الإصحَاحُ
الْخَامِسُ عَشَرَ

 

في
هذا الإصحاح والإصحاح التالي يتنبأ اشعياء النبي عن خراب موآب.

لمحة تاريخية عن موآب :-

ينتسب
الموآبيون إلى موآب ابن ابنة لوط من أبيها (تك 19: 37)
وكانت بلادهم تمتد شرق النصف الجنوبي من البحر الميت. وكان الموآبييون يعبدون الههم

 "
كموش " أما
علاقتهم ببني إسرائيل فكان يتخللها الكثير من الحوادث العدائية بينما سادتها روح
المسالمة أحيانا
:


فعندما كان بنوا إسرائيل في طريقهم إلى كنعان أستدعى بالاق ملك موآب بلعام بن بعور
من فتور ليعلن شعب الله (عد 22: 4- 5).

– وفي
أيام القضاة أخضع الموآبيون بني إسرائيل حتى قتل أهود بن جيرا عجلون ملك موآب (قض 3: 12- 30)

– وفي
أيام القضاة أيضا تغربت نعمى في بلاد موآب بسبب المجاعة قي يهوذا ورجعت ومعها
كنتها راعوث الموآبية التي صارت جدة لداود (سفر راعوث)


وعندما كان داود مطاردا من شاول أودع أباه وأمه عند ملك موآب وبقيا طوال مدة أقامة
داود في الحصن (1صم 22: 3- 4)


ولما صار داود ملكا ضرب موآب ضربة شديدة وأذل الموآبيين (2
صم 8: 2
)

– في
(2ملوك ص 3) تفاصيل الحرب مع " ميشع
" ملك موآب وقد جاءت مطابقة تماما لما نقش على الحجر الموآبي الذي أكتشف سنة
1868 م في مدينة ديبان (أو ديبون) – وهو حجر أسود من البازلت طوله 3 قدم , 8.5
بوصه وعرضة 2 قدم و2.5 بوصه وقد كتبت عليه كتابه في 34 سطراً باللغة الموآبية
المشابهة للعبرية القديمة والفينيقية وهو محفوظ في متحف اللوفر بباريس.

 

1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مُوآبَ: «إِنَّهُ فِي لَيْلَةٍ
خَرِبَتْ عَارُ مُوآبَ وَهَلَكَتْ. إِنَّهُ فِي لَيْلَةٍ خَرِبَتْ قِيرُ مُوآبَ
وَهَلَكَتْ. 2إِلَى الْبَيْتِ وَدِيبُونَ يَصْعدونَ إِلَى الْمُرْتَفَعَاتِ
لِلْبُكَاءِ. تُوَلْوِلُ مُوآبُ عَلَى نَبُو وَعَلَى مَيْدِبَا. فِي كُلِّ رَأْسٍ
مِنْهَا قَرْعَةٌ. كُلُّ لِحْيَةٍ مَجْزُوزَةٌ. 3فِي أَزِقَّتِهَا يَأْتَزِرُونَ
بِمِسْحٍ. عَلَى سُطُوحِهَا وَفِي سَاحَاتِهَا يُوَلْوِلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا
سَيَّالاً بِالْبُكَاءِ. 4وَتَصْرُخُ حَشْبُونُ وَأَلْعَالَةُ. يُسْمَعُ
صَوْتُهُمَا إِلَى يَاهَصَ. لِذَلِكَ يَصْرُخُ مُتَسَلِّحُو مُوآبَ. نَفْسُهَا
تَرْتَعد فِيهَا. 5يَصْرُخُ قَلْبِي مِنْ أَجْلِ مُوآبَ. الْهَارِبِينَ مِنْهَا
إِلَى صُوغَرَ كَعِجْلَةٍ ثُلاَثِيَّةٍ لأَنَّهُمْ يَصْعدونَ فِي «عَقَبَةِ
اللُّوحِيثِ» بِالْبُكَاءِ لأَنَّهُمْ فِي طَرِيقِ حُورُونَايِمَ يَرْفَعُونَ صُرَاخَ
الاِنْكِسَارِ. 6لأَنَّ مِيَاهَ نِمْرِيمَ تَصِيرُ خَرِبَةً. لأَنَّ الْعُشْبَ
يَبِسَ. الْكَلَأُ فَنِيَ. الْخُضْرَةُ لاَ تُوجَدُ. 7لِذَلِكَ الثَّرْوَةُ
الَّتِي اكْتَسَبُوهَا وَذَخَائِرُهُمْ يَحْمِلُونَهَا إِلَى عَبْرِ وَادِي
الصَّفْصَافِ. 8لأَنَّ الصُّرَاخَ قَدْ أَحَاطَ بِتُخُومِ مُوآبَ. إِلَى
أَجْلاَيِمَ وَلْوَلَتُهَا. وَإِلَى بِئْرِ إِيلِيمَ وَلْوَلَتُهَا. 9لأَنَّ
مِيَاهَ دِيمُونَ تَمْتَلِئُ دَماً لأَنِّي أَجْعَلُ عَلَى دِيمُونَ زَوَائِدَ.
عَلَى النَّاجِينَ مِنْ مُوآبَ أَسَداً وَعَلَى بَقِيَّةِ الأَرْضِ».

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر التكوين 35

 

في
هذا الإصحاح يصور اشعياء ما سيحل بمدن موآب من دمار وقد ذكر حزقيال

 (ص 25: 8 – 11) أن عقاب موآب يرجع إلى احتقار الموآبيين لله وافتخارهم على أورشليم عند
سقوطها.

وإذ يذكر اشعياء أسماء بلاد كثيرة يشملها الخراب يصور ما يصاحب ذلك
من بلايا وما يصدر عن شعبها من بكاء وولولة وذلك كالآتي
:

 

(عد 1):
تخرب "عار" عاصمة موآب في ليلة كما
تخرب "قير" وهي كرك الحالية وعلى
نحو سبعة أميال جنوبي " عار "

 

(عد 2):
فيصعد الموآبييون إلى " البيت " أي بيت
الههم كموش وإلى

 "
ديبون" – وهي الآن ديبان حيث اكتشف الحجر
الموآبي – وهناك يبكون كما يصعدون إلى المرتفعات للبكاء مولولين على مدنهم مثل
" نبو " و" ميدبا "

وهم
في حزن كحزن الحداد معبرين عنه بحلق شعر الرأس واللحية الذي يعبر أيضا عن ذل
العبيد.

 

(عد 3): كما
يظهر حزنهم بارتداء المسوح وهم يسيرون في أزقتها وعلى سطوحها وفي ساحاتها يولول
الجميع وهم يفيضون بالبكاء.

 

(عد 4):
ترتفع أصوات البكاء حتى أن صراخ مدينتي حشبون (حسبان الآن)
والعالة (العال الآن) يسمع في ياهص التي تبعد حوال
10 أو 12 ميلا جنوب حشبون لذلك يصرخ جيش موآب ويرتعد قلبها في داخلها.

 

(عد 5):
هنا يشعر اشعياء بمرارة الحزن والألم على موآب وعلى شعبها فلا شماتة ولا مشاعر
انتقامية تلعب دورها في نفس اشعياء بل بروح المشاركة والاشتياق إلى رجوعهم عن
عداوتهم وحصولهم على بركات الخلاص يرثى هلاكها وهو يتصور أمامه الهاربين منها إلى
مدينة (صوغر) – وهي على مقربة من شاطئ البحر
الميت ويشبه اشعياء الهاربين بعجلة عمرها ثلاث سنوات وهي تركض بقوة ودون أن
تتروض..

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة أبوستيخا ا

 

(عد 6):
تجف مياه نمريم – وهي
ينابيع في وادي نميرة في الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الميت –
لأن أعداء
موآب يطمون تلك العيون وييبس العشب ويفنى الكلأ وتختفي الخضرة.

 

(عد 7):
تنهب ثروات موآب التي سبق ادخارها وتحمل نفائسها إلى عبر وادي الصفصاف – على تخم
موآب الجنوبي

 

(عد 8):
يعم الصراخ حول تخوم موآب بتصل إلى " أجلايم "
إلى بئر إيليم ولولتها..

 

(عد 9):
تتحول مياه " ديمون" إلى دم بسبب كثرة
دماء القتلى في تلك الظروف الطاحنة..

و
يجعل الرب " ديمون" زوائد أي يزيد عليها
ويلاتها وضرباتها..

كما
يجعل الرب على الناجين من موآب أسدا أي مخربا قويا يتصف بالقوة التى ترعب وتفزع
الهاربين.. وربما كان المقصود به هو نبوخذنصر الذي قال عنه يوسيفوس أنه هزم
الموآبيين أو أشوربانيبال الذي إكتسح موآب حوالي سنة 645 ق.م.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي