الإصحَاحُ
الْحَادِي والأَرْبَعُونَ

اغتيال
جدليا والى أورشليم

كان اليهود يحتفلون بقتل جدليا كمناسبة حزينة وذلك بالصوم فى الشهر
السابع (اكتوبر) زك 7: 5 ؛ 8: 19.

قتل جدليا لكن الله حفظ إرميا حتى يتمم رسالته. فى هذا الإصحاح لا
نجد خبرا عن إرميا نفسه، ولا نسمع عنه كلمة، بل جاء كمقدمة لما يأتى فيما بعد، وهو
نزول جماعة من اليهود إلى مصر آخذين معهم إرميا على الرغم منه.

 

(1) مصرع جدليا

" وكان في الشهر السابع ان اسماعيل بن نثنيا بن اليشاماع من
النسل الملوكي جاء هو وعظماء الملك وعشرة رجال معه الى جدليا بن اخيقام الى
المصفاة،

 واكلوا هناك خبزا معا في المصفاة.

 فقام اسماعيل بن نثنيا والعشرة الرجال الذين كانوا معه وضربوا
جدليا بن اخيقام بن شافان بالسيف فقتلوه،

 هذا الذي اقامه ملك بابل على الارض.

 وكل اليهود الذين كانوا معه اي مع جدليا في المصفاة،

 والكلدانيون الذين وجدوا هناك ورجال الحرب ضربهم اسماعيل
"
ع 1 – 3

سبق أن تحدثنا فى الإصحاح السابق عن اسماعيل بن نثنيا الذى دفعه
بعليس ملك عمون على اغتيال جدليا. ولا نعرف ما الذى دفعه إلى هذه الجريمة، وما
الذى دفع ملك عمون على تحريضه؟

هل كان إسماعيل مدفوعا بغيرة دينية قومية على بلاده حاسبا أن الخضوع
لبابل خيانة عظمى؟

أم كان مدفوعا بوعود ملك عمون (40: 14)؟

أم كان الحسد أو العداوة الشخصية مع جدليا؟

أو محبة المال هى الباعث؟

حاسبا نفسه أحق برئاسة الشعب دون جدليا؟

تحدى إسماعيل كل قوانين كرم الضيافة الشريفة فى الشرق باغتياله مضيفه
بعمل صارخ من أعمال الخيانة.

 

(2) فظائع أخرى

" وكان في اليوم الثاني بعد قتله جدليا ولم يعلم انسان،

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سكوت 1

 ان رجالا أتوا من شكيم ومن شيلو ومن السامرة ثمانين رجلا
محلوقي اللحى ومشققي الثياب ومخمشين وبيدهم تقدمة ولبان ليدخلوهما الى بيت الرب.

 فخرج اسماعيل بن نثنيا للقائهم من المصفاة سائرا وباكيا.فكان
لما لقيهم انه قال لهم هلم الى جدليا بن اخيقام.

 فكان لما اتوا الى وسط المدينة ان اسماعيل بن نثنيا قتلهم
والقاهم الى وسط الجب هو والرجال الذين معه.

 ولكن وجد فيهم عشرة رجال قالوا لاسماعيل:

لا تقتلنا لانه يوجد لنا خزائن في الحقل قمح وشعير وزيت وعسل.

فامتنع ولم يقتلهم بين اخوتهم.

 فالجب الذي طرح فيه اسماعيل كل جثث الرجال الذين قتلهم بسبب
جدليا هو الذي صنعه الملك آسا من وجه بعشا ملك اسرائيل.

فملأه اسماعيل بن نثنيا من القتلى " ع 4 – 9.

هذه الحادثة مكدرة جدا تدل على أن نفس إسمعيل لم تكن منطوية على غيرة
دينية على بلاده ليخلصها من نير بابل، بل كان رجلا سفاحا ذبح أناسا أبرياء، إذ لم
يذكر سبب لقتل هؤلاء الأبرياء.

لسنا ندرى هل كانت لهم علاقة بجدليا من قبل أم لا.

واضح أنهم كانوا فى حالة حداد على الهيكل الذى دمر..

إن ما فعله إسمعيل كان بسبب رغبته فى نهب ما لديهم، إذ قتل أناسا عزل
قادمين لتقديم عطايا لبيت الرب المتهدم، وفى نفس الوقت أبقى منهم عشرة رجال أدعوا
أن لهم خزائن سرية لا يعرف أحد موضعها، وهى فى الحقول مملوءة من المحاصيل، فأراد
أن يغتصبها.. هذا يكشف عن شخصه أنه لص!

 

(3) سبى البقية وإطلاق سراحها

" فسبى اسماعيل كل بقية الشعب الذين في المصفاة،

بنات الملك وكل الشعب الذي بقي في المصفاة الذين اقام عليهم
نبوزرادان رئيس الشرط جدليا بن اخيقام سباهم اسماعيل بن نثنيا،

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ك كتوبوت ت

وذهب ليعبر الى بني عمون.

 فلما سمع يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش الذين معه بكل
الشر الذي فعله اسماعيل بن نثنيا،

 اخذوا كل الرجال وساروا ليحاربوا اسماعيل بن نثنيا فوجدوه عند
المياه الكثيرة التي في جبعون.

 ولما رأى كل الشعب الذي مع اسماعيل يوحانان بن قاريح وكل
رؤساء الجيوش الذين معهم فرحوا،

 فدار كل الشعب الذي سباه اسماعيل من المصفاة ورجعوا وساروا
الى يوحانان بن قاريح.

 اما اسماعيل بن نثنيا فهرب بثمانية رجال من وجه يوحانان وسار الى
بني عمون.

 فاخذ يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش الذين معه كل بقية الشعب
الذين استردهم من اسماعيل بن نثنيا من المصفاة بعد قتل جدليا بن اخيقام رجال الحرب
المقتدرين والنساء والاطفال والخصيان الذين استردهم من جبعون.

 فساروا واقاموا في جيروت كمهام التي بجانب بيت لحم لكي يسيروا
ويدخلوا مصر من وجه الكلدانيين،

 لانهم كانوا خائفين منهم، لان اسماعيل بن نثنيا كان قد ضرب
جدليا بن اخيقام،

 الذي اقامه ملك بابل على الارض " ع 10 – 18.

سبى إسماعيل بنات الملك، لا يقصد بهن بنات صدقيا فحسب بل كل الأعضاء
الأناث فى البيت الملكى والأميرات اللواتى كن قد وضعن فى رعاية جدليا، اللواتى
تسلمهن من يد نبوخذنصر.

قبل أن يتمكن إسماعيل السفاك من الهرب إلى بلاد عمون بمن أراد أن
يأخذهم معه من أهل جدليا والشعب عموما، هاجمه يوحنان بن قاريح وبعض الرؤساء
الآخرين عند بركة جبعون (2 صم 2: 13) حيث وقع فى القديم الصدام بين رجال داود وجال
إيشبوشت بن شاول، ولم يقدر إسمعيل أن يقاومهم فاضطر أن يترك الذين أجبرهم إلى الذهاب
معه، فهرب ومعه ثمانية رجال إلى بلاد عمون حيث فقد أثنين من رجاله، ولم نعد نسمع
عنه شيئا.

هل تبحث عن  شبهات الكتاب المقدس عهد جديد إنجيل متى يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس س

رأى يوحانان والذين معه أن يهربوا إلى مصر خوفا من عقاب بابل، وإن
كانوا هم أنفسهم لم يثوروا على بابل هذه المرة كإسماعيل.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي