الْمَزْمُورُ
الثَّامِنُ وَالْخَمْسُونَ

 

لإمام المغنين. على لا تهلك. لداود مذهبة.

قضاء الله

+ هذا
المزمور قيل ضد الكذبة والقوات المضادة الذين يختلفون عن قوات القديسين فلا يختلط
القديسون بالكذبة. وأيضا يخبر عن توبيخ المنافقين والعقوبة المحفوظة لهم من الله.

+
وأما المعنى الرمزى فينطبق على قتل المخلص وما لحق بقاتليه اليهود من العقاب الجلى
وبهذا يخبر الروح القدس على لسان داود النبى فى هذا المزمور، إذ يسبق فيعطى الحجة
للنبوة من جسارة شاول الوقح. الذى لأجل خطيته كان يعتريه الروح النجس.

1 – " أحقا بالحق الأخرس تتكلمون بالمستقيمات تقضون يابنى آدم
".

+ إن
شاول كان قد حلف بأن ينسى عداوته لداود ويبطل اضطهاده له ولكنه حنث بيمينه وغدر
بعهده وكان يترصده، فبهذه الألفاظ رتل داود موبخا روح شاول الكاذبة والتى بلا رحمة
سفكت دم كهنة الله.

+
فداود قال هذا المزمور ضد كذب بيت شاول فعلا، وأشار به – رمزيا – إلى أولئك الذين
أضلوا الإنسان الأول كاذبين، فقد قيل ان ابتداء الكذب هو من الحسد، لأن إبليس
اللعين حسد آدم لما رآه مخلوقا على صورة الله، وملكا على جميع الخليقة غير الناطقة
وساكنا فى الفردوس وله حارسا وأمينا، حينئذ أتخذ رئيس الحسودين ومعلم الكذب (الحية
القديمة) واسطة لكى بصناعة الكذب يتقدم فيسأل المرأة : (أحقا قال لكما الله لا
تأكلا من كل شجر الفردوس) (تك 3 : 1).

فقالت
المرأة للحية : (أننا من جميع شجر الفردوس نأكل أكلا أما من شجرة معرفة الخير
والشر التى فى وسط الفردوس قال لنا الله لا تأكلا لأن يوم تأكلان منها موتا تموتا)
(تك 3 : 2، 3).

فماذا
قال ذاك الكذاب نحو أولئك ؟! (لن تموتا) (تك 3 : 4). انظر حسد إبليس وكيف أنه يغطى
غشه بالكذب. فقالت الحية لحواء :

هل تبحث عن  م المسيح المسيح وأمثالة 29

(بل
تنفتح أعينكما وتصيران كالله عارفين الخير والشر) (تك 3 : 5). هذا هو كلام الكذاب
وأبو الكذاب.

 

2 – " بل بالقلب تعملون شرورا فى الأرض ظلم أيديكم تزنون
".

+
كأنه يقول : أنتم تتكلمون بالحق وتقضون بالمستقيمات ولكن أعمالكم غير هذا لأن
منبعها القلب وأن قلوبكم مملوءة شرورا.

 

+ القلب يشير إلى الإرادة، واليد تشير إلى العمل فإن كانت إرادتكم
فاسدة شريرة فإذا

أعمالكم كلها ظلم.

 

3 – " زاغ الأشرار من الرحم ضلوا من البطن متكلمين كذبا
".

+ إن
الجنين قبل ميلاده لا يصنع خيرا ولا شرا بل بعد ميلاده وبلوغه. أما قوله (من الرحم
ومن البطن) معناه إن الكفار بما أنهم مولودون من والدين كفار لا يعرفون الله ولم
يتعلموا أنه خالق الكل ومعتنى بهم لأجل هذا قد صنعوا أعمالا تقصيهم عن العدل
وتضلهم فى أعمال الظلم والتكلم بالكذب من بدء مولدهم.

 

4 – " لهم حمة مثل حمة الحية. مثل الصل يسد أذنه ".

5 – " الذى لا يستمع إلى صوت الحواة الراقين رقى حكيم ".

+ اسم
الحية ورد فى الكتاب المقدس رمزا للقساوة والشر والغدر والشياطين تشبه بالحية لأن
الحية بالحيلة تهرب من الحاوى ومن الساحر ولا تطيع الراقى لكن تطرح ذاتها على
الأرض وتعلق زنبها وتسد أذنها العليا والسفلى بالتراب.

فبهذا
النوع يشبه جميع الذين يصيرون تلاميذ للشياطين ويسمعون منهم.

فلا
الصل ولا الحية يطيعان الحاوى والراقى، ولا المصرون على الشرور يطيعون المشورات
العادلة وكلام الوعظ.

 

6 – " اللهم كسر أسنانهم فى أفواههم. أهشم أضراس الأشبال يارب
".

+
أسنان الأشرار هى أقوالهم لأنه كما أن الحية سمها فى أسنانها كذلك الأشرار فإن
الموت فى أقوالهم البارزة من فمهم وأسنانهم. وأما الأضراس فهى قوتهم المفنية للناس
لأن قوة الأشبال فى أضراسها التى تفترس بها فيسحقها الله وينجى المظلومين من
أذيتهم.

هل تبحث عن  هوت طقسى مدخل إلى الطقس الكنسى 05

 

7 – " ليذوبوا كالماء ليذهبوا. إذا فوق سهامه فلتنب [أى لتذهب
بعيدا].

+ كما
أن الماء إذا أهرق على الأرض لا سبيل لأن يجمع نفسه لذلك يطلب النبى أن يكون
الأعداء كالماء المهرق فلا يستطيعون أن يستقروا فى مكان معين لكى لا يؤذوا
الصديقين (لأن الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين لكى لا يمد
الصديقون أيديهم إلى الإثم) (مز 125 : 3) وإذا احضروا سهامهم وفوقوها على الآمنين
فلا تسمح يارب لهذه السهام بأن تصيب أحد بل لتنب (تذهب بعيدا).

 

8 – " كما يذوب الحلزون ماشيا. مثل سقط المرأة لا يعاينوا
الشمس ".

+
يقول التلمود (ان الله لم يخلق شيئا عبثا فقد خلق الحلزون (البزاقة) لتشفى الجروح
بأن توضع عليها) (الحلزون حيوان رخو كان يوضع على الجرح ليشفى).

أو
(كالشمع الذائب يضمحلون).

هكذا
الأعداء العاملون سرا سيكون نتيجتهم الأضمحلال السريع كالسقط الذى لا يعاين الشمس.

 

9 – " قبل أن تشعر قدوركم بالشوك نيئا أو محروقا يجرفهم "

كما
أن الشوك سريع الأشتعال ولا يبقى كثيرا أمام النار، وقبل أن تشعر به قدر الطعام
(آنية الطهى)، هكذا الأشرار كالشوك يؤكلون قبل أن يعدوا العدة لسقوط الأبرار.

 

10 – " يفرح الصديق إذا رأى النقمة. يغسل خطواته بدم الشرير
"

+ إن
الصديق يفرح إذا ما أبصر انتقاما لا لأنه شامتا على هلاك الخاطىء بل شاكرا على
قضاء الله العادل.

 

11 – " ويقول الإنسان إن للصديق ثمرا. إنه يوجد إله قاض فى
الأرض "

+ إن
الذين قد ظنوا أنه ليس هناك جزاء للأفعال الصالحة فيتعجبون إذا ما رأوا الأثمار
الحادثة لهم عوض أتعابهم وصبرهم. وينظرون الله ديان الخطاة والماردين حسب قول
النبى إنه يوجد إله قاض فى الأرض.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر المكابيين الثانى ى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي