اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالثَّانِي عَشَرَ

هَلِّلُويَا.

طُوبَى
لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبَِّ

الْمَسْرُورِ
جِدًّا بِوَصَايَاهُ [1].

نَسْلُهُ
يَكُونُ قَوِيًّا فِي الأَرْضِ.

جِيلُ
الْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ [2].

رَغْدٌ
وَغِنًى فِي بَيْتِهِ وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ [3].

v  الممتلكات الرديئة
تلك التي قيل عنها: "الأشبال احتاجت وجاعت" (مز
10:34)، "ولكن ويل لكم أيُّها الأغنياءُ، لأنكم قد نلتم
عزاءَكم" (لو24:6). انتزاع هذا الغنى فيه سمو في الكمال، إذ يقول الرب عن
الفقراء (الذين ليس لهم هذا الغنى): "طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم
ملكوت السماوات" (مت3:5)، وجاء في المزمور: "هذا المسكين صرخ
والربُّ استمعهُ" (مز
6:34)، وأيضًا
"الفقير والبائس ليسبحا اسمك" (مز
21:74).

والغنى
(الممتلكات)
الصالح هو ما يمتلكه مقتنى الفضائل صانع البر الذي يمدحه النبي داود قائلاً: "نسلهُ يكون قويًّا
في الأرض. جيل المستقيمين يُبارَك. رغد وغنًى في بيتهِ وبُّرهُ قائِم إلى الأبد"
(مز 2:112-3). وأيضًا "فدية نفس رجلٍ غناهُ" (أم 8:13). ويتحدث سفر
الرؤيا إلى المفتقر والمُعدم من هذا الغنى قائلاً: "أنا مزمع أن أتقيَّأَك من
فمي. لأنك تقول إني أنا غنيّ وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيءٍ ولست تعلم أنك أنت
الشقي والب
ائس وفقير
وأعمى وعريان. أشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفًّى بالنار لكي تستغني.
وثيابًا بيضًا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك" (رؤ 16:3-18)[1].

الأنبا
بفنوتيوس

نُورٌ
أَشْرَقَ فِي الظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ.

هُوَ
حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ [4].

سَعِيدٌ
هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ.

يُدَبِّرُ
أُمُورَهُ بِالْحَقِّ [5].

v  "سعيد
هو الرجل الذي يترأف ويقرض"
(مز 112: 5). كم
بالأكثر ذاك الذي يقرض الله على الأرض لكي يستلم
مضاعفًا في الحياة
الأبدية؟ فانك عندئذ تستحق أن تقف أمام كرسي القضاء الذي للقاضي الأبدي، أمام
الملائكة، ويمكنك القول بيقين وبضمير نقي: أعطِ يا رب، فإني قد أعطيت. ارحم فقط
أظهرت الرحمة"[2].

الأب
قيصريوس أسقف آرل

لأَنَّهُ
لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ.

الصِّدِّيقُ
يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ [6].

لقد أوضح القديس
إكليمنضس السكندري
[3]
أن الغنوسي أو المسيحي الأمثل يستخدم كل أنواع المعرفة ولا يخاف الفلسفة بل يستفيد
منها. حقًا إن الجماهير تخاف الفلسفة كما يخاف الأطفال من القناعات لئلا تضلهم
الطريق. لكن المسيحي يقدر بالإيمان أن يعرف الحق ويميزه؛ يفصل الحق غير المتغير عن
الآراء الباطلة، فيكون كالصراف الذي يقدر بخبرته أن يفصل العملة الحقيقية عن
الزائفة… هكذا لا ينخدع الغنوسي بالكلمات الزائفة، وكما يصرخ داود قائلاً:
"البار لا يتزعزع إلى الأبد"
(مز 112: 6)، لا
بالكلمات الزائفة ولا باللذات الخاطئة. إنه لن يتزعزع عن ميراثه "لا يخشى من
خبر سوء" (مز 122: 6)، فلا ترعبه افتراءات لا أساس لها، ولا يهتز من آراء
باطلة تنتشر حوله.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر نشيد الأنشاد 04

v  قد
يقول قائل أن اليونان اكتشفوا الفلسفة خلال الفهم البشري، لكنني أجد الكتاب المقدس
يقول بأن الفهم هو من عند الله. لذلك يصرخ المرتل، قائلاً: "أنا عبدك فهمني…"
(مز 199: 125)…[4]

القديس إكليمنضس
السكندري

لاَ يَخْشَى
مِنْ خَبَرِ سُوءٍ.

قَلْبُهُ
ثَابِتٌ مُتَّكِلاً عَلَى الرَّبِّ [7].

قَلْبُهُ
مُمَكَّنٌ فَلاَ يَخَافُ حَتَّى يَرَى بِمُضَايِقِيهِ [8].

فَرَّقَ
أَعْطَى الْمَسَاكِينَ.

بِرُّهُ
قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ.

قَرْنُهُ
يَنْتَصِبُ بِالْمَجْدِ [9].

v  هل
ترغب في السيطرة على المال أو تشتهي أن تحفظه؟! لا تشتريه بل أعطه في أيدي
الفقراء. لأن المال وحش مفترس، إن أمسكته بإحكام يهرب، وإن تركته بلا رباط يبقى.
إذ قيل: "فرق أعطي المساكن برّه قائم إلى الأبد" (مز
١١٢: ٩).

وزعه إذن
حتى يبقى معك، ولا تدفنه لئلا يهرب منك.

يسرني أن
أسأل الذين رحلوا "أين هو الغنى؟!". وأنا لا أقصد بقولي هذا التوبيخ.
الله لا يسمح. ولا أقصد إثارة القروح القديمة، بل أسعى لإيجاد ملجأ لكم بعيدًا عن
الهلاك الذي أصاب الآخرين
[5].

v  "باطل
الأباطيل، الكل باطل" (جا 2: 4). اسمع أيضًا ما يقوله النبي: "يجمع
ذخائر، ولا يدري لمن يضمها" (مز 39: 6). باطل الأباطيل هي المباني الفخمة
التي لك، وغناك المتسع، وقطعان العبيد… فإن هذا لم يأت من يد الله، إنما هو من
صنعك أنت. ولم
اذا هذه الأمور باطلة؟ لأنه ليس لها هدف نافع.
الغني يكون باطلاً إن أنفق على الترف، ولكنه يكف عن أن يكون باطلا عندما يفرَّق
ويعُطى للمساكين
(مز 112: 9)[6].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

v  عندما
نقدم الضروريات للذين في حاجة نعطيهم في الحقيقة ما هو لهم وليس لنا. إننا
بالحري ندفع دين العدالة، ولا نقوم بأعمال الرحمة
. لذلك عندما يتكلم الحق
الإلهي ذاته عن الاحتراز والحيطة التي نحتاج إليهما في أعمال الرحمة يقول: "احترزوا
من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس"
(مت 6: 1)[7].
يتوافق هذا مع ما كتبه صاحب المزامير: "فرَّقَ أعْطَى المساكين، بِرُّهُ
قائمٌ إلى الأبد"
(مز 112:
9). وهنا عندما يذكر العطية المُقدمة للفقراء، يذكر كلمة "عدل"،
وليس كلمة "رحمة". لأن العطية التي وهبنا الله إياها هي بالتأكيد
شأن من شئون العدالة، وهي أننا نقدم العطية للصالح العام. لذلك يقول سليمان النبي:
"أما الصديق فيعطي ولا يمسك" (أم 21:26)[8] [9].

الأب
غريغوريوس (الكبير)

v  عندما
نقدم الضروريات للذين في حاجة نعطيهم في الحقيقة ما هو لهم وليس لنا. إننا
بالحري ندفع دين العدالة، ولا نقوم بأعمال الرحمة
. لذلك عندما يتكلم الحق
الإلهي ذاته عن الاحتراز والحيطة التي نحتاج إليهما في أعمال الرحمة يقول: "احترزوا
من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس"
(مت 6: 1)[10].
يتوافق هذا مع ما كتبه صاحب المزامير: "فرَّقَ أعْطَى المساكين، بِرُّهُ
قائمٌ إلى الأبد"
(مز 112:
9). وهنا عندما يذكر العطية المُقدمة للفقراء، يذكر كلمة "عدل"،
وليس كلمة "رحمة". لأن العطية التي وهبنا الله إياها هي بالتأكيد
شأن من شئون العدالة، وهي أننا نقدم العطية للصالح العام. لذلك يقول سليمان النبي:
"أما الصديق فيعطي ولا يمسك" (أم21:26)[11] [12].

الأب
غريغوريوس (الكبير)

v  هناك
صالح يخلق صالحين وصالح يمكن به أن يصنع صلاحًا. الصالح الذي يخلق صالحين هو الله،
لأنه لا يستطيع أحد أن يجعل إنسانًا صالحًا إلا الصالح إلى الأبد لذلك فلتدعوا
الله لكن ما تكون صالحًا، ولكن هناك صالح يمكن به أن تفعل صالحًا، وذلك هو كل ما
تملكه. يوجد ذهب وتوجد فضة وهما أشياء صالحة ولكنهما لا يجعلانك صالحًا بل يمكن أن
تصنع بهما صلاحًا لديك ذهب وفضة، وأنت ترغب في المزيد منهما. لديك كليهما وتريد
زيادة فأنت مرتوي وظمآن. أنه مرض وليس غنى عندما يمرض البشر بمرض الاستسقاء فإنهم
يكونون مرتوين بالماء، ومع ذلك فهم عطشى دائمًا. فكيف يسر هؤلاء بثروتهم الذين
لديهم تلك الرغبة المريضة بمرض الاستسقاء؟ ذهبا أنت تملك وهو شيء صالح ومع ذلك
فإنه ليس لديك ما يجعلك صالحًا بل ما يمكن أن تصنع به صلاحًا. أتسأل أي صلاح أفعله
بالذهب؟ ألم تسمع في المزمور
"فرَّق أعطى المساكين،
برّه قائم إلى الأبد" (مز 112: 9) هذا صالح. هذا هو الشيء الصالح الذي به
تصيرون صالحين، أي إن كان لديك الصالح الذي به تصير صالحًا فلتصنع صلاحًا، بذلك
الصالح الذي لا يستطيع أن يجعلك صالحًا. لديك مالا، استخدمه بسخاء، فباستخدامه
بسخاء تزداد برًا. لأنه "فرَّق أعطي المساكين، برّه قائم إلى الأبد"
انظر ماذا ينقص وماذا يزداد. تنقص أموالك ويزداد برّك ينقص ما ستفقده قريبًا، ينقص
ما ستتركه بعدك عن قريب، ويزداد ما ستملكه إلى الأبد[13].

القديس
أغسطينوس

الشِّرِّيرُ
يَرَى فَيَغْضَبُ.

يُحَرِّقُ
أَسْنَانَهُ وَيَذُوبُ.

شَهْوَةُ
الشِّرِّيرِ تَبِيدُ [10].

لا يطيق
الشرير أن يرى الإنسان البار، لأنه يمثل ثقلاً على قلبه. وكما يقول الحكيم:
"وحتى منظره ثقُل علينا؛ لأن سيرته لا تشبه سيرة الآخرين، وسُبله
مختلفة" (حك 2: 15). وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يكره
السارق النور[14].]

 

١١٢:
٩

v 
لا تشير
كلمة "قرن" إلى القوة فحسب، بل وإلى السلطان الملوكي، فإن المسيح مخلصنا
الذي ظهر من أسرة داود الملك هو ملك الملوك وقوة الآب العظيمة
[15].

القديس كيرلس الكبير

١١٢:
٦، ٧

يرى القديس
إكليمنضس السكندري
[16]
أن الغنوسي أو المسيحي الأمثل هو البار الذي لا يتزعزع إلى الدهر (٦)، إذ
يستخدم كل أنواع المعرفة ولا يخشى الفلسفة بل يستفيد منها، إذ يقدر بالإيمان أن يتعرف
على الحق ويميزه، ويفصل الحق غير المتغير عن الآراء الباطلة. لا تزعزعه الكلمات
الزائفة و"لا يخشى من خبر السوء" (٧). لا ترعبه افتراءات لا أساس
لها ولا يهتز لآراء باطلة تنتشر حوله. إنه كالصراف الذي يقدر بخبرته أن يفصل
العملة الحقيقية عن الزائفة[17]
.

مز112: 4

v   
لتعرف أنك لست نوراً لنفسك، بل بالحقيقة أنت عين
لا نور،  ما فائدة العين حتى إن كانت مفتوحة وسليمة دون وجود نور؟!…

كنت بكليتى ظلمة، لكنك
أنت هو النور الذي يبدد ظلمتي وينير لي. أنا لست نورًا لنفسي، ليس لي نصيب في
النور إلا بك؟[18]

القديس
أغسطينوس



[1] Cassian, Conferences 3:9.

[2] Sermon 158: 6.

[3] Ibid 6: 10.

[4] Strom. 6: 8.

[5] عظتان عن
أتروبيوس.

[6]  Homilies
on Eplessians, 12.

[7] مع أننا قد
نعمل أفعال الخير ويرانا الناس ويتمجد الله، إلا أنه يجب ألا نفعل هذا فقط ليرانا
الناس. مثل هذا الزهو والمباهاة لن ينالا المكافأة. إن كلمتي "صدقة"
و"صديق" يقابلهما في النص الإنجليزي عن نسخة الفولجاتا
“just”
  و“justice”  أي "العدالة" و"العادل".

[8] لا يتوقف
الصديق عن تقديم الصدقة، إذ يظل قادرًا على فعلها، لأن الله يجزيه ويثريه.

[9] Pastoral Care, 3:21.

[10] مع أننا قد
نعمل أفعال الخير ويرانا الناس ويتمجد الله، إلا أنه يجب ألا نفعل هذا فقط ليرانا
الناس. مثل هذا الزهو والمباهاة لن ينالا المكافأة. إن كلمتي "صدقة"
و"صديق" يقابلهما في النص الإنجليزي عن نسـخة الفولجاتا
“just”
  و“justice”  أي "العدالة" و"العادل".

[11] لا يتوقف
الصديق عن تقديم الصدقة، إذ يظل قادرًا على فعلها، لأن الله يجزيه ويثريه.

[12] Pastoral Care, 3:21.

[13] Sermon on NT Lessons, 11: 3.

[14] Homilies on 2 Corin. 28: 3.

[15] In Luc. Ch1.

[16] Strom. 6:10.

[17]  آباء مدرسه الاسكندرية،
١٩٨٠، ص٧٦.

[18] Sermons On N.T. Lessons,
Homily 17:8.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي