الإصحَاحُ
الْخَامِسُ- الإصحَاحُ السَّادِسُ

لقاء
مع فرعون

إلتقى
موسى بالله خلال العليقة، ثم التقى بهرون فى جبل الله، وخرج الإثنان إلى جميع
الشيوخ وكل الشعب، والآن لا بد أن يدخلا إلى فرعون نفسه ليلتقيا مع الأسد فى
عرينه.

(1)
لقاء داخل القصر

أ –
إذ طلب موسى وهرون من فرعون أن يطلق الشعب ليتعبد له على مسيرة ثلاثة أيام، أى
خلال قوة قيامة الرب، هاج فرعون قائلا: " من
هو الرب حتى اسمع له؟ لا أعرف الرب "
ع 2. أليس هذا هو ذات الروح
الذى نطق به المجمع حين دعى الرسولين بطرس ويوحنا "
وأوصوهما أن لا ينطقا البتة ولا يعلما باسم يسوع "
أع 4: 18.

ب –
ان حديث فرعون هذا: " لا أعرف الرب "
يكشف عن ظلمة الجهل التى يعيش فيها عدو الخير.

ج –
يرى العلامة أوريجانوس فى شكوى فرعون أن موسى وهرون يبطلان الشعب (ع 4) هى شكوى
عدو الخير فى كل جيل، إذ يرى الكثيرون أن تكريس الشباب حياتهم للعبادة والخدمة هو
مضيعة للطاقة البشرية.

(2)
تشديد السخرة

بدلا
من إطلاق الشعب ليعبد الرب شدد فرعون أوامره ضد الشعب لإذلالهم، متهما إياهم أنهم
متكاسلون.

يعلق العلامة أوريجانوس على ذلك قائلا: " حقا قبل أن تعرف
الكرازة لا توجد الضيقات والتجارب، لا تبدأ الحرب قبل أن يبوق بالبوق. لكن ما أن
يبوق بوق الكرازة حتى تعطى العلامة للحرب (الروحية) وتحل الضيقة ".

(3)
تذمر
الشعب:

إذ
تشدد فرعون فى الأمر قال الشعب لموسى وفرعون "
ينظر الرب إليكما ويقضى، لأنكما أنتنتما رائحتنا فى عينى فرعون وفى عيون عبيده حتى
تعطيا سيفا فى أيديهم ليقتلوننا "
ع 21

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عبد الله ه

إذ دخل الخوف قلب الشعب تحولت كلمة الله فى فمى موسى وهرون التى لها
الرائحة الزكية، رائحة حياة للحياة، إليهم رائحة موت لموت (2 كو 2: 15، 16..).

هذا
التذمر ليس علته عنف فرعون وتشديد السخرة، لكنه طبيعة لازمت هذا الشعب طوال سيرهم
فى البرية بالرغم من عناية الله الفائقة لهم.. لذلك يليق بنا فى تذمرنا ألا نلوم
الظروف المحيطة بنا بل قلبنا المملوء خوفا وعدم ثقة فى الله المخلص.

(4)
تأكيدات الرب لموسى:

إذ
تذمر الشعب، صرخ موسى إلى الرب وقال " يا سيد،
لماذا أسأت إلى هذا الشعب؟ لماذا أرسلتنى؟ فإنه منذ دخلت إلى فرعون لأتكلم باسمك
أساء إلى هذا الشعب، وأنت لم تخلص شعبك "
(5: 32، 33).

ما
أجمل أن يدخل الخادم مع الله فى عتاب حين يشعر كأن خدمته قد فشلت، مقدما لله
حسابات عمله؟!

تقبل
الله هذا العتاب واستجاب لمرارة قلب خادمه. إن كان فرعون قد أعلن جهله بالله قائلا
" لا أعرف الرب " (5: 2) فإن
تأكيدات الله المتكررة لموسى هى " أنا الرب
"
(6: 2، 7، 8، 28).

هو الرب الذى عمل فى الآباء قديما إذ ظهر لإبراهيم وإسحق ويعقوب (6:
3)، ويعمل فى الحاضر إذ يسمع أنات شعبه ويخرجهم من تحت الثقل ويحررهم من العبودية
(6: 5، 6)، ويدبر لهم المستقبل فيدخلهم إلى الأرض التى وعد بها (6: 9).

(5)
رؤساء بيت آبائهم:

بعد
أن أكد الرب لموسى أنه يحرر الشعب من العبودية، ذكر الكتاب أسماء بيت آبائهم..
وكأن الرب يريد أن يؤكد أنه ليس فقط يهتم بالشعب كجماعة، لكنه يهتم بكل واحد فيهم
بإسمه. علاقة الله مع شعبه دائما على المستور الحماعى والشخصى فى نفس الوقت، فى
رعايته لهم كجسد السيد المسيح الواحد المقدس، شعرة واحدة من رأس الجماعة لا تسقط
بدون إذنه!

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سبكاي ي

لقد
وجد بعض الآباء معان كثيرة لهذه الأسماء، نذكر على سبيل المثال ما رآه العلامة
أوريجانوس فى أسماء بنى قورح: أسير وألقانة وأبيأساف
(6: 24)، هؤلاء الذين نظموا صلاة تسبحة جميلة بروح واحد منسجم، جاءت مقدمتها: " كما يشتاق الإيل إلى جداول المياة هكذا تشتاق نفسى
إليك يا الله "
مز 42.

 أما سر انسجامهم معا فى الصلاة والتسبيح فهو أن أسير يعنى
" تعليم " وألقانة تعنى " ملكية الله " وأبيأساف فى رأيه ترجع
لليونانية وتعنى مجمع الأب، وكأنه إذ تكون النفس كقورح ويكون لها هؤلاء الأبناء
معا: حب التعليم المستمر، والشعور بالتكريس لله أى فى ملكيته، والأرتباط بروح
الجماعة الواحدة، يفيض فى القلب قصيدة حب وصلاة مقبولة يفرح بها الله.

(6)
أنا أغلف الشفتين:

حاول
موسى أن يعتذر للرب قائلا " كيف يسمعنى فرعون
وأنا أغلف الشفتين؟! "
(6: 2، 30). لكن تأكيدات الرب له " أنا الرب ".. أنا أخلص..

ما
أجمل أن يشعر الإنسان بضعفه الروحى وخطاياه كسر فشل لخدمته، فيقول " أنا أغلف
الشفتين ".. ليست فيهما قداسة لتعمل كلماتى بسلطان ضد إبليس، أو كما يقول
نحميا حين سمع عن أخبار الخدمة المحزنة " أنا
وبيت أبى قد أخطأنا "
(نح 1: 6). لم يلم الظروف ولا الآخرين ولا
نسب لله أنه قد نسى أولاده بل ألقى باللوم على نفسه هو وبيت أبيه لأنهم أخطأوا.

لقد ادرك موسى مفهوم الختان والغرلة على مستوى روحى داخلى، لذا حسب
شفتيه فى حاجة إلى ختان داخلى.. وجاء بعده أرميا يتحدث عن ختان القلب الخفى (أر 4:
4) وختان الأذن (أر 6: 4)، وتحدث معلمنا بولس الرسول فى أكثر وضوح عن الحاجة إلى
الختان الروحى فى المعمودية، حيث يخلع المؤمن أعمال الإنسان القديم ليحمل جدة
الحياة ويكون على صورة خالقه.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر إشعياء Isaiah 65

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي