الإصحَاحُ
الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ

 

«13
مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لا يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا
يُرْحَمُ».

هذه
الآية عن الاعتراف بالخطايا وصلتنا وسط الجو المسر في العهد الجديد. فكل عالم
نفساني يعرف أن الذي يكتم ذنوبه يتعقد. ولا ينام مرتاحاً ويضطرب كأنه هارب من الله
طيلة حياته. وكثيرون من الناس يتكلمون كثيراً بصوت عال، ليفوقوا صوت ضمائرهم
الخفيف. وأنت أيها الأخ تعلم خطاياك بدقة. وكل عمل سيء في ماضيك يقف أمامك فمقاصدك
وأفكارك تهجم عليك. وستسمع في يوم الدين كل أقوالك، التي نطقتها في هذه الحياة.
أنت هالك في عدل الله. فادرك حالتك ولا تكذب على نفسك.

واعرف
طرقاً أربعاً لخلاصك من صوت ضميرك وغضب الله الملتهب:

اعرف
خطيتك وأقر بها في نفسك، لكيلا تعتبر ذاتك مقبولاً جميلاً ذكياً أو قوياً. بل دن
وانكر نفسك. وآمن بأنك أنت أول الخطاة.

اعترف
بخطاياك واضحة أمام الرب، وانطق بأعمالك السيئة أمام القاضي الأزلي. ارتم أمام
المستوي على العرش. ولا تحاول تبرير نفسك. انكسر أمامه تماماً ونهائياً ولا تدفع
ذنبك على والديك أو محيطك. أنت المذنب في ذاتك وحدك.

اتكل
على رحمة الله ونعمته، لأنه لا يقصد هلاكك. هو أمين وعادل، ويغفر لك ذنوبك، إن
اعترفت بها. المسيح مات لآثامك وهو حمل الله، الذي يرفع خطية العالم كلها. ولا تجد
راحة لضميرك إلا في صليب ابن الله، الذي محا آثامك نهائياً بدمه الثمين. وبدون
إيمان بمصالحته، لا يجد إنسان ما سلاماً مع الله.

إن
الاعتراف بخطاياك والإيمان برحمة الله الظاهرة في المسيح، لهي أساس حياتك الجديدة
في التواضع والفرح. ولكن هذا الانكسار لا يكفي. أنت تحتاج إلى خلق جديد، وإلى
القوة الإلهية لتغلب الخطايا. فالاعتراف بالخطايا شيء، وتركها شيء آخر. فالروح
القدس يكافح ضد جسدك ومشاعر نفسك، حتى ترفض عمداً الخطية وتلاعبها، وترجع الشيء
الذي سرقته إلى صاحبه، وتعترف بأكاذيبك أمام من كذبت عليه. مت لكبريائك، واعترف
بخطاياك أمام الناس، إذا قادك الروح القدس لهذه الدرجة من الانكسار، لكي يجذبك
الرب إلى الكمال والحرية من سلاسل سيئاتك.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد رسالة بطرس الرسول الأولى 01

المسيح
هو مخلصك. فلا يغفر لك خطاياك لكي تستمر فيها، بل يحررك منها، إن استسلمت للطفه
نهائياً. تجاسر وضع حياتك بين يديه، ولا تحاول خلاص نفسك بنفسك. أنت الفاشل وهو
القدير. وبمقدار ثقتك فيه، تعظم انتصاره، وهو مستعد لتطهيرك وتقديسك. فواظب على
الصلاة، واقرأ الكتاب المقدس بشوق غارق. فتكمل قوته في ضعفك.

 

«14
طُوبَى لِلإِنْسَانِ ٱلْمُتَّقِي دَائِماً، أَمَّا ٱلْمُقَسِّي
قَلْبَهُ فَيَسْقُطُ فِي ٱلشَّرِّ. 15 أَسَدٌ زَائِرٌ وَدُبٌّ ثَائِرٌ
ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلشِّرِّيرُ عَلَى شَعْبٍ فَقِيرٍ».

تطوّب
الحكمة المتقي، لأنه لا يعيش منفرداً. الله معه. فالبار اعترف بخطاياه، ونال
الغفران بدم المسيح. ومسرة الله تخيم عليه. فهو أسعد إنسان في الدنيا.

ولكن
كل الذين يقسون قلوبهم ضد نعمة المسيح، ويسدون آذانهم لصوت الروح القدس، ويرفضون
الإنجيل المخلص، يمكثون في شرهم، ويسقطون من درجة إلى درجة، إلى أسفل الخطايا، كما
تزحلط رجل من أعلى السلم إلى أدناه، لأنه لم يتمسك بالدرابزين الذي بجانبه. فكل من
لا يتمسك بالمسيح، يسقط سقوطاً عظيماً.

والأمير
أو الزعيم يشرف على تجارب أكثر من الإنسان البسيط. وخاصة يجربه المجرب إلى
الاستكبار، لأن الله منح المسؤول سلطة، وحاشيته تداهنه باستمرار. فكل زعيم لا يتوب
يومياً إلى ربه، ولا يعتبر نفسه أول خادم لأمته، ولا يعترف أنه عائش من غفران ربه،
فيصبح أول الخطاة ويتشامخ، ويثقل على شعبه، ويصرخ في غضبه، ويتخابط بلا حكمة لأنه
لم يخف من ربه طالباً منه الهدى والحكمة. فكل من يحمل مسؤولية عليه أن يصلي وينكسر
أكثر من باقي الناس، لكيلا تدفعه قدرته الفاشلة، إلى هلاك الكثيرين.

 

«17
اَلرَّجُلُ ٱلْمُثَقَّلُ بِدَمِ نَفْسٍ يَهْرُبُ إِلَى ٱلْجُبِّ. لا
يُمْسِكَنَّهُ أَحَدٌ».

كل
زعيم يسبب حروباً أو قتالاً، وكل فرد يسوق السيارة بلا مهارة ويقتل المارين بطيشه،
أو يسفك دماً في سبيل الانتقام أو الغيظ، فإنه يشعر بشوكة عميقة في قلبه تبرم
ليلاً نهاراً بصميمه. ولا يجدن هذا المسكين راحة ولا في القبر، إن لم يجد بموت
المسيح الكفارة النيابية عن قتله. المسيح هو الرجاء لأجل كل القتلة وشبه القتلة.
لأن بدون المخلص الإلهي يسرعون وسط الحياة ولا عون لهم.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر حكمة سليمان ن

 

«19
اَلْمُشْتَغِلُ بِأَرْضِهِ يَشْبَعُ خُبْزاً، وَتَابِعُ ٱلْبَطَّالِينَ
يَشْبَعُ فَقْراً. 20 اَلرَّجُلُ ٱلأَمِينُ كَثِيرُ ٱلْبَرَكَاتِ،
وَٱلْمُسْتَعْجِلُ إِلَى ٱلْغِنَى لا يُبْرَأُ».

من لا
يريد الشغل لا يأكل أيضاً. فالكسول يستحق الجوع وغضب الله. وكل حضارة سالكة بدون
خوف الرب، تتكاسل مبطئة متعجرفة. ولكن كل الذي يعيشون بالروح القدس، يثبتون في
مهنتهم ويشتغلون بدقة، ولا يجلسون كسولين، لأن العمل أصبح لهم خدمة لله.»كل ما
تعملون فاعملوه كما للرب ليس للناس»ومن يقصد الاستغناء بسرعة يخطئ كثيراً. فالعمل
الشريف هو قاعدة أساسية للمسيحية. ونعتبر الصلاة بدون عمل وجهد خطية. والتكلم
التقي وقراءة الكتاب المقدس بدون تطبيق عملي رجس أمام الله. فإيماننا يظهر في
أعمال المحبة، وليس في كلمات فارغة أو أحرف مطبوعة سوداء.

 

«21
مُحَابَاةُ ٱلْوُجُوهِ لَيْسَتْ صَالِحَةً، فَيُذْنِبُ ٱلإِنْسَانُ
لأجْلِ كِسْرَةِ خُبْزٍ. 23 مَنْ يُوَبِّخُ إِنْسَاناً يَجِدُ أَخِيراً نِعْمَةً
أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمُطْرِي بِٱللِّسَانِ».

الرياء
سم يتسرب في القصور والمستشفيات والأكواخ. فمن الهين القول: أنت جميل وشاطر وذكي
وقديس وعظيم ومحترم وموهوب ومبروك. ولكنك بحاجة إلى محبة عظمى، لتقول للآخرين في
سبيل الحكمة، الحق عن غضبهم ونجاساتهم وأكاذيبهم وسرقاتهم وملابسهم القبيحة
والنتنة والأرجل الغير المغسولة وتعجرفهم وتصرفاتهم السيئة. طوبى لك إن وبخك إنسان
يحبك. اصع إليه لأنه أثمن من ألف كذابين يمدحونك ويفكرون في قلوبهم: يا حمار!
وربما يحرض هؤلاء المراؤون شعورك ليستغلوك وليغطوا خطاياهم الخاصة. فشك بكل من قال
لك إن صلاتك موزونة أو شهادتك مخترقة وتبرعاتك مقبولة. وأشكر الذي يعلن لك أنك
ضعيف المنطق متكبر، لأن ليس أمام الله لك شرف. وكل خطايا الدنيا موجودة في دمك.
وتعرف هذا إن قارنت نفسك بقداسة الله الكاملة.

 

«24
ٱلسَّالِبُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ وَهُوَ يَقُولُ: «لا بَأْس»فَهُوَ رَفِيقٌ
لِرَجُلٍ مُخْرِبٍ».

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كنارة كنروت ت

ويل
لمن يسرق والديه أو يسلبهم ممتلكاتهم بحجج منطقية. والذي أصبح أعمى في حرصه على
الغنى، ويدوس المحبة التي ربته، فهو شريك إبليس. والطمع وحب الشرف يعمي الإنسان
ويدفعه إلى عمل شر، بالمقدار أنه لم يفكر بذاته بقدرته أن يعمله. فكل الذين لا
يخافون الله يسقطون من شهوة إلى شهوة ومن رذيلة إلى رذيلة. ومن ستر أنانيته
بمدافعات تقية، فقد وصل إلى قمة الخطية (متى 15: 5).

 

« 27
مَنْ يُعْطِي ٱلْفَقِيرَ لا يَحْتَاجُ، وَلِمَنْ يَحْجِبُ عَنْهُ عَيْنَيْهِ
لَعَنَاتٌ كَثِيرَةٌ».

قلب
الإنسان يتقسى، إن أسرع في سبيل الرفاهية. وعادة لا رثاء في ضمير الأغنياء لحاجات
الفقراء. فيتركون المساكين مرميين على الرصيف، ويمرون عليهم كأنهم كلاب ميتة.
والمحتاجون يلعنون الذين يلتفتون عن طلبهم. ولا يريدون إلا أن يغيروا الأوضاع،
ليحصلوا على غنى وفخر. فليس الفقراء أفضل من الأغنياء. بل الكل يحتاجون لتغيير
الفكر. مع العلم أن البخشيش لا يكرم المعطي ولا المستعطي، لأن الفقير يحتاج إلى
عمل ثابت وليس إلى هبات. فاخلق إمكانيات للعمل للأفراد، فتنال بركة عظيمة. ولا
تكتفي بغناك ومواهبك لكيلا تصبح كالبحر الميت، الذي تصب فيه دائماً مياه الأردن.
وهو مع ذلك مر، لا يعيش في مياهه السمك. وأما بحيرة طبريا التي يصب فيها نهر
الأردن أيضاً، ويخرج منها نفس المقدار الذي صب فيها من الماء، فتمتلئ أسماكاً
وحياة. فهل أنت كالبحر الميت أو كطبريا؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي