الْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالثّالثَ عَشَرَ

 

التسبيح

تسبيح
الرب هو أعمق أنواع الصلوات

لأن
فيه يتجرد المصلى من ذاته، ويتركز فى الله وحده. فهو فى صلاة التسبيح لا يقدم
طلبا، ولا يعترف بخطية ويسأل عنها غفرانا، ولا يشكر من جهة شىء أخذه… إنما هو
يتأمل فى صفحات الله الجميلة، ويتغنى بها.. إنه لا يصلى عن احتياج شخصى، وإنما عن
حب

صلاة
التسبيح هى طقس السارافيم

أولئك
الملائكة الذين وقفوا حول العرش الإلهى يقولون "
قدوس قدوس قدوس، رب الجنود، الأرض مملوءة من مجدك "
(إش 6 : 3).

والمزامير
مملوءة بالتسابيح،

وتسبيح
الرب تشترك فيه الطبيعة أيضا،

والتسبيح
تشترك فيه الملائكة : " باركوا الرب يا
ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه "
(مز
103 : 20).

بل
الأطفال أيضا، كما دافع عنهم الرب عند دخوله أورشليم، بقوله مكتوب :

" من أفواه الأطفال والرضعان هيأت تسبيحا " (مت 21 : 16) (مز 8 : 2).

ماهو
مقدار التسبيح فى حياتك ؟

هل
تمارسه ؟ هل دربت نفسك عليه ؟ هل تردد تسبحة الثلاثة تقديسات من كل قلبك ؟ هل
تستخدم باقى صلوات التسابيح المحفوظة ؟ هل تقول لله مع المرنم : ليس لك شبيه يارب
بين الآلهة. يارب من مثلك !!تكلم مع الله عن ذاته، وعن حبك لصفاته. تأمل فى محبته،
فى مغفرته، فى عظمته وجلاله.. قل له كما فى (مز 119) :

" محبوب هو إسمك يارب، فهو طول النهار تلاوتى "..

يمكنك
أن تسبح الله بلسانك، وتسبحه بعملك..

وعن
ذلك قال السيد الرب : " فليضىء نوركم هكذا
قدام الناس، لكى يروا أعمالكم الحسنة
ويمجدوا
أباكم الذى فى السموات "
(مت 5 : 16).

 

1 " سبحوا الرب أيها الفتيان. سبحوا إسم الرب "

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر العدد 36

كلمة
(الفتيان) كما تعنى الصغار والأحداث والأطفال، تعنى أيضا المتضعين حسب تفسير
القديس أوغسطينوس. فلكى لا يظن بعض الكبار أن هذا المزمور لا يخصهم، على اعتبار
أنهم قد شاخوا، نقول إنه ليس للكبار الذين فى أعين أنفسهم. بل هو للذين هم صغار فى
أعين أنفسهم مهما كبروا. هو للمتضعين والحديثى الإيمان.

ويمكن
أن يقوله الآباء والخدام لأبنائهم.

علينا
أن نسبح الله، مهما أصابتنا الضيقات.

الذين
يسبحون الله باستمرار، يملك السلام قلوبهم، لا يتضايقون ولا يتذمرون.

2 " ليكن إسم الرب مباركا، من الآن وإلى الأبد ".

إسم
الرب العالى، الذى ترتعد أمامه الملائكة، الإسم الذى هو فوق كل إسم، فليكن مباركا
فى كل حين، لا نذكره إلا بكل تمجيد، قائلين له " ليتقدس إسمك ".

لا
نتذمر عليه مهما حدث، ولا ننسب إليه شرا أو ظلما، ولا ندعى إنه قد نسينا أو قصر فى
رعايتنا !

3 " من مشارق الشمس إلى مغاربها، باركوا إسم الرب "

4 " الرب عال فوق كل الأمم. فوق السموات مجده ".

يمكن
أن تعنى هذه العبارة من الصباح إلى المساء، أى كل الوقت. ويمكن أن تعنى من مشارق
الشمس – جغرافيا – إلى مغاربها، أى كل الدنيا.

فهى
الدعوة لكل الشعوب أن تبارك إسم الرب، أو هى صلاة نوجهها إلى الله أن يفتقد كل تلك
الشعوب البعيدة فى أقصى الشرق، التى تعبد براهما وبوذا وكنفوشيوس، وعبادات أخرى
كثيرة، لكى تؤمن وتبارك إسم الرب، ليشمل الأرض كلها. لأنه " للرب الأرض
وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها " [مز 23 (24) : 1].

 

5 " من مثل الرب إلهنا. الساكن فى الأعالى ".

6 " الناظر الأسافل فى السموات وفى الأرض ".

هل تبحث عن  م الأباء إغريغوريوس النزينزى حياة إغريغوريوس النزينزى 2

+ إن
الله موجود فى كل مكان ولكن قول النبى أن الرب إلهنا ساكن فى الأعالى يدل ‘لى أن
ربنا وإن صعد للسماء وجلس عن يمين العظمة فى الأعالى لكنه ينظر إلى الذين فى الأرض
(الأسافل)

 

7 " المقيم المسكين من التراب، الرافع البائس من المزبلة، لكى
يجلس مع رؤساء شعبه ".

8 " يجلسه مع أشراف. أشراف شعبه ".

هكذا
فعل الله مع داود..

وفعل
مع يوسف الصديق…

كذلك
يمكن أن يطلق هذا على كنيسة الأمم.

التى
كانت من الغرباء، بلا أنبياء بلا آباء، بلا شريعة، بلا عهود، فصارت رعية مع
القديسين ومن أهل بيت الله (أف 2 : 12، 19).

ويمكن
أن تنطبق على كل إنسان تائب منسحق القلب.

9 " الذى يجعل العاقر ساكنة فى بيت، أم أولاد فرحة " !

من
الناحية الحرفية، تنطبق هذه الآية على كثير من العواقر : أمثال سارة أم إسحق،
وراحيل أم يوسف الصديق، وحنة أم صموئيل، وأليصابات أم يوحنا المعمدان، وعلى كثير
من العواقر.

وتنطبق
على كنيسة الأمم، التى قيل عنها فى سفر إشعياء النبى : " ترنمى أيتها العاقر
التى لم تلد.. أوسعى مكان خيمتك، ولتنسط شقق مساكنك.. لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى
اليسار. ويرث نسلك أمما، ويعمر مدنا خربة " (إش 54 : 1 – 3).

وتنطبق
الآية أيضا على النفس الخاطئة التى كانت عاقرا من جهة البر، ثم بدأت تنجب من الروح
القدس فضائل عديدة، وأصبحت ساكنة فى بيت الله، أم أولاد فرحة.

إنها
تنطبق على " الأرض التى كانت خربة وخالية،
وعلى وجه الغمر ظلمة، ثم قال الله ليكن نور، فكان نور "
(تك 1 :
2، 3).

وهذه
الأرض هى رمز لكل نفس بشرية كانت فى مثل حالتها، وأشفق عليها الله، فصارت عامرة
بكل ثمار الروح، أم أولاد فرحة.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول الثانية إلي تيموثاوس هاملتون سميث 00

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي