اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالْخَامِسُ عَشَرَ

لَيْسَ
لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا

لَكِنْ
لاِسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا

مِنْ أَجْلِ
رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ [1].

لِمَاذَا
يَقُولُ الأُمَمُ:

أَيْنَ هُوَ
إِلَهُهُمْ؟ [2]

v 
وكما يقول النبي:
"لأن عندك ينبوع الحياة. بنورك نرى نورًا" (مز 36: 9). فالذين يشربون من
غنى بيت الله. من نهر فرحه ينتشون. وأيضًا انتشى داود العظيم لأنه خرج من نطاق
نفسه إلى آفاق الفرح والسعادة الغامرة: فقد رأى الجمال الغير منظور، وصرخ بصوته
الذي تقوده القوى المقدسة: "لماذا يقول الأمم أين هو إلههم" (مز 115: 2).
يشرح داود بهذا التعبير كنوز الله العظيمة جدًا التي تعلو عن التعبير عنها. وقال
بولس، بنيامين الجديد، وهو في نشوة السعادة والفرح العظيم: "لأننا إن صرنا
مختلفين فللَّه – تُعتبر النشوة والسعادة حركة ناحية الله – أو كنا عاقلين
فلكم" (2 كو 5: 13). وأشار بولس بطريقة مماثلة إلى فستوس قائلاً: "لست
أهذي أيها العزيز فستوس بل أنطق بكلمات الصدق والصحو" (أع 26: 25)
[1].

القديس
غريغوريوس أسقف نيصص

إِنَّ
إِلَهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ [3].

أَصْنَامُهُمْ
فِضَّةٌ وَذَهَبٌ عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ [4].

لَهَا
أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ.

لَهَا
أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ [5].

v      
مع أن الإنسان يصنع آلهته، إلا أن يصير أسيرًا
لها وذلك بمجرد يقبل التبعية لها بتعبده لها… فإن ما هي الأصنام سوى أشياء لها
أعين ولا تبصر، كما يقول الكتاب المقدس؟[2].

القديس أغسطينوس

لَهَا
آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ.

لَهَا
مَنَاخِرُ وَلاَ تَشُمُّ [6].

لَهَا
أَيْدٍ وَلاَ تَلْمِسُ.

لَهَا
أَرْجُلٌ وَلاَ تَمْشِي

وَلاَ
تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا [7].

v  لقد
حرر الذين يملكون من عبودية الأشياء الجامدة، وذلك خوفاً من أن يصيروا فيما بعد
عبيداً للأوثان التي قيل عنها: "لها أفواه ولا تتكلم؛ لها أعين ولا تبصر، لها
آذان ولا تسمع؛ لها مناخر ولا تشتم؛ لها أيد ولا تلمس؛ لها أرجل ولا تمشى"
(مز 5:115) ومن أجل هذا، فقد دعا بولس الرسول محبة المال "عبادة أوثان"،
لأنه كما أن الأمم يعبدون الأشياء الجامدة التي لا توجد فيها مشاعر ولا حياة، هكذا
أيضاً فإن الذين يحبون الغنى يخدمون ذهباً صامتاً وفضة بلا حياة
[3].

القديس مار
فيلوكسينوس

مِثْلَهَا
يَكُونُ صَانِعُوهَا

بَلْ كُلُّ
مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا [8].

v 
وماذا نقول نحن الآن؟
كانت الطبيعة البشرية في وقت من الأوقات متجمدة خلال الوثنية فتحولت طبيعة الإنسان
القادرة على التغيير إلى الطبيعة التي لا حياة فيها كالأصنام التي كانوا يعبدونها.
يقول الكتاب: "مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها" (مز 115: 8).

ولا يمكن تلافي هذا الأمر لأن كل الذين ينظرون إلى الله ويحفظون وصاياه يكتسبون
صفات الطبيعة الإلهية، بينما الذين ينحازون إلى الباطل أي الأصنام يتحولون إلى ما
يعبدونه ويصيرون حجارة بدلاً من بشر
[4].

القديس
غريغوريوس أسقف نيصص

v 
يقول النشيد سوف تأتي
وتعبر قمة الإيمان من رأس شنير وحرمون. تُشير هذه الكلمات إلى سر ميلادنا من
الأعالي. حيث ينبع نهر الأردن، كما يقولون، وتنقسم الجبال التي تعلوه إلى قمتين
شنير وحرمون. ومنها ينبع النهر ويصبح بداية تحولنا إلى ما هو مقدس. لهذا السبب
تسمع العروس عندما يناديها العريس قائلاً: "هلمي معي من لبنان من بداية
الإيمان ومن قمة" لهذه الجبال التي تصعد منها الينابيع الروحية. ويذكر النص
الأسود والنمور فيزيد ذكر هذه الحيوانات المتوحشة تمتع العروس بالأشياء المبهجة
خُلق الإنسان أولاً على صورة الله، إلاّ أنه تحول إلى حيوان غير عاقل، فصار شبيها
بالنمر والأسد من خلال العادات الشريرة، وكما يقول النبي: "يكمن المختفي كأسد
في عرينه. يكمن ليخطف المسكين. يخطف المسكين يجذبه في شبكته" (مز 10: 9). لقد
تحول الإنسان إلى حيوان متوحش بعد أن صار قويًا. "مثلها يكون صانعوها بل كل
من يتكل عليها" (مز 115: 8). ويصبح الشخص نمرًا بصبغ نفسه بقذارة هذا العالم.
وعندما تلوثت الطبيعة البشرية انجرفت في عبادة الأوثان وأخطأ اليهود وسقطوا في
غيرها من الشرور والخطايا. وبعد ذلك مرت الطبيعة البشرية خلال الأردن والمرّ
والأعشاب العطرة والبخور وارتفعت إلى مستوى عال، حتى أنها تسير الآن مع الله. لهذا
السبب يزيد كلمة الله فرح عروسه بما حققته، وذلك بجعل العناصر المحزنة السابقة
والتي مرت بها لبنان بداية الإيمان، قبل أسرار الأردن التي تناولناها سابقًا.
وتصبح الحياة في السلام أكثر متعة بعد الحرب خصوصًا عندما نتذكر أيام الحزن،
وتُنعش نعمة الصحة حواسنا عندما تستعيد طبيعتها بعد مرض مؤلم. لذلك يمنح العريس
النفس التي تصعد إليه عمقًا في التمتع بالسمو ويظهر جماله لها، ويذكرها بأخطائها
السابقة وهي على هيئة الحيوانات المتوحشة حتى تتمكن من الفرح في تمتعها الحالي
بمقارنته بحالتها السابقة
[5].

القديس
غريغوريوس أسقف نيصص

يَا
إِسْرَائِيلُ اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ.

هُوَ
مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ [9].

يَا بَيْتَ
هَارُونَ اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ.

هُوَ
مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ [10].

يَا
مُتَّقِي الرَّبِّ اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ.

هُوَ
مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ [11].

الرَّبُّ
قَدْ ذَكَرَنَا فَيُبَارِكُ.

يُبَارِكُ
بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. يُبَارِكُ بَيْتَ هَارُونَ [12].

يُبَارِكُ
مُتَّقِي الرَّبِّ الصِّغَارَ مَعَ الْكِبَارِ [13].

v                
ليأتِ الصغار، ليأتِ المرضى إلى الطبيب، ليأتِ
الذين هم مفقودون لمخلصهم، ليأتوا ولا يُمنع أحد عن المجيء.

إن كانت
الفروع (الأطفال) لم ترتكب أية خطية بعد، لكنهم هلكوا بسبب أصلهم، "يبارك
الرب الصغار مع الكبار" (مز
115: 13). ليلمس الطبيب الصغار مع
الكبار…

إذ كان
الفقدان شاملاً هكذا ليكن الخلاص عامًا. كلنا قد ضعنا، لنوجد جميعنا في المسيح…
ليته لا يُعزل أحد عن خلاصه[6].

القديس
أغسطينوس

لِيَزِدِ
الرَّبُّ عَلَيْكُمْ.

عَلَيْكُمْ
وَعَلَى أَبْنَائِكُمْ [14].

أَنْتُمْ
مُبَارَكُونَ لِلرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ [15].

v  يبدأ
الفردوس تفوح رائحتها بأطياب موت الشهداء. إنها رائحة ذكية وعجيبة، تقدم تسبيحًا
عظيمًا للرب، ملك السماء، ولكل الطغمات السماوية، كما تنبأ النبي: "عزيز في
عيني الرب موت أتقيائه" (مز 116: 15)
[7].

ابونيوس Aponius

السَّمَاوَاتُ
سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ

أَمَّا
الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ [16].

v  لا
تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأُ وحيث ينقب السارقون ويسرقون.
بل اكنزوا لكم كنوزًا في السماءِ حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا
يسرقون. لأنهُ حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا.

فإن كان
القلب على الأرض، أي إن كان الإنسان في سلوكه يرغب في نفع أرضي، فكيف يمكنه أن
يتنقى، ما دام يتمرغ في الأرض؟! أما إذا كان القلب في السماء فسيكون نقيًا، لأن كل
ما في السماء هو نقي فالأشياء تتلوث بامتزاجها بما هو أردأ منها، ولو كان هذا
الرديء نقي في ذاته. فالذهب يتلوث بامتزاجه بالفضة النقية، وفكرنا يتلوث باشتهائه
الأمور الأرضية رغم نقاوة الأرض وجمال تنسيقها في ذاته.

لكننا لا
نفهم كلمة "السماء" هنا بمعنى مادي: لأن كل ما هو مادي يعتبر أرضًا.
فالذي يكنز في السماء ينبغي عليه أن يحتقر العالم كله. فالسماء هي تلك التي قيل
عنها "السماوات سماوات للرب"
(مز 16:115) أي جلدًا
روحيًا. لأنه لا ينبغي لنا أن نثبت كنزنا وقلبنا في هذه السماء الزائلة، بل
لنثبتهما ونكنزهما في السماء الباقية إلى الأبد. أما السماء والأرض (الماديتان)
فتزولان (مت 35:34)[8].

v      
إذ يلزم أن نثبت كنزنا وقلبنا على ما سيبقى إلى
الأبد، وليس على ما سيزول، فان السماء المُشار إليها عنا تعني الجلد الروحي، لأن
"السماء والأرض سيزولان"[9].

القديس
أغسطينوس

لَيْسَ
الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ،

وَلاَ مَنْ
يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ [17].

v    
العيد لا يعني التمتع بأكل اللحوم والملابس
الفاخرة، ولا هو أيام  للترف، إنما تكمن بهجته في معرفة الله وتقديم الشكر والحمد
له.

هذا الشكر
وهذا الحمد، يقدمه القدِّيسون وحدهم الذين يعيشون في المسيح،
إذ مكتوب
"ليس الأموات يسبحون الرب ولا من ينحدر إلى أرض السكوت. أما نحن فنبارك الرب
من الآن وإلى الدهر" (مز 115: 17-18).

وهكذا كان
الأمر مع حزقيا الذي خلُص من الموت فسبح الله قائلاً: "لأن الهاوية لا
تحمدك. الموت لا يسبحك… الحيّ هو يحمدك كما أنا اليوم"
(إش 38: 18-19).

فتسبيح الله
وتمجيده هو من اختصاص الذين يحيون في المسيح وحدهم، هؤلاء يصعدون إلى العيد، لأن
الفصح ليس للأمم (الوثنيين عابدي الأصنام) ولا للذين هم يهود بحسب الجسد، بل للذين
يعرفون الحق، وذلك كما يقول ذاك الذي أرسل للإعلان عن مثل هذا العيد "لأن
فصحنا أيضًا

المسيح
قد ذبح لأجلنا".

لذلك وإن
كان الأشرار يقحمون أنفسهم لكي يحفظوا العيد، بينما عمل العيد هو تمجيد الله، لهذا
فإنهم كأشرار يقتحمون متطفلين في دخولهم كنيسة القدِّيسين. هؤلاء يوبخهم الله
معاتبًا كل واحد منهم قائلاً: "ما لك تتحدث بفرائضي" (مز 50: 16).

ويوبخهم الروح
القدس قائلاً بأنه ليس للتسبيح مكانًا في فم الخاطيء (ابن سيراخ 15: 9)، ولا
للخطية وجود في مذبح الله، لأن فم الخاطيء يتكلم في الأمور الجامحة، كقول المثل "فم
الأشرار ينبع شرورًا" (أم 15: 28).

لأنه كيف
يمكننا أن نسبح الله بفم دنس، إذ لا يمكن أن يتفق النقيضان معًا؟ لأنه أي خلطة
للبرّ والإثم؟ وأي شركة للنور مع الظلمة؟ هذا ما يقوله بولس خادم الإنجيل (2 كو 6:
14).

أما البار،
فإنه وإن كان يظهر ميتًا عن العالم، لكنه يتجاسر فيقول "أنا لا أموت بل أحيا
وأحدث بأعمالك العجيبة" (مز 118: 17)، فإنه حتى الله لا يخجل من أن يدعى لهم
إلهًا، هؤلاء الذين بحق يميتون أعضاءهم التي على الأرض (كو 3: 5)، ويحيون في
المسيح الذي هو إله أحياء لا إله أموات، هذا الذي بكلمته ينعش كل البشر، ويعطيهم
طعامًا يحيا به القدِّيسون، كما أعلن الرب قائلاً: "أنا هو خبز الحياة" (يو
6: 48).

القدِّيس
أثناسيوس الرسولي

v  الغاية
التي من أجلها يصير الإنسان غريبًا عن هذا العالم إنما هي أن تعبر نفسه إلي عالم
آخر ودهر آخر، كما يقول الرسول: "إن مواطنتنا هي في السماوات" (في 20:3)،
كما يقول: "وإن كنا نسلك علي الأرض لسنا نسلك حسب الجسد" (2 كو 3:10)،
لذلك فإن من يجحد هذا العالم يجب أن يؤمن بكل يقين أنه ينبغي أن يعبر بفكره منذ
الآن بالروح إلي عالم آخر. وهناك تكون سيرتنا ولذتنا وتمتعنا بالخيرات الروحية،
وأنه ينبغي أن يولد من الروح في الإنسان الداخلي كما قال الرب: "من يؤمن بي فقد
انتقل من الموت إلي الحياة" (يو 24:5). فإنه يوجد موت آخر غير الموت الطبيعي
المنظور، وحياة أخري هذه الحياة المنظورة. يقول الكتاب: " وأما المتنعمة فقد
ماتت وهي حية" (1 تي 6:5)، كما يقول: "دع الموتى يدفنون موتاهم"
(لو 60:9)، "لأن ليس الأموات يسبحونك يا رب، بل نحن الأحياء نباركك" (مز
17:115، 18)[10].

القديس
مقاريوس الكبير

v  كما
أن ملكوت الشيطان يكون بقبول الخطية، فإن ملكوت الله يُنال بعمل الفضيلة في نقاوة
قلب وبمعرفة روحية، وأينما وجد ملكوت السماوات فبالتأكيد تكون الحياة الأبدية
بفرح، وحيثما وجد ملكوت الشيطان فبلا شك يوجد الموت والقبر.
ومن يكون في ملكوت
الشيطان لن يقدر أن يحمد الله، إذ يخبرنا النبي قائلاً: "ليس الأموات يسبّحون
الرب، ولا مَن ينحدر إلى أرض السكوت. أما نحن (الأحياء الذين نعيش لله وليس
للخطية أو للعالم
) فنبارك الرب من الآن وإلى الدهر هلل
يلويا"
(مز 17:115، 18). "لأنهُ ليس في الموت ذكرك. في الهاوية (الخطية) مَنْ
يحمدك" (مز 5:6). فالإنسان ليس كيفما كان، بل ولو دعي نفسه مسيحيًا آلاف
المرات أو راهبًا لا يقدر أن يعترف بالله إن كان يخطئ متمسكًا بخطيته
[11].

الأب موسى

v  إذا
قيل "ليس الأموات يسبحونك يا رب" (مز 115: 17
). فهذا يُظهر
أن هذه الحياة فقط هي الوقت المعين للندم والمغفرة. "والذي يهبط إلى
الهاوية ولا يصعد
" (أي 7:
9). الذين يُسرون بهذه الحياة هم الذين
سيُسبحون الله. أما الذين ماتوا في الخطايا فلا يبقى لهم وقت أن يسبحوا بعد الموت
كالمتمتعين بالبركات. إنما ينوحون على أنفسهم، لأن التسبيح لمن يشكر، والنحيب لمن
هو تحت العقاب. لذلك يقوم الأتقياء بالتسبيح، أما الذين ماتوا في الخطايا، فليس
لهم وقت للاعتراف (الحمد) بعد ذلك[12].

v    
هذه الأسئلة موجهة إليهم، أما كلمات الأنبياء
فهي لنا نحن المؤمنين.

لكن مادام
البعض الذين يعلمون بالأنبياء ولا يؤمنون بما هو مكتوب ويجادلون ضدنا مسيئين فهم ما
كتب بحق: "لذلك لا يقوم الأشرار في الدين" (مز 5:1).

حسنًا يليق بنا أن نقابلهم بطريقة سطحية بقدر
الإمكان، لأنه إذا قيل: "إن الأشرار لا يقومون في الدين"، فهذا يظهر
أنهم سيقومون في الدين، لأن اللَّه لا يحتاج إلى إمعان نظر طويل إليهم بل بعد
قيام الأشرار في الحال يذهبون إلى عقابهم.

وإذا قيل:
"ليس الأموات يسبحونك يا رب" (مز 17:115). فهذا يظهر أن هذه
الحياة فقط هي الوقت المعين للندم والمغفرة. "والذي يهبط إلى الهاوية لا
يصعد" (أي 9:7).

فالذين
يسرون بها (الحياة) هم الذين سيسبحون اللَّه، أما الذين ماتوا في الخطايا فلا يبقى
لهم وقت أن يسبحوا بعد الموت كمتمتعين بالبركات. إنما ينوحون على أنفسهم، لأن
التسبيح لمن يشكر والنحيب لمن هو تحت العقاب.

لذلك يقوم
الأتقياء بالتسبيح، أما الذين ماتوا في الخطايا فليس لهم وقت للاعتراف (الحمد) بعد
ذلك[13].

القديس كيرلس الأورشليمي

أَمَّا
نَحْنُ فَنُبَارِكُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا [18].

v  كما
أن ملكوت الشيطان يكون بقبول الخطية، فإن ملكوت الله يُنال بعمل الفضيلة في نقاوة
قلب وبمعرفة روحية, وأينما وجد ملكوت السماوات فبالتأكيد تكون الحياة الأبدية
بفرح، وحيثما وجد ملكوت الشيطان فبلا شك يوجد الموت والقبر.
ومن يكون في ملكوت
الشيطان لن يقدر أن يحمد الله، إذ يخبرنا النبي قائلاً: "ليس الأموات يسبّحون
الرب ولا مَن ينحدر إلى أرض السكوت. أما نحن (الأحياء الذين نعيش للَّه وليس
للخطية أو للعالم
) فنبارك الرب من الآن وإلى الدهر، هللويا" (مز 17:115، 18).
"لأنهُ ليس في الموت ذكرك. في الهاوية (الخطية) مَنْ يحمدك" (مز 5:6). فالإنسان
ليس كيفما كان، بل ولو دعي نفسه مسيحيًا آلاف المرات أو راهبًا لا يقدر أن يعترف
بالله إن كان يخطئ متمسكًا بخطيته
[14].

الأب موسى

١١٥:
١٦

يرى العلامة
أوريجينوس
أن الله السماوي يقدم الأبوة السماوية فيضمنا إليه كعائلته
السماوية، أما نحن الذين لنا الأرض فنرتبط معًا خلال علاقات زمنية[15].

١١٥:
٨

يرى القديس
أغسطينوس
أن الأمم إذ عبدوا التماثيل الحجرية صاروا حجارة، كالأشياء التي
اعتادوا أن يعبدوها، عبدوا الصورة الجامدة فصاروا هم أنفسهم بلا حس[16].

١١٥:
١٣

v 
ليأت
الصغار، ليأت المرضي إلى طبيب…إد كان الفقدان شاملاً (للصغار مع الكبار). هكذا
فليكن الخلاص عامًا. كلنا قد ضعنا، فلنوجد جميعًا في المسيح… ليته لا يُعزل أحد
عن خلاصه
[17].

القديس أغسطينوس

١١٥:
١٧، ١٨

v      
أينما
وُجد ملكوت السماوات فبالتأكيد تكون الحياة الأبدية المفرحة، وحيثما يوجد ملكوت
الشيطان فبلا شك يوجد الموت والقبر؛ ومن يكون في ملكوت الشيطان لن يقدر أن يسبح
الله (بفرحٍ)، إذ يخبرنا النبي، قائلاً: ليس الأموات يسبحون الرب، ولا من ينحدر
إلى أرض السكوت، أما نحن الأحياء – الذين نعيش لله وليس للخطية أو للعالم فنبارك
الله من الآن وإلى الدهر (انظر مز 115: ١٧-١٨)
[18].

الأب موسى



[1] عظة 10 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[2] City of God, 8.

[3] عظة 8: 230.

[4] عظة 5 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[5] عظة 8 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[6] Ser. On N.T. 65: 4.

[7] Exhortation of Song of Songs 7: 49 (written on 405-415 AD(.

[8] Sermon on Mount, 2:44.

[9] Sermon on the Mount 2: 13: 44.

[10] عظة2:49.

[11] Cassian: Conferences 1:14.

[12] مقال 18: 14.

[13] Cath. Lect. 18:14.

[14] Cassian, Conferences 1:14.

[15] In Exod. hom. 1.

[16] In Joan, 42:5.

[17] Serm. On A.T. 65:4.

[18] St. Cassian:Conf.
1:14.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد جديد سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى 10

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي