الإصحَاحُ
الثَّانِي

 

«1
يَا ٱبْنِي، إِنْ قَبِلْتَ كَلامِي وَخَبَّأْتَ وَصَايَايَ عِنْدَكَ، 2
حَتَّى تُمِيلَ أُذُنَكَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ، وَتُعَطِّفَ قَلْبَكَ عَلَى
ٱلْفَهْمِ 3 إِنْ دَعَوْتَ ٱلْمَعْرِفَةَ وَرَفَعْتَ صَوْتَكَ إِلَى
ٱلْفَهْمِ، 4 إِنْ طَلَبْتَهَا كَٱلْفِضَّةِ وَبَحَثْتَ عَنْهَا
كَٱلْكُنُوزِ، 5 فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُ مَخَافَةَ ٱلرَّبِّ وَتَجِدُ
مَعْرِفَةَ ٱللّٰهِ. 6 لأَنَّ ٱلرَّبَّ يُعْطِي حِكْمَةً. مِنْ
فَمِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ وَٱلْفَهْمُ. 7 يَذْخَرُ مَعُونَةً
لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ مِجَنٌّ لِلسَّالِكِينَ بِٱلْكَمَالِ، 8 لِنَصْرِ
مَسَالِكِ ٱلْحَقِّ وَحِفْظِ طَرِيقِ أَتْقِيَائِهِ. 9 حِينَئِذٍ تَفْهَمُ
ٱلْعَدْلَ وَٱلْحَقَّ وَٱلاسْتِقَامَةَ: كُلَّ سَبِيلٍ
صَالِحٍ».

لا
يزال الرجاء موجوداً لعالمنا،. والهلاك غير مكتوب علينا. إن الله مستعد لخلاصك،
بشرط واحد: أن تسمع كلمته وتقبل حكمته. فأنت محتاج إلى تغيير أفكارك. وذلك يتم
بإصغائك إلى كلمة الله. فأمل طوعاً إليه قلبك. وسلمه نفسك ليهديك. وارد عمل
كلماته.

عندئذ
تدرك، أنه تنقصك الحكمة والقوة، وتبتدئ طلبها. فتصرخ إلى الله ليمنحك إياها. وهذا
هو تماماً المعنى من كلمات الرسول يعقوب إذ يكتب في الأصحاح الأول من رسالته:
«إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ
ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلا
يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ»(يعقوب 1: 5).

فكيف
تصلي لله لأجل حلول الحكمة في قلبك؟ هل معرفتك بها مهم عندك كنيل الفضة والذهب؟ هل
يسكن فيك الشوق إلى معرفة الحقيقة والسير في أفضل الطرق؟ عندئذ تتعب لأجل الحصول
على الحكمة، وتعتبرها كنزاً عظيماً.

وإن
استمررت بصلاتك الإيمانية، تنل بصيرة وأفقاً ممتداً إلى الأبد. فترى الله بأعين
قلبك، وأنه مقياس لكل مخلوق.

كل
تقواناً ظاهرة أمام قداسته عدماً. فخوف الله يخيم على كل مبصريه. ولكن الارتجاف
أمام قداسة الله يتلاشى في المبصر. ويأخذ محل الرعب. الشكر والسجود المغبوط. لأن
الله يمنحنا بجانب حكمته ومخافته معرفة محبته وجودته الأبوية. قد عنى ما وعد به:
«تَطْلُبُونَنِي فَتَجِدُونَنِي إِذْ تَطْلُبُونَنِي بِكُلِّ قَلْبِكُمْ»(إرميا
29: 13). فالله لم يمنح للمصلين مواهب فانية فقط أو حكمة جزئية، بل معرفة ذاته.
وأمام مجده نرتجف مرة أخرى، وننكسر لكبريائنا. ولكن بنفس الوقت نعرف بالمسيح أبوة
الله وبحر محبته.

هل تبحث عن  هوت روحى كلمة منفعة 11

وبواسطة
إدراك الله وبصيرته تتغير حياتنا جذرياً. فكل حضارة هي نتيجة صورة إلهها في
محورها، لأن الوحي يصبغ حياة تابعيه. فالصورة لإلهنا قدوتنا، ومحبته وحقه هدفنا.
وأمانته وطهارته واجب علينا. ولطفه وغفرانه دافعنا. فتحب كما يحبك الله، واغفر كما
يغفر لك.

إن
الله الأزلي يحافظ على مؤمنيه والمتمثلين به، ويساعدهم إلى حياة مستقيمة مقدسة.
ويحدد ضمائرهم، لينفصلوا من الشباب والرجال الأشرار، ويتركوا تجارتهم المعوجة،
ويبتعدوا عن الزناة. فيعيش المتزوج بإخلاص مع قرينه. والتقي يقشعر من الكذب. فيرى
الكبرياء منتنة. لقد عرف المؤمنون في جلال الله دنسهم الخاص. فلا يستسيغون البقاء
في مستنقعات البشر، بل يطمحون إلى كلام الله. فالإيمان بالله ومخافته، يغير حياتنا
وفكرنا وأعمالنا. ويعطينا معنى أبدياً.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي