الْمَزْمُورُ
التَّاسِعُ وَالسِّتُّونَ

 

مضمون هذا المزمور : المسيح المتألم

+
يخبر هذا المزمور عن الشدائد التى صارت على داود، وعن تمرد اليهود على المسيح، وعن
الآمه المقدسة التى احتملها باختياره.لأن داود كان فى أمور كثيرة رمزا للمسيح وما
قاله على نفسه فى هذا المزمور نسب فى سبع مواضع من البشائر والرسائل إلى المسيح.
الآية 4 فى (يو 15 : 25)، والآية 8 فى (يو 1 : 11، 7 : 5)، والاية 9 فى (يو 2 :
17، رو 15 : 3)، والآية 21 فى (مت 27 : 37، 48) والآية 22، 23 فى (رو 11 : 9)،
والآية 25 فى (أع 1 : 20).

1– " خلصنى يا الله لأن المياة قد دخلت إلى نفسى ".

+ ان
الأحزان والبلايا يدعوها النبى (مياة) لأنه كما أن الماء يغرق الإنسان كذلك
الأحزان تغرقه وتميته لأجل هذا فيونان النبى قال " قد اكتنفتنى مياة إلى
النفس أحاط بى غمر التف عشب البحر برأسى " (يونان 2 : 5) والنبى أيضا لما رأى
بعين النبوة ما كان مزمع أن يقع على اليهود من سبى بابل ومن اضطهادات ومجازاة
أنتيخيوس وغير ذلك فشبهها بمياة كثيرة غامرة للنفس.

+ هذا
القول أيضا كمن قبل ربنا لأنه حمل أمراضنا ووضع على ذاته أوجاعنا لذلك قال له
المجد الآن اضطربت نفسى وهى حزينة جدا حتى الموت. وللذين كانوا يجربونه ويطلبون
منه آية قال " إن هذا الجيل الشرير الفاسق يطلب آية ولا يعطى له إلا آية
يونان النبى " (مت 12 : 39.

 

2 – " غرقت فى حمأة عميقة وليس مقر. دخلت إلى أعماق المياة،
والسيل غمرنى ".

3 – " تعبت من صراخى. يبس حلقى. كلت عيناى من انتظار إلهى
".

+ إن
هذه الأصوات من تلك الشدة أخذت الحجة. أما روحانيا فيجب أن نفهم ذلك عن رئيس جنسنا
الذى أكل من الشجرة فصعدت مياة الخطية وبلغت حتى إلى نفسه وغرق فى عمق المياة
والشهوات الرديئة وما أستطاع أن يرجع إلى مكانه الأول فدعى صارخا ولم يكن من
يستجيب له وذبلت عيناه منتظرا الله ليأتى فيخلصه.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر الأمثال 11

 

7 – " لأنى من أجلك احتملت العار. غطى الخجل وجهى ".

8 – " صرت أجنبيا عند إخوتى وغريبا عند بنى أمى ".

+ من
أجلك أنت الذى لبست ثوب العار بتجاوزك الوصية احتملت البصاق فى وجهى لكى تخلص أنت
من الخزى والعار. فكل ما احتمله كلمة الله فلأجل آدم احتمله. ومع كونه لم يخطىء فى
شىء ضد الناموس حكم المنافقون عليه أنه متجاوز الناموس.. وكالغريب طردوه وأخرجوه
من بيت أبيه. لذلك نيابة عنه يقول الروح " وصرت أجنبيا عند إخوتى وغريبا عند
بنى أمى ".

 

9 – " لأن غيرة بيتك أكلتنى وتعييرات معيريك وقعت على ".

10 – " وأبكيت بصوم نفسى فصار ذلك عارا على ".

+ قال
القديس امبروسيوس إن التقشف هو درع جيد وسلاح صالح. ويناسبنا هنا ما قاله رب المجد
لتلاميذه عندما أخرج الروح النجس وهم لم يقدروا على اخراجه " إن هذا الجنس لا
يخرج إلا بالصلاة والصوم " (مر 9 : 28).

+ إن
كل ما كتب قد كتب لأجل نفعنا وتعليمنا، فإن كانت التعييرات وقعت على الآب والإبن
فإن ذلك يبعثنا على احتمال الضعفات والتعييرات حتى بالصبر مع التعزية يكون لنا
رجاء أننا نتمثل بالله نفسه محتمل الضعفاء.

11 – " جعلت لباسى مسحا وصرت لهم مثلا ".

+ فإن
كان النبى قد لبس مسحا بسبب خطيته مع إمرأة أوريا الحثى فكم من مرة كان يقول هذه
لأنه وجد مذنبا بسببها. أما الكتاب فلم يخبر عن ربنا أنه استعمل هذا النوع من
اللباس حقيقة كما كتب الرسول بولس إلى أهل رومية " أن الله أرسل إبنه فى شبه
جسد الخطية ولأجل الخطية نفسها دان الخطية بالجسد " رو 8 : 3.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى خادم المسيح ح

 

13 – "أما أنا فلك صلاتى يارب فى وقت رضى يا الله بكثرة رحمتك
استجب لى بحق خلاصك".

+
زمان الرضى هو زمان الصليب هكذا فسره الرسول بولس قائلا " هوذا اليوم يوم
خلاص والوقت وقت مقبول " (2 كو 6 : 2) هذا هو زمان الرضى وهذه هى أيام
الحياة. حينئذ تم قول النبى وأنا صليت إليك يارب فى الزمان المقبول كقوله يا الله
بكثرة رحمتك استجب لى بحق خلاصك.

 

17 – " ولا تحجب وجهك عن عبدك. لأن لى ضيقا. استجب لى سريعا
".

18 – " اقترب إلى نفسى. فكها. بسبب أعدائى افدنى. ".

+ بعد
أن طلب (النبى) مراحم الله الكثيرة التى تفوق خطاياه طلب ألا يحجب وجهه عنه، ولا
سيما وهو فى الضيق.

21 – " ويجعلونى فى طعامى علقما. وفى عطشى يسقوننى خلا ".

+ نبوة عن
عطش السيد المسيح على الصليب، فأسقوه مرا وخلا !… خالق الأنهار والبحار يعطش..
إنه عطش لخلاص النفوس… مثلما عطش إلى خلاص السامرية.

22 – " لتصر مائدتهم قدامهم فخا وللآمنين شركا ".

23 – " لتظلم عيونهم عن البصر وقلقل متونهم دائما ".

24 – " صب عليهم سخطك وليدركهم حمو غضبك ".

25 – " لتصر دارهم خرابا وفى خيامهم لا يكن ساكن ".

+ إن
هذه النكبات قد وقعت على الذين صمموا على قتل المسيح ولم يندموا ومائدتهم (أى
نعيمهم وفرحهم بصلبه) جلب عليهم بغتة حصار جنود الرومان ووقعوا فيه كأنهم بفخ جزاء
على فعلهم لأنهم أسلموه للرومانيين.

27 – " اجعل إثما على إثمهم ولا يدخلوا فى برك ".

28 – " ليمحوا من سفر الأحياء ومع الصديقين لا يكتبوا ".

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ر راسن ن

+
زيادة اللعنات تعود عليهم لأنهم صاروا عبيدا للضلالة وبما أحبوا صنع معهم، وجازاهم
بخطاياهم. بذلك لم يدخل الصالبين فى باب الحياة، لأنهم لم يؤمنوا ومحوا من سفر
الحياة ولا يكتبوا مع الآباء القديسين فى ملكوت الله.

35 – " لأن الله يخلص صهيون ويبنى مدن يهوذا فيسكنون هناك
ويرثونها ".

36 – " ونسل عبيده يملكونها ومحبو اسمه يسكنون فيها ".

+
(صهيون) هى جماعة المؤمنين الذين خلصوا بربنا يسوع المسيح بالإيمان (ومدنها) هى
النفوس المعترفة بالثالوث المقدس.

+
يريد (بمدن يهوذا) كثرة الكنائس فى أقطار الأرض. ويسكنون هناك ويرثونها. ويعنى عن
صهيون التى فوق السماء حيث لا عدد للقديسين وحولها مدن يهوذا جرو الأسد.

+
يعنى (بالمدن) المخادع التى مضى ربنا يسوع المسيح ليعدها لرسله هناك ويتلذذ مع
الأبرار ومحبى اسم المصلوب ويسكنون هناك ويباركون ويمجدون الآب والأبن والروح
القدس الآن ودائما وإلى أبد الأبدين. آمين.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي