اَلْمَزْمُورُ
السَّادِسُ وَالتِّسْعُونَ

رَنِّمُوا
لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً.

رَنِّمِي
لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ [1].

رَنِّمُوا
لِلرَّبِّ

بَارِكُوا
اسْمَهُ

بَشِّرُوا
مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ [2].

حَدِّثُوا
بَيْنَ الأُمَمِ بِمَجْدِهِ

بَيْنَ
جَمِيعِ الشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ [3].

لأَنَّ
الرَّبَّ عَظِيمٌ وَحَمِيدٌ جِدًّا

مَهُوبٌ
هُوَ عَلَى كُلِّ الآلِهَةِ [4].

لأَنَّ
كُلَّ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ،

أَمَّا
الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ [5].

v      
مثل هذه الكلمات (دعوة الأصنام آلهة) تُستخدم
ليس كما لو كانت آلهة حقيقية، وإنما لأن الكلمة تعلمنا بان الله الحقيقي هو خالق
الكل، هو الرب الوحيد لكل هذه التي باطلاً تدعى آلهة وأرباب. لكي يقنعنا بهذا قال
الروح القدس بداود: "لأن كل آلهة الشعوب أصنام للشياطين وليست آلهة"
(راجع مز 96: 5). وجعل اللعنة على الذين يعبدون مثل هذه الأصنام[1].

القديس
يوستين الشهيد

مَجْدٌ
وَجَلاَلٌ قُدَّامَهُ.

الْعِزُّ
وَالْجَمَالُ فِي مَقْدِسِهِ [6].

قَدِّمُوا
لِلرَّبِّ يَا قَبَائِلَ الشُّعُوبِ

قَدِّمُوا
لِلرَّبِّ مَجْدًا وَقُوَّةً [7].

قَدِّمُوا
لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ.

هَاتُوا
تَقْدِمَةً وَادْخُلُوا دِيَارَهُ [8].

اسْجُدُوا
لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ.

ارْتَعِدِي
قُدَّامَهُ يَا كُلَّ الأَرْضِ [9].

قُولُوا
بَيْنَ الأُمَمِ: الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ.

أَيْضًا
تَثَبَّتَتِ الْمَسْكُونَةُ فَلاَ تَتَزَعْزَعُ.

يَدِينُ الشُّعُوبَ
بِالاِسْتِقَامَةِ [10].

v      
قال داود "الرب قد ملك على الشجرة"
(راجع مز 96: 10). في موضع آخر يتنبأ النبي عن ثمرة هذه الشجرة، قائلاً:
"الأرض أعطت بركاتها" (راجع مز 67: 6)… "تحمل الشجرة
ثمرها"، ليست تلك الشجرة التي في الفردوس، والتي قدمت الموت للبشر الأوائل،
وإنما شجرة آلام المسيح، حيث عُلقت الحياة[2]،….

العلامة
ترتليان

لِتَفْرَحِ
السَّمَاوَاتُ

وَلْتَبْتَهِجِ
الأَرْضُ

لِيَعِجَّ
الْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ [11].

هل تبحث عن  م الأخرويات المجئ الثانى المجئ الثانى 01

v  "لتفرح السماوات ولتبتهج الأرض"
(
مز
96:

11) من أجل أولئك الذين يُنضحون بالزوفا[3]،
ويتطهرون بزوفا روحي[4] هو قوة ذاك الذي في
آلامه قُدم له أن يشرب من زوفا وقصبة[5].

فإذ
تفرح القوات السمائية، ليته تستعد هذه النفوس التي تتحد مع العريس الروحي، فتسمع
صوتًا صارخًا في البرية:
"أعدوا طريق
الرب" (
إش
40:

3).

إنه
ليس أمرًا بسيطًا ولا شيئًا
هينًا ولا اتحادًا
حسب الجسد، بل هو اختيار الإيمان يقوم به الروح القدس فاحص الكل (1 كو 2: 20).

إنه
حيث توجد ثروة أو جمال يوافق العريس بسرعة، أما هنا فلا يطلب (العريس) جمال
الإنسان بل نقاوة ضمير النفس. إنه لا يسعى إلى ماله بل ثروة النفس في الصلاح
[6].

القديس كيرلس الأورشليمي

v  ولكن
هيِّئ نفسك للشكر في كل الأمور إذ سمعتَ الرسول القديس يقول: "اُشكروا في كل
شيء" (1 تس 5: 18) سواء "في شدائد" أو "في ضرورات" أو
"في ضيقات" أو "في ضعفات" أو "أتعاب" جسدية (اُنظر
2 كو 6: 4-5؛ 12: 10). في كل ما يأتي عليك اُشكر الله، لأنني أرجو أنك أنت أيضًا
تأتي "إلى راحته" (عب 4: 1). لأننا "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل
ملكوت الله" (أع 14: 22). فلا تشك إذن في نفسك ولا تَدَعْ قلبك يخور في أي
شيء، بل تذكر القول الرسولي: "إن كان إنساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدّد
يومًا فيومًا" (2 كو4: 16). فإن كنتَ لا تحتمل الآلام لا يمكنك أن تأتي إلى
الصليب، ولكن إن كنتَ تحتمل الآلام أولاً فإنك تدخل إلى ميناء راحته، ومن ذلك
الوقت فصاعدًا تعيش في هدوء متحررًا أكثر من الاهتمامات إذ ترسخ نفسك بثبات وتلتصق
بالرب في كل شيء، مع إيمان بحارسك (أي ملاكك)، فرحًا في الرجاء، مبتهجًا في
المحبة، في حماية الثالوث الأقدس المساوي. وحينئذٍ يتحقق بخصوصك القول: "لتفرح
السماوات ولتبتهج الأرض" (مز 96: 11)، لأن هذه هي حياة عدم الهمّ التي لرجل
الله، لأن الآب والابن والروح القدس يبتهجون لخلاص نفسك يا أخي المحبوب."

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل متى بنيامين بنكرتن 05

القديس
برصنوفيوس

v    
اليوم تتغنَّى الطغمات الملائكية بألحان
التسابيح المفرحة، ويضيء نور البشارة بالمسيح متلألئًا على المؤمنين:

اليوم هو
ربيعنا المفرح، ويشرق شمس البرّ، المسيح، بأشعته الناصعة علينا، مضيئًا أذهان
المؤمنين!

اليوم يُشفى
آدم متحركًا مع جوقة الملائكة، طائرًا نحو السماء!…

اليوم تضيء
نعمة الله والرجاء في غير المنظور خلال المناظر السامية المدهشة، ويعلن بوضوح
السرّ المكتوم منذ الأزل!

اليوم
يتحقّق قول داود؛ لتفرح السماوات ولتبتهج الأرض، ليعج البحر وملؤه. ليجذل الحقل
وكل ما فيه، لتترنَّم حينئذ كل أشجار الوعر" (مز 96: 11-13)، مشيرًا إلى
(البشر) بالأشجار، وقد تكلم سابق الرب (يوحنا) عنهم كأشجار يلزمهم أن "يصنعوا
أثمارًا تليق بالتوبة" (مت 3: 8)، أو بالحري يتحدث عن مجيء الرب. غير أن ربنا
يسوع المسيح يعد مؤمنيه بالسعادة الدائمة قائلاً: "ولكنني سأراكم أيضًا فتفرح
قلوبكم، ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو 16: 22).

اليوم أعلن
بوضوح سرّ المسيحيِّين… الذين بإرادتهم وضعوا رجاءهم في المسيح!

القدِّيس
غريغوريوس صانع العجائب

لِيَجْذَلِ
الْحَقْلُ وَكُلُّ مَا فِيهِ.

لِتَتَرَنَّمْ
حِينَئِذٍ كُلُّ أَشْجَارِ الْوَعْر [12].

ِأَمَامَ
الرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ.

جَاءَ
لِيَدِينَ الأَرْضَ.

يَدِينُ
الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ وَالشُّعُوبَ بِأَمَانَتِه [13].ِ



[1] Dialogue with Trypho, 55.

[2] Answer to the Jews 12.

[3] أو أشنان
داود
: نبات من
الفصيلة الشفوية ذات أوراق عطرة حريفة المذاق.

[4] الزوفا
الروحي أو غير المنظور هو قوة الروح القدس المطهرة في المعمودية، كقول المرتل "اغسلني
بزوفاك فأطهر" (مز 51:
7).

[5] يتحدث عن
السيد المسيح في آلامه إذ قدم له ليشرب من زوفا (يو 19:
29)، ومن قصبة (
مت 27: 48).

[6] مقال 3: 1.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا كتب نقد إنجيل برنابا إنجيل برنابا بين المؤيدين والرافضين 02

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي