الإصحَاحُ
السَّابعُ

 

و –
النتائج الفاصلة لحياتنا مع الله (7: 1- 27)

1 –
لا تدينوا (7: 1- 6)

7: 1
لا تَدِينُوا لِكَيْ لا تُدَانُوا، 2 لأَنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ
ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ
تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. 3 وَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي
فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلا
تَفْطَنُ لَهَا؟ 4 أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَذَى
مِنْ عَيْنِكَ، وَهَا ٱلْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. 5 يَا مُرَائِي، أَخْرِجْ
أَوَّلاً ٱلْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ
تُخْرِجَ ٱلْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ!

يدعونا
المسيح لتمييز الأرواح لكيلا نتبع روحاً مضلاً، وبنفس الوقت نحب هؤلاء المضلين،
لأن المسيح غفر على الصليب خطاياهم. وينتظر توبتهم.

وإن
كان عليك القرار في أمور تمييز الأرواح، وإعلان الأكاذيب والذنوب، فلا تقل الحق في
وجه إنسان بدون محبة. ولا تتكلم بالمحبة خالية من الحق، لأن الذي يشدد على الحق
فقط يدين الآخر بقساوة، ولا يساعده ليقبل الغفران. ومن يحب الآخر دون إعلانه له
حقيقة أخطائه يغرقه في أخطائه وظلمة أكثر.

إحذر
التسرُّع في قرارك بخصوص أي إنسان، فإنك لا تعرف تاريخ حياته، ولا عناصره
الموروثة، ولا مؤثرات محيطه التي شَكَّلته منذ صغره. إن الله أرحم منك، ويحب
الساقطين والزناة والسارقين واللصوص. تذكر أن المسيح قد أكل مع العشَّارين والخطاة
المرفوضين، وبقي قدوساً ممتلئاً بالمحبة للضالين.

لسنا
جميعاً أفضل من أي خاطيء. لا تدن إنساناً ولا تقبحه، بل اطلب من ربك ليريك
فتتواضع. لا تظن أنك أفضل من الخطاة. تذكّر كيف غفر يسوع آثامك. إنك تعيش بالنعمة،
وليس من صلاحك.

 

7: 6
لا تُعْطُوا ٱلْمُقَدَّسَ لِلْكِلابِ، وَلا تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ
ٱلْخَنَازِيرِ، لِئَلاّ تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ
فَتُمَزِّقَكُمْ.

لا
تسرع في تقديم الخلاص للآخرين، ولا تظن أنك قادر على خلاص فاسد واحد، لأن المسيح
وحده هو المخلّص. أما نحن فآلات في يده اللطيفة. وكثيرون ليسوا مستعدين لسماع كلمة
الله ويرفضونها باستهزاء. حاذر أن تقول لهم كل البشارة للمرة الأولى، فلا يقدرون
على احتمالها دفعة واحدة. لا تجبرهم على قبول أفكارك إن رفضوها. ولا تتكلم بمبالغة
عن اهتدائك وتجديدك، لأنهم لا يفهمون إن لم يفتح روح الرب آذانهم للأسرار الروحية.

إهد
كل طالب خلاص إلى المسيح مباشرة، لا لتقواك الخاصة، إذ أن الأرواح الشريرة تتربص
لتخربك، ومن يفتح نفسه إلى إرشاد هذه الأرواح المضادة لله يشبه الكلاب والخنازير
أكثر من بني آدم.

لا
تدن إنساناً، ولا تحاول أن تخلّصه بقدرتك الخاصة، لأن كليهما عمل الله وحده. والله
يدعوك لتتبع مسيحه، وتعلن قدرته، وتحقق قوته بإيمانك. فصلّ أكثر مما تفكر، وتعمّق
في الإنجيل أكثر مما تتكلم. ولا تدن أحداً البتة، بل أحبه وباركه واحتمله، وصل
لأجله لتتجلى محبة الله فيه.

 

2 –
صلاة الإيمان (7: 7-11)

7: 7
اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. 8 لأَنَّ
كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ، وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ، وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ
لَهُ. 9 أَمْ أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ٱبْنُهُ خُبْزاً،
يُعْطِيهِ حَجَراً؟ 10 وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟ 11 فَإِنْ كُنْتُمْ
وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلادَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً،
فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ،
يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر زكريا Zechariah 02

هل
أنت متورط بمشكلة أو ضيقة، ولا تجد لنفسك خلاصاً ولا فكاكاً منها؟ تعال إلى ربك
وحدثه عنها، فهو الوحيد الذي يستطيع حل مشاكل نفسك وجسدك وروحك. لقد أرسل مسيحه
بسلطان فائق إلى العالم، ليمحو خطاياك، ويسكب من روح محبته فيك، ليرشدك إلى
القناعة والحكمة والصدق. صل أكثر مما تتكلم، ولا تشغل بالك ليلاً نهاراً في همومك،
بل اصغ لكلمة الله، وآمن بوعوده الأمينة، فلا تضطرب، ولا تخاف. تعال إلى أبيك
السماوي وثق به فاتحاً لديه ضميرك، ملتمساً منه الغفران، وطالباً بر خلاصه. إنه
ينتظر قدومك إليه. فمتى تأتي؟ إن أباك السماوي يساعدك في مشاكلك الخاصة. وأكثر من
ذلك، فهو يساعدك بفرح إن صليت لأجل الآخرين بدافع روحه، لأن الله في ذاته محبة،
ويعزم أن يملأ قلبك بحنانه. كم صلاة تصلّيها لأجل نفسك، وكم واحدة ترفعها سائلاً
الله لأجل الآخرين؟ فبالجواب على هذا السؤال يظهر لك السبب لعدم استجابة صلواتك
بسرعة.

كثيراً
ما يتباطأ الله بالاستجابة للذين يدعونه، وذلك ليمتحن قلوبهم إن كانوا يحبونه
شخصياً، أو يحبون هباته فقط.

وقد
علَّمنا المسيح أن نتدرج في صلواتنا، ونلحّ أكثر فأكثر في طلباتنا فردياً وجماعات.
فتعالوا واجتمعوا للصلاة المشتركة، ليبارككم أبوكم السماوي بملئه. إنه يترقب
الأدعية من أبنائه، فاسألوه عن أفضل حل لمشاكلكم، واطلبوا قوة الله لخلاص
الكثيرين، واقرعوا باب الله بصلواتكم، ملتمسين منه الغفران والتجديد للجائعين إلى
البر في محيطكم. لأن بدون محبة للضالين تكون صلاتك بلا قوة.

ما
أجمل الصورة التي حكاها المسيح عن الآب الدنيوي، إذ يقدم لأولاده عوناً ورزقاً
حسناً رغم إهمالهم وأنانيتهم في طفولتهم، ولا يهلكهم في غضبه إن أخطأوا، بل يشبعهم
لأنه يحبهم. وهكذا بفارق كبير يمنحك الله كل عطايا صالحة، لأنه هو أبونا.

 

3 –
القاعدة الذهبية (7: 12)

7: 12
فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا
هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ، لأَنَّ هٰذَا هُوَ
ٱلنَّامُوسُ وَٱلأَنْبِيَاءُ.

هل
عرفت أن الله يحبك ويستجيب صلواتك ويحررك من حقد حسدك ويخلّصك من روح همومك
ويجرّدك من حساسيتك البغيضة إلى حياة مستقيمة في الاطمئنان والخدمة والطهارة؟
فجواباً على هذه المحبة العظمى لا تفكر بنفسك دائماً، بل تغيِّر تفكيرك، وتتأمل في
حالة قريبك. وكما أنك تحب نفسك، هكذا تبذلها في سبيل التضحية لأجل الآخرين. انظر
إلى المسيح الذي بذل نفسه لأجل الخطاة. فبقدوته يتغيّر مبدأ الحياة. عندئذ لا
تنتظر من الناس خدمات ومساعدات وملاطفات، بل تسبقهم في الاحترام والعون والتواضع،
وتعمل لهم المعروف بسرعة.

وهذه
القاعدة الذهبية، أن تعامل الناس حسب شوقك أن يعاملوك، هي خلاصة الناموس، كما أن
هذا المبدأ يغيّر الجو في عائلتك، وعندئذ يبتديء السلام في محيطك. والفرح يدخل إلى
قلبك، وتتبع المسيح الذي عامل الناس كما أراد هو أن يعاملوه. ولم يكفّ عن إجراء
محبته عندما خالفوا مبدأ الناموس هذا، بل استمر في تأدية لطفه وإعلان حقه إلى
المنتهى.

 

4 –
الطريقان (7: 13، 14)

7: 13
اُدْخُلُوا مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ، لأَنَّهُ وَاسِعٌ
ٱلْبَابُ وَرَحْبٌ ٱلطَّرِيقُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى
ٱلْهَلاكِ، وَكَثِيرُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ مِنْهُ! 14 مَا
أَضْيَقَ ٱلْبَابَ وَأَكْرَبَ ٱلطَّرِيقَ ٱلَّذِي يُؤَدِّي
إِلَى ٱلْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ ٱلَّذِينَ يَجِدُونَهُ!

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر التكوين 26

يدعوك
الله لتتقدم إليه. ولكن أين هو باب السماء؟ قال المسيح «أنا هو الباب». وليس أحد
يدخل إلى الفردوس إلا إذا التجأ إلى محبة الله المتجسدة في يسوع. هو الذي حمل
خطاياك. فيه تستطيع القدوم إلى الله خالياً من ذنوبك. وبدون خلع خطاياك لا تستطيع
المرور من الباب الضيق. فعلينا أن نأتي معترفين بخطايانا ليجعلنا مطهَّرين
قدّيسين.

قليلون
هم تابعو المسيح، لأن الناس لا يعرفون أن طريق محبته جميلة، فيسرعون في طرق
الشهوات والأمنيات الكاذبة، مفتخرين وعاصين الله.

الصلاة:
أيها الآب العظيم، أنت المحبة المقدسة. اغفر لي كل اهتمامي بنفسي وإهمالي للآخرين.
ساعدني للالتجاء إلى ابنك المصلوب ليحررني من ثقل أحمالي، فأسير مع كل أولادك في
دروب القداسة، تابعين رئيس سلامنا وآتين إليك رغم المخاوف والتجارب، لأن ابنك
ارتبط بنا في عهده الجديد.

 

5 –
الأنبياء الكذبة (7: 15-20)

7: 15
اِحْتَرِزُوا مِنَ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلْكَذَبَةِ ٱلَّذِينَ
يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ ٱلْحُمْلانِ، وَلٰكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ
ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16 مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ
ٱلشَّوْكِ عِنَباً، أَوْ مِنَ ٱلْحَسَكِ تِيناً؟ 17 هٰكَذَا
كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً، وَأَمَّا ٱلشَّجَرَةُ
ٱلرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً، 18 لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ
جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلا شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ
تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19 كُلُّ شَجَرَةٍ لا تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً
تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ. 20 فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ
تَعْرِفُونَهُمْ.

يحذرك
المسيح من المعلمين الخاطئين، الذين يُضِلّون طلاب البر، لأن الشيطان الذي اعتاد
الغش والتزوير لا يرسل فجاراً ولا بسطاء إلى الكنيسة، بل أناساً مرائين متظاهرين
بالإنسانية والعلم، ويلهمهم موهبة الخطابة، ليجتذبوا الجماهير برؤى ونبوات، ويجري
بواسطتهم قوى ساحرة وعجائب بارعة.

إحذر
ولا تسلّم نفسك لأي روح، بل قارن التعاليم المختلفة بالإنجيل، لأن الكنيسة ورعاتها
لا يخلّصونك، إنما المخلّص هو المسيح الحي وحده.

كل
كاهن أو مبشّر يربط سامعيه بنفسه بروح التحزّب هو من الروح السفلي، لأن سفراء
المسيح الحقيقيين يحوّلون المؤمنين من النظر إليهم، للإيمان بشخص المسيح وحده. فلا
تتأثر بعظمة شخصية ما، بل اطلب المصلوب وحده.

إن
طهارة قلبك ونظافة قولك دليل واضح على أن مصدرك هو الله، لأن من يتكلم بقوة الروح
القدس، يعش من فضائله سعيداً محفوظاً.

الصلاة:
أيها الآب السماوي، نشكرك لأن ابنك أنقذنا من الكذبة، ورسله قد أرشدونا إليك. افتح
قلوبنا لروحك الحق لكيلا نضل، بل نميز الأرواح بسرعة، ونأتي بأثمار صالحة كثيرة.
ولا نُعثِر إنساناً ما، إنما نرشده إلى ابنك المخلّص الوحيد.

 

6 –
تطبيق الناموس بقوة الروح (7: 21- 27)

7: 21
لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ
ٱلسَّمَاوَاتِ. بَلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي ٱلَّذِي
فِي ٱلسَّمَاوَاتِ. 22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذٰلِكَ
ٱلْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا،
وَبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِٱسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ
كَثِيرَةً؟ 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ!
ٱذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي ٱلإِثْمِ!

خلّصك
المسيح لتعمل أعمال محبته، فإيمانك بالمخلّص نقلك إلى حياته. وموته بررك ليحل روحه
القدوس في جسدك. فكيف تثبت أنك ابن الله؟

هل تبحث عن  م الأباء أمبروسيوس شرح الإيمان المسيحى الكتاب الثانى 07

أولاً:
بواسطة صلاتك. لأن أولاد الله لا يصرخون كل حين «يارب يارب» بل يدعون الله أباهم،
ويستودعون أمورهم وأنفسهم بين يديه، ويثقون بعنايته الدائمة، فيهتدون ويتقون
لأعمال صالحة، ويتعمقون في رسالة الإنجيل، وينمون في ثقة ومحبة ورجاء. لم يحررنا
المسيح لنصلح أعمالنا الشريرة قليلاً بقوتنا الذاتية، بل لنستسلم للروح القدس الذي
ينشيء ثماره فينا.

حدث
مرة أن كاذباً آمن. وكان أصدقاؤه من قبل يقولون عنه إن ثمانين بالمائة من أقواله
مبالغة. ولكن بعد اهتدائه قال أحد أصدقائه إن عشرين بالمائة من أقواله مبالغة.
ففرح المؤمن المنسحق أنه نما في الصدق، وطلب من المسيح بالدموع أن يخلّصه من
المبالغة تماماً، ويجعله صادقاً لآخر كلمة وحرف، مستقيماً في كل كيانه.

فإن
كنت ترى ضعفاً وعلة في أخلاقك، فاذكرها لدى المسيح معترفاً بندامة، طالباً شفاءك
وتقديسك. وارفض كل إثم بعزم.

يدعوك
الرب لتكون شاهداً أميناً له وقد عمَّرت قلبك بمحبته، فالمحبة هي تكميل الناموس.
الإيمان سينتهي حين يأتي المسيح ثانية إلى عالمنا. والرجاء سينتهي حينما نرى
مخلّصنا ونعاين أبانا المجيد. لكن المحبة ستبقى خالدة، لأن الله محبة. فاطمح
للامتلاء بالمحبة الإلهية، لتطبقها في حياتك.

الصلاة:
أيها الآب القدوس، نشكرك لأنك سكبت محبتك في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا،
وطهرتنا بدم ابنك الحبيب. سامحنا لقلة صبرنا، واهتمامنا بأنفسنا واستكبارنا.
ثبّتنا في يسوع. لنتمم مشيئتك في قوته، ونثبت في عنايته محروسين محفوظين.

 

7: 24
فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هٰذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ
بِرَجُلٍ عَاقِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى ٱلصَّخْرِ. 25 فَنَزَلَ
ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ،
وَوَقَعَتْ عَلَى ذٰلِكَ ٱلْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ
مُؤَسَّساً عَلَى ٱلصَّخْرِ. 26 وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي
هٰذِهِ وَلا يَعْمَلُ بِهَا، يُشَبَّهُ بِرَجُلٍ جَاهِلٍ، بَنَى بَيْتَهُ
عَلَى ٱلرَّمْلِ. 27 فَنَزَلَ ٱلْمَطَرُ، وَجَاءَتِ ٱلأَنْهَارُ،
وَهَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ، وَصَدَمَتْ ذٰلِكَ ٱلْبَيْتَ فَسَقَطَ،
وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً!.

ويل
للإنسان الذي يبني حياته على فلسفات ومذاهب غير مؤسسة على الصليب، لأنها تخدعه
وتكلمه عن تفوق الإنسان ونجاحه بأعماله الخاصة، وتنفخه إلى أن ينفجر. وعندئذ يدرك
أن لا شيء صالح في نفسه.

ولكنك
تعرف صوت الراعي الصالح، الذي لا يضج ولا يصرخ، بل يحفظ أتباعه في حقه إلى الأبد،
ويقوّيهم للأعمال الصالحة الصادرة من قوة محبته وصبر رجائه، فلا يقدر أحد أن
يخطفهم من يده. فهو والآب واحد. ولا يقدر أحد أن يخطفنا من يد أبينا السماوي.
والمسيح حي ومالك مع أبيه والروح القدس، إلهاً واحداً، إلى أبد الآبدين. وسيأتي
قريباً ليُدخل الذين يعملون حسب الإنجيل إلى ملكوته، إذ ينتظرونه بترقُّب ممهدين
طريقه بسلوك طاهر، ومقدمين له ثمار روحه القدوس.

7: 28
فَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلأَقْوَالَ بُهِتَتِ
ٱلْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، 29 لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ
سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَٱلْكَتَبَةِ.

المسيح
إنسان حق وإله حق، فكلامه عامر بالسلطان. يحرك القلوب المتحجّرة، ويخلّص الجياع
إلى البر، ويقود المنكسرين لمعرفة أنفسهم. ولنا الامتياز أن نوّزع إنجيل الفداء
بين المشتاقين إليه، لنوضّح عظمة لطف مخلّصنا الفريد، الذي بنفس الوقت القاضي
الأزلي، في الدينونة الأخيرة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي