الْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ
مضمون هذا المزمور :
+
يشرح لنا هذا المزمور عن الأنسحاق وكيفية الوصول إليه فيمزج بين الأعتراف والتذلل
واللجاجة وطلب الرحمة قائلا : إرحمنا يارب إرحمنا لأننا كثيرا ما امتلأنا هوانا.
+ كل
الذين أدركوا عظمة طبع الله بنفس متواضعة يقفون على بابه طالبين. إذ يلقون عنهم كل
كبرياء وصلف لا ينظرون إليه بعين غير مستحية. حاملين نير الخضوع كالعبيد نحو
سادتهم. طالبين الرحمة متشبهين بداود النبى والملك الصالح الذى كان لا يعتبر ذاته
كملك مرتفع ولكنه بأصوات منخفضة ذات تمييز يرتل لحضرة الله قائلا إليك يارب رفعت
عينى.
1
اليك رفعت عينيّ يا ساكنا في السموات.
+ إنه
حيث يكون كنز الإنسان هناك يكون قلبه وعيناه (مت 6 : 21) لذلك صاحب الأمثال قد كتب
فى الإصحاح السابع عشر أن أعين الحمقاء فى أقاصى الأرض وأما الذين أدبتهم المحن
واختبرتهم الأحزان وحكمتهم قد رفعوا عيونهم من الأرضيات إلى الله الساكن فى القوات
الملائكية السمائية وفى الناس السمائيين.
2 هوذا كما ان عيون العبيد
نحو ايادي ساداتهم كما ان عيني الجارية نحو يد سيدتها
هكذا عيوننا نحو الرب الهنا حتى يترأف علينا.
+ كما
أن العبيد يترجون الخير والعطاء من أيدى سادتهم وذلك من نحو كل احتياجاتهم هكذا
بنو إسرائيل يترجون معونته وينتظرون نجاتهم من ضيقتهم. واليد هى رمز القوة التى
تضبط البيت.
+
يقول أنسيموس البطريرك (إننا نتعبد للآب والإبن والروح القدس الإله الواحد المثلث
الأقانيم لذلك قيل أن عيوننا مثل عيون العبيد نحو سادتهم)
3 ارحمنا يا رب ارحمنا لاننا
كثيرا ما امتلأنا هوانا.
4 كثيرا ما شبعت انفسنا من
هزء المستريحين واهانة المستكبرين
+ كثيرا
ما امتلأنا هوانا : يقصد بذلك عن تعيير المعيرين وعن استهزاء البابليين الذين
كانوا يستهزئون بشعب الله. والمصريون، وبلطشاصر أيضا…
نسأل
الله أن يجعلنا لرحمته مستأهلين، ومع خدامه وعبيده لوصاياه حافظين وفى كل حين للآب
والإبن والروح القدس شاكرين الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.
