اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالسَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ

سَبِّحُوا
الرَّبَّ لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلَهِنَا صَالِحٌ.

لأَنَّهُ
مُلِذٌّ.

التَّسْبِيحُ
لاَئِقٌ [1].

الرَّبُّ
يَبْنِي أُورُشَلِيمَ.

يَجْمَعُ
مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ [2].

يَشْفِي
الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيَجْبُرُ كَسْرَهُمْ [3].

يُحْصِي
عَدَدَ الْكَوَاكِب.

يَدْعُو
كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ [4].

يقول القديس
ديديموس الضرير
: إن معرفة الله لكل شيء ليس بالأمر العجيب، إنما من أجل عنايته
يعلن أنه يحصي عدد الكواكب، كما يحصي شعور رؤوسنا
[1]. إنه يهتم
بما يبدو لنا أنها أمور تستحق الإحصاء كالكواكب، كما يهتم بما يبدو غير مستحق لذلك
كعدد شعور رؤوسنا.

v    
العدد الذي به
يحصى الله القديسين يبرر بنظامٍ معين روحي. لقد قيل: "يحصي عدد الكواكب.
يدعو كلها بأسماء"
(مز 147: 4)[2].

القديس
أوغريس

v  هناك حقيقة هامة ذكرها كاتب غير مسيحي (أفلاطون في كتابه
"جمهورية أفلاطون" بتصرف) فقال "إن الشمس في المحسوسات مثل الله
في
المعقولات" فهي تعطي ضوء للعين، مثلما يعطي الله نور
ًا للعقل،
والشمس هي أسمى ما يمكن أن نراه، والله هو أسمى ما نعرفه بفكرنا. ولكن بداية من
الذي جعل الشمس تدور؟ ما هي القوة التي تثبتها في مدارها بقانون ثابت لا يتغير.
وقد صدق الشعراء في وصف الشمس بأنها لا تضعف وأنها تجلب الحياة وتولد الحياة–
وما إلى
ذلك- الشمس التي لا تتوقف عن الحركة في مدارها وعن العطاء. كيف تجعل الشمس ناحية
من الأرض نهارًا والأخرى ليلاً؟ ما الذي يؤسس ويحفظ النظام الثابت لليل والنهار؟
من الذي يسبب بداية وانتهاء فصول السنة بانتظام؟ لننتقل الآن إلى القمر. هل تعرف
طبيعة القمر وأحواله ومقاييس ضوءه ومداره؟ هل تعرف لماذا يسيطر القمر على سماء
الليل كما تسيطر الشمس على سماء النهار؟ ولماذا يعطي القمر الجر
أة للحيوانات
البرية ب
ينما تجعل
الشمس الإنسان ينهض مستيقظًا للعمل؟ هل تعرف ما الذي يربط مجموعة الثريا معًا
ويحفظ الجوزاء في مكانها–
نقرأ في الكتاب المقدس "هل تربط أنت
عقد الثريا أو تفك عقد الجبار" (أي
38: 31). إن الذي يفعل
هذا هو الله، الذي "يحصي عدد الكواكب، يدعوها كلها بأسماء" (مز
147: 4). هل
تفهم اختلاف الكواكب في المجد (1
كو 15: 41)
ونظام حركتها حتى تستخدم النجوم لتخطيط تصرفات البشر
وتتعدى الخالق؟[3]

القديس
غريغوريوس النزينزي

عَظِيمٌ
هُوَ رَبُّنَا، وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ.

لِفَهْمِهِ
لاَ إِحْصَاءَ [5].

v  (17.4)
لهذا
يتفكر داود في الله من أرضِ الأَردن وحرمون" من التل الصغير [جبل مُصَّغَر]
(مز 42 :6)، فما هو ذلك التل الصغير؟ فلنتأمل في الأمر إن حسبنا لاهوتَ المسيح هو
الجبل العظيم فهو حقا : "أما أملأ أنا السماوات والأرض يقول الرب؟" (إر
23 : 24) فإن كان حقا لاهوت المسيح هو الجبل العظيم، فإن تجسده يقينًا هو التل
الصغير (الجبل الصغير). لهذا فالمسيح هو كلاهما معا، فهو جبل عظيم وجبل أقل! عظيم
حقا، لأنه "عظيم هو الرب، وعظيمة هي قوته” (مز 147: 5). وأقل لأنه مكتوب
"تنقصه قليلاً عن الملائِكة" (مز 8 :5). لهذا يقول إشعياء "رأيناه
لا صورةَ له ولا جمالَ" (إش 53 :2
LXX)، ومع هذا، مع أنه عظيمٌ نزلَ صائرًا أقل! وحال كونه أقلَ صارَ
عظيمًا.وحال كونه عظيمًا صار أقل، لأنه "بالرغم من أنه بالطبيعة الله، أخلى
ذاته وأخذ طبيعة عبد" (في 2 :6-7) وحال كونه أقل صار عظيمًا، لأن دانيال يقول
: "أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلاً كبيرًا وملأَ الأرضَ كلها "
(دا 2 : 35). وإن كنتم تطلبون معرفة من هو ذلك الحجر، فاعرفوا أنه "الحجر
الذي رفضه البناءون، هذا صار رأس الزاوية
" (قابل مز 118 :22،إش 28 :16، مت
21 : 42، لو 20 :17، أع 4 : 11، 1 بط 2 :6-7) ـ كان هو هو نفسه مع ذلك وبالرغم من
أنه ظهر صغيرًا، كان عظيمًا. ويوضح إشعياء موافقته لتلك الحقيقة لأنه يقول :
"يولد لنا ولد ونُعطى ابنا الذي بدايته على كتفيه، ويُدعى الرسولُ المشير
العظيم " (إش 9 : 5
LXX). المسيح هو كل شيء لأجلكم : هو حجر لأجلكم، ليبنيكم، وجبلٌ
لأجلكم، لتصعدوا! فاصعدوا الجبل إذن يا من تطلبون السماويات. لهذا السبب طأطأ
(أحنى) السماوات، لتكونوا أقربَ إِليه! ولهذا السببِ صعد إلى أعلى قمة الجبل
ليرفعكم معه[4].

القديس
أمبروسيوس

الرَّبُّ
يَرْفَعُ الْوُدَعَاءَ

وَيَضَعُ
الأَشْرَارَ إِلَى الأَرْضِ [6].

v 
تشير الكلمات "ليأت
إلى" إلى إعطاء حرية الاختيار مثل "ليتقدس اسمك" "ولتكن
مشيئتك" وكما توضح هاتان الفقرتان حرية الاختيار فإن صلاة العروس "ليأت
إلى" تشير إلى الله مانح ثمار الفضيلة وإلى نزول العريس من أجل حبه للبشرية.
لا يمكن لنا أن ترتفع إلى أعلى السماوات بدون أن ينزل هو إلى الودعاء ويرفعهم (مز 147:
6)، لذلك تنادي النفس التي ترتفع إلى أعلى على الله الذي لا حدود له وتصلي له لكي
ينزل من علياء عظمته حتى يتمكن من يعيشون على الأرض أن يقتربوا منه. وبينما كنت
تتكلم يجيب الرب "هأنذا" (إش 58: 9). سمع الرب ما كان يدور بخلد العروس،
ومنحها سؤل قلبها، وأتى إلى حديقتها عندما كان ريح الجنوب يهب، والتقط ثمار
أطيابها، واِمتلأ بثمار الفضيلة وتكلم عن وليمته قائلاً: "قد دخلْتِ جنتي يا
أختي العروس. قطفت مرّي مع طيبي. أكلت شهدي مع عسلي. شربت خمري مع لبني. كلوا أيها
الأصحاب اِشربوا واِسكروا أيها الأحباء" [ع1]. هل ترى الآن كيف تفوق عطية
العريس على ما تطلبه العروس؟ أرادت العروس ينابيع من الأطياب في حديقتها وأن يهبّ
على نباتاتها ريح الجنوب في منتصف النهار، وأن ينال راعي الحديقة الثمار التوتية
حسب اختياره. يتضح أن كل رائحة طيبة تُدخل السرور عند شمِّها، بينما الثمار
التوتية المختارة ليست في مستوى الخبز كغذاء صحي للجسم. غيّر العريس الثمار إلى
أنواع أفضل عندما نزل إلى حديقة. ثم جمع منها المرّ والأعشاب العطرة. ويتبعني
النبي بكل ما هو جميل في العريس (زك 9: 17). جعل العريس الأشجار تُنتج الخبز الذي
خلطه بعسله بدلاً من الثمار التوتية المختارة. (هنا يوجد تقرير نبوي وهو عسل
العريس وغيره من المسرات. وتخلط الخمر المشتقة من الأشجار بمثل هذه الثمار، بها!
إن التمتع بالإضافة إلى عطر ثمرة العروس هو المرّ المتحد مع الأعشاب العطرة. إنها
تُميت أعضائنا الأرضية وتبقى وتنقي الحياة وتجعلها عطرة من أطياب الفضيلة المختلفة
[5].

القديس
غريغوريوس أسقف نيصص

أَجِيبُوا
الرَّبَّ بِحَمْدٍ.

رَنِّمُوا
لإِلَهِنَا بِعُودٍ [7].

الْكَاسِي
السَّمَاوَاتِ سَحَابًا

الْمُهَيِّئِ
لِلأَرْضِ مَطَرًا

الْمُنْبِتِ
الْجِبَالَ عُشْبًا [8].

الْمُعْطِي
لِلْبَهَائِمِ طَعَامَهَا

لِفِرَاخِ
الْغِرْبَانِ الَّتِي تَصْرُخُ [9].

"والآن
هكذا يقول الرب خالقك يا يعقوب وجابلك يا إسرائيل: لا تخف لأني فديتك، دعوتك باسمك،
أنت لي" (إش 43: 1).

v  لا
يحصي سفر العدد الطاهر والمقدَّس الذين يهلكون، بل جميع الذين يخلصون. أتريد
الدليل على أن عدد القدِّيسين محصي لدى الله؟ اسمع ما يقوله داود النبي عن كواكب
السماء: "يحصي (الله) عدد الكواكب، يدعو كلها بأسماء" (مز 147: 4). لم
يكتف المخلِّص بتحديد عدد التلاميذ الذين اختارهم، وإنما قال أيضًا أن شعورهم
محصاة (مت ١٠: ٣٠)… وهو لا يقصد بذلك الشعور التي
نقُصها بمقصٍ، ونلقي بها في "الزبالة"… إنما قوَّة النفس وكثرة
الأفكار التي تنبع عن قوة الإدراك والفهم[6]
.

العلامة
أوريجينوس

v  يقول:
"وانظروا إلى طيور السماء"، ولم يقل: لأنها لا ترتبك بأمور الحياة ولا
تقيم أسواقًا للتجارة، لأنها من البديهي لا تحدث. لكن ماذا قال؟ إنها لا تزرع ولا
تحصد.

ورُبّ
قائل: ماذا إذن، ألا يجب علينا نحن أن نزرع؟ الرب لم يقل ذلك. ولا يحبنا أن نمتنع
عن الزراعة، بل أن نمتنع عن الاهتمام. وهذا لا يعني أن نكف عن العمل، بل أن يكف
المرء عن ضيق الأفق ويربك نفسه بالهموم. لأنه يأمرنا أيضًا أن نأكل، لكن دون
"أن نهتم" وداود أيضًا منذ القديم يقول بشكل سري "تفتح يدك فتُشبع
كل حي رضًى" (مز 145: 16). وأيضًا "المُعطي البهائم طعامها، ولفراخ
الغربان التي تدعوه" (مز 147: 9)
[7].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

لاَ يُسَرُّ
بِقُوَّةِ الْخَيْل.

لاَ يَرْضَى
بِسَاقَيِ الرَّجُلِ [10].

يَرْضَى
الرَّبُّ بِأَتْقِيَائِهِ بِالرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ [11].

سَبِّحِي
يَا أُورُشَلِيمُ الرَّبَّ.

سَبِّحِي
إِلَهَكِ يَا صِهْيَوْنُ [12].

لأَنَّهُ
قَدْ شَدَّدَ عَوَارِضَ أَبْوَابِك.

بَارَكَ
أَبْنَاءَكِ دَاخِلَكِ [13].

الَّذِي
يَجْعَلُ تُخُومَكِ سَلاَمًا

وَيُشْبِعُكِ
مِنْ شَحْمِ الْحِنْطَةِ [14].

يُرْسِلُ
كَلِمَتَهُ فِي الأَرْض.

سَرِيعًا
جِدًّا يُجْرِي قَوْلَهُ [15].

الَّذِي
يُعْطِي الثَّلْجَ كَالصُّوفِ

وَيُذَرِّي
الصَّقِيعَ كَالرَّمَادِ [16].

يُلْقِي
جَمْدَهُ كَفُتَاتٍ.

قُدَّامَ
بَرْدِهِ مَنْ يَقِفُ؟ [17]

يُرْسِلُ
كَلِمَتَهُ فَيُذِيبُهَا.

يَهُبُّ
بِرِيحِهِ فَتَسِيلُ الْمِيَاهُ [18].

يُخْبِرُ
يَعْقُوبَ بِكَلِمَتِهِ

وَإِسْرَائِيلَ
بِفَرَائِضِهِ وَأَحْكَامِهِ [19].

لَمْ
يَصْنَعْ هَكَذَا بِإِحْدَى الأُمَمِ

وَأَحْكَامُهُ
لَمْ يَعْرِفُوهَا. هَلِّلُويَا [20].

١٤٧:
٤

يرى بعض
الآباء أن "الكواكب" تشير إلى المؤمنين الحقيقيين الذين يضيِئون ببهاء
المسيح الساكن فيهم في جلد السماء (تك ٢٢: ١٧)، وكما يقول
دانيال النبي: "الفاهمون يضيئون كضياء الجلد، والذين ردوا كثيرين إلى البرّ
كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا ١٢: ٣)؛ هؤلاء محصيون أمام
الله ومعروفون بأسمائهم.

v      
لا يحصي
سفر العدد الطاهر والمقدس الذين يهلكون، بل جميع الذين يخلصون. أتريد الدليل على
أن عدد القديسين محصي لدى الله؟ اسمع ما يقوله داود النبي عن كواكب السماء:
"يحصي (الله) عدد الكواكب، يدعو كلها بأسماء" (مز 147: 4). لم يكتف
المخلص بتحديد عدد التلاميذ الذين اختارهم، وإنما قال أيضًا أن شعورهم محصاة (مت
١٠: ٣٠)… وهو لا يقصد بذلك الشعور التي نقصها بمقصٍ،
ونلقي بها في "الزبالة"… إنما قوة النفس وكثرة الأفكار التي تنبع عن قوة
الإدراك والفهم
[8].

العلامة أوريجينوس

مز 147: 14

v  النشيط
الذي يضاعف غلته يملأ بيدره ويساند أيضاً المحتاجين في زمن العوز. تمتلئ أهراؤه من
كل الخيرات، وخزائنه الداخلية من الكنوز. وآكلوه خبزه يشبعون من الدسم، والشاربون
من إنائه لن يعوزهم الفرح.ومن جميع غلاته يتنعمون إلى الأبد[9].

 القديس
يوحنا الدلياتي

 

 

147: 12-14

+ أمكننا
القول بأن السلام مثل الحياة الأبدية، هو نهاية كل ما نقيمه. لأن مدينة الله التي
كرسنا لها هذا الحديث المطوَّل، قد وُجه إليها الحديث في هذا المزمور المقدس:
"سبيحي يا أورشليم الرب، سبيحي إلهك يا صهيون. لأنه قد أسس أبوابك، بارك
أبنائك وأخلك. الذي جعل تخومك (أي أهدافك) سلامًا…
" أعتقد إني لا أثقل
على قرائي إن تكلمت بأكثر أمعانًا، لأن السلام هو الهدف الأساسي لهذه المدينة التي
أتكلم عنها، السلام له سحره واقتنان عزيز على الجميع.

سلام الجسد
هو نظام أعضاءه المكونة له، وسلام النفس غير العاقلة هو هدوء شهواتها. وسلام النفس
العاقلة هو التوافق المتناغم بين الفكر والتصرف.

السلام بين
النفس والجسد هو الحياة المدبرة والصحة للإنسان الحيّ بكليته.

السلام بين
الإنسان المائت والله هو الطاعة حسب تدبير الناموس الأبدي بالإيمان.

السلام بين
الشعب هو الإتفاق بتدبير حسن.

سلام البيت
هو التدبير المتوافق في نظام بين الساكنين فيه.

سلام
المدينة السماوية، هو التدبير الكامل في تناغم تام للذين في شركة مع اللذين ينعمون
بالله وقناعتهم فيما بينهم في الله.

سلام هذا
كله هو تدبير كل الأمور لوضعها في مكانها اللائق[10].

القديس
أغسطينوس

147: 1

هذا المزمور
على وجه الخصوص يوجد به كلمة "هللوليا" ليس فقط في عنوانه بل وفي مقدمته
أيضًا. لم يقل النبي: "مزمور صالح" بل "الترنم بأغنية مقدسة هو
صالح
"، ليس ترنم بالصوت بل بالقلب. كم من كثيرين أصحاب أصوات صالحة لكنهم
خطاة، فتسبيحهم رديء. من يسبح بالقلب يسبح حسنًا، من يغني للمسيح في ضميره! "التسبيح
لائق
" أن نغني له بأغنية مفرحة. يليق به التسبيح بتسبحة مفرحة لا بالصوت
بل بالضمير الصالح[11]!

القديس
جيروم

ع 3

+ "يشفي
منكسري القلوب
". ها أنتم ترون الآن كيفية إعادة بناء أورشليم. هوذا القلب
المنكسر قد أُصلح! القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله.

"يضمد
جراحتهم
". أنت تجرح قلبك، والرب يضمد جراحته. السامري الذي كان في طريقه
من أورشليم إلى أرى ضمد الجراحات التي تنزف دمًا وكدمات ذاك الذي كان ملقيًا في
الطريق. هذا هو الشخص المناسب الذي قدمه الكتاب المقدس: "يضمد حراحتهم
لأنه قد شفي قلبوهم المنكسرة، وضمد جراحاتهم[12].

القديس
جيروم

ع 4

+ بعد أن
شُفيت جراحاتهم حولهم إلى كواكب. "يحصى عدد الكواكب". بالحقيقة
عددهم كبي. حقًا كثيرون أخطأوا وقد شفاههم. إنه "يحصي عدد الكواكب"
ولا يحصى عدد الجرحى بل الذين قد صاروا كواكب. الرب يحصى عدد اللذين يستحقونه،
مناديًا كل واحد باسمه. إنه يعضد المتواضعين، فيحولهم إلى كواكب". يقول
دانيال النبي إن الأدار يضيؤن كالكواكب، والأئمة يُطرحون إلى أسفل، وبيني البيني
المسرعين إلى الأعالي[13].

القديس
جيروم

ع 7

+ "رنموا
لإلهنا بقيثارة
". للقيثارة وأوتار كثيرة، إذا أحدها لا يمكن العزف عليها.
هكذا الإنسان الصالح، حتى وإن كان قديسًا إن أفقتقر إلى فيصل واحده لا يستطيع أن
يشترك في تقديم تسبحته[14]!

القديس
جيروم

ع 8

+ لو أن
السحب هم الأنبياء والرسل، كيف يمكن أن يكسو السماوات بالرسل والأنبياء؟ السماوات
تمثل الأسرار الإلهية، إذ يُدعى الأسرار الإلهية عن يستحقونها، فهي بالنسبة لهم
مغطاة. من كان مستحقًا لا يقدر أن يدرك التعليم الإلهي، إذ بالنسبة له مُغطي
بالسحب.

"المهيء
للأرض مطرًا
". تحتاج الأرض إلى المطر، ينبوع التعاليم الإلهية، لا تعطي
ثمرًا.

"المنت
الجبال عشبًا
". الكتاب المقدس يدعو إبراهيم جيلاً، وإرميا وإسحق
والأنبياء جبالاً مقدسة. هذه الجبال تضم محاصيلوعشبًا. فالإنسان يحصل على المحاصيل
منهم، والحيوانات تحصل على العشب[15].

القديس
جيروم

ع 9

+ "وأنت
تنقذ الإنسان والحيوانات يارب
". إن كنت حيوانًا بريًا فستحصل على العشب.
وإن كنت إنسانًا فستحصل على محاصيل. يكون لك خلاصك حسب إيمانك. "المنت
الجبال عشبًا والمعطي للبهائم طعامًا
" إن كنت إنسانًا ستحصل على فهم روحي
للأسفار المقدسة. إن كنت بهيمة للحمل تحصل فقط على الحرف مثل اليهود[16].

القديس
جيروم

ع 9

+ لم يذكر
طائر آخر سوى فراخ الغربان وليس الغربان ذاتها. الغراب لا يخلص إنما صغاره
يُنقذون. نحن صغار الغربان لأننا وُلدنا من آباء وثنيين. نحن نقرأ أقوال سليمان
الحكيم: "العين التي تسخر من أبيها أو تحتقر حديث أمها تقورها الغربان في
الوادي
"، يقول الغربان وليس فراخ لاغربان. لأن الإنسان الذي يشبه الغربان
أو يتسم بصفاته لا يمكن أن يخلص. الغراب مبعوث من الفلك لا يعود إليه. كان في
الفلك مع بقية المخلوقات أثناء الطوفان، بعد الطوفان طُرد خارجًا.

نحن إذن
فراخ الغربان، نصرخ غليه ونخلص[17].

القديس
جيروم

ع 10

+ "لا
يُسر بقوة الخيل
". مكتوب في المزامير: "باطل هو الفرس للأمان".
وفي موضع آخر في الكتاب المقدس: "الفرس والمركبة طرحهما في البحر".
كانت الوصية ألا يربي ملك إسرائيل خيلاً. لكن سليمان الذي حصل على مركبات من مصر
صار ضحية للشهوة.

"لا
يرضى بساقي الرجل
". يُسر الرب بالذين يتقونه (يخافونه). خوف واحد يطرد
مخاوف كثيرة. أليس من الأفضل أن تخاف من واحد فلا تخاف الكثيرتين، من أن تخاف
الكثيرتين لكي لا تخاف الواحد؟[18]

القديس
جيروم

ع 12

+ "يشبعك
من أفضل الحنطة
". هل لأورشليم أفضل الحنطة؟ أجب أيها اليهودي. إن كان ليس
لديها، فالضرورة تقتضيه إلى الالتجاء للتفسير الروحي، في تطلعك إلى بقية المزمور.

"سبيحي
يا أورشليم الرب، سبيحي إلهك يا صهيون
" [13]. أورشليم هي رؤية السلام؛
فحيث يوجد تأمل في الله سبح الله. لتمجدي أيتها الكنيسة الرب، لأنكِ بدأتِ أن
تؤمني به، وتقتني السلام، وأيضًا بدأتِ أن تري السلام، أورشليم، رؤية السلام.

إذ أنتِ بالحقيقة
المعرفة وصدقي صهيون قلعة التأمل. سبيحي الرب[19].

القديس
جيروم

ع 13

+ "يحب
الرب أبواب صهيون أكثر من مساكن يعقوب
". تحدثنا عن الأنبياء أنهم أبواب
صهيون… لنرى ما هي عوارض الأبواب. الأنبياء بحق هم عوارض الكنيسة، لا نقرر أن
ندخل الكنيسة إلا من خلالهم.

رفض مرقيون
العهد القديم، لكن بدونه لا يقدر أن يدخل إلى العهد الجديد. من جانب آخر لتقبلوا
الأنبياء ولتدخلوا من خلالهم. لنرى ما هي عوارض الأبواب. "كل الذين جاءوا
قلبي هم سراق ولصوص
". اللهم إلا إذا وهبني الرب. امتياز أن أكون عارضه في
أبواب صهيون[20].

القديس
جيروم

ع 14

+ "ويشبعك
من أفضل الحنطة
". الكلمة الإلهية هي غنى متزايد، تحوي في داخلها كل بهجة.
كل ما تشتهيه تجده فيها. وذلك كما حدث مع اليهود عندما كانوا يأكلون المن كان كل
واحد يتذوق نوع الطعام الذي يشتهيه. كمثال، إن كان جائعًا إلى تفاحة أو كمثرى أو
عنب، أو خبز أو لحم يجد في طعم المن مطابقًا لاشتياقه. ونحن نتقبل في جسد المسيح،
الذي هو كلمة لتعليم الإلهي، أو تفسير الأسفار المقدسة المن حسبما نشتهي. إن كنت
قديسًا تجد فيها انتعاشًا، إن كنت شريرًا تجد فيها كربًا[21].

القديس
جيروم

ع 14

+ "يجع
تخومك سلامًا
". الإنسان الذي ليس في سلام مع أخيه ليس على تخوم أورشليم[22].

القديس
جيروم

ع 15

+ إنه يتحدث
عن الكرازة الإنجيلية التي لتعاليم الرسل، لذلك يكمل فورًا "سريعًا جدًا
يجري قوله
". في كل بقعة سُمعت كلمة، وفي كل العالم بلغت تعاليم الرسل. لا
حظوا سرعة انتشار الكلمة. إنها لم تكتفِ بالشرق، بل أرادت أن تنتشر في الغرب[23].

القديس
جيروم

ع 16

+ تجري كلمة
الله بسرعة وتنتشر كالثلج، والثلج نفسه كالصوف.

لتطرد أيها
الرب دنسي، لتنزع كل ما هو دنيء. هب ثلجك، تقاوتك لأذهان المسيحيين أن نرتدي توبك.
المسيح هو لباسنا. إن أردنا أن نقتنيه كثوبٍ، فلنكن طاهرين كالثلج[24].

القديس
جيروم

ع 17

+ "قدام
برده من يقف؟
" مكتوب أنه في الأيام الأخيرة تبرد محبة الكثيرتين
ليت الله يهبنا ألا يزحف أي برد إلى قلوبنا. إننا لا نرتكب خطية
إلا بعدما نبرد المحبة. لهذا ماذا يقول الرسول؟ "كونوا حارين في الروح.
إلهنا نار آكلة"
. إن كان الله نارًا فهو نار لكي ينزع برد الشيطان.

طبيعة الميت
أنه بارد، وطبيعة الحيّ أنه دافيء. فإن كان أحدًا يصير باردًا ويموت يرسل إليه
كلمته ويذيب (برده)[25].

القديس
جيروم



[1] Cf. Commentary on Job 5: 9: 10.

[2]  Evagrius
of Pontus: Scholia on Ecclesiastes 6: 1: 15.

[3] العظة
اللاهوتية الأولى: عظة رقم 27 عظة تمهيدية ضد أتباع يونيموس، 30.

[4] Prayer of David 4:4:17.

[5] عظة 10 على نشيد الأناشيد ترجمة الدكتور جورج نوّار.

[6] In Lev. hom 1.

[7] عظة ربنا
يسوع المسيح على الجبل.

[8] In Lev. hom 1.

[9] الرسالة الحادية والأربعون،
2 (ترجمة الرب سليم دكاش اليسوعي).

[10]  The city
of God 1. 9: 11, 13.

[11]  Homilies
on Psalms, homily 5.

[12] Ibid.

[13]  Ibid.

[14]  Ibid.

[15] Ibid.

[16] Ibid.

[17] Ibid.

[18] Ibid.

[19] Homilies on Psalms, 57.

[20] Ibid.

[21]  Ibid.

[22] Ibid.

[23] Ibid.

[24] Ibid.

[25] Ibid.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جبع ع

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي