الْمَزْمُورُ
الْمِئَةُ وَالسَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ

 

مضمون
هذا المزمور :

إن
النبى قال هذا المزمور نبوة عن تسبحة الفرح التى سيرتل بها الراجعون من السبى
البابلى بعدما يرجعوا ويؤسسوا هيكل الرب : " كان كثيرون من الذين رأوا البيت
الأول يبكون بصوت عظيم وآخرون يرفعون أصوات الهتاف بفرح. فلم يكن الشعب يميز هتاف
الفرح من صوت بكاء الشعب " (عز 10 : 13).

1 ‎‎
عندما رد الرب سبي صهيون صرنا مثل الحالمين‎.

+ إن
كورش الملك أمر جميع العبرانيين بأن ينطلقوا إلى وطنهم ويبنوا هيكل الرب، لكن أناس
منهم لخبث قلوبهم لم يريدوا الخروج ولكن الذين كانوا مهتمين بأمانة أجدادهم ومحبة
الله، هؤلاء رجعوا إلى أورشليم فتعزوا وفرحوا وشكروا الله، وصاروا يتضرعون إليه من
أجل أبناء جنسهم الذين فى السبى لكى يعطيهم محبة لكى يرجعوا إلى مكان عبادتهم.

2 ‎‎حينئذ امتلأت افواهنا ضحكا
وألسنتنا ترنما.حينئذ قالوا بين‎
‎‎الامم ان الرب
قد عظّم العمل مع هؤلاء‎.

+
(امتلأت أفواهنا ضحكا) يقول القديس أغسطينوس متأملا (إن هذا الفم يا أخوتى الذى
أعطانا الرب… نأخذه لكى نملأه بالفرح والتسبيح وليس بالأطعمة والمشارب أو نملأه
من كل السفاهة أو ما شابه ذلك…!

+
بعدما صارت هذه الحرية لشعب الله برجوعه من السبى وامتلاء قلبه من التسبيح وفمه من
الضحك استعجبت الأمم المحيطة بهم عما حدث كما استعجبوا هم من أنفسهم وصاروا
كالحالمين ولكن زال العجب عندما عرفوا السبب. السبب أن الرب عظم العمل مع هؤلاء
أنه ليس بقوتهم أو تقواهم ولكن هو الرب الذى عظم العمل مع هؤلاء.

3 ‎‎عظّم الرب العمل معنا وصرنا
فرحين‎.

+
جميل هو الأعتراف من شعب الله أن يعلنوا أمام الآخرين عن عمل الرب المجيد فيهم. إذ
لم يجيبوا على تعجب الأمم بأنهم سبب بهجة نفوسهم ومسرتها، بل الرب الذى عظم الصنيع
لهم.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل متى المجوس س

+
إننا لا نملك سوى الضعف ولكن إن كانت هناك نصرة وإن كان هناك فرح ونجاح فى العمل
فإن الرب هو سبب كل هذا، هو الذى عظم العمل معنا.

4 ‎‎اردد يا رب سبينا مثل
السواقي في الجنوب‎.

+ إن
النبى قال فى بداية المزمور (رد الرب سبى صهيون) أما ها هنا يطلب قائلا (أردد يارب
سبينا) وذلك لأن المسبيين لم يعودوا كلهم من السبى، فيطلب الحاضرون من الله رجوع
البقية ويجعل جموع الحاضرين مثل السواقى التى يملأها السيل..

 

5 ‎‎الذين يزرعون بالدموع
يحصدون بالابتهاج‎.

6 ‎‎الذاهب ذهابا بالبكاء حاملا
مبذر الزرع مجيئا يجيء بالترنم‎ ‎حاملا حزمه

+
يحثنا القديس أغسطينوس قائلا (ينبغى علينا يا أخوتى أن نزرع ما دمنا فى هذا
العالم، فى هذه الحياة القاسية المملوءة بالدموع والآلام. فإن لم نزرع الأعمال
الصالحة، فهل يكون هناك رحمة فى يوم الدينونة لمن لم يعمل الرحمة ؟! وهل يمكن
لكلمة الله المغروسة فى قلوبنا أن تأتى بثمر جيد).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي