الْمَزْمُورُ
السَّادِسُ وَالتِّسْعُونَ

 

الله
قاضى كل الأرض

مضمون هذا المزمور : الخليقة تسبح الله.

+ هذا المزمور كان يرنم عند إرجاع تابوت العهد (أخبار الأيام الأولى
16 : 8 – 32) وهو مناسب جدا للتعبير عن أفراح ذلك العيد والترانيم العذبة التى
تتخله.

والحق أن من يتأمل هذا المزمور بعمق، يرى أنه يتضمن الترنيم للرب
صاحب السلطان
المطلق والسيادة التامة على
الأمم والخليقة كلها.

+ الذين ترجموا الترجمة السبعينية عنونوا هذا المزمور (نشيد لداود.
عند بناء الهيكل بعد الجلاء) أى أن داود أنشده بروح النبوة لكى يقال عند بناء
الهيكل الذى سيتم بعده.

 

1 ‎‎رنموا للرب ترنيمة جديدة
رنمي للرب يا كل الارض‎.

2 ‎‎رنموا للرب باركوا اسمه
بشروا من يوم الى يوم بخلاصه‎.

3 ‎‎حدثوا بين الامم بمجده بين
جميع الشعوب بعجائبه‎.

 +
يبدأ كاتب المزمور بدعوة المؤمنين لإنشاد ما سماه ترنيمة جديدة، ولكنه لا

يلبث
أن يوجه الدعوة لشعوب الأرض كلها ليشتركوا في الترنيمة الجديدة، لكأن في هذه

الدعوة
صدى للوعد الإلهي القائل بهوشع
" وَأَرْحَمُ لُورُحَامَةَ، وَأَقُولُ
لِلُوعَمِّي: أَنْتَ شَعْبِي وَهُوَ يَقُولُ: أَنْتَ إِلَهِي "
(هوشع
2: 23).

ثم يدعو المرنم الجميع معاً لكي يباركوا اسم الرب ويبشروا بخلاصه،
ويعتبر
المزمور بشارة. وفيه دلالة واضحة على اتساع المجال أمام المؤمنين لكي
يذيعوا بشارة
الخلاص. وفيه ترحيب سار
بمظهر اجتماع الشعوب الأخرى. فهو والحالة هذه نشيد جديد
لأنه يعبر عن
آراء لم تكن مقبولة عند شعب العهد القديم، من جهة قبول الأمم في ملكوت

الله.
وفي يقيني أن في هذا المزمور نفحات من روح العهد الجديد، الذي يتلألأ بنور

المسيح،
الذي تغنى به سمعان الشيخ لما اكتحلت عيناه بنور محيا الفادي، مسبحاً

وقائلاً
" اٰلآنَ تُطْلِقُ
عَبْدَكَ يَا
سَيِّدُ حَسَبَ
قَوْلِكَ بِسَلامٍ،
لأَنَّ عَيْنَيَّ
قَدْ أَبْصَرَتَا
خَلاصَكَ، اٰلَّذِي
أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ
وَجْهِ جَمِيعِ
اٰلشُّعُوبِ " (الإنجيل
بحسب
لوقا
2: 2931)

هل تبحث عن  بدع وهرطقات بدع حديثة شفرة دافنشى عودة إلى كتاب شفرة دافنشى ى

وفي المزمور المجيد اعتراف جديد بمراحم الله العظيمة في الإنقاذ من
أسر الخطية،
بقوله : " بشروا من
يوم إلى يوم بخلاصه ".
هذه المراحم الخلاصية تجسدت في المسيح يسوع، الذي صير كل من
قَبِله إنساناً جديداً صانعاً سلاماً. هذه العجيبة يجب أن نحدث بها

بين
الأمم، طاعةً لأمر المسيح
" وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي
كُلِّ اٰلْيَهُودِيَّةِ
وَاٰلسَّامِرَةِ وَإِلَى
أَقْصَى اٰلأَرْضِ
"
(أعمال 1: 8)

+ إن قول النبى هذا يكون كمن قبل ربنا الذى أوصى تلاميذه أن يتلمذوا
كل الأمم ويعلموهم الإيمان ويعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس، فعلموا وطافوا
المسكونة كلها وبشروا بخلاصه وأخبروا فى كافة الأمم بمجده وفى جميع الشعوب
بعجائبه.

 

4 ‎‎لان الرب عظيم وحميد جدا
مهوب هو على كل الآلهة‎.

5 ‎‎لان كل آلهة الشعوب اصنام
اما الرب فقد صنع السموات‎.

6 ‎‎مجد وجلال قدامه.العزّ
والجمال في مقدسه‎

+ أعنى أن الخطاة والمنافقين لا يثبتون أمامه بل يقوم قدامه مالكو
بهاء الفضائل والذين يعترفون له، فهؤلاء يشملهم بنظره.

+ أما إلهنا فمجد وجلال قدامه، العز والجمال في مقدسه ففي جمال
القداسة تجتمع
قبائل الأرض ليسجدوا للرب
ويأتوا بتقدماتهم إلى الرب في زينة مقدسة. حتى الخلائق
الصامتة مدعوة
للإبتهاج بفداء الرب وتثبيت سلطته العادلة البارة على الأرض.

 

7 ‎‎قدموا للرب يا قبائل الشعوب
قدموا للرب مجدا وقوة‎.

8 ‎‎قدموا للرب مجد اسمه.هاتوا
تقدمة وادخلوا دياره‎.

9 ‎‎اسجدوا للرب في زينة
مقدسة.ارتعدي قدامه يا كل الارض‎.

+ " هاتوا تقدمة " لا يقصد تقدمات من الذبائح
الحيوانية وإنما تقدمات رفيعة القيمة وهى الأعمال الحسنة السماوية، أما قوله
(دياره) دل على الكنائس
الكثيرة أى الهياكل الموجودة فى أقطار العالم. لأن ذبائح الأمم المؤمنة بالمسيح
فديارها ومذابحها كثيرة.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة ذكصولوجية ة

+ هذا الإله العظيم الغني
بالرحمة، والذي لا حد لقدرته حميد جداً، أي يستحق
الإكرام والتمجيد
لأنه فاق آلهة الأمم التي لا قيمة لها، لأنها
" عَمَلُ أَيْدِي
اٰلنَّاسِ. لَهَا
أَفْوَاهٌ وَلا
تَتَكَلَّمُ. لَهَا
أَعْيُنٌ وَلا
تُبْصِرُ. لَهَا
آذَانٌ وَلا تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلا تَشُمُّ. لَهَا أَيْدٍ
وَلا تَلْمِسُ.
لَهَا أَرْجُلٌ وَلا
تَمْشِي، وَلا تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا. مِثْلَهَا يَكُونُ

صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا " (مزمور 115:
4-8).

 

10 ‎‎قولوا بين الامم الرب قد
ملك.ايضا تثبتت المسكونة فلا‎
‎‎تتزعزع.يدين الشعوب
بالاستقامة‎.

11 ‎‎لتفرح السموات ولتبتهج
الارض ليعج البحر وملؤه‎

12 ‎‎ليجذل الحقل وكل ما فيه
لتترنم حينئذ كل اشجار الوعر‎

13 ‎‎امام الرب لانه جاء.جاء
ليدين الارض.يدين المسكونة بالعدل‎
‎‎والشعوب
بامانته‎

 

ويختم المرنم الحلو هذا المزمور بدعوة السماء لكي تبتهج بالمفديين،
وبتعزيتهم.
صحيح أن الله يدين الشعوب
بالعدل والاستقامة. ولكن الحمد لله،
" إِذاً لا شَيْءَ
مِنَ اٰلدَّيْنُونَةِ
اٰلآنَ عَلَى
اٰلَّذِينَ هُمْ
فِي اٰلْمَسِيحِ
يَسُوعَ، اٰلسَّالِكِينَ
لَيْسَ حَسَبَ
اٰلْجَسَدِ بَلْ
حَسَبَ اٰلرُّوحِ
"
(رومية 8: 1)

ولا ينسى الحقل وأشجار الوعر من الدعوة إلى الابتهاج، إذ يستعير لها
الجذل،
لكأنها في جمالها البديع نشيد ابتهاج. لأن الرب الإله يملأ كل شيء
بمجده.

 

+  + أبانا السماوي
القدوس. عظيم أنت يا إلهنا ولك ينبغي التسبيح أيها السيد،

لأنك إله حميد. ولك ينبغي الشكر لأنك إله محب للبشر، وقد فديت البشر،
بيسوع ابن
محبتك وأنت يا إلهنا الصالح
مستحق أن تعبدك الشعوب جميعاً وتمجد اسمك الكريم. يا رب
تقبل شكر قلبي من
أجل خلاصك. واطلق لساني لكي أبشر من يوم إلى يوم بخلاصك. وأخبر

الأمم بما صنعته معي إذ نقتلني من الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى
الحياة. استجب
طلبتي لأجل خاطر يسوع. آمين.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ز زكور ر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي