تَفْسِير
سِفْرُ اَلْمُلُوكِ الثَّانِي

 

إسم السفر:

سفر
الملوك الثاني
2 Kings

الاختصار
: 2مل =
2 KI

هذا
السفر مع السابق كانا في العبرية سفرًا واحدًا، يبدأ بالمملكة في أوج عظمتها في
أيام سليمان رجل السلام وينتهي بالسبي الذي تنبأ عنه موسى النبي (تث49:28). يبدأ
ببناء الهيكل وينتهي بحرقه.

يحتوى
هذا السفر تاريخ قرابة 300 عامًا، تبدأ بأخزيا ملك إسرائيل وموت يهوشافاط حتى
السبي، تضم حياة 19 ملكًا لإسرائيل كلهم أشرار، 19 ملكًا وملكة ليهوذا منهم ثمانية
ملوك صالحين. العجيب أن أفضل الملوك حزقيا ينجب أشر ملوكها منسى (ص21) علامة
المسئولية الشخصية لكل أحد.

 

كاتب السفر:

أرميا
النبى

 +
يظن بعضهم أنه عزرا أو باروخ، لكن جاء في التلمود أن كاتبه هو ارميا النبي وهذا
الأرجح، فيكون قد كتبه بوحي الروح القدس معتمدا علي مستندات سجلات لناثان النبي
وجاد الرائي (1أي 29 : 29) وآخرين.

 

زمن كتابة السفر:

كتب
بينما كان هيكل سليمان قائما (1مل 8 : 8).

 

سمات السفر:

+
قدم لنا فترة مرة من تاريخ شعب الله، فتكررت عبارة "عمل الشر في عيني
الرب" 21 مرة، لكن وسط هذا الظلام نجد إشراقة رجاء، فنجد عبارة "رجل
الله" تتكرر 36 مرة. وسط الأشرار يرسل الله رجاله القديسين يشهدون له [لاحظ
أن إليشع النبي يصنع ضعف معجزات أبيه إيليا].

+
كان سفرا الملوك الأول والثاني في الأصل العبري سفرا واحدا فيهما تاريخ حوادث
لتاريخ يزيد عن 400 سنة وهي المدة من ملك داود الأخير حوالي سنة 1000 ق.م إلى سقوط
أورشليم سنة 586 ق.م.

+
فى سفر الملوك الثاني نجد الحوادث التي جرت بعد انقسام المملكة :

 –
خراب المملكة الشمالية وسقطت عاصمتها السامرة سنة 722 ق.م.

 –
خراب المملكة الجنوبية وسقوط عاصمتها أورشليم سنة 586 ق.م على يد نبوخذنصر ملك
بابل.

 –
سبي شعب اليهود إلى بابل.

 

محور السفر:

 +
اليشع، عبادة الأوثان، ملوك أشرار وملوك صالحون، صبر الله، الدينونة

 +
الاستعداد لمجيء المسيح

 +
الأمة المنقسمة تتعرض للكوارث

 +
لم يشأ أن يستأصلهم

 

اليشع النبي كرمز للسيد المسيح:

 

اليشع

السيد
المسيح

روحين
من إيليا

أعظم
من الأنبياء

استهزاء
صبيان بيت أيل به

خاصته
لم تقبله

النصرة
علي موآب وظهور ماء علي شكل دم

النصر
علي إبليس بمياه معمودية لها قوة الدم

مباركة
الزيت

غني
روحه القدوس

إقامة
ابن الشونمية

واهب
القيامة

إصلاح
المسلوق السام في القدر

الخالق
والمصلح

إشباع
100 رجل بعشرين رغيفا

خبز
الحياة

تطهير
نعمان السرياني من برصه

مطهر
بمياه المعمودية

الحديد
يطفو بإلقاء عود في الماء

بعود
الصليب تتغير طبيعتنا

كشف
خطط ملك آرام

يكشف
حيل إبليس الخفية

نبوته
عن فتح كوي السماء

واهب
المستحيلات

نبوته
لحزائيل أنه سيضطهد المؤمنين

يكشف
عن الضيقات القادمة

 

أهم الشخصيات:

إيليا
– اليشع – الشونمية – ياهو – عزيا – حزقيا – يوشيا

 

أهم الأماكن:

فلسطين

 

مفتاح السفر:

لم
يشأ أن يستأصلهم (13 : 23)

 

غاية السفر:

السبي

 

مضمون السفر:

+
أهم ما نقرأ في هذا السفر:

 –
انتقال إيليا إلى السماء في مركبة نارية "ص2".

 –
خدمة اليشع النبي (1:4 – 7:6).

باستثناء
شاول، فإن كل ملوك يهوذا وإسرائيل مذكورون في سفري الملوك. فإن هذين السفرين
يحكيان قصة الانحدار الخطير في مملكتي إسرائيل ويهوذا.

وتركز
الأصحاحات السبعة عشر الأولى من سفر الملوك الثاني على مملكة إسرائيل الشمالية،
أما الأصحاحات الباقية فهي مخصصة لمملكة يهوذا الجنوبية. وقد ظل رحبعام ملكا على
المملكة الجنوبية مع سبطي يهوذا وبنيامين. وترك أغلبية اللاويين المملكة الشمالية
وظلوا أمناء للعبادة التي حددها الله في الهيكل في أورشليم (1 ملوك 20:12-21).

وفي
الأصحاح الأخير، تعرضت أورشليم للدمار وأحرق الهيكل. وتم سبي السكان وتشتيتهم في
كل أنحاء بابل؛ أما الطبقات الفقيرة الذين سُمح لهم بالبقاء في وطنهم فقد هربوا
إلى مصر آخذين معهم إرميا كرهينة.

وكان
الأنبياء من العلامات المميزة لفترة حكم الملوك. فقد كانوا يكشفون للأمة خطاياها
ويناشدون الشعب بأن يرجعوا إلى الرب وإلا فإنهم سيواجهون الهزيمة والدينونة. وأشهر
نبيين في سفر الملوك الثاني هما إيليا وأليشع. وأخذ أليشع رداء إيليا ونال بركة
مضاعفة من روح إيليا فأجرى 16 معجزة بينما أجرى إيليا ثمان معجزات.

وقد
حكم 19 ملكا على إسرائيل خلال تاريخه الذي استمر 210 سنوات كمملكة منقسمة، ولكن لم
يكن أي منهم عابدا حقيقيا للرب.

وكان
سبطا رأوبين وجاد ونصف سبط منسى يشغلان الأرض على الجانب الشرقي من نهر الأردن على
حدود أرض الموعد وكانوا أول من انهزم أمام الأشوريين (1 أخبار 25:5-26).

وقد
حكم ستة ملوك على إسرائيل خلال ال 18 سنة الأخيرة قبل سقوط السامرة. وأصبح بنو
إسرائيل بالفعل تحت سيطرة الدولة الأشورية وكانوا يدفعون جزية ثقيلة لكي يستمروا
في البقاء. وعندما قام هوشع بقتل فقح أصبح هو الملك التاسع عشر والأخير على
إسرائيل (2 ملوك 30:15).

وفي
السنة التاسعة لهوشع، مات الملك الأشوري تغلث فلاسر، وملك من بعده شملنأسر الخامس.
وانتهز هوشع هذه الفرصة ليعلن استقلاله ويوقف الجزية التي كان يدفعها للأشوريين.
وفي نفس الوقت كان يتوقع أن تسانده مصر للحفاظ على استقلاله. ولكن الملك الأشوري
شلمنأسر صعد على إسرائيل، وبعد حصار دام ثلاث سنوات، سقطت السامرة، وألقي بهوشع في
السجن (2 ملوك 4:17).

وقد
تم سبي معظم الشعب إلى مختلف أنحاء الإمبراطورية الأشورية. وجيء بأسرى آخرين إلى
السامرة، حيث تزاوجوا مع القلة الباقية من الإسرائيليين، وأصبحوا يعرفون
بالسامريين. وكان اليهود يحتقرونهم (يوحنا 9:4).

وقد
حكم مملكة يهوذا الصغرى في الجنوب (2 ملوك 18-25) أيضا 19 ملكا – بالإضافة إلى
الملكة عثليا التي اغتصبت العرش، وجدليا الذي تم تعيينه حاكما ولكنه قتل بعد بضعة
شهور (1:11-16؛ 22:25-25). وقد استمرت كأمة لمدة حوالي 136 سنة بعد سقوط المملكة
الشمالية. أضف إلى ذلك الفترة التي ملك فيها شاول وداود وسليمان، كل منهم 40 سنة،
وبذلك تكون الأمة اليهودية قد استمرت حوالي 466 سنة.

وقد
كان بعض الملوك المتميزين – مثل داود، ويهوشافاط، وحزقيا، ويوشيا – رجالا أتقياء
وكانوا أمناء لكلمة الله. ولكن الارتداد وعبادة الأوثان التي أدخلها سليمان استمرت
في الانتشار وسط الأمة. وفي النهاية، أصبح نبوخذنصر هو الأداة التي استخدمها الله
لتوقيع قضائه بتخريب أورشليم، والهيكل، وأرض يهوذا (1:25-13؛ إرميا 12:52-17).
وبذلك تحققت نبوات الرب

 

تاريخ السفر:

+
أن كان هذا السفر قد قدم لنا تاريخا لفترة من تاريخ شعب الله، فجاءت عبارة "
عمل الشر في عيني الرب " 21 مرة، لكن وسط هذا الظلام يقدم لنا السفر إشراقة
رجاء مفرحة فنجد عبارة " رجل الله " تتكرر 36 مرة أكثر من أي سفر آخر..
ففي وسط الأشرار يوجد رجال الله أتقياء يتعبدون له، ففي الوقت الذي كان فيه الملوك
أشرارا ؛ ظهر اليشع النبي يحمل روحين من إيليا (2 : 9) وتمت علي يديه 16 معجزة ؛
بينما إيليا النبي أبوه الروحي لم يصنع سوي ثمانية معجزات.

 

هذا
السفر مع سفر الملوك الأول كانا في الأصل العبري سفرا واحدا يبدأ سفر الملوك الأول
بالمملكة في أوج عظمتها وينتهي سفر الملوك الثاني بالسبي الذي تنبأ عنه موسي النبي
(تث 28: 49). يبدأ الأول بأول ملك خلف داود الملك (سليمان الحكيم) وينتهي الأخير
بآخر خلف له الملك يهوياكين الذي اقتيد أسيرا إلى بابل وأحسن أويل مردوخ معاملته

 (25:
28 – 30). يبدأ الأول ببناء الهيكل وينتهي الثاني بدماره.

 

 +
يحوي هذا السفر تاريخ قرابة 300 عاما تبدأ بأخزيا ملك إسرائيل وموت يهوشافاط حتى
السبي مقدما لنا 19 ملكا لإسرائيل ليس من بينهم ملك واحد صالح، بينما حوى ال19
ملكا لمملكة يهوذا ثمانية ملوك صالحين ؛ والعجيب أن أفضل ملوك يهوذا " حزقيا
" أنجب أشر ملك "منسي" ص 21 ليعلن مسئولية الإنسان الشخصية عما
يرتكبه.

 +
قام الأنبياء في ملوك أول وثاني بدور رئيسي في تبكيت الملوك والقادة والشعب.

 

تاريخ تقريبي لملوك إسرائيل ويهوذا :

·       
شاول ابن قيس 1050 – 1010 ق.م. تقريبا (40 سنه).

·       
داود بن يسى 1010 – 971 ق.م. " (40سنه).

·       
سليمان بن داود 972 – 933 ق.م. " (40
").

·       
انقسام المملكة 933 ق.م. تقريبا.

 

أولا : مملكه يهوذا (المملكة الجنوبية) :

·       
1 رحبعام بن سليمان 933 -916 ق.م. تقريبا (17
سنة).1 مل 14 : 21 ؛ 2 اخ9 :31 -12 :16.

·       
2 أبيا (ابيام) بن رحبعام 915 -913 ق.م. تقريبا
(3 سنوات). 1مل14 :31 -15 :8 ؛2 أخ 13 :1 -14 :1

·   
3 أسا بن ابيام 912 -871 ق.م. ق.م. تقريبا (41
سنة).عاصره عزريا بن عوديد الرائي وحناني الرائي 1 مل 15 :8 -24 ؛ 2 اخ 14 :1 -16
:14.

·   
4 يهوشافاط بن أسا 870 -846 ق.م. تقريبا (25 سنه)
عاصره إيليا النبي،وميخا بن يملة وياهو بن حناني الرائي واليعزر بن دوداواهو من
مريشة واليشع بن شافاط تلميذ إيليا النبي.1 مل15 :24، 1 مل22 :1 -50، 2 أخ 17 :1
-21 :1.

·       
5 يهورام (يورام) بن يهوشافاط 848 -841 ق.م.
تقريبا (8 سنوات).2مل8 :16 -24، 2 اخ 21 :1 -20

·       
6 اخزيا (يهوآحاز) بن يهورام 841 ق.م. تقريبا
(سنه واحدة).2 مل 8 :24 -9 :29، 2 أخ 22 :1 -10.

·       
عثليا أم اخزيا 841 -835 ق.م. تقريبا (6 سنوات)
2 مل 11 :2 -20، 2 اخ 24 :27 -25 :28

·       
7 يوآش بن اخزيا 835 -796 ق.م. تقريبا (40 سنة)
2مل11 :2 -12 :21،2 اخ 22 :11 -24 :27.

·       
8 امصيا بن يوآش 811 -782 ق.م. تقريبا (29 سنة).2مل
14 :1 -20، 2 اخ 25 :1 -28.

·   
9 عزريا (عزيا) بن امصيا 781 -740 ق.م. تقريبا
(52 سنة).عاصره أشعيا وهوشع وعاموس 2 مل 15 :1 -7، 2 اخ 26 :1 -23.

·       
10 يوثام بن عزريا 750 -735 ق.م. تقريبا (16 سنة).
عاصره أشعيا وهوشع وميخا 2 مل15 :32 -38، 2 اخ 27 :1 -9.

·       
11 أحاز بن يوثام 735 -716 ؟ ق.م. تقريبا (16
سنة). 2 مل 16 : 1 -20،2 اخ 28 :1 -27

·   
12 حزقيا بن أحاز 716 -687 ق.م. تقريبا (29 سنة)
فى أيامه سبيت مملكة الشمال إسرائيل الى نينوى (أشور) عاصره أشعيا النبي وميخا
المورشتى وغيراهما 2مل 18 :1 -20 :21،2 اخ 29 :1 -32 :33.

·       
13 منسى بن حزقيا 687 -642 ق.م. تقريبا (55 سنة)
2 مل 21 :1 -18، 2 اخ 33 :1 -20.

·       
14 آمون بن منسى 642 -640 ق.م. تقريبا (سنتان)
2مل21 :19 -26، 2 اخ 33 :21 -25.

·       
15 يوشيا بن آمون 640 -609 ق.م. تقريبا (31 سنة).
عاصره خلدة النبية وارميا 2مل 22 :1 -23 :30، 2 اخ 34 :1 -35 :27.

·       
16 يهوآحاز بن يوشيا 609 ق.م. تقريبا (3 شهور).
2 مل23 :30 -34، 2 اخ36 :1 -4.

·   
17 يهوياقيم (الياقيم) بن يوشيا 609 -598 ق.م.
تقريبا (11 سنة) المرحلة الأولى من السبي إلى بابل سنة 605 ق.م. تقريبا (اخذ فيه
دانيال والثلاثة الفتية)، عاصره ارميا النبي.2 مل 23 :34 -24 :5، 2 اخ 36 :5 -8.

·   
18 يهوياكين بن يهوياقيم 598 ق.م. تقريبا (3
شهور) المرحلة الثانية من السبي إلى بابل. – 2 مل24 :6 -16 ؛25 :27 -30،2 اخ 36 :8
-10.

·   
19 صدقيا (متنيا) بن يوشيا 597 -587 ق.م. تقريبا
(11 سنة)حاصره نبوخذنصر -مدة تزيد عن سنتين، سبى أغنياء الشعب إلى بابل،احرق بيت
الرب وبيت الملك، هدم أسوار المدينة وهكذا انقرضت مملكة يهوذا سنة 588 ق.م. تقريبا
2مل24 :17 -25 :21، 2 اخ36 :11 -21.

 

 ثانيا : مملكة إسرائيل (المملكة الشمالية) :

·       
1 يربعام بن نباط 933 -911 ق.م. تقريبا (22 سنة)
عاصره آخيا الشيلونى.

·       
2 ناداب بن يربعام 911 -910 ق.م. تقريبا (سنتان).

·       
3 بعشا بن آخيا 910 -887 ق.م. تقريبا (24 سنة)
عاصره ياهو بن حناني الرائي.

·       
4 أيله بن بعشا 887 -886 ق.م. تقريبا (سنتان).

·       
5 زمري 886 ق.م. تقريبا (سبعة أيام).

·       
6 عمري 886 -875 ق.م. تقريبا (12 سنة).

·       
7 أخاب بن عمري 875 -853 ق.م. تقريبا (22 سنة)
عاصره إيليا النبي (التشبي) من جلعاد واليشع وميخا بن يمله وغيرهم.

·       
8 أخزيا بن أخاب 853 -852 ق.م. تقريبا (سنتان).

·       
9 يهورام بن أخاب 852 -841 ق.م. تقريبا (12 سنة).

·       
10 ياهو بن نمشى 841 -814 ق.م. تقريبا (28 سنة)
مسحه اليشع النبي.

·       
11 يهوآحاز بن ياهو 820 -803 ق.م. تقريبا (17
سنة).

·       
12 يوآش بن يهوآحاز 803 -787 ق.م. تقريبا (16
سنه) مات في عهده اليشع النبي.

·       
13 يربعام الثاني بن يوآش 787 -747 ق.م. تقريبا
(41 سنة) عاصره يونان وهوشع وعاموس.

·       
14 زكريا بن يربعام 747 ق.م. تقريبا (ستة شهور).

·       
15 شلوم بن يابيش شهر واحد.

·       
16 منحيم بن جادى 746 -737 ق.م. تقريبا (10
سنوات)

·       
17 فقحيا بن منحيم 736 -735 ق.م. تقريبا (سنتان).

·       
18 فقح بن رمليا 735 -732 ق.م. تقريبا (20 سنة
؟!).سبى شمال وشرق إسرائيل الى أشور.

·   
19 هوشع بن أيله 732 -722 ق.م. تقريبا (9 سنوات)
حاصره شلمناصر ملك أشور ثلاث سنوات، سبى كل شعب إسرائيل الى أشور، وبذلك انتهت
مملكة إسرائيل.

 

تاريخ الأحداث منذ حدوث الانشقاق حتى رجوع إسرائيل من السبي :

·       
933 يربعام يملك على إسرائيل. (رحبعام يملك على
يهوذا).

·       
929 غزو شيشق ليهوذا (1 مل14 :25).

·       
915 السنة السابعة عشر ليربعام الأول، موت
رحبعام وملك أبيا عوضا عن أبيه (1 مل15 :1)

·       
913 السنة العشرون ليربعام الأول. موت أبيا وملك
أسا (1 مل15 :9).

·       
911 موت يربعام الأول وارتقاء ابنه ناداب العرش.
السنة الثانيه لأسا.

·       
910 بعشا يؤسس أسرة حاكمة جديدة (1 مل15 :33). السنة
الثالثة لأسا.

·       
898 الحرب مع زارح الكوشي،ظهور عزريا النبي (2
اخ14 :9، 15 :1).

·       
896 : بعشا يبدأ فى بناء الرامة (1 مل 15 :17) الحرب
مع بعشا فى السنة السابعة عشره لأسا – حناني الرائي.

·       
أيله يخلف بعشا (1 مل16 :6،7). السنة السادسة
والعشرون لأسا.

·       
886 زمري يحكم فترة قصيرة بعد مقتل أيله وانقسام
الشعب بين عمري وتبنى (1 مل 16). السنة السابعة والعشرون لأسا.

·       
881 عمري يبنى السامرة وينتصر على مقاوميه (1 مل
16 :23 -24). السنة الحادية والثلاثون لأسا.

·       
875 أخاب يخلف أباه عمري بعد موته (1 مل16 :29).
السنة الثامنة والثلاثون لأسا.

هل تبحث عن  هوت مقارن تبسيط الإيمان 34

·       
874 يهوشافاط يشارك أسا الحكم فى السنة التاسعة
والثلاثين لأسا (2 اخ16 : 12).

·       
872 السنة الرابعة لآخاب: موت أسا وانفراد
يهوشافاط بالحكم (1 مل 22 :41).

·       
870 ظهور إيليا التشبي فى إسرائيل (1 مل 17 :1).

·       
867 -857 حروب إسرائيل مع أرام.

·       
856 ايزابل تقتل نابوت اليزرعيلي (1 مل 21 :1).

·       
855 اشتراك اخزيا فى الحكم مع أخاب (1 مل 22 :51).
اشتراك يهورام فى الحكم مع يهوشافاط أبيه.

·       
854 معركة كرر، دفع الجزية لأشور. يهوشافاط
يساعد أخاب ضد أرام (1 مل22 :1).

·   
854 موت أخاب وإصابة اخزيا. يهورام يخلف اخزيا
(1 مل 22 :37، 2 مل1 :2،17). السنة الثامنة عشر ليهوشافاط، الثانية ليهورام ابنه (2
مل 1 : 17، 3 : 1).

·       
850 السنة الخامسة ليهورام ملك إسرائيل. موت
يهوشافاط وانفراد يهورام بالحكم (2 مل 8 : 16)

·       
844 السنة الحادية عشر ليهورام ملك إسرائيل (2
مل 9 : 29)، اخزيا يملك مع يهورام أبيه ملك يهوذا

·   
843 ياهو يقتل يهورام (2 مل 9 :24)، ويقضى على
بيت عمري ويستولى على العرش 2 مل 10 :36، ياهو يقتل اخزيا ملك يهوذا (2 مل 9 : 27)،
عثليا تغتصب العرش بعد موت اخزيا.

·       
842 ياهو يدفع الجزية لأشور.

·       
837 السنة السابعة لياهو، الاطاحه بعثليا (2 مل 11
:21) ملك يوآش فى السابعة من عمره (2 مل12 :1).

·       
820 يهوآحاز يشارك أباه ياهو العجوز فى الحكم (2
مل 13 :1)، السنة الثالثة والعشرون ليوآش.

·       
816 موت ياهو ملك إسرائيل (2 مل 10 : 35، 36).

·       
806 يهوآش يشارك أباه يهوآحاز فى الملك (1 مل
13: 1، 10)، السنة السابعة والثلاثون ليوآش ملك يهوذا

·       
804 موت يهوآحاز ملك إسرائيل (2 مل 13 :1)، امصيا
شريك فى الحكم (2 مل14 :1، 13 :10، 2اخ 24 :25)

·       
803 موت يوآش ملك يهوذا (2 مل 12 :1 , 21).

·   
790 موت يوآش ملك إسرائيل، ويخلفه يربعام الثاني
(2 مل 14 : 16 , 23). هزيمة نكراء لامصيا على يد يهوآش ملك إسرائيل (2 مل14 :8 -14).

·       
787 السنة الرابعة ليربعام الثاني (2 مل 15 :8).
اختيار الشعب لعزيا ملكا (2 مل 14 :21 ,22).

·       
775 يونان النبي (2 مل 14 : 25، يونان 1 :1).
موت امصيا (2 مل 14 : 17، 2 أخ 25 :25)

·       
764 عزيا يحرر يهوذا من الخضوع لإسرائيل (2 مل
15 :1)

·       
752 عاموس النبي (عا 1 :1، 7 : 9 , 10)

·   
750 فتره اضطراب سياسي، فقح يغتصب العرش فى
جلعاد (2 مل 15 : 8 -16)، وهوشع النبى1: 1، أصابه عزيا بالبرص (2 اخ 16 :16 -21)،
حدوث الزلزلة العظيمة (عا1 :1،زك14 :5).

·       
749 زكريا يخلف أباه يربعام الثاني ويملك ستة
شهور (2 مل 15 : 8). يوثام يشارك أباه عزيا في الحكم (2 مل 15 : 5 ,32)

·       
748 منحيم يقتل شلوم ويملك عوضا عنه (2 مل 15 :
13 -17). السنة التاسعة والثلاثون لعزيا.

·       
741 منحيم يدفع الجزية لأشور (2 مل 15 : 19)، أحاز
يشارك أباه يوثام فى الحكم (2 مل 15 : 30، 17 : 1).

·       
738 فقحيا يخلف أباه منحيم بعد موته (2 مل 15 :
22 ,23). السنة الخمسون لعزيا.

·       
736 فقح يملك بعد فقحيا (2 مل 15 : 25 , 27).
السنة الثانية والخمسون لعزيا.

·   
735 السنة الثانية لفقح على كل إسرائيل (2 مل 15
: 32). موت عزيا (2 مل 15 : 2) رؤيا أشعياء (أش 6 : 1) وانفراد يوثام بالملك فترة
قصيرة.

·       
734 غزو فقح ورصين ليهوذا (أش 7 : 1). موت يوثام
– انفراد أحاز بالملك (2 مل 16 : 1).

·       
730 موت فقح (2 مل 15 : 30). السنة العشرون
لبداية اشتراك يوثام فى الملك.

·       
729 تغلث فلاسر يقيم هوشع ملكا (2 مل 17 :1).
السنة الثانية عشر لآحاز بما فى ذلك سنوات المشاركة.

·       
726 حزقيا يرتقى العرش فى يهوذا (2 مل 18 : 1).

·       
723 بداية حصار السامرة، السنة السابعة للملك
هوشع، السنة الرابعة للملك حزقيا (2 مل 18 : 9)

·       
721 سقوط السامرة ونهاية مملكه إسرائيل. السنة
السادسة لحزقيا (2 مل 18 : 9 , 10)

·       
713 سنحاريب يغزو فلسطين لأول مرة

·       
712 مرض حزقيا

·       
711 سفارة مردوخ بلادان الى حزقيا

·       
705 موت سرجون -سنحاريب يخلفه فى الحكم

·       
701 حمله سنحاريب على مصر وحصاره لأورشليم الذي
انتهى بتدمير جيشه

·       
697 موت حزقيا وارتقاء منسى العرش

·       
681 اغتيال سنحاريب

·       
680 موت أشعياء النبي

·       
650 منسى يحمل الى بابل

·       
642 موت منسى

·       
640 اغتيال آمون وحدوث اضطرابات

·       
639 إعلان يوشيا ملكا وهو فى الثامنة من عمره

·       
628 إصلاحات يوشيا فى السنة الثانية عشرة لملكه

·       
627 ارميا يبدأ خدمته

·       
621 يوشيا يطهر الهيكل، العثور على نسخه من
الشريعة

·       
609 موت يوشيا بعد حكم 31 سنة وفترة حكم قصيرة
للملك يهوآحاز

·       
608 فرعون نخو يقيم يهوياقيم ملكا على يهوذا

·       
607 سقوط نينوى – معركة كركميش وهزيمة نخو

·       
606 نبوخذنصر يغزو فلسطين – السبي الأول وكان
يضم دانيال ورفاقه الثلاثة

·       
598 تمرد يهوياقيم، وغزوة نبوخذنصر ليهوذا
-الحكم القصير للملك يهوياكين وأسره إلى بابل.

·       
597 السبي الثاني إلى بابل وبه حزقيال – ارتقاء
صدقيا لعرش يهوذا كآخر الملوك

·       
592 بداية خدمة حزقيال النبي

·       
586 سقوط أورشليم والسبي الثالث

·       
585 مقتل جدليا، وهروب بعض اليهود الى مصر

·       
572 آخر نبوه لحزقيال (حز 40 : 1).

·       
561 إطلاق سراح يهوياكين من السجن (ارميا 52 :
31)

·       
538 سقوط بابل واستيلاء الفرس عليها

·       
536 رجوع اليهود الى أورشليم بأمر كورش

·       
520 خدمه حجى وزكريا النبيين

·       
516 الانتهاء من بناء الهيكل (السنة السادسة
لداريوس)

·       
480 أحداث سفر أستير

·       
458 عودة عزرا وجماعته من بابل

·       
445 عوده نحميا لأول مرة الى أورشليم وإصلاح
أسوار المدينة

·       
433 رجوع نحميا الى بلاد فارس (نح 13 : 6)

·       
432 عودة نحميا مرة ثانيه الى أورشليم

·       
400 موت نحميا.

 

أقسام السفر :

 أولا
: اليشع النبي ص 1 – 8

 +
أخزيا يسأل بعل زبوب ص 1

 +
اليشع يتمتع بنصيب روحيين من إيليا ص 2

 +
الغلبة علي موآب ص3

 +
أعمال اليشع الفائقة ص4 – 8


أن كانت حياة إيليا الغيور قد انتهت بتوبيخ الملك أخزيا لأنه رفض الله تماما وأرسل
يسأل بعل زبوب (ص 1) فقد أرسل الله اليشع النبي واهبا إياه نصيب اثنين من روح
إيليا الناري (ص 2) بعد اجتيازه الأردن (المعمودية) ؛ فصارت خدمة اليشع تحمل رمز
خدمة العهد الجديد فخلال تحقق النصر لإسرائيل ويهوذا علي موآب خلال الماء الذي ظهر
في الوادي وكأنه دم إشارة إلى غلبتنا علي موآب الحقيقي بواسطة مياه المعمودية
الحاملة لقوة دم المسيح ص 3.


جاءت معجزات اليشع تحمل صورة حية لجوانب عمل السيد المسيح الخلاصى :


كتبريك الزيت ليفي الدين.


إقامة ابن الشونمية، وإشباع بني الأنبياء بعد تحويل ما هو موت في القدر إلى ما هو
للحياة والشبع ص 4.


تطهير نعمان السرياني من برصه في مياه الأردن ص 5


فتح البصيرة الداخلية فيعاين الإنسان الإمكانيات التي صارت له لتسنده أمام قوات
الظلمة ص 6.


فتح كوي من السماء لتقديم ما يبدو غير مستطاع ص 7

 

 ثانيا
: الملوك إلى سبي السامرة ص 9 – 17

+
ياهو ملك إسرائيل : مسحه نبي خفيه كأمر اليشع ؛ قام بتأديب أخاب فقتل ابنه الملك
يهورام (9 : 24) وأمر بإلقاء إيزابيل الشريرة من الكوة لتأكل الكلاب لحمها في حقل
نابوت اليزرعيلي (9 : 36)، وطلب من أهل السامرة رؤوس السبعين ابنا لآخاب ص 10، ومع
ذلك صنع شرورا.

+
في يهوذا ملكت عثليا الشريرة وقام حفيدها يوآش بالثورة ضدها وهو في سن السابعة ص
11، كان صالحا، واهتم بترميم بيت الرب.

 +
بالرغم من تولي يهوآحاز الشرير ابن ياهو علي إسرائيل وصنعه الشر لكن إذ صرخ إلى
الرب بسبب مضايقة ملك آرام له أرسل له مخلصا (13 : 5)، ومع ذلك لم يعاقب (راجع 13
: 22 – 23).

 +
التأديب المر هو الحرب الداخلية حيث تحارب إسرائيل ويهوذا ص 14

 +
أدّب الله المملكتين، بسبي السامرة أولا لكي يرتدع الكل فقد كانت إسرائيل أكثر شرا
من يهوذا.. لكن للأسف صارت يهوذا أكثر شرا بعد سبي إسرائيل !!!.

 +
الله لم يترك نفسه بلا شاهد حتى وسط التأديب فهاجت السباع علي الذين أرسلهم ملك
بابل إلى السامرة فاضطر الملك أن يرسل كاهنا من المسبيين يعلمهم طريق الرب.. لذا
صارت السامرة خليطا بين اليهودية والوثنية.

 

 ثالثا
: الملوك إلى سبى أورشليم ص 18 – 25

+
أعطي الله لأورشليم – مملكة يهوذا – فرصا للتوبة فرأت أختها السامرة قد سبيت قبلها
لعلها ترتدع لكن ازدادت شرا !!! فسمح الله بسبيها علي مراحل لعلها تتوب في إحدى
المراحل لكنها عوض الرجوع إلى الله اتكلت علي فرعون ضد بابل.

+
كان حزقيا الملك صالحا، لذلك غلب بالرب سنحاريب ص 18 – 19 وغلب الموت فأطال الله
عمره 15 عاما (ص20)، لكنه إذ كشف خزائنه لرسل بابل صدر الأمر بحملها إلى بابل من
بين يدي أولاده.

+
جاء منسي اشر ملوك يهوذا فاقتاده ملك أشور إلى بابل أسيرا وبسبب اتضاعه أعاده الرب
إلى أورشليم (2 أي 33 : 11 -13).

+
لم يستفد منه ابنه آمون فقتله عبيده (2 أي 33 : 11 – الخ).

+
جاء ابنه يوشيا الملك الصالح الذي اهتم بترميم بيت الرب لكن الكهنة والشعب اهتموا
بالإصلاح الظاهري لا القلب (راجع سفر ارميا) وإذ بكي الملك عند سماعه سفر الشريعة
الذي وجد قال له علي لسان خلده النبيه أنه يموت قبل حلول الشر بأورشليم. قتله نخو
فرعون مصر في معركة مجدو (23 : 29).

+
أسر فرعون ابنه يهوآحاز بعد 3 شهور من ملكه.

+
كان يهوياقيم خاضعا لنبوخذنصر في البداية لكنه تمرد عليه متكلا علي فرعون مصر

+
إذ ملك يهوياكين الشرير أسره ملك بابل ص 24.

+
جاء عمه صدقيا بعده يخضع لبابل لكنه قلبيا كان مع الشعب الذي أراد التحالف مع
فرعون ضد بابل بدلا من التوبة، لذا هاجم ملك بابل وسبي أورشليم التى بكاها ارميا
النبي.

 

إليشع النبي ص1-8

الملوك إلى سبى السامرة ص 9-17

1.
أخزيا الملك يسأل بعل زبوب 1

2.
إليشع (رمز العهد الجديد) يحمل نصيب

روحين
من إيليا النبي 2

3.
الغلبة على موآب خلال الماء في شكل دم

[الغلبة
على إبليس في المعمودية] 3

4.
أعمال إليشع الفائقة ترمز لعمل المسيح

0
إيفاء دين الأرملة ببركة الزيت (المسحة) 4

0
إقامة ابن الشونمية (المسيح هو القيامة).

0
إشباع بني الأنبياء بتحويل ما للموت للحياة.

0
تطهير نعمان السرياني (المعمودية) 5

0
الحديد يطفو بإلقاء عود في الماء 6

0
انفتاح بصيرة جيحزي ليرى ملائكة 6

0
فتح كوى السماء لخلاص أولاده! 7

0 مُسح ياهو ملكًا على إسرائيل فقام
بتأديب آخاب

بقتل ابنه يهورام (24:9) وقتل إيزابل
الشريرة(36:9)

وطلب رؤوس أبناء أخاب السبعين (10) لكنه صار
شريرًا

0
في يهوذا ملكت عثليا الشريرة وقام حفيدها بتأديبها.

0
إذ صرخ يهوآحاز بن ياهو للرب حين ضايقه ملك

 آرام
أرسل له مخلصًا (5:13) ومع هذا لم يتب عن شره

0
أدبهم الله بالسماح بالحرب الداخلية بين يهوذا وإسرائيل

0
عاد ليؤدبهم الله بسبي السامرة؛ للأسف صارت يهوذا

 بعد
ذلك أكثر شرًا ولم تتعظ من سبي السامرة.

0
لم يترك الله نفسه بلا شاهد، فأرسل السباع تأكل من

 أرسلهم ملك بابل إلى السامرة، أُرسل كاهن من

المسبيين
لتعليمهم، فصارت السامرة خليطًا بين

 اليهودية
والوثنية.

 

شرح السفر:

2 ملوك 1 – 3

يستمر
التركيز في قراءة اليوم على الانحدار السريع للملكة الشمالية ودمارها الوشيك. كان
الملك البارز آخاب قد مات بحسب ما تنبأ به ميخا النبي (1 ملوك 17:22-37).

وبعد
فترة قصيرة من تولى أخزيا ابن آخاب الحكم، تعرض هو أيضا لحادث إذ سقط من الكوة
التي في عليته التي في السامرة، فمرض. وأرسل رسلا وقال لهم اذهبوا اسألوا بعل زبوب
إله عقرون إن كنت أبرأ من هذا المرض (2 ملوك 2:1). وفي الطريق التقى الرسل بإيليا
الذي أخبرهم بأن الملك سيموت سريعا. وعاد عبيد أخزيا وأخبروا الملك بما قاله إيليا.
وبدلا من الرجوع إلى الرب، أبدى أخزيا كراهيته للنبي، تماما مثلما كانت تفعل أمه
إيزابيل.

إن
العداوة التي كانت لدى أخزيا تجاه الرب جعلت قلبه يتقسى. لذلك فشل في أن يرى أن يد
الرب كانت في كل ما يحدث – أولا في موت أبيه آخاب، ثم في موت أمه إيزابيل بطريقة مريعة
كما سبق وأنبأ عنها الرب، والآن في الحادث الذي تعرض له. وفوق كل ذلك، شاهد أيضا
بنفسه موت 50 جنديا كان قد أمرهم أن يلقوا القبض على إيليا ويضعوه في السجن. ولكن
بسبب عدم توبته، مات أخزيا (17:1) وملك بدلا منه يهورام (يورام) أخوه.

والدرس
الذي نتعلمه هو أننا يجب أن نلتفت إلى رسالة الرب بدلا من أن نلقي اللوم على
الرسول الذي نطق بها. قد لا نكون مسئولين عن ظروفنا، لكننا مسئولون عن ردود
أفعالنا تجاهها. ففي إمكاننا إما أن نغضب من الناس الذين يضعهم الرب في حياتنا، أو
أن نخضع للرب الذي يسعى إلى استخدام "أعدائنا" لكي ينمي فينا صفة الصبر
والرحمة – لكي يغيرنا إلى شبه المسيح. إن الحق المتضمن في كلمة الله هو المبدأ
الذي يقودنا خلال جميع الظروف: كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا
أتركك (عبرانيين 5:13).

قبل
رحيل إيليا في المركبة النارية بعشر سنوات، تكلم إليه الرب قائلا: امسح أليشع نبيا
عوضا عنك (1 ملوك 16:19). وقد كان حقل أليشع موجودا في المملكة الشمالية ولا بد
أنه كان قد رأى النار التي التهمت الذبيحة التي أصعدها إيليا. ولكن عندما دعا
إيليا أليشع ليرافقه، كان لدى أليشع العديد من المعطلات. كان شابا ناجحا يحرث مع 12
زوجا من البقر. فمن الذي سيكمل حراثة الحقل ويتولى جميع مسئولياته؟ وماذا سيكون
رأي أسرته؟

هل تبحث عن  م التاريخ مجامع الكنيسة مجامع مسكونية تاريخ المجامع 46

إن
قبول ذلك معناه التخلي عن جميع الضمانات والفرص المادية من أجل مرافقة نبي مسن.
ولكن أليشع كانت لديه الرغبة الصادقة في أن يرى شعبه يطيعون كلمة الرب ويرجعون
لعبادته؛ ولذلك، أحرق جسوره في الحال – إذ أخذ المحراث واستخدمه حطبا للمحرقة
وأصعد عليه زوجا من البقر ذبيحة للرب. ومنذ ذلك الوقت أصبح يُعرف باسم أليشع الذي
كان يخدم إيليا (1 ملوك 21:19؛ 2 ملوك 11:3). نفس القصة تتكرر مع كل شخص يستخدمه
الرب. فإن سر نفع الإنسان في ملكوت الله هو الرغبة الصادقة في ترك كل شيء بسرور من
أجل اتباع المسيح كالمخلص والرب.

وعندما
أعلن إيليا عن رحيله، يبدو أنه كان يمتحن التمييز الروحي والإخلاص لدى أليشع، إذ
قال له: امكث هنا، لأن الرب قد أرسلني إلى بيت إيل (2:2). ولكن أليشع أصر على
مرافقة إيليا في رحلته من الجلجال إلى بيت إيل، ثم إلى أريحا، ثم إلى عبر الأردن.
إن العناية الإلهية ترتب لنا الظروف بحيث تضع كل واحد منا بالضبط في المكان الذي
فيه نقدر أن نثبت صدق إخلاصنا لخدمته.

لا
يقدر أحد أن يخدم سيدين، لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد
ويحتقر الآخر، لا تقدرون أن تخدموا الله والمال… لكن اطلبوا أولا ملكوت الله
وبره وهذه كلها تزاد لكم (متى 24:6،33).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال اختطاف إيليا في العاصفة وسقوط الرداء عنه – فهو يرمز إلى الحضور الإلهي
والقوة التي تبقى مع خدامه الأمناء (2 ملوك 8:2-15). هذه إشارة إلى صعود الرب يسوع
المسيح وإرسال الروح القدس ليسكن في المؤمنين ويعطيهم القوة للكرازة بالإنجيل في
العالم كله (لوقا 51:24-53؛ أعمال 1-2).

 

 2 ملوك 4 – 5

كانت
أرام (سوريا) وإسرائيل في حرب مستمرة من أجل الأرض بالقرب من حدودهم: وكان
الآراميون قد خرجوا غزاة فسبوا من أرض إسرائيل فتاة صغيرة، فكانت بين يدي امرأة
نعمان. فقالت لمولاتها: يا ليت سيدي أمام النبي الذي في السامرة فإنه كان يشفيه من
برصه (2 ملوك 2:5-3).

عندما
جاء نعمان بخطاب من ملك أرام طالبا الشفاء، استنتج الملك يهورام في الحال الاستنتاج
الخطأ. فافترض أن نعمان، القائد العظيم في الجيش السوري، كان يلتمس سببا لإعلان
الحرب. ومثل أخيه أخزيا، فشل في اكتشاف يد الله في ظروفه. وحتى بعد حصول نعمان على
الشفاء المعجزي، لم يرجع هذا الملك الشرير إلى الرب.

وكذلك
جيحزي، غلام أليشع، فشل هو أيضا في الاختبار. فما أروع المستقبل الذي كان ينتظر
جيحزي غلام أليشع رجل الله (20:5). فكما أن أليشع كان غلام إيليا، كذلك جيحزي كان
بإمكانه أن ينال الشرف بأن يصبح نبيا لله. ولكن جيحزي مر في الامتحان، مثلما يحدث
مع جميعنا من أجل اكتشاف معدننا الحقيقي وما الذي يوجد في القلب تحت سطح
اعترافاتنا.

كان
أليشع قد رفض قبول الهدايا السخية جدا التي عرضها عليه نعمان قائد الجيوش الآرامية
عندما تحقق له الشفاء من برصه. ولكن جيحزي في طمعه كان يريد المال بشدة لكي يشتري
بساتين زيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار (20:5-26). وأقنع جيحزي نفسه بأن الرب
قد باركه بأن أتاح له فرصة الثراء، قائلا: حي هو الرب إني أجري وراءه (20:5).

وعلى
الأرجح أن جيحزي لم يستغرق وقتا طويلا حتى لحق بنعمان. ولكم أن تتخيلوا مدى سعادة
جيحزي عندما أبدى له نعمان الاحترام بأن نزل عن المركبة للقائه. بعد ذلك روى له
جيحزي قصته المصطنعة عن أن غلامين من بني الأنبياء لديهما احتياجات مادية، فأعطهما
وزنة فضة وحلتي ثياب. وبكل سرور أعطاه نعمان ضعف الفضة المطلوبة حتى أن جيحزي بلا
شك تمنى لو أنه طلب أكثر.

وظن
جيحزي المحتال أنه من الأفضل أن يسرع إلى أليشع قبل أن يكتشف غيابه. ولكن أليشع لم
ينخدع أو يندهش. بل ربما رأى ذلك من خلال جيحزي من قبل أن يحدث، فسأل جيحزي: من
أين يا جيحزي؟

ومرة
أخرى اصطنع جيحزي كذبة. يبدو أن الكذب يقود دائما إلى مزيد من الكذب. ربما ظن
جيحزي أنه ليس من الخطأ تماما أن يكتسب ثروة من شخص عنده فائض من المال. ولكنه وجد
نفسه أخيرا مضطرا أن يكذب مرة أخرى على سيده. والشيء الذي نتعلمه من جيحزي هو أننا
لا نستطيع تكوين الشخصية التي ترضي الله على أساس المصلحة الشخصية.

على
كل واحد منا أن يسأل نفسه السؤال الذي سأله أليشع لجيحزي، لأن كل واحد منا ليس له
سوى حياة واحدة يحياها ومهمة واحدة لينجزها في هذه الحياة القصيرة هنا على الأرض.
فهل هو وقت لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوار؟ أم هو وقت
لنضع مواردنا المادية التي ائتمننا الرب عليها لصالح الغرض الواحد الذي من أجله
جاء المسيح؟ لقد أوصى الرب تلاميذه قبل صعوده مباشرة قائلا: تكونون لي شهودا…
إلى أقصى الأرض (أعمال 8:1).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال الدقيق الذي أبطل مفعول السم الموجود في القدر (2 ملوك 40:4،41). فالدقيق
المصنوع من القمح المسحوق يشير إلى المسيح الذي هو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل
آثامنا (إشعياء 5:53).

 

 2 ملوك 6 – 8

كان
بنهدد ملك أرام قد "نسي" كيف – بطريقة معجزية – شفى الله نعمان قائد
جيوشه. وكان أيضا قد "نسي" أنه عندما حاول رجاله خطف أليشع، أصيبوا
بالعمى بطريقة معجزية ثم قادهم أليشع إلى داخل أسوار السامرة. وهكذا وقعوا في يد
ملك إسرائيل وأصبحوا تحت رحمته ولكنه صنع لهم وليمة عظيمة ثم أطلقهم. وحدث ربما
بعد بضعة سنوات أن بنهدد ملك أرام جمع كل جيشه وصعد فحاصر السامرة، وكان جوع شديد
في السامرة، وهم حاصروها حتى صار رأس الحمار بثمانين من الفضة وربع القاب من زبل
الحمام بخمس من الفضة (2 ملوك 23:6-25).

لقد
كانت هذه هي نفس المدينة وهذا هو نفس الملك الذي أُنقذت حياته وقُدِّمت له وليمة.
ومع ذلك فكر بنهدد أن يعتدي مرة أخرى على إسرائيل.

وهكذا
ظلت السامرة، المدينة الفخمة الحصينة، محاصرة من الجيش الآرامي الجبار لمدة طويلة
حتى أن المخزون الغذائي لدى الإسرائيليين نفد، وعانت السامرة من الجوع حتى أن
شعبها اضطر لتناول أكثر الأطعمة نجاسة وإثارة للاشمئزاز. وبينما كان ملك إسرائيل
جائزا على السور صرخت امرأة إليه تقول خلص يا سيدي الملك. فقال لا! يخلصك الرب. من
أين أخلصك؟… ثم قال لها الملك ما لك؟ فقالت إن هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك
فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدا، فسلقنا ابني وأكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر
هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها (26:6-29).

ويبدو
أن أحداث هذه القصة الأليمة قد اخترقت القلب القاسي ليهورام ملك إسرائيل، فشعر
بالانكسار والمذلة الشديدة أمام الرب إذ مزق ثيابه وهو مجتاز على السور فنظر الشعب
وإذا مسح من داخل على جسده. فقال هكذا يصنع لي الله وهكذا يزيد إن قام رأس أليشع
بن شافاط عليه اليوم! (30:6-31). لقد كشفت ثيابه الممزقة عن المسح الذي كان يرتديه
على جسده محاولا إخفاؤه عن الشعب. وأصبح من الواضح أنه اتجه أخيرا إلى الرب لأن
الثياب الممزقة والمسوح ترمز إلى التوبة الحقيقية. أما غضبه الشديد على أليشع،
والذي سرعان ما رجع عنه، فهو أيضا اعتراف بسيادة الله إذ قال هكذا يصنع لي الله
وهكذا يزيد (31:6). ومع ذلك فهو مثل أبيه آخاب لم يتضع إلا لفترة قصيرة (1 ملوك
27:21،29).

وللمرة
الثانية ثبت أن الآلهة الكاذبة والمشهورة جدا في المملكة الشمالية كانت عديمة
النفع مثلما حدث مع آلهة البعل أمام إيليا الذي أجابه الرب بنار. وللمرة الثانية
حكم الله على هذه الأمة بالجوع إلى أن اضطر الملك في النهاية أن يعترف بأنه لا
يمكن أن يأتي العون إلا من الرب الخالق.

وبتدخل
من الله وجد يهورام نفسه وجها لوجه مع أليشع الذي أعلن هذا القول: اسمعوا كلام
الرب… في مثل هذا الوقت غدا تكون كيلة الدقيق بشاقل وكيلتا الشعير بشاقل في باب
السامرة (2 ملوك 1:7،6-7)!

إعلان
عن المسيح:

من
خلال أليشع، الذي بكى عندما علم ما سيفعله حزائيل بإسرائيل وشعبه (2 ملوك
11:8-12). هذا يذكرنا بيسوع الذي بكى على أورشليم (متى 37:23-38).

 

 2 ملوك 9 – 10

بعد
موت آخاب، ملك أخزيا ابنه على إسرائيل لمدة سنتين. بعدها ملك يهورام (يورام) أخوه
لمدة 12 سنة. وقد شجع جدا هذان الملكان عبادة البعل في مملكة إسرائيل، والتي
أدخلتها إيزابل أمهما. وأصبحت أيضا عبادة البعل شائعة في مملكة يهوذا من خلال زواج
يهورام ابن يهوشافاط من عثليا ابنة إيزابل.

وأثناء
هذا الانحدار الروحي الخطير، كان الرب يعد ياهو، القائد العسكري القوي والذائع
الصيت لجيوش المملكة الشمالية، ليكون هو أداة الدينونة. كان الرب قد أعلن لإيليا
أن ياهو سيصبح ملكا على إسرائيل (1 ملوك 16:19). وقد مرت ربما 20 سنة قبل أن يطلب
الرب من أليشع أن يرسل أحد الأنبياء الشباب إلى شرق الأردن إلى راموت جلعاد، حيث
كان ياهو مقيما هو وجيوشه، لكي يمسح ياهو ليصبح ملكا على إسرائيل ولينفذ حكم الموت
في الملك يهورام وكل نسل آخاب.

وكان
يهورام قد أصيب في إحدى المعارك أمام حزائيل ملك أرام (2 أخبار 5:22). وأثناء فترة
نقاهته في يزرعيل، ذهب أخزيا ملك يهوذا لزيارته. وعندما أخبر ياهو زملاءه في الجيش
أنه قد نال المسحة، في الحال نادوا به ملكا. فعبر نهر الأردن وساق عربته بغضب شديد
إلى يزرعيل. وقام أولا بقتل يهورام ملك إسرائيل، ثم أخزيا ملك يهوذا (2 ملوك
23:9-27). بعد ذلك طلب من جنوده أن يلقوا إيزابل من نافذة قصرها وداس على جسدها
بخيوله، وكما تنبأ النبي أكلت الكلاب جثتها (33:9-37).

وبمنتهى
الغيرة قتل ياهو جميع المتبقين من أسرة آخاب في السامرة. ودمر بكل حماس عبادة
البعل وجميع كهنة البعل في المملكة الشمالية (16:10-17). إلا أنه لم يقتل عثليا،
ابنة إيزابل الشريرة وأم الملك أخزيا.

كان
ياهو مليئا بالمحاسن، وكذلك كانت فترة ملكه على إسرائيل التي دامت 28 سنة. لكنه
ارتكب أيضا العديد من الأخطاء. فتفاخر أمام يهوناداب قائلا: هلم معي وانظر غيرتي
للرب (16:10). فإن الشخص الذي يستعرض كثيرا أفعاله الحسنة هو شخص ينقصه التواضع
ويكون غالبا متغاضيا عن أخطاء أكثر خطورة.

فبعد
أن تحقق له الأمن كملك، نقرأ أن ياهو لم يتحفظ للسلوك في شريعة الرب إله إسرائيل
من كل قلبه، لم يحد عن خطايا يربعام الذي جعل إسرائيل يخطئ (31:10).

بإزالة
عبادة العجل الذهبي التي أقامها يربعام ربما كانت ستؤدي إلى رجوع المملكة الشمالية
إلى العبادة في الهيكل (1 ملوك 26:12-30)، وربما إلى اتحاد المملكة. ولكن ياهو لم
يكن مستعدا أن يتحمل هذه المخاطرة. فإن غيرته للرب وأعماله في الإصلاح كانت بمثابة
رجوع جزئي للرب – وبالقدر الذي يكفي فقط لتحقيق أهدافه الشخصية.

لا
ينبغي أن تكون قراراتنا مبنية على حماية مصالحنا الشخصية بل على التزامنا تجاه مصالح
الرب. وعندئذ يمكننا أن نترك النتائج بين يديه.

لأن
الرب الله شمس ومجن، الرب يعطي رحمة [في الوقت الحاضر] ومجدا [في المستقبل]. لا
يمنع خيرا عن السالكين بالكمال (مزمور 11:84).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال ياهو الذي دمر عبادة البعل (2 ملوك 25:10-28). سيأتي يوم فيه يدمر المسيح
ديانات العالم الكاذبة (رؤيا 10:14؛ قارن مع 10:20).

 

2 ملوك 11 – 13

نادت
عثليا بنفسها ملكة واستولت على عرش مملكة يهوذا بمجرد أن تلقت خبرا بأن ابنها
أخزيا ملك يهوذا قد مات. ولكي تضمن ألا تكون هناك منافسة، قامت بقتل جميع أحفادها
– وظنت أنها بذلك أبادت جميع النسل الملكي أي كل ذرية داود. ولكن شخص واحد نجا من
بطشها (2 ملوك 1:11؛ 2 أخبار 10:22).

لقد
تحكم الله في قصد عثليا الشرير، وأبقى طفلا صغيرا عمره سنة واحدة ليكون حلقة الوصل
الوحيدة لاستمرار نسل داود في سلسلة نسب يسوع المسيح. واستخدم الله يهوشبع، زوجة
يهوياداع رئيس الكهنة، لتخبئة الطفل المعجزة يهوآش (يوآش) وإنقاذه من هذه المذبحة
الجماعية. وهكذا ظل يوآش مع مرضعته في بيت الرب مختبئا ست سنين (2 ملوك 3:11).

هذا
الكلام المعزي يذكرنا بألا نقلل أبدا من قدرة الله على حماية وإعالة الأمناء – ولو
بدا أحيانا أنهم قد وقعوا فريسة للظروف الصعبة الخارجة عن إرادتهم.

وبينما
كان يوآش تحت رعاية يهوشبع، كان زوجها رئيس الكهنة يعده لمصيره المستقبلي. وكان
يوآش في السابعة من عمره تقريبا عندما قرر يهوياداع رئيس الكهنة أنه قد آن الأوان
لتتويجه ملكا. وأخرج ابن الملك ووضع عليه التاج وأعطاه الشهادة [ناموس موسى]
فملكوه ومسحوه وصفقوا وقالوا ليحي الملك! (12:11). فجذب الهتاف وصوت البوق انتباه
عثليا التي أسرعت إلى فناء الهيكل ولكن يهوياداع أمر قواده بأن يذبحوها خارج
الهيكل. وبذلك انتهى المُلك الدموي الذي ملكته عثليا (15:11). وبعد ذلك مباشرة تم
قطع عهد بين الرب وبين الملك والشعب بأن يهدموا مذبح البعل ويقتلوا متان كاهن
البعل (17:11-18).

وعمل
يهوآش ما هو مستقيم في عيني الرب كل أيامه التي فيها علمه يهوياداع الكاهن (2:12؛
2 أخبار 2:24). ولكن بعد موت رئيس الكهنة ظهرت طباع يهوآش على حقيقتها: وتركوا بيت
الرب إله آبائهم وعبدوا السواري والأصنام فكان غضب على يهوذا وأورشليم لأجل إثمهم
هذا.. ولبس روح الله زكريا بن يهوياداع الكاهن.. وقال لهم هكذا يقول الله لماذا
تتعدون وصايا الرب فلا تفلحون؟ لأنكم قد تركتم الرب قد ترككم (2 أخبار 18:24،20).
وبدلا من أن يتوب، أمر الملك الشرير بقتل النبي.

في
نفس الوقت كان ياهو يملك على إسرائيل. وكان الملك حزائيل ملك أرام قد استولى على
بعض أجزاء من المملكة الشمالية، وبدأ يتحرك جنوبا بمحاذاة ساحل البحر المتوسط إلى
مدينة جت الفلسطينية المنيعة، على بعد 25 ميلا فقط غرب أورشليم: حينئذ صعد حزائيل
ملك أرام وحارب جت وأخذها. ثم حول حزائيل وجهه ليصعد إلى أورشليم (2 ملوك 17:12).
ودفع الرب ليدهم جيشا كبيرا جدا لأنهم تركوا الرب إله آبائهم (2 أخبار 24:24).

وقدم
له يوآش جميع كنوز القصر والهيكل من أجل الحصول على السلام. فاغتاظ عبيد يوآش بسبب
هذه الحادثة، فقاموا ودبروا مؤامرة ضده وقتلوه (2 ملوك 20:12). كانت هذه نتيجة
مباشرة لترك يوآش الرب إله الآباء (2 أخبار 24:24).

تعلمنا
قصة يوآش أن التغاضي عن كلمة الله تؤدي إلى كوارث أليمة: لأن غضب الله معلن من
السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم [أي يكتمون الحق
ويعيقونه ويبطلون فاعليته بواسطة شرهم] (رومية 18:1).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال يوآش الذي كان ينبغي تخبئته ممن يريدون قتله (2 ملوك 1:11-3). أيضا يسوع
أخذته مريم ويوسف إلى مصر ليخبئانه من الذين يريدون أن يقتلوه (متى 13:2-15).

 

 2 ملوك 14 – 15

بعد
موت أبيه يهوآش، ملك يربعام الثاني على مملكة إسرائيل الشمالية لمدة 41 سنة في
السامرة، وهي واحدة من أطول فترات الحكم لأي من ملوك إسرائيل. هو رد تخم إسرائيل
[أي استرد حدود إسرائيل] من مدخل حماة إلى بحر العربة [البحر الميت] حسب كلام الرب
إله إسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتاي النبي الذي من جت حافر (2
ملوك 25:14). وعلى مدى 30 سنة تقريبا قاد الأمة إلى التمتع بالسلام والرخاء
والنجاح السياسي بطريقة لم يكن لها مثيل منذ أيام داود وسليمان. إلا أنه عمل الشر
في عيني الرب (24:14)، فازدهر الفجور وعبادة الأوثان. وأخيرا أمر الرب عاموس بأن
يذهب إلى بيت إيل ويتنبأ على مملكة يربعام بالدمار (عاموس 9:7). وقد تكلم كل من
هوشع وعاموس ضد الانحلال الديني والأخلاقي أثناء ملك يربعام (هوشع 4:6-10؛
1:10-15؛ عاموس 6:2-8؛ 13:3-27:5).

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل لوقا الشيطان يطلب من الله أن يسجد له ه

ومن
الواضح أن الفضل لا يرجع ليربعام في انتصاراته، وإنما إلى الرب الذي سبق وأنبأ
بذلك من خلال عبده يونان: لأن الرب رأى ضيق إسرائيل مرا جدا؛ لأنه لم يكن محجوز
ولا مطلق [أي لم يوجد أحد لينقذهم سواء أسير أو حر] وليس معين لإسرائيل… فخلصهم
بيد يربعام بن يوآش (2 ملوك 26:14-27).

وللأسف
فإن هذا الانتعاش والرخاء للأمة لم يؤد بهم إلى الاتضاع أمام الرب. فظهرت محبة
الرب لشعبه في إرساله لهم أنبياء خصوصيين (13:17). ولكن الشعب رفض كلمة الرب.
ونسبوا ازدهارهم إلى أوثانهم فعبدوها أكثر من ذي قبل بينما استمر الفجور والعنف
يتزايدان.

وبعد
موت يربعام، سادت الفوضى. فجاء بعده ابنه زكريا الذي ملك فقط ستة أشهر. وكان هذا
هو الجيل الرابع لبيت ياهو. وقتل زكريا بواسطة شلوم الذي نادى بنفسه ملكا. وقتل
شلوم بواسطة منحيم بعد أن ملك لمدة شهر واحد فقط. وبعد موت منحيم، ملك ابنه فقحيا،
وقد قتل بواسطة فقح (10:15،14،22،25،30). ومنذ ذلك الحين بدأت إسرائيل في الانحلال
بسرعة.

لم
تكد تمضي 30 سنة بعد موت يربعام حتى كانت كلمات النبي قد تحققت إذ تحطمت مملكة
إسرائيل وقام الأشوريون بسبي شعبها من البلاد.

كثيرا
ما يكون النجاح المادي خادعا، كما كان الحال مع الملك يربعام. وقد يسأل الشخص غير
المطلع على الكتاب المقدس: لماذا نجح هذا الملك؟ السبب هو أن الله طويل الروح
وكثير الرحمة وسهل الاستعطاف. وقد سبق وأنبأ أنه سيعطي إسرائيل فرصة واحدة أخيرة
ليتوبوا ويرجعوا إليه بكل قلوبهم. فلو كانوا قد تابوا عن خطاياهم وأطاعوا وصايا
الرب وعبدوه، لكان سلامهم ورخاؤهم العظيم قد استمر.

نحن
نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق… أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من
أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله
العادلة (رومية 2:2،4-5).

إعلان
عن المسيح:

عندما
ضرب الرب الملك بالبرص وخلعه من الملك (2 ملوك 5:15-7). هذا يصور الزمن الذي فيه
سيخلع المسيح العبد غير النافع (متى 30:25).

 

 2 ملوك 16 – 17

خوفا
من قوة الأشوريين المتزايدة، قام فقح ملك إسرائيل بعمل تحالف مع رصين ملك أرام (2
ملوك 37:15). وحاولا أن يرغما آحاز ملك يهوذا على الانضمام إليهما. وعندما رفض
آحاز، صعد رصين ملك أرام وفقح بن رمليا ملك إسرائيل إلى أورشليم للمحاربة فحاصروا
آحاز ولم يقدروا أن يغلبوه (5:16). وعمل آحاز تحالفا مع ملك أشور، فأخذ الفضة
والذهب الموجودة في بيت الرب وفي خزائن بيت الملك وأرسلها إلى ملك أشور هدية
(8:16) لكي يحارب أرام (سوريا) وإسرائيل. وبدت الخطة ناجحة إذ انتصر ملك أشور على
رصين وقتله. وفي مؤامرة أخرى في القصر تم خلع فقح وملك هوشع بدلا منه.

وبدافع
من تحمسه في تجاهل الله وكلمته وأنبيائه، منع آحاز ملك يهوذا الشعب من عبادة الرب
في الهيكل. وملأ أورشليم ويهوذا بتماثيل البعل والعشتاروث وشجع ممارسة الشذوذ
الجنسي.

إن
قراءة اليوم في منتهى الأهمية لأنها تفسر لماذا كان سقوط الإسرائيليين أمرا حتميا.
كانوا أقوى القبائل، لكنهم عبدوا الأصنام التي قال الرب لهم عنها لا تعملوا هذا
الأمر، وأشهد الرب على إسرائيل وعلى يهوذا عن يد جميع الأنبياء وكل راء قائلا
ارجعوا عن طرقكم الردية واحفظوا وصاياي وفرائضي.. فلم يسمعوا (12:17-14).

وقد
وبخ هوشع النبي الإسرائيليين بسبب عدم ثبات أمانتهم، قائلا: أفرايم كحمامة رعناء
بلا قلب، يدعون مصر، يمضون إلى أشور… يكثر الكذب والاغتصاب؛ ويقطعون مع أشور
عهدا والزيت إلى مصر يجلب (هوشع 11:7؛ 1:12).

أصبح
هوشع ملكا على إسرائيل عن طريق مؤامرة مع تغلث فلاسر، ملك الإمبراطورية الأشورية،
الذي أصبح مسيطرا تماما على المملكة الشمالية. وانتصر تغلث فلاسر على سبطي رأوبين
وجاد ونصف سبط منسى على الجانب الشرقي من نهر الأردن ثم هاجم الجزء الشمالي من سهل
الأردن مطالبا بأن يصبح الجليل وجلعاد مقاطعتين تابعتين للدولة الأشورية (2 ملوك
29:15؛ قارن مع إشعياء 1:9). فلم يتبق تحت سيطرة إسرائيل سوى مدينة السامرة
والمنطقة الجبلية المحيطة بها الخاصة بأفرايم.

كان
هوشع هو آخر ملوك المملكة الشمالية، ونقرأ: في السنة التاسعة لهوشع أخذ ملك أشور
السامرة وسبى إسرائيل إلى أشور (2 ملوك 6:17). وهكذا استولى ملك أشور على السامرة
ووضع النهاية للملكة الشمالية. كان السبب الحقيقي لهزيمة هوشع وسبي الأسباط
المتبقين من المملكة الشمالية هو عدم أمانتهم للرب: تركوا جميع وصايا الرب إلههم
وعملوا لأنفسهم مسبوكات عجلين وعملوا سواري وسجدوا لجميع جند السماء وعبدوا
البعل… حتى نحى الرب إسرائيل من أمامه… فكانوا يتقون الرب ويعبدون آلهتهم
(16:17-23،33).

إننا
نجد نفس هذا الولاء المنقسم لدى الأشخاص الذين يدعون أنفسهم مسيحيين. فإن أسماءهم
مكتوبة في سجلات الكنيسة، ويحضرون الكنيسة يوم الأحد، لكنهم يعيشون طوال الأسبوع
وكأن الله غير موجود. فمن الواضح أن ليس لديهم رغبة قلبية صادقة في إرضاء الرب.
والتحذير الهام اليوم هو أن تجاهل كلمة الله يجعل من الذات إلها، إذ أنها هي التي
تتخذ القرارات. فالشخص أو الشيء الذي يحظى بأقصى اهتمامنا وولائنا يصبح هو صنمنا –
وعندئذ تصبح الهزيمة حتمية.

قال
يسوع عن أهل زمنه: يقترب إليّ هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه وأما قلبه فمبتعد عني
بعيدا (متى 8:15).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال مذبح النحاس (2 ملوك 10:16-15). يرمز مذبح النحاس إلى الصليب الذي قدم عليه
المسيح نفسه لله كذبيحة المحرقة (عبرانيين 14:9).

 

 2 ملوك 18 – 20

كان
آحاز واحدا من أشر الملوك في تاريخ يهوذا. وقد أعلن النبي ميخا تحذيرات كلمة الله
علانية ضد قادة يهوذا المبغضين الخير والمحبين الشر.. الذين يضلون شعبي.. لذلك
بسببكم تفلح صهيون كحقل وتصير أورشليم خربا (ميخا 2:3،5،12).

وعلى
الرغم من عدم اشتهار ميخا إلا أن حزقيا عندما أصبح ملكا لم يتبع طرق أبيه آحاز بل
آمن بأنبياء الرب. على الرب إله إسرائيل اتكل وبعده لم يكن مثله في جميع ملوك
يهوذا ولا في الذين كانوا قبله (2 ملوك 5:18).

وقد
استفاد حزقيا ليس فقط من خدمة ميخا، بل أيضا نال تشجيعا عظيما من النبي إشعياء.
فقد ساهم هذان النبيان في التعمق الروحي لدى حزقيا. فإن ما أعلنه ميخا كان هو قول
الرب… إلى رؤساء يعقوب وقضاة بيت إسرائيل (ميخا 1:1؛ 1:3). وكلمة الله وحدها
قادرة على تبكيت القلب وتغيير حياة الإنسان.

أثناء
فترة ملكه، قاد حزقيا الأمة إلى تجديد عهدهم مع الرب وبذلك تجنب وقوع قضاء الرب
على الأمة. وكان فرح عظيم في أورشليم لأنه من أيام سليمان بن داود ملك إسرائيل لم يكن
كهذا في أورشليم (2 أخبار 26:30).

وبعد
الإصلاح الديني الذي قام به حزقيا أعيد تنظيم الحكومة بشكل جذري سواء من جهة
الشئون العلمانية أو الدينية في المملكة. ونقرأ هذه الكلمات المنعشة: عمل حزقيا ما
هو صالح ومستقيم وحق أمام الرب إلهه. وكل عمل ابتدأ به… إنما عمله بكل قلبه
وأفلح (2 أخبار 20:31-21).

وأعظم
مقاومة لاقاها إشعياء وميخا وحزقيا بشأن الرجوع إلى كلمة الله لم تصدر من شعوب
الأعداء المحيطين وإنما من السياسيين والأنبياء الكذبة والأشخاص ذوي النفوذ في ذات
بلدهم. فإن التدهور السابق على المستويين الأخلاقي والروحي قد أفسد هؤلاء القادة
فأصبحوا الآن مقاومين للمبادئ الروحية التي ترفع شأن الأمة.

إن
الجانب الأكبر من الديانة الشائعة اليوم لا يتجه إلى تغيير الحياة بل إلى تشجيع
الملذات الجسدية التي تروق للطبيعة الجسدية العتيقة. هذا ما نسمعه بكل طريقة: يجب
أن تتعاون مع الأغلبية – كن متساهلا؛ كن متحملا؛ لا تكن متطرفا؛يجب أن تجاري
العصر؛ دع كل إنسان يؤمن بما يريد؛ لا تعظ ضد الخطايا الجنسية الشائعة مثل الطلاق
والشذوذ الجنسي؛ كن "مترفقا"؛ لا تؤذ مشاعر أحد.

شكرا
للرب من أجل القلائل الموجودين في كل جيل الذين ينادون بكل جراءة بأن كلمة الله هي
المرشد الوحيد في الحياة. فالمؤمن الحقيقي هو الشخص الذي تحول عن الخطية، وآمن
بالمسيح كالمخلص الذي مات عن خطاياه، وله الروح القدس – الذي هو ذات طبيعة الله –
ساكنا فيه.

روح
الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. وأما أنتم فتعرفونه
لأنه ماكث معكم ويكون فيكم (يوحنا 17:14).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال حزقيا الذي سعى إلى رجوع يهوذا إلى الرب (2 ملوك 19). هذا يذكرنا بدعوة يسوع:
تعالوا إليّ… وأنا أريحكم (متى 28:11).

 

 2 ملوك 21 – 23

كان
حزقيا واحدا من أفضل الملوك في تاريخ يهوذا. ولكن ابنه منسى كان أردأ من الملك
آحاز، جد حزقيا، الذي أغلق بيت الرب (2 أخبار 24:28). بنى منسى مذابح للأوثان في
بيت الرب.. لكل جند السماء.. وعبّر ابنه في النار [أي قدمه محرقة للإله الوثني
مولك] وعاف وتفاءل واستخدم جانا وتوابع! وأكثر عمل الشر في عيني الرب لإغاظته..
أضلهم منسى ليعملوا ما هو أقبح من الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل (2
ملوك 4:21-6،9).

وبسبب
ذلك انهزم منسى أمام الأشوريين القساة وقيدوه بسلاسل. فكانت النتيجة أنه تواضع جدا
أمام إله آبائه، فأطلق سراحه، وأعيد إلى أورشليم ملكا (2 أخبار 10:33-12). وبلا شك
أن هذه كانت استجابة معجزية لصلوات حزقيا منذ سنين عديدة. فإن الرب يغفر الخطية
ويرد أقل الناس استحقاقا عندما يصرخون طالبين الرحمة بتوبة صادقة. وبمجرد عودته
إلى الملك، حطم منسى في الحال الآلهة الكاذبة والمذابح التي كان قد بناها وأعاد
مذبح الرب والعبادة في هيكله (2 أخبار 15:33-16).

ولكن
منسى لم يستطع تعويض السنوات العديدة التي أمضاها في الحكم الشرير. فلم يستطع أن
يعيش من جديد السنوات الضائعة ولا أن يقنع ابنه بأن يرفض الأوثان ويعبد الرب. وبعد
موت منسى، أعاد ابنه آمون جميع الممارسات الوثنية الشريرة التي مارسها أبوه في
بداية ملكه، بما فيها عبادة البعل في هيكل الرب (22:33). عبد الأصنام التي عبدها
أبوه وسجد لها ؛ وبعد فترة قصيرة في الملك مدتها سنتان، فتن عبيد آمون عليه [أي
تآمروا عليه] فقتلوا الملك في بيته (2 ملوك 21:21،23-24).

وكان
يوشيا ابن آمون في الثامنة من عمره عندما بدأ يملك في أورشليم وقد امتد ملكه 31
عاما (1:22). وكان الرب قد سبق وأنبأ عن اسمه وعن رسالته السامية قبل مولده ب 300
سنة في زمن يربعام: هوذا سيولد لبيت داود ابن اسمه يوشيا (1 ملوك 2:13). وكان آخر
ملك تقي في يهوذا قبل دمار أورشليم. وقام بالعديد من حركات الإصلاح الروحي، بما
فيها تجديد الهيكل.

في
ذلك الوقت، قال حلقيا الكاهن العظيم.. قد وجدت سفر الشريعة في بيت الرب (2 ملوك
8:22). وكان هذا الاكتشاف – لأسفار موسى الخمسة على الأرجح – تأكيدا على أن كلمة
الرب غير قابلة للدمار. فقال الملك: عظيم هو غضب الرب الذي اشتعل علينا من أجل أن
آباءنا لم يسمعوا لكلام هذا السفر ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب علينا (13:22).

ومع
أننا لا نعرف الكثير عن خلدة النبية، إلا أنها كانت ذات تأثير قوي في أورشليم. إذ
اعترف رئيس الكهنة والملك بموهبتها الفريدة وطلبوا منها القيادة الروحية. ولا يرد
سوى ذكر نبيتين أخريين في العهد القديم – هما مريم (خروج 20:15) ودبورة (قضاة
4:4). وقد رنمت كل منهما ترانيم مقدسة حرضت على الوطنية والتجديد الروحي بعد
انتصارات عظيمة، ولكن لا يبدو أن أياً منهما قد بلغت مستوى خلدة في التمييز الروحي
والمسحة الروحية بحيث تقول: هكذا قال الرب (2 ملوك 15:22).

ليس
عند الله محاباة في توزيع مواهبه الثمينة. فكما أن الطبيب يقضي سنوات عديدة في
الاستعداد من أجل تشخيص الحالات الجسمانية، كذلك الرجل أو المرأة الذي يتكلم
بسلطان روحي حقيقي يكون قد أمضى زمنا طويلا في الصلاة وقراءة كلمة الله.

وهو
أعطى البعض أن يكونوا رسلا،والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين…
لبنيان جسد المسيح (أفسس 11:4-12).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال الأنبياء (2 ملوك 10:21). الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما… كلمنا في
هذه الأيام الأخيرة في ابنه (عبرانيين 1:1-2).

 

 2 ملوك 23- 25

كان
يوشيا هو آخر ملك تقي على يهوذا قبل دمار أورشليم. وعمل المستقيم في عيني الرب
وسار في جميع طرق داود أبيه (2 ملوك 2:22؛ 2 أخبار 2:34). وأبطل جميع الممارسات
الوثنية في أورشليم وفي كل أنحاء يهوذا. وقرأ في آذانهم كل كلام سفر الشريعة الذي
وجد في بيت الرب. وقطع عهدا أمام الرب لحفظ وصاياه. وهدم بيوت المأبونين (2 ملوك 2
: 3، 7، 23).

قام
يوشيا بحركته الانتعاشية في المملكة الشمالية، إلى بيت إيل، حيث كان يربعام قد بنى
مذبحا عبارة عن عجلين ذهبيين، هذا المذبح والمرتفعة هدمهما وأحرق المرتفعة وسحقها
حتى صارت غبارا وأحرق السارية. والتفت يوشيا فرأى القبور التي هناك في الجبل فأرسل
وأخذ العظام من القبور وأحرقها على المذبح ونجسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل
الله الذي نادى بهذا الكلام منذ 300 سنة (2 ملوك 15:23-16؛ 1 ملوك 1:13-2).

وكذلك
السحرة والعرافون والترافيم والأصنام وجميع الرجاسات التي رئيت في أرض يهوذا وفي
أورشليم أبادها يوشيا ليقيم كلام الشريعة المكتوب في السفر الذي وجده حلقيا الكاهن
في بيت الرب (2 ملوك 24:23).

كان
يوشيا دقيقا جدا في مجهوداته لاستعادة العبادة الحقيقية، ومع ذلك ظل أغلبية الشعب
تتبع الشرور التي سادت على مدى 57 سنة طوال ملك أبيه آمون وجده منسى.

وحتى
ابني يوشيا، وهما يهوآحاز الذي ملك لمدة ثلاثة أشهر، ويهوياقيم الذي ملك لمدة 11
سنة، فلقد انجذبا مع التيار الشائع في ذلك الزمن، إذ عملا الشر في عيني الرب (32:23،37).
وبعد مرور ثلاثة أشهر فقط على موت يوشيا الملك التقي، خضعت مملكة يهوذا الجنوبية
لسيطرة مصر. وبسبب عدم أمانة الشعب لكلمة الله، أوشكت الأمة على الدمار.

وكان
الملوك الأربعة الذين جاءوا بعد يوشيا أشبه بالدمى المتحركة عينتهم وتحكمت فيهم
أولا مصر ثم بابل. وخلال ملك هؤلاء الملوك، مرت الأمة بسلسلة من الفتوحات وأخذ
السبايا.

وعندما
قاد نبوخذنصر جيوشه إلى يهوذا وحاصر أورشليم، وصل بها الأمر إلى المجاعة. وبدلا من
أن يذهب الملك صدقيا إلى الهيكل ويصلي، حاول أن يهرب ليلا بعمل فتحة في السور.
ولكن كما تنبأ النبي (حزقيال 12:12-13؛ 20:17)، ألقي القبض عليه هو وزوجته وأولاده
في سهول أريحا – ومن عجائب القدر أن هذا المكان كان هو نفس المكان الذي دخل منه
يشوع إلى كنعان عندما قاد بني إسرائيل ليدخلوا إلى أرض الموعد.

ووضع
البابليون القيود في يدي صدقيا، وأجبروه على مشاهدة قتل أولاده وجميع أفراد أسرته.
وكان ذلك آخر مشهد رآه إذ أنهم قلعوا عينيه بعد ذلك واقتيد بالسلاسل مثل الحيوان
إلى بابل. هذا يبين كيف أن الشيطان يعمي ويقيد جميع الذين يرفضون أن يخضعوا لله
العلي. ومن خلال هذه النهاية المخزية لصدقيا تحققت نبوتان كانتا تبدوان متناقضتين
– أن صدقيا سيؤخذ إلى بابل، ولكنه لن يراها (إرميا 4:32-5؛ 3:34،21؛ حزقيال
12:12-13؛ 20:17-21).

إن
دمار مملكة يهوذا التي كانت في يوم من الأيام ذات مجد وبهاء يعلمنا أنه حتى أعظم
الدول على الأرض – بكل غناها وجيوشها العظيمة وأسلحتها النووية – لا يمكنها البقاء
عندما يكون شعبها متجاهلين لكلمة الله.

البر
يرفع شأن الأمة وعار الشعوب الخطية (أمثال 34:14).

إعلان
عن المسيح:

من
خلال الفصح (2 ملوك 21:23-23). فالفصح يرمز إلى المسيح فادينا (يوحنا 29:1؛ 1
كورنثوس 6:5-7؛ 1 بطرس 18:1-19).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي