الْمَزْمُورُ
الخَامِسَ عَشَرَ

 

الحياة على
قمم الجبال

يبدو
مناسبا جدا أن يلى هذا المزمور المزمور السابق (14) مباشرة، فالسابق يكشف عن خصال
الشرير أما هذا المزمور فيكشف عن خصائص الإنسان التقى.

ربما
يعبر المزمور عن أعماق أفكار داود وهو فى المنفى، حيث كان محروما من العبادة فى
بيت الرب.

كان
هذا المزمور جزءا من مزامير الأحتفال عند باب الهيكل. كان الهيكل هو بيت الله الذى
لا يمكن دخوله إلا فى أوقات معينة وبشروط خاصة. وكان الزائر الذى يحج إلى هذه
الأماكن المقدسة يلتزم بأن يستأذن الكاهن المختص متى رغب فى الدخول، فيسأل :

" يارب من يسكن فى مسكنك ؟ أو من يحل فى جبل قدسك ؟ [1]

يجيبه
حارس البيت مقدما السمات المطلوبة للدخول…

يسأل
الزائر [العلمانى] ويجيب الكاهن لا بتقديم قائمة عن التزامات طقسية خارجية وإنما
التزامات تمس فحص ضميره..

" يارب من يسكن فى مسكنك (خيمتك) ؟!

أو من يحل فى جبل قدسك ؟! [1].

يتساءل
المرتل : يارب أنت هو القدوس الساكن فى السموات، من يقدر أن يقترب إلى مسكنك أو
تكون له شركة معك ؟ السماء ليست بطاهرة فى عينيك، وإلى ملائكتك تنسب حماقة فكيف
يستطيع الإنسان القابل للموت أن يقترب إلى بهاء لاهوتك ؟

يؤمن المرتل أن الذى لم يتهيأ للكنيسة السماوية المجيدة فى الدهر
الآتى لا يستحق العضوية الروحية فى الكنيسة هنا على الأرض.. من سوف لا يشترك فى
شركة الحياة الأبدية هو غريب حتى عن ملكوت الله هنا.

سمات
ضيف الله :

1 –
بلا لوم

2 – " السالك بلا عيب ويعمل العدل " [2]

3 – " ويتكلم الحق فى قلبه " [2]

4 –
يحب قريبه : " الذى لم يغش بلسانه، ولم يصنع
بقريبه سوءا، ولم يقبل عارا على جيرانه "
[3].

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بيت فاجي 1

5 –
احتقاره الأقوياء الأشرار وتكريمه خائفى الرب :

" فاعل الشر مرذول أمامه،

ويمجد الذين يتقون الرب " [4].

6 –
يفى بكل وعوده للناس، مثبتا إخلاصه لهم :

" الذى يحلف لقريبه ولا يغدر به " [4].

7 – لا يعطى أمواله بالربا ولا يرتشى على الأبرياء
[5]

يليق بالراغب فى سكنى بيت الله أبديا ألا يقرض ماله بالربا ولا يأخذ
رشوة على البريء، بل يمتلىء قلبه حبا وحقا، بهذا يتحقق ما ختم به المرتل المزمور :
" الذى يصنع هذا لا يتزعزع إلى الأبد ".

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي