السفر
الأول

السفر
الأول من (مز 1 – 14) ويتضمن وصف مشاعر البقية التقية بين اليهود (من سبطي يهوذا
وبنيامين) التي ستعود وتجمع في أرض إسرائيل في بداية الضيقة. وهذا السفر يركز بصفة
خاصة على الظروف التي تصاحب الثلاث سنوات ونصف الأولى[4] من الأسبوع السبعين
لدانيال، كما أنه يتجاوزها إلى الضيقة العظيمة (الثلاث سنوات ونصف الأخيرة) وخلاص
البقية بعد طول انتظار لمجيء المسيا.

 

وقد
يساعدنا هذا التوضيح لفهم حالة اليهود عند رجوعهم إلى أرض إسرائيل. ولنفترض أن
طفلاً بسبب أخطاء قد فعلها وقع تحت تأديب من أبيه، واستبعد من حجرة المعيشة (حيث
تجتمع كل العائلة) ليبقى في حجرته. وعليه أن يبقى، تحت هذا التأديب الواقع من
أبيه، لفترة قبلما يسمح له أن يعود مرة أخرى. وأما من جهة أحزان والديه فإنه لم
يعرف بعد خطأه ولا ما سببه لهم من أحزان بسبب ما فعله. وبدلاً من ذلك فقد رجع إلى
الدمى ليلعب بها كما لو أن شيئاً لم يحدث محاولاً أن يستمتع بعائلته كما كان
قبلاً. واليهود يشبهون هذا الطفل إلى حد ما. وبسبب رفضهم للمسيح وصلبهم إياه فقد
استبعدوا مؤقتاً كأمة في هذا التدبير الحاضر. والله في أحكامه القضائية شتتهم بين
الأمم في الأرض ولم يعودوا قادرين (حتى الآن على الأقل) أن يستمتعوا بأرض ميعادهم.
وعندما سيعودون كأمة إلى الأرض في بداية زمن الضيقة فإنهم يستمرون في تقديم
ذبائحهم وتقدماتهم كما كانوا في القديم وكأن شيئاً لم يتغير. وأما مسألة المذنوبية
الدموية لصلبهم للمسيح فلم يعرفوها ولم يتوبوا عنها. والحقيقة أن الله له مخاصمة
مع شعبه الأرضي من جهة مذنوبيتهم في موت ابنه. ولذلك سيستخدم الله أحزان وآلام
الضيقة وقيام ضد المسيح لفحص قلوب البقية فحصاً عميقاً وعظيماً. وعندما يظهر
المسيح في النهاية فإن النور يشرق[5]. وسيروا يسوع الذي صلبوه، بشكل منظور
كماسياهم وعندئذ ينوحون عليه بالتوبة ثم يردون له (زك 12: 10 – 14، مز 51: 14).
وأثناء الضيقة وحتى استحضار البقية للتوبة فإنهم لن يعرفوا المسيح كمخلصهم ولن
يفهموا عمله الكامل على الصليب. ومع ذلك سيكون لهم الإيمان بالرب وسيعيشون طبقاً
لقياس هذا النور.

 

وفي
السفر الأول ينظر إلى البقية التقية كمن لهم الإيمان بالرب فمن ثم يبرز انفصالهم
الأدبي في مسلكهم وطرقهم (مز 1، مز 26) عن جموع أمة اليهود المرتدة في الأرض. وإذ
يقام الهيكل وتقدم الذبائح اليهودية وتعود العبادة، فإن البقية تستمتع بالحرية في
الأرض وهي تذهب مع الجموع إلى بيت الله (مز 1: 5، 3: 4، 4: 5، 5: 7، 16: 11، 18:
6، 22: 22 و25، 23: 6، 26: 5 – 8 و12، 27: 4 – 6 و13، 28: 2، 29: 2(هامش) و9، 35:
16 – 20، 36: 8، 37: 3، 40: 9 – 10).

 

ومفتاح
السفر الأول نقتبسه من أشعياء 66: 1 – 4، فهناك البقية التي تخشى الله وترتعب من
كلامه، إنها بين جماعة كبيرة تأتي وتتعبد في الهيكل. ولكن جموع أمة اليهود مرتدة
أيضاً وهي تذهب إلى الهيكل بدوافع تتميم طقوس خارجية وتقليدية فقط لتقديم الذبائح
أما قلوبهم فمبتعدة عنه، ومع توفر الحرية في أرضهم غير أن البقية ستعاني من
التعبير والاضطهاد لأجل إيمانهم وتقواه للرب من إخوتهم المرتدين الذين يدعونهم
"الأشرار". ونرى ضد المسيح في الحقيقة في السفرين الأولين من المزامير
وبصفة خاصة في السفر الثاني (مز 42 72) الذي سيكون حاكماً في الأرض. أما في
الأسفار الثلاثة الأخرى من المزامير (مز 73 – 150) باستثناء بعض الشواهد المحدودة فإن
ضد المسيح يرى وقد أدين واستبعد من المشهد.

 

وكل
المزامير في هذا السفر تخاطب الله أنه الرب
LORD فيما عدا مزمور 16. واسم الرب LORD يتكرر 272 مرة. وهذا يفترض وجود علاقتهم بيهوه ولكنها ستصبح
بطريقة خارجية في الثلاث سنوات ونصف الأولى.

 

والخمسة
أسفار من المزامير تترابط مع الخمسة الأسفار لموسى
Pentateuch وهناك علاقة متناظرة عامة بينهما. فسفر التكوين هو سفر البدايات
من أسفار موسى الخمسة إذ يعطينا بدايات تعاملات الله مع الإنسان. والسفر الأول من
المزامير يعطينا بدايات تعاملات الله الجديدة مع شعبه الأرضي إسرائيل (اليهود بصفة
خاصة) والتي ستوجد مرة أخرى في أرضهم.

 

والمجموعات
المترابطة المختلفة في مزامير السفر الأول كالآتي: مز 1 8، مز 9 – 15، مز 16 – 18،
مز 19 – 24، مز 25 – 34، مز 35 – 41. وتبدأ المجموعات مع أحزان البقية وتنتهي
بخلاصهم وعتقهم بمجيء الرب لتأسيس ملكوته.


السفر
الثاني

في
هذا السفر (مز 42 – 72) تجد البقية التقية نفسها في ظروف أشد ألماً وقسوة مما نراه
في السفر الأول. فضد المسيح سيقوم في الأرض ويقبل من جماعة اليهود المرتدة
باعتباره أنه ماسياهم (الكاذب) (يو 5: 43، دا 11: 36 – 39). وأكثر من ذلك فإن ضد
المسيح سيقيم صورة وثنية وهي رجسة المخرب (متى 24: 15، رؤ 13: 14 – 15) في الهيكل
وسيفرض على الجميع في الأرض أن يعبدوه. وعندما ترفض البقية التقية بسبب الضمير أن
تسجد للصورة فإن مرارة بغضة الوحش وضد المسيح ستتبعهم. وسيطلقون مكامن الاضطهاد
المخيف الذي عرفه العالم (مت 24: 21 – 22، دا 12: 1، رؤ 12: 13) في كل دائرة الأرض
لتصيب كل من يرفض أن يسجد للصورة وخاصة للبقية التقية. وهذه هي الضيقة العظيمة
التي ستستمر لمدة ثلاثة سنيين ونصف التالية من الأسبوع السبعين من أسابيع دانيال.
ومفتاح السفر الثاني هو أشعياء 66: 5. وبسبب أن مدينة أورشليم وأرض إسرائيل ستترك
لشرور الوثنية فإن ضد المسيح سيقوم فيها بإثارة الاضطهاد المرعب الذي سيسببه،
وستضطر البقية التقية أن تهرب خارج أورشليم (مت 24: 15 – 21) إلى الجبال والكهوف
ومغاير الأرض طلباً للأمان والحماية.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر أخبار الأيام الأول 25

 

في
السفر الأول يرون أنهم خارجون مع الجموع إلى بيت الله ولكنهم الآن لم يعودوا
قادرين أن يكرروا ذهابهم إلى الهيكل (مز 42: 4، مز 55: 14). ويرون أنهم مطرودون من
إخوتهم. والمزامير في السفر الثاني تصف مشاعر البقية التقية خلال تلك الفترة
(الثلاث سنين ونصف التالية من أسبوع دانيال السبعين)[31].

 

إن
روح الله انتخب بعض المزامير التي كتب في أزمنة وأماكن مختلفة عندما كان الكاتب
بعيداً عن بيت الله. وعناوين المزامير في هذا السفر تبين لنا أن معظم هذه المزامير
قد كتبت في وقت عندما كان داود (كمثال للمسيح) غير مقبول من شعبه كالملك. وكتبت
عندما كان هو وبقية من الأمناء (إشارة للبقية التقية) مطرودين خارجاً من شاول
وأخيراً من أبشالوم (وكلاهما رمز لضد المسيح). وهذه المزامير تكون الخلفية
للتطبيقات النبوية عندما تستبعد البقية التقية من إخوتهم وهم اليهود المرتدين. ومن
جهة عملية، في كل مزمور حيث ترى البقية مضطهدة وتحت الضغط، فإننا نجد ما يبين أنهم
خارج أورشليم وعلى مسافة من الهيكل و امتيازاته مز 42: 4 و6، مز 43: 3 – 4، مز 44:
11 و 14 و19 ("مكان ابن آوى" – البرية)، مز 52 (عنوانه)، مز 55: 6 – 7
و9 و14، مز 56 (عنوانه) و8، مز 57 (عنوانه) و9، مز 60: 1، مز 61: 2، مز 63 (عنوانه)
و 1 – 2، مز 65: 4 – 5، مز 66: 13 – 15، مز 68: 6 و13 "الحظائر" وهي تقع
في الأماكن النائية للريف، مز 69: 8، مز 71: 20. وكنتيجة لهذا فإن صلواتهم لا
تخاطب الرب يهوه كما في السفر الأول ولكنه تخاطبه كإيلوهيم والتي تشير إلى بعدهم
عن الأقداس ونقص تمتعهم ببركات العهد. وترد كلمة "إيلوهيم" في السفر 164
مرة. وكلمة "الرب" تستخدم أحياناً في هذا السفر ولكن عادة تأتي "
Lord" بالحروف الصغيرة
تعني "أدوناي" أي "السيد" والتي تختلف عن يهوه (أي الرب
LORD بحروف كبيرة). هذه
المزامير تخاطب الله كإيلوهيم وتسمى (مزامير إيلوهيمية). مز 42 – 83 ويمتد جزء
منها حتى السفر الثالث، عندما يدين الرب أعداء إسرائيل ويستردهم لنفسه ( مز 83:
18). أما المزامير ما بعد ذلك (مز 84 – 150) فتتجه بالمخاطبة للرب (يهوه) والتي
تعني في الحقيقة استقرار علاقة العهد مع شعبه إسرائيل (خر 6: 2 – 4).

 

مضافاً
إلى أحزان البقية التقية أنها تتألم من رفض إخوتهم اليهود المرتدين، إذ سيختبرون
القهر من الأمم وبخاصة الأمم العربية. ويشار إلى هؤلاء الأمم بالعدو (انظر يوحنا
داربي – الموجز في أسفار الكتاب مز 42 – 44). مز 42: 9 – 10، مز 43: 2، مز 44: 11
– 14، مز 54: 3، مز 55: 3، مز 56: 1 – 2، مز 59: 1 – 2، مز 64: 1 – 2، مز 68: 1.

 

ومع
أن السفر الثاني بصفة خاصة يركز على آلام البقية التقية في الضيقة العظيمة عندما
يستبعدون من إخوتهم، فإن بعضاً من هذه المزامير في هذا السفر تتطلع إلى خلاص
البقية وتأسيس مملكة المسيح.

 

ويشار
إلى هذا السفر من المزامير بأنه فصول مزامير الخروج. وفي سفر الخروج فإن بني
إسرائيل اختبروا من جهة المبدأ نفس الشيء مما تختبره البقية في يوم قادم. فقد كان
بنو إسرائيل في أرض غريبة (مصر) بعيدين عن أرض الموعد (كنعان) تحت قسوة واضطهاد
ملك شرير (فرعون). والبقية التقية في هذه المزامير كما لاحظنا يُرون أيضاً بعيدين
عن أرض الموعد بسبب الملك الشرير (أي ضد المسيح) الذي سيحكم هناك. وبنو إسرائيل في
الإصحاحات الأولى من الخروج لم تكن لديهم معرفة بالرب كيهوه.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم المكابيين الرابع 09

 

كذلك
أيضا البقية التقية ستصرخ بالحري لله (بدلاً من يهوه). وعندما صرخ بنو إسرائيل في
مصر وهم يئنون تحت هذه المظالم فإن الرب سمعهم ونهض لخلاصهم في الحال ليحكم على
الملك القاسي فرعون. ويبدأ الخروج بنواح وعويل وأنين شعب الله وينتهي بخلاصهم ومجد
الرب الذي ينزل ويسكن في مسكنه على الأرض (خر 40: 34 – 35). وهكذا السفر الثاني من
المزامير يبدأ أيضاً بأنات البقية المتألمة وتنتهي بخلاصهم في ملكوت المسيح
المجيد.

 

والمجموعات
المتنوعة من المزامير في السفر الثاني هي من مزمور 42 – 49، مز 50 – 51، مز 52 –
60، مز 61 – 86 (انظر يوحنا داربي ملاحظات وتعليقات المجلد 3 صفحة 137)، مز 69 –
72. وكل مجموعة من هذه (باستثناء مز 50 – 51، والتي هي بحق تذييل للمجموعات
السابقة)، وتبدأ بآلام البقية (المطرودة) وتنتهي بمجيء الرب بالقوة ليخلصهم ويؤسس
ملكوته.

 

السفر
الثالث

في
السفر الثالث (مز 73 – 89) تهبط الأشياء إلى أدنى نقطة. فبالإضافة إلى أحزان
البقية التقية من رفض كل أخواتهم ومن الأمم، فإن الرعب يزعجهم عندما يرون جيوش ملك
الشمال تخرب الأرض (دا 11: 40 – 42). وهذا يستخدمه الله ليأتي بهم إلى القاع، وإلى
التوبة العميقة (يوئيل 2: 12 – 17) والتي ستعود إلى الاعتراف بالمذنوبية الدموية
في صلب المسيح عند مجيئه الأول. ومفتاح السفر الثالث للمزامير هو أشعياء 18[42].
فاليهود العائدون إلى أرضهم سوف يهاجمون بجيوش الشمال. فالخراب والموت والدمار هي
نتائج هذا الغزو والذي نراه في هذا السفر (مز 73: 18 – 19 و 27، مز 74: 1 – 8 و 19
والملاحظة الواردة هنا في ترجمة داربي، مز 75: 3، مز 76: 10، مز 78: 62 – 64، مز
79: 1 – 3 و 10، مز 80: 12 – 13 و 15 – 16، مز 83: 2 – 4، مز 84: 3، مز 86: 14، مز
88: 1 – 18، مز 89: 40 – 48).

 

والبقية
التقية التي ستهرب مختبئة من اضطهاد ضد المسيح ستحفظ من جيوش الغزاة أما اليهود
المرتدون في الأرض فستقتلهم الآلام.

 

وسترى
البقية التقية أن أراضي إسرائيل ستخرب بأيدي الغزاة من جيوش الشمال فيصرخون طالبين
المعونة من الله. وهناك اختلاف في صلوات البقية في السفر الثاني عنه في السفر
الثالث. فالصلوات في السفر الثاني هي في الأساس مقدمة لله للقضاء على ضد المسيح
وأتباعه الأشرار، أما الصلوات في السفر الثالث فهي لله للقضاء على غزاة الشمال
ورجوع الأمة. وينظر إلى السفر الثالث من المزامير أنه شبيه باللاويين فسفر
اللاويين هو كتاب الكهنة الذي يعلن الاقتراب إلى الله في القداسة على أساس
الذبيحة، كما يتكلم عن الأقداس (لاويين 1: 1 إلخ…….) كذلك السفر الثالث من
المزامير يتناول الأقداس (مز 73: 17، مز 74: 2 – 4 و 7، مز 75: 2، مز 76: 2، مز
77: 13، مز 78: 54 و 60 و 69، مز 79: 1 – 2، مز 82: 1، مز 84: 1 و 3 – 4 و 7 و 10،
مز 87: 1 – 2 و 5، مز89: 5 و 7).

 

والمجموعات
المختلفة في هذا السفر من المزامير هي (مز 73 – 78، مز 79 – 87، مز 88 و89). وكل
مجموعة تبدأ بخراب الأرض من غزو جيوش ملك الشمال وتتعداها لترينا مجيء الرب ليخلص
البقية اليهودية التقية والقضاء على الأعداء واسترداد أسباط إسرائيل العشرة.

 

السفر
الرابع

يبين
لنا الكتاب الرابع من المزامير (مز 90 – 106) بشكل واضح مجيء الرب (ظهوره) بقوة
ومجد لينقذ ويخلص البقية ويؤسس مملكته. ومفتاح هذا لكتاب هو رؤيا 11: 15
"صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى أبد الآبدين". هذا الكتاب
يرينا التمهيد لدخول البكر إلى العالم بصراخ البقية. ن مجيئه للحكم يذكر غالباً في
كل مزمور من هذا الكتاب (مز 90: 13، مز 93: 1، مز 96: 1 و13، مز97: 1، مز 98: 9،
مز 99: 1، مز 103: 19، مز 104: 31، مز 105: 7 ). تصف لنا مزامير الكتاب الرابع
مشاعر البقية إذ يختبر الفرح لاستجابة صلواتهم بمجيء المسيا الذي انتظروه طويلاً.

 

ويشار
إلى الكتاب الرابع من المزامير باعتباره أنه يمثل سفر العدد. ونعرف أن سفر العدد
يتكلم عن رحلة البرية لإسرائيل حتى كنعان. وهكذا نرى في هذا الكتاب إشارات عديدة
لاختباراتهم في البرية. ويرينا مزمور 90 الجيل الذي أثار غضب الرب فأماتهم في
البرية بسبب عدم إيمانهم (عد 14: 26 – 35، عب 3: 17 – 19). ومزمور 91 من جهة أخرى
يعطينا الحماية الإلهية والعناية بالجيل الآتي (وهم الأولاد دون سن 20) إذ
يستحضرون في الطريق آمنين إلى أرض الموعد وهناك إشارات عديدة مباشرة إلى رحلات
إسرائيل في البرية (مز 95: 7 – 11، مز 99: 7 – 8، مز 102: 6، مز 103: 7، مز 105:
39 – 43، مز 106: 13 – 33). وكذلك موسى وهرون الذين استخدماهما الله ليقود بني
إسرائيل في البرية يتكرر أسموهما 7 مرات (مز 90 العنوان، مز 99: 6، مز 103: 7، مز
105: 26، مز 106: 16 و 23و 32).

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل مرقس يسوع غافر الذنوب ب

 

وهناك
سلسلة مختلفة في الكتاب الرابع وهي (مز 90 – 93، مز 94 – 101، مز 102 – 106). وفي
نهاية الكتاب (مز 106: 47) صرخة للرب ليجمع إسرائيل. وهناك إشارة للعشرة أسباط
بصفة خاصة، وهي عينة لمقدمة موضوع الكتاب الخامس وهو عودة واسترداد العشرة الأسباط
من إسرائيل بشكل واضح وكامل.

 

السفر
الخامس

الكتاب
الخامس من المزامير (من مزمور 107 – 150) يوضح العودة الكاملة ورجوع العشرة
الأسباط من إسرائيل، والقضاء النهائي على أعدائهم، وتأسيس مملكة المسيح الألفية
والكثير من التعبيرات الموجودة في الأسفار الأربعة السابقة من مزامير لا نجدها في
هذا السفر[69]، مثل "ارجع يا رب" (مز 6: 4، مز 80: 14، مز 90: 13) و
"إلى متى؟" (مز 6: 3، مز13: 1 – 2، مز 35: 17، مز 74: 10، مز 79: 5، مز
80: 4، مز 89: 46، مز 90: 13، مز 94: 3 – 4).و "قم يا رب" (مز 3: 7، مز
7: 6، مز 9: 89، مز 10: 12، مز 17: 13، مز 44: 23 و 26، مز 74: 22، مز 82: 8).
وغيرها من التعبيرات المشابهة، ذلك لأن هذا السفر يرى الأشياء من النقطة التي يعود
فيها الرب ويسكن في صهيون (مز 110: 2، مز 125: 2، مز 128: 5، مز 132: 13، مز 134:
1 – 3، مز 135: 21، إلخ…..) في السفر الرابع يرى الرب عائداً وفي السفر الخامس
يرى الرب عائداً كما أن شعبه (الأسباط العشرة بصفة خاصة) عائد إليه (مز 107: 3، مز
114: 1، مز 122: 4، مز 120 – 134 "ترنيمات المصاعد"، مز 125: 2، مز 135:
8 – 12، مز 136: 10 – 22، مز 137: 1 و 4، مز 138: 7، مز 147: 2، مز 148: 14).

 

وترى
الضيقة العظيمة في نهايتها، والوحش وضد المسيح قد قضى عليهما وصارا خارج المشهد في
ذلك الوقت[70]. والظروف التي تجري هنا في هذا السفر تقع في الفترة بين 1290 و 1335
يوماً من النصف الثاني من الضيقة العظيمة[71] – انظر الخارطة على صفحة.. ومع أن
الرب يعود في هذا السفر غير أن أعداء إسرائيل لم يخضعوا تماماً[72]. وجوج (روسيا)
لم يدمر تماماً "سحق رؤوسها في أرض واسعة" ترجمة داربي (مز 110: 6)
"كل الأمم أحاطوا بي" (مز 118: 10 – 12)، و "رجل الظلم" (مز
140: 1 و 4 و 11) يشير إلى الآشوري الذي هو جوج (روسيا)[73]. فمن ثم فإن أسباط
إسرائيل الراجعة لا تزال في ضيق ولم تضع يدها على كل ميراث الأرض الموعودة[74].
ولكن قبلما يأتي السفر إلى الختام فإن أعداء إسرائيل في النهاية يخضعون ويأتي
إسرائيل إلى الخلاص الكامل وبركة الملكوت. ومع أن المزامير تأتي بنا إلى خلاص
إسرائيل وبركة الملك فإنها تدخل بنا إلى الملك الألفي[75].والسفر الخامس من المزامير
يشار إليه في التقسيم مثل سفر التثنية. لأن التثنية تعيد كتابة بني إسرائيل في
رحلتهم من مصر إلى أرض الموعد وترسم له أسلوب الحياة عند امتلاكهم للأرض.

 

والسفر
الخامس من المزامير يصور أيضاً أسباط إسرائيل العائد من كل جزء في العالم (ومصر
رمز لها) إلى أرض الموعد وفرحهم وتسبيحهم هناك والمجموعات المختلفة من هذا السفر
من المزامير هي من (مز 107 – 113، مز 114 – 119، مز 120 – 134، مز 135 – 136، مز
137 – 150). وكل مجموعة تبدأ بأسباط إسرائيل في ضيقها وهي بعيدة عن أرض الموعد
ولكنهم عائدون إلى الرب في صهيون وتنتهي بإخضاع جميع أعدائهم وتسبيحهم للرب في
مملكته (الملك الألفي).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي