الْمَزْمُورُ
السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ

 

السلوك بالأستقامة

هذا
المزمور كمزمور البراءة وكمرثاة شخصية لمن اتهم ظلما بجريمة خطيرة يمكن أن يرتبط
بالمزمورين 7، 17.

يعتقد
البعض أن هذا المزمور قيل أثناء ثورة أبشالوم ضد أبيه داود أو اضطهاد شاول له،
بسبب وشايات أناس السوء (مجمع الأشرار) والمنافقين (الماكرين) ففى هاتين
المناسبتين صور الأعداء داود كإنسان شرير جدا، واتهموه زورا بعدة جرائم، أهمها :

1 –
خيانة وطنه وأمته، إذ اضطر إلى الهروب إلى أمم أخرى.

2 –
استخفافه بالعبادة الجماعية والتمتع بالسكنى فى بيت الرب… لأنه هرب من وسط
الشعب.

3 –
اشتراكه مع الوثنيين فى عبادتهم الوثنية وممارستهم الخاطئة.

4 –
يظن البعض أن داود اتهم بتدبير مقتل ايشبوشث بن شاول بيد بعنة وركاب (2 صم 4 : 5 –
12)، لذلك وجه هذا النداء للسماء يعلن تبرئته عن هذه الجريمة.

 

مزمور مسيانى

يرمز داود
النبى فى هذا المزمور إلى ملكنا يسوع المسيح الذى صار عارا للبشر.

 

" احكم لى يارب

فإنى بدعتى سلكت،

وعلى الرب توكلت فلا أضعف " [1].

لم
يكن أمام داود النبى – وقد وجه إليه الأعداء اتهامات باطلة تمس إيمانه وحياته
وتعثر شعبه فيه – إلا أن يستغيث أمام محكمة العدل الإلهى، حيث يقوم بالفصل فى
الأمور الله نفسه فاحص القلوب والعالم بكل الظروف الخفية والظاهرة، وها هو يقدم
ضميره شاهدا على نقاوة قلبه وإخلاصه.

" ابلنى (افحصنى) يارب وجربنى،

إحم قلبى وكليتى " [2].

جاءت
الكلمة المرادفة للفحص هنا بما يخص امتحان المعادن وفحصها بالنار (مز 12 : 6 ؛ 17
: 3) ؛ فقد اشتاق المرتل أن يمتحنه الله مرة ومرات، إذ يعلم براءته فيما نسب إليه
باطلا، طالبا من الله أن يثبت ذلك بنفسه ويعلنه، فإن الفحص الإلهى إنما يزيده
تزكية وبهاء ومجدا.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ص صائغ غ

فى الوقت
الذى فيه يعلن المرتل ببرائته التى بلا شك هى ثمرة عمل الله فى حياته نجده يطلب
رحمة الله التى لا تفارق عينيه.

" لن رحمتك أمام عينى هى،

وقد أرضيتك بحقك " [3].

يتذكر
داود النبى مراحم الله فى الماضى، وهو يعول عليها فى حاضره وأفكاره الحالية،
ويترجاها فى أيامه القادمة.

تقواه
(أو براءته) تقوم على أساس الآراء الصحيحة الخاصة بسمات الله وعنايته الإلهية نحو
شعبه بوجه عام ونحو داود بوجه خاص، ومن ثم كان الفيض المبهج للتقوى والرحمة
والرأفة المملوءة حبا، لهذا كان داود فى كل أفكاره يركز على هذا الجانب من شخصية
الله.

بقوله
" أرضيتك (ابتهج) بحقك " ربما
يشير داود إلى اتهامه بعبادة الأوثان، فيعلن أنه وإن كان قد اضطر إلى الهروب من
وسط شعبه إلى شعب وثنى لكنه لم يحد قط عن الحق الإلهى إلى زيف الأوثان، علاوة على
أنه يبتهج من أعماق قلبه بالله الحقيقى.

 

" يارب أحببت جمال بيتك،

وموضع مسكن مجدك " [8]

يقصد
داود النبى بالبيت هنا الخيمة، لأن الهيكل لم يكن قد بنى بعد. وكأن داود الطريد
يشتهى ألا يحرم من الخيمة المقدسة وتابوت العهد رمز الحضرة الإلهية.

+ يتجلى جمال بيت الله فى الذين كللوا بجمال القداسة داخل الكنيسة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي