الإصحَاحُ
ألأَرْبَعُونَ

 

أولاً: رؤيا الهيكل وتصميمة

(ص40: 1- ص 43: 12)

1. مقدمة (ص40: 1-4)

1فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ سَبْيِنَا فِي رَأْسِ
السَّنَةِ, فِي الْعَاشِرِ مِنَ الشَّهْرِ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ عَشَرَةَ,
بَعْدَ مَا ضُرِبَتِ الْمَدِينَةُ فِي نَفْسِ ذَلِكَ الْيَوْمِ
, كَانَتْ عَلَيَّ
يَدُ الرَّبِّ وَأَتَى بِي إِلَى هُنَاكَ. 2فِي رُؤَى اللَّهِ أَتَى بِي إِلَى
أَرْضِ إِسْرَائِيلَ وَوَضَعَنِي عَلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً, عَلَيْهِ كَبِنَاءِ
مَدِينَةٍ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ. 3وَلَمَّا أَتَى بِي إِلَى هُنَاكَ إِذَا
بِرَجُلٍ مَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ, وَبِيَدِهِ خَيْطُ كَتَّانٍ
وَقَصَبَةُ الْقِيَاسِ, وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْبَابِ. 4فَقَالَ لِي الرَّجُلُ: يَا
ابْنَ آدَمَ, انْظُرْ بِعَيْنَيْكَ وَاسْمَعْ بِأُذُنَيْكَ وَاجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى
كُلِّ مَا أُرِيكَهُ, لأَنَّهُ لأَجْلِ إِرَاءَتِكَ أُتِيَ بِكَ إِلَى هُنَا.
أَخْبِرْ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ مَا تَرَى

 

(عد1):
يحدد النبي حزقيال تاريخ هذه الرؤيا باليوم العاشر من الشهر الأول من السنة
الخامسة والعشرين- أي انه كان اليوم العاشر من شهر أبيب من السنة الخامسة والعشرين
لسبي يهوياكين، وكان قد مضى على ضرب أورشليم (سنة 586 ق.م) أربع عشرة سنة.

 

(عد2): كانت
يد الرب على حزقيال فأتى به في رؤيا إلى جبل عال بأرض إسرائيل كان من جهة جنوبه
كبناء مدينة. وفي ذلك يقول ايرساند " وهذا كما يبدو لي من شأنه أن يبين أن
علينا ألا نحمل رؤيا حزقيال على حرفيتها الكلية، ولكن كما أن رؤيا أورشليم
السماوية هي رمزية إلى أبعد حد، فكذلك أيضاً رؤيا أورشليم الأرضية المعروضة في هذه
الإصحاحات".

 

(عد3، 4): رأى
حزقيال رجلاً شبيه في منظرة بالنحاس (لعله كان ظهوراً إلهياً) ممسكاً بخيط
كتان وقصبة القياس وهو واقف بالباب، وقد أمر حزقيال بتبليغ شعبه بما كان عتيداً أن
يراه.

 

2. الساحة الخارجية (عد 5-27)

يضم الكلام عنها ثلاثة أقسام:

1.                
السور والباب الشرقي (عد5-7).

2.                
رواق الباب (عد8-16).

3.                
الدار الخارجية وبابها الشمالي والجنوبي (عد17-27)

 

أولاً: السور والباب الشرقي (عد5-7)

" 5وَإِذَا بِسُورٍ خَارِجَ الْبَيْتِ مُحِيطٍ بِهِ, وَبِيَدِ
الرَّجُلِ قَصَبَةُ الْقِيَاسِ سِتُّ أَذْرُعٍ طُولاً بِالذِّرَاعِ وَشِبْرٌ.
فَقَاسَ عَرْضَ الْبِنَاءِ قَصَبَةً وَاحِدَةً وَسُمْكَهُ قَصَبَةً وَاحِدَةً.
6ثُمَّ جَاءَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي وَجْهُهُ نَحْوَ الشَّرْقِ وَصَعِدَ فِي
دَرَجِهِ, وَقَاسَ عَتَبَةَ الْبَابِ قَصَبَةً وَاحِدَةً عَرْضاً وَالْعَتَبَةَ
الأُخْرَى قَصَبَةً وَاحِدَةً عَرْضاً. 7وَالْغُرْفَةَ قَصَبَةً وَاحِدَةً طُولاً
وَقَصَبَةً وَاحِدَةً عَرْضاً, وَبَيْنَ الْغُرُفَاتِ خَمْسُ أَذْرُعٍ. وَعَتَبَةُ
الْبَابِ بِجَانِبِ رِوَاقِ الْبَابِ مِنْ دَاخِلٍ قَصَبَةٌ وَاحِدَةٌ.

كان
السور الخارجي هو أول ما شاهده حزقيال النبي. ولم يذكر النبي هنا أبعاده، ولكن من
الأبعاد والمقاييس الواردة تفصيلاً بعد ذلك، يمكننا أن نستنتج أن هذا السور كان
على هيئة مربع طول ضلعه 500 ذراع.

أما
الذراع فهي تبلغ 18 بوصة تقريباً، أو حوالي 51 سم.

وأما
القصبة فيبلغ طولها ست أذرع طولاً بالذراع وشبر (عد5).

بناء السور:

" قاس عرض البناء قصبة واحدة وسمكه قصبة واحدة" (عد5):

أي أن
عرض بناء السور مساو لسمكه (ارتفاعه)- وهو قصبة واحدة، فلم يكن بناء السور
عالياً، إذ كان ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار. وهذا يوضح أن الغرض منه ليست حمايته من
أية أخطار، بل ما يشير إليه معنوياً وهو عزل المكان عن باقي الأرض أو بتعبير آخر
عدم اختلاط عمل الرب وعبادته بالعالم.

 

الباب الشرقي:

"ثم جاء إلى الباب الذي وجهة نحو الشرق" (عد6):

كان
هذا الباب هو المدخل الخارجي الرئيسي للدخول للساحة الخارجية وكان على خط مستقيم
مع الباب الشرقي للساحة الداخلية المؤدية إلى الهيكل ذاته (القدس وقدس الأقداس).

"وصعد على درجة" (عد6):

كان
الصعود إلى الباب الخارجي الشرقي عن طريق درج من سبع درجات، لم تذكر هنا، ولكنها
ذكرت في (عد22، 26) بالنسبة للبابين الآخرين
الشمالي والجنوبي وكانت هذه الدرجات خارج البناء

"
وقاس عتبة الباب قصبة واحدة عرضا والعتبة الأخرى قصبة
واحدة عرضا
" (عد6):

رأى
حزقيال عتبتين إحداهما أمامية في نهاية الدرج، والثانية خلفية تؤدي إلى رواق الباب
(عد7) وعرض كل منهما (من الشرق إلى الغرب)
قصبة واحدة.

 "والغرفة قصبة واحدة طولا وقصبة واحدة عرضا" (عد7)

بعد
المرور على العتبة الأمامية، رأى حزقيال 6 غرف حراسة ثلاث على كل من الجانبين (عد 10) وكل غرفة منها مربعة ضلعها قصبة واحدة،
وتفصلها عن الأخرى مسافة قدرها خمس أذرع.

وهذه
الغرف خصصت للمكلفين بالحراسة من اللاويين (ص44: 11،
14
)

"
وعتبة الباب بجانب رواق الباب من داخل قصبة واحدة":

هذه
هي العتبة الثانية التي سبق ذكرها في شرح (عد6).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مَجْدَل ل

 

ثانياً: رواق الباب وغرفاته وعضائده (ص40: 8-16)

1. الرواق (عد 8-9):

. 8وَقَاسَ رِوَاقَ الْبَابِ مِنْ دَاخِلٍ قَصَبَةً وَاحِدَةً.
9وَقَاسَ رِوَاقَ الْبَابِ ثَمَانِيَ أَذْرُعٍ, وَعَضَائِدَهُ ذِرَاعَيْنِ,
وَرُِوَاقُ الْبَابِ مِنْ دَاخِلٍ
.

 رواق الباب هو بمثابة بهو أو
صالة، ويشكل العددان (7، 8)صعوبة في تفسيرهما،
ولكن هذه الصعوبة يمكن تجاوزها باعتبار أحدهما يذكر بُعد الرواق من الشرق للغرب
والآخر من الشمال للجنوب، العضائد (الأعمدة) التي كانت قاعدة كل منهما
مربعة ضلعها ذراعان، وارتفاع العامود 60 ذراعاً (عد14).

 

2. غرفات الباب والعضائد والحافات (عد10-12):

10وَغُرُفَاتُ الْبَابِ نَحْوَ الشَّرْقِ ثَلاَثٌ مِنْ هُنَا وَثَلاَثٌ
مِنْ هُنَاكَ. لِلثَّلاَثِ قِيَاسٌ وَاحِدٌ, وَلِلْعَضَائِدِ قِيَاسٌ وَاحِدٌ مِنْ
هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. 11وَقَاسَ عَرْضَ مَدْخَلِ الْبَابِ عَشَرَ أَذْرُعٍ,
وَطُولَ الْبَابِ ثَلاَثَ عَشَرَةَ ذِرَاعاً. 12وَالْحَافَّةُ أَمَامَ
الْغُرُفَاتِ ذِرَاعٌ وَاحِدَةٌ مِنْ هُنَا وَالْحَافَّةُ ذِرَاعٌ وَاحِدَةٌ مِنْ
هُنَاكَ. وَالْغُرْفَةُ سِتُّ أَذْرُعٍ مِنْ هُنَا وَسِتُّ أَذْرُعٍ مِنْ هُنَاكَ.

ذُكر
في (عد7) أن الغرفة بُعدها قصبة واحدة طولا
ومثلها عرضاً، وهنا يُذكر عدد هذه الغرفات: ثلاث على كل من الجانبين، وكانت لها
عضائد (أعمدة) لعلها بنفس الأبعاد المذكورة في
عدد (9).

ويبلغ
عرض مدخل الباب (من
الشمال للجنوب) عشر أذرع. أما طول الباب فهو 13 ذراعاً،
ولعل هذه المسافة هي طول الجزء المسقوف عند بداية مدخل الباب، وربما كان مثلها عند
نهايته، بينهما مسافة حوالي 14 ذراعاً مكشوفة بلا غطاء.

أما
الحافة أمام الغرفات، فهي بمعنى " التخم" (ص27: 4) و"حاشية" (ص43: 13، 17) و"حد" (خر 19: 12) وربما كان الغرض من هذه الحافات هو
تمكين الحراس من المراقبة عند خروجهم من غرفاتهم بوجود هذه الحواجز بينهم وبين
المارة للداخل والخارج. وبما أن كل حافة على كلا الجانبين هي ذراع، فيكون المتبقى
من عرض ممر الباب للمارة هو ثمان أذرع.

3. أبعاد الباب والعضائد…(عد13-16)

13ثُمَّ قَاسَ الْبَابَ مِنْ سَقْفِ الْغُرْفَةِ الْوَاحِدَةِ إِلَى
سَقْفِ الأُخْرَى عَرْضَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً. الْبَابُ مُقَابِلُ
الْبَابِ. 14وَعَمِلَ عَضَائِدَ سِتِّينَ ذِرَاعاً إِلَى عَضَادَةِ الدَّارِ
حَوْلَ الْبَابِ. 15وَقُدَّامَ بَابِ الْمَدْخَلِ إِلَى قُدَّامِ رِوَاقِ الْبَابِ
الدَّاخِلِيِّ خَمْسُونَ ذِرَاعاً. 16وَلِلْغُرُفَاتِ كُوًى مُشَبَّكَةٌ,
وَلِلْعَضَائِدِ مِنْ دَاخِلِ الْبَابِ حَوَالَيْهِ, وَهَكَذَا فِي

الْقُبَبِ أَيْضاً, كُوًى حَوَالَيْهَا مِنْ دَاخِلٍ, وَعَلَى
الْعَضَادَةِ نَخِيلٌ
.

 قاس (عرض) الباب من
سقف الغرفة الواحدة إلى مقابله للغرفة المواجهة لها 25 ذراعاً وتفصيلها:

10
أذرع         عرض الممر

12
ذراعاً        عرض الغرفتين (6× 2)

3
أذرع           سمك جداري جانبي الغرفتين

25
ذراعاً        جملة المسافة من سقف الغرفة الواحدة عرضاً إلى سقف الحجرة المقابلة
لها (الباب مقابل الباب).

وعمل
عضائد ستين ذراعاً (ارتفاع كل منهما) " إلى عضادة الدار حول
الباب" ومعنى "الدار حول الباب" أن الدار حول المخرج الداخلي من
الباب.

" وقدام باب المدخل إلى قدام رواق الباب الداخلي خمسون
ذراعاً"
أي
أن طول مبنى الباب من مدخله الخارجي إلى نهايته من داخله هو 50 ذراعاً شملت
العتبتين (12 ذراعاً) والغرفات الثلاث (18 ذراعا) والفسحتين بين
الغرفات (10 أذرع) والرواق والعامود (10 أذرع) ولإضاءة الغرفات وممر
الباب، توجد كوى مشبكة (ذات عوارض ثابتة) للغرفات وللعضائد داخل الباب
حواليه وهكذا في القبب التي كانت غالباً بين كل حجرة وأخرى. كما زينت العضائد بنقش
أو رسم نخيل.

 

ثالثاً: الدار الخارجية وباباها الشمالي والجنوبي (عد 17-27)

17ثُمَّ أَتَى بِي إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ وَإِذَا بِمَخَادِعَ
وَمُجَزَّعٍ مَصْنُوعٍ لِلدَّارِ حَوَالَيْهَا. عَلَى الْمُجَزَّعِ ثَلاَثُونَ
مِخْدَعاً. 18وَالْمُجَزَّعُ بِجَانِبِ الأَبْوَابِ مُقَابِلَ طُولِ الأَبْوَابِ
الْمُجَزَّعُ الأَسْفَلُ. 19وَقَاسَ الْعَرْضَ مِنْ قُدَّامِ الْبَابِ الأَسْفَلِ
إِلَى قُدَّامِ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ مِنْ خَارِجٍ مِئَةَ ذِرَاعٍ إِلَى
الشَّرْقِ وَإِلَى الشِّمَالِ. 20وَالْبَابُ الْمُتَّجِهُ نَحْوَ الشِّمَالِ
الَّذِي لِلدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ قَاسَ طُولَهُ وَعَرْضَهُ. 21وَغُرُفَاتُهُ
ثَلاَثٌ مِنْ هُنَا وَثَلاَثٌ مِنْ هُنَاكَ, وَعَضَائِدُهُ وَمُقَبَّبُهُ كَانَتْ
عَلَى قِيَاسِ الْبَابِ الأَوَّلِ, طُولُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً وَعَرْضُهَا
خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً. 22وَكُواهَا وَمُقَبَّبُهَا وَنَخِيلُهَا عَلَى
قِيَاسِ الْبَابِ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشَّرْقِ, وَكَانُوا يَصْعَدُونَ إِلَيْهِ
فِي سَبْعِ دَرَجَاتٍ, وَمُقَبَّبُهُ أَمَامَهُ. 23وَلِلدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ
بَابٌ مُقَابِلُ بَابٍ لِلشِّمَالِ وَلِلشَّرْقِ. وَقَاسَ مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ
مِئَةَ ذِرَاعٍ. 24ثُمَّ ذَهَبَ بِي نَحْوَ الْجَنُوبِ, وَإِذَا بِبَابٍ نَحْوَ
الْجَنُوبِ, فَقَاسَ عَضَائِدَهُ وَمُقَبَّبَهُ كَهَذِهِ الأَقْيِسَةِ. 25وَفِيهِ
كُوًى وَفِي مُقَبَّبِهِ مِنْ حَوَالَيْهِ كَتِلْكَ الْكُوَى. الطُّولُ خَمْسُونَ
ذِرَاعاً وَالْعَرْضُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً. 26وَسَبْعُ دَرَجَاتٍ
مَصْعَدُهُ وَمُقَبَّبُهُ قُدَّامَهُ, وَلَهُ نَخِيلٌ وَاحِدَةٌ مِنْ هُنَا
وَوَاحِدَةٌ مِنْ هُنَاكَ عَلَى عَضَائِدِهِ. 27وَلِلدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ بَابٌ
نَحْوَ الْجَنُوبِ. وَقَاسَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الْبَابِ نَحْوَ الْجَنُوبِ
مِئَةَ ذِرَاعٍ.

اقتيد
حزقيال من الباب الخارجي الشرقي إلى الساحة الخارجية فرأى 30 حجرة، على مجزع (رصيف)
محيط بالساحة. ويرجح أنها كانت موزعة على مجموعات، كل مجموعة من خمس حجرات على
جانبي كل من الأبواب الثلاثة الخارجية (الشرقي والشمالي والجنوبي) وكل حجرة
تتسع لثلاثين شخصاً من الشعب، يستخدمونها في المواسم والأعياد.

هل تبحث عن  هوت طقسى علم اللاهوت الطقسى 54

و
وردت في هذه الأعداد مقاييس الباب الشمالي الخارجي (عد20-22)
والباب الجنوبي الخارجي (عد 24-26) ولا تختلف
عما جاء عن الباب الشرقي الذي سبق الكلام عنه بالتفصيل.

وقيست
المسافة بين كل من الأبواب الخارجية الثلاثة وبين ما يقابلها من أبواب الدار
الداخلية فكانت مئة ذراع (عد 19، 23، 27).

ومن
الملاحظ ذكر المجزع الأسفل والباب الأسفل (عد 19)
بالنظر إلى ارتفاع الدار الداخلية في مستوى سطحها عن الساحة الخارجية.

3- الساحة الداخلية (ص40: 28-47)

بحسب
ما جاء في (عد 47) فإن الساحة الداخلية مربعة
الأبعاد كل ضلع لها مئة ذراع. ولها ثلاثة أبواب يواجه كل منهما بابا من أبواب
الساحة الخارجية، وبنفس الأبعاد والتقسيمات، فيما عدا عدد الدرجات فهي ثماني درجات
لكل باب، كما أن مقببها يتجه للدار الخارجية وليس للداخل.

وتشتمل الأعداد (28 – 47) على:

1.                
الأبواب الثلاثة (عد 28-37).

2.                
ترتيبات الذبائح (38-43).

3.                
غرف المغنيين والكهنة الحراس (عد 44-47).

 

1. الأبواب الثلاثة (عد 28-37)

كان
دخول حزقيال للدار الداخلية من الباب الجنوبي ووصفه كالآتي:

28وَأَتَى بِي إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ مِنْ بَابِ الْجَنُوبِ,
وَقَاسَ بَابَ الْجَنُوبِ كَهَذِهِ الأَقْيِسَةِ. 29وَغُرُفَاتُهُ وَعَضَائِدُهُ
وَمُقَبَّبُهُ كَهَذِهِ الأَقْيِسَةِ. وَفِيهِ وَفِي مُقَبَّبِهِ كُوًى
حَوَالَيْهِ. الطُّولُ خَمْسُونَ ذِرَاعاً وَالْعَرْضُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ
ذِرَاعاً. 30وَحَوَالَيْهِ مُقَبَّبٌ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً طُولاً وَخَمْسُ
أَذْرُعٍ عَرْضاً. 31وَمُقَبَّبُهُ نَحْوَ الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ, وَعَلَى
عَضَائِدِهِ نَخِيلٌ, وَمَصْعَدُهُ ثَمَانِي دَرَجَاتٍ.

و
هكذا نرى مطابقة ما جاء هنا مع ما سبق ذكره عن كل من الأبواب الثلاثه للدار
الخارجية

وجاء
حزقيال إلى الباب الشرقى للدار الداخلية ووصفه كالآتى مطابقا لما جاء عن الباب
الجنوبى

 32وَأَتَى بِي إِلَى الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ نَحْوَ
الْمَشْرِقِ وَقَاسَ الْبَابَ كَهَذِهِ الأَقْيِسَةِ. 33وَغُرُفَاتُهُ
وَعَضَائِدُهُ وَمُقَبَّبُهُ كَهَذِهِ الأَقْيِسَةِ. وَفِيهِ وَفِي مُقَبَّبِهِ
كُوًى حَوَالَيْهِ. الطُّولُ خَمْسُونَ ذِرَاعاً وَالْعَرْضُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ
ذِرَاعاً. 34وَمُقَبَّبُهُ نَحْوَ الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ وَعَلَى عَضَائِدِهِ نَخِيلٌ
مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ, وَمَصْعَدُهُ ثَمَانِي دَرَجَاتٍ.

وجاء
أيضا إلى الباب الشمالى للدار الداخلية فوجد نفس ما سبق ذكره من الأبعاد

35وَأَتَى بِي إِلَى بَابِ الشِّمَالِ وَقَاسَ كَهَذِهِ الأَقْيِسَةِ.
36غُرُفَاتُهُ وَعَضَائِدُهُ وَمُقَبَّبُهُ وَالْكُوى الَّتِي لَهُ حَوَالَيْهِ.
الطُّولُ خَمْسُونَ ذِرَاعاً وَالْعَرْضُ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعاً.
37وَعَضَائِدُهُ نَحْوَ الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ, وَعَلَى عَضَائِدِهِ نَخِيلٌ
مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ, وَمَصْعَدُهُ ثَمَانِي دَرَجَاتٍ.

 ومن الملاحظ أن عدد درجات كل
من الأبواب الثلاثة المؤدية إلى الدار الخارجية يزيد درجة عن مثيلاتها في الأبواب
الخارجية. وذلك يشير إلى:

1.                
الارتفاع روحياً كلما اقتربنا من حضرة الله.

2.       مجموع
عدد الدرجات هو 7+8=15 وهو نفس عدد مزامير المصاعد، ولعل اللاويون كانوا ينشدون
على كل درجة واحداً من هذه المزامير.

 

2- ترتيبات الذبائح (38-43).

38وَعِنْدَ عَضَائِدِ الأَبْوَابِ مِخْدَعٌ وَمَدْخَلُهُ. هُنَاكَ
يَغْسِلُونَ الْمُحْرَقَةَ. 39وَفِي رِوَاقِ الْبَابِ مَائِدَتَانِ مِنْ هُنَا
وَمَائِدَتَانِ مِنْ هُنَاكَ لِتُذْبَحَ عَلَيْهَا الْمُحْرَقَةُ وَذَبِيحَةُ
الْخَطِيئَةِ وَذَبِيحَةُ الإِثْمِ. 40وَعَلَى الْجَانِبِ مِنْ خَارِجٍ حَيْثُ
يُصْعَدُ إِلَى مَدْخَلِ بَابِ الشِّمَالِ مَائِدَتَانِ, وَعَلَى الْجَانِبِ
الآخَرِ الَّذِي لِرِوَاقِ الْبَابِ مَائِدَتَانِ. 41أَرْبَعُ مَوَائِدَ مِنْ
هُنَا وَأَرْبَعُ مَوَائِدَ مِنْ هُنَاكَ عَلَى جَانِبِ الْبَابِ. ثَمَانِي
مَوَائِدَ كَانُوا يَذْبَحُونَ عَلَيْهَا. 42وَالْمَوَائِدُ الأَرْبَعُ
لِلْمُحْرَقَةِ مِنْ حَجَرٍ نَحِيتٍ, الطُّولُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ وَالْعَرْضُ
ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ وَالسَّمْكُ ذِرَاعٌ وَاحِدَةٌ. كَانُوا يَضَعُونَ عَلَيْهَا
الأَدَوَاتِ الَّتِي يَذْبَحُونَ بِهَا الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبِيحَةَ.
43وَالْمَآزِيبُ شِبْرٌ وَاحِدٌ مُمَكَّنَةً فِي الْبَيْتِ مِنْ حَوْلِهِ. وَعَلَى
الْمَوَائِدِ لَحْمُ الْقُرْبَانِ.
ويذكر في (عد 38) أنه
توجد بجانب عضائد الباب الشمالي مخداع لغسل المحرقة.

وتذكر
الأعداد التالية أنه توجد موائد تقدم عليها المحرقة وذبائح الخطية والإثم، وعددها
ثماني موائد أربع منها داخل رواق الباب وأربع خارجه. كما أن هناك أربع موائد أخرى
مخصصة للمحرقة وهي من حجارة منحوته طولها وعرضها ذراع ونصف وسمكها ذراع واحدة.

ولها
مآزيب (خطاطيف أو كلابات) مزدوجة طولها شبر مثبته حول محيطها.

 

3.غرف المغنيين والكهنة الحراس (عد 44-47).

.
44وَمِنْ خَارِجِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ مَخَادِعُ
الْمُغَنِّينَ فِي الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ الَّتِي بِجَانِبِ بَابِ الشِّمَالِ,
وَوُجُوهُهَا نَحْوَ الْجَنُوبِ. وَاحِدٌ بِجَانِبِ بَابِ الشَّرْقِ مُتَّجِهٌ
نَحْوَ الشِّمَالِ. 45وَقَالَ لِي: هَذَا
الْمِخْدَعُ
الَّذِي وَجْهُهُ نَحْوَ الْجَنُوبِ هُوَ لِلْكَهَنَةِ حَارِسِي حِرَاسَةِ
الْبَيْتِ. 46وَالْمِخْدَعُ الَّذِي وَجْهُهُ نَحْوَ الشِّمَالِ لِلْكَهَنَةِ حَارِسِي
حِرَاسَةِ الْمَذْبَحِ. هُمْ بَنُو صَادُوقَ الْمُقَرَّبُونَ مِنْ بَنِي لاَوِي
إِلَى الرَّبِّ لِيَخْدِمُوهُ. 47فَقَاسَ الدَّارَ مِئَةَ ذِرَاعٍ طُولاً وَمِئَةَ
ذِرَاعٍ عَرْضاً, مُرَبَّعَةً, وَالْمَذْبَحَ أَمَامَ الْبَيْتِ.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس بنيامين بنكرتن 01

وخارج
الباب الداخلي مخدعان في الساحة الداخلية أحدهما مجاور لباب الشمال متجهاً نحو
الجنوب، والآخر بجوار الباب الجنوبي ومتجه نحو الشمال. والباب الأول للكهنة حراس
البيت، والباب الثاني للكهنة حراس المذبح. وهم من بني صادوق المكرسون من بني لاوي
لخدمة الرب.

وقد
ذكر في (عد 44) أن هذه المخادع هي للمغنيين في
الدار الداخلية. وكان الغناء من عمل الفرق المكونة من اللاويين. وقد نسب هنا
للكهنة ارتفاعاً بمستوى خدمة التسبيح.

 

4. رواق الهيكل (ص 40: 48-49)

. 48وَأَتَى بِي إِلَى رِوَاقِ الْبَيْتِ وَقَاسَ عَضَادَةَ
الرِّوَاقِ, خَمْسَ أَذْرُعٍ مِنْ هُنَا وَخَمْسَ أَذْرُعٍ مِنْ هُنَاكَ, وَعَرْضَ
الْبَابِ ثَلاَثَ أَذْرُعٍ مِنْ هُنَا وَثَلاَثَ أَذْرُعٍ مِنْ هُنَاكَ. 49طُولُ
الرِّوَاقِ عِشْرُونَ ذِرَاعاً, وَالْعَرْضُ إِحْدَى عَشَرَةَ ذِرَاعاً عِنْدَ
الدَّرَجِ الَّذِي بِهِ كَانُوا يَصْعَدُونَ إِلَيْهِ. وَعِنْدَ الْعَضَائِدِ
أَعْمِدَةٌ, وَاحِدٌ مِنْ هُنَا وَوَاحِدٌ مِنْ هُنَاكَ.

يرتبط
هذان العددان بالإصحاح التالي، لأنهما يمهدان لوصف "البيت" أي
الهيكل، بما يطابق ما جاء عن هيكل سليمان (امل 6: 2)
بأقسامه الثلاثة:

1.                
الرواق (ص40: 48/ 49)

2.                
القدس (ص 41: 1)

3.                
قدس الأقداس (ص41: 4)

ويصف
هذان العددان رواقاً أو مدخلاً أو دهليزاً كان لابد من المرور به في الطريق إلى
القدس، وكان الغرض منه هو الإستعداد ذهنياً وروحياً للدخول في مقدس الرب الذي تليق
به القداسة.

أما
عن أبعاد هذا الرواق فهي 20 ذراعاً طولاً (من الشرق للغرب)، 11 ذراعاً
عرضاً (من الشمال للجنوب).

وبحسب
تفسير
Kell كان
الدخول لهذا الرواق عن طريق باب من دلفتين كل منهما ثلاث أذرع (عد48) مثبتتين إلى عنادتين على الجانبين عرض كل
منهما 5 أذرع وتلتقي الدلفتان في الوسط.

وبذلك
يكون عرض واجهة الرواق 6أذرع هو عرض الباب بدلفتيه، يضاف إليهما عرض العضادتين (10
أذرع
).

أما
من الداخل فإن عرض كل من العضادتين هو 2.5 ذراع لأن كلا من الحائطين الجانبيتين
تقسم العضادة إلى نصفين، وهكذا يكون عرض الرواق من الداخل هو 11 ذراعاً تفصيلها
كالآتي:

الباب
من دلفتين 2×3 = 6 أذرع

نصف
العضادتين خارج الحائطين 2×2.5 = 5 أذرع

عرض
الرواق 11 ذراعاً

وهناك
درج كان الصعود به إلى الرواق، ولم يذكر عدد درجاته، وإن كان بحسب الترجمة
السبعينية فإنه عشر درجات.

وعند
العضادتين، والأرجح على جانبي الدرج، يوجد عمودان لم يذكر إرتفاعهما. وقد ذكر
ارتفاع الرواق في هيكل سليمان وهو 120 ذراعاً (2أيام
3: 4
) ويقابل هذان العمودان "ياكين" و"بوعز" في
هيكل سليمان (امل 7: 21) وكان ارتفاع كل منهما
18 ذراعاً (امل 7: 15) ويعني اسم ياكين "الرب
يقيم
" واسم بوعز "فيه القوة" وهكذا كانا يشيران إلى قوة
عمل الله وثبات أولاده فيه وفي شدة قوته.

 

ملاحظات وتأملات عامة على ص 40

1.       كان المرشد
الذي رافق حزقيال في هذه الرؤيا هو الذي ظهر في هيئة "رجل منظره كمنظر
النحاس
" وفيه نرى شخص المسيح الذي يرشدنا إلى معرفة الأمور المختصة
بملكوته، وكما شاهد حزقيال تفاصيل دقيقة لكل ما يتصل بالهيكل داخلياً وخارجياً
هكذا يرشدنا المسيح إلى كل دقائق وتدبيرات الخلاص الذي وهبه لنا.

2.       كانت المقاييس
والأبعاد موضع اهتمام وتركيز في وصف كل شيء من جدران وأبواب وأروقة وعضائد
وساحات…الخ، وتعطينا هذه المقاييس والأبعاد صورة واضحة لتناسب المساحات والأطوال
والارتفاعات..الخ بما يكشف عن ترتيب دقيق وتناسق بديع بين جميع أجزاء ومحتويات ذلك
الصرح العظيم، وهكذا نرى في كنيسة المسيح توزيعاً متناسباً ورائعاً لمقاييس
المواهب والمسئوليات والخدمات التي في مجموعها تتكامل لقيام بناء الكنيسة قوياً
متماسكاً.

3.                
يذكرنا
وجود كثير من المخادع والغرفات بقول السيد المسيح "في
بيت أبي منازل كثيرة
" (يو14: 2).

4.       رأى حزقيال
بالدار الداخلية مذبحاً وموائد لترتيب الذبائح رمزاً ومثالاً لذبيحة الصليب التي
قدمها السيد المسيح في جسده الإلهي ودمه الكريم، وهي الذبيحة الممتدة والمستمرة في
سر الإفخارستيا المقدس.

5.       سبق ذكر الصعود
على 15 درجة للدخول إلى الساحة الخارجية ثم إلى الدار الداخلية، وهنا تضاف 10
درجات للصعود إلى رواق البيت، فيكون مجموع هذه الدرجات 25 درجة، تشير إلى ارتفاع
قاماتنا الروحية في شخص ربنا يسوع الذي ارتفع بنا إلى دائرة ومجال السماويات.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي