اَلْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالثَّامِنُ وَالأَرْبَعُونَ

هَلِّلُويَا.

سَبِّحُوا
الرَّبَّ مِنَ السَّمَاوَاتِ.

سَبِّحُوهُ
فِي الأَعَالِي [1].

إذ يدعو
المرتل الخليقة كلها لتتهلل مسبحة الرب يبدأ المزمور بقوله: "هللويا. سبحوا
الرب من السماوات، سبحوه في الأعالي؛ سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل
جنوده" (مز 1:148-2). يتغنى الملائكة بالثلاثة تقديسات الواردة في إش 3:6[1]،
أصواتهم عذبة وهادئة[2].

v    
الآن أعرض لكم ظروف الصلاة المختلفة: الطلبة
والشكر والتسبيح
.

في الطلبة
يسأل الشخص الرحمة لأجل خطايانا، وفي الشكر تقدِّم الشكر لأبيك السماوي. وفي صلاة
التسبيح نسبِّح الله لأجل أعماله.

 عندما تكون
في ضيقٍ قدِّم طِلْبًة لله.

 عندما
يعطيك الله عطايا صالحة فلتشكر العاطي.

 عندما
يتهلَّل ذهنك قدِّم لله التسبيح.

لذلك قدِّم
هذه الصلوات بتمييز إلى الله. أنظر إلى داود عندما كان يقول دائمًا: "في
منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برّك" (مز 119: 62). وفي مزمور آخر يقول
داود: "هلِّلويا، سبِّحوا الرب من السماوات، سبِّحوه في الأعالي" (مز
148: 1). وفي مزمور آخر: "أبارك الرب في كل حين. دائمًا تسبحته في فمي"
(مزمور 34: 1)، لذلك لا تستعمل نوعًا واحدًا من الصلاة، ولكن استخدم كل الأنواع في
أوقات متفرِّقة[3].

القدِّيس
أفراهاط

سَبِّحُوهُ
يَا جَمِيعَ مَلاَئِكَتِهِ.

سَبِّحُوهُ
يَا كُلَّ جُنُودِهِ [2].

v  إن
أردت أن تعرف شيئًا عن الشاروبيم والسيرافيم اسمع التسبحة السرية التي تخص قداسته:
"السماء والأرض مملوءتان من مجده" (إش 6: 3)، إذ يقول داود: "سبحوه
يا كل جنوده" (مز 148: 2).

إن سألتم عن القوات
العلوية تجدون عملهم الوحيد هو تسبيح الله، لكن الآب وحده هو الذي يراه، والروح
القدس.

كيف تقدر طبيعة مخلوقة
أن تعاين الطبيعة غير المخلوقة؟

إن كنا لا نقدر مطلقًا
أن نشاهد أية قوة روحية حتى المخلوقة مثل الملائكة، فكم بالأحرى لا نقدر أن نرى
الجوهر الروحي غير المخلوق، لذلك يقول بولس: "الذي لم يره أحد من الناس ولا
يقدر أن يراه" (1 تي 6: 16). هل هذه الخاصية تخص الآب وحده دون الابن؟ حاشا
لنا أن نفكر هكذا! إنما تخص الابن أيضًا. لكي تعرف هذا، اسمع بولس الذي يقول عنه
ذات الأمر: "صورة الله غير المنظور" (كو 1: 15). فإن كان هو صورة غير
المنظور يلزم أن يكون غير منظور، وإلا فلا يكون صورته[4].

القديس
يوحنا الذهبي الفم

v 
إن أردت أن تعرف شيئًا عن الشاروبيم والسيرافيم
اسمع التسبحة السرية التي تخص قداسته: "السماء والأرض مملوءتان من مجده"
(إش 6: 3)، إذ يقول داود: "سبحوه يا كل جنوده" (مز 148: 2).

إن سألتم عن القوات
العلوية تجدون عملهم الوحيد هو تسبيح الله، لكن الابن وحده هو الذي يراه، والروح
القدس.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى ياهص 2

كيف تقدر طبيعة مخلوقة
أن تعاين الطبيعة غير المخلوقة؟

إن كنا لا نقدر مطلقًا
أن نشاهد أية قوة روحية حتى المخلوقة مثل الملائكة، فكم بالأحرى لا نقدر أن نرى
الجوهر الروحي غير المخلوق، لذلك يقول بولس: "الذي لم يره أحد من الناس ولا
يقدر أن يراه" (1 تي 6: 16). هل هذه الخاصية تخص الآب وحده دون الابن؟ حاشا
لنا أن نفكر هكذا! إنما تخص الابن أيضًا. لكي تعرف هذا، اسمع بولس الذي يقول عنه
ذات الأمر: "صورة الله غير المنظور" (كو 1: 15). فإن كان هو صورة غير
المنظور يلزم أن يكون غير منظور، وإلا فلا يكون صورته[5].

القديس يوحنا
الذهبي الفم

سَبِّحِيهِ
يَا أَيَّتُهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ.

سَبِّحِيهِ
يَا جَمِيعَ كَوَاكِبِ النُّورِ [3].

v  هلموا
لننظر ماذا يقول لنا الكتاب المقدس أيض
ًا عن الله.
تارة يقول: "ليس الله إنسان
ًا فيكذب،
ولا ابن إنسان فيندم"
(عد 23: 19)، وتعرفنا هذه الآية أن الله ليس
إنسان
ًا. تارة أخرى
يقول أن الله إنسان
ًا: "فاعلم في قلبك أنه كما يؤدب الإنسان
إبنه قد أدبك
الرب إلهك"
(تث 8: 5). إذًا، فعندما يتحدث الكتاب
المقدس عن لاهوت الرب، يقول أنه "ليس إنسان
ًا"، وأن:
"ليس لعظمته استقصاء
" (مز
145 :3). وأنه "مهوب
على كل الآلهة"
(مز 96: 4). ويقول أيضاً: "سبحوه يا جميع
ملائكته. سبحوه يا كل جنوده. سبحيه أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب
النور"
(مز 148: 2-3)[6].

العلامة أوريجينوس

v  رأى
يوسفُ حُلمًا آخر، أخُبَر به أباه وأَمه: أنَ الشمسَ والقمرَ وأحَدَ عشَر نجمًا
كانوا ساجدين له! "( راجع تك 9:37)، لهذا وبَّخه أبوه قائلاً" ما هذا
الحُلم الذي حلُمتَ؟ هل نأتي أنا وأمك واخوتك لنسجد لك إلى الأرض؟ "(تك 10:37).
فَغيرَ يسوع المسيح، مَن يسجد أمامَه أبواه واخوته إلى الأرض؟ فقد سجد يوسف
والعذراء مريم أم يسوع مع التلاميذ قدامَّه، واعترفوا بالله الحقيقي في هذا الجسد،
الذي كُتب عنه وجده "سبحَّيه يا أيتها الشمس والقمر، سبحَّيه يا جميع كواكب
النور" (مز 3:148) أيضًا ما معنى انتهار الأب، إلا قسوة شعب اسرائيل؟ الذي
يأتي منهم المسيح بحسب الجسد، لكنهم اليوم لا يؤمنون أنه الله، وليسوا مستعدين أن
يسجدوا له لصفته ربهم؛ لأنهم كانوا يعلمون أنه وِلدَ منهم، وقد سمعوا إجاباته
لكنهم لم يفهِموها. وهو أنفسهم قرأوا أن الشمس والقمر يسبحانه، لكنهم رفضوا أن
يؤمنوا أن هذا قيل إشارةً إلى المسيح، لهذا كان يعقوب مخطِئًا بخصوصِ الرمز الذي
يشير إلى آخر، لكنه لم يخطئ في الحب الذي ينبع من ذاته. ففيه لم ينحرف الحب
الأبوي، لكن كان الاستدلالُ على عاطفةِ شعٍب سيضِّل![7]

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بمهال 1

القديس
أمبروسيوس

سَبِّحِيهِ
يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ

وَيَا
أَيَّتُهَا الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ [4].

لِتُسَبِّحِ
اسْمَ الرَّبِّ

لأَنَّهُ
أَمَرَ فَخُلِقَتْ [5].

v 
المسيح صنع كل الأشياء… لا
بمعنى أن الآب تنقصه قوة لخلق أعماله إنما لأنه أراد أن يحكم الابن على
أعماله، فأعطاه الله رسم الأمور المخلوقة، إذ يقول الابن مكرمًا أبيه: "لا يقدر الابن أن يعمل
شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل.
لأنه مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك"
(يو

5: 19). وأيضًا: "أبي
يعمل حتى الآن وأنا
أعمل" (يو 5: 17). فلا يوجد تعارض في العمل إذ يقول الرب في الأناجيل: "كل ما هو لي
فهو لك. وما هو لك فهو ل
ي" (يو 17: 10).

هذا نعلمه بالتأكيد من
العهدين القديم والجديد،
لأن الذي قال: "نعمل
الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1:
26) بالتأكيد تكلم مع أقنوم
معه.

وأوضح من هذا
كلمات المرتل
:
"هو
قال فك
انت، وهو أمر
فخُلقت" (مز 148:
5). فكما لو أن
الآب أمر وتكلم و
الابن صنع كل شيء كأمر
الآب…[8]

القديس كيرلس الأورشليمي

وَثَبَّتَهَا
إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ

وَضَعَ
لَهَا حَدًّا فَلَنْ تَتَعَدَّاهُ [6].

سَبِّحِي
الرَّبَّ مِنَ الأَرْضِ

يَا
أَيَّتُهَا التَّنَانِينُ وَكُلَّ اللُّجَجِ [7].

النَّارُ
وَالْبَرَدُ الثَّلْجُ وَالضَّبَابُ

الرِّيحُ
الْعَاصِفَةُ الصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ [8].

v 
تقول العروس الآن لريح
الجنوب: "هبي على جنتي"، لأن عريسها جعلها أمًا للحدائق: ويشمل النص
حدائق وينبوع. من أجل هذا يرغب العريس لحديقته، الكنيسة، التي تمتلئ بالأشجار
الحيّة، أن تهب عليها هذه الريح، لكي تحمل منها روائح عطورها. ويقول النبي:
"الريح
العاصفة الصانعة كلمته" (مز
8:148). تزينت العروس بزينة الملكة البهية، وغيّرت النهيرات التي تفيض عطرًا إلى
شيء أكثر جمالاً، فجعلتها تفيض من أشجار الحدائق بواسطة قوة الروح القدس. ويمكننا
بهذه الصورة أن نتعلم الفرق بين العهدين القديم والجديد: يمتلئ نهر النبوة بالمياه
بينما تمتلئ أنهار الإنجيل بالعطر. وكان نهر القديس بولس يحمل رائحة المسيح
العطرة، ويفيض من حديقة الكنيسة بواسطة الروح القدس. والأمثلة الأخرى كيوحنا،
ولوقا ومتى ومرقس وجميع الرسل الآخرين كلهم يرمزون إلى نباتات نبيلة في حديقة
العروس، وعندما تهب عليها في منتصف الظهيرة تصير ريح الجنوب جميعا ينابيع عطور
لرائحة الأناجيل الذكية
[9].

القديس
غريغوريوس أسقف نيصص

الْجِبَالُ
وَكُلُّ الآكَامِ الشَّجَرُ الْمُثْمِرُ وَكُلُّ الأَرْز [9].

v  ِ بعد هذا
يعلمنا السيد ألا نسعى أبدًا إلى زخرفة مثل هذه على الإطلاق. انظروا على الأقل
غايته من هذا الإرشاد: أن تنظر إلى النهاية. فإن هذه الزهور الباهرة الجمال
"تُطرح في التنور(الفرن)" فإن كان الله قد أظهر عناية فائقة جدًا بأشياء
وضيعة عديمة النفع والقيمة، فكيف لا يهتم بكم أنتم أكثر من كل المخلوقات الأخرى؟.
وما السبب أنه يخلقها بهذا الجمال؟ أليس ليُظهر مدى حكمته وامتياز قدرته، لنتعلم
ونعرف مجده في كل شيء. أو ليست السماوات "تحدث بمجد الله" (مز 19: 1)
والأرض أيضًا، وهذا ما أعلنه داود المرنم حين قال "سبح الرب أيها الشجر
المثمر وكل الأرز" (مز 148: 9). لأن البعض بثمارها، والبعض الآخر بعظمتها
والبعض بجمالها، يرسلون التسبيح إلى الذي صنعهم. وتلك أيضًا علامة على الامتياز
الفائق للحكمة، انه حتى مع الأشياء التافهة جدًا (وهل هناك ما هو أتفه من شيء يوجد
اليوم ويزول غدًا؟) فإن الله يسكب جمالاً باهرًا كهذا. فإن كان قد أعطى العشب ما
لا يحتاجه (لأنه ما فائدة الجمال في إشعال النيران؟) كيف لا يعطيكم أنتم ما
تحتاجونه؟ إن كان أكثر الأشياء تفاهة قد أضفى الله عليه هذا الرونق الرائع. ولم
يفعل ذلك لاحتياج تلك الأشياء لهذا الرونق، بل لسخائه. فكيف بالحري يكرمكم وأنتم
أكرم المخلوقات في أموركم الضرورية؟
[10]

القديس
يوحنا الذهبي الفم

الْوُحُوشُ
وَكُلُّ الْبَهَائِمِ

الدَّبَّابَاتُ
وَالطُّيُورُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَة [10].

ِمُلُوكُ
الأَرْضِ وَكُلُّ الشُّعُوبِ

الرُّؤَسَاءُ
وَكُلُّ قُضَاةِ الأَرْضِ [11].

الأَحْدَاثُ
وَالْعَذَارَى

أَيْضًا
الشُّيُوخُ مَعَ الْفِتْيَانِ [12].

v  لنسرع
جميعًا بنعمة الله إلى سباق الطهارة، شبابًا وعذارى، شيوخًا وأطفالاً (مز 148:
12). لنسبح اسم المسيح بعيدين عن الشراهة، ولا ننكر مجد العفة. إنها إكليل ملائكي،
وفضيلة تسمو بالإنسان
[11].

القديس كيرلس الأورشليمي

لِيُسَبِّحُوا
اسْمَ الرَّبِّ

لأَنَّهُ
قَدْ تَعَالَى اسْمُهُ وَحْدَهُ.

مَجْدُهُ
فَوْقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ [13].

وَيَنْصِبُ
قَرْنًا لِشَعْبِهِ

فَخْرًا
لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ

الشَّعْبِ
الْقَرِيبِ إِلَيْهِ. هَلِّلُويَا [14].



[1] Hul. 91b.

[2] Sifre 1:58.

[3] Demonstrations, 4:17 (On Prayer). ترجمة الدكتور صفوت منير

[4] In Joan، hom 15: 1،2.

[5] In Joan، hom 15: 1،2.

[6] عظات
للعلامة أوريج
ينوس على  سـفر إرميا ترجمة جاكلين
سمير كوستى، 18: 6.

[7] Joseph 3:8.

[8] مقال 11: 23.

[9] نشيد الأناشيد للقديس غريغوريوس أسقف نيصص، تعريب الدكتور جورج نوّار،
عظة
10.

[10] عظة ربنا
يسوع المسيح على الجبل.

[11] مقال 12: 34.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي