تَفْسِير سِفْرُ يُونَان

 

يونان
بن أمتاي هو نبي من جت حافر، وهي قرية في وسط سبط زبولون شمالي أرض إسرائيل (انظر
ملوك الثاني25: 14 ويشوع13: 19)، وتدور هذه النبوة حول تاريخ يونان شخصيًا، وتبين
أن النبي جمع في نفسه شهادة الله بواسطة إسرائيل إلى الأمم (قارن متى14: 24)،
والحقيقة المهمة هي أن الله يقدر حق التقدير توبة مدينة أو أمة ورجوعها عن الشر.

إصحاح1
لقد أمر النبي بأن يذهب ويصرخ ضد يلك المدينة العظيمة نينوى، التي كانت وقتئذ
عاصمة مملكة الأشوريين، وكانت مشهورة بعظمتها وفسادها معًا، ولكن بدلا من الطاعة
هرب يونان من وجه الرب، وهو نفسه يخبرنا لماذا هرب، فقد عرف بأن الرب رحيم، فإذا
تنبأ عن خراب المدينة، والله نجاها، فأنه يفقد سمعته الحميدة (إصحاح2: 4)، وهذه
صورة لإسرائيل فأنهم لم يستطيعوا أن يحتملوا إظهار النعمة للأمم (أعمال45: 13؛
تسالونيكي الأولى16: 2). لقد كان يونان خادمًا لله ونبيًا بالحق، إلا أنه لم يكن
أمينًا، لذا أتت به عدم أمانته إلى أعماق الدينونة، لقد استطاع أن ينادي بالدينونة
إلا أنه لم يكن مهيئًا لإعلان رحمة الله نحو الأمم، ثم ألقوا قرعة فوقعت على يونان
فاعترف بأنه هارب من وجه الرب إله السماء الذي صنع البحر والبر، وبذا أعلن يهوه
لأولئك الملاحين الأمميين، فصرخوا إلى الرب ثم ألقوا يونان في البحر فوقف البحر عن
هيجانه، فخاف الرجال من الرب خوفًا عظيمًا وذبحوا ونذروا نذورًا، وبهذه الكيفية قد
فتح عناد اليهود الباب على مصراعيه لتقديم النعمة إلى الأمم.

إصحاح2
أعد الرب حوتًا لابتلاع يونان لأنه كان عبده وخادمه، ولما وصل للأعماق صرخ للرب
"من جوف الهاوية"، كما ستفعل البقية الإسرائيلية عندما يشعرون بأن حكم
الموت قد استقر عليهم، ولكن "للرب الخلاص"، ويونان أقيم من الموت كما
قام الرب من القبر (متى39: 12-41)، كما سيقوم إسرائيل من تراب الأرض (انظر
دانيال2: 12).

هل تبحث عن  م الأباء أثناسيوس الرسولى تجسد الكلمة 13

إصحاح3
يأمر الرب يونان ثانية بالذهاب إلى نينوى، إذ لا يطرح الرب قصده جانبًا بسبب فشل
عبده، وقد أطاع يونان في هذه المرة ونادي «بعد أربعين يوم تنقلب المدينة»، فنادى
الملك بصوم ولبس المسوح وأمر الجميع أن يفعلوا كذلك، حتى الحيوانات تلبس المسوح،
وأن يرجع الجميع عن طريقهم الرديئة. ورأى الرب أن توبنهم حقيقية فندم على الشر
الذي كان مزمعًا أن يصنعه بهم، فرمز الموت والقيامة فتح باب النعمة للنفوس
الهالكة، وأن كان الرب قد رفض من اليهود خاصته فالنعمة تعمل لخلاص الأمم.

إصحاح4
اغتم يونان جدًا بسبب رحمة الله، وغضب جدًا، إذ ماذا يحصل لصيته الحسن؟ وقد كرر في
صلاته ما قاله قبلاً في نفسه عن نعمة الله، وسأل الرب أن يأخذ حياته إذ كيف يمكنه
أن يكون نبيًا لإله كهذا؟ فقد امتلأ مع الأسف بالمشغولية بذاته وبما له من قيمة
وأهمية، وإذ انتظر حتى يرى ماذا يحدث للمدينة، أعد الله يقطينة لتظلله من حرارة
الشمس ففرح باليقطينة، ولكنها يبست في اليوم التالي، ومن شدة حرارة الشمس والريح
الشرقية أعيا وذبل، فطلب مرة أخرى الموت لنفسه، وقد تنازل الرب ليتحاجج معه وقال
له بأنه كما أشفق على اليقطينة التي لم يتعب فيها هكذا أشفق الرب على نينوى
المدينة العظيمة التي فيها أكثر من 120000 من الناس لا يعرفون يمينهم من شمالهم
عدا البهائم الكثيرة.

لنا
أن نعتقد بأن يونان تواضع أمام الرب قبل أن يستخدمه روح الله في كتابة تاريخه
الشخصي – التاريخ الذي يصور لنا حالة القلب، حتى قلب خادم الله، والوسائط التي
يستعملها الرب لتعليمه. وقد ذكر عن يونان بأنه تنبأ عن الحوادث التي تمت في أيام
يربعام الثاني، وهذا يبين أنه كان من أوائل الأنبياء الصغار، وأنه تنبأ قبل سنة
823 قبل الميلاد. (ملوك الثاني25: 14) ويذكر اسمه أيضًا في العهد الجديد كآية
للأمة اليهودية، فأن أهل نينوي تابوا بمناداة يونان، بينما أن اليهود لم يتوبوا مع
أن أعظم من يونان كان بينهم، ثم ترد الإشارة عن يونان في بطن الحوت كرمز لدفن الرب
"في قلب الأرض" (متى39: 12-41؛ 4: 16؛ لوقا29: 11-32).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ز زقاق المستقيم م

هل
كان ممكنًا لليهودي أو لأي معلم في إسرائيل أن يقبل سفرًا كهذا بين الأسفار
المقدسة لولا أن الله هو الكاتب له؟

 بعض
الشواهد المقتبسة من سفر يونان في العهد الجديد

1.«فكان
يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام 1.«كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث
ليال

 وثلاث
ليل» (إصحاح17: 1) هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام

 وثلاث
ليال» (متى40: 12 انظر لوقا29: 12و30)

2.«فآمن
أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا 2.«رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل

 مسوحًا
من كبيرهم إلى صغيرهم» ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان»

 (إصحاح5:
3) (متي41: 12؛ لوقا32: 11)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي