الأَصْحَاحُ
الأَوَّلُ

الله يبارك ويملأ كنيسته

 

(1)
التحية الرسولية (ع 1، 2):

1بُولُسُ،
رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، إِلَى الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ
فِى أَفَسُسَ، وَالْمُؤْمِنِينَ فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ، 2نِعْمَةٌ لَكُمْ
وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.

 

ع1: القديسين : المخصصين للمسيح أى المؤمنين المسيحيين.

إختار الله بولس ليكون خادمًا له كما أعلن لحنانيا (أع 9:
15)، ويرسل هذه الرسالة إلى المسيحيين فى أفسس.

 

ع2
:
يرسل بولس تمنياته لكنيسة
أفسس بعمل النعمة الإلهية فيهم، وتشمل كل البركات التى يلخصها فى السلام الذى يشمل
قلوبهم، وهذه البركات ينالونها من الآب والابن فيظهر مساواة الأقانيم معًا.

?       ليتك تبدأ كلامك مع الآخرين بتمنيات البركة لهم أو كلمات المديح فتفرح
قلوبهم ويكونون بهذا مستعدين لسماع باقى كلامك.

 

(2)
القداسة والتبنى (ع3-5):

3مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو
رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِى بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِى
السَّمَاوِيَّاتِ فِى الْمَسِيحِ، 4كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ
الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ، وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِى الْمَحَبَّةِ،
5إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّى بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ
مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ.

 

ع3: مبارك
:
مستحق الحمد والشكر

أبو
ربنا
: يتكلم عن الآب الذى خلقنا وأعطانا كل البركات، وعن المسيح
ابنه المتجسد لفدائنا. فهو يتكلم عن أقنومى الآب والابن.

فى
السماويات
: البركات الروحية التى أعطاها للسمائيين ويعطينا منها على
الأرض.

فى
المسيح
: هذه البركات ننالها من خلال المسيح الفادى، وهى تشمل
الأسرار المقدسة وكل عمل الروح القدس فى الكنيسة.

يبدأ بولس حديثه بشكر الله على البركات الروحية التى وهبها
للمؤمنين فى الكنيسة.

 

ع4
:
اختارنا : بسابق
علم الله ومحبته يعرف من سيؤمنون بالمسيح، فقبل أن يخلقنا اختارنا ليعطينا بركاته،
وهذا يولد فينا الاتضاع لأنه هو سبب بركتنا وليس نحن.

فيه
: فى المسيح الفادى الذى سنؤمن به وننال الخلاص.

قبل
تأسيس العالم
: أى فى نية الله حتى قبل أن يخلق أى إنسان، فهو يحبنا ويريد
أن يباركنا.

قديسين
: مخصصين لمحبته وحياة القداسة والبر معه.

بلا
لوم
: بلا خطية فنحيا فى نقاوة.

فى
المحبة
: محبة الله التى خلقتنا وتهبنا وتساعدنا على القداسة.

يوضح بولس الرسول سبباً ثانياً لشكر الله وهو محبته الظاهرة
فى اختيارنا قبل أن يخلقنا لنكون أولاده ومقدسين فيه. فغرض وجودنا فى الحياة هو
القداسة والتمتع بعشرة الله.

 

ع5: عيننا
للتبنى :
إختارنا لنصير له أبناء أحباء.

بيسوع
المسيح
: أما هذه البنوة فأساسها الإيمان بابنه الوحيد يسوع المسيح
والميلاد الثانى من المعمودية.

حسب
مسرة مشيئته
: فالله يفرح ببنوة أولاده وانتسابهم له وطاعتهم ومباركتهم.

هدف الله من اختياره لنا ليس فقط أن يخلصنا من خطايانا وحكم
الموت، بل أن نصير أبناءه فنتمتع بكل بركات أبوته.

?       ما أعظم نعمة البنوة التى وهبها لنا الله، فليتنا نستخدمها فى الإقتراب
إليه والتمتع بعشرته، وفى نفس الوقت نبتعد عن شرور العالم بحفظ وصاياه وقطع أسباب
الخطية مهما كانت سائدة فى العالم أو محببة لنا.

(3)
نعم الله للمفديين (ع6-11):

6لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِى أَنْعَمَ بِهَا
عَلَيْنَا فِى الْمَحْبُوبِ، 7الَّذِى فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ
الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، 8الَّتِى أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ
حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، 9إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ
الَّتِى قَصَدَهَا فِى نَفْسِهِ، 10لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ، لِيجْمَعَ
كُلَّ شَىْءٍ فِى الْمَسِيحِ، مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِى
ذَاكَ 11الَّذِى فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ
قَصْدِ الَّذِى يَعْمَلُ كُلَّ شَىْءٍ حَسَبَ رَأْىِ مَشِيئَتِهِ،

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ى َيَدَالَةَ َ

 

ع6: حينما نصير أبناء الله بالتبنى فهذا يجعلنا نسبحه ونشكره
ونمدح نعمته المجيدة، تلك التى أنعم بها علينا إكرامًا للمسيح. ففى وقت العماد فى
الأردن وفى وقت التجلى كان "المحبوب" هو اللقب الذى لقبه به الآب
"هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (مت17: 5). فالآب قد أحب الابن
وباتحادنا بالابن أصبحنا نحن أيضًا محبوبين من الآب فأجزل علينا نعمته.

 

ع7،
8:
حكمة : التصرف الحسن فى
الوقت المناسب.

فطنة
: مهارة

الله تمم لنا الفداء بدم المسيح وبهذا الفداء صار لنا غفران
الخطايا. هذا الفداء المجانى أظهر لنا وفرة محبة الله الصادرة عن كنوزه التى لا
تحصى، وقد أعطتنا هذه النعمة أيضاً بسخاء الحكمة والفطنة.

 

ع9: قصدها
فى نفسه
: رغبته فى فداء البشرية ببذل نفسه عنها.

الحكمة والفطنة الى أنعم الله بهما علينا جعلت فى مقدرتنا أن
نعرف قصد الله وهو فداء شعبه، وهذا القصد أُخفِىَ فى الأزمنة السابقة، ولكنه
أُعلِنَ الآن بفضل نعمته والحكمة والفطنة التى منحنا إياها. وهذا القصد والتبرير
كان بدون مشورة أحد.

 

ع10: ملء
الأزمنة
: الزمن الذى تجسد فيه المسيح.

رتب الله الأزمنة والأوقات لإجراء مقصوده وهو إتمام سر الفداء
ليجمع المؤمنين أعضاء جسد المسيح، فالمسيح هو رأس الجميع، وهو رأس الكنيسة، ولتتم
المصالحة بدم الصليب بين الأرضيين والسمائيين.

 

ع11: الذى
فيه
: أى فى المسيح.

نصيباً
: الله يعطينا نصيبًا فى كنيسته من خلال الأسرار المقدسة وعمل
الروح القدس فينا.

معينين
سابقًا
: بتدبير محبة الله الأزلية لنا.

الذى
يعمل كل شئ
: الله العامل فى كل أولاده.

رأى
مشيئته
: وهى أبوته التى دبرت خلاصنا.

الله يحبنا منذ الأزل ودبر خلاصنا فى ملء الزمان بالفداء على
الصليب، وننال هذاالخلاص فى الكنيسة بنعمة الروح القدس من خلال الأسرار المقدسة
وكل الأمور الروحية.

?       ليتنا نشكر الله كل يوم على ما نناله فى حياتنا الروحية والجسدية حتى نشعر
بقيمة عطاياه ونتمتع بها أكثر وأكثر.

 

(4)
الروح القدس لكل المؤمنين (ع 12-14):

12لِنَكُونَ لِمَدْحِ
مَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ قَدْ سَبَقَ رَجَاؤُنَا فِى الْمَسِيحِ. 13الَّذِى
فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ
خَلاَصِكُمُ، الَّذِى فِيهِ أَيْضًا، إِذْ آمَنْتُمْ، خُتِمْتُمْ بِرُوحِ
الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، 14الَّذِى هُوَ عَرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ
الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ.

 

ع12: هذه العطايا منحنا الله إياها لتكون واسطة لحمد وتسبيح عظمته.
"ونحن" هنا تعود على المؤمنين المسيحيين من أصل يهودى الذين كان لهم
المواعيد فآمنوا بالمسيح الموعود به فى كتبهم، فقد تعلموا من نبوات العهد القديم
أن يتوقعوا مجئ المسيح.

 

ع13: الذى
فيه
: أى فى المسيح.

أيضاً
أنتم
: المؤمنون من الأمم.

كلمة
الحق
: الإنجيل بكل ما يتضمنه من تعاليم هو حق وليس فيه شئ من
التقاليد اليهودية أو الفلسفة اليونانية وهو الحق الذى أتى بالخلاص.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر المزامير 98

ختمتم
: بإيمانكم بالمسيح قد وسمكم الله بأنكم مخصصون له ونلتم سكنى
الروح القدس فيكم بسر الميرون.

يخاطب بولس المسيحيين فى أفسس الذين من أصل أممى ويقول لهم
أنهم عندما قبلوا البشارة بالإنجيل وآمنوا بها استحقوا أن ينالوا حلول الروح القدس
الدائم فيهم.

 

ع14: عربون
ميراثنا
: العربون هو جزء من الثمن يدفع مقدمًا، ويشير إلى البركات
الروحية التى ننالها فى الكنيسة فهى عينة مما سنناله من أمجاد وبركات فى السماء.

المقتنى
: المؤمنين بالمسيح الذين اقتناهم بدمه.

يوضح بولس أن ما يناله المؤمنون فى الكنيسة من الروح القدس فى
شكل أسرار الكنيسة ووسائط النعمة مثل الصلوات والتأملات فى الكتاب المقدس هو عربون
ما سنناله بالأبدية، ومن أجل هذه البركات التى يهبها لشعبه الذى اقتناه بدمه أى
كنيسته، نشكره ونمجده من أجل هذه العطايا.

?       الروح القدس يعمل فى الكنيسة ومستعد أن يعطيك حسبما تريد، وعلى قدر
التصاقك بالكنيسة وخضوعك لعمل الروح القدس ستتمتع به، بل تذوق لحظات من المشاعر
الروحية أعلى من لحظات هذا الزمن إذ هى نور صغير من الأبدية تراه على الأرض.

 

(5)
الإيمان يرشدنا إلى الله (ع 15-19):

15لِذَلِكَ أَنَا أَيْضًا،
إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ
جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، 16لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ
فِى صَلَوَاتِى، 17كَىْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو
الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِى مَعْرِفَتِهِ، 18مُسْتَنِيرَةً
عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ
غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِى الْقِدِّيسِينَ، 19وَمَا هِىَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ
الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ.

 

ع15،
16:
القديسين :
المؤمنين

سمع بولس بإيمان كنيسة أفسس ومحبتها لكل المؤمنين، لذا فهو
دائماً يشكر الله لأجل ما أجزل لهم من عطايا روحية، ويصلى طالباً لهم كل الخيرات.

 

ع17: إله
ربنا يسوع
: بالطبع ليس الآب إلهًا للابن فالإثنان واحد فى الجوهر ولكن
التعبير هنا معناه أن المسيح فى تجسده وعندما حمل إنسانيتنا صار خاضعاً للآب، ولا
يقصد بولس الانقاص من لاهوت السيد المسيح إذ هو نفسه قال "عظيم هو سر التقوى
الله ظهر فى الجسد… كرز به بين الأمم، أومِنَ به فى العالم رفع فى المجد"
(1 تى 3 : 16).

روح
الحكمة
: أى الروح القدس المميز لكل شئ.

الإعلان
فى معرفته
: أى كشف حقائق عن الله للإنسان المؤمن وبيان عمله فى
خليقته.

يجمع بولس فى هذه الآية الأقانيم الثلاثة، فالآب أرسل ابنه فى
صورة الضعف ليفدى البشرية ثم يرفعها فيه إلى المجد السماوى، وينبثق منه الروح
القدس الذى يربط المؤمنين بالله.

 

ع18: مستنيرة
عيون أذهانكم
: تؤمنون وترون ما لا تراه العيون البشرية.

رجاء
دعوته
: الرجاء فى ملكوت السموات الذى ينادى به الإنجيل.

غنى
مجد ميراثه
: عظمة الأمجاد الأبدية.

القديسين
: المؤمنين.

يطلب الرسول للمسيحيين فى أفسس أن يؤمنوا بالبشارة، فيروا
بعين الإيمان الرجاء فى الأبدية وأمجادها العظيمة التى يهبها الله لكل المؤمنين
به.

 

ع19: يظهر الرسول مدى قوة الروح القدس العامل فى المؤمنين ويعبر عن
قوته بالكلمات عظمة… الفائقة… شدة، ليبين قوة الروح القدس فى مساندة الإنسان
ليترك خطاياه ويرتبط بالله ويحبه وينمو فى معرفته.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نرساي ي

?       بدون الصلاة وطلب معونة الله لا يقدر العقل البشرى أن يفهم أمور الله،
فكما يقول الآباء، الذى لا يحب الصلاة ليس فيه شئ صالح بالمرة. فليتك تسرع إلى
الله فى كل احتياجاتك، بل تهتم أن تسبحه وتشكره فتزداد معرفتك له وأشواق محبتك
إليه.

(6)
الله يملأ كنيسته (ع 20-23):

20الَّذِى عَمِلَهُ فِى
الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِى
السَّمَاوِيَّاتِ، 21فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ،
وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى، لَيْسَ فِى هَذَا الدَّهْرِ فَقَطْ، بَلْ فِى
الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا، 22وَأَخْضَعَ كُلَّ شَىْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ،
وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَىْءٍ لِلْكَنِيسَةِ، 23الَّتِى هِىَ
جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِى يَمْلأُ الْكُلَّ فِى الْكُلِّ.

 

ع20: يمينه
: ترمز للقوة والمجد الكامل الذى ناله المسيح بصعوده إلى
السماوات كنائب عن الجنس البشرى ليفتح الطريق لنا.

يوضح الرسول أن الله بقوة روحه القدوس أقام المسيح وأصعده
ومجده فى السماوات، ليس لتمجيد الإبن فى ذاته، فهو ممجد منذ الأزل مع أبيه، ولكن
باعتباره إنساناً كاملاً، فقيامته ترمز لقيامتنا من الخطية وتشجعنا مهما كنا
بعيدين، فروحه القدوس قادر أن يجذبنا ويقيمنا من ضعفاتنا ويهبنا أمجادًا فى السماء
مع المسيح ربنا.

 

ع21: ليس
فى هذا الدهر فقط بل فى المستقبل أيضاً
أى ليس فقط ما نعرفه
من رؤساء وعظماء فى هذه الحياة بل ما يمكن أن نراه فى الأبدية، فالمسيح فوق الكل.

بصعود المسيح وجلوسه عن يمين الآب ارتفع بإنسانيته فوق كل
درجات الملائكة سواء كانوا "رئاسات" أو "سلاطين" أو
"قوات" أو "سيادات"، فكل الرتب الملائكية صارت تحت سلطان
المسيح. وليس فقط كل رتب الملائكة، بل أيضًا فوق كل سلطان أو قوة فى عالم
المخلوقات كلها فى الدنيا والآخرة.

 

ع22: أخضع
كل شئ تحت قدميه
: والذى تحقيقه الكامل سيتم فى انتصار
المسيح النهائى عند مجيئه الثانى (1كو 15: 24، 25).

بتمجيد المسيح بجلوسه فى العرش السماوى قد صار رأساً فوق كل
شئ، فهو على عرش رئاسة الكون وهو رأس الكنيسة، فقد رفعها إلى أعلى مكان وأصبح من
حقها الجلوس على العرش معه عندما تكمل جهادها، وبذلك أعطاها سلطانًا على كل القوات
الأرضية، فإن تآمروا عليها ذهبت مؤامراتهم باطلاً. وكما جعل الملائكة تخدمها،
وأخضع الشياطين لها "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 18).

 

ع23: ملء
: الكنيسة ممتلئة بعمل الروح القدس فيها.

الذى
يملأ الكل
: الروح القدس يملأ كل احتياجات المؤمن.

فى
الكل
: كل المؤمنين.

الكنيسة هى جسد المسيح فتحيا بحياته وتتمجد بمجده، ويملأها
الروح القدس الذى يملأ كل الإحتياجات فى كل المؤمنين، فهو يملأ الكنيسة كلها لأنه
عندما يتناول المؤمنون جسد المسيح ودمه يتحد بالكل ويملأهم والروح القدس الذى
بداخلهم يعمل فيهم ليملأهم كل حين بحسب تجاوبهم معه.

?       الله يريد أن يملأك ويشبعك بل ويرفعك عن كل شرور العالم. فاعلم أنك لست من
هذا العالم لتترك خطاياك وتنفصل عن كل مجالات الشر لتتمتع بعشرة المسيح، ناظرًا
إلى الملكوت الذى ينتظرك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي