الإصحَاحُ
السَّادِسُ

 

1 أَيْنَ ذَهَبَ حَبِيبُكِ أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ؟
أَيْنَ تَوَجَّهَ حَبِيبُكِ فَنَطْلُبَهُ مَعَكِ؟

كانت
العروس قد قالت لبنات أورشليم إنهنّ إن وجدنَ حبيبها أن يخبرنه أنها مريضة حب..
وفي دهشة سألنها من يكون هذا الحبيب حتى يستحق أن تمرض لأجله؟! ثم طفقت بعد ذلك
تعدد صفات حبيبها فأحصت له عشر صفات من هامه رأسه حتى قدميه!! كان هذا الحديث
مشوقاً لبنات أورشليم، فكانت النتيجة هي قولهن " أين ذهب حبيبك أيتها الجميلة
بين النساء. أين توجه حبيبك فنطلبه معك "!!

لقد
انحزن (بنات أورشليم) للعروس، وأظهرن الاستعداد " فنطلبه معك " هذا يوضح
قيمه الشهادة للمسيح: شهادة الكلام، وشهادة الحياة، وشهادة السلوك والعاطفة.

 

2 حَبِيبِي نَزَلَ إِلَى جَنَّتِهِ، إِلَى خَمَائِلِ الطِّيبِ،
لِيَرْعَى فِي الْجَنَّاتِ، وَيَجْمَعَ السَّوْسَنَ.

كان
ردّ العروس " حبيبي نزل إلى جنته".. لقد عرفت تماماً أين تجده إذ تذكرت
آخر كلماته التي قالها لها قبل تلك الليلة القاتمة – ليلة ضلالها وانحرافها عنه –
تذكرت قوله " قد دخلت جنتي يا أختي العروس" (نش 5: 1).. كانت العروس هي
جنته. لذا فقد تذكرت هذا الكلام وقالت " حبيبي نزل إلى جنته إلى خمائل الطيب
(= الأشجار العطرية الكثيفة).

ما
أعذب التأمل في عبارة " جنته".. إنها توضح قيمة النفس البشرية في نظر
الله.

 

3 أَنَا لِحَبِيبِي وَحَبِيبِي لِي. الرَّاعِي بَيْنَ السَّوْسَنِ.

" أنا لحبيبي وحبيبي لي. الراعي بين السوسن "

تقول
العروس في (نش 2: 16) " حبيبي لي وأنا له".. إنه اختبار النفس التي ذاقت
محبة المسيح إنها تحسّ أنه لها " حبيبي لي". أما النتيجة فهي أن تسلم
نفسها له بلا تحفظ فتقول " وأنا له".

هناك
تعّبر العروس عن فرحتها بامتلاكها المسيح " حبيبي لي "، أما هنا في
الأصحاح السادس فتعّبر عن فرحتها بأنها هي " مِلك المسيح " " أنا
لحبيبي".

 

4 أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي كَتِرْصَةَ، حَسَنَةٌ
كَأُورُشَلِيمَ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ.

إذ
أعلنت العروس عن علاقة اتحادها بعريسها، وشهدت أنه بداخلها في جنته وتطلب إلى بنات
أورشليم أن يكفوا عن البحث عنه في الخارج، يمتدحها العريس مستخدماً بعض العبارات
السابقة الواردة في (نش 4)، مع الكشف عن أعماق جمالها.

إن
العريس يرى عروسه " جميلة كتِرصة " وكلمة ترصة في العبرية تعني "
انشراح وبهجه". وهناك رأيان في كلمة "ترصة".

ترصة
هذه هي أصغر بنات صلُفحاد بن حافر الخمسة (عدد 26: 33). هؤلاء البنات مات أبوهن
وليس لهن أخ. فوقفن أمام موسى والعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل جماعة إسرائيل
لدى باب خيمة الاجتماع وطلبن أن يرثن أبوهن مع أخوة أبيهن. فأعطاهن الرب هذا الحق
وصار ذلك فريضة قضاء (عدد 27: 1 – 11) ونلن أيضاً نصيبهن عند تقسيم الأرض على يد
يشوع بن نون (يش 17: 3 – 6).. إن تشبيه العروس بترصة كأصغر البنات اللواتي طالبن
بحقهن أمام موسى ويشوع، وصدور الأمر من قبل الرب أن يأخذن نصيباً وميراث.. إن هذا
يعبّر عن جمال النفس المتحدة بالمسيح – إنها دالة بغير خوف تطلب نصيبها وميراثها –
وليس هذا النصيب والميراث سوى الرب نفسه " نصيبي هو الرب قالت نفسي من أجل
ذلك أرجوه".

وربما
قُصد بترصة المدينة الجميلة جداً التي كانت أصلاً للكنعانيين واستولى عليها يشوع
بن نون (يش 12: 24) وقدمها لأسباط بني إسرائيل. وقد صارت عاصمة لمملكة إسرائيل
(العشرة أسباط) نحو خمسين سنة (1 مل 14: 17، 15: 21، 33، 16: 6، 23)  حتى بنيت
مدينة السامرة. أما سر جمالها فهي أنها كانت قبلاً أممية عابدة للأوثان وانتقلت
إلى ملكية الرب بواسطة يشوع الذي يرمز ليسوع!!

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر مراثى إرميا 03

ويراها
العريس " حسنة كأورشليم " وأورشليم مدينة الملك التي فيها الهيكل
والعبادة – أي صارت تمثل الأقداس السماوية التي يسكن فيها الله..

هذا
الجمال والحسن قد امتزج بالقوة، إذ هي " مرهبة كجيش بألوية " أي جيش
منظم.. مرهبة أمام الأعداء، لأن الرب الذي يغلب في وسطها يحميه.. إنها كجيش سماوي
يحمل ألوية (أعلام) الغلبة والنصرة. لا تعرف الهزيمة ولا اليأس، بل روح الغلبة
والقوة. فالإنسان بدون المسيح لا يساوي شئ لكن مع الله فهو مرهوب من الشياطين.
والشياطين تفزع منه..

 فقد
ورد بكتاب السنكسار قصة – " كبريانوس ويوستينة" – ويقال إن كبريانوس كان
ساحراً وبرع جداً في سحره. حتى أنه ترك بلدته ليعرض علمه فذهب إلى مدينة أنطاكية
وكان هناك شاب غني وقع في حب فتاة كان يراها وهي ذاهبة للكنيسة وكانت ذا جمال.
فذهب الشاب إلى كبريانوس وعرض عليه فأبدى كبريانوس أنه سيحضرها له. ثم بدأ يعمل
بسحره ولكن الشياطين لم يستطيعوا أن يأتوا به.. وبعد إلحاح كبريانوس أحضروها إليه
وحالما قال " أهلاً يوستينة العزيزة " تبدد المنظر كدخان. فتعجب
كبريانوس وحينما سأل الشياطين قالوا إنهم لا يقووا على الاقتراب منها إذ هي تصلي
دائماً.

وكان
هذا سبب في إيمان كبريانوس. وصار له شأن في الكنيسة.

+ قيل
عن القديس تادرس المصرى أنه لما كان جالسا في قلايته في الاسقيط, أتاه شيطان
محاولا الدخول فربطه خارج القلاية. ووافاه شيطان آخر محاولا دخول القلاية كذلك
فربطه أيضا خارج القلاية. فجاء شيطان ثالث ولما وجد زميليه مربوطين قال لهما
"ما بالكما واقفين هكذا خارج القلاية؟" فقالا له "بداخل القلاية من
هو واقف ليمنعنا من الدخول". فغضب الشيطان الثالث وحاول اقتحام القلاية. ولكن
الشيخ ربطه كذلك بقيود صلاته خارج القلاية. فضجت الشياطين من صلوات الشيخ, وطلبت
إليه أن يطلق سراحها. حينئذ قال لهم "امضوا واخزوا". فمضوا بخزى عظيم.

+ كان
قس القلالى قد أعطى نعمة من الله أن يرى الأرواح النجسة عيانا. وكانوا يرهبونه.
وذات يوم وهو ذاهب إلى الكنيسة, رأى جماعة من الشياطين خارج قلاية أخ في مناظر
مختلفة بما يدل أنهم فرحون بمن هو داخل القلاية.. فتنهد القس وقال إنه بلا شك يوجد
داخل هذه القلاية راهب في أتون نار بسبب هذه الشياطين المحيطة بقلايته.. وبعد
انتهاء الصلاة في الكنيسة قرع على قلاية ذلك الأخ وتظاهر أمامه أنه تعبان جدا من
الشياطين وطلب إليه أن يصنع كل يوم صلاة لأجله.. وبالكاد قبل ذلك. وقف الأخ يصلى
من أجل الشيخ القس وكان ينوح ويضرب المطانيات إذ كيف يتجاسر ويصلى عن القديسين.
وفي السبت الثالث أثناء مرور القس وجد الشياطين أمام قلاية الأخ غير قادرين على
دخولها. فعلم أنه في حالة أفضل فقرع باب القلاية ودخل ورأى النعمة بادية عليه..
خرج الشيخ وكان يبارك الله. وأقام الأخ أسبوعا آخر وعند مجيئه إلى قلاية الأخ وثبت
عليه الشياطين ومزقوا ثيابه وقالوا له "أما يكفيك أن قلايتك لا نستطيع العبور
عليها, حتى ولا جيرانك, وأخ واحد لنا في هذه الجماعة جعلته عدوا لنا ويتعدى علينا
النهار والليل, وقد احرقنا شرار صلاته.. وفتح الأخ وكانت النعمة بادية عليه فشكر
الله من أجله. (عن كتاب بستان الرهبان).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عطف معطف تعطَّف ف

والمعنى
أن المسيحى يحمل مع جمال الوادعة والرقة, القوة والشجاعة.. هو جميل في هدوئه
الداخلى, جبار في جهاده ضد الخطية حتى الدم.

 

5 حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي.
شَعْرُكِ كَقَطِيعِ الْمَعْزِ الرَّابِضِ فِي جِلْعَادَ.

ما
معنى العينين؟ الدموع, والحب. الله يغلب من حنانه- دموع المرأة الخاطئة في بيت
سمعان الفريسي- ودموع بطرس الذي خرج إلى خارج وبكى بكاء مرا!! ولعل من أعظم
الأمثلة آخاب الملك الشرير الذي قال فيه الكتاب "لم يكن كآخاب الذي باع نفسه
لعمل الشر في عينى الرب, الذي أغوته إيزابل امرأته, ورجس جدا بذهابه وراء
الأصنام" (1مل21: 25, 26).. إذ سمع كلام الرب ضده بفم إيليا النبى شق ثيابه
وجعل مسحا على جسده واضجع بالمسح ومشي بالسكوت. فلم يحتمل الرب هذا المنظر بل قال
لإيليا "هل رأيت كيف اتضع آخاب أمامى. فمن أجل أنه قد اتضع أمامى لا أجلب
الشر في أيامه" (1مل21: 29).

 

5 شَعْرُكِ كَقَطِيعِ الْمَعْزِ الرَّابِضِ فِي جِلْعَادَ.

6 أَسْنَانُكِ كَقَطِيعِ نِعَاجٍ صَادِرةٍ مِنَ الْغَسْلِ، اللَّوَاتِي
كُلُّ وَاحِدَةٍ مُتْئِمٌ وَلَيْسَ فِيهَا عَقِيمٌ.

7 كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ خَدُّكِ تَحْتَ نَقَابِكِ.

سبق
أن العريس مدح محبوبته بنفس هذه الكلمات في (نش4: 1-3) وقد تكلمنا عن ذلك وقته..
لكن لماذا التكرار هنا؟ إن التكرار لتأكيد حقيقة هامة أن محبة الله للإنسان تظل
غير متغيرة.. فبالرغم مماعترى الإنسان من فتور كما ورد في الاصحاح الخامس, لكن
العروس إذ رجعت بدموع التوبة وجدت حبيبها على محبته, وأن عواطفه نحوها لم تتغير,
في كل مرة يخطئ الإنسان يكون أول ما يختفى فيه هو يقين الإيمان وتحل الشكوك عوضا
عنها من جهة علاقة هذا الإنسان بالرب. والرب قصد بكلمات المديح هذه وتأكيدها أن
يزيل عنا تلك الشكوك. لعل هذا يذكرنا بالرب! الذى أظهر محبته لبطرس ثلاثة مقابل
إنكاره المثلث "يا سمعان بن يونا أتحبنى.. ارع غنمى"!!

 

8 هُنَّ سِتُّونَ مَلِكَةً وَثَمَانُونَ سُرِّيَّةً وَعَذَارَى بِلاَ
عَدَدٍ.

من
يكون الستون ملكة والثمانون سرية, والعذارى بلا عدد؟!

ربما
في ذلك إشارة للسمائيين وطغماتهم الذين لا يقارنون بعروس المسيح التي هي جسده على
الرغم من أنها تضم أعضاء كثيرين "يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد"
(يو11: 52) وقوله "واحدة هي حمامتى كاملتى".. هنا يشير إلى الروح القدس
(حمامتى) الذي يؤلف المؤمنين ويجعل منهم واحدا.

 

9 وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي. الْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا هِيَ.
عَقِيلَةُ وَالِدَتِهَا هِيَ. رَأَتْهَا الْبَنَاتُ فَطَوَّبْنَهَا. الْمَلِكَاتُ
وَالسَّرَارِيُّ فَمَدَحْنَهَا.

هنا
يتكلم عن الكنيسة "واحدة هي حمامتى كاملتى".

وقوله
"كاملتى" اى التي بلا دنس
undefiled –إنها إشارة واضحة للكنيسة. ماذا يقول بولس عن المسيح وعلاقته
بالكنيسة "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه
لأجلها, لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة. لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة
لا دنس فيها ولا غضن وشيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب" (أف5: 25-27)..

لعل
هذا (وحدتنا في المسيح وبالمسيح) تظهر بوضوح في صلاة الرب الوداعية ليلة آلامه
"أيها الآب القدوس. احفظهم في اسمك. الذين أعطيتنى ليكونوا واحدا كما نحن.
ليكون الجميع واحدا. كما أنت أيها الآب في وأنا فيك. ليكونوا واحدا كما أننا نحن
واحد. أنا فيهم وأنت في ليكونوا مكملين إلى واحد" (يو17)

 

9 الْوَحِيدَةُ لأُمِّهَا هِيَ. عَقِيلَةُ وَالِدَتِهَا هِيَ.

هل تبحث عن  م المسيح رب المجد 02

 من تكون هذه الأم والوالدة التي تتطلع إلى الكنيسة كوحيدتها؟ إنها
أورشليم السمائية التي تنتظر العروس الواحدة التي خطبها المسيح لتصبح شريكة في المجد
الأبدى.

+
والبعض يرى عبارة "واحدة هي حمامتى كاملتى" إنها تشير للعذراء مريم, إذ
كثيرات نلن كرامة أما هي ففاقتهن جميعا.. وفى الكلمات التالية ما يؤكد ذلك..

 

10 مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ،
طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟

إن
العذراء مشرقة كالصباح إذ العذراء مشرقة كالصباح إذ تجسد منها شمس البر الذي أضاء
على الجالسين في الظلمة وظلال الموت. وهى جميلة كالقمر إذ تستمد جمالها من نور
ابنها على نحو ما يستمد القمر ضوءه من الشمس. طاهرة كالشمس إذ حل عليها الروح
القدس الذي طهرها وقدسها وملأها نعمة وهيأها للتجسد الإلهى. مرهبة كجيش منظم إذ
تحمل في داخلها رب الجنود ذاته.

 

11 نَزَلْتُ إِلَى جَنَّةِ الْجَوْزِ لأَنْظُرَ إِلَى خُضَرِ
الْوَادِي، وَلأَنْظُرَ: هَلْ أَقْعَلَ الْكَرْمُ؟ هَلْ نَوَّرَ الرُّمَّانُ؟

إن
مديح العريس للعروس لم يلهها عن العمل المثمر, فتقول "نزلت إلى جنة
الجوز" الجوز في الكتاب المقدس يشير إلى كلمة الله.. فحين صارت كلمة الرب إلى
أرميا بن حلقيا الكاهن قيل له "ماذا أنت راء يا أرميا" فقال "أنا
راء قضيب لوز". فقال له الرب "أحسنت الرؤية لأنى أنا ساهر على كلمتى
لأجريها" (أر1: 11, 12)..

والجوز
يذكرنا بعصا هارون رئيس الكهنة التي أفرخت عصاه وقدمت ثمر جوز (عدد 17: 8) في (نش
6: 2) تقول العروس "حبيبى نزل إلى جنته".. وهنا العروس تقول "نزلت
إلى الجنة الجوز".. والمعنى أن النفس دخلت إلى أعماقها الداخلية كما إلى جنة
كلمة الله.. هناك تنظر ثمار الوادى- لترى هل الكرم أزهر, وهل الرمان نور.. هذه
كلها لا دخل للعروس فيها, إنما هي ثمار كلمة الله فيها.

 

12 فَلَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَقَدْ جَعَلَتْنِي نَفْسِي بَيْنَ
مَرْكَبَاتِ قَوْمِ شَرِيفٍ.

كلمة
قوم شريف = عميناداب وشعبى الكريم وشعبى العامل مشيئتى بسرور والمعنى أن الله-
فيما هي تنزل إلى جنة الجوز وتنظر خضر الوادى- قد جعلها أشبة بمركبات عميناداب..
أى أنها صارت بقوة كلمة الله, شعب الله الكريم المجاهد حتى النهاية ضد الشر
والخطية.

في
هذا الجو المملوء جهادا ينادى العريس عروسه:

 

13 اِرْجِعِي، ارْجِعِي يَا شُولَمِّيثُ. ارْجِعِي، ارْجِعِي
فَنَنْظُرَ إِلَيْكِ. مَاذَا تَرَوْنَ فِي شُولَمِّيثَ، مِثْلَ رَقْصِ صَفَّيْنِ؟

شولميث
مؤنث كلمة "شالوم" العبرية أى سلام. ويشتق منها اسم سليمان فشولميث
معناها "إنسان السلام" و"الحاملة للسلام" و"التى لها
سلام". وهكذا يتضح وكأن السيد المسيح -سليمان الحقيقى- قد خلع عليها لقبه
ويناديها به, بعد أن حملت شخصه في داخلها.

إنه
ينظر إليها وهى في حالة الحرب والجهاد ويدعوها شولميث.. أما سر السلام الذي فيها
فهى رجوعها المستمر إليه.. إنه يدعوها أربع مرات ان ترجع "ارجعي ارجعي يا
شولميث. ارجعي ارجعي فننظر إليك".

ثم
يعود العريس ويتطلع إلى من حوله ويقول لهم "ماذا ترون في شولميث؟. مثل رقص
صفين (جيشين) والرقص علامة الغلبة والانتصار.. هكذا رأينا مريم النبية أخت هارون
مع بقية النساء في رقصات الفرح وهن يسبحن الرب الذي أنقذهن من فرعون وجنوده (خر15:
20).. ورأينا هذا المنظر أيضا عندما قتل داود النبى جليات الجبار الذى عير صفوف
شعب الله الحى, فخرجت النساء من جميع المدن بالغناء والرقص (1صمو18: 6).. إن هذا
دليل النصرة الروحية.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي