هي الأمم التي لم تعرف الله، كانوا برية
حيث لم ينالوا من الله شريعة، ولا سكن بينهم نبي، ولا سبق فأُخبروا عن مجيء
الرب…

 القديس
أغسطينوس

4. إذ يخرج
معنا طريقنا القفر ترتعد الأرض وتقطر السماوات ماءً، وتنهار الجبال، فلا تقف
عائقًا في الطريق. هذا ما ترنمت به دبورة النبية عن خبرة عملية عاشتها (قض5: 4،
5).

يتزلزل
جسدنا (أرضنا)، كما ارتجت مدينة أورشليم عند دخول المسيح (مت 21: 10)، يرتعد ليصير
أشبه بالعلية التي امتلأت "كما من هبوب عاصفة" (أع 2: 2). فلا يكون
للشهوات الجسدية سلطان، بل تتقدس عواطفنا ومشاعرنا وأحاسيسنا بروح الله القدوس.

تقطر نفوسنا
(السماء) بأمطار عمل نعمة الله السماوية، فتتحول كما إلى جنة مثمرة، لتناجي عريسها
قائلة: "ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس" (نش 4: 16).

لتنهار كل
العوائق في طريق عبورنا إلى السماء، فلا تقدر حتى الجبال الراسخة أن تقف أمامنا!

5. يقول الأب
أنثيموس
إن هذا الحديث يشير إلى الكرازة بالإنجيل، حيث خرج السيد المسيح من
وسط شعبه وانطلق إلى برية الأمم، فتزعزع اليهود كأرض، وانهار بيتهم الذي تركه لهم
السيد المسيح خرابًا، إذ رفضوا ما أمطرته السماوات من نعم، أي رفضوا المعاني
الإلهية لنبوات الأنبياء. هذا ما حدث عند الصلب حيث تزلزلت الأرض، وتشققت الصخور، ليظهر
أنه هو بنفسه الذي زلزل الأرض عند ظهوره في سيناء.

كما يقول
لقد تزلزلت أرض الأمم لتقبل الإيمان بالمخلص، وترفض عبادة الأوثان. لقد أمطر عليهم
الرسل مياه الكرازة بالإنجيل.

v    
تزعزعت الأرض، إذ تأثر الأرضيون بالإيمان…

 القديس
أغسطينوس

6. يقول القديس
جيروم
: [تشير سيناء إلى التجربة، فإن الله يسكن في المجٌَربين والذين يغلبون
في التجارب، أما في الشهوانيين فلا يقطن.]

7. يمطر
علينا بالمن السماوي علامة رضائه على شعبه، ميراثه ونصيبه، حتى لا يخوروا في
الطريق:

"مطر
الرضاء تُقيٌمه على ميراثك يا الله.

وضعفتُ، أما
أنت فهيأتها" [9].

بالرغم من
العنف الذي اتسم به هذا الشعب لكن الله في حبه للبشرية التي يود أن يقيم منها
ميراثه، لم يترك شعبه في البرية خائرًا، بل أمطر عليهم منًا طازجًا وسلوى، وأخرج
لهم ماءً من الصخرة. وكأنه حٌَول كل الطاقات والإمكانيات لحساب شعبه حتى يُصلح من
شأنه ولا يتركه في الضعف. استخدم السماء (المن) والجو (السلوى) والأرض (الصخرة)
لخدمة مؤمنيه.

حينما نقبل
الله ميراثًا لنا، يرتضي بفرح أن نكون نحن ميراثه الحيٌ، الذي يُحرك كل شيء
لحسابنا ولبنياننا.

v    
"مطرًا اختياريًا تفرز يا الله
لميراثك…
"

يقول النبي
"مطرًا" عن المن الذي كان يُمطره على الإسرائيليين في برية
سيناء، ويدعوه "اختياريًا" بما أنه كفاف اليوم، ولأنه كان يقودهم
حسب اختيارهم، ولأن نزوله لم يكن في فعل الطبيعة إجباريًا، بل بحالٍ بديع كما
اختار الله. وقوله: "تفرز يا الله لميراثك" معناه أن مطر المن لم
يكن عامًا كالمطر المعتاد، لكنه مُفرز لشعب إسرائيل الذي كان في ذلك الوقت ميراث
الله الخاص.

وأيضًا
تعليم الإنجيل المقدس يشبه المطر النازل على الجزة (قض 6: 37) لأنه اختياري… وقد
أفرزه الله لميراثه وهم المؤمنون به.

  الأب
أنثيموس الأورشليمي

يرى القديس
أغسطينوس
أنه كما أمطر الله على شعبه الذي هو ميراثه منًا ليقوتهم، هكذا يمطر
الآن على كنيسته الإيمان بالمخلص، الذي ليس هو من عندنا بل عطية الله، لا بأعمالٍ،
حتى لا يفتخر أحد بل الله العامل فينا (أف 2: 8-10). بهذا الإيمان السماوي يجعل
ممن لهم الرأي الواحد يسكنون في بيت.

إن كان الله
برضاه واختياره قد أنزل مطرًا فريدًا على شعبه القديم، فإنه يمطر الآن بما هو أعظم
على كنيسته، يهبها المن السماوي، جسد الرب ودمه المبذولين، ليعترف كل عضو فيها،
قائلاً: "وضعفتُ أما أنت فهيأتها" [9]. أي بذاتي أنا أرض جافة
وبرية قفر، ولكن بأمطار نعمتك تحول بريتي إلى جنتك، وعوض جفافي أشبع بثمر الروح،
وعوض فسادي أتهيأ للعرس السماوي الأبدي!

يري القديس
أغسطينوس
أن الضعف هنا يُنسب للناموس الذي أُعطى للشعب القديم كمطرٍ نازلٍ من
السماء على ميراث الله أو شعبه، إذ يقول: [يمكن أن يفهم الناموس أنه ضعيف، لأنه 
لم يكمل، ليس لأنه في ذاته هو ضعيف، وإنما لأنه جعل الناس ضعفاء، إذ هدد بالعقوبة
دون أن يُعين بالنعمة]. ويكمل القديس أغسطينوس تعليقه مؤكدًا أن الله لم
يترك ميراثه في الضعف إذ قدم لهم ذاته:

[أنت يا
الله قد جعلت ميراثك كاملاً، فإنه في ذاته هو ضعيف لكنه بك يصير كاملاً].

الآن، قد
أمطرت على شعبك بالمن السماوي لإشباع أجسادهم، ووهبتهم الناموس عونًا، لكنهم
بالناموس اكتشفوا ضعفهم، وأدركوا عجزهم، وشعروا بالحاجة إليك كي تكملهم. فإنك
الغني القادر أن تغني ميراثك وتفيض عليهم بخيراتك!

"حيواناتك
(قطيعك) يسكنون فيها،

قد هيأت
بصلاحك للفقير يا الله" [10].

إنهم القطيع
الناطق الذي يتمتع برعاية الله الذي يتقدم شعبه ليدخل بهم إلى مراعيه الخضراء،
وإلى مياه الروح القدس الواهبة الراحة، بصلاحه أو عذوبته يسد كل أعوازهم، حيث يرتب
لهم في البرية مائدة الشبع.

v  "الحيوانات
التي لك يسكنون هناك
" [10]. "لك"، وليس
"لأنفسهم"، فإنهم يخضعون لك، وليسوا أحرارًا لأنفسهم، هم محتاجون إليك،
وليسوا مكتفين بذواتهم.

أخيرًا يكمل
حديثه: هيأت بعذوبتك للفقير يا الله" [10].  صار ضعيفًا لكي يكتمل.
إنه يعرف نفسه أنه معوز لكي يُزود.

هذه هي
العذوبة التي قيل عنها في موضع آخر: "لأن الرب يعطي عذوبة، وأرضنا تعطي
ثمرتها" (مز 85: 2)، وذلك لكي يُمارس العمل الصالح لا عن خوف، وإنما عن حب،
ليس خشية العقوبة، وإنما حبًا في البرَ.

 القديس
أغسطينوس

8. إذ يدخل
الله بشعبه إلى مراعيه، ويُشبع كل احتياجاتهم، يهبهم أيضًا قوة، يهب جنوده الغلبة
والنصرة على الأعداء، ويسلمهم غنائم كثيرة يفرح بها كل الشعب، يعطيهم قوة للكرازة
المفرحة بعجائب هذا الإله القائد المحبوب.

"الرب
يعطي كلمة للمبشرين بقوة عظيمة.

ملك القوات
هو المحبوب.

وفي بهاء
البيت اقسموا الغنائم" [11، 12].

جاءت كلمة
"للمبشرين" في العبرية بالمؤنث، فقد قامت النساء بدورهن في نقل
أخبار النصرة المفرحة، كما فعلت مريم أخت هرون ومعها النساء (خر 15: 21)، وما جاء
في نشيد دبوره (قض 5)، وعندما خرحت النساء يغنين لداود بعد انتصاره العظيم (1 صم
18: 6)، كما أرسل السيد المسيح المُقام اثنتين تخبران التلاميذ بقيامته (مت 18:
10). وربما عني بالمؤنث أن كل نفس تلتزم بالشهادة لعمل راعيها وقائدها أمام الغير.
أما في الترجمة السبعينية فجاءت بالمذكر: "للمبشرين " وكما يقول القديس
جيروم
، [يشير المرنم إلى الرسل، لأن الرب أعطاهم قوة عظيمة للكرازة بالإنجيل.]

v    
"الرب يعطي كلمة"، بمعنى يعطي
طعامًا لقطيعه الذي يسكن فيها.

  القديس
أغسطينوس

بهذا الطعام
الروحي يشبع القطيع، ويتجند للخدمة الروحية تحت قيادة

 

اَلْمَزْمُورُ
الثَّامِنُ وَالسِّتُّونَ

لإِمَامِ
الْمُغَنِّينَ. لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ. تَسْبِيحَةٌ

يَقُومُ
اللهُ.

يَتَبَدَّدُ
أَعْدَاؤُهُ

وَيَهْرُبُ
مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ [1].

v      
قال داود هذا عندما رفع
تابوت العهد… ليأتي به إلى المحل الذي هيأه له. وكان هو وخلفاؤه عندما يرفعونه
عندما ينقلونه من مكان إلى مكان، كانوا يقولون: "قم يا رب، وليتبدد
اعداؤك" كما جاء في الأصحاح العاشر من سفر العدد كلمة "قم"
هي دعوه بأن يسرع الله إلى مجازاة الاعداء، أعني بهم الكفار والابالسة.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

كَمَا
يُذْرَى الدُّخَانُ تُذْرِيهِمْ.

كَمَا
يَذُوبُ الشَّمْعُ قُدَّامَ النَّارِ

يَبِيدُ
الأَشْرَارُ قُدَّامَ اللهِ [2].

v                
الأعداء والمبغضون هم
الشياطين. إنهم أعداء لأنهم يعادون الله وخلائقة، ومبغضون لأنهم يبغضون الخير…

الشياطين مثل دخان، لأنهم مثل تبن تحرقه النار، ولسرعة زوالهم شبههم النبي
بالدخان والشمع…

شبه الأشرار بالشمع المُذاب، وأيضًا بالدخان لأنه جاء في أمثال الحكماء: كما
أن
الحصرم
مضر للإنسان والدخان للأعين كذلك الشر يضر ويعطل أسنان النفس أعني قواها التي بها
تصنع المعاني وتذوقها وتطحنها، وتضر أعينها أيضًا أي بصيرتها وعقلها.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

وَالصِّدِّيقُونَ
يَفْرَحُونَ.

يَبْتَهِجُونَ
أَمَامَ اللهِ

وَيَطْفِرُونَ
فَرَحًا [3].

v      
يقول النبي عن الأشرار أنهم يهلكون ولا يُمحى
وجودهم… إنهم لا يرون وجه الله. أما
الصديقون فيفرحون
ويتهللون أمام الله، وذلك لمعاينتهم جلاله ومجده، لأن الروح الذي فيهم هو ثمرة
المحبة والسلام.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v      
يليق بنا أن نفرح فقط مع الذين نراهم يمارسون
عملاً يستحق أن يُكتب في السماء، سواء كان عمل برٍّ، أو محبةٍ أو سلامٍ أو حمةٍ…
بالمثل إن رأينا أناسًا يتحولون عن الخطأ، ويتركون ظلمة الجهل وراءهم ويأتون إلى
نور الحق وغفران الخطايا يلزمنا أن نفرح معهم (مز 13: 5-6؛ 40: 16؛ 68: 3؛ 71: 23؛
97: 12؛ إش 25: 9؛ 61: 10؛ مت 5: 11-12؛ لو 15: 6)[2].

العلامة
أوريجينوس

غَنُّوا
لِلَّهِ.

رَنِّمُوا
لاِسْمِهِ.

أَعِدُّوا
طَرِيقًا لِلرَّاكِبِ فِي الْقِفَارِ بِاسْمِهِ يَاهْ

وَاهْتِفُوا
أَمَامَهُ [4].

جاءت كلمة
"القفار" في بعض الترجمات "المغارب". يشير الغرب إلى مسكن عدو
الخير حيث لا تشرق فيه شمس البرّ وجاء في سفر الأمثال: "سراج الأشرار
ينطفئ" (أم 13: 9). وأيضًا كان اليهود يحسبون القفار مسكن إبليس حيث الخراب
والدمار. وكأنه الله يتجه بمركبته لمقاومة إبليس وتحطيمه، من أجل خلاص المؤمنين.

أيضًا إذ
يتجه إلى المغارب، إنما يتجه إلى الأمم التي عاشت زمانًا طويلاً في الظلمة، فيشرق
عليهم بنوره، ويصيروا أبناء النور، يسبحونه ويبتهجون به.

v      
من يطأ العالميات ويقرب لله تمجيدات لائقة من
قلبٍ ناصع يُقال عنه يسبح الله، ويرتل لاسمه بكافة الحواس الجسدية وحركاتها. قوله
عن الله أنه راكب يدل على أنه كائن بقدرته في تابوت العهد كمثل ملك راكب مركبته،
وذاهب إلى أعدائه لمحاربتهم.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v 
علينا أن نحسب الكرم
فردوسًا، وقد أمر الإنسان إن يحرسه. إهماله في حراسته جعله يُطرد منه، وصار مقيمًا
حيث تغرب الشمس بدلاً من مكان شروقها، لذلك فإن شروق الشمس يظهر في غروبها. "
غنوا لله رنموا لاسمه. أعدوا طريقًا للراكب في القفار باسمه ياه، واهتفوا
أمامه" (مز 68: 4)، حتى أنه عندما يشع النور في الظلام يتحول الظلام إلى إشعاعات
مضيئة، وتعود العروس السوداء إلى جمالها الأول. إن التباين في المعنى الحرفي للنص
يمكن إصلاحه إذا ما تطلعنا إلى المعنى الحقيقي: "جعلوني ناطورة الكروم"
مثلما قيل: "جعلوا أورشليم أكوامًا" (مز 78: 1). والواضح في
مفهوم النص هنا أن الله وليس الأبناء قد جعل العروس حارسة للكرم المقدس. إن الأبناء
غضبوا على العروس، وضعوها كمظلة في كرم، كخيمة في مقثأة (إش 1: 8). وقد حرمت من
الفاكهة المحروسة وذلك من خلال العصيان، فصار الناظر إليها يرثي لها، حيث إن الشيء
الذي كان محروسًا بداخلها لم يعد موجودًا. وضع الله آدم في جنة عدن ليعملها
ويحفظها (تك 2: 15)، قالت العروس: حينما نفخ في الله نفخة الحياة (إذ تمتع الإنسان
بالحياة في الفردوس حيث أقامه الله هناك ليعملها ويحفظها)، وحولني الأعداء من
حراسة الفردوس إلى حراسة كرمهم حيث عناقيده مملوءة مرارة وشجيراته تخرج غضبًا
[3].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

أَبُو
الْيَتَامَى وَقَاضِي الأَرَامِلِ

اللهُ فِي
مَسْكَنِ قُدْسِهِ [5].

v      
يرتجف أعداؤه، أي غير المؤمنين به من حضور ربنا،
وأيضًا ترتجف الشياطين إذ قالت: "ما لنا ولك يا يسوع ابن الله، أتيت لتعذبنا
قبل الزمان.

قوله
"أب التيامى وقاضي الأرامل يخبر بزيادة عناية الله، كما يجب الاعتناء بالأكثر
باليتامى والأرامل.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v      
إذ سبق النبي فقال يقوم الله، ثم قال مهدوا
الطريق للراكب على المغارب، فلئلا يظن
السامعون أن في الله
انتقالاً مكانًا اتبع قوله: "الله في موضع قدسه" هذا يتفق مع ما
قاله ربنا له المجد في بشارة يوحنا الإنجيلي: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا
الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء" (يو 3: 13). يعني بهذا
الكلام أن الله لا يحصره مكان ولا ينتقل إلى مكان لكنه لم يزل مستقرًا في قداسته،
ولو أنه نزل إلى الأرض بالجسد دون أن ينفضل عن الآب والروح القدس.

أيضًا مكان
الله صنائعه،
كأن يقول النبي إن الله ظهر للإسرائليين في عمود نار وضباب وسحاب
وعلى جبل سيناء بدخان ونار تهديدًا لهم لكي يرهبهم ويحفظوا أوامره…

وأيضًا
يُقال إن السماء موضع قدسه، كما جاء في نبوة ميخا النبي: هوذا الرب يخرج من
مكانه وينزل ويمشي على شوامخ الأرض، فتذوب الجبال تحته، وتنشق الوديان كالشمع قدام
النار" (مي 1: 3-4).

وأيضًا مكان
قدسه أورشليم
لوجود الهيكل قديمًا لشريعته العتيقه.

وأخيرًا حلول
ربنا
بالجسد وآلامه وسائر أعمال تدبيره للخلاص. وأيضًا مكان قدسه هو الجسد
الحي
الناطق الذي اتخذه من البتول واتحد مع اللاهوت وجعله هيكلاً للاهوته.

أيضًا كنيسة
المسيحيين
هي مكان الله لوجوده فيها بجسده ونعمته وقدرته، كما وعد:
"سأسكن فيهم واتردد فيما بينهم. وكل من المؤمنين إذا طهر ذاته من
الأدناس العقليه يكون مسكنًا لله.

يقول القديس
أثناسيوس
: إن قول النبي "الله في موضع قدسه" معناه أنه وإن نزل إلى
الأرض متجسدًا وانحدر إلى أعماق الجحيم ليخلص المعتقلين، لكنه عاد صاعدًا إلى
السماء، وهو المكان الذي يُعرف أنه فيه من كافة الأمم، إذ الناس جميعهم عند تضرعهم
يرفعون أياديهم إلى السماء.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v  الآن
فإنني أقدم هذه (الرسالة) لتكون الشهادة الأولى والعظمى عن عناية الله بك،ِ حتى لا
يبتلعك الحزن، ولا تهدمك أفكارك الطبيعية، عندما تعمل هذه المضايقات فجأة على غمك.
فإنك لست محتاجة إلى يدٍ بشريةٍ، بل يد القدير التي لا حد لفهمها. وإلى الحكمة
التي اكتشفت "أبو الرأفة وإله كل تعزية" (2 كو 3:1)، فقد قيل: "هو افترس
فيشفينا" (هو 2:6)، " سيضربنا ويعصب جراحاتنا ويشفينا".

لقد كنت
تتمتعين بالكرامة بوجود زوجك الطوباوي معك، كما كنت موضع عنايته وغيرته. حقًا لقد
تمتعتي بما كنت تتوقعينه من زوج.

أما الآن
وقد أخذ الله زوجك لنفسه، فإنه يحتل مكانه بالنسبة لك. هذا لا أقوله من عندي، بل
يقول النبي الطوباوي "يعضد اليتيم والأرملة" (مز 9:146). وفي موضع آخر
يقول: "أبو اليتامى وقاضي الأرامل" (مز 5:68). وهكذا نجد الله يهتم بهذه
الفئة من البشرية بغيرة كما عبر عن ذلك بعبارات كثيرة[4].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

v  هكذا
يمكنني أن
أذكركم بأمور كثيرة الآن بطرق مغايرة، لكن على أي
الأحوال أقدم لكم شهادة أخرى حتى تتأكدوا أن الله يدعى "أبًا للبشر" في
معنى غير مناسب

(أي ليس
بالطبيعة). هكذا خوطب الله في إشعياء
: "فإنك أنت أبونا، وإن لم يعرفنا
إبراهيم" و"سارة لم تتمخض بنا" (إش 63:
6).

وإن كان المرتل
يقول "ليضطربوا من هيئته، أب لليتامى (للذين بلا
أب) قاضي الأرامل"
(مز 68:

5
LXX
أليس من الواضح للجميع أنه يدعو
الله أبًا للذين فقدوا آباءهم
متأخر
ًا، ليس لأنه ولدهم،
بل من أجل اهتمامه بهم وحمايته لهم؟!

ولكن بينما
نحن ندعو

الله
أبًا
للبشر في معنى غير مناسب، فهو أب المسيح وحده بالطبيعة لا بالتبن
ي.

فبالنسبة للبشر هو أب في زمان، أما بالنسبة للمسيح أب قبل كل زمان،
إذ
يقول: "والآن مجدني
أنت أيها الآب عند ذاتك
،
بالمجد الذي كان ل
ي
عندك قبل كون العالم" (
يو 17: 5)[5].

القديس كيرلس الأورشليمي

v                
قيل إنه كشف عن لمحة من لاهوته. لقد اعلن لهم
أنه هو الله الذي يسكن في وسطهم[6].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

v  "إنكم
تهاجمون حتى اليتيم أي تهاجمونني أنا، حيث قد حُرمت من كل عونٍ بشري. ولما كان
الله هو أب الأيتام (مز 68: 5)، فأنكم تجعلونه يغضب عندما تقاوموني. تريدون أن
تطأوا صديقكم تحت الأقدام وذلك بكلماتكم. تطأوون عليه بأكثر عنف مما لو كان ذلك
تحت أقدامكم، وتستخفون بشرائع الصداقة. لكن الله يصنع هذه الأخطاء في الحسبان هذا
الذي ليس فقط يأمرنا بحب قريبنا كأنفسنا بل يريدنا أن ندعوه "الحب"
[7].

هيسيخيوس
الأورشليمي

اَللهُ
مُسْكِنُ الْمُتَوَحِّدِينَ فِي بَيْتٍ.

مُخْرِجُ
الأَسْرَى إِلَى فَلاَحٍ.

إِنَّمَا
الْمُتَمَرِّدُونَ يَسْكُنُونَ الرَّمْضَاءَ [6].

v      
قوله "متوحدون" يدل على اليهود
الذين كانوا بينهم وقد أسكنهم في بيت، أعني في أورشليم. أما متوحدي الحال (يقول
القديس أثناسيوس) هم الذين يتجنبون كل شهوة دنياوية ويصيرون في حياتهم البتولية
لله وحده، أبرياء من كل ريب وشك. هؤلاء يسكنهم في بيت، أي في ملكوت السماوات
أبديًا…

وأما قوله
"مخرج المقيدين (الأسرى) برجولته، إنما المتمردون يسكنون في القبور، فيعني
الاسرائليين الذين كانوا مغلولين برق العبودية في مصر، وكأنهم كانوا أمواتًا
يسكنون القبور وهم أحياء، فأخرجهم بقوة عظيمة، مع أنهم كانوا يتمردون بضجرهم
وتقمقمهم عليه وعلى بنيه. وأيضًا الذين قيدهم الشيطان في الجحيم حلَّهم ربنا
برجولتيه، أعني بأخذه صورة رجل وتأنس وداس الموت.

وأيضًا
المقيدون هم الموجودون بعقال خطاياهم المتمردون على الله بشنائعهم، الساكنون في
قبور العقل والأموات بابتعادهم عن الحياة الأبدية.

وأيضًا
عابدو الأصنام الذين قيل عنهم في نبوة إشعياء النبي: "قائلاً للأسرى أخرجوا،
للذين في لبظلام اظهروا" (إش 49: 9). وأيضًا: "وأجعلك عهدًا للشعب ونورًا
للأمم، لتفتح عيون العُمي، لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن" (إش 42:
6-7).

الأب
أنثيموس الأورشليمي

v    
هل يعتقد أحد أنه يمكن أن يوجد في المكان الواحد
رعاة مختلفون وقطعان شتَّى؟!

يحثنا
الرسول بولس بالتمسك بالوحدة، بل ويرجونا معلِّما إيَّانا بها: "وَلكنَّني
أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أيُّها الاخْوَةُ بِاسم ربَّنا يَسُوعَ المَسِيحِ أن
تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِدًا وَلاَ يَكُونَ بَيْنَكُمُ انشقاقَاتٌ،
بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ" (١
كو ١:
١٠). ويقول مرَّة أخرى: "مُجْتَهِدِينَ أن تَحْفَظُوا
وَحْدَانيَّة الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلاَمِ" (أف ٤: ٣).

هل تظن أنه
يمكنك أن تثبت وتحيا إن كنت ترتدّ عن الكنيسة، مشيدًا لنفسك بيوتًا أخرى ومسكنًا
مختلفًا، بينما قيل لراحاب التي سبق وأخذت صورة الكنيسة: "ويكون أن كل من
يخرج من أبواب بيتك إلى خارج، فدمه على رأسه" (يش
٢:
١٩).

وأيضًا نجد
أن سرّ خروف الفصح لا يحوي شيئًا آخر في سفر الخروج مثلما أن الحمل الذي يُذبح يجب
أن يؤكل في بيت واحد – وهو يمثل الكنيسة – فيقول الكتاب: "في بيت واحد يؤكل.
لا يخرج اللحم من البيت إلى خارج" (خر
١٢:
٤٦). إن جسد المسيح ومقدَّسات الرب لا يمكن أن تخرج إلى خارج، ولا
يمكن أن يكون هناك بيت آخر للمؤمنين إلاَّ الكنيسة الواحدة، ويشير الروح القدس إلى
هذا البيت وإلى العائلة المتحدة ويعنيها عندما يقول في المزمور: "الله
مُسكِّن المتوحدين في بيت" (مز
٦8: ٦).
ففي بيت الله في كنيسة المسيح، يسكن المؤمنون بنفسٍ واحدة ويستمرون كذلك في وئام
وبساطة.

v      
يقول الله: "في بيتٍ واحدٍ يؤكل. لا تُخرج
من اللحم من البيت إلى الخارج" (خر 12: 46). جسد المسيح ومقدسات الرب لا يمكن
أن تخرج إلى خارج. ليس للمؤمنين بيت بل لهم الكنيسة الواحدة. هذا البيت للاجتماع،
الروح القدس يعلن في المزامير بصدقٍ: "الله مُسكن البشر معًا بفكر واحدٍ كما
في بيت" (راجع مز 68: 6)[8].

القدِّيس
كبريانوس

اَللهُمَّ
عِنْدَ خُرُوجِكَ أَمَامَ شَعْبِكَ

عِنْدَ
صُعُودِكَ فِي الْقَفْرِ – سِلاَهْ [7].

الأَرْضُ
ارْتَعَدَتِ.

السَّمَاوَاتُ
أَيْضًا قَطَرَتْ أَمَامَ وَجْهِ اللهِ.

سِينَاءُ
نَفْسُهُ مِنْ وَجْهِ اللهِ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ [8].

v      
لما كنت يا الله متقدمًا شعبك عندما اخرجتهم من
أرض مصر، وجزت بهم في برية سيناء صار حينئذٍ ربح عاصف وغمام وصوت الأبواق وسائر
الآيات التي فعلتها، فقد اضطربت وارتجفت من خوفها سكان الأرض عندما سمعت عن
عظائمك. السماوات قطرات المن من أمام وجه سيناء، أي بأمر الله الذي ظهر في سيناء،
وأيضًا الغذاء الروحي أي بشرائع إلهية.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

مَطَرًا
غَزِيرًا نَضَحْتَ يَا اللهُ.

مِيرَاثُكَ
وَهُوَ مُعْيٍ أَنْتَ أَصْلَحْتَهُ [9].

v      
يقول النبي مطرًا عن المن الذي كان يمطر على
الإسرائيليين في برية سيناء، ويسميه "اختياريًا"، لأن نزول كان
ليس مغصوبًا من رياح أو من شريعة الطبيعة، بل كان بحال بديع كما اختار الله.

وقوله "تفرز
يا الله لميراثك"
معناه أن مطر المن لم يكن عامًا مثل المطر المعتاد،
لكنه مخصص لشعب إسرائيل الذي في ذلك الوقت كان ميراث الله الخاص.

أيضًا تعليم
الإنجيل المقدس يشبه المطر النازل على الجزة، لأنه اختياري وليس مثل الشريعة
العتيقة التي قال عنها الله: من طلبها من أيديكم؟ وقال إن ذبائحكم ومحرقاتكم؛ لم
تلذذني…

أما القول
الإنجيلي فكان حلوله بحسب اختيار الله. سبق تحديده قبل الدهور، هذا الذي أفرزه
الله لميراثه، وهم المؤمنون به. وكما أن الإسرائيليين كان الشعب الذي أضعفهم
وعزلهم في مصر، وبالمشقة وجوعهم في البرية أصلحهم الله وقواهم بالمن، هكذا الأمم
أضعفهم وافناهم الجمل والانعطاف على الإثم والنفاق والجوع لعدم قبول الله فادي
النفوس. فبرحمته أصلحهم وفداهم وأيدهم بالتعليم الإلهي والإيمان المستقيم الذي هو
أفضل من المن ومن كافية الأغذية الجسدية.

الأب
أنثيموس الأورشليمي

قَطِيعُكَ
سَكَنَ فِيهِ.

هَيَّأْتَ
بِجُودِكَ لِلْمَسَاكِينِ يَا اللهُ [10].

الرَّبُّ
يُعْطِي كَلِمَةً.

الْمُبَشِّرَاتُ
بِهَا جُنْدٌ كَثِيرٌ: [11]

يقول القديس
غريغوريوس النيسي
إن الذي أعطى الوصية هو يعطي القوة لتنفيذها. فإذ أمر بالبحث
في الكتب المقدسة (يو 5: 39)، فإننا وإن عجزنا عن إدراك عظمة المفاهيم الموجودة
فيها علينا أن نثابر قدر طاقتنا فأنه بالتأكيد يهبنا فهمًا. وهكذا يعطي أيضًا كلمة
بقوة عظيمة للمبشرين[9].

مُلُوكُ
جُيُوشٍ يَهْرُبُونَ يَهْرُبُونَ.

الْمُلاَزِمَةُ
الْبَيْتَ تَقْسِمُ الْغَنَائِمَ [12].

إِذَا
اضْطَجَعْتُمْ بَيْنَ الْحَظَائِرِ

فَأَجْنِحَةُ
حَمَامَةٍ مُغَشَّاةٌ بِفِضَّةٍ

وَرِيشُهَا
بِصُفْرَةِ الذَّهَبِ [13].

من هي هذه
الحمامة المغشاة بالفضة وريشها بصفرة (بريق) الذهب إلا كنيسة العهد الجديد، التي
إذ تمتعت بسكنى الروح القدس وقيادته لها صارت حمامة وديعة تحمل سمات عريسها السيد
المسيح الوديع. أما أنها مغشاة بالضفة، فلأن الفضة  تشير إلى كلمة الله المصفاة
(مز 12: 6)، وريشها يشير إلى المؤمنين الذين أشبه بالريش الخفيف الطائر نحو السماء
وقد حملوا السمات السماوية التي يشار إليها بالذهب.

في حديث القديس
أمبروسيوس
عن إبراهيم يقول بأن لوطًا كان غنيًا بالقطعان والبقر والخيام (تك
13: 5)، لكن لم يكن له فضة ولا ذهب مثل إبراهيم (تك 13: 3)، إذ لم يكن بعد قد تمتع
بكلمة الله ولا بالشركة في سمات المسيح السماوي.

يرى القديس
يوحنا الذهبي الفم
أن هذه الحمامة العجيبة في شكلها هي الرحمة، التي تطير بمن
يمارسها لتدخل به إلى السماء، وتقيم نفسه ملكة.

v      
عمل الرحمة كما لو كان أعظم الفنون روعه، حاميًا
للعاملين به. الرحمة عزيزة لدى الله، تقف دومًا بجواره، مستعدة تسأل نفعًا لمن
يريد، إن كنا لا نسيئ استخدامها… عظيمة هي قوتها، حتى للذين يخطئون. إنها تحطم
القيود، وتبدد الظلمة، وتطفئ النيران، وتقتل الدود، وتنزع حكيك الأسنان. أبواب
السماء تُفتح لها بأمان عظيم. وكما عند دخول ملكة لا يجرؤ أحد من الحراس المقيمون
عند الأبواب أن يسألها من  هي، إنما يستقبلها الجميع حالاً، هذا ما يحدث مع
الرحمة. إنها بالحقيقة ملكة، تجعل البشريين، متشبهين بالله، إذ يقول: "كونوا
كاملين كما أن أباكم كامل" (لو 6: 36). إنها مجنحة ومبتهجة، لها جناحان
ذهبيان بطيرانها تبهج الملائكة. لذلك يُقال: "اجنحة حمامة منشاة بفضة،
وريشتها بخضرة الذهب" (
LXX). تطير كحمامة ذهبية حية، بمنظر جميل وعين حانية. ليس شيء أفضل من
تلك العين. الطاؤوس جميل لكن بالمقارنة بها يُحسب غرابًا. جميلة ومستحقة كل إعجاب
هذه (الحمامة) تتطلع دومًا إلى فوق، ومحاطة على الدوام بفيض من مجد الله. إنها
بتول بأجنحة ذهبية، مزينة بمنظر رائع ورقيق. إنها مجنحة ومبتهجة، تقف بجوار العرش
الإلهي. عندما نُدان، فجأة تظير وتظهر ذاتها، وتخلصنا من العقوبة، وتحمينا
بجناحيها. الله يحبها أكثر من الذبائح. كثيرًا ما يتحدث الله عنها، إنه يحبها![10]

القديس
يوحنا الذهبي الفم

يعتقد أوريجينوس
أن رحلة الخروج احتوت علي 42 محطة. هذا يذكرنا بما جاء في متي عن الـ 42 جيلاً
الذين جاءوا بين إبراهيم والسيد المسيح، ويُعد هذا رمزًا لتاريخ الخلاص
خلال الجنس البشري. إنها المركبة التي تحملنا في طريق الخلاص الذي أعده لنا ربنا
له المجد بنفسه ليرفعنا من مجدٍ إلي مجدٍ (مز 7:84)، ومن قوة إلي قوة، بالإضافة
إلي ذلك فإن أغلب المحطات تحمل أسماء لها معانٍ رمزية.

v  "شُبهت
عيناها بالحمامتين لأنها تفهم الآن الكتاب الإلهي لا من خلال الحرف بل بواسطة
الروح، وتدرك فيه الأسرار الروحية. لأن الحمامة تشير غالبًا إلى الروح القدس. ولذا
فإن إدراك الناموس وفهم الأنبياء بالمعنى الروحي هو أن يكون لنا عينا الحمامة،
لهذا قيل هنا إن عينيها حمامتان.

وفي
المزامير تشتاق تلك النفس أن يكون لها جناحا حمامة (مز 13:68) لتطير بهما نحو فهم
الأسرار الروحية، فتستريح في أحضان الحكمة[11]".

العلامة أوريجينوس

عِنْدَمَا
شَتَّتَ الْقَدِيرُ مُلُوكًا

فِيهَا
أَثْلَجَتْ فِي صَلْمُونَ [14].

v  وفي
الأردن اعتمد المسيح، حيث أسس شكلَ (طقس)
form المعموديةِ الخلاصية (قابل مت 3 :13ـ17) والاسم
"الأردن"، يعنى "نزول أو هبوط"، وقد نزل الرب يسوع، حينما طهر
السكان القريبين من الأردن من عدوى الخطية. ويخرج هذا المجرى من مصر، ويقسم أَرضَ
الموعد. لهذا فإن المضطربَ، إذا ما أتبع المشورةَ الصالحة، عليه أن يخرج من مصر،
ويتبع طريق النور، لأن حرمونَ تفسيره "طريق السراج أو المصباح". لهذا ـ
اخرجوا أولاً من مصر، إن كنتم ترغبون في رؤية نور المسيح. وقد خرجت المرأةُ
الكنعانية من مقاطعةِ الوثنيين فوجدت المسيح. فقالت له " ارحمنى يابن داود!"
(مت 15 :22) وخرج موسى من مصر وصار نبيا وأُرسل ثانية إلى الشعب. ليخلص نفوسهم من
أرض الضيقة (قابل خر 2 :11ـ4 :17) ـ أيضا فإن السراج هو في جسد المسيح وهذا هو
السراج الذي ينير الطريق، لهذا السبب أيضا يقول القديس داود : " سراج
لرِجَّلى كلامك" (قابل مز 119 :105)، وهو سراج؛ لأنه قد أنار أنفسَ جميعِ
البشر (قابل يو 1 :9)، وأنار الطريقَ في الظلمة، وطريقُ السراج هو الإنجيل، الذي
يشرقُ في الظلام، أى العالم. ولهذا السبب أيضا نجد في نصٍ آخر: "سيصيرون بيضَ
كالثلج، على جبلِ صلمون" (مز 68 :14
LXX) أي في الظِل. [كلمة صلمون معناها ظل[12].]

القديس
أمبروسيوس

جَبَلُ
اللهِ جَبَلُ بَاشَانَ.

جَبَلُ
أَسْنِمَةٍ جَبَلُ بَاشَانَ [15].

لِمَاذَا
أَيَّتُهَا الْجِبَالُ الْمُسَنَّمَةُ تَرْصُدْنَ الْجَبَلَ الَّذِي اشْتَهَاهُ
اللهُ لِسَكَنِهِ؟

بَلِ
الرَّبُّ يَسْكُنُ فِيهِ إِلَى الأَبَدِ [16].

v  تخلّص
أنت، يا رجل الله، من هذا الروح الرديء ولا تصر جبلاً محترقًا خرِبًا، بل بالأحري
تكون جبلاً دسمًا قويًا (مز 16:68) يحب الرب أن يسكن فيه، ومركبة الله ربوات ألوف
مكرَّرة تكون فيك (مز 18:68)، وتظهر رائحة بخورك الزكي في السماء يفوح عبيره وسط
القديسين، وتكون معينًا للأرضيين، قويًا وظافرًا في الحرب، حتى يكمل عليك المكتوب:
«إن جبل الرب يكون ظاهرًا» (مي 1:4)، و«جبل الرب يكون على رأس الجبال» (إش 2:2).
فلتكن في هذه الكرامة، أيها المجاهد، فتحظى بإكليل الفرح من الرب لأجل أتعابك وأنت
جالس في قلايتك.

القديس أنبا
بولا الطموهي

مَرْكَبَاتُ
اللهِ رَبَوَاتٌ أُلُوفٌ مُكَرَّرَةٌ.

الرَّبُّ
فِيهَا.

سِينَا فِي
الْقُدْسِ [17].

v 
أي أن قوة غير مرئية دمرت
قوات المصريين خلال معجزة البحر الأحمر، وهذه القوة يسميها النص "الفرسان"
ويمكن أن نفترض أن الفرسان كانوا جيشًا من الملائكة التي يذكرها حبقوق النبي:
"ركبت خيلك ومركباتك مركبات الخلاص"

(حب 3: 8). وذكر داود أيضًا  مركبات الله قائلا: "مركبات الله ربوات" (مز
68: 17)
[13].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

v 
جهز الملك الذي جاء من
نسل داود الإنسان ليكون القلعة الآمنة من السقوط. بناها داود بالنعمة وحصنها
بالأتراس الكثيرة، حتى لا يتمكن العدو من الاقتراب منها بسهولة. والأتراس معلقة
وليست على الأرض ويمكن رؤيتها معلقة في الهواء، ويوجد معها الحراب التي تُثير
الفزع في العدو حتى لا يحاول الهجوم على البرج. إني أفكر فى أن هذا البرج بما عليه
من أتراس وحراب يشير إلى الحرس الملائكي. لا يذكر النشيد ببساطة الحراب، ولكنه
يضيف الرجال الأقوياء يحاربون إلى جانبنا فيغلب(ما تشكيلها) النشيد بكلمات
المزمور: "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 33: 8). لا يمثل لي
بدقة رقم الألف رقم مائة مضروبًا في عشرة، ولكنه يُشير إلى أن العدد كبير. ويُشير
الكتاب في العادة إلى الأعداد الكبيرة بالرقم ألف. كما يقول داود: "مركبًات
الله ربوات ألوف مكررة الرب في وسطها فصار جبل صهيون مماثلاً لجبل سينا في
القداسة" (مز 68: 18). ثم "شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" (مز
118: 72). علمنا أن الجزء السفلي من الرقبة يرتكز على الكتفين، ويتميزان بالقوة اللازمة
لذراعينا اللذين يجلبا الخلاص. يتمكن الذي يتأمل بدقة ترتيب كلمات نشيد الأناشيد
من فهم نمو النفوس في الفضيلة نحو الله. فهو يعلم أن العروس قُورنت في المرحلة
الأولى التي أحبها فيها العريس بالحصان الذي حارب طغاة المصريين، وكانت له رقبة
جميلة مزينة بالسلاسل وحلي الرقبة، ولكنها تُلقب بالبرج لعظمتها. ويُشاهد البرج من
كل الاِتجاهات ومن على مسافة كبيرة نظرًا لهندسته الرائعة المرتفعة إلى أعلى
وموقعه فوق المنطقة المجاورة. وعندما يحصل هذا البرج على المركز المشترك العالي في
السماء، فإنه يوضح صدق كلام الله: "لا تخفى مدينة موضوعة على جبل" (مت
5: 14)
[14].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

v  فإذ
يتكلمون ضد صعود المخلص كأمر مستحيل، فليذكروا كيف حمل ملاك حبقوق من شعر رأسه[15]،
فبالأحرى جدًا يستطيع إله الملائكة والأنبياء أن يصعد على سحابة من جبل الزيتون
بقوته الخاصة.

يمكنكم أن
تتذكروا عجائب كهذه لكن لتعط المكانة الأولى لله صانع العجائب. فهؤلاء رُفعوا أما
هو فرافع كل الأشياء.

تذكروا أن
أخنوخ نقُل أما يسوع فصعد.

تذكروا ما
قيل بالأمس عن إيليا أنه أُصعد في مركبة نارية (2 مل
2: 11)، أما مركبات
المسيح فربوات ألوف (مز 68:
17)[16].

القديس كيرلس الأورشليمي

صَعِدْتَ
إِلَى الْعَلاَءِ.

سَبَيْتَ
سَبْيًا.

قَبِلْتَ
عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ،

وَأَيْضًا
الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ [18].

v  الصلاح
هبة من الله كما يقول يعقوب الرسول: "كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق
نازلة من عند أبي الأنوار" (يع1: 17)، وحسبما يعلن يوحنا سابق المسيح:
"لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أُعطى من السماء" (يو3:
27).  إنه من السماء حيث أرسل الروح القدس عندما صعد يسوع إلى العلى سابيًا سبيا ومعطيًا
هبات للبشر (مز 68: 18، أف4: 8). فان كانت استحقاقاتهم الصالحة هي عطايا إلهية،
لهذا لا يكلل الله استحقاقاتكم لكونها منكم بل لأنها عطيته[17].

v  لذلك
لا تدع أي إنسان يتفاخر بما يبدو له أنه يمتلكه كأنه لم يأخذه (1 كو 4: 7) ولا
تدعه يظن أنه أخذه فقط لأن حرف الناموس الخارجي إما أظهر له لكي يقرأه أو يرن في
أذنه لكي يسمعه. لأن "أن كان بالناموس بر المسيح إذاً مات بلا سبب" (غل
2: 21) ومع ذلك فإنه إذا يمت المسيح بلا سبب فقد صعد إلى العلاء وسبي سبيا وأعطى
عطايا للناس (مز 68: 18) وتلي ذلك أن كل من له يعطي من هذا المنبع. والذي يفكر أن
ما عنده هو من الله، إما لا يكون له وإما يكون في خطر عظيم بأن يحرم مما عنده (لو
8: 18)[18]

القديس
أغسطينوس

v  أظن أنكم
تذكرون التفسير، لكنني استرجع أذهانكم إلى ما قيل. تذكروا ما قاله المزمور بوضوح: "صعد
الله بهتاف" (مز 47:
5). تذكروا أيضًا ما جاء في المزمور من
حديث القوات الإلهية مع بعضها البعض "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم" (مز 24:
7). تذكروا
أيضًا المزمور القائل: "صعد إلى العلا وسبى سبيًا" (مز 68:
18). تذكروا
النبي القائل:

"الذي
يبنى صعوده نحو السماء…"[19].
وغير ذلك من الأمور التي سبق ذكرها بسبب مغالطات اليهود[20].

القديس كيرلس الأورشليمي

v      
خلال الآلام صعد الرب إلى العُلي وسبى سبيًا،
وأعطى الناس عطايا (مز 68: 18؛ أف 4: 8)، ووهب الذين يؤمنون به سلطانًا أن يدوسوا
على الحيَّات والعقارب وكل قوَّة العدو، أي سلطان على قائد الارتداد[21].

القدِّيس
إيريناؤس

v      
يسلم حياته، لكن له سلطان أن يأخذها (يو 10:
17-18). نعم، ينشق الحجاب لأن السماويات تغلبه، والصخور تتشقق، والأموات يقومون
باكرًا (مت 27: 51-52). إنه يموت، لكنه يهب الحياة (يو 5: 21)، وبموته يحطم الموت،
يُدفن لكنه يقوم. ينزل إلى الجحيم، لكنه يُصعد النفوس (أف 4: 8-9؛ مز 68: 18)؛
يصعد إلى السماء وسيأتي ليدين الأحياء والأموات[22].

القديس
غريغوريوس النزينزي

مُبَارَكٌ
الرَّبُّ يَوْمًا فَيَوْمًا.

يُحَمِّلُنَا
إِلَهُ خَلاَصِنَا. سِلاَهْ [19].

v  تنقسم الألقاب الأخرى لله إلى مجموعتين
متمايزتين، تخص المجموعة الأولى قوته، والثانية ترتيب
ه
للعالم بالعناية الإلهية، وهو ترتيب يدخل فيه- ولا يدخل- التجسد. ومن الأمثلة
الواضحة للألقاب التي تخص قوته: "إله الجنود" "القادر على كل
شيء" (عا 3: 13
؛ رؤ 4: 8)، "ملك
المجد" (مز 24: 10)، "إله المجد إلى دهر الدهور" (1

تي 1: 17)، "إله القوات" (مز 68: 13)، "ملك
الملوك" (1
تي
6: 15)، "رب الصباؤ
وت" (إش
1: 9
؛ رو 9: 29)، "رب الأرباب" (1 تي
6: 15).

وفيما
يخص ترتيب العناية الإلهية: "إله خلاصنا" (مز 68: 19)، "إله
النقمات" (مز 94: 1) "إله السلام" (رو 15: 33) و"إله
البر" (مز 4: 1)، "إله إبراهيم و
إسحق
ويعقوب" (
خر 3: 6) أو إله إسرائيل الروحي (قارن رو 9: 6،
11، 26
؛ غل 6: 16) الذي نظر الله وجهًا لوجه (تك 32: 30)[23].

القديس غريغوريوس النزينزي

اَللهُ
لَنَا إِلَهُ خَلاَصٍ

وَعِنْدَ
الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ [20].

وَلَكِنَّ
اللهَ يَسْحَقُ رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ الْهَامَةَ الشَّعْرَاءَ لِلسَّالِكِ فِي
ذُنُوبِهِ [21].

v  (28.7) لهذا فإن
الأعداء، رغبةً منهم في استئصال إيمان ذلك القديس ـ لأنهم لم يروا علاماتهم داخل
قلبه ـ يحاولون جاهدين أن يضعوها "على الطريق" حقا، أي في ممر ما. أيضا
فإن القلب "على القمة" لأن "عيني الحكيم في رأسه" (جا 2: 14)،
وهم وضعوا علاماتهم "كما في غابة أشجار" أشجار سرعان ما تحترق أو
تُقَّطع بمعاول!" (قابل مز 74 :4
5، إر 46 :22، 23)
لأن النار تخترق الغابة وتحرق حتى أَرز لبنان (قابل زك 11 :1). وقد ظنوا ذلك
ليدنسوا خيمةَ اسمِ الله التي فينا. لأننا كما نحن هيكل الله (قابل 1 كو 3 :16، 2 كو
6 :16). هكذا نحن أيضا خيمة الله حيث يُحتفي بأعياد الرب. فهل تراقب أيها الإنسان
وتسهر على قمة رأسك حتى "تسحق هامات الأعداء، الهامةَ الشَعراَء
للسالكين حولك "(مز 68 :21)، لأنهم يسلكون فيما لا ينفع. لا في المقدسات،
وبهامةٍ شعَراَء، لابهامة الإيمان والعبادة (التقوى). وكما تقرأون في الجامعة: "إن
صعدت عليك روح المتسلط فلا تترك مكانك " (جا 10 :4) وبالحق كل الحق فإن
المسيح قد أقامك عاليًا، لأنه خلقك على مثالِ الله (قابل تك 1 :26، 27) لهذا ابقوا
وتمسكوا بالمواضع العليا للإيمان والقداسة. التي تسلمتموها من المسيح، لهذا حينما
يرتفع الإنسان عالًيا، عليه في التو أن يطرد الروح الشرير الذي يصعد عليكَ من
الدنيويات (الأمور الدنيا) – أعنى من أولئك الأرضيين والعالميين. وأرفض علاماته في
قلبك. لا تدعه يقبض على مداخل نفسك، ولا مداخل روحك و"كما في غابةِ
أشجار"، يدمر أولئك الذين إرادتهم هشة ويسهل سقوطهن، أو بمعاوله يقطع بواباتِ
قلوبكم!" (قابل مز 74 :4 -6)[24].

القديس
أمبروسيوس

قَالَ
الرَّبُّ: مِنْ بَاشَانَ أُرْجِعُ.

أُرْجِعُ
مِنْ أَعْمَاقِ الْبَحْرِ [22].

لِكَيْ
تَصْبِغَ رِجْلَكَ بِالدَّمِ.

أَلْسُنُ
كِلاَبِكَ مِنَ الأَعْدَاءِ نَصِيبُهُمْ [23].

v      
اغمس جسدك في دم المسيح،
كما هو مكتوب، إن قدمك يغمس في الدم (مز 68: 23). لتخضل (يرطب) أثر قدمي روحك
وخطوات ذهنك بالاعتراف الأكيد لصليب الرب. أنك تغمس جسدك في دم المسيح إذ تغسل
الرذائل، وتنظف الخطايا وتحمل موت المسيح في جسدك، كما يعلمنا الرسول قائلاً:
"حاملين في الجسد كل حين إماتة الرب يسوع" (2 كو 4: 10) [25].

القديس
أمبروسيوس

رَأُوا
طُرُقَكَ يَا اللهُ طُرُقَ إِلَهِي مَلِكِي فِي الْقُدْسِ [24].

مِنْ
قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ.

مِنْ
وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ.

فِي الْوَسَطِ
فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ [25].

فِي
الْجَمَاعَاتِ بَارِكُوا اللهَ الرَّبَّ،

أَيُّهَا
الْخَارِجُونَ مِنْ عَيْنِ إِسْرَائِيلَ [26].

يرى القديس
جيروم
"عين إسرائيل" هنا تشير ينابيع المخلص التي تفيض بالتعليم
الإنجيلي، وذلك كقول السيد المسيح نفسه (يو 7: 37-39)[26].

هُنَاكَ
بِنْيَامِينُ الصَّغِيرُ مُتَسَلِّطُهُمْ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا

جُلُّهُمْ
رُؤَسَاءُ زَبُولُونَ رُؤَسَاءُ نَفْتَالِي [27].

قَدْ أَمَرَ
إِلَهُكَ بِعِزِّكَ.

أَيِّدْ يَا
اللهُ هَذَا الَّذِي فَعَلْتَهُ لَنَا [28].

مِنْ
هَيْكَلِكَ فَوْقَ أُورُشَلِيمَ لَكَ تُقَدِّمُ مُلُوكٌ هَدَايَا [29].

v      
صار إبراهيم أممًا، بمعنى أن إيمانه قد انتقل
إلى الأمم وإلى ملوك العالم، الذين صاروا مؤمنين، خاضعين لسلطان الرب يسوع، الذي
قيل له: "لك تقدم ملوك هدايا" (مز 68: 29). إنه ليس بالأمر غير
المعقول، لأن سلالة إبراهيم لا تصير فقط ملوكًا من جهة الرتبة، وإنما هم ملوك
بالمعنى، إذ ليسوا عبيدًا للخطية؛ إنهم شعب لن يغلبه الشر، لأن لا سلطان للموت
عليهم[27].

القديس
أمبروسيوس

انْتَهِرْ
وَحْشَ الْقَصَبِ صِوَارَ الثِّيرَانِ مَعَ عُجُولِ الشُّعُوبِ

الْمُتَرَامِينَ
بِقِطَعِ فِضَّةٍ.

شَتِّتِ
الشُّعُوبَ الَّذِينَ يُسَرُّونَ بِالْقِتَالِ [30].

يَأْتِي
شُرَفَاءُ مِنْ مِصْرَ.

كُوشُ
تُسْرِعُ بِيَدَيْهَا إِلَى اللهِ [31].

v 
"كوش
ستمد يدها لله" (مز 68: 31
LXX). بهذا تعني مظهر الكنيسة المقدسة، التي تقول في نشيد
الأناشيد:"أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم" (نش 1: 5). سوداء بالخطية،
وجميلة بالنعمة. سوداء بحالها الطبيعي، وجميلة بالخلاص. هكذا هي سوداء بتراب
أعمالها، لهذا فهي سوداء في جهادها، لكنها جميلة عندما تتكلل بزينة النصرة[28].

القديس
أمبروسيوس

v  يمكن
أن تكون العروس سوداء وجميلة في آن واحد ولكن أحذر فانه أن لم تقدم توبة قوية
ستوصف روحك أنها سوداء ودميمة- وحتى لا يكسيك الخذي مرتين لأنك اسود لخطاياك
السابقة ودميم لأنك ماضي في نفس خطاياك- أما إذا قدمت توبة فنفسك ستكون سوداء بسبب
الخطية ولكن من أجل توبتك سيكون لها الجمال الحبشي كما جاء في الكتاب حينما تكلم
هارون ومريم على موسى بسبب المرأة الشونمية (عد 1:12) موسى الجديد أتخذ أيضا لنفسه
زوجة شونمية لقد وصلت وصاياه إلينا فليتكلم إذن هارون كاهن اليهود ولتتكلم مريم
التي تمثل مجمعه، فموسى لا يضع وزنا لكلامها فهو يحب الشونمية التي قال عنها
النبي: "من أقصي عمق النهر يقدمون لك الذبائح" (مز8:71) وأيضا
أثيوبية تسبق أيدي إسرائيل أمام الله (مز 31:68). بالحق تكلم الكتاب
"يسبق" ففي العهد الجديد سبقت نازفة الدم وابنه رئيس المجمع (مت 18:9).
بهذه الطريقة شفيت الشونمية ومازال إسرائيل مريضا لأن بزلتهم (إسرائيل) صار الخلاص
للأمم لإغارتهم (رو 10:11).

العلامة أوريجينوس

v    
دعونا نشرح معني العبارة التي قالها القديس بولس
الرسول، فما المقصود بأن جميع إسرائيل سيخلص عندما يدخل ملؤ الأمم؟

كان يوجد
إسرائيل للخلاص: فإن كان الجزء الأكبر من إسرائيل قد سقط، لكن حصلت بقية حسب
اختيار النعمة
(رو 11: 5)، بقية قيل عنها في إيليا: "أبقيت لنفسي سبعة
آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل
".

وفي شرح
المقصود بهذه البقية، يقول بولس الرسول: "فكذلك في الزمان الحاضر أيضًا قد
حصلت بقية حسب اختيار النعمة
" (رو 11: 5).

إذًا فقد
كان يوجد في إسرائيل بقية للخلاص حينما كانت إسرائيل مطرودة.

ولم يقل
الرسول: "عندما يخلص جميع الأمم فحينئذ سيخلص جميع إسرائيل"، وإنما:
"إلي أن يدخل ملؤ الأمم. وهكذا سيخلص جميع اسرائيل".

فإن إسرائيل
سوف يخلص ولكن ليس بعد أن يخلص كل الأمم وإنما بعد أن يخلص ملؤ الأمم[29].
فمن هو قادر أن يحسب لنا بغقله الوقت المتبقي، في رأيه، والذي فيه تعبد جميع
الشعوب الله
، وكما هو مكتوب في صفنيا: "من عبر أنهار كوش[30]
المتضرعون إلي متبددي يقدمون تقدمتي
" (صف 3: 10). وكما يقول المزمور 68
أيضًا، حينما تسرع كوش بيدها إلي الله (مز 68: 31)، وبعد كم من الوقت
والزمان سوف يعطي "كلمة الله" الأمر لجميع ممالك الأرض قائلاً: "يا
ممالك الأرض غنوا لله رنموا لإله يعقوب
" (مز68: 32)[31].

العلامة أوريجينوس

v  ثم
إن ملاك الرب دعا فيلبس في الطريق من أجل الإثيوبي الخصي التقي جدًا، إذ
سمع بوضوح الروح يقول له "تقدم ورافق هذه المركبة" (أع 8:
29). لقد علَّم
الخصي، وعمّده، فذهب إلى إثيوبيـا كرسول المسيح، كما هو
مكتوب: "إثيوبيا
تبسط يدها" (مز 31:68). واختطف الملاك فيلبس فصار يبشر بالإنجيل في المدن
بالتتابع[32].

القديس كيرلس الأورشليمي

يَا
مَمَالِكَ الأَرْضِ غَنُّوا لِلَّهِ.

رَنِّمُوا
لِلسَّيِّدِ. سِلاَهْ [
32].

لِلرَّاكِبِ
عَلَى سَمَاءِ السَّمَاوَاتِ الْقَدِيمَةِ.

هُوَذَا
يُعْطِي صَوْتَهُ صَوْتَ قُوَّةٍ [33].

v 
قال العريس: "لا يكفي
أن تقوموا من سقطتكم على الأرض، ولكن يجب أن تتقدموا في عمل الخير وتصلوا إلى آخر
الطريق في الفضيلة. " نتعلم هذا من مثال المفلوج في الإنجيل (مت 8: 6)، فلم
يقل السيد المسيح للمفلوج أن يحمل سريره فقط، بل أمره أن يمشي. إنني اعتقد أن هذا
النص يوضح التقدم والسير نحو الكمال. يقول المسيح: "قم وتعالى". ما هي
القوة التي تكمن في هذا الأمر؟ حقًا إن صوت الله هو صوت القوة (مز 68: 33). يقول:
"أعطوا عِزًّا لله على إسرائيل جلاله وقوته في الغمام". ثم يقول:
"لأنه قال فكان، هو أَمَرَ فصار" (مز 33: 9). انظر أيضًا ما يقوله
العريس لعروسه: "انهضي ثم تعالي"، وفي الحال يتحول أمره إلى حقيقة، وفي
نفس الوقت تستقبل العروس قوة كلمة الله، فتقف وتتقدم نحوه، وتقترب من النور. ويشهد
كلمة الله عندما يراها ويقول: "أجاب حبيبي وقال لي: قومي يا حبيبتي يا جميلتي
وتعالي" (نش 2: 10)
[33].

القديس غريغوريوس أسقف نيصص

أَعْطُوا
عِزًّا لِلَّهِ.

عَلَى
إِسْرَائِيلَ جَلاَلُهُ وَقُوَّتُهُ فِي الْغَمَامِ [34].

v      
حقق لنا أن إلهنا يسوع المسيح جالس بناسوته على
عرشه في الشرق، ووجهه إلى العالم ناظر، لكي يكون كل من يصلي إلى الشرق ويسجد بين
يديه، يصلي ويتضرع

إلى رحمته[34].

القديس مار
افرام السرياني

مَخُوفٌ
أَنْتَ يَا اللهُ مِنْ مَقَادِسِكَ.

إِلَهُ
إِسْرَائِيلَ هُوَ الْمُعْطِي قُوَّةً وَشِدَّةً لِلشَّعْبِ.

مُبَارَكٌ
اللهُ! [35]

v  "لا
تدخلنا في تجربة ولكن نجنا من الشرير… لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الدهور".
فالله إنما يهب القوة للإنسان الذي يطيعه «لأن لك القوة»، لأنه مكتوب: "الرب
يعطي القوة والشدة لشعبه". (مز 35:68)

القديس
إسطفانوس الطيبي



[1] Homilies on
1 Timothy, hom 15.

[2] Commentary on Rom. 12: 15..

[3] عظة 2 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[4] رسالة تعزية
إلى أرملة شابة.

[5] مقال 7: 10.

[6] Eutropius and the Vanity of Riches, Hom.

[7] Homilies on Job 9: 6: 27.

[8] The Unity of the Catholic Church, 8.

[9] Cf. Homilies on
Ecclesiastes, 1.

[10] Homilies on Hebr., 32: 7.

[11] Origen: Comm. on the Songs of Songs, book 3:1 (ACW).

[12] Prayer of David 4:4:14.

[13] عظة 3 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[14] عظة 7 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[15] جاء في
حزقيال 8:

3
"ومد شبه يد وأخذني بناصية رأسي ورفعني روح بين الأرض والسماء فأتى بي في رؤى
الله".

[16] مقال 14: 25.

[17] Grace & Freewill, 15.

[18] Letter & Spirit, 50.

[19] عا 9: 6 "الذي
بني في السماء علالية".

[20] مقال 14: 24.

[21] Adv. Haer 5:24:2:20:3.

[22] Theological Oration 3 (29): 20 (On the
Son).

[23] العظة
اللاهوتية الرابعة رقم 30 عن الابن، 19.

[24] Prayer of David 4:7:28.

[25] Exposition of Luke 5: 105-106.

[26] Commentary on Isaiah. 4:
12: 3.

[27] On Abroham 2: 10: 77.

[28] On the Holy Spirit 2: 10: 112.

[29] يقصد بتعبير
"ملؤ الأمم" الجزء الذي من الأمم والذي وصل إلي درجة
"الامتلاء" أي إلي درجة الكمال.

[30] يقصد بشعب
كوش (الاثيوبيين) النفوس التي سيطر عليها الشيطان، وذلك لأن لون بشرتهم أسود.
ويقول أوريجانوس انه في يوم ما سوف يُنقَذ ويَخلُص طريق الشيطان، بل وربما الشيطان
نفسه.

[31] عظات
للعلامة أوريج
ينوس على  سـفر إرميا ترجمة جاكلين
سمير كوستى، 5:4.

[32] مقال 17: 25.

[33] عظة 5 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[34] تفسير تك 2: 7-8. 

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر دانيال القمص عبد المسيح بسيط 08

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي