الإصحَاحُ
الْخَامِسُ

 

ب-
شفاء يسوع للمجنون في بلاد الجدريين (اَلأَصْحَاحُ 5: 1-20)

1وَجَاءُوا
إِلَى عَبْرِ ٱلْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ ٱلْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا
خَرَجَ مِنَ ٱلسَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ ٱسْتَقْبَلَهُ مِنَ
ٱلْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ، 3كَانَ مَسْكَنُهُ فِي
ٱلْقُبُورِ، وَلَمْ يَقْدِرْ أَحدٌ أَنْ يَرْبِطَهُ وَلا بِسَلاسِلَ،
4لأَنَّهُ قَدْ رُبِطَ كَثِيراً بِقُيُودٍ وَسَلاسِلَ فَقَطَّعَ ٱلسَّلاسِلَ
وَكَسَّرَ ٱلْقُيُودَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يُذَلِّلَهُ. 5وَكَانَ
دَائِماً لَيْلاً وَنَهَاراً فِي ٱلْجِبَالِ وَفي ٱلْقُبُورِ، يَصِيحُ
وَيُجَرِّحُ نَفْسَهُ بِٱلْحِجَارَةِ. 6فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ مِنْ بَعِيدٍ
رَكَضَ وَسَجَدَ لَهُ، 7وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مَا لِي وَلَكَ يَا يَسُوعُ
ٱبْنَ ٱللّٰهِ ٱلْعَلِيِّ! أَسْتَحْلِفُكَ
بِٱللّٰهِ أَن لا تُعَذِّبَنِي!» 8لأَنَّهُ قَالَ لَهُ:
«ٱخْرُجْ مِنَ ٱلإِنْسَانِ يَا أَيُّهَا ٱلرُّوحُ
ٱلنَّجِسُ». 9وَسَأَلَهُ: «مَا ٱسْمُكَ؟» فَأَجَابَ: «ٱسْمِي
لَجِئُونُ، لأَنَّنَا كَثِيرُونَ». 10وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ لا
يُرسِلَهُمْ إِلَى خَارِجِ ٱلْكُورَةِ. 11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ
ٱلْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلْخَنَازِيرِ يَرْعَى، 12فَطَلَبَ
إِلَيْهِ كُلُّ ٱلشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى
ٱلْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَلَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ.
فَخَرَجَتِ ٱلأَرْوَاحُ ٱلنَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي
ٱلْخَنَازِيرِ، فَٱنْدَفَعَ ٱلْقَطِيعُ مِنْ عَلَى
ٱلْجُرْفِ إِلَى ٱلْبَحْرِ- وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ،
فَٱخْتَنَقَ فِي ٱلْبَحْرِ. 14وَأَمَّا رُعَاةُ ٱلْخَنَازِيرِ
فَهَرَبُوا وَأَخْبَرُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَفِي ٱلضِّيَاعِ،
فَخَرَجُوا لِيَرَوْا مَا جَرَى. 15وَجَاءُوا إِلَى يَسُوعَ فَنَظَرُوا
ٱلْمَجْنُونَ ٱلَّذِي كَانَ فِيهِ ٱللَّجِئُونُ جَالِساً
وَلابِساً وَعَاقِلاً، فَخَافُوا.16فَحَدَّثَهُمُ ٱلَّذِينَ رَأَوْا كَيْفَ
جَرَى لِلْمَجْنُونِ وَعَنِ ٱلْخَنَازِيرِ. 17فَٱبْتَدَأُوا
يَطْلُبُونَ إِلَيْهِ أَنْ يَمْضِيَ مِنْ تُخُومِهِمْ. 18وَلَمَّا دَخَلَ
ٱلسَّفِينَةَ طَلَبَ إِلَيْهِ ٱلَّذِي كَانَ مَجْنُوناً أَنْ يَكونَ
مَعَهُ، 19فَلَمْ يَدَعْهُ يَسُوعُ، بَلْ قَالَ لَهُ: «ٱذْهَبْ إِلَى
بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ، وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ ٱلرَّبُّ بِكَ
وَرَحِمَكَ». 20فَمَضَى وَٱبْتَدَأَ يُنَادِي فِي ٱلْعَشْرِ
ٱلْمُدُنِ كَمْ صَنَعَ بِهِ يَسُوُ. فَتَعَجَّبَ ٱلْجَمِيعُ.

 

يضيء
النور في الظلمة والظلمة لم تدركه. فانطلق يسوع من حدود وطنه إلى كورة الوثنيين
شرقاً. وكان الناس هناك يعيشون بدون ناموس الله ويأكلون لحوم الخنازير ويتّصلون
بالأرواح النجسة التي تملكت بعضهم. وهؤلاء الملبوسون عاشوا في المقابر كأهم موتى
أكثر من أحياء. ويل لأرضنا إذا ابتعد البشر عن روح الله واتصلوا بالفلاسفة
والعلماء وقاموا بتحضير الأموات. حينئذ يصبحون أشراراً أقوياء بالهلاك وبلا
إنسانية، بل أمواتاً روحياً.

 

قد
تقدم يسوع إلى هذه المنطقة المتأثرة بجهنم. فتراكضت الأرواح سريعاً كما تجتمع
البراغش حول اللمبة المضيئة في الليل. لأن سلطان المسيح معروف في الأمكنة السفلى.
وبينما حضوره يسبب في مؤمنيه اطمئناناً وتهللاً، فالأرواح النجسة تيأس وتخا. وكما
أن يسوع لم يخف من جدوي العاصفة هكذا لا يخاف أيضاً من الأبالسة ولا من الملبوسين،
الذين هرب الناس منهم هلعاً إذ رأوهم وسمعوا كيف يضجون بسلاسل الحديد. ويرمون
بالحجارة الكبيرة المارين. فجرحوا كثيرين وضربوا أنفسهم أيضاً.

 

أما
يسوع فكلمهم بلطف وجلال عظيم. إذ كان متيقناً أنه لا روح يقدر أن يضره.

 

وأمام
قدمي يسوع سقط المجنون عارفاً أن هذا الإنسان يسوع يسكن فيه الله بالذات.

 

وعلم
يسوع خبث جهنم وأبان لتلاميذه أن ألوفاً من الأبالسة النجسة كانت ساكنة في هذا
المعذب المسكين لأن الأرواح تطلب جسداً مكنساً كآلة لتحقيق مقاصدهم المخربة. فلم
ينفعوا المجنون بل أنهكوه ومزقوا نفسه وجعلوه لصاً جهنمياً.

 

لقد
أخرج يسوع جيشاً نجساً من هذا المعذب بكلمة سلطانه، واعتبر شفاء إنسان أهم من ألفي
خنزير، التي سرحت مندفعة إلى البحر لتغرق.

 

وهكذا
نجد أنه حتى في الحيوانات لا تقدر الأرواح النجسة أن تهدأ. وهكذا باندفاعها هلك
الفطيع.

 

وبعدئذ
ترى صورة الفردوس. فالمحرر من سلطة الأرواح النجسة جلس أمام قدمي يسوع بملابس
مرتبة وبتعقل وشكر وحمد. هذا هو هدف خلاص يسوع أن كل من يأتي إليه بتعقل، ويلبس
لباساً مرتباً. ويطمئن في الله. ويشتغل باجتهاد ويصبح خليقة جديدة. فمحبة لمسيح
تدفع الإنسان وتبنيه. وتجعله رسول النظام وساعي الحق وصورة المحبة الإلهية في عالم
الخوف والكذب والدعارة.

هل تبحث عن  م الأباء يوحنا ذهبى الفم جمال النفس وفساد الجسد د

 

وشعر
الناس في ذلك المحيط بسلطة السماء مع أرواح الجحيم. فخافوا خوفاً عظيماً. ولم
يسجدوا للمسيح بل طلبوا بارتعاب منه أن يمضي مفضلين ملكهم وخنازيرهم أكثر من
المسيح الحي.

 

فأراد
المشفي المتحرر أن يرافق يسوع ويتبعه في حمايته. أما يسوع فأمره أن يكون شاهداً له
في كورته، وروحه المعزي رافقه. فأصبح خلاصه رجاء المنطقة المظلمة بالموت. وقد أطاع
هذا الرجل المسيح وشهد عن سلطانه الإلهي في كل المدن والقرى الشرقي من الأردن.

 

فهل
أصبحت أنت أيضاً عاقلاً جالساً عند قدمي يسوع وشاهداً باسمه وقدرته جهراً؟

 

الصلاة:
أيها الرب يسوع، نسجد لسلطانك الإلهي لأنك القادر على كل شيء المحب. ولا تهلكنا بل
تحررنا من كل نجاسة وبغضة وهلاك. اجعلنا أناساً محبين للنظام والترتيب، ممتلئين
بالمحبة والحق. وساعدنا أن نبث الخبر عن قدرتك إلى جميعاخوتنا وأخواتنا في هذا
العصر. آمين.

 

السؤال:
12- كيف أصبح المجنون بعد أن حرره المسيح من الأرواح الشريرة؟

 

ج-
إقامة يسوع لابنة رئيس المجمع بعد شفائه امرأة مريضة (الأصحاح 5: 21-43)

1-
طلب رئيس المجمع من يسوع أن يسرع إلى بيته (الأصحاح 5: 21-24)

 

21وَلَمَّا
ٱجْتَازَ يَسُوعُ فِي ٱلسَّفِينَةِ أَيْضاً إِلَى ٱلْعَبْرِ
ٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ.
22وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلْمَجْمَعِ ٱسْمُهُ يَايِرُسُ
جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ ِنْدَ قَدَمَيْهِ، 23وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً
قَائِلاً: «ٱبْنَتِي ٱلصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ
تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا». 24فَمَضَى مَعَهُ
وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ

 

المسيح
بقدرته، يخلق فينا رجاء وسط الأمراض وفي هيجان العناصر، وفي تجارب الأرواح النجسة.
لأن يسوع هو الغالب على كل السلطات المخربة. أنه الرب المتلسط على الموت أيضاٌ.
لأن ليس أحد يغلب هذا الشبح المخيف إلا الله الذي هو الحياة بالذات. بما أن يسوع
في وحدته مع أبيه السماوي ثابت، فهو المحيي الحق. وقد برهن على مجده في إقامة
الموتى فينا رجاء حياً.

 

وقد
أعلن رجال المباحث المفوضين من أورشليم من قبل رؤساء الكهنة أمر القبض على يسوع
علانية. وسموه نبياً كذاباً ومضل الأمة. ورغم ذلك فقد أتاه رئيس المجمع من
كفرناحوم لأن الضيق تفاقم في بيته بسبب مرض ابنته، وإشرافها على الهلاك دفعه
إلىالمخلص. وقد آمن هذا الرئيس بقدرة المسيح وجلاله وسجد أمامه وسط الجماهير. ولم
يمنعه يسوع من ذلك. وكلاهما كانا عارفين معنى السجود. وخر هذا اليهودي المؤمن أمام
الناصري جهراً إذ عرفه مسيحاً ابناً لله. وطلب إليه ملتمساً منه عوناً لابنته
المشرة على الموت. وقد سمح المسيح له بهذا السجود عالماً أن الله وحده مستحقه.

 

وأعلن
وأظهر بذلك أنه هو الرب الحق مستحق السجود من كل البشر.

 

ويسوع
رافق هذا المؤمن لأنه أعلن ثقته جهراً معترفاً بأنه من المسيح تجري قوى الحياة إلى
كل من يلمسه.

 

وانتبهت
الجماهير واشتمت رائحة معجزة كبرى. فتساءلوا هل يشفي يسوع ابنة الرئيس؟ وهل يدخل
ملكوت الله إلى مركز التوراة بواسطة إيمان رؤسائنا؟ هل تصير نهضة روحية في المجمع
في كفرناحوم وفي كل المحيط رغم الوفد الحاضر من أورشليم؟ فازدحمت الجماهير ليروا
أعمال يسوع وسط التهمة والاضطهاد.

 

وأنت
أيها الأخ هل تأتي إلى يسوع مسرعاً لتعرف شخصيته وتسمع كلمته وتلتمس منه روحه
القدوس لتختبر عجائبه اليوم؟

 

الصلاة:
ايها الرب يسوع، أنت الإله الحق، الغافر والشافي والمخلص والمحيي. أسجد لك، واسلم
حياتي بين يديك. اغفر لي ذنوبي وأحيني إلى الإيمان الحي، وثبتني في محبة حياتك،
لكيلا أتزعزع في رجاء عهدك. بل أعترف بفضائلك أمام جميع لناس. آمين.

هل تبحث عن  م الأباء أثنياغوروس 37

 

السؤال:
13- لماذا سمح يسوع لرئيس المجمع أن يسجد له؟

 

2-
شفاء المرأة المريضة (الأصحاح 5: 25-34)

 

25وَٱمْرَأَةٌ
بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، 26وَقَدْ تَأَلَّمَتْ
كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ
تَنْتَفِعْ شَيْئاً، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ- 27لَمَّا سمِعَتْ
بِيَسُوعَ، جَاءَتْ فِي ٱلْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ،
28لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29فَلِلْوَقْتِ
جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ
ٱلدَّاءِ. 30فَلِلْوَقْتِ ٱلْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ ٱلْجَمْعِ
شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ:
«مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31فَقَالَ لَهُ تَلامِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ
ٱلْجَمْعَ يَزْحَمُكَ، وَتَقُولُ مَن لَمَسَنِي؟» 32وَكَانَ يَنْظُرُ
حَوْلَهُ لِيَرَى ٱلَّتِي فَعَلَتْ هٰذَا. 33وَأَمَّا
ٱلْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا
حَصَلَ لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ ٱلْحَقَّ كُلَّهُ. 34فَقَالَ لَهَا:
«يا ٱبْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. ٱذْهَبِي بِسَلامٍ وَكُونِي
صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».

 

هل
عرفت أو لمست الوضع المؤلم أن كل فرد حولنا يحمل ضيقاً خفياً في نفسه أكثر مما
ندرك. فكل الناس يشبهون العتالين الذين يحملون أثقالاً روحية بحجم خزائن ضخمة أو
ثلاجات على ظهورهم المنحنية. لأن الذنوب والهموم والأمراض والخطايا يرزح تحتها
البشر.

 

وكان
في عهد يسوع امرأة متعبة مسكينة محتقرة من الناس بسبب مرضها المعتبر آنذاك نجاسة.
وهي قد ركضت إلى أطباء كثيرين في زمنها خلال اثنتي عشرة سنة بطولها وصرفت كل
أموالها في الأدوية المختلفة. وقد مارست شتى العلاجات وعانت الآلام المرة. رغم ذلك
تزايد ضيقها وتصاعد ألمها.

 

وعندما
سمعت عن يسوع رجاء العالم ومخلص المعذبين شعرت أنه غير لائق أن تتكلم معه جهراً عن
ضيقهاً. ولكنها آمنت بسلطانه واشتاقت أن تلمسه مؤمنة أن لمسها لهدب ثوبه يشفيها من
مرضها.

 

وحقاً
أن لمس يسوع بالإيمان يشبه لمس شحنة كهربائية إذ منه يجري تيار إلهي إلى المؤمن.
لأن الإيمان هو الاتصال الحقيقي بالمخلص. فإيماننا ليس فكراً خيالياً بل قوة مغيرة
مولدة أفكار جديدة.

 

وقد
خلص الإيمان هذه المرأة لأنه وصلها بالمخلص وربطها به روحياً. حينذاك شعر المسيح
بقوة شفاء جرت منه إلى إنسان غير معروف بحسب الظاهر ولكنه مؤمن به. وقد أدرك بروحه
ذلك الشخص وفتش عن التي لمسته وشفيت. وساعدها للاعتراف بما جرى لها من يق وشفاء
عظيم. لأن كل شيء مخفي يعلن. وكل خطية تظهر في نور الرب.

 

وبعد
اعتراف المرأة، منحها يسوع بسلطانه الخلاص التام وبث فيها سلاماً أبدياً. لأن
المسيح لا يريد أن يساعدنا في التجارب والأمراض والامتحانات فحسب، بل قصده خلاص كل
الإنسان ومصالحته مع الله لكي يمتلئ بسلامه.

 

فهل
لمست المسيح بإيمانك، ملتمساً منه لنفسك وأصدقائك وأفراد عائلتك بركة وشفاء
وخلاصاً وتطهيراً وسلاماً؟ إيمانك قد خلصك.

 

الصلاة:
نسجد لك أيها الرب يسوع، لأنك أنت القادر على ما لا يقدر عليه الإنسان. وصالحتنا
مع الله ليحل سلامه في قلوبنا وأذهاننا. طهرنا من عيوبنا، وقدسنا بتيار روحك لأننا
نلمسك بالإيمان اليقين، ولا نتركك إن لم تباركنا مع كل أصدقائنا النائحين تحت
أثقال كثيرة. آمين.

 

السؤال:
14- لماذا شُفيت المرأة عندما لمست يسوع؟

 

3-
إقامة البنت من الموت (الأصحاح 5: 35-43)

 

35وَبَيْنَمَا
هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ قَائِلِينَ:
«ٱبْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ ٱلْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟»
36فَسَمِعَ يَسُوعُ لِوَقْتِهِ ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي قِيلَتْ، فَقَالَ
لِرَئِيسِ ٱلمَجْمَعِ: «لا تَخَفْ. آمِنْ فَقَطْ». 37وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً
يَتْبَعُهُ إِلاّ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ، وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ. 38فَجَاءَ
إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ ٱلْمَجْمَعِ وَرَأَى ضَجِيجاً. يَبْكُونَ
وَيُوَلْوِلُونَ كَثِيراً. 39فَدَخلَ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تَضِجُّونَ
وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ ٱلصَّبِيَّةُ لٰكِنَّهَا نَائِمَةٌ».
40فَضَحِكُوا عَلَيْهِ. أَمَّا هُوَ فَأَخْرَجَ ٱلْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَبَا
ٱلصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَٱلَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيثُ كَانَتِ
ٱلصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً، 41وَأَمْسَكَ بِيَدِ ٱلصَّبِيَّةِ وَقَالَ
لَهَا: «طَلِيثَا، قُومِي». (ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ، لَكِ
أَقُولُ قُومِي). 42وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ ٱلصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ، لأَنَّهَا
كَانَتِ ابْنَةَ ٱثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيماً.
43فَأَوْصَاهُمْ كَثِيراً أَنْ لا يَعْلَمَ أَحَدٌ بِذٰلِكَ. وَقَالَ أَنْ
تُعْطَى لِتَأْكُلَ.

هل تبحث عن  م الله الثالوث القدوس أسماء الثالوث الأقدس فى الكتاب المقدس س

 

شجع
المسيح إيمان رئيس المجمع الذي كان فاقد الصبر بسبب إشراف ابنته على الموت. وكان
يستعجل المسيح للإسراع إلى بيته لشفائها. لكن يسوع وقف وسط الطريق وشفى امرأة
فقيرة وترك الوجيه ينتظر متقلباً على جمر الصبر ليتعلم التواضع والوداعة وهو
الرئيس. وهذا التصرف من يسوع أثبت لذلك الفقيه بالتوراة أن يسوع هو المسيح الحق
الذي لا يطفئ فتيلة مدخنة وليس عنده تفاضل ولا فرق بين كبير وصغير.

 

وقد
ماتت ابنة الرئيس الصبية في لحظة شفاء المرأة العليلة. وأتى موظفو الرئيس مسرعين
مستائين وقائلين بصوت كئيب: «دع هذا المعلم الذي لا يأتي في الوقت المناسب، قد
توفيت ابنتك!».

 

أما
يسوع فرأى جذوة الرجاء في قلب الشيخ، فألهبها ناراً وأمره أن يتغلب على يأسه ويؤمن
بمسيح الله الحاضر بجانبه. وهكذا رباه في مدرسة إيمانه وقوّى جرأته الراجية في
كلمته. لأن كلمة الله هي الأساس المتين لإيماننا. وجاء رئيس المجمع مع يسع متكلاً
عليه ووافق على طلبه بأن يطرد الباكيات والمولولات. لأن انتصارات ا لمسيح تتم في
الهدوء والاستماع لكلمته، لأن كلمته ناطقة في السكون بأجلى من ألف مولول وصارخ
ومبوق.

 

وكل
الحاضرين العابسين من الحزن ضحكوا ساخرين على المسيح لما قال أن الفتاة الميتة
ليست ميتة بل نائمة. لأنها لو كانت نائمة لأفاقت واستيقظت من نومها بسبب ضجيجهم.

 

يسوع
المسيح عرف أسرار الموت وسخر منه، وتقدم وانتزع فريسته من يين شدقيه وسماه نوماً
فقط. لأن جميع الناس لا يتبخرون في الموت إلى عدم، بل يبقون محفوظين للدينونة
الأخيرة. وسيقومون إما للسماء أو لجهنم. فإلى أين أنت ستقوم أيها الإنسان؟ هل
تستعد للآخرة؟

 

بعدما
خرج المستهزئون الباكون والحزانى الضاجون من الغرفة أخذ يسوع بيد الميتة، وهو
الحياة بالذات. فجرى تيار حياته في أعضائها الباردة. وقوة كلمته الخارقة ملأت
الميتة حياة، حتى أنها قامت رأساً وتطلعت إلى الناس حولها باستغراب.

 

وحرر
يسوع الجمع المرتعب من دهشته وأمر أن تُعطى الشابة طعاماً. لأن يسوع لم ينكر
احتياجات الطبيعة في أجسادنا لأنه عاش كإنسان حق بيننا.

 

أيها
الإنسان إن يسوع واقف أمامك. إن كنت ميتاً في الذنوب والخطايا. فهو ماسك بيدك
ويقول لك قم ويسميك باسمك الخاص. أدرك أن إلهك واقف أمامك مانحاً لك الحياة
الأبدية. اصغ إلى صوته، وآمن بكلامه، تحيا في تيار محبته. قم وأكرم مخلصك باتباعه
الدائم.

 

الصلاة:
يا رئيس الحياة، يا نور السماء، لقد خلقتنا وطهرتنا وغفرت آثامنا وأحييتنا من
الموت الروحي. نسجد لك، ونتهلل وسط الأحزان، لأنك أوجدت لنا رجاءً أبدياً وفرحاً
لن يضمحل. لأن إيماننا بك ليس حلماً، بل يجلب الى قلوبنا قوتك الفعلية. بارك
أصدقاءنا، وأقمهم من الموت في الخطايا والذنوب كما أقمتنا بالنعمة. آمين.

 

السؤال:
15- ماذا نفهم عن شخصية يسوع، من إقامته للبنت الميتة؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي