الإصحَاحُ
الثَّالِثُ عَشَرَ

 

«ثم
عاد بنو إسرائيل يعملون الشر في عيني الرب فدفعهم الرب ليد الفلسطينيين أربعين
سنة، وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمهُ منوح وامرأتهُ عاقر لم تلد،
فتراءَى ملاك الرب للمرأَة وقال لها: ها أنتِ عاقر لم تلدي، ولكنكِ تحبلين وتلدين
ابناً. والآن فاحذري ولا تشربي خمراً ولا مسكراً ولا تأكلي شيئاً نجساً، فها إنكِ
تحبلين وتلدين ابناً ولا يعلُ موسى رأسهُ؛ لأن الصبي نذيراً لله من البطن وهو
يبدأُ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين» (قضاة 1:13-5)

 

نرى
في هذا الإصحاح ولادة شمشون الشهير الذي أقامهُ الله ليخلص لإسرائيل من يد
الفلسطينيين، وكان مختلفاً عن القضاة الآخرين لكونهِ نذيراً للرب أي مفروزاً لهُ
قبل ولادتهِ، وكان ذلك دلالة عَلَى سوءِ حالة إسرائيل أدبياً وابتعادهم عن الله.
كان قانون النذير في إسرائيل أن يفرز ذاتهُ للرب إلى وقت معين، وأما شمشون فكان
نذيراً فوق القانون إذ كان مفرزاً للرب كل حياتهِ، ولكن أي نذير كان شمشون؟ فإنهُ
كان مخصصاً خارجياً فقط وأما في الداخل فكان أضعف الضعفاءِ أدبياً وتاريخهُ غريب
جداً ومحزن للغاية، وقوتهُ الجسدية الفائقة لم تساعدهُ لضبط شهواتهِ، ولم يكن من
جميع المخلصين الذين أقامتهم نعمة الله أحد أقوى منهُ جسداً وأضعف منهُ أدباً، وقد
ارتكب شروراً مهينة ومعيبة لرجل إسرائيلي عامي ليس بمنصب، وأما شمشون هذا الذي كان
نذيراً من بطن أمهِ وهو آخر القضاة المذكورين فقد اجتمعت فيهِ القوة الجسدية
والضعف الأدبي إلى أعظم درجة.

 

كانت
ظروف ولادتهِ غير اعتيادية من كل الأوجه، وكان إسرائيل قد استعبدوا للفلسطينيين
الذين كانوا أظلم وأردأَ جيرانهم أجمع، وقد أُقيم شمشون مخصصاً لتخليص إسرائيل من
يد هؤلاءِ الأعداءِ، ولكنهُ لم يخلصهم. كان شمشون من سبط دان الذي اشتهر أكثر من
غيرهِ بالارتخاء أدبياً كما سيذكر فيما بعد.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر المزامير 26

 

«فدخلت
المرأة وكلمت رجلها قائلة: جاءَ إليَّ رجل الله ومنظرهُ كمنظر ملاك الله مرهب
جدًّا، ولم أسألهُ من أين هو ولا هو أخبرني عن اسمهِ، وقال لي: ها أنتِ تحبلين
وتلدين ابناً، والآن فلا تشربي خمراً ولا مسكراً ولا تأكلي شيئاً نجساً؛ لأن الصبي
يكون نذيراً لله من البطن إلى يوم موتهِ…الخ» (قضاة 6:13-25) وعاد الملاك فظهر
إجابة لصلاة منوح وأوصاهما وصية مدققة من جهة تربية الولد، ووُلد شمشون في الوقت
المعين وباركهُ الرب وابتدأ روح الرب يحركهُ في محلة دان بين صرعة وأشتاول.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي