تَفْسِير
سِفْرُ الأَمْثَالٌ

 

إسم السفر:

سفر
الأمثال
Proverbs

الاختصار
: أم =
PR

يحتوي
هذا السفر على 900 مثلا تقريبا ويركز على كل جوانب الحياة – الأخلاقية، والدينية،
والاجتماعية، والسياسية.

وهو
يضع في الاعتبار الأول العبادة والولاء لله وخدمته: مخافة الرب رأس المعرفة [أي
بدايتها وجوهرها]، أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب [الذي بحسب التقوى] (أمثال
7:1). وهذا يجب أن يؤدي إلى ثقة مطلقة في كلمة الله وأيضا سحب الثقة في الحكمة
الذاتية أو المشاعر الشخصية (أمثال 5:3-6).

إن
اتباع الحكمة يؤدي إلى الطاعة والأمانة والإخلاص والتضحية من أجل الرب في خضوع
كامل لمشيئته (أمثال 1:3-18). فالحكمة هي إحدى صفات الله الخالق السرمدي ونحن
نحتاج إلى حكمة الله لكي نتمم إرادته.

العبادة
الحقيقية هي عبادة داخلية وخارجية. فالعبادة الخارجية – أي الترانيم التي نرنمها
والكلمات التي نقولها – يجب أن تكون في توافق مع أفكارنا الداخلية (أمثال 9:14،25؛
3:17). وأي شيء أقل من ذلك يعتبر نفاق ورياء. وهذا هو الذي يجعل العابد مقبولا
أمام الله أو يجعله مكرهة أمامه (أمثال 20:11؛ 8:15). عندما نخطئ، فيجب أن نعترف
بذنبنا ونخضع لتأديبه (13:28؛ 11:3).

والتركيز
الثاني في هذا السفر يختص بمسئوليتنا من جهة السلوك الشخصي. وهذا يدخل تحت عدة
بنود:

1-تجنب
المعاشرات الرديئة (10:1-18؛ 20:13).

2-الطمع
هو شر عظيم ومكاسبه وقتية فقط وهو يؤدي إلى خداع الآخرين (19:1؛ 4:23-5؛ 20:28).

3-الزنى،
والشذوذ الجنسي، وجميع الخطايا الجنسية هي مكرهة (16:2-19؛ أصحاح 5؛ 23:6-35؛
أصحاح 7؛ 18:9؛ 14:22).

4-السعي
للعيش في سلام مع الآخرين (29:3؛ 13:17).

5-البطالة
والكسل يدمران فرص الإنسان (6:6؛ 4:13؛ 19:15).

6-يجب
حفظ اللسان لأنه هو أداة الحياة والموت (3:13؛ 21:18؛ 23:21).

7-الحكيم
والجاهل سيطلبان كلاهما صداقتك (أصحاح 9).

8-تجنب
كشف أخطاء الآخرين وعيوبهم لأننا نتمنى نفس هذه المعاملة (12:10).

9-التزم
بالأمانة في جميع تعاملك مع الآخرين (1:11؛ 14:20،28؛ 6:21).

10-اعلم
أن الكبرياء ومدح النفس كلاهما ضد الحكمة ومكروهين من الله (9:12؛ 5:16، 18-19؛
2:17؛ 4:21).

11-كن
عطوفا على الآخرين – أشفق على المتألمين، وشجع اليائسين، وأعط المحتاجين (25:12؛
24:16؛ 27:3؛ 31:14).

12-الحكيم
يعتبر الحياة فرصة لإتمام إرادة الله، أما الجاهل فيعتبر الحياة فرصة للانغماس في
المتع الشخصية (7:13؛ 1:23، 20-21، 29-32).

13-الغيرة
والغضب يدمران صاحبهما (17:14،30؛ 1:15).

14-اعمل
على تكوين صداقات مع الذين يحبون الرب وابذل كل جهد لمساعدتهم على الاقتراب أكثر
من الرب (24:18).

15-تحذيرات
بخصوص مخاطر وخداع الخمر (1:20؛ 17:21؛ 30:23-31؛ 4:31-5).

والفرق
الأساسي بين الحكيم والجاهل يظهر في طريقة استخدامهم للوقت وللخيرات الزمنية – أي
الأموال والمواهب والقدرات والممتلكات

 

كاتب السفر:

سليمان
الحكيم

+
اسم هذا السفر مأخوذ عن العدد الأول منه: "أمثال سليمان بن داود ملك
إسرائيل" (أم 1: 1). والكلمة في العبرية هي "مشل" ومعناها: مقارنة
أو تشبيه أو تمثيل أو تعميم. فالمثل في الكتاب عبارة عن قول موجز بليغ زاخر
بالمعاني، محدد الهدف يعبر عن حكمة مأثورة.

+
كاتب السفر هو سليمان الحكيم فيما عدا الإصحاحين الأخيرين، كما أن الإصحاح 30
منسوب إلى آجور بن ياقة.

+
يري البعض أن آجور تعني "الجامع" أي سليمان وياقة تعني "مفيض
الحقائق " أي داود المملوء من روح الله " ويري هذا الفريق أن
"لموئيل ملك مسا" الذي نسب الإصحاح 31 لأمه هو رمزا وكتابة عن سليمان
أيضا، إذ لا نعرف ملكا بهذا الاسم. بهذا يكون السفر كله لسليمان.

+
يوجد فريق ثاني يري أن الأمثال التي قدمت بصيغة المخاطب كتبها المعلمون لسليمان
أما التي سجلت بصيغة الغائب فكتبها سليمان نفسه.

+
كان سليمان فيلسوفا رجل علم له قدرته العلمية، ومهندسا قام بإنشاء الهيكل، كما كان
ملكا، لم يكن يوجد أحد يستطيع كتابة سفر الأمثال مثله فقد كانت شهوة قلبه وطلبته
الوحيدة لدي الله أن يتمتع بالحكمة، وكان يشتهي أن يتمتع كل المؤمنين بل كل البشر
بالحكمة السماوية، ومما ساعده علي كتابة هذا السفر أنه حمل خبرات كثيرة منها :

 بلغ
أوج الغني والعظمة والكرامة مع السلطة، فترك لنفسه العنان للشهوات الجسدية إلى حين
فصارت له خبرة مُرة في الخطية والشر

 زواج
سليمان بالأجنبيات الوثنيات، لقد عاش سليمان الحكيم فترة ضياع خطيرة في حياته بعد
زواجه بالأجنبيات الوثنيات لكنه إذ رجع إلى إلهه حولت نعمة الله هذه الخبرة إلى
بنيانه وبنيان الآخرين، إذ قدم لنا خلاصة خبرته بالكشف عن حقيقة الجري وراء
الملذات الجسدية

+
جاء عن سليمان " تكلم بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفا وخمسا (1 مل 4 :
32) كان حكيما وأيضا علم الشعب علما ووزن وبحث وأتقن أمثالا كثيرة (جا 12 : 9).

 

تاريخ السفر:

يمكن
أن ينسب الجزء الأكبر من السفر- عن يقين- إلي الملك سليمان (حوالي 970-930 ق.م.)
ولكن المساهمة الكبيرة للملك حزقيا ورجاله، تحول دون القول بأن السفر قد اكتمل قبل
700ق.م. كما أن اشتماله علي أقوال لأناس غير إسرائيليين- مثل أجور ولموئيل- يرجح
احتمال أنه كتب قبل السبي عندما كانت لإسرائيل علاقات دولية واسعة، وليس فيما بعد
السبي حيث ساد جو من الانغلاق. ولعل القصيدة عن المرأة الفاضلة كان آخر ما كتب في
السفر، ولكن ليس في السفر ما يستلزم الرجوع بتاريخ كتابته إلي ما بعد أوائل القرن
السابع قبل الميلاد.

 

وفي
التقليد اليهودي، ارتبط سفر الأمثال بسفر المزامير وسفر أيوب في القسم الثالث من
الأسفار اليهودية القانونية، أي قسم "الكتبيم" أي "الكتابات
المقدسة". ولا شك أنه قد أعترف بقانونيته منذ زمن بعيد، إذ شملته الترجمة
السبعينية (وهي الترجمة اليونانية الرئيسية).

محور السفر:

+
الحكمة، العلاقات، الكلام، العمل، النجاح

+
طوبي لمن يجد الحكمة

+
التطلع لمجيء المسيح

+
نصائح روحية للحياة اليومية

+
طوبى للإنسان الذي يجد الحكمة

 

أهم الشخصيات:

سليمان

 

أهم الأماكن:

أورشليم

 

غاية السفر:

الحكمة

 

مفتاح السفر:

 مفتاح
السفر هو كلمة " الحكمة " وقد أشير إليها 104 مرة في هذا السفر ولعل من
أفضل العبارات الواردة في هذا السفر هي : " مخافة الرب بدء الحكمة " (9:
10) إذ يدعونا إلى التعليم في مدرسة الله كل حكمة حقيقية هي من الله وتقود إلى
الله أينما وجدنا فإن المفتاح الذي يفتح أسرار الحكمة مستقر في الله

يقول
" مخافة الرب " وليس " مخافة الله " ففي العبرية يستخدم تعبير
" ألوهيم " ليظهر الله بكونه " القدير " ليشير إلى قدرة الله
وسلطانه، أما التعبير العبري" يهوة " فيشير إلى الله أيضا بكونه الإله
الذي يدخل في عهد حب مع شعبه، هكذا يرتبط الخوف بالرب (يهوه) الذي يرغب أن يحل في
وسطهم مخافة الرب التي تهب الإنسان الحكمة لا تعني الخوف الذي يسبب لنا اضطرابا
وإحباطا بل يهبنا سلاما وفرحا، مخافة الرب تعني الانشغال به لكي لا نجرح مشاعره إذ
يليق بنا أن نرد له حبه بحبنا وأمانته نحونا بأمانتنا نحوه.

 

غرض السفر:

+
سفر الأمثال هو دائرة معرفة، تضم التعرف علي السلوك والحياة كما يضم السفر بعض
النصوص التعليمية ويعلن عن السعادة الحقيقية وكيفية البلوغ إليها بأن نعرف الحكمة
ونسلك فيها عمليا (1: 2).

+
هذه الأمثال تكشف عن تدبير الله السماوي لحياتنا الزمنية اليومية، تدبيرها فكريا
وعمليا لتحقيق خطة الله من جهتنا.

+
ننعم بالتأديب والفهم

 

سمات السفر:

+
يحتوى على أقوال حكيمة ونصائح مفيدة للحياة وهو ليس تجميعا لأمثال بشرية حكمية
وإنما إرشادات روح الله لسليمان " لمعرفة وحكمة وأدب، لإدراك أقوال الفهم،
لقبول تأديب المعرفة والعدل والحق والاستقامة " (1 : 2، 3)

+
هذه الأمثال هي ترجمة عملية للحياة مع الله خلال السلوك اليومي، أنها مرشد للمؤمن
أثناء عبوره أرض الغربة من كل نواحي حياته الخاصة والعائلية والاجتماعية، تسند
الوالدين والأبناء والأزواج والزوجات والسادة والعبيد والرعاة والرعية، التجار
والصناع والمزارعين… الخ

+
اهتم سليمان بالطبيعة (1مل 4: 33) دعي الإنسان أن يكتشف الطبيعة ويتعلم منها حتى
من النملة (6: 6)

+
كشف عن الكتاب المقدس كله بكونه الحكمة السماوية

+
الله هو مصدر الحق

+
يليق بالمؤمن ألا يتوقف عن طلب الحكمة(16 :16)

+
الحكمة معلنة في يسوع المسيح هو الحق (يو14 : 6) لكي تعرف الحق يجب أن تتحرر (يو8
: 32)، بالمسيح ننعم بالحق والحرية.

+
تصير الحكمة بين أيدينا إن تمتعنا ببر الله

+
لا توجد ثنائية في حياة المؤمن، حياة روحية وأخري عملية بل هي حياة واحدة في
المسيح الذي هو الحق والحياة

+
نتعاون مع المجتمع غير المؤمن لكننا ندرك أننا لا نري الأمور بنفس الطريقة التي
يري بها غير المؤمنين (قارن أم 4 مع ر و8: 35 – 36)

+
يشعر المؤمن بالتزامه وبالمسئولية للعمل في عالم غريب

 

مواضيع السفر:

 طرقت
هذه الإصحاحات الكثير من النواحي العملية منها :

+
تهذيب الأبناء، كثير من الأمثال موجهه نحو الشباب كحكمة من الآباء إلى أبنائهم (1:
8، 2:1، 11، 21، 4: 1) هذا يعكس طبيعة الثقافة العبرية حيث يتوقع الأبناء أن يرثوا
قيادة أسرهم ودولتهم، بمعني آخر توجه هذه الأمثال إلى الجيل الجديد لا للتضييق
عليهم بل لمساعدتهم أن يصيروا قادة صالحين (13: 24، 19، 18، 22: 6، 15، 23 : 13،
14)، فيحذر هؤلاء الشباب لئلا يسقطوا في الفخاخ التالية :

 التجارب
الخاصة بالجنس (5: 15 – 20، 7: 1 -27)

 الغباوة
(12: 15 – 16)

 محبة
المال (10 : 2، 13 : 11)

 الكلام
البّطال (13 : 2- 3، 15 : 1)

 السكر
(31 : 4)

 الكبرياء
(16 : 1 – 9)

 الغضب
: 12 : 16،14 : 17، 29، 15 : 1، 18، 16 : 22، 19 : 11، 19، 22 : 24، 25 : 15

+
ضمان القروض (6: 1 – 5) يحذر سفر الأمثال من أن يضمن الإنسان آخر حتى إن كان صديقا
له حيث يكون الخطر أحيانا عظيما.

+
المشورة (24 : 6) يؤكد سفر الأمثال حاجة كل إنسان يود أن يكرم الله في حياته إلى
المشورة، إنه يقدم مبادئ أساسية تعين الإنسان في استخدامه المشورة بطريقة حكيمة.

+
مخافة الرب : 1: 7، 3: 7، 9 : 10، 10 : 27، 14 : 26، 27، 15: 16، 33، 16 : 6، 19 :
23، 23 : 17، 24 : 21

+
الأغبياء : 10: 18، 21، 23 ؛ 12: 15، 16؛ 14 : 9، 16 ؛ 15: 2 ؛ 17: 10، 12، 24 ؛
20 : 3 ؛ 23: 9 ؛ 27: 22 ؛ 28 : 26 ؛ 29: 11

+
الصداقة : 17: 17 ؛ 18 : 24 ؛ 19: 4 ؛ 27: 10، 17. أحد المشاكل الخطيرة المتطورة
في حياة المدن هو سرعة نمو الجماعات الخطيرة بين الشباب " عصابات عنيفة
gangs ويحذرنا سفر الأمثال من ضياع الإنسان خلال ارتباطه بالصداقة في
مجموعة أشبه بعصابة
gang  (1 : 10-19)

+
البطالة والكسل : (6: 6، 11 ؛ 10: 4، 5 ؛ 12: 27 ؛ 13: 4 ؛ 15: 9 ؛ 19: 15، 24؛ 20
: 4، 13 ؛ 22: 132 ؛ 24 : 30 – 34 ؛ 26 : 13 – 16)

+
المادة : يهتم اليونانيون بنفس الإنسان متطلعين إلى كل الأمور المادية كشر. أما
الكتاب المقدس فيعلن عن صلاح خليقة الله المادية.

+
الأمهات : يحث السفر الشباب مرارا أن يخضعوا إلى تعليم أمهاتهم (1: 8، 6 ؛ 20 ؛ 10
: 1، 3 : 7)

+
الجهاد : 3: 30 ؛ 10: 12 ؛ 15 : 18 ؛ 16 : 28 ؛ 17 : 1، 14، 19 ؛ 18 : 6، 19 20 :
3 ؛ 22 : 10 ؛ 25 : 8 ؛ 30 : 33

+
الغضب : 20 : 1 ؛ 21: 17 ؛ 23 : 1 – 3 ؛ 23: 29 – 35 ؛ 25: 16 ؛ 31 : 4 – 7

+
العشور : تكريم الله بكل ما نملك (3: 9 – 10)

+
اللسان : 4: 24 ؛ 10: 11 – 32 ؛ 12 : 6، 18، 22؛ 13: 3 ؛ : 20 ؛ 21 : 23 ؛ 26 : 28
؛ 30 : 32

+
الثروة والغني : 10 : 2، 15 ؛ 11 : 4، 28 ؛ 13 : 7، 11 ؛ 15 : 6 ؛ 16 : 8 ؛ 18 :
11 ؛ 19 : 4 ؛ 27 : 24 ؛ 28 : 6، 22

+
الحكمة : للحكمة منافع عملية لكل أحد حتى بالنسبة للذين لا يعرفون الله (30 : 25 –
28)

+
النساء : المرأة المذكورة في أم 31 هي مثال للنساء والرجال في طريقة الحياة التي
تهب شبعا إنها تعرض مثالا حيا للعمل والحب يقوم علي حكمة إلهية.

الخضوع
للموت، العدالة. السهر. العفة، البشاشة، الاهتمام بالفقراء، الأمانة، الترفق
بالأعداء المعرفة , البر

 

أقسام السفر:

1.
وصايا موجهة إلى الشباب 1 – 9

2.
وصايا موجهة إلى الجميع 10 – 20

3.
وصايا للقادة خاصة الملوك والرؤساء 21 – 30

4.
المرأة الفاضلة 31

 

الأمثال كطريق للتعليم:

+
يحدثنا الله بخبرة أناس ناجحين أو فاشلين ليؤكد لنا أن ما يعلنه بوسيلة أو أخري
تؤكده الخبرة البشرية. سفر الأمثال هو حديث إلهي نحو محبوبه الإنسان خلال لغة
الواقع التي يقدرها الإنسان كأمر ملموس حوله، إنه ليس تجميعا لأمثال بشرية حكيمة
وإنما إرشادات الله لسليمان "، لمعرفة حكمة وأدب، لإدراك أقوال الفهم، لقبول
تأديب المعرفة والعدل (1 : 2،3)، جاء عن سليمان أنه تكلم بثلاثة آلاف مثل وكانت
نشائده ألفا وخمسا "1 مل 4: 32 (راجع أيضا جا 12: 9)..

+
فالمثل هو قول قصير يقوم مقام مقال أو محاضرة كاملة، له تأثيره علي السامعين وهو
يركز إما علي مقارنة بين أمرين أو مقابلة مضادة بينهما له رنينه علي الأذن،
ويستأثر الانتباه، كان استخدام المثل طريقا سهلا للتعليم بلا تعقيد، وأفضل طرق
التعليم، فكان يُجيب بطريقة عجيبة فيحقق الهدف، ويمكن فهمه بسرعة ويُحفظ بسهولة

+
تساعد الأمثال البشر علي الاتصال ببعضهم البعض إذ تمثل تجميعا لأفكار خاصة بثقافة
معينة.

 

الأمثال في الفكر الإلهي والفكر البشري:

+
تختلف الأمثال في فكر الله عنها في الفكر البشري، فقد عرف الكثير من الفلاسفة
والحكماء بأمثالهم الصالحة لكنهم لم يستطيعوا أن يقدموا الحق كاملا.

+
يعجز الفلاسفة عن أن يحققوا ما ينطقون به، ولا يحملون قوة لإعانة الغير لتحقيق ما
ينصحون به، أما رجال الله فيستخدمون الأمثال الإلهية التي تعلن الحق كاملا بتمامه،
ولديهم قوة النعمة المجانية لممارستها وإعانة الغير علي تحقيقها.

+
بينما تهتم الحكمة اليونانية بالتأملات في الأمور غير المنظورة بطريقة غامضة
ونظرية، إذ بالحكمة المذكورة في الكتاب المقدس الصالحة والشريرة تشير إلى الخبرة
العملية الخاصة بسلوك المؤمن أو الشرير في حياته.

+
الحكمة الفائقة الإلهية التي هي هدف الأمثال هبة إلهية، تُعطي لأناس الله وفي نفس
الوقت لا يتجاهل الحكمة الطبيعية الممنوحة من الله لكل البشر بصفة عامة.

+
الحكمة – الإلهية أو الطبيعية – تحتاج أن تنمو بالدراسة والدخول في علاقات مع
الغير مستندة علي نعمة الله.

 

نظرة السفر إلى السيد المسيح:

 تظهر
الحكمة كشخص، في محبتها للبشر تنزل إلى الشوارع وأبواب المدينة وتصعد إلى
المرتفعات لتدعو الجميع إلى الوليمة التي أعدتها لهم حتى ينعموا بالحياة المطوّبة
وينجحوا في طرقهم ويسعدون، تطابق الحكمة في سماتها كلمة الله وعمله كما جاء في
الإنجيل

+
الحكمة هي الخالق (أم 8 : 22 – 30، كو1: 16)

+
توجد الحكمة قبل الخليقة (أم 8 : 22 – 26، يو1: 1، كو1: 17)

+
تفرح الحكمة دائما أمام الله الأب (أم 8 : 30، يو1: 1)

+
لذة الحكمة في بني البشر (أم 8 : 31، يو1 : 14)

+
تسكن الحكمة مع التعقل وتوجد الفهم (أم 8 : 12 – 14، يو1: 14)

+
تملأنا الحكمة بالكنوز (أم 8 : 21، يو1: 16، كو1: 16)

+
الحكمة هي البكر والبدء والرأس (8: 22، كو1: 15، 18)

 

أمثال سليمان :

اشهر
مجموعة امثال في العالم. ويتضمن هذا السفر نظام العبرانيين الادبي وينقسم إلى:

 

(أ)
مدح الحكمة (ص 1-9) والفكر الاساسي في ذلك هو ان رأس الحكمة مخافة الرب. ويوّضح
هذا الفكر بالاشارات إلى نتائجه ونتائج خلافه ولا سيما الانقياد إلى النساء
الرديئات وينتهي هذا القسم بدعوة قلبية من الحكمة إلى جميع الناس.

(ب)
مجموع امثال سليمان الخاصة الادبية والعلمية (ص 10: 1 – 22: 16).

(ت)
مجموع آخر مختص في الاكثر بالفطنة والعدل (ص 22: 17 – 24: 22). وبعض الامثال في
هذا الجزء تشبه الامثال المصرية القديمة لامون – ام – اوبه.

(ث)
امثال لغير سليمان (ص 24 : 23 – 34).

(ج)
مجموع آخر لسليمان نسخه رجال حزقيا (ص 25-29).

(ح)
كلام اجور (ص 30:1 – 33).

(خ)
كلام الملك لموئيل الذي تعلمه من امه (ص 31: 1-9).

(د)
شعر مرتب على حروف الابجدية يمدح به المرأة الفاضلة (ص 31: 10-31).

 

كيفية نظم الأمثال:

الامثال
مرتبة في جمل متوازنة وعباراتها بسيطة أو مزدوجة أو مثلثة أو مربعة أو مخمسة حتى
ومسيعة أيضاً. وكل عبارة مركبة من شطرين والنسبة بين اقسام المثل أما معنوية أو
لفظية. أما القسم الأول فيتضمن عبارات مزدوجة فقط (ص 10: 1 – 22: 16). ومن
العبارات البسيطة التي فيها يوافق الشطر الأول الثاني:

 

"يا
ابني لا تنسَ تعليمي، بل ليحفظ قلبك وصاياي" (ام 3:1) "فإن الذي يحبه
الرب يؤدبه، كما يؤدب اب ابناً يسر به" (ام 3: 12). "طوبى للانسان الذي
يجد الحكمة، وللرجل الذي ينال الفطنة" (ام 3: 13).

 

ومن
العبارات البسيطة التي فيها يقابل الشطر الأول الثاني ولكن يعاكسه في المعنى قوله:

 

"الابن
الحكيم يسر اباه، والابن الغبي حزن امه" (ام 10: 1) البغض يثير خصومات،
والمحبة تستر كل الذنوب" (ام 10 : 12) "اجر الصديق للحياة، ربح الشرير
للخطيئة" (ام 10: 16).

 

ومن
العبارات ذات الثلاثة شطور: "مخافة الرب بغض الشر. الكبرياء والزهو وطريق
الشر وفم الاكاذيب ابغضت (ام 8: 13).

 

ومن
العبارات ذات الشطور السبعة: "طوبى للانسان الذي يسمع لي، ساهراً عند مصاريعي
يوماً فيوماً، حافظاً قوائم ابوابي. فإن من يجدني يجد الحياة وينال رضا من الرب.
ومن يخطئني يضر نفسه، جميع من يبغضوني يحبون الموت" (ام 8: 34-36).

 

تأليف الامثال:

قد
تقدم بأن سليمان مؤلف أكثرها غير أن بعضها نسبت صريحاً إلى مؤلفين آخرين فإن نسبته
للمجموع كنسبة داود للمزامير. واشتهر سليمان في نظم الأمثال (1 مل 4: 29-34). لحسن
الحظ إن وجد الكثير منها في سفر الأمثال ويظن بأن جمع الأمثال قد تم في أيام حزقيا
(ام 25:1).

 

قيمة الأمثال:

إن
امثال سليمان تفوق جداً حكمة حكماء الأمم القديمة وهي أساس حكمة المستحدثين.
والموضوع الذي يتناوله سفر الامثال هو الحكمة (1: 2-6) فالحكمة من الله (1: 7 و9:
10 و15 : 33). وينبغي أن تسود الحكمة علائق الإنسان بالله وتسيرها (16: 9 و21: 1 و30).
وتتطلب الحكمة في حياة الانسان الشخصية، الاجتهاد (6: 6-10 و10: 4 و24 : 30 – 34).
والامتناع عن السكر (20: 1 و23 : 29 – 35 و31: 4). اما الحكمة في الحياة
الاجتماعية فتتطلب الامتناع عن الزنى (2: 16 – 19 و6: 24-35 و7: 5-27) وضبط اللسان
(12: 13 و13: 3 و18: 21) والأمانة في الحياة الزوجية (5: 15 -19) وتقديم الخير
والمعروف للفقراء (14: 20 و21 و15: 25 و19: 17 و23: 10 و11). وتمثل الحكمة في
إصحاحي 8 و9 يسوع المسيح الذي هو حكمة الله والذي قد صار لنا حكمة من الله (1 كو
1: 24 و30).

 

(2)
نوع من التشبيه استخدمه المسيح والأنبياء في تعليمهم. وقد تكون الأمثال وجيزة (مت
24: 32). وقد تكون نبوات أو حكم رمزية (عد 23: 18 و24: 3 وخز 20:49) غير أن
المقصود بالمثل غالباً هو قصة موضوعة مؤسسة على أمور مفهومة توضح المعاني الروحية.
والأمثال في الكتاب المقدس تختلف عن الأمثال في غيره كأمثال عيوب في أن موضوعها
مما يمكن حدوثه على الغالب. ومقصودها إيضاح أمور روحية للمؤمنين أو إخفاؤها عن غير
المؤمنين. واتخذ قدماء العبرانيين طريقة الأمثال للتعليم والتنديد والإنباء
والإنذار.

 

اشهر أمثال العهد القديم

1
مثل يوثام عن انتحاب الاشجار – إلى رجال شكيم جبل جرزيم قض 9: 7-15

2
احجية شمشون – إلى الضيوف عند زفافه تمنة قض 14: 14

3
مثل ناثان عن نعجة الفقير – إلى داود اورشليم 2 صم 12: 1-14

4
مثل المرأة التقوعية عن ابنيها وولي الدم – إلى داوود اورشليم 2 صم 14: 5-17

5
مثل النبي المضروب والمسي المنفلت – إلى آخاب بقرب افيق 1 مل 20: 35-42

6-
رؤيا ميخا – إلى آخاب السامرة 1 مل 22: 19-23

7
مثل العوسج والارز – من يهوآش ملك المملكة الشمالية إلى امصيا ملك يهوذا السامرة 2
مل 14: 8-10

8
مثل الكرم الذي اعطى عنباً رديئاً- من اشعياء إلى بني اسرائيل اورشليم اش 5: 1-6

9
مثل النسر والكرمة – من حزقيال إلى بني اسرائيل بابل حز 17: 3 -10

10
مثل اشبال الأسد- من حزقيال إلى بتي اسرائيل بابل حز 19 : 2 -9

11
مثل الكرم – من حزقيال إلى بتي اسرائيل بابل حز 19 : 10 -14

12
مثل القدر- من حزقيال إلى بتي اسرائيل بابل حز 24: 3 -14

 

ولم
يتم أسلوب التعليم بواسطة الأمثال إلى أن أكمله المسيح وأعطاه وضعه البالغ في
الابداع والمثل واقعي ولد بشكل قضة فهو منطبق على الحياة وليس غريباً عنها وان يكن
ان هذه الحوادث لم تقع بالفعل. فنرى في اصحاح واحد من متى (ص 13) سبعة من امثال
المسيح تظهر خصائص ملوكته الروحي:

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر المزامير 97

 

(أ)
مثل الزراع وهو يوضح قبول ملكوت المسيح ورفضه عند أصناف الناس.

(ب)
مثل الزوان وهو يوضح مخاصمة الشيطان لملكوت المسيح.

(ث)
مثل الخميرة وهو يوضح امتداده.

(ج)
مثل الكنز المخفي في الحقل وهو يوضح قيمته وكذلك:

(ح)
مثل اللؤلؤة الثمينة.

(خ)
مثل الشبكة المطروحة في البحر يوضح كيفية استجلاب الاشخاص إلى ملكوت المسيح
الروحي.

 

الامثال الواردة في الإنجيل:

1)
الزراع (مت 13: 3- 8 ومر 4: 3 – 8 ولو 8: 5 – 8)

2)
الحنطة والزوان (مت 13: 24- 30)

3)
حبة الخردل (مت 13 : ومر 4: 30 – 32).

4)
الخميرة (مت 13: 33)

5)
البذار الذي القي في الأرض ونما (مر 4: 26 – 29)

6)
الكنز المخفي (مت 13: 44)

7)
اللؤلؤة الكثيرة الثمن (مت 13: 45 و46)

8)
الشبكة المطروحة في البحر (مت 13: 47 و48)

9)
الخروف الضال (مت 18: 12 و13 ولو 15: 4 – 6)

10)
العبد المداين (مت 18: 23 – 34)

11)
المديونان (لو 7: 41 و42)

12)
السامري الحنون (لو 10: 30 – 35)

13)
الصديق اللجوج (لو 11: 5 – 8)

14)
الغني الغبي (لو 12: 16 – 20)

15)
الرجوع من العرش (لو 12: 35 – 40)

16)
شجرة التين (لو 13: 16 – 24)

17)
العشاء العظيم (لو 14: 16 – 24)

18)
الدرهم المفقود (لو 15: 8 و9)

19)
الابن الضال (لو 15: 11 – 32)

20)
وكيل الظلم (لو 16: 1 – 9)

21)
الغني ولعازار (لو 16: 1-9)

22)
قاضي الظلم (لو 18: 2-5)

23)
الفريسي وجابي الضرائب (لو 18: 10-13)

24)
الامناء (لو 19: 12-27)

25)
الفعلة في الكرم (مت 20: 1 – 16)

26)
الابنان (مت 21: 28 – 30)

27)
الكرم والكرَّامون (مت 21: 33 – 39 ومر 12: 1 – 9 ولو 20: 9-15)

28)
العرس (مت 22: 2 – 14)

29)
العذارى الحكيمات والجاهلات (مت 25: 1-13)

30)
الوزنات (مت 25: 14 – 30)

31)
الخراف والجداء (مت 25: 31-46)

 

واختلف
المفسرون في عدد الامثال حسب تفسير لفظة المثل أحصى بعضهم 27 مثلاً وآخرون 30
وآخرون 31 حسب الجدول المتقدم وآخرون 50 وإن أكثر الأمثال التي ذكرها المسيح
موجودة في إنجيل لوقا فيذكر منها ثمانية وعشرين بينما يذكر متى عشرين ومرقس تسعة
ويتفق الأناجيل الثلاثة، على سبعة منها فقط وهذه الامثال المتفق عليها هي: السراج
تحت المكيال، الرقعة الجديدة على الثوب العتيق، الخمر الجديدة في الزقاق العتيق،
الزارع حبة الخردل، الكرام الشرير، شجرة التين.

 

ووردت
أكثر الأمثال في متى ولوقا وأما مرقس فشرح أعمال المسيح أكثر من أقواله وأما يوحنا
فلم يذكر أمثالاً وإنما اختص بذكر مواعظ المسيح وعجائبه.

 

مضمون السفر:

يسمّى
في التوراة أمثال سليمان لأنه يتضمّن مجموعة من الأمثال نُسبت في الماضي إلى
سليمان. الأمثال هي تعبير شعري عن تعليم الحكماء. إذًا يعالج الكتاب كل المواضيع
التي تطرّق إليها الحكماء من أجل تعليم الناس. لم تُرتب الأمثال حسب موضوعها. وإن
وُجد بعض الترتيب فلأسباب شعريّة أو تربويّة (من أجل الذاكرة). تقسم الأمثال إلى 9
مجموعات. 1) 1 :1-9 :8. العنوان : أمثال سليمان. تتميّز هذه المجموعة عن سائر
المجموعات لأنها تتضمّن مقدمة (1 :2-9) وعددًا من الأناشيد الطويلة التي فيها
ينبّه الأب (أو معلم الحكمة) أبناءه (تلاميذه). نلاحظ هنا تحذيرًا من المرأة
الغريبة (2 :16-19؛ 5 :1-23؛ 6 :20-35؛ 7 :1-27) التي ليست امرأتك. كما نقرأ أناشيد
تتحدّث عن الحكمة (1 :10-33؛ 8 :1 ي؛ 9 :1-12) والجهالة (9 :13-18) وكأنهما شخص
حي. 2) 10 :1-22 :16. العنوان : أمثال سليمان. مجموعة مؤلّفة من أقوال مأثورة
تعالج مختلف وجهات الحكمة العمليّة وتقابل بين سلوك الإنسان الحكيم التقيّ وسلوك
الإنسان الجاهل الكافر. 3) 22 :17-24 :22. لا عنوان لهذه المجموعة التي يرجع بعضها
إلى حكمة أمينيموفي المصري (دُوّنت في منتصف الألف الأوّل ق.م.). وقد تعود 23 :13
ي إلى حكمة أحيقار. 4) 24 :23-34. العنوان : وإليك أيضًا ما قاله الحكماء. بعض
الأقوال عن المحاباة والكسل. 5) 25 :1-29 :27. العنوان : وهذه أيضاً أمثال سليمان
التي نظمها رجال حزقيا ملك يهوذا. مجموعة تشبه المجموعة الثانية وفيها تشابيه
عديدة خصوصًا في ف 25-27. 6) 30 :1-14. العنوان : هذا كلام أجور بن ياقة من مسّا.
تبدأ المجموعة بمونولوج يذكّرنا بسفر أيوب (40 :4 ي؛ 42 :4) ويتضمّن اعترافًا (آ5
ي) وصلاة (آ7-9) وتنبيها (آ10) وويلا (آ111-14). تبدو هذه المجموعة غريبة عن الفن
الحكمي. 7) 30 :15-33. لا عنوان لهذه المجموعة المؤلّفة من أقوال عديدة والتي
تنتهي بتنبيه يدعو إلى الحكمة. 8) 31 :10-13 هو كلام لموئيل ملك مسّا. علّمته إياه
أمه. تتألف هذه المجموعة من ثلاثة أمثال. 9) 31 :10-31. مديح المرأة القديرة (أو
الفاضلة). قصيدة أبجدية لا عنوان لها. (ب) جذور الأمثال. إن فنّ الأمثال الأدبي
قديم جدًا في اسرائيل والبلدان المجاورة. نحن نقرأ أن بلاط سليمان كان يؤلّف
الأمثال (1مل 5 :9-14؛ 10 :1-13، 23-25). ولكن تأليف الكتاب يدل على أن أم هو
مجموعة مجموعات يعود بعضها إلى ما قبل السبي. أقدم المجموعات الثانية والخامسة،
وأقربها إلينا الأولى. نشير أيضاً إلى أنّ ترتيب المجموعات في العبريّة غيره في
السبعينيّة حيث نجد الترتيب التالي : الأولى، الثانية، الثالثة، السادسة، الرابعة،
الثامنة، الخامسة، التاسعة.

 

خلفية السفر:

سفر
الأمثال هو أحد الأسفار التي يطلق عليها اسم "أسفار الحكمة وهي "أسفار
أيوب والأمثال والجامعة وبعض المزامير (مثل مز 1، 37، 73، 119… إلخ). وتشكل
الأمثال جزءاً كبيراً من هذه المجموعة. وهناك أمثال تدعو إلي التطبيق الدقيق
للحكمة التي تغطي الكثير من جوانب الحياة، بينما يعالج كل من سفري أيوب والجامعة
مشكلة كبرى واحدة، أو مجموعة مشكلات مترابطة، سواء بأسلوب المونولوج (حديث فردي)
أو "ديالوج" (حوار بين اثنين او أكثر).

 

وفي
الشرق الوسط قديماً، كانت الحكمة ترتبط أساساً بكل المهارات، سواء كانت يدوية أو
ذهنية، كما كانت تعتبر هبة من الآلهة. وشيئاً فشيئاً اكتسبت مفهوماً ذهنياً،
وبخاصة في إطار الدين، كما في فنون السحر أو الشبيهة بالسحر، مثل إخراج الشياطين.
كما دخلها عنصر أدبي أخلاقي، يدل علي أن نوعية الحياة أو تفسير مشكلات الحياة،
إنما هي من الآلهة، وقد وصلتنا كتابات كثيرة من حكمة المصريين والكنعانيين وبلاد
بين النهرين، من النوعين الأساسيين المذكورين فيما سبق، مما يجعلنا نستطيع رؤية ما
يقابلها في الكتابات العربية في ضوء هذه الخلفية.

 

ولكن
ليس في السفر تكرار ممل، كما أن روح كتابات الحكمة العبرية تبذ أي كتابات أخري من
نوعها في العالم القديم. ويرجع هذا أساساً إلي الأساس الديني القوي لإسرائيل، حيث
أن أول الطريق إلي الحكمة هو "مخافة الرب" (أم 1: 7، أي 28: 28، مز 111:
10، أم 9: 10).

 

عندما
برزت إسرائيل علي مسرح التاريخ كأمة في عصر موسي، كان بالعالم فعلاً أفراد أو
جماعات من "الحكماء"، وقد شاركت إسرائيل- برجالها ونسائها- في هذا
التراث، ويشهد علي ذلك المرأة التقوعية الحكيمة التي استعان بها يوآب (2 صم 14:
2)، وكذلك المرأة الحكيمة في "آبل بيت معكة" (2 صم 20: 16). وكذلك المستشارون
العسكريون والمدنيون في بلاط الملك، مثل أخيتوفل (2 صم 15: 31)، وحوشاي الأركي (2
صم 16: 15- 19)، وقد برز في عصر الملكية في إسرائيل ثلاث فئات من الرجال الرسميين
الذي كانت لهم صلة بالهيكل: الكهنة الذين كانوا يعلنون مشيئة الله علي أساس شريعة
موسي أو بالاستعانة بالأوريم والتميم (تث 33: 8- 11)، والأنبياء الكذبة الذين
كانوا يدعون إعلان مشيئة الله، إما بإعلان مباشر أو عن طريق الأحلام (إرميا 23:
21- 32)، والذين كثيراً ما كانت تتعارض أقوالهم مع أقوال الأنبياء الحقيقيين،
والحكماء الذين يوائمون بين الناموس وبين احتياجات الحياة اليومية ومشكلاتها.
ويتبين من الفصول الكتابية (مثل إش 29: 14، إر 8: 9، 18: 18) أن هذه الفئة الثالثة
كان لها وجودها في يهوذا في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. والانتقال من
المشيرين العلمانيين إلي المشيرين الدينيين، حدث- بلا شك- نتيجة لامتداد الأوامر
الدينية إلي جوانب الحياة في إسرائيل. وتبدو هذه الظاهرة في سفر الأمثال، علي أقوي
ما يكون، فتضع حياة الاستقامة والاجتهاد والأمانة والانضباط- التي يدافع عنها سفر
الأمثال- معياراً للأخلاق يتفق مع الناموس الذي قام علي أساسه.

 

ومن
المرجح أن كثيراً من الأمثال يرجع في نشأته إلي ما قبل ظهور طبقة الحكماء، فمعظم
المجتمعات تظهر فيها مجموعة من الأقوال الموجزة البارعة التي تعبر عن الحكمة
العملية، وتكوَّن ذخيرة من الحكمة البدائية. وقد ألمحنا فيما سبق إلي دور سليمان
في تشكيل هذه الأمثال الإسرائيلية (1 مل 4: 32).

 

إن
أسلوب "الطباق" في الشعر العبري، حيث تكون الشطرة الثانية من البيت
الشعري، إما علي تناقض حاد مع الشطرة الأولي (كما يبدو بصورة عامة في الأصحاحات
10- 15)، أو تدعمها، أي تكون بنفس المعنى ولكن بعبارة أخرى (كما في الأصحاحات 16:
22).

 

وقد
يعترض البعض بأن حكمة سفر الأمثال تكاد ألا تكون لها علاقة بالدين، بل ولا تتمشى
مع روح سائر أسفار العهد القديم، ولكن يجب أن ندرك أنه لم يكن القصد منه أن يؤخذ
بمعزل عنها، فإن كل أسفار الحكمة مبنية علي الأساس الراسخ لإيمان إسرائيل، وإدماج
كل ذلك في الحياة الدينية للأمة. ووجود سفر الأمثال بين الأسفار المقدسة خير شاهد
علي أمور الحياة اليومية بما فيها من سلوكيات وعلاقات، لها أهميتها عن إله
إسرائيل، كما أن لها أهميتها عندنا. وأحياناً نجد الحكمة متجسدة في كتابات الحكمة،
وخير مثال لذلك ما نجده في الأمثال 8: 1- 9: 6. وسنتناول ذلك فيما بعد بأكثر
تفصيل، ولكن لا يفوتنا هنا ان نذكر أن بعض العلماء يرجعون بهذا الفصل إلي تاريخ
متأخر بسبب هذا التجسيد، كما يفعلون نفس الشيء مع أجزاء أخري من الكتاب المقدس،
مثل أيوب 28 حيث يرون تأثيراً فارسياً أو يونانياً. ولكن ليس هذا تفسيراً لابد
منه، حيث أن تجسيد بعض الصفات مثل الحق والبر يوجد في كتابات الشرق الوسط التي
ترجع علي الأقل إلي ألف سنة قبل عصر سليمان، فلأن الحكمة كانت إحدى المميزات
الرئيسية لآلهة مصر وبلاد بين النهرين، أصبحت هدفاً واضحاً للتجسيد. ولكن الأهمية
الحقيقة لأمثال 8: 1- 9: 6 تبدو واضحة في العلاقة مع المرأة الفاجرة في الجزءين
السابق واللاحق لهذا الفصل (7: 1- 27، 9: 13- 18) وليس بمعزل عنهما.

 

الهدف والتعليم اللاهوتي للسفر:

(1)
الصلة الوثيقة بين الديانة والحياة اليومية، فبينما النغمة السائدة في سفر الأمثال
هي نغمة عقلانية، إلا ان أهمية احترام الله وإكرامه والاتكال عليه تبرز في ثنايا
كل السفر (1: 7، 2: 5، 3: 7، 8: 13… إلخ) "فمخافة الرب" هي أحد
التعريفيين الأساسيين للدين في العهد القديم، والثاني هو "معرفة الله"
التي تبرز بصفة خاصة في هوشع وإرميا (هو 4: 1، إر 9: 24). ويُذكر التعريفان معاً
في أمثال 2: 5، 9: 10.

 

وحاشا
أن تكون ثمة فجوة لا تعبر بين الدين والعالم المدني. ويكشف سفر الأمثال عن النتائج
الباهرة- في الشرفاء والبيوت المنسجمة السعيدة- عندما يسود الله كل جوانب الحياة.
وثمة خطر في أخذ العناصر الأدبية بمعزل عن الأساس الديني المفترض في كل الأجزاء.
ثم إن السعي وراء السعادة أو النجاح يمكن أن يصبح أنانياً، مما يؤدي أخيراً إلي
هزيمة الذات.

 

(2)
الأمثال والحركة النبوية: هناك وجوه شبه كثيرة بين الأمثال والأنبياء، بما في ذلك
الواقعية والدفاع عن الفقير والطبقات المهمشة (أم 14: 31)، وإدراك عدم فاعلية الذبيحة
بدون استقامة (15: 8، 21: 27)، والتأكيد علي الفرد، الذي كثيراً ما أهمل بسبب
الإحساس القوي بوحدة مجتمع العهد. وقد نبر بقوة كل من إرميا وحزقيال علي المسئولية
الفردية (إرميا 31: 29و 30، حز 18). ولكن هناك فرقاً جوهرياً بين سفر الأمثال
وسائر أسفار الحكمة في الكتاب المقدس، وهو عدم وجود أي إشارة تاريخية إلي اختيار
إسرائيل وعلاقة العهد بالله، وقد كانت هذه هي النقطة الأساسية في أقوال الأنبياء
فيما قبل السبي، كما لا يوجد في سفر الأمثال ذكر لأورشليم، ولا هيكلها والعبادة
فيه، رغم أن حركة الحكمة- كما تبدو في سفر الأمثال- قد ازدهرت تحت رعاية الملوك من
نسل داود، وتعليل ذلك يرجع إلي أن حركة الحكمة نهضت علي الأساس القائم فعلاً
باعتبار إسرائيل هو شعب العهد كما سبق التلميح. ومع ذلك فإن عدم الإشارة الواضحة
إلي هذه الحقائق الأساسية يستلفت النظر، بل إن اسم إسرائيل لا يذكر مطلقاً، مما
يضفي قوة علي الرأي القائل بان سفر الأمثال هو أوضح الأسفار وأقواها عن الشمولية
والأخلاقيات العملية التي كانت شائعة في العهد القديم. فأي مثقف مصري معاصر-
مثلاً- كان لا يجد صعوبة في فهم هذه الأمثال والإفادة منها، ومع أن هذا لم يكن
الهدف الأساسي منها فإن السفر مازال له جاذبيته للمثقف غير المسيحي أيضاً.

 

(3)
الأمثال والأسفار التاريخية: يشترك سفر الأمثال مع الأسفار التاريخية في تأكيد
الجزاء والمكافآت (2: 2، 3: 9و 10، 10: 27- 30)، وهو ما يسمي أحياناً "بالفكر
التثنوي"، لأن أوضح الأقوال عن ذلك جاءت في سفر التثنية (ارجع مثلاً إلي تث
28). وهو تعليم يمكن تحريفه إلي القول بأن "البار دائماً يكافأ، أما الشرير
فدائماً يعاقب"، وهو قول يدحضة ما جاء في أيوب (21: 7- 34)، وفي إرميا (12:
1- 4). كما قد يؤدي إلي التصرف الأناني: "أريد الحصول علي البركات الموعودة"
(كما في أمثال 3: 9و 10)، لذلك "سأكرم" الله في موضوع العشور. وقد كان
اعتبار المظهر الخارجي بديلاً عن المحبة والعرفان بالجميل والإيمان الحي، الضربة
التي أصابت الديانة الشكلية. ولكن المبدا نفسه: إن الذين يكرمون الله ويحيون في
توافق معه ومع شرائعة، هم- بعامة- الذين يحظون ببركة الله (وليس من الضروري أن
يكون ذلك في الأمور المادية)، هو مبدأ كتابي سليم، ولا لوم علي كتبة سفر الأمثال
مما يمكن أن يحدث من تحريف في فهمها. وقد بيَّن كتبة أسفار الحكمة الأخري، المفهوم
الكامل لها، وأن هذه المكافأة والجزاء إنما يحدثان في هذه الحياة، ولكن إيمانهم
يري الدينونة الأخيرة في ماوراء هذه الحياة(ارجع مثلاً إلي أي 19: 25- 27، جا 3:
17، 12: 14، دا 12: 2و 3).

 

محتويات السفر:

أولا
: الحكمة ص 1 – 9

أ
– الحث على اقتنائها ص 1 : 7

 –
طريق اقتنائها ص 1

 –
مخافة الرب

 –
قبول تأديب الآباء

 –
الهروب من الأشرار

 –
تحذير من رفضها

ب-
بركات اقتنائها ص 2- 6

 –
تنقذ من الأشرار

 –
تهبه بركات أرضية

 –
تمنح نعمة

 –
تقدم حياة

 –
تعطي سلاما

 –
تحذير من دهاء المرأة الشريرة ص 7

ج-
مفهوم الحكمة ص 8، 9

الحكمة
موضوع حديث هذا السفر ليست مجرد صفة يتسم بها إنما اقتناء الأقنوم الثاني "
حكمة الله "


من هو الحكمة ؟ (8 : 14، 1كو 1 : 3)


أزلي (أم8 : 22، يو 1 : 1، 2)


خالق (أم 8 : 30، يو 1 : 3)


لذة ألآب (أم8 : 30، لو 3 : 22)


واهب الحياة (أم8 : 35، يو 6 : 17"


ذبيحة كفارية (أم9 : 10 – 5، مت 26 : 28)


أساس الكنيسة (أم9 : 1، مت 16 : 16 – 18)

ثانيا
: الأمثال والحكم وكيفية السلوك في الحياة ص 10 – 31

طرقت
هذه الإصحاحات الكثير من النواحي العملية نذكر منها أمثلة


الاجتهاد وعدم الكسل (6 : 4، 6 : 11، 10 : 5، 10 : 26، 12 : 24، 13 : 4، 15 : 19،
19 : 24، 20 : 4، 8 : 13، 21 : 25، 22 : 13، 23 : 20، 24 : 10، 24 : 30، 24 : 34،
26 : 13، 26 : 16


الاتكال علي الرب : 3: 5، 16 : 3، 16 : 20، 20 : 22، 22 : 19، 28 : 25، 23 : 25


الغضب : 12 : 16، 14 : 17، 14 : 29، 15 : 1، 15 : 18، 16 : 22، 19 : 19، 23 : 24،
25 : 15، 27 : 3، 29 : 8، 29 : 22


الحسد : 3 : 31 – 33، 14 : 30، 23 : 17، 24 : 1، 2 : 27 : 4، 16 : 34


النميمة : 6 : 12 – 19، 11 : 13، 16 : 28، 17 : : 9، 18 : 8، 20 : 19، 26 : 20


العطاء 3 : 9، 10، 3 : 27، 28، 14 : 21، 14 : 31، 19 : 17، 21 : 25، 26، 22 : 9،
22، 25 : 21، 28 : 27، 29: 14، 30 : 15، 30 : 20


الخمر : 21 : 17، 23 : 20، 29، الخ

ثالثا
: أمثال لغير سليمان

أ
– كلام أجور ص30


كشف له الرب بنوة الأقنوم الثاني : ما أسمه وما أسم ابنه إن عرفت ؟ ص(30- 4)


قدم 6 مجموعات من أربعة أشياء معطيا لنا أمثلة من الحيوانات والنباتات والطبيعة

ب
– كلام لصموئيل ص 31


يتحدث عن سمات الملك أو الرئيس (31- 9)


يتحدث عن سمات المرأة الفاضلة

امرأة
فاضلة من يجدها، لأن ثمنها يفوق اللآلئ (31 : 10)

طوبى
للإنسان الذي يجد الحكمة (3 : 13)

 

شرح السفر:

أمثال 1 – 3

1:
1- 7- تبين الهدف منه: "لمعرفة حكمة وأدب، لإدراك أقوال الفهم" (1: 2)،
أي لمعرفة كيفية التصرف في مختلف الظروف. لقد طلب سليمان في بكور أيامه أن يمنحه
الرب حكمة ليحكم بها شعبه (1 مل 3: 7- 9)، وكانت لدية رغبة قوية في أن يكون لدي
شعبه مثل هذا الفهم. والأعداد 1- 6 هي جملة واحدة في العبرية وتشتمل علي ما لا يقل
عن أحد عشر وجهاً مختلفاً من الحكمة. أولها الحكمة التي تذكر 37 مرة في سفر
الأمثال، وتدل علي الاستخدام الماهر للمعرفة، ولا يمكن الحصول علي الحكمة إلا
بالبدء بالخطوة الأولي، وهي الاتكال علي الرب ومخافته "لأن مخافة الرب رأس
المعرفة" (1: 7).

(ب)
1: 8- 9: 18- ويشمل هذا القسم ثلاثة عشر درساً متميزة عن الحكمة، يبدأ معظمها
بعبارة "يا ابني" أو ما يشبه ذلك والدرس الأخير (8: 1- 9: 18) يجيء علي
لسان الحكمة نفسها. وهذا الأسلوب يدل علي العلاقة الشخصية الدافئة الحميمة بين
المعلم وتلاميذه، الذين كانوا- ولابد، في الشرق الوسط القديم- من الذكور. ويوجد
نفس هذا الأسلوب في كتابات الحكمة في مصر وبلاد النهرين، ولابد أن سليمان في
سنواته الأولي- حين كان شديد الاهتمام بخير أمته- كان معلماً ممتازاً فريداً.

 

(1)
الدرس الأول (1: 8- 33)- تجنب مصاحبة الشرار. وهنا ترتفع ثلاثة أصوات: صوت التلمق
والخداع، صوت الذين يعدون بالكسب السريع عن طريق العنف (10- 14)، وصوت الرجل
الحكيم نفسه (15- 19) يؤيد نصيحة الأبوين التي قدماها بكل صبر علي مدي السنين (8و
9)، ويدعو إلي الابتعاد عن أرباب العنف الذين تنتظرهم نهاية عنيفة. ثم صوت الحكمة
ذاتها (20- 33) التي لا تتكلم في السر، بل تنادي علناً لأنها تريد أن تمنحهم لا
مكسباً عن طريق شرير، بل روح الحكمة ذاتها (عد 23). وللأسف رفضت إسرائيل الحكمة
التي تنادي بصوتها الرقيق، وأصوات الأنبياء الصريحة: "هكذا قال الرب:"
وبذلك يستجلبون علي أنفهم دينونة الله المحتومة (29- 33).

 

(2)
الدرس الثاني (2: 1- 22)- مكافآت الحكمة، مع أن الحكمة هي عطية من الله (عد 6)،
إلا أنه يجب أن نطلبها (يع 1: 5) بشوق كان يتصف به المرنم (مز 2- 4، مز 63: 1)،
وليس ثمة تناقض حقيقي هنا، بل هو تناقض ظاهري، فعطايا الله لا تُعطي اعتباطاً، بل
تعطي للذين قلوبهم وإرادتهم بروح الله. وفوائد الحكمة المذكورة (في الأعداد 7-
22)، لها جوانبها السلبية والإيجابية، والمادية والروحية. كما يذكر هنا – لأول
مرة- خطر الاتصال بالمرأة الشريرة (الأعداد 16- 19).

 

(3)
الدرس الثالث (3: 1- 10)- الاتكال الكامل علي الرب لابد أن يكافأ. وكان اليهودي
يواجه علي الدوام تجربة السعي للحصول علي البركة، بالتظاهر بالتدين. وكما سبق أن
رأينا يمكن إساءة تفسير العددين 9و 10، ولكن القرينة تشدد علي ضرورة الولاء القلبي
والطاعة الصادقة (1: 8) "فالله أولاً" (عد 6)، فهذه هي الحاجة الأساسية،
وبدونها يفتقر الفرد أو الأمة، علي السواء (ارجع إلي حجي 1: 1- 11).

 

(4)
الدرس الرابع (3: 11- 20)- من أهم المواضيع في سفر الأمثال، ضرورة التأديب، فكما
يؤدب الأب ابنه، هكذا يؤدب الرب أولاده، ففي هذا التأديب تبرز علاقة الأبوة (أم 3:
11و 12، عب 12: 5- 11).

 

والموضوع
الثاني هنا هو مدح الحكمة والفوائد التي تمنحها، رمزاً لشخص الرب يسوع المسيح
وعمله "الذي صار لنا حكمة من الله…" (1 كو 1: 30).

 

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر أيوب Job 30

(5)
الدرس الخامس (3: 21- 35)- وهنا نجد الغاية المزدوجة من الحكم، وهما "الرأي
والتدبير" (عد 21)، فإنهما يؤديان إلي الأمن (23- 26) ويحفظان من التصرف
الأحمق (27- 32)، فأعظم سبب للأمن هو "لأن الرب يكون معتمدك" (عد 26).

 

1-
1: 1- 9: 18 ليس هناك من يجزم بأن العدد الأول من السفر ينطبق علي كل هذا القسم
بالذات، أو أن سليمان كان الكاتب الرئيسي لكل السفر، إذ يعترض البعض بأن الرجل
الذي كتب كل هذه الأقوال الرائعة عن خطر العلاقات غير الشرعية- وهو أحد المواضع
الرئيسية في هذا القسم- لا يمكن أن يكون هو سليمان الملك الذي فشل كثيراً في هذه
الناحية، بزواجه بالمئات من الأجنبيات "من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني
إسرائيل، لا تدخلون إليهم وهم لا يدخلون إليكم، لأنهم يميلون قلوبهم وراء آلهتهم.
فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة" (1 مل 11: 1- 8، انظر أيضاً نح 13: 26). ولكن
هناك نقطة ضعف واضحة في مثل هذه الحجة، فقد يستطيع إنسان أن يقدم مشورة بارعة، كما
أن هناك فرقاً بين إغراء المرأة العاهرة (5: 1- 21، 6: 20- 35، 7: 1- 22)، وتعدد
الزوجات الذي ارتكبه سليمان، إذ لم تكن في ذلك علاقات غير شرعية. والذين ينكرون
كتابة سليمان لكل هذا القسم، يعتبرون أن المقدمة (1: 2- 7) تحدد الهدف من السفر
كله. والجزء من 1: 8- 9: 18 عبارة عن سلسلة من ثلاثة عشر حديثاً عن الحكمة، يقدمها
أب محب- بكل أمانة- لابنه، وهي تعتبر أساساً- لا يمكن الاستغناء عنه- لسائر تعليم
السفر.

 

2-
10: 1-22: 16 يكاد الإجماع ينعقد علي أن سليمان هو كاتب أو جامع هذا الجزء الرئيسي
من سفر الأمثال، ويجد هذا الرأي دعماً قويا فيما جاء عن سليمان في الأسفار التاريخية.
فبعد تتويجه مباشرة، أعطاه الله- بناء علي طلبه- قلباً حكيما ومميزاً (1 مل 3: 5-
14). ويعتبر حُكمه في قضية المرأتين الزانيتين، دليلاً قوياً علي ذلك (1 مل 3: 16-
28). كما يشهد الكتاب عنه بالقول: وأعطي الله سليمان حكمة وفهماً كثيراً جداً
ورحبة قلب كالرمل الذي علي شاطئ البحر. وفاقت حكمة سليمان حكمة جميع بني المشرق،
وكل حكمة مصر، وكان أحكم من جميع الناس…." (1 مل 4: 29- 34). وقد جاءت ملكة
سبا "من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان" (1 مل 10: 1- 13، مت 12: 12).

 

3-
22: 17- 24: 22، ويفتتح هذا القسم التالي بالقول: "أمل أذنك واسمع كلام
الحكماء" (أم 22: 17)، ويختلف هذا القسم عما سبق في أنه بعد أن كان المثل
يذكر في آية واحدة، أصبح يستغرق عدة آيات في تناول موضوع واحد بأسلوب منطقي.

 

لا
يوجد شيء يمكن أن نربحه في هذا العالم – حتى لو ربحنا العالم كله (متى 26:16؛ مرقس
36:8؛ لوقا 25:9) – يمكن أن يقارن بالقيمة الأبدية للحكمة الروحية الحقيقية. هذه
الحكمة لا يمكن الحصول عليها بأي طريقة أخرى إلا بالتأمل في كلمة الله.

إن
مرشدنا المحب، الذي يقودنا إلى أفضل ما في الحياة، ينصحنا قائلا: يا ابني إن قبلت
كلامي وخبأت وصاياي عندك، حتى تميل أذنك إلى الحكمة وتعطّف قلبك على الفهم، إن
دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ
تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الله (أمثال 1:2-5).

هذا
الرسالة موجهة إلى "ابني" (أمثال 1:2). فمثل الابن الذي يثق ثقة مطلقة
في أبيه، ينصحنا الرب أن نقبل… ونخبئ… ونميل أذننا… وندعو… ونرفع صوتنا
[أي نطلب بصوت عال]… ونطلب… ونبحث عن الحكمة كما يبحث الإنسان عن الكنوز
الخفية (أمثال 1:2-4). هذا الفصل يركز على أهمية اختياراتنا. وكأن الرب يقول لنا:
"خذ تعليمي بجدية". فإن اكتساب الحكمة من الرب ليس أمرا تلقائيا، ولا
يحدث بأن ينجرف الإنسان إليه. وإنما الأمر يحتاج إلى قرار إرادي بالبدء
والاستمرار. فهذه الكلمات تحتاج إلى إخلاص نابع من قلب موحد: إن دعوت المعرفة
ورفعت صوتك إلى الفهم (أمثال 3:2). فالأمر يتطلب تصميما ثابتا.

توجد
خطوط إرشادية بها يصبح الخضوع الكامل ممكنا للذين لديهم استعداد أن يطيعوا قول
الرب: توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوّم
سبلك. لا تكن حكيما في عيني نفسك (أمثال 5:3-7). عندما تكون لدينا هذه الرغبة
ونتمسك بها بإصرار فلا بد أن نتلامس مع حكمة الله وقوته التي تحفظنا من الشر.

إنه
لأمر عجيب حقا هذا الكم الكبير من التعليم الدراسي الذي نعتقد أنه أساسي استعدادا
لمدة حياتنا القصيرة التي تبلغ فقط 70 سنة. فإننا نقضي ست سنوات – من الدراسة
اليومية – في المرحلة الابتدائية، ومع ذلك فهي ليست كافية للوصول إلى أهداف
الحياة. ثم ست سنوات أخرى في المراحل الأعلى وتكون هذه أيضا غير كافية، ثم أربع
سنوات في الكلية لمن يريدون التخصص في العلوم أو الطب أو غيرها من المجالات
الفنية. أما في الحياة المسيحية، فعلى النقيض تماما، إذ يبذل معظم المسيحيين
القليل جدا من الوقت والجهد في إعداد أنفسهم لما يريدهم الرب أن يكونوا من أجل
تحقيق الغرض الذي من أجله خلقهم. إن الحصول على أفضل ما يريده الله لنا استعدادا
للأبدية وأيضا لهذه الحياة، معناه التكريس والالتزام بنفس القدر الذي لدى أولئك
الذين يطلبون أهدافا عالمية.

إن
السلوك بالروح لا تحبط هذه الطاقة الزائدة التي نسعى بها وراء النجاح الزمني.
وإنما على العكس، فهي تدعونا إلى تحويل نفس هذه الطاقة – مثل الشخص الذي يبحث عن
الفضة أو الكنوز الثمينة (أمثال 4:2) – إلى البحث عن الحكمة التي لا يستطيع أحد أن
يعطيها إلا الله وحده. وهذا يعني عمرا بأكمله من المجهود الروحي المتزايد، يقضيه
الإنسان في قبول كلام الله، وتخبئة وصاياه، وإمالة أذنه إلى الحكمة، وطلبها بصوت
عال، والبحث والتنقيب عن الحق (أمثال 1:2-4).

إن
كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر، فسيُعطى
له (يعقوب 5:1).

إعلان
عن المسيح: كالخالق الذي أسّس الأرض وثبّت السموات (أمثال 19:3). كل شيء قد خُلق
في المسيح.

 

أمثال 4 – 7

(6)
الدرس السادس (4: 1- 9)- وهنا يعطي المعلم شهادته ويبين أنه إنما يستمد قوته من
الحكمة التي اكتسبها من الجيل السابق (1- 6)، كما يؤكد أهمية العزم والتصميم علي
اقتناء (اكتساب) الحكمة كما تدل علي ذلك الأعداد 5و 7- 9.

 

(7)
الدرس السابع- (4: 10- 19)- يلزمك عزم مماثل للابتعاد عن الأشرار وما يسعون إليه
(14- 17). لاحظ هذه الصورة الرائعة لسبيل الصديقين (18)، والصورة المخيفة لطريق
الأشرار (19).

 

(8)
الدرس الثامن- (4: 20- 27)- السعي بقلب موحد في طريق البر ونتيجته، وتجنب كل أنواع
الشر (ارجع إلي 1 تس 5: 22)، ويشمل ذلك سمعنا (عد 20)، وذكرياتنا (21)، قلوبنا
(21، 22)، وأبصارنا (25)، وإراداتنا (26و 27). إنها تعني التسليم الكامل لله.

 

(9)
الدرس التاسع (5: 1- 23)- بلهجة شديدة، لا يمكن إساءة فهمها، يؤكد أخطار العهارة
الجنسية، وحكمة الأمانة في العلاقات الزوجية. فالعلاقات الجنسية لا يمكن أن تكون
خفية تماماً، فهي لابد أن تمس آخرين، كما أن الله نفسه يراها "لأن طرق
الإنسان أمام عيني الرب، وهو يزن كل سبله" (عد 21)، وقد كانت العهارة منتشرة
في ذلك الوقت- كما هي الآن- رغم أن عقوبتها كانت الموت (تث 22: 20- 24).

 

(10)
الدرس العاشر (6: 1- 19)- أولاً توصي الأعداد الخمسة بتجنب الاندفاع إلي ضمان
الآخرين، وإذا كنت من الحماقة بدرجة تورطت معها في ذلك، فأفضل شيء هو أن تبتلع
كبرياءك، وتنقذ نفسك بأسرع ما تستطيع. ثانياً- أن تتأمل النملة في اجتهادها
للإعداد لحاجتها في المستقبل (6- 11)، وذلك بالمقارنة (فيما بعد) بالكسلان (22:
13، 26: 13- 16). وثالثاً- يصف بالتفصيل الرجل اللئيم المخادع العنيف (12- 19)،
ويجب تجنبه.

 

(11)
الدرس الحادي عشر (6: 20- 35)- يعود مرة أخري إلي موضوع العلاقات الجنسية غير
المشروعة، ويبين رأي الله في هذا النوع من الخطية. كما أن الزوج المجروح سيكون
انتقامه رهيباً لو أنه اكتشف هذه الخيانة (33- 35). كما أن العاقبة ستكون علي
الزاني نفسه، كارثة مخيفة (26- 32) وطوبي لمن يراعون وصايا الوالدين الحكيمة (20-
24).

 

(12)
الدرس الثاني عشر (7: 1- 27)- يرسم صورة واضحة لحيل المرأة العاهرة، وبخاصة ما
تعرضه من فنون الإغراء، وحب المغامرة، ولكنها مغامرة تؤدي دائماً إلي
"الهاوية" (27). وبعبارات قوية، يحث الكاتب علي التمسك بالحكمة التي تحفظ
الإنسان من الوقوع في الشرك (أم 7: 1- 5، مز 19: 9).

 

4-
24: 23- 33 كما يبدأ القسم التالي بالقول: "هذه أيضاً للحكماء" (24:
23)، مما يدل علي أن قسم قائم بذاته. ومما يستلفت النظر بشدة، هو التطابق الواضح
بين 22: 17- 23: 11 وكتابات الحكيم المصري "أمينموب" التي يرجعون
بتاريخها إلي ما بين القرن الثالث عشر والقرن السبع قبل الميلاد، فقد اكتشف
العلماء نحو ثلاثين تشابهاً بين الاثنين. ويميل البعض إلي اعتبار هذا الفصل من سفر
الأمثال مأخوذ عن أصل مصري، وليس في هذا ما يتعارض مع تعليم الوحي الإلهي، وإن كان
هناك بعض العلماء- ومن بينهم الكثيرون من علماء المصريات البارزين- يؤكدون أن
كتابات أمينيموب هي المأخوذة عن أصل عبري، وذلك علي أساس التراكيب اللغوية
والنحوية.

 

5-
25: 1-29: 27 وهي "أمثال سليمان التي نقلها رجال حزقيا ملك يهوذا" (أم
25: 1). ونجد فيها النزوع إلي جمع الأمثال التي تتعلق بمواضيع معينة معاً، فمثلاً
العلاقة بين الملك ورعاياه (25: 2-7)، والرجل الكسلان (26: 13- 16)، والرجل
المخادع صانع السوء (26: 17- 27). وكثيراً ما يجمع الفكر اليهودي بين سليمان
وحزقيا (انظر مثلاً 2 أخ 30: 26) بل عن التقليد اليهودي ينسب إلي حزقيا جمع سفري
الأمثال والجامعة، علاوة علي أن هذين الملكين شجعا علي نشر الثقافة والمعرفة؟

 

6-
30: 1- 33 ولا نعرف شيئاً عن "أجور"، ولا عن أبيه "متقية
مسَّا" ولا عن الشخصين الآخرين المذكورين في هذا الأصحاح: "إثيئيل
وأكّال". وإذا رجعنا إلي تك 25: 14، نجد أن مسَّا كان أحد الاثنى عشر رئيساً
من نسل إسماعيل، مما يرجح معه أن "أجور" كان من شمالي شبة الجزيرة
العربية، وكانت تشتهر بحكمة شعبها. ويحتمل أن أسلوب "ثلاثة …. أربعة"
(30: 18و 21و 29- وهي أعداد تقريبية) مأخوذ عن أسلوب تعليم "الحكماء" (ارجع
أيضاً إلي عاموس 1: 3و 6و 9… إلخ).

 

7-
31: 1-9 "كلام لموئيل ملك مسَّا" فقد جاء لموئيل كاتب هذا الفصل من
مسَّا أيضاً، ولكننا لا نعلم عنه شيئاً آخر.ووجود أقوال حكيمة من مصادر غير
يهودية، يدل علي انتشار دوائر الحكمة واتصالاتها الواسعة في عهد الملكية في
إسرائيل.

 

يخصص
سفر الأمثال جزءا كبيرا للتحذير من خداع الزنى والعهارة أكثر من أي خطية أخرى. فمن
بين كل خدع الشيطان نجد هذا الشر بالذات يحتاج إلى تحذير خاص إذ أنه يذكر في أمثال
16:2-19؛ وأصحاح 5 بأكمله؛ 23:6-35؛ وأصحاح 7 بأكمله. إن التأكيد المتكرر على هذا
الذنب تجاه الله يدل على أن الرب يضع الخطايا الجنسية بين أخطر الخطايا جميعا.

إن
الخطايا الجنسية خادعة جدا لدرجة أن الله يبدأ بالقول: أمل أذنك (أمثال 1:5) – أي
استمع بكل انتباه وكل جدية، وركز تفكيرك في الحق الذي سأقوله لك. إن العلاقة
المحرمة قد تعطي متعة وإثارة مثل حلاوة العسل في الفم (أمثال 3:5). ولكن الزاني
بامرأة عديم العقل، ومن يفعل ذلك يهلك نفسه (أمثال 32:6؛ 22:7-23). فهناك نتائج
رديئة لا يمكن تجنبها: ضربا وخزيا يجد وعاره لا يمحى (أمثال 33:6).

إن
تأجيل التوبة قد يؤدي إلى موت أبدي. فالفشل هنا له مضاعفات مدمرة عديدة، إذ أن كل
من دخل إليها لا يؤوب ولا يبلغون سبل الحياة (أمثال 19:2). ويحذرنا الرب من أن
النتيجة النهائية مرة كالأفسنتين (أمثال 4:5). والأفسنتين هو نبات مر وسام يسبب
تشنجات وشلل وقد يؤدي إلى الموت.

إن
الأفسنتين يمثل أيضا دينونة الله في نهاية الزمان (رؤيا 11:8)، وتوجد حقيقة مؤكدة
لا يمكن الهروب منها وهي أنه بسبب امرأة زانية يفتقر المرء إلى رغيف خبز (أمثال
26:6). إن الخطايا الجنسية تؤدي إلى الانتحار الروحي: قدماها تنحدران إلى الموت،
خطواتها تتمسك بالهاوية (أمثال 5:5). إن الخطايا الجنسية تجر ضحاياها إلى الدمار
(أمثال 18:2؛ 27:7؛ 18:9؛ 14:22). تمايلت خطواتها ولا تشعر [أي أن طرقها معوجة ولا
يمكنك أن تلاحظ ذلك] (أمثال 6:5) – فإن هذه المتعة الوقتية سرعان ما يحل محلها
الخواء وتزعزع الثقة، إلى أن يأتي اليوم الذي فيه يصرخ الجاهل قائلا: كيف أني
أبغضت الأدب ورذل قلبي التوبيخ! (أمثال 12:5).

ولا
يزال التحذير يدوي عاليا وواضحا: ابعد طريقك عنها (أمثال 8:5) – أي لا تخضع لهذه
التجربة بأي درجة.

إن
المؤمنين في العهدين القديم والجديد يشبَّهون بعروس المسيح؛ لهذا فإن الممارسة
الجنسية خارج نطاق الزواج تعتبر زنى روحي. في كثير من الأحيان يبرر الإنسان هذه الخطية
بأنها "حق من حقوقه" لأن "الكل يفعلون ذلك". ولكن الرب
يعلمنا: كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه (متى 28:5). والمرأة
التي تعطي نفسها لأي رجل غير زوجها تسمى زانية (أمثال 26:6؛ تكوين 24:38؛ لاويين
29:19؛ هوشع 3:3).

فأي
شخص خدعه الشيطان وعماه وأوقعه في الفخ في هذا الزمن الشرير – الذي فيه ينادى
بالجنس وشهوة الجسد على أنه أسلوب حياة – يجب أن يصرخ إلى الله بتوبة صادقة، لأن
كل من يقر بخطيته ويتركها يُرحم (أمثال 13:28).

طوبى
للذين يصنعون وصاياه لكي يكون سلطانهم على شجرة الحياة [أي ليكون لهم حق الاقتراب
إلى شجرة الحياة] ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة، لأن خارجا الكلاب والسحرة
والزناة والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذبا (رؤيا 14:22-15).

إعلان
عن المسيح: بصفته معلم الحكمة (أمثال 7:4،11). المسيح هو المعلم "المذخر فيه
جميع كنوز الحكمة والعلم" (كولوسي 3:2).

 

 أمثال 8 – 11

(13)
الدرس الثالث عشر (8: 1- 9: 18)- الحكمة بنفسها تنادي، فعلي النقيض من الكلام
الناعم المعسول المهلك علي لسان المرأة العاهرة في الأصحاح السابع، والصوت الصاخب
للمرأة الجاهلة في الأصحاح التاسع (13- 18)، نجد هنا صورتين متكاملتين للحكمة:
الصورة الأولي (8: 1- 36) من أبرز صور التجسيد في العهد القديم، فالحكمة تسعي لا
لخراب الإنسان، بل تسعي لخير الجميع، ولذلك تنادي في اكثر الأماكن ازدحاماً
بالناس، ليصل صوتها للجميع (1- 5). ونجد الحكمة والاستقامة والبر والصدق والصراحة
أموراً لا انفصال بينها (6- 13). كما أن هناك توكيداً علي البركات التي تنتج عن
التماس الحكمة. فالملوك والقضاة والحكماء يعتمدون عليها، والنجاح- علي أفضل صورة-
هو منحة لطالبيها. والأعداد 22- 31 هي في الحقيقة تفسير لاهوتي للسمو الفائق
للحكمة، إذ تبين العلاقة الوثيقة بين الحكمة وبين الله في عملية الخلق. ويري
الكثيرون من المؤمنين أن الكلام عن الحكمة هنا، إنما هو الرب يسوع المسيح نفسه
"الذي صار لنا حكمة من الله… " (1 كو 1: 30)، فالعهد الجديد يري في الرب
يسوع المسيح حلاً لأهم قضيتين، هما كيف يدنو الله من الجنس البشري، وكيف خلق الكون؟
وهنا نجد الجواب: "بالحكمة". ويمكن أن يمتد ذلك إلي الجزء التالي (33-
36) حيث نجد الحكمة- مثل المسيح في العهد الجديد- الأمر الجوهري الوحيد اللازم
والمنشود، إذ أن "الحاجة إلي واحد" (لو 10: 42).

 

وهكذا
نري في هذا الفصل من سفر الأمثال أبلغ وأقوي وصف للحكمة، ومع ذلك فإنها تتنازل
لتنادي الناس في مفارق الطرق والساحات، فهي أسمي خير، بل منها ينبع كل خير وبركة
منشودة، وبها نعرف الله ومقاصده وطرقه.

 

وفي
الصورة الثانية للحكمة (9: 1- 6) تبدو كمضيفة لطيفة كريمة، تقدم وليمة، كل من يأكل
منها يحيا (ارجع إلي المثل الذي ذكره الرب يسوع المسيح في لو 14: 15- 24). ثم نجد
ملاحظات أخري عن المرأة العاهرة في الأعداد 13- 18، وكيف "أن في أعماق
الهاوية ضيوفها" (عد 18). كما نجد سلسلة من المقارنات بين الحكيم والجاهل
(الأعداد 7- 12) تأتي بين الصورتين، وهي تبين كيف أن الرجل الحكيم يقبل التعليم،
علي النقيض من الجاهل. ثم يذكر مرة أخري الأساس الراسخ للحياة وهو: بدء الحكمة
مخافة الرب، ومعرفة القدوس فهم" (عد 10).

 

(ج)
10: 1- 22: 16- الأرجح أن ال375 مثلاً المذكورة في هذا القسم قد اختيرت من الثلاثة
آلاف مثل التي تكلم بها سليمان (1 مل 4: 32). وكل عدد وحدة قائمة بذاتها، تتكون من
شطرين للمقابلة أو المقارنة.وتوجد فيه بعض التكرارات المفهومة (مثلاً 14: 12، 16:
25)، فهذا أمر لا يمكن تجنبه في هذه المجموعة الكبيرة من المثال. ويبدو واضحاً
أنها أمثال تطابق خبرة الحياة، والبعض منها قريب الحكمة العالمية، ولكنها في
مجموعها تقدم إرشادات عملية للحياة اليومية، تتفق مع كلمة الله. ورغم قلة الإشارة
للأمور اللاهوتية، فإنه من الواضح أن الله يهتم بأدق تفاصيل الحياة. كما أن
الأمثال لا تتجاهل تماماً القضايا الدينية (ارجع مثلاً إلي 10: 27و 29، 14: 27،
15: 16و 33، 18: 10)، ولا يمكن الاكتفاء بقراءة هذا القسم قراءة عاجلة، إذ أن كل
آية فيه تتطلب وقفة تأمل، ليصل الهدف منها إلي الذهن.

 

وكلمة
"مثل" في العبرية متعددة الجوانب، فتوصف بها اقوال بلعام (عد 23: 7)،
ودفاع أيوب عن نفسه (أي 27: 1، 29: 1، أنظر أيضاً مز 44: 14). وتترجم في إشعياء
(14: 4) إلي "هجو". والمثل (في سفر الأمثال) هو تعبير قوي محكم يتناول
بعض الجوانب العملية في الحياة، للتحذير أو التنبيه أو النصح والإرشاد. وحيث أنه
لا يوجد ترتيب معين في هذه الأمثال، فلعل أفضل طريقة لدارسة الأمثال في هذا القسم،
هي دراسة المواضيع الرئيسية، فمن المفيد جدَّاً تجميع الإشارات المختلفة إلي كل
موضوع علي حدة:

 

(1)
مكافآت البار ونهاية الشرير (10: 2و 7و 16و 27- 30، 11: 3- 9).

(2)
الجاهل: وهناك ثلاثة كلمات في العبرية تستخدم للدلالة عليه، يمكن أن تؤدي جميعها
معني التمرد العنيد، وكذلك بلادة الذهن. والجاهل حزن لوالديه، وخطر علي المجتمع،
فذهنه مغلق عن الفهم، وكلماته المتهورة تسبب الكثير من الضرر له ولغيره، والتقويم
في حالته لا يجدي، فهو حالة ميئوس منها (ارجع مثلاً إلي 1: 22، 9: 4و 16، 10: 1و
18و 23، 12: 15و 16و 23، 14: 3و 7و 16، 15: 20، 17: 12و 25، 18: 7، 19: 13، 26: 1-
12، 27: 2، 28: 6).

 

(3)
الكسلان: والعامل بيد رخوة (انظر مثلاً 6: 6و 9، 10: 26، 13: 4، 15: 19، 19: 24،
20: 4، 21: 5، 26: 13و 15، 24: 30…إلخ).

 

8-
31: 10- 31 لعل كلام لموئيل شمل هذا الجزء أيضاً، وهو قصيدة ذات ترتيب خاص (في
الحروف التي يبدأ بها كل بيت منها في العبرية) عن المرأة الفاضلة أو المثالية.
ولعل ذلك جاءه من أمه، مثل الجزء الأول الذي "علمته إياه أمه" (أم 31:
1). ولكن هذه الأقوال أكثر انطباقا علي المجتمع الزراعي الناجح في أرض فلسطين، منه
علي الحياة البدوية أو شبة البدوية في الصحراء العربية، لهذا فإن غالبية العلماء
يرون أن هذه القصيدة لا يُعلم كاتبها.

 

لا
تستهن بحجم الكبرياء الموجودة في قلب الإنسان المغرور، والتي تجعله يبغضك إذا
حاولت أن تؤنبه أو توبخه أو تصححه. فكما لو كانت أسهم التعليم تخطئ الهدف لديه
وترتد إلى الشخص الذي أطلقها.

ومحور
درس اليوم هو "يجب أن تكون حكيما في اختيار تلميذك". من يوبخ مستهزئا
يكسب لنفسه هوانا، ومن ينذر شريرا يكسب عيبا. لا توبخ مستهزئا لئلا يبغضك، وبخ
حكيما فيحبك. أعط حكيما فيكون أوفر حكمة، علم صديقا [أي شخصا بارا وفي علاقة صحيحة
مع الله] فيزداد علما. بدء الحكمة مخافة الرب، ومعرفة القدوس فهم (أمثال 7:9-10).

إننا
كثيرا ما نكون غير مدركين لشرور قلوبنا إلى أن يواجهنا أحدهم بالتوبيخ. فإن محاولة
تأديب الشخص الذي يحب نفسه أكثر مما يحب الحق سيزيده غضبا ويجعله ينقلب عليك
تماما. عندئذ يصبح الحقد والضغينة هما مكافأتك على ما حاولت أن تقدمه من خدمات.

وقد
حذر بولس تيموثاوس من أن يعطي شخصا مبتدئا مكانا مرموقا في الخدمة: لئلا يتصلف
فيسقط في دينونة إبليس (1 تيموثاوس 6:3).

وعلى
العكس فهناك من يشعرون بالامتنان لك العمر كله لأنك أحببتهم إلى حد أنك أخبرتهم
بالحق. فإن لسان حالهم: ليضربني الصديق فرحمة، وليوبخني فزيت للرأس، لا يأبى رأسي
(مزمور 5:141).

إن
الحكمة تنادي؛ وفي الواقع فإنها تصرخ بصوت عال. فهي تهتم بالناس بدرجة تجعلها لا
تستطيع أن تصمت. إن رسالتها هامة جدا لذلك فهي لا تهتم بصورتها الشخصية، على الرغم
من أن الكثيرين يبغضون الحق. ولكنها لا تنوي أن تجعل قضيتها العادلة تغرق في بحر
الخجل.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مُعَسكر ر

إن
الطريقة التي بها يتلقى الإنسان التوبيخ تدل دائما على طبيعته الحقيقية. فالمبتدئ
المتعجرف يعرف فقط القدر الذي يجعله مطمئنا أنه لا يخطئ وبذلك يخدع نفسه، وهو
يواجه أي توبيخ بنوبة من الغضب. فهو يعتبر التوبيخ أنه هجوم شخصي عليه أو إهانة
شخصية له. قد يكون هناك عيب في الشخص الذي يوجه التوبيخ، وهذا ما يحدث عادة حيث
أنه مجرد إنسان. ولكن حتى إذا كان أسلوب التوبيخ غير حكيم أو عنيف أو جارح، فإن رد
فعل الغضب يدل دائما على الكبرياء والعناد. أما الشخص الأمين فإنه سيفحص قلبه
وسيصغي باهتمام مهما كان أسلوب المتكلم. فالشخص الحكيم الحقيقي يعرف أنه يحتاج إلى
تعليم وهو يشعر بالامتنان عندما يحاول أحد أن يصحح خطأه بكل صدق – حتى وإن خلا ذلك
التوبيخ من اللطف والكياسة.

لقد
بدا يسوع عنيفا مع بطرس عندما قال له: اذهب عني يا شيطان… لأنك لا تهتم بما لله
لكن بما للناس (متى 23:16؛ مرقس 33:8). ولكن كلمات يسوع هذه كانت كلمات الحب
الكامل.

إن
موقف الشخص الحكيم روحيا يتضح في قول المرنم: سلامة جزيلة لمحبي شريعتك، وليس لهم
معثرة (مزمور 165:119).

إعلان
عن المسيح: بصفته الشخص الذي كان مع الآب "لما ثبت السموات" (أمثال
27:8-31). "وأنت يا رب في البدء أسست الأرض والسموات هي عمل يديك"
(عبرانيين 10:1).

 

 أمثال 12 – 15

(4)
قوة الكلام: فقد يجرح الكلام كالسيف أو قد يشفي (12: 18)، والتوكيد هنا هو علي
الكلام الأمين بالمقابلة مع الكلام المخادع (12: 6و 13و 14و 17و 19و 22).

(5)
الحكمة: فهي الموضوع الرئيسي في سفر الأمثال، ونجد في الأصحاح الثالث كيف أنها
يمكن أن تأتي من الوالدين (عد 1)، ومن كلمة الله (13)، ومن الحكماء (14)،
ومصاحبتهم (20).

 

أفضل
رصيد يمكننا أن نضيفه إلى مستقبل أولادنا هو أن نعلمهم الطاعة – أولا الطاعة
للمسيح كمخلصهم الشخصي، ثم الطاعة للوالدين، ثم لجميع الذين هم في منصب سلطة مثل
المدرسين والقادة وقوانين البلاد. وقبل أن نعلم أولادنا الخضوع للسلطة، يجب أن
نكون نحن أيضا خاضعين للسلطة.

إن
العصا هي رمز السلطة التي أعطاها الرب للوالدين من أجل تربية أولادهم. والضرب
بالعصا معناه ممارسة السلطة – وليس مجرد توجيه التهديدات التي نادرا ما تنفذ.
فالعصا يجب أن تستخدم بحزم ولكن في نفس الوقت بمحبة وبروح الصلاة. هذا بالطبع لا
يعني التنفيس عن الإحباطات المختزنة من خلال "الزعيق" والضرب وإصدار
الأوامر.

إن
الله في حكمته المتناهية يقول: من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب
(أمثال 24:13). فإن منع العصا ليس من علامات الحب، بل من علامات الخيانة لله. إنها
علامة للضعف والظلم الشديد للطفل (أمثال 18:19؛ 15:22؛ 13:23؛ 15:29،17).

هذا
التأديب هو على مثال أبينا السماوي: لأن الذي يحبه الرب يؤدبه (عبرانيين 6:12). إن
البركات المستقبلية للتأديب تفوق بمراحل ألمه الحاضر، كما يقول كاتب المزمور: قبل
أن أذلل أنا ضللت، أما الآن فحفظت قولك (مزمور 67:119).

فيمكنك
أن تنمي لدى أطفالك احترامهم للسلطة الممنوحة لك من الله، وفي نفس الوقت تزودهم
بيقين محبتك. انظر إليهم بحب عندما تتحدث إليهم وعندما يتحدثون إليك. فالأطفال
لديهم الكثير في أذهانهم، لذلك عندما يتحدثوا إليك أصغي إليهم باهتمام واستمع إلى
ما يقولونه. دعهم يعرفون أنك تهتم بما يهمهم. اقض وقتا مع أولادك. تناول الطعام
معهم، واشترك في أنشطتهم المدرسية، وشاهد التليفزيون معهم بشكل انتقائي جدا، وناقش
معهم ما يشاهدون.

من
المهم جدا أن تقرأ الكتاب المقدس معهم وأن تصلي معهم. دع أولادك يكتشفون خضوعك
واعتمادك على أبانا الذي في السموات (متى 9:6). دعهم يسمعون صلواتك من أجلهم
ورغبتك في إرضاء الرب.

صل
من أجل الحكمة، ولكن ابدأ مبكرا – ليس بعد سن 3 سنوات – علمهم صلاة قصيرة وترنيمة
وآيات كتابية. إنها مسئولية كبيرة على الوالدين أن يحبوا أولا الرب ويحبوا كلمته
بكل قلوبهم؛ ثم يعلّمون أولادهم بكل اجتهاد المبادئ الكتابية (تثنية 2:6-18؛ أمثال
6:22).

الوالدان
هم أمثلة حية. وما يراه الأولاد في البيت هو ما يظنون أنه صواب. يجب على الوالدين
أن يحافظوا على السلطان الممنوح لهم من الرب في روح محبة المسيح وصبره. ليس من
الحكمة تحقيق جميع شهوات الطفل. فالطفل يحتاج إلى حدود – وإلا فسيصبح متسلطا وكثير
المطالب ويتحول إلى منحرف صغير. ولكن في نفس الوقت لا تتوقع منه الكمال.

أيها
الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق. أكرم أباك وأمك التي هي أول وصية بوعد
– لكي يكون لكم خير (أفسس 1:6-3؛ أيضا خروج 12:20؛ تثنية 16:5).

إعلان
عن المسيح: بصفته الشخص الذي يكره الكذب (أمثال 22:12). "جميع الكذبة…
نصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت" (رؤيا 8:21).

 

 أمثال 16 – 19

(6)
العدالة: ويتردد صدي هذه الأقوال كثيراً في الأنبياء، ولا ريب في أنها تعطينا صورة
عما كان يجري في ذلك العصر، وبخاصة عن تفشي الرشوة (انظر مثلاً 17: 8و 23، 18:
16). كما تتكلم عن شاهد الزور (19: 5و 9و 28).

 

(7)
القريب أو الجار، فيصف أصدقاء الرخاء (انظر مثلاً 19: 4و 6و 7) بالمقارنة مع
الصديق الحقيقي انظر مثلاً 17: 17، 18: 24).

 

(8)
الغني والفقر: حيث يتكلم عنهما بأساليب متعددة، ولكن بالتركيز دائماً علي النواحي
الدينية والروحية، أكثر مما علي النجاح المادي (انظر مثلاً 21: 6، 22: 1و 4). كما
يذكر كثيراً الاهتمام بالفقير (مثلاً 21: 13) لأن "الغني والفقير يتلاقيان.
صانعهما كليهما الرب" (22: 2).

 

(9)
الحياة العائلية: فهناك صور جذَّابة للعائلة النموذجية، فيها الزوج المجتهد
والزوجة الفاضلة المتفاهمة التي هي بركة له (12: 4، 14: 1، 18: 22، 19: 14)،
والأولاد المطيعون، الذين يخضعون للتأديب متي كان لازماً (13: 24، 19: 18، 23: 13و
14).

 

من
الطبيعي أن نظن أننا متواضعون خاصة عندما نصلي. ولكن التواضع الحقيقي يظهر في
موقفنا من الذين يسيئون إلينا. فإذا أجبناهم بالمثل – سواء خارجيا أو داخليا – فإن
"تواضعنا" يكون مجرد كبرياء بشري مقنّع بالادعاء الديني.

يواجهنا
سفر الأمثال بسبعة تحذيرات مختصة بالكبرياء. أولهم العيون المتعالية التي هي إحدى
سبع خطايا يكرهها الرب (أمثال 16:6-17). أيضا يعلمنا أن مخافة الرب بغض الشر:
الكبرياء، والتعظم، وطريق الشر، وفم الأكاذيب (أمثال 13:8؛ أيضا 2:11؛ 10:13؛
3:14؛ 23:29). وأخيرا يحذرنا من النتيجة الحتمية للكبرياء: قبل الكسر الكبرياء
وقبل السقوط تشامخ الروح. تواضع الروح مع الودعاء خير من قسم الغنيمة مع المتكبرين
(أمثال 18:16-19).

إن
التواضع ليس تمثيلية نؤثر بها على الآخرين، وإنما هو روح تظهر في اللطف تجاه غير
اللطفاء، والصبر تجاه غير الصبورين، والرحمة تجاه المبغضين. فكيف يمكننا أن نقول
أننا بتواضع قد سلمنا أنفسنا للمسيح إذا كنا نتعامل مع الآخرين بعنف وببغض ولا
مبالاة؟ دعونا نعتبر أن الأشخاص الذين يصعب حبهم هم أدوات رحمة من الله من أجل
تطهيرنا. فإنهم يتيحون لنا الفرصة لإظهار تواضع المسيح بالتعبير عن محبته.

إن
الأشخاص المتواضعين حقا لا يشعرون بالغيرة أو الحسد عندما يتجاهلهم الناس بينما
ينال غيرهم المدح. فالمتواضع يحب أن يسمع مدح الآخرين لأنه تعلم أن يتشبه بالمسيح
الذي لم يطلب أن يرضي نفسه ولم يبحث عن كرامة لنفسه (فيلبي 5:2-8).

إن
الكبرياء بها طاقة مدمرة والتواضع الكاذب يخدع صاحبه، وقد دفع ذلك الرسول بولس
ليكتب إلى أهل رومية قائلا: مهتمين بعضكم لبعض اهتماما واحدا غير مهتمين بالأمور
العالية بل منقادين إلى المتضعين. لا تكونوا حكماء عند أنفسكم (رومية 16:12).

وكتب
بولس إلى أهل كورنثوس قائلا: المحبة لا تتفاخر، ولا تنتفخ، ولا تقبح [أي لا تعظم
نفسها] ولا تطلب ما لنفسها [أي لا تصر على حقوقها أو على رأيها] (1 كورنثوس
4:13-5).

وكتب
إلى أهل غلاطية قائلا: لا نكن معجبين نغاضب بعضنا بعضا ونحسد بعضنا بعضا (غلاطية
26:5). وكتب إلى أهل أفسس قائلا: أطلب إليكم… أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي
دعيتم بها، بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة (أفسس
1:4-2).

وكتب
إلى أهل فيلبي قائلا: بتواضع حاسبين بعضكم البعض أفضل من أنفسهم (فيلبي 3:2).

وإلى
أهل كولوسي كتب قائلا: فالبسوا… أحشاء رأفات ولطفا وتواضعا ووداعة وطول أناة
محتملين بعضكم بعضا (كولوسي 12:3-13).

إعلان
عن المسيح: بصفته الشخص الذي يعاقب المتكبرين (أمثال 5:16). "لأن كل من يرفع
نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (لوقا 11:14). وبصفته "المحب [أي الصديق]
الألزق من الأخ" (أمثال 24:18). يسوع هو صديقنا (يوحنا 14:15-15).. لا يتركنا
ولا يتخلى عنا أبداً (عبرانيين 5:13).

 

 أمثال 20 – 22

(د)
22: 17- 24: 22- النصيحة الحكيمة: بينما نجد أن المواضيع التي يتناولها هذا القسم،
والنظرة العامة، هي هي كما في الأقسام السابقة، إلا أن الأمثال في هذا القسم أطول
بشكل عام، كما تبدو فيه محاولة لتجميع الأمثال المتعلقة بمواضيع خاصة، مثلاً: خطر
المسكرات (23: 29- 35). والدافع الديني للكاتب- في هذا القسم- واضح، فهو يقول:
"ليكون اتكالك علي الرب، عرَّفتك أنت اليوم" (22: 19). وسبق أن أشرنا
إلي التشابه الموجود بين أمثال هذا القسم وأمثال "أمينيموب" المصري، إلا
أن الأمثال المصرية أطول كما أنها تشتمل علي الكثير من الأقوال التي لا يوجد مثلها
في سفر الأمثال.

 

لم
يحدث أبدا أن خطط أحد أن يكون سكيرا. إنما بدأ يشرب قليلا بين الحين والآخر ليكتشف
أنه يشرب أكثر من ذي قبل. فالأمر يبدأ باعتدال شديد، وقد يبدو مفيدا وغير ضار
بالمرة، والواقع أن خداعه العجيب يعطي كل الأِشياء مظهرا بهيجا وبراقا ويجعلها أحلى
بكثير، إنما لبضعة لحظات فقط. وبمجرد أن ينخدع الإنسان من الخمر فإنها تسيطر على
حياته، وتسلب منه بعد ذلك الفضيلة والقوة والموارد وراحة البال والسمعة بل والحياة
نفسها. الخمر مستهزئة، المسكر عجاج، ومن يترنح بهما ليس بحكيم (أمثال 1:20).

إنها
حقيقة لا يمكن إنكارها أن الاشتهاء الجسدي والعاطفي للخمر يزداد باستمرار لدى
الشخص السكير، بينما اللذة التي تمنحها له تتضاءل باستمرار. فويل للإنسان الغبي
الذي يحاول أن يغرق أحزانه أو يهرب من مشاكله أو يتخفّى من ضغوط الحياة
"بقليل" من الشراب. على هذا الإنسان أن يفكر في نتيجتها النهائية: لمن
الويل؟ لمن الشقاوة [الحزن] ؟ لمن المخاصمات؟ لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ لمن
ازمهرار العينين؟ للذين يدمنون الخمر الذين يدخلون في طلب الشراب الممزوج (أمثال
29:23-30). إن السكير يستبدل الحقيقي بالمزيف، والكرامة بالهوان، والحياة بالموت.
كم مرة تعجّبنا من حال أشخاص كانوا قبلا ناجحين وذوي نفوذ ثم صاروا إلى لا شيء
بسبب الخمرة التي سيطرت عليهم.

إن
وخزة الندم التي يعاني منها الشخص بعد أن يفيق تدعو للرثاء، ولكنها بسيطة
بالمقارنة مع النتائج الحتمية التي تنتج عن هذا القيد الذي يضعه الشيطان على ضحاياه.
لمن الكرب؟ لمن الجروح بلا سبب؟ (أمثال 29:23). فالجروح التي بلا سبب هي الجروح
الجسدية والعاطفية التي تسببها الخمر.

في
الآخر تلسع كالحية وتلدغ كالأفعوان. عيناك تنظران الأجنبيات وقلبك ينطق بأمور
ملتوية [تتبادر إلى ذهنك أمور خاطئة وغير صحيحة] (أمثال 32:23-33).

فكيف
يمكن لإنسان أن يبتلع بإرادته عدوا مثل هذا يسلبه عقله وقدرته على التفكير السليم.
إن المستعبد للخمر يشبه إنسانا ينام على شفا حفرة سحيقة، وكلما استمر في الانغماس
في الشراب كلما ازدادت غفلته عن نتائج سلوكه العنيد. لقد انخدع الملايين بهذا
الشرك وتحطمت حياتهم، فالخمر تعزل النفس عن سيطرة الروح القدس وتضعها تحت سيطرة
الشيطان.

إن
قدرتنا على تمييز أمور الله وفهمها تعتمد على تنبهنا وسعينا إلى ما يريده الله أن
يوصله لنا. لكن الخمر تدمر قدرة الإنسان على التيقظ وعلى تمييز ما يعلنه الله عن
نفسه. فالسكير شخص مخدوع لأنه يظن أنه استثناء – وكلمة الله تنطبق على كل شخص
سواه.

إن
جميع الذين يحبون الرب يتفقون مع الرسول بولس في قوله: لا تسكروا بالخمر الذي فيه
الخلاعة بل امتلئوا بالروح (أفسس 18:5).

إعلان
عن المسيح: بصفته الشخص الذي يقدر أن يقول أنه طاهر وبلا خطية (أمثال 9:20؛ قارن
مع عبرانيين 15:4).

 

 أمثال 23 – 26

(ه)
24: 23- 34- أمثال إضافية، ويمكن اعتبار هذا القسم ملحقاً للقسم الأسبق، الذي تكلم
عن مواضيع العدالة والكسل. والمثل الساخر عن حقل الكسلان (24: 30- 33) هو أطول مثل
في هذا السفر.

 

(و)
25: 1- 29: 27- أمثال إضافية لسليمان من بين أمثاله الكثيرة والتي لم تسجل في
القسم الرئيسي (10: 1- 22: 16)، وقد انتقاها رجال حزقيا الملك (715- 680 ق.م.)
وفيها تبدو محاولة جمع الأمثال المرتبطة بموضوع واحد معاً، فمثلاً مركز الملك (25:
2- 7)، والتسرع في الذهاب إلي القضاء (25: 8 – 10)، والجاهل (26: 1- 12)، والكسلان
(26: 13- 16)، والنمام صانع الخصومات (26: 17- 27).. إلخ.

 

إن
قراءة اليوم تحذرنا بشأن خطورة الابتهاج عند سقوط أحد أعدائنا الشخصيين. والأشر من
ذلك هو أن نحتفظ في داخلنا برغبة دفينة في أن يصيبه مكروه. لا تفرح بسقوط عدوك،
ولا يبتهج قلبك إذا عثر. لئلا يرى الرب ويسوء ذلك في عينيه فيرد عنه غضبه [ويحوله
إليك] (أمثال 17:24-18).

قدم
الرب يسوع تعليما من منظور مختلف عندما اقتبس هذا المثل: إن جاع عدوك فأطعمه وإن
عطش فاسقه… والرب يجازيك [أي يكافئك] (أمثال 21:25-22؛ متى 44:5). وكرر الرسول
بولس أيضا هذه الآية فقال: إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه… لا يغلبنك الشر بل
اغلب الشر بالخير (رومية 20:12-21). فهذه هي الغلبة الحقيقية على الطبيعة القديمة
الأنانية، أن نحب أعداءنا ونصلي من أجل الذين يضطهدوننا (متى 44:5).

تدفعنا
الطبيعة البشرية إلى الدفاع عن حقوقنا وإلى مقاومة الذين يسيئون إلينا، وإن أمكن
أيضا أن نسيء إلى الشخص الذي أخطأ في حقنا.

إن
الحقد والكراهية والرغبة في الانتقام هي دلائل على أننا لسنا قريبين من المسيح
بالقدر الكافي. لذا ينبغي أن نصلي فورا طالبين رحمة الرب وغفرانه، لأنه إن لم
تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضا زلاتكم (متى 15:6؛ أيضا 23:18-35).
إننا حقا نستحق غضب الله ونقمته من أجل زلاتنا الكثيرة في حق إلهنا القدوس.

ولا
يمكن أن نكون حقا في علاقة صحيحة مع المسيح طالما أننا نحتفظ بمشاعر المرارة
والبغضة والانتقام تجاه أي إنسان. وفي الواقع فإن كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس،
وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه… يا أولادي لا نحب
بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (1 يوحنا 15:3،18).

لا
يمكن لأحد أن يبرر لنفسه سلوك الانتقام؛ فلا أحد فينا هو القاضي، وبالأولى فليس هو
منفذ الحكم. والأخطر من ذلك، لا يمكننا أن ندعي لأنفسنا منصب الله الذي قال: لي
النقمة أنا أجازي يقول الرب (رومية 19:12). ولكن عندما يقع علينا ظلم يجب أولا أن
نطلب من الله أن يغفر لنا من أجل أفكار ومشاعر الحقد أو البغضة أو الرغبة في
الانتقام. فإن هذه المشاعر تفصلنا في الحال عن العلاقة الصحيحة مع الله. بعد ذلك
يجب أن نصلي من أجل الذي أساء إلينا.

إن
مشاعر البغضة والرغبة في الانتقام مصدرها الشيطان، ولكن محبة المسيح من خلال الروح
القدس الساكن فينا تعطينا القدرة على الشعور بالرحمة بدلا من البغضة تجاه الشخص
الذي أساء إلينا. وفي الواقع فإن ردود أفعالنا تجاه السلوك الرديء تكشف عن الحالة
الداخلية لقلوبنا – هل هي تحت سيطرة الروح القدس أم هي تحت سيطرة الطبيعة العتيقة
الخاطئة. إن قال أحد إني أحب الله وأبغض أخاه فهو كاذب، لأن من لا يحب أخاه الذي
أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره (1 يوحنا 20:4-21).

إعلان
عن المسيح: بصفته الشخص الذي يكافئ كل من يقابل الشر بالخير (أمثال 21:25-22).
"إن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فاسقه" (رومية 20:12). قال يسوع:
"أحبوا أعداءكم" (متى 44:5؛ لوقا 27:6،35).

 

 أمثال 27 – 31

(ز)
30: 1- 33- حكمة أجور عن تواضع الرجل الحكيم أمام الله كلي الحكمة (1- 4)، وهو
شبيه بما جاء في سفر أيوب (38، 39). وواضح أن أسلوب تعليمه كان بمواجهة تلاميذه
بعدد من الأمثلة لموضوع الحوار. وأسلوب: "أثنين… ثلاثة… أربعة" دليل علي
أن الحوار لم يكتمل، بل كان يشجعهم علي إضافة أمثلة أخري نابعة من خبرتهم هم
أنفسهم. ومن الواضح أن أجور كان علي اتصال وثيق وفهم دقيق لمختلف مستويات الحياة.

 

(ح)
31: 1- 9- حكمة لموئيل التي علمتها إياه أمه، وهي تعالج أيضاً موضوع العلاقات
الجنسية، وأخطار الخمر، والحاجة لحماية الفقير والمظلوم. واسم "لموئيل"
ومعناه: "من ينتمي لله" يرجح علاقة أمه بالله، فهي التي أسمته هكذا
وعلمته هذه الحكمة.

 

(ط)
31: 10- 31- الزوجة المثالية. وكل بيت من هذه القصيدة يبدا بحرف من الحروف
الأبجدية العبرية علي الترتيب. وهو أسلوب متبع في الكثير من القصائد العبرية (ارجع
مثلاً إلي مز 119)، وهو أسلوب كثيراً ما يعني الكمال. وبه يختتم سفر الأمثال الذي
يتحدث كثيراً عن المرأة الشريرة، وهنا- علي النقيض- يتحدث عن المرأة الفاضلة
فيقدمها في صورة رائعة، فهي امرأة ربة بيت مثقفة وأم فاضلة. كما يكشف لنا عن وجوه
عديدة من الحياة الأسرية المعاصرة، كما يكشف لنا عن سر ما تحلت به من فضائل، وهو
انها "المرأة المتقية الرب" (عد 30)، لذلك كانت موضع ثقة زوجها (عد 11)،
ومتعددة المهارات (13- 19و 24و 27)، وتحسن إلي الفقراء (عد 20)، وذات بصيرة واعية
(21و 25)، وحكمة ووداعة ولطف (26)، فهي الحكمة مجسمة.

 

عندما
نحب شخصا ما، نحب أن نكون معه ونعرف ما يسره لكي تنشأ بيننا علاقة حقيقية ودائمة.
وكذلك نحاول أن نعرف ما هي الأشياء التي تغضبه كي نتجنبها. هذه القاعدة الهامة يجب
أن نضعها في اعتبارنا إذا رغبنا أن تكون لنا علاقة وثيقة بالرب.

في
قراءة اليوم نكتشف أن من يحول أذنه عن سماع الشريعة فصلاته أيضا مكرهة (أمثال
9:28). فإذا كنا نريد أن يصغي الرب إلينا فمن الضروري جدا أن نصغي نحن إليه.

تكون
الصلاة مكرهة أمام الرب عندما يرفعها أشخاص يفترضون أنه لا حاجة لهم أن يعرفوا ما
يقوله الرب أو يتجاهلون أجزاء معينة من الكتاب المقدس لأن هذه الأجزاء تدين أسلوب
حياتهم.

لقد
أعلن الخالق لموسى أن جميع أنواع السحر هي مكرهة للرب: لا يوجد فيك… من يعرف
عرافة [أي عراف]، ولا عائف [أي يتنبأ بالمستقبل]، ولا متفائل [أي يقرأ الغيب
بواسطة الكف أو غيره]، ولا ساحر،ولا من يرقى رقية [أي يعمل حجاب]، ولا من يسأل
جانا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب، وبسبب
هذه الأرجاس الرب إلهك طاردهم من أمامك (تثنية 10:18-12).

وبخصوص
الشذوذ الجنسي سواء في الذكور أو الإناث، قال الرب: لا تضاجع ذكرا مضاجعة امرأة،
إنه رجس… لأنه بكل هذه تنجس الشعوب الذين أنا طاردهم من أمامكم، فتنجست الأرض،
فأجتزي ذنبها منها فتقذف الأرض سكانها (لاويين 22:18،24-25).

يوجد
احتياج متزايد إلى أشخاص مثل إرميا الذي كشف الشر الموجود في جيله إذ قال:
الأنبياء يتنبأون بالكذب، والكهنة تحكم على أيديهم [أي طبقا لأقوال الأنبياء
الكذبة]، وشعبي هكذا أحب!… ها إن كلمة الرب صارت لهم عارا، لا يسرون بها… هل
خزوا لأنهم عملوا رجسا؟ بل لم يخزوا خزيا ولم يعرفوا الخجل؟… لم يصغوا لكلامي
وشريعتي رفضوها (إرميا 31:5؛ 10:6،15،19).

ألهم
الروح القدس كاتب المزمور أن يسجل لنا هذا القول: إن راعيت إثما في قلبي لا يستمع
لي الرب (مزمور 18:66).

وعلى
النقيض تماما، فعندما يرفع الخاطئ التائب إلى الرب صرخة صادقة بسيطة مثل الطفل
الصغير، فإنه يكون مقبولا جدا ومحبوبا جدا لدى الرب، في حين أن صلوات الشخص البار
في عيني نفسه تكون إهانة لملك الخليقة.

نعلم
أن الله لا يسمع للخطاة، ولكن إن كان أحد يتقي الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع
(يوحنا 31:9). ركز الرب يسوع بشدة على ضرورة إطاعة كلمة الله كي يستجيب الصلاة،
فقال: إن ثبتم في، وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم (يوحنا 7:15).

وفي
زمن لاحق، حرص يوحنا التلميذ المحبوب على تذكير المؤمنين بهذه القاعدة: إن لم
تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل
الأعمال المرضية أمامه (1 يوحنا 21:3-22).

إعلان
عن المسيح: بصفته ابن الله (أمثال 4:30). "هذا هو ابني الحبيب الذي به
سررت" (متى 17:3).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي