الإصحَاحُ
الثَّلاَثُونَ

 

كلام
أجور بن متقية مسا (30: 1-33)

«2
إِنِّي أَبْلَدُ مِنْ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَيْسَ لِي فَهْمُ إِنْسَانٍ، 3 وَلَمْ
أَتَعَلَّمِ ٱلْحِكْمَةَ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَعْرِفَةَ ٱلْقُدُّوسِ. 4
مَنْ صَعِدَ إِلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ ٱلرِّيحَ فِي
حُفْنَتَيْهِ؟ مَنْ صَرَّ ٱلْمِيَاهَ فِي ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ
أَطْرَافِ ٱلأَرْضِ؟ مَا ٱسْمُهُ وَمَا ٱسْمُ ٱبْنِهِ
إِنْ عَرَفْتَ؟ 5 كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ ٱللّٰهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ
لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6 لا تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلا يُوَبِّخَكَ
فَتُكَذَّبَ».

أجور
الحكيم الذي كتب هذه الآيات، حاول إدراك الدنيا والعالم الأخر بعقله الخاص. فتغور
كثيراً في المعرفة، حتى أدرك أنه لم يعرف شيئاً. واعترف جهراً أنه أعمى وجاهل وغير
حكيم. خاصة هو المتعلم والحكيم، يتكلم بهذه الطريقة. لأنه تقدم بأفكاره إلى حدود
المعرفة. ليس إنسان يستطيع إدراك الله من تلقاء نفسه. قداسته تستر مجده، مبيدة
المقتربين منه. وحتى اليوم لا يعرف علماء الطبيعة سبب الكون وتطوره، ولا مصدر
العواصف وطرقها وأسرار البحور غير معروفة. وبحور الشموس تستهزئ بملعوماتنا
الضئيلة.

وفي
هذا الاتضاع، شعر أجور الحكيم أن لله القدوس ابناً. واعترف بهذه الحقيقة، رغم أنه
علم بأن الاعتراف بالأبوة لله، ربما يسبب موت الشاهد عند شعبه المتمسك بالتوحيد
المطلق. فالحكيم يسألك: هل عرفت ابن الله؟ هل أدركت اسمه وأخلاقه وقوته؟ هل تحبه
وتعيش معه؟ إن رسل العهد الجديد أعطوا وسط شعبهم الهائج الجواب الجريء على هذه
الأسئلة قائلين: إن الابن، الذي أعلن لنا الله العظيم كأب حنون، اسمه المسيح يسوع.
وهو المحبة المتجسدة المولود من روح الله، والممتلئ بالرحمة والرأفة.

ففي
المسيح وحده، نعرف الله في حقيقته. والمولود من روحه هو كلمته الصريحة الموحاة.
فلا نطلب وحيا آخر، بل نتمسك بالإنجيل ترساً لنا. ولا نخاف من رجم أمة التوحيد.
ولا نغير حرفاً في وحي الآب والابن، لكيلا نضل ولا نكذب.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ش شباط 1

هل
أنت حكيم؟ وهل تعرف الله حقاً؟ أتعيش حسب إرشاد روحه؟ وهل انكسرت لكبرياء عقلك
وللاتكال على ذاتك؟ اقترب من المسيح فيصبح نفسك. آمن به فتخلص.

 

«7 اِثْنَتَيْنِ سَأَلْتُ مِنْكَ فَلا تَمْنَعْهُمَا عَنِّي قَبْلَ
أَنْ أَمُوتَ: 8 أَبْعِدْ عَنِّي ٱلْبَاطِلَ وَٱلْكَذِبَ. لا
تُعْطِنِي فَقْراً وَلا غِنىً. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، 9 لِئَلا أَشْبَعَ
وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ ٱلرَّبُّ؟»أَوْ لِئَلا أَفْتَقِرَ
وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ ٱسْمَ إِلٰهِي بَاطِلاً».

العائش
في قرب الله يكره الباطل والكذب، عالماً أن الشرير هو أبو الكذابين. والحكيم
المرمي أمام جلالة الله، يشرب من جداول الحق ونيتعش. وهكذا اعترف بولس الرسول
المتعلم في أحكام الشريعة والمهذب بحكمة الفلسفة اليونانية قائلاً : «لٰكِنْ
مَا كَانَ لِي رِبْحاً فَهٰذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسِيحِ
خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضاً خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ
فَضْلِ مَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ
خَسِرْتُ كُلَّ ٱلأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ
ٱلْمَسِيحَ» (فيلبي 3: 7 و8).

ومن
يعش على هذا النمط مع مخلص العالم يقنع، ولا يكون بطنه إلهه. ولا الذهب تجربته.
لأن المسيح قد وجده شخصياً. فالمخلص حياته والموت ربح له. وعلمنا الرب الصلاة:
خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. فلا سبب للهموم، لأن الله أبونا. هو يعتني بنا. فنشتغل
مجتهدين لأنه يحفظنا ويهتم بنا اهتماماً إلهياً. ومحبته هي ضمان حياتنا. فلا نجمع
الثروات بل نطلب تحرير عبيد المال. فانتبه لأن المال هو حد فاصل لحكمتك وإيمانك
وحياتك. وكل من يستسلم للمال يسرق الله. والغني يظن أنه مستقل عن العلي ولا يحتاج
إلى مخلص. أما نحن فنتكل على الآب والابن والروح القدس، عارفين أن كيانه يشملنا
إلى الأبد.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي