الإصحَاحُ السَّابعُ

 

تحذيرات ومبادئ

1 لا
تَصنعَِ الشَّرَّ فلا يستوليَ الشّر علَيكَ 2 تَباعَدْ عنِ الإِثْمِ فيَميلَ
عَنكَ. 3 يا بُنَيَّ لا تَزْرَعْ في أَخاديدِ الإِثم لِئَلاَّ تَحصُدَ مِنه
سَبعَةَ أَضْعاف.

 

السلوك
فى الشّر :

المقصود هنا اعتياد
الشر وتكرار ممارسته مما يجعله نمطاً ثابتاً فى حياة الإنسان (يستولى عليه) ونحن
نعرف أن الشر لا يفرض نفسه على الإنسان، ولكن الإنسان هو الذى يسعى إليه ومتى كان
المجاهد يقظاً فإنه يطرد عنه كل فكر شرير ويرفض كل عرض شرير وحينئذ (يميل الأثم
عنه).

 

وأما من يذهب بنفسه إلى
الأثم ويغرس بذار فى أخاديده فإن الأثم سيتضاعف له وما يعمله اليوم بوعى وإرادة
سيعمله فى الغد بلا وعى أو إرادة، وبعد أن يكون الاثم مجرد بذرة لا تكاد ترى أو
نبتة ضعيفة فإنها تصير مع الوقت شجرة عاتية وحينئذ يحصد (سَبعَةَ أَضْعاف).

 

4 لا
تَلتَمِسْ مِنَ الرَّبِّ رِئاسةً ولا مِنَ المَلِكِ كُرسِيَّ مَجْد. 5 لا تَدَّعَ
البِرَّ أَمامَ الرَّبّ ولا الحِكمَةَ لَدى المَلِك. 6 لا تَسعَ لِتَصيرَ قاضِيًا لَعَلَّكَ
لا تَستَطيعُ أن تَستَأصِلَ الظُّلْم فرُبمََّا هِبتَ وَجهَ المُقتَدِر فتَضَعُ في
طَريقِ اْستِقامَتِكَ حَجَرَ عِثار. 7 لا تَخطأِ إلى جماعةِ المَدينة ولا تَحطَّ
نَفسكَ أمَام الجمهور.

 

البعد عن
الرئاسة:

هذه إشارة واضحة لعدم
طلب المتكآت الأولى والشهرة وحب الرئاسة، فالذى يشعر بضعفه لا يطلب سوى خلاصه وذلك
من خلال الإتضاع، وقد اعتاد أهل العالم السعى فى ذلك، وأمّا أولاد الله فمسعاهم هو
الملكوت ذاك الذى لا يفنى ولا يتدّنس ولا يضمّحل، ومع ذلك فمن الممكن أن يكرم
الإنسان من الرؤساء دون سعى منه وعندئذ ستكون له كرامة أوفر، وقد أشار السيد
المسيح إلى ذلك عندما قال "مَتَى دُعِيتَ مِنْ
أَحَدٍ إِلَى عُرْسٍ فَلاَ تَتَّكِئْ فِي الْمُتَّكَإِ الأَوَّلِ لَعَلَّ أَكْرَمَ
مِنْكَ يَكُونُ قَدْ دُعِيَ مِنْهُ. فَيَأْتِيَ الَّذِي دَعَاكَ وَإِيَّاهُ
وَيَقُولَ لَكَ: أَعْطِ مَكَاناً لِهَذَا. فَحِينَئِذٍ تَبْتَدِئُ بِخَجَلٍ تَأْخُذُ
الْمَوْضِعَ الأَخِيرَ.

بَلْ مَتَى
دُعِيتَ فَاذْهَبْ وَاتَّكِئْ فِي الْمَوْضِعِ الأَخِيرِ حَتَّى إِذَا جَاءَ
الَّذِي دَعَاكَ يَقُولُ لَكَ: يَا صَدِيقُ ارْتَفِعْ إِلَى فَوْقُ. حِينَئِذٍ
يَكُونُ لَكَ مَجْدٌ أَمَامَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَكَ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَرْفَعُ
نَفْسَهُ يَتَّضِعُ وَمَنْ يَضَعُ نَفْسَهُ يَرْتَفِعُ
" (متى 14 : 8 – 11).

 

إن من شأن البحث عن
السلطة والكرامة أن يشغل الإنسان عن خلاص نفسه والتفكير فى خطاياه ويوقعه فى
الغرور وبالتالى يفقد إتضاعه وشعوره بالإحتياج إلى التوبة، ويواصل إبن سيراخ
الحديث فى هذا الإطار، فيحذّر من الخداع والرياء حيث يلجأ البعض إلى العبادة
الزائفة والظهور أمام الله هنا أو ادعاء البِرَّ (آية
5)
يعنى التظاهر فى مواضع العبادة فى الكنائس وخلافه بغرض مجد الناس ومديحهم
ولا إدعاء الحكمة أمام الملك أيضاً بغية الحصول على تقديره أو مكافأته، والسفر
يعالج هنا قضية الوصولية : وهى بذل الجهد
والمال فى سبيل تحقيق المراكز والشهرة حيث تتغلب الثقة على الخبرة.

 

والبشر عموماً وحسب تعبير أحد
الآباء
"مغرمون بملابس القضاة" يقيمون من أنفسهم أوصياء
على الناس وحكاماً مسئولون عن خطاياهم، وقد يظن الناس أنهم قادرون على استئصال
شأفة الظلم والجريمة والفقر والمرض، متى صاروا قضاة ولكن ابن سيراخ هنا يحذرنا
بأنه من المحتمل ألاّ نستطيع تحقيق ذلك، ومادام الإنسان يسعى إلى المجد من خلال
الرياء ومحاولة ملاطفة العظماء فهو بالتالى لن يقدر على الوقوف فى وجه المقتدرين
لأنه
ليس حراً !!

 

عند ذلك تتشوّه صورته
أمام الآخرين وهو الذى سعى إلى الكرامة منهم بل ويصير عثرة لهم ويجلب على نفسه
هواناً عوض المجد الذى كان يأمل فى إكتنازه.

 

8 لا
تُكَرِّرِ الخَطيئَةَ مرَتَين فإِنَّكَ لا تَكونُ بِلا عِقابٍ في المرَةِ الأولى. 9
لا تَقُلْ: ((إِنَّ اللهَ يَنظر إِلى كَثرَةِ تَقادِمي وإِذا قَرَّبتُها
لِلعَلِيِّ فهو يَقبَلُها)). 10 لا تَكُنْ صَغيرَ النَّفسِ في صَلاتِكَ ولا
تُهمِلِ التَّصَدُّق

 

معالجة
جوانب مختلفة فى حياة المستهتر:

قد تبدو الأعداد غير مترابطة
فى معالجتها لموضوعات متباينة، ولكن المدقق سيلاحظ كيف أن هناك خيطاً يربطها جميعاً
وهو معالجة صفات الإنسان المستهتر، يقول أحد القديسين " لا أتذكر أن الشياطين أطغونى فى أمر واحد مرتين
" ونحن جميعاً معرضين للسقوط يتوجب علينا الإنتباه والحذر، والله لن يديننا
لأننا أخطأنا ولكنه سيديننا ما لم نتب بعد ما أخطأنا، ويخشى من التكرار – كما
أشرنا سابقاً – أن تتحولّ الخطية إلى عادة، وحينئذ ستحتاج إلى مجهود.

 

عندما أراد أحد الآباء
الشيوخ أن يشرح هذه الفكرة لتلميذه، أخذ معه إلى الحديقة ثم أشار إلى نبتة صغيرة وطلب
إليه أن يقتلعها ففعل ذلك ببساطة، وبعد ذلك أشار إلى شجيرة صغيرة فاقتلعها التلميذ
الشاب ببعض الجهد، وأخيراً طلب إليه أن يقتلع شجرة كبيرة من موضعها ولكن التلميذ
إستحال عليه ذلك، وعندئذ قال له هكذا الخطية فى تطورهّا.

 

ويحذر ابن سيراخ من أنه
لن تقدر الذبائح والتقدمات على غفرانها لأن الفكرة ببساطة هى أن الخطية تشوّهنا وتؤذينا
نحن وليس الله، وبالتالى فمحاولة إسترضاؤه بالذبائح فقط سترفض
"بَغَضْتُ كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ وَلَسْتُ أَلْتَذُّ
بِاعْتِكَافَاتِكُمْ
. إِنِّي
إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي
وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا.
" (عاموس 5 : 21، 22).

 

إن هذا يعيد إلى
ذاكرتنا صكوك الغفران والتى بدأت فى سذاجة ثم تطورت سريعاً وإنتهت بخطوة
بالغة، ذلك أنه حين وجد الأغنياء أنه لا سبيل لهم إلى خدمة الكنيسة إلاّ من خلال تقدماتهم.
إذ لا يقدرون على خدمة الوعظ والتعليم، كانوا يحصلون مقابل تقدماتهم على بركة
الآباء وصلواتهم ودعاءهم لهم بحياة أبدية ومكافئة فى الملكوت عوض عطاياهم (ورد ذلك
فى أوشية القرابين) ولكن قليلاً قليلاً : أسىء فهم هذه الطلبات ظن هؤلاء وأولئك أن
المال يمكن أن يغفر الخطايا
" لا يَرْضى
العَلِيّ عن تَقادِم الأَشْرار ولا بِكَثرَةِ ذَبائِحِهم يَغفِرُ خًطاياهم.
(سيراخ 34 : 19) "
.

 

صغر
النفس فى الصلاة:

هو الشك فى استجابة
الله لها… أو الشعور بأن الله لن يغفر له خطاياه بسبب كثرتها أو خطورتها، فإن
اللجاجة هى شرط هام فى الصلاة وهى تعنى تمسكنا بالله واصرارنا على أن يتولى هو
أمورنا، وليس فى اللجاجة شىء من الإذلال للإنسان بل يعنى يقينية إستجابة الله
" وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ
الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجاً مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ
الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ
" (يعقوب 1 : 6).

 

وأمّا عن ارتباط الصدقة
بذلك
فإن
كثيرين يربطون بين استجابة الله لصلواتهم والتعبير عن ذلك بالصدقات الكثيرة، وعلينا
ألاّ نهمل الصدقة حتى فى الأوقات التى تتأخر فيها استجابة صلواتنا.

 

11 لا
تَستَهزِئ بِأَحَدٍ في مرارَةِ نَفْسِه لأَنَ هُناكَ مَن يُذِلُ ويَرفع. 12 لا
تَفتَرِ الكَذِبَ على أَخيكَ ولا تَفعَلْ مِثلَ ذلكَ على صَديقِكَ. 13 إحذَرْ كُلَ
كَذِبً لأَنَّ الاْستمرارَ في ذلك لَيسَ لِلخَير.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نطوفة نطوفاتي ي

قد لا نحتقر من هم
دوننا علانية أو بالكلام المباشر وإنما نحتقرهم فى داخلنا وقد نتأفّف منهم، ولكن
علينا أن تكون محبتنا للكلّ محبة كاملة، فإن الفقير مات المسيح عنه أيضاً ! وهو
بالتالى مرشّح لميراث الملكوت مثلنا، ومن يدرى فقد ينقلب الوضع ! " أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ
الْمُتَّضِعِينَ. أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ
فَارِغِينَ.
" (لوقا 1 : 52، 53).

 

كما أنه ليس من اللائق
فى شىء أن نصنّف الناس إلى شرائح بالنسبة لممتلكاتهم أو ولائمهم، وإنما علينا أن
ننظر بجدية ووقار إلى الجميع بما فيهم الفقراء والمساكين، فإن إحتقار هؤلاء يحسب
إهانة لله الذى خلقهم
" الْمُسْتَهْزِئُ
بِالْفَقِيرِ يُعَيِّرُ خَالِقَهُ. الْفَرْحَانُ بِبَلِيَّةٍ لاَ يَتَبَرَّأُ.
"
(أمثال 17 :5).

 

الكذب:

الكذب يضعف الشخصية ومع
الوقت يفقد الكاذب مصداقيته مع الآخرين فلا يعودون يصدقونه حتى فى الحق متى قاله،
ويسمى الكذب أيضاً الخطية الثانية، وذلك لخطية أولى هى السرقة مثلاً أو
الشتيمة وغيرها، فمن لم يستح من السرقة كيف يستحى من الكذب بالتالى إن سئل عنها، ولا
يصح لنا أن نستخدمه سواء كتغطية لخطية أخرى أو على سبيل المزاح، وقد تعرض القديس
لهذه القضية فى شرحه للمزامير، ويرى أنه وإن كان الكذب أحياناً ينجى من امصائب ويدفع
الشرور عن الآخرين إلاّ أنه لا يجب علينا إزالة الأسباب التى قد تؤدى إلى الكذب أو
الوقاية من ذلك، فليكن الإنسان جاداً رصيناً هادئاً صادقاً " الكَذِبُ وَصمَةُ عارٍ في الإِنْسان وهو لا يَزالُ في أَفْواهِ
فاقِدي الأَدَب. السَّارِقُ خَيرٌ مِمَّن يَألَفُ الكَذِب لكِنَّ كِلَيهما
يَرِثانِ الهَلاك. حالُ الإِنْسانِ الكَذوبِ العار وخِزيُه معَه على الدَّوام.
(سيراخ 20 : 24 – 26)".

 

عن الكذب يقول القديس
أغسطينوس

لا توجد قوة لا تستطيع أن تحملك على الكذب، ولذلك يجب على الأنسان تجنب كل كذب،
سواء فى حديثه أو شهادته، ويقول الوحى
إحذَرْ كُلَ
كَذِبً
أى
التخلص من كل أشكال الكذب، وإن كان البعض يرى أنه من الممكن تجاوز بعض الكذب إن
كان فى ذلك خير للآخرين أو نجاة من الموت، مثلما حدث مع القابلتين اللتّين رفضتا
قتل أبكار العبرانيين، ولكن القاعدة الذهبية هنا فى الكذب
إحذَرْ
كُلَ كَذِبً
تنهانا عن كافة أنواع الكذب مهما كانت دوافعه 1.

 

14 لا
تُكثِر الكَلامَ في جَماعَةِ الشُّيوخ ولا تُكَرًّ رِ الكلامَ في صَلاتِكَ.

 

يتحدث عنها ابن سيراخ
عن كثرة الكلام وهى أحد أسباب الكذب، ويُدخل ذلك ضمن خطايا اللسان (غير الحريص) ولاسيما بين الشيوخ إذ بعد ذلك عدم لياقة،
يقول أحد
الآباء

: " كل من يتكلم فى حضرة الشيوخ يشبه من يلقى
ناراً فى حِجر صاحبه
" ويقصد هنا التهّور والمخاطرة، والبديهى أن يجلس
الإنسان فى حضرة الشيوخ لكى يتعلم وبالتالى فعليه أن يصمت وألا يكون متطفلاً
مزهوّاً بمعرفته " اَلإِنْسانُ الحَكيمُ يَسكُتُ
إِلى الوَقتِ المُناسِب أَمَّا الثَّرثاُر والغَبِيُّ فإِنَّ الوَقتَ المُناسِبَ
يَقودهما. الكثيرُ الكَلام يُمقَت والفارِضُ نَفْسًه يُبغَض.
(سيراخ 20 : 7، 8) ".

 

وقد تؤدى الثرثرة إلى
تكرار الكلام فى الصلاة، وبالتالى فعلى الإنسان أن يختار ما يقول بالتحديد وبالتأكيد
فيما يسمى بالتأكيد المعنوى وهو غير التأكيد اللفظى، مثل أن يقول إنسان ما
فى صلاته أنا خاطىء ونجس وزانى وفاسق وشرير.. إلخ، أو أن يقول أرحمنى يارب لأنى
خاطىء وليس لى سواك يغفر لى خطاياى… إلخ، ويقولون فى السياسة : أن الدبلوماسى هو
الذى يتكلم كثيراً ولا يقول شيئاً !!.

 

15 لا
تَكرَهِ العَمَلَ المُتعِبَ
ولا
الحِراثَةَ الَّتي خَلَقَها العَلِيّ.

 

الإنسان العملى الجاد لا
يحتقر عمل بعينه ولا يستحِ من الأعمال البسيطة والمتعبة، بل يفرح إن كانت لديه
القوة البدنية لاتمامها، وفى الريف المصرى حالياً تستشرى هذه الظاهرة وهى
الاستحياء من العمل فى فلاحة الأرض، فهجروها إلى الحضر للبحث عن وظائف مريحة وكسب
سريع، فضعفت قوتهم البدنية رغم أن زراعة الأرض مفرحة ومثمرة وفيها معانى جميلة، وقد
عالج الكتاب المقدس هذا النوع من العمل كثيراً بكثير من التقدير والمعانى، حتى أن
كلمة فلاح صار مدلولها مع الوقت الذكاء والنجاح " فالح أى ناصح " وهو
كذلك العمل الذى بدأه أبونا آدم
(تكوين 2 : 15، 3 :
17 – 19)
.

 

إن عمل اليد هو شىء
رائع له تقدير خاص، ولعلنا نعرف أنه بالتكنولوجيا الحديثة قد انتشرت البطالة
2 ومع ذلك يجب ألاّ يطغى عمل اليد على فرص تعلمنا وتثقيفنا
واقتناؤنا للحكمة. راجع فى هذا
(سيراخ 38 : 24 – 34).

 

16 لا
تَضَعْ نَفسَكَ في عِدادِ الخاطِئين واْذكُرْ أَنَّ الغَضَبَ لا يُبطِئ. 17
ذَلِّلْ نَفْسَكَ تَذْليلاً لأَنَّ عِقابَ الكافِرِ نارٌ ودود.

 

مجالسة الخطاة تكسبنا
صفاتهم وتجلب علينا اللعنة التى تنتظرهم، وإذ استهوتنا مسامراتهم وأسهارهم وخطاياهم
فعلينا أن نتذكر أن غضب الله آت ولن يبطىء فنهلك معه
(سيراخ 9
: 11، 12) و
أمّا
تذليل النفس المشار إليه هنا فهو ضبط النفس وهو يدخل ضمن الإطار السابق
أيضاً فى الإبتعاد عن مجالس المستهزئين (مزمور 1) فالإنسان بطبيعته يميل إلى
الخطية ولكن الأمر يحتاج إلى إرادة وجهد.

 

النارٌ والدود:
تعبير
لعله لم يرد فى العهد القديم سوى مرتين، المرة الأولى كانت فى (أشعياء 66 :24) " لأَنَّ
دُودَهُمْ لاَ يَمُوتُ وَنَارَهُمْ لاَ تُطْفَأُ
" حيث يُحسب ذلك أشّد
العِِقابَ الذى كان يلحق بأشر المجرمين الذين اقترفوا
أبشع الجرائم، حيث يرد ذلك سواء فى الناموس أو التاريخ، والحديث عن الدود فيه
تبكيت للخاطئين الذين يرعون أجسادهم فقط إذ فى النهاية سيتغذى الدود عليها، وفى
العهد الجديد أعطانا وادى هنوم تصويراً بديعاً لعقوبة النار، فقد كان يقع غرب
الهيكل وحدث أن القيت فيه الأصنام التى صنعها بعض ملوك اسرائيل واضلّوا بها الشعب
وهناك أقام اليهود عليها رجمة عظيمة، وفيه أيضاً كانت تلقى بقايا الذبائح والتى لا
تصلح لأن تقدم لله (الأجزاء التى لا تؤكل) ولما كانت كثرتها من المحتمل أن تضاعف
كمية الحشرات والميكروبات فقد كان
الدود يرعى فيها، رأى
القائمين على الهيكل أن يتخلصوا منها بحرقها ومن هنا كانت النار تشتعل فيها
باستمرار بينما يعمل فيها الدود من جوانبها فما الدود يموت ولا النار تنطفىء وذلك
لكثرة ما يلقى فى الوادى (يصل عدد الذبائح التى تقدم فى موسم الفصح إلى أكثر من
نصف مليون) وقد استخدم السيد المسيح هذه الصورة المألوفة للناس ليوصل إلى أذهانهم
فكرة دينونة الأشرار، وكما أن الهيكل فى الشرق يقدم فيه ما يصلح كذبيحة لله كان
وادى هنوم فى الغرب يلقى فيه كل ما لا يصلح لذلك. وجدير بالذكر أن كلمة وادى فى
اللغة العبرية هى (جه) ومن هنا جاءت لفظة جهنم لتعنى وادى هنوم. (جه
هنوم
). راجع (مرقس 9 : 47، 48)، ولكن عذاب
الأشرار فى النهاية لن يكون بنار مادية، يقول القديس أغسطينوس أن أولئك
الذين سيفصلون عن مملكة الله (ملكوته) سوف يتعذبوا بالآلام النفسية، وأمّا كلمة
النار فهى تقرب المعنى وقد استخدمها القديس بولس للتعبير عن الألم النفسى
حين قال " مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟ "
(كورنثوس الثانية 11 : 29) وهكذا نفهم الدود
بنفس الطريقة، ومكتوب أيضاً " لأَنَّهُ كَالثَّوْبِ
يَأْكُلُهُمُ الْعُثُّ وَكَالصُّوفِ يَأْكُلُهُمُ السُّوسُ.
" (أشعياء 51 : 8) ونقرأ فى العهد القديم أن
عِقابَ
الكافِرِ نارٌ ودود
(إشعياء 66 : 24) 3.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم رؤيا باروخ 83

 

18 لا
تُبدِلْ صَديقًا بِمالٍ ولا أَخًا حَقيقِياً بذَهَبِ أُوفير. 19 لا تَبتَعِدْ عنِ
اْمرًأَةٍ حَكيمَةٍ صالِحَة فإِنَّ ظَرافَتَها فَوقَ الذَّهَب. 20 لا تُسِئ
معامَلَةَ عَبدٍ يَعمَلُ بِأَمانَة ولا أَجيرًا يَبذُلُ نَفْسَه. 21 لِتُحِبَّ
نَفسُكَ العَبدَ العاقِلَ ولا تَحرِمْه الحُرِّيَّة.

 

نحن والآخرين:

لا تتنازل عن الصديق
لأجل المال، ولا توشى به من أجل المال، ولا تخسر صداقته أو تهمله بسبب غناك
المفاجىء بعد أن جمعكما الفقر لسنوات عديدة، حتى إذا كان هذا المال هو
ذَهَبِ
أُوفير

(وهو
أنقى أنواع الذهب وأثمنها ويوجد فى بلاد اليمن) راجع (ملوك
الأول 9 : 28، 10 : 11
)
، (أيوب 22 : 24) وبالتالى لا
تفرط فى زوجة صالحة وحكيمة من أجل الشهوة فلا تستبدلها بأخرى أكثر جمالاً فإن
الحكمة والصلاح أثمن وأبقى من الجسد، كذلك لا تتردد فى الزواج من إمرأة حكيمة بل يجب
أن تؤثرها على غيرها، فإن الجمال الجسدى يفتر بعد حين فى حين تبقى الخصال الثابتة
وعليها تقوم الحياة الأسرية المستقرة.

 

أمّا فيما يختّص بالعبد
فقد أوصى الله به كثيراً، وعلى الرغم من أن النظم القديمة قد أتاحت للسيد حرية
التصرف فى العبد ومعاقبته متى أخطأ وقد يصل العقاب إلى الموت فى بعض الحالات، إلاّ
أن الله قد أمرنا بمراعاة نفسيته، حيث أوصت الشريعة بأن تعاد إليه حريته بعد ست
سنوات من العمل، راجع
(خروج 21 : 2
(لاويين 25 : 39 – 43)، (تثنية 15 : 12 – 18)
.

 

حتى العبد الشرير أو
الخادم الشرير الذى أوصى ابن سيراخ بتأديبه وتحديد مسئولياته ووضعه فى رتبته
المناسبة، عاد أيضاً إلى التأكيد على معاملته مثل الأخ وعدم المساس بحقوقه وإلاّ
فإنه سيهرب فيفقده صاحبه (راجع حديثه عن العبيد فى
33 : 25 –
33
)
وعلينا ألاّ نحتقر رتبتهم ولا أعمالهم فقد يكونوا أكثر نبلاً منّا إذ يكسبون قوتهم
بالجهد والعرق بينما نرفل نحن فى ألوان الترف المختلفة كوارثين فقط.

 

22 هل
عِندَكَ قُطْعان؟ فاْسهَرْ علَيها 23 وإِن كانَ لَكَ مِنها نَفع فأَبقِها عِندَكَ.
هل لَكَ أَولاد؟ فأَدَبْهم ومِن حَداثَتِهم أَخْضع رِقابَهم. 24 هل لَكَ بَنات؟
فاْعتنِ بِأَجسادِهِن ولا تُظْهِرْ لَهُنَّ وَجهًا بَشوشًا. 25 زَوِّجْ بنتَكَ
تَكُنْ قد قُمتَ بِأَمرٍ عَظيم وأَعطِهاَ لِرَجُلً عاقِل. 26 هل لَكَ اْمرَأَةٌ
على وَفْقِ قَلبِكَ؟ فلا تُطَلِّقْها وأَمَّا الَّتي لا تُحِبّها فلا تَثِقْ بِها.

 

الأولاد:

على الرغم من أن الحديث
يبدو هنا وكأنه وصية لأجل الحيوان ومراعاته إلاّ أن الغرض الرئيسى منه هو الحديث
عن الأولاد ويذكر معلمنا بولس الرسول ذلك قائلاً " أَلَعَلَّ
اللهَ تُهِمُّهُ الثِّيرَانُ؟
أَمْ
يَقُولُ مُطْلَقاً مِنْ أَجْلِنَا؟
" (كورنثوس
الأولى 9 : 9، 10
) ومع ذلك نقرأ فى سفر
الأمثال عن أهمية المواشى والفوائد التى نحصل عليها منها، وكذلك ضرورة العناية بها
(أمثال 27 : 23 – 27)
راجع أيضاً فى إطار اللطف مع الحيوان (تثنية
25 : 4
)، (أمثال 12 : 10).

و تبدو الآية (24) صعبةً ولكن الترجمات الأخرى توضح ما فيه من
غموض
4، حيث يتضح
أن المقصود هو الإهتمام بالفتاة كإناء ضعيف وعدم تسخيرها فى أعمال قد تسلبها
نضارتها وشبابها، حيث يؤثر ذلك عند زواجها
، وأمّا العبوسة فى وجه البنت فيقصد
بها (حسب ترجمات أخرى) الحرص على عدم الابتذال أمامها فى القول مما يخدش الحياء، وكذلك
ابعادها عن أية مجالس يدور فيها الحديث بحرية، ويأتى ذلك فى إطار التربية السليمة
اللائقة ذات الطابع الشرقى المحافظ والتقليدى، والقائمة على الجدية والحزم، وهو ما
لا يزال موجوداً فى الريف المصرى مع بعض التحفظات فيما يتعلق بالمبالغة فى ذلك، وما
يسببه الجهل والفقر على هذا الطابع من البيئة والذى يصل فى بعض الأحيان إلى إعتبار
البنت مثل أى شىء فى المنزل.

 

كما يحذر السفر فى
مواضع متعددة من تدليل البنات لاسيما من آبائهن، حيث أن الإفراط فى ذلك قد يؤدى
إلى تصلفهن، وجعلهن دون تحمل المسئولية، بل يحذّر القديس يوحنا ذهبى
الفم من تدليل الفتيات فى الكنيسة من قبل الرعاة بدافع الشفقة لكونهن آنية ضعيفة وإلا
فإن ذلك سيعود بالضرر عليهن وعلى الكنيسة
5.

 

إن أفضل خدمة يمكن للأب
أن يقدمها لابنته هى إعدادها للزواج إعداداً جيداً، وأن لا يسمح بزواجها إلا من
شخص عاقل قادر على اسعادها وحمايتها وصون بيتها.

 

و لكى لا يظن أحد أن
هذه القطعة هى أمر جسدانى بحت، علق القديس أغسطينوس قائلاً
" يظن البعض أنهم وصلوا إلى قامة روحية عالية وبذلك لا يصّح أن
يهتمّوا بمثل تلك الأمور، فيمتدحون البتولية كثيراً وأولئك الذين خصوا أنفسهم لأجل
ملكوت السموات، معتبرين أن أمور الحب والزواج ليست حرفية ولكنها رمزية، وبذلك
ينكرون الزواج
" ولهؤلاء
نورد ما قاله
(يشوع بن سيراخ 7 : 25) 6،
ويقصد القديس أغسطينوس بالطبع أن لكلٍ موهبته ودرجته وطقسه دون أن يحقر
أحدهم الآخر.

 

الطلاق:

يؤكد ابن سيراخ هنا على
التمسّك بالزوجة ما دامت فاضلة وألاّ يتبع الرجل شهوته فيطلقّ زوجته لأجل أخرى،
فإن الجمال الجسدى فان وخارجى، فى حين أن الجمال الأعظم يكمن فى الحكمة وحسن
التدبير، أمّا تلك الزوجة التى يشعر زوجها بأنها غير أمينة فليحذرّها حتى لا تخدعه
وحتى لا تنحرف فتجّر عليه وعلى نفسها الويلات والعار، ولا مانع من تطليقها (يقو
لابن سيراخ) إذ ثبت إنحرافها راجع (تثنية 24 : 1 – 4
(أفسس 5 : 31).

و أما فى العهد الجديد
فلا طق إلاّ لعلة الزنى.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر إرميا 41

 

27 أَكرِمْ
أَباكَ بكُلِّ قَلبِكَ ولا تَنسَ آلامَ أمِّكَ.
28
اذكُرْ أنًّك منهما وُلدتَ
فماذا
تكافِئُهما على ما صَنَعا إِلَيكَ؟

 

الوالدين:

اختار الله الأب والأم ليشتركا
معه فى الخلقة !! ولا يوجد من يحب للإنسان الخير والرقى والنجاح أكثر منهما (حتى
الأخوة والأولاد)، والحقيقة أن تعب الأم وتضحياتها لا يقدر بل يقرب حبها لأولادها
من السرّ والإعجاز، فامتدحه رجال الكتاب المقدس وتغنى به الشعراء، بل أن
الله وجد فى الأم أفضل تشبيه للإشارة إلى رعايته الساهرة لنا "هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ
بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ
" (أشعياء 49 : 15).

 

و يمكننا التعبير عن
الوفاء بالجميل باكرامهما وعدم التخلى عنهما لاسيّما فى سنى عجزهما وشيخوختهما
لاسيما ونحن أقوياء قادرين.

 

29 إِخْشَ
الرَّبَّ بِكُلِّ نَفْسِكَ وكَرِّمْ كَهَنَتَه. 30 أَحبِبْ صانِعَكَ بِكُلِّ
قوّتكَ ولا تُهمِلْ خُدَّامَه. 31 إِتَّقِ الرَّبَّ وأَكرِم الكاهِن وأَعطِه
حِصَّتَه بِحًسَبِ ما أمِرتَ به: مِن باكورةٍ وذبيحةِ تَكْفيرٍ وتقدمةِ أَكْتاف وذَبيحةِ
تَقْديسٍ وباكورَةِ أَقْداس.

 

يقيم ابن سيراخ وزناً كبيراً
للحياة الليتورجية، حيث يتضح ذلك بالأكثر فى الإصحاح
(50 : 1
– 21)

وهنا يوصى باحترام الكهنة وتوفير احتياجاتهم بمقتضى ما جاء فى الشريعة بخصوصهم
لاسيما وأن اللاويين لم يكن لهم نصيب فى الأرض حيث صار الرب هو نصيبهم، راجع أيضاً
(سيراخ 45 : 20 – 22) بل أنه يقيم توازناً
بين عبادة الرب وإكرام الكهنة، وقد ورد إكرام الكهنة فى الشريعة فى "البواكير" (اللآية 18
: 11 – 18
)، (خروج 5 : 6)، "ذبائح التكفير" (خروج
29 : 27
)، (تثنية 18 : 3)، "تقدمة الأكتاف" (لاويين
7 : 31 – 36
).

 

لقد كان عائد الكهنة بشكل
رئيسى يعتمد على ذبيحة التقدمة وما يسّمى بالأربعة وعشرين هدية، وكانت التقدمات
تمثّل 2 % من محصول الأرض وكانت بالكاد تكفى الكهنة الذين كانت نسبتهم 1 : 50
بالنسبة لعدد الشعب، وثمة مشكلة كانت تواجه الكهنة وهى أنهم إذا كانوا فى حالة عدم
طهارة فهم يحرمون من الإشتراك فى الخدمة وبالتالى من بعض المستحقات والتقدمات، إلى
جانب ذلك كانت هناك بعض الوظائف الهامة فى الهيكل مثل الإشراف المالى وكلن يعطى
لأبناء وبنات رؤساء الكهنة والأشراف وليس للكهنة العاديين (وهو من بين الأعمال
التى تدّر دخلاً أكبر).

 

هذا جعل حاخام عجوز
يهتف
بسبب ظلم بيت اسماعيل بن بياى قائلاً
" وأسفاه علينا بسبب عنفهم الأول فإن بناتهم لكهنة عظام ! وأولادهم
رؤساء، أزواج بناتهم أمناء للصندوق، فى حين كان عبيدهم يستعبدون الشعب بالعصا
" بل إن بعض الكهنة كان بسبب البؤس يعمل
كأجير فى الحقل من أجل كسب رضى صاحب الجرن والذى كان يستغل الكهنة فى ذلك، واعتبر
الحاخام ذلك وصمة عار للكهنوت والقدسات.

 

هذا وقد تحول بعض
الكهنة ذو الأصل الأرستقراطى إلى مزارعين وذلك تحت التأثير الهيللينى للتشبه
بالنبلاء مًسلِّمين أنفسهم للرفاهية حيث أطلق عليهم " أولاد العنف
" بين
هؤلاء
الناس الذين مارسوا الشر ضد نذرهم (سلكوا بشكل يسىء إلى كهنوتهم)
7. لهذا كانت كلمات ابن سيراخ لأجل الاهتمام بالكهنة واحتياجاتهم
وتقديرهم.

 

32 واْبسُطْ
يَدَكَ لِلفَقيرِ أيضًا لِكَي تَكمُلَ بَرَكَتُكَ. 33 لِيَشمُل فَضلُ عَطِيتِكَ
جَميعَ الأَحْياء حتَّى لِلمَيتِ لا تَرفُضْ نِعمَتَكَ. 34 لا تَتَوارَ عنِ
الباكينَ واْحزَنْ مع المَحزونين. 35 لا تَتَقاعَدْ عن عِيادَةِ المَريض فإِنَّكَ
بِمِثلِ ذلك تَكونُ مَحْبوبًا. 36 في جَميع أَعْمالِكَ اْذكُرْ أَواخِرَكَ فلَن
تَخطاً أَبَدًا.

 

الفقراء
والمتضايقين:

قد يبدو للوهلة الأولى
هنا أن حديث ابن سيراخ هو تكرار لما سبق فى (3 : 30،
31) و
لما هو آت فى (29 : 8 – 13) ولكنه
هنا يوسع المفهوم ليشمل ما أصطلح عليه ب (أعمال البر) والتى تشمل العطف على
الفقراء وإعانة الذين تعرضوا للملمّات والإحسان إلى الموتى أيضاً، معتبراً أن كلمة
فقير تنطبق على كل محتاج، سواء إلى المال بشكل خاص أو إلى المعونة بشكل عام (وقد
مهّد الطريق هنا إلى إقامة الصلاة وتقديم الذبائح عن الموتى، راجع (مكابيين الثانى 12 : 38 – 46).

 

و قد يعنى امتداد
العطايا للميت، القيام بواجباتهم وواجبات عائلاتهم من دفن وتجهيز وتسديد الديون إن
كان الميت مديوناً، وكذلك التصدق على من كان يعطف عليهم.

 

أما الإحسان إلى الميت
نفسه فذلك من خلال الإهتمام بمواراته التراب بكرامة زائدة، راجع
(صموئيل الثانى 21 : 10 – 14)، (إرميا 22 : 19)، (إشعياء
34 : 3
)، (طوبيا 1 : 17، 18، 12 : 12).

 

ثم يشير إلى المشاركة
الوجدانية (آية 34)
" فَرَحاً مَعَ الْفَرِحِينَ وَبُكَاءً مَعَ الْبَاكِينَ."
(رومية 12 : 15)
باعتبارنا جميعاً جسد
واحد نتألم معاً ونفرح معاً، كما أن المشاركة تخفف عن المحزونين وتزيد من سعادة
الفرحين.

 

و مع أن الطبيب يلعب
دوراً كبيراً مع المرضى إلاّ أنه كان يُعاون فى مهامه بواسطة المجتمع كلّه، وتعرف
هذه المهمة فى الأدب اليهودى تحت تعبير بيكر كاليم
Bikkur Chalim، أى " زيارة المرضى " والتى كانت تقترن بأعمال التمريض
ونظافة المكان، وكان أصدقاء المريض يتضرعون لأجله، ثم ينصحونه بعمل " وصية
" والإعتراف بخطاياه،
يقول الربيين " لأن كل هؤلاء الذين على وشك الموت لابد أن يعترفوا بخطاياهم " ويعتقدون بأن الإعتراف الذى ينتهى بصلاة
لأجل غفران الخطايا، من الممكن أن يشفى المريض
8.

 

و الإنسان الذى يهتم
بأبديته يعرف كيف أن عمل الخير يؤهلّه لذلك المجد الآتى وهو يشعر بآلام الآخرين ويرثى
لضعفهم ومع ذلك فإنه سوف يكسب محبتهم وتقديرهم، وهكذا يعود إبن سيراخ كما فى مواضع
أخرى كثيرة قادمة فيركزّ على المكافأة الأخيرة كحافز هام لعمل الخير… راجع على
سبيل المثال
(سيراخ 11 : 26 – 28).



1 Nicene & P. N, V.3, P.472 مقتبسة عن حديث طويل
للقديس عن الكذب

2 فى
إحدى ممرات مصنع للصواريخ فى أوروبا كتب التحذير التالى للعمال " كن حذراً
وتذكر أنه يمكن استبدالك بزر صغير !! " والآن يبحثون عن طريقة تغنى عن تلامس
الأنامل مع لوحة مفاتيح الكمبيوتر مثل النطق عن بعد.

3 Nicene & PN, V.2, P.461 مدينة الله

4 مثل
الفولجاتا وترجمة القمص قزمان البرموسى والمخطوطة المشار إليها فى آخر الكتاب..

5 الكهنوت
/ القديس يوحنا ذهبى الفم.

6 N & P. Nicene, P. 563, V.2 مدينة الله

7 الحياة
الإجتماعية لليهود فى عصر ابن سيراخ. ص 75، 80.

8 الحياة الإجتماعية لليهود فى
عصر سيراخ / ص 100.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي