الْمَزْمُورُ
السَّابِعُ وَالأَرْبَعُونَ

 

ملك الجميع

مزمور مسيانى ملوكى

بحسب
التلمود كان هذا المزمور فى العصور المتأخرة لليهودية يستخدم فى الأحتفال ببداية
السنة الجديدة. وهو يكشف عن الأبتهاج بتتويج الله نفسه ملكا على الأرض كلها. ويرى
البعض أن هذا المزمور مع المزامير 93، 95 – 100 قد وضعت للإحتفال بعيد سنوى كذكرى
لعمل إلهى فائق، فيه أعلن الله عن غلبته على أعدائه، وأظهر ملكوته على الخليقة.

يرتبط
هذا المزمور ارتباطا وثيقا بالمزمور السابق، وربما وضع فى نفس المناسبة. ويرى
البعض أنه مثل المزمور 24 وضع بمناسبة نقل تابوت العهد إلى جبل صهيون، ليحمل نبوة
عن صعود السيد المسيح إلى السماء، وحكمه الملوكى وعن جلوسه عن يمين الآب، وعن
انتشار الكرازة بالأنجيل فى المسكونة.

ويرى كثير
من المفسرين الرابيين (الحاخامات) أنه مزمور مسيانى.

يحوى
هذا المزمور الخيوط الثلاثة للنبوة فى العهد القديم :

1 – المسيا : بكونه ملك الأرض كلها [7]

2 – الأمم : تخضع للملكوت المسيانى [8، 9].

3 – اليهود : كوسطاء لتحقيق ذلك [4].

 

التنبوء بملك الله
الجامع

" يا جميع الأمم صفقوا بايديكم،

هللوالله بصوت الأبتهاج " [1].

1 –
لغة هذا المزمور مستعارة من نصرات الملك على أعدائه، ولكن بروح النبوة، حيث يرى
المرتل المسيا الملك يدخل معركة حاسمة ليحطم مملكة إبليس، العدو الحقيقى، ويقيم
مملكته.

2 –
يطالبنا المرتل أن نحتفل بملك المسيا بتصفيق الأيادى مع أصوات الأبتهاج أو هتاف
الفرح. ليرتبط عمل الأيادى بعمل الحنجرة والفم، فإن التصفيق بالأيادى إنما يشير
إلى إعلان ملكوت المسيا على جميع الأمم خلال كرازتنا للغير بالسلوك العملى…

لنسبح للملك الغالب، معلنين فرحنا بالحياة العملية كما بكلمانتا !

3 –
يردد هذا المزمور كلمة " هللويا "، وهى تعنى " سبحوا ليهوه "،
وتحمل روح الفرح المرتبط بالغلبة أو النصرة، فالمؤمن يرى فى إلهه الساكن فى أعماقه
الغالب الذى خرج غالبا ولكى يغلب (رؤ 6 : 2).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عوج 1

 

" لأن الرب عال ومرهوب،

ملك كبير على كافة الأرض " [2]

هذه
اللغة لا تناسب إلا ملك المسيح، الذى يدعى ملكا عاليا ومهوبا (عب 12 : 28، 29 ؛ تث
4 : 24، 9 : 3). مسيحنا إله محب للبشر، يبذل ذاته من أجل كل أحد، يترفق بالخطاة،
ويهتم بخلاصهم دون أن يجرح مشاعرهم، وهو فى حبه أيضا إله مهوب، قدوس لا يقبل
الشركة مع الفساد، هو نور لا يطيق الظلمة، وهو الحق الذى لا يشترك مع الباطل،
والطريق الملوكى الذى لا يعرف الأعوجاج.

لنحبه
ونخافه فى نفس الوقت، فإن محبتنا له دون الخضوع لإرادته والطاعة لوصيته هو استهتار
واستخفاف. لنعبده بالحب مع خوف ورعدة !

 

" أخضع الشعوب لنا،

والأمم تحت أقدامنا " [3].

كلمة
" أخضع " هنا تعنى قبول كلمة الرسل ليدخلوا فى قطيع المسيح الوديع، حيث
يترك الأمم روح الغطرسة والكبرياء ومقاومة الكنيسة لينحنوا ويحملوا صليب مسيحها
بفرح وابتهاج.

المتحدثون هنا هم الرسل الذين لا يتكلمون بروح التشامخ والكبرياء،
وإنما فى دهشة عجيبة لعمل صليب المسيح فى حياة الوثنيين. فبينما هم يقاومونه إذا
به يجتذبهم إلى روح الخضوع الكامل للكارزين ليصيروا كأنهم عند أقدامهم، ويفرح
الرسل لأنهم يحملونهم معهم ليخضع الكل عند قدمى المصلوب.

 

" اختارنا ميراثا له،

جمال يعقوب الذى أحبه " [4]

إن
كنا نفرح لأن الله قد اجتذب بصليبه الأمم ليصيروا أعضاء فى كنيسته المقدسة، خاضعين
للرسل… فإن سر فرحنا الحقيقى هو " عمل الله " فقد خطط تدبير خلاصنا،
وأعطانا ذاته نصيبا له، وقبلنا نحن نصيبه وميراثه !

 

العبادة العامة لله
الملك

جاء
مسيحنا ليفتح أبواب الإيمان أمام كل الأمم والشعوب، مقدما حياته مبذولة عن الجميع،
وبصعوده إلى سمواته فتح الأبواب أمام الكل.. لهذا تبقى الكنيسة الجامعة تتعبد له
متهللة بعمله معها مادامت على الأرض حتى تلتقى بمسيحها الصاعد إلى السماء فى يوم
مجيئه الأخير.

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس العهد القديم من منظور مسيحى 08

" صعد الله بتهليل،

والرب بصوت البوق " [5]

 

إن
كان السيد المسيح قد صعد إلى السموات ليجعلها قريبة جدا منا، فإنه ليس من عمل تقوم
الكنيسة مثل التسبيح المستمر بكونه العرش الذى يتربع عليه عريسها الملك، لهذا ففى
عدد واحد يكرر المرتل كلمة " رتلوا " أربع مرات :

" رتلوا لإلهنا رتلوا،

رتلوا لمليكنا رتلوا " [6]

لم
يقل " رتلوا لله " أو " رتلوا للملك " بل " فلهنا "
و " لمليكنا "، فإن الله هو إله العالم كله والملك على كافة الأرض، لكن
لا يستطيع أحد أن يرتل له بفرح ما لم يشعر بأنه قد خصه هو…. فهو إلهنا وملكنا.

لقد كرر الكلمة أربع مرات، لأن المرتل يدعو الكنيسة الممتدة فى أربع
جهات المسكونة : المشارق والمغارب والشمال والجنوب ألا تنشغل بشىء إلا بالتسبيح
له، فتتهيأ كمركبة يجلس عليها الملك !

إنه
يطالبنا أن نمجده ونتعبد له بفهم كما بالروح أيضا (1 كو 14 : 15) :

" لأن الرب هو ملك الأرض كلها،

رتلوا بفهم " [7].

+ إنه
يعلمنا وينصحنا أن نرتل بفهم، لا أن نطلب الصوت للأذن بل النور للقلب.

 

مجد الله الملك

بعد
أن أعلن جامعية ملك الله الذى يفتح باب الإيمان أمام كل الشعوب، والتزام الكنيسة
الجامعة بالترنم له بفهم، يختم المزمور بالحديث عن مجد الله الملك المعلن بقبول
الأمم الإيمان وما يناله المؤمنون من بركات :

" فإن الرب ملك على جميع الأمم.

الله جلس على كرسيه المقدس.

رؤساء الشعوب اجتمعوا مع إله إبراهيم.

لأن أعزاء الله قد ارتفعوا فى الأرض جدا. هللويا " [8، 9].

يظهر
مجد الله فى الآتى :

1 –
يملك الله على جميع الأمم حيث تتحقق وعود الله لإبراهيم : " بنسلك تتبارك جميع الأمم "... ما
نناله فى العهد الجديد من بركات كانت فى خطة الله التى كشفها لصديقه ابراهيم. لهذا
يقول المرتل : " رؤساء الشعوب اجتمعوا مع إله
إبراهيم "
[9].

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر يشوع بن سيراخ Sirach 18

+ ذكر النبى إبراهيم لأن الله قد وعده أن بنسله تتبارك جميع قبائل
الأرض. فلما ترك الأمم آلهة آبائهم اجتمعوا مع إبراهيم، وصاروا جماعة واحدة.

2 –
تمجد الله بجلوسه على كرسيه [8]، الذى هو جماعة المؤمنين.

+ كرسى الله
هم الصديقون الذين لأجل طهارتهم يستريح الله فيهم.

3 –
إذ يملك الرب على إنسان، يهبه قوة ومجا، فيحسب من أقوياء الرب أو من أعزائه.

+ من هم
أقوياء الله ؟ الرسل وكل المؤمنين. إنهم أقوياء لأنهم واجهوا العالم كله وغلبوه،
ولم ينهزموا قط.

يتمجد
الله فى كنيسته التى يجعل منها جيشا روحيا بألوية، فيقيم من الضعفاء أقوياء، ويخرج
من الآكل آكلا !.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي