الإصحَاحُ
الْخَامِسُ عَشَرَ

 

«8
ذَبِيحَةُ ٱلأَشْرَارِ مَكْرَهَةُ ٱلرَّبِّ، وَصَلاةُ
ٱلْمُسْتَقِيمِينَ مَرْضَاتُهُ. 9 اَلرَّبُّ بَعِيدٌ عَنِ
ٱلأَشْرَارِ، وَيَسْمَعُ صَلاةَ ٱلصِّدِّيقِينَ».

كشف
يسوع رياء الأتقياء في زمنه، وأبرز استقامة التائبين بمثله الصواب عن الفريسي
العشار (لوقا 18: 9-14) فكل قرابين وصلوات باطلة أمام الله، إن لم ينكسر القلب في
خوف الرب. والوثنيون يصلون، ويذبحون لآلهتهم أيضاً. ولكن المسيحيين يعيشون من
غفران ربهم. فلا يستكبرون بل يعترفون بحقيقة قلوبهم، متمسكين بنعمة الله الظاهرة
في المسيح. فيشترك كل مؤمن بصلاة العشار متمتماً داعياً: اللهم ارحمني أنا الخاطئ.
ولأجل هذا الاعتراف والانكسار الدائم، يستجيب لهم الأزلي، ويقترب منهم ويسكن فيهم.
ولكن كل من يظن أنه صالح في ذاته، فهو رجس أمام الله. وبدون توبة قلبية لا ترضي
ربك. والصلاة المتكبرة لا تجد استجابة بتاتاً.

 

«16
اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ
هَمٍّ. 17 أَكْلَةٌ مِنَ ٱلْبُقُولِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلْمَحَبَّةُ
خَيْرٌ مِنْ ثَوْرٍ مَعْلُوفٍ وَمَعَهُ بُغْضَةٌ».

عاش
المسيح وديعاً ومتواضع القلب. وفوق ذلك كان قنوعاً مثاليا. وهذه الصفات الثلاث، هي
أساس التربية الأخلاقية في المسيحية. فالشركة مع الله هي غنانا، فهو يكفينا. فلا
نطلب شرفاً عند الناس، بل نستغفر ربنا ونتمتع برحمته. وكل الذين يستغنون، يسقطون
في حبائل التجارب ويكسبون اضطراباً واضطراراً وفزعاً من الأموال.

أما
الله فيعتني بالبسطاء المجتهدين كالأب لأولاده. وهو يمنحنا الخبز الكافي ليس
فيضاناً، بل كفاية لنستطيع مساعدة الفقراء. وكل من يأكل كثيراً من اللحوم، يصاب
بالروماتزم والنقرس. ولكن من يفضل الحبوب والخضار واللبنة يتغذى أكثر من زلال
اللحم. فإن منعك الله من كثرة اللحم، فاشكره لأنه يمنحك عوناً لصحتك.

أيها
الأخ مرّن نفسك في أساليب التقوى، التواضع، والوداعة والقناعة المبنية على الصبر
والسماح وبساطة القلب. صل منسحقاً إلى ربك ملتمساً منه طهارة فؤادك وجسدك. فتسلك
حكيماً في الحمد والإيمان. وبركة الرب تثمر في الذين يخافونه ويحبونه، لأنه يقدسهم
ويرافقهم في حياتهم العملية.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مرحشوان ن

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي