الإصحَاحُ
الْحَادِي عَشَرَ

 

2-
دخول يسوع إلى أورشليم (الأصحاح 11: 1-10)

1وَلَمَّا
قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ جَبَلِ
ٱلزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلامِيذِهِ 2وَقَالَ لَهُمَا:
«ٱذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا،
فَلِلْوَقْتِ وأَنْتُمَا دَاخِلانِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ
يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَحُلاّهُ وَأْتِيَا بِهِ. 3وَإِنْ
قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلانِ هٰذَا؟ فَقُولا: ٱلرَّبُّ
مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَللْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». 4فَمَضَيَا وَوَجَدَا
ٱلْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ ٱلْبَابِ خَارِجاً عَلَى
ٱلطَّرِيقِ، فَحَلاّهُ. 5فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْقِيَامِ
هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلانِ، تَحُلاّنِ ٱلْجَحْشَ؟» 6فَقَالا لَهُمْ كَمَا
أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا. 7فَأَتَيَا بِٱلْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ،
وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. 8وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا
ثِيَابَهُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ، وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَاناً مِنَ
ٱلشَّجَِ وَفَرَشُوهَا فِي ٱلطَّرِيقِ. 9وَٱلَّذِينَ
تَقَدَّمُوا وَٱلَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ:
«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ ٱلآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! 10مُبَارَكَةٌ
مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ ٱلآتِيَةُ بِٱسْمِ ٱلرَّبِ!
أُوصَنَّا فِي ٱلأَعَالِي!».

 

أدرك
بارتيماوس بعد أن فتح المسيح عينيه معنى دخول المسيح إلى أورشليم، لأنه اعترف رغم
الجواسيس من رؤساء اليهود، أن يسوع الناصري هو ابن داود المسيح الموعود، الملك
الحق.

 

ويا
للعجب، لم يرفض يسوع هذا اللقب، بل شفى الشاهد بسلطانه، برهاناً على أنه المسيح
المنتظر. وهكذا حرك أمواج الرجاء في قلوب التلاميذ والشعب. فأراد الجميع أن
يشتركوا في انتصار الله. فتسلقوا مع يسوع الجبال الصحراوية الحارة، إلى قمة سللة
الجبال، حيث توضع أورشليم كتاج فوقها.

 

وقبل
أن يعبر يسوع آخر طرف لجبل الزيتون، أتم نبوة زكريا ليوضح أنه لم يأت ملكاً فخوراً
على حصان حربي، أو جمل فخور، مع جيش فتاك، وطائرات سريعة ودبابات مخيفة ليفتح
العاصمة، بل كان راكباً حماراً متواضعاً وأكثر من ذلك كان الرب القدير فيتواضعه
فقيراً محتاجاً، حتى أنه لم يكن يملك حتى ولا سرجاً. لذلك استعمل ملابس أتباعه،
الذين وضعوها على الحمار ليجلس عليه. وهكذا دخل وديعاً إلى مدينة السلام. ولم
يمنعه جنود الرومان من عبور الطريق، لأن موكبه المتواضع، لم يشكل خطراً
للسلطة،خاصة إذ صلت حاشية المسيح بصوت عال ممجدة الله، كما كانت العادة أثناء
الأعياد الكبيرة.

 

فسبحه
أتباعه بالدعاء المعين لاستقبال رئيس الكهنة، حينما يدخل الهيكل ليصالح الشعب مع
الله. وكذلك هتفت الجماهير له، كما يهتفون للملك عند تتويجه.

 

إن
المسيح هو رئيس الكهنة الصحيح الذي صالحنا مع الله نهائياً. وهو ملك الملوك الذي
يقيم اليوم مملكة سلامه في قلوبنا. فهل تعد طريق الرب، ليدخل في فؤادك وبيتك
وقريتك ومدينتك؟ وأنه لسر عظيم أنه في كل مكان يقبل فيه الملك الإلهي يسوع يبتئ
ملكوت السلام الأبدي معلناً سابقاً بالروح القدس للملك داود النبي.

 

هل
تفرح فرحاً عظيماً لمجيء المسيح الوديع، لأنه قد أتى كملك وكحمل الله في آن واحد؟
وهل اختبرت حضور ملكوت الله في قلوب أتباع الملك الفقير وسط عالمنا الشرير؟ وكيف
تعد طريقه عملياً في محيطك؟

 

الصلاة:
أيها الرب يسوع أنت ابن داود الملك الإلهي. ليس فيك غش أو علة. أنت المحبة
المتجسدة. وفيك نجد القداسة والعدالة واللطف والصبر والنعمة. اقبلنا في رعوية
مملكتك، وطهرنا لنكون أهلاً لاتّباعك وافتح أعيننا لنراك دائماً مور الكون، رغم
بساطة ظهورك. وأيقظ الملايين ليستقبلوك بهتاف وزغاريد ويعملوا بفرح حسب دستور
محبتك. آمين.

 

السؤال:
17- لماذا لم يحرم جنود الرومان يسوع من دخول أورشليم؟

 

3-
لعن التينة وتطهير الهيكل (الأصحاح 11: 11-19)

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد جديد إنجيل متى 22

 11فَدَخَلَ
يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَٱلْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ
شَيْءٍ إِذْ كَانَ ٱلْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا
مَعَ ٱلاِثْنَيْ عَشَرَ. 12وَفِي ٱلْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ
عنْيَا جَاعَ، 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ
لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً
إِلاّ وَرَقاً، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ ٱلتِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ
لَهَا: «لا يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى ٱلأَبَدِ». وَكَانَ
تَلامِيذُهُ يَسْمَعُونَ.

 

15وَجَاءُوا
إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ ٱبْتَدَأَ
يُخْرِجُ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي
ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ
بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ. 16وَلَم يَدَعْ أَحَداً يَجْتَازُ ٱلْهَيْكَلَ
بِمَتَاعٍ. 17وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً: بَيْتِي
بَيْتَ صَلاةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ ٱلأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ
مَغَارَةَ لُصُوصٍ». 18وَسَمِعَ ٱلْكَتَبَةُ وَُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ
فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ، لأَنَّهُمْ خَافُوهُ، إِذْ بُهِتَ
ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ. 19وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ
خَرَجَ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ.

 

لم
يتوجه يسوع إلى رؤساء الشعب أولاً، ولا إلى جنرالات القوى الاستعمارية عندما دخل
العاصمة، بل سعى مباشرة إلى مركز القدس هيكل الله الفريد. وهناك رأى الجماهير
المصلية بلا مبالاة والمهتمة بصرف الأموال لشراء حيوانات للذبخ، ولم يلاحظ الوبة
في القلوب. وسمع ضجيج التجار الدين الذين فقدوا الشعور بحضور الله. فنظر يسوع إلى
المدينة، وتطلع في عيون الناس، وقرأ فيها خطيتهم ورجسهم وكبرياءهم وشهواتهم وخبثهم.
فمضى من مدينة السلام الممتلئة بالبغضة والقتل حزيناً جداً.

 

وكما
أن الأرزة الجميلة هي رمز لبنان، فإن شجرة التي والزيتون هي المثل لشعب العهد
القديم. فعندما مر يسوع بشجرة التين الممتلئة بالأوراق لم يجد فيها ثمراً. صحيح
أنه كان شهر نيسان، ولم يكن وقت إثمار التينة. لكنه كان وقت باكورة التين. وم يكن
في تلك التينة شيء من الباكورة. وعاقب المسيح هذه الشجرة، وأخذ منها البركة، فلا
تعود تثمر بعد ذلك.

 

وهكذا
نعلم، أن ليس للعهد القديم قوة، لأن الشريعة الموسوية لا تقدر أن تأتي بثمار مرضية
عند الله. وفعلاً نجد في العهد القديم كما في شجرة التين أوراقاً كثيرة في كتب
وأسفار، ممتلئة بأحكام وفراض وصلوات وطقوس، ولكنها خالية من التوبة القة والغفران
الأبدي وقوة المحبة.

 

فلم
تكن أورشليم المدينة المقدسة حقاً، لأنها لم تستقبل يسوع كما يجب. فابتدأ فيها
الخراب. والدينونة تدريجياً.

 

ولما
عاد يسوع في اليوم الثاني إلى المدينة، وضع علامة لبداية ملكوته. فلم يبشر ولم
يشف، بل تقدم مرى أخرى إلى الهيك، وطرد من الدّور والغُرب التجار والصرافين
والضاجين، ليبين أن إصلاح الأمة يبتدئ بإصلاح الدين، وليس بتنظيم الاقتصاد، وتكثر
الأنظمة أو تحريض الجماهير للحج أو ثورة أو تضحية.

 

يريد
المسيح أن يظهر قلبك أيضاً ويغيّر ذهنك ويقدس جسدك. وهو لا يرضى أن يسكن فيك روح
شرير أو بغضة كامنة. أو محبة للمال، بل هو يريد أن يحل فيك بالذات ليصبح جسدك
هيكلاً لله الممتلئ بروحه.

 

وهكذا
مع كنيستك. فلا يسمح المسيح باجتماع أرواح غريبة، بل يريد انكسار الجميع أمام
قداسته وطاعة الشيوخ والشباب لدوافع إنجيله. مع صلوات مخلصة، فيحل فيكم فرداً
وجمعاً. وتصبحون معاً الهيكل الظاهر لله، إذ سلوككم الطاهر والمحبة المتبادلةتبرهن
وجود الله فيكم.

 

الصلاة:
أيها الرب يسوع نسجد لك لأنك أنت رئيس الكهنة الصحيح. والملك الذي لك السلطان
والمشرع الذي فيك كل الحكمة والحق. ونعترف أمامك أن قلوبنا غير طاهرة، وناقصة أمام
مجدك. وأننا نفكر كثيراً نقرأ ونكتب، ولكن أعمالنا الصالح ضئيلة وأنت طالب منا
جميع ثمار روحك القدوس. اغفر لنا ذنوبنا جميعها. وامسحنا بقوتك، لنصبح مسيحيين
عاملين مرضاتك. فننشر محبتك على أمتنا، ليرجع الأفواج اليك وتحل في منسحقي القلوب.
ونكون معا هيكلاً مقدساً لحضورك معنا. آمين.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر إرميا أوريجانوس 16

 

السؤال:
18- لماذا طهر يسوع الهيكل؟

 

4-
تأملات عن التينة الجافة (الأصحاح 11: 20-26)

20وَفِي
ٱلصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا ٱلتِّينَةَ قَدْ
يَبِسَتْ مِنَ ٱلأُصُولِ، 21فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا
سَيِّدِي ٱنْظُرْ، اَلتِّينَةُ ٱلَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!»
22فَأَجَابَ يَسُوعُ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللّٰهِ. 23لأَنِّي
ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ،
ٱنْتَقِلْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ، وَلا يَشُكُّ فِي
قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قالَ يَكُونُ
لَهُ. 24لِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا
تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ. 25وَمَتَى وَقَفْتُمْ
تُصَلُّونَ فَٱغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ
يَغْفِرَ َكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ
زَلاّتِكُمْ. 26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لا يَغْفِرْ أَبُوكُمُ
ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاّتِكُمْ».

 

لعن
يسوع شجرة التين، رمزاً للدينونة النازلة على شعب العهد القديم، فيبست الشجرة
رأساً.

 

وأما
المسيح فأراد خلاص تلاميذه رغم أنهم جميعاً من نفس الأمة الرافضة. وطلب منهم
الإيمان بالله وسط الدينونة المسكوبة على شعبهم.

 

والإيمان
يعني أن نتعلم المحبة من ابن الله ونثق فيه. والصلاة النابعة من هذه الثقة هي عمل
مشترك بين المؤمن والله في قوة الروح القدس. وكل من يرتبط بروح الإيمان في الله
الآب، لا يصلي حسب أمنياته الخاصة، بل يشتاق إلى إتمام مشيئة الآب اسماوي. وينزل
بصلواته البركة على بلدته وأمته. والله يستجيب صلوات المؤمنين لأنهم يريدون مغفرة
خطايا جميع الناس وحلهم من قيود الطمع والنجاسة، حتى يتغيروا في شكلهم ويقدموا
أنفسهم ذبيحة حية مرضية عند الله.

 

لم
ينقل المسيح بذاته جبلاً ما إلى البحر بواسطة إيمانه القدير، بل قد أغرق سلاسل من
جبال الخطايا في محيط محبته ولم يفجر أحد الرسل بركاناً نارياً ليبرهن لمستمعيه
على جريان قوة الله فيه. بل نشروا إنجيل السلام على الأمم وملأوا حوض البح المتوسط
بفرح الروح القدس. وهكذا حققوا محبة ا لله وسط الياس والدموع آنذاك.

 

ليس
إنسان قادراً من تلقاء نفسه أن يصلي ويؤمن كما يجب، إن لم يتّحد بمقاصد محبة الله.
لأن القدوس هو المحب الغافر المظهر المنخلص. ولا يهلكنا لأنه صبور. وكل من يعيش مع
الله في عهده الجديد، يرى أن محبته وغفرانه تتسرب إلى قلوبنا وتجددنا وتمنحنا
فكراً جديداً وذهناً طاهراً. وفي هذا الروح نتنازل عن حقوقنا ونسامح خصومنا ونحب
أعداءنا، لأن غفران الله أصبح مبدأنا وشعار حياتنا.

 

لم
يجد المسيح في شعبه استعداداً لقبول هذا الروح المحب المسامح، فانفصلوا تلقائياً
عن محبة الله ولم يريدوا التوبة ولا الخضوع للمخلص الآتي. ولم يستقبلوا الملك
الصالح بجماهير ورؤساء. ولم يعدوا له الطريق إلى قلوبهم، بل تجسسوا عليه، ليكشفوا
خطأ في سلوكه وأقواله ليدينوه ويبيدوه بقتل مبين.

 

فكل
من ينفصل عمداً وعناداً من محبة الله وغفرانه الدائم يتقسى في قلبه ويبغض يسوع،
ويرفض المصلوب متعصباً ولا يقبل سلامه. فويل للمسكين الذي لم يتختبر نعمة الله ولم
يعرف جوهر المسيح فيظل اللها لقدوس له قاضياً غاضباً ومهلكاً مخيفاً ومنقماً
جباراً. لأن الإنسان المتقسي في عناده داس النعمة في استكباره. أما نحن فنعرف
أبانا الحنون ونحبه. لأنه غفر آثامنا بالمصلوب وأدخلنا في شعبه الجديد.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مقلوت ت

 

الصلاة:
أيها الآب السماوي. نشكرك ونحمدك لأنك أظهرت نفسك، بواسطة موت المسيح. وغفرت
آثامنا وجعلتنا أولاداً لك شرعاً وروحاً. فلا نرتجف من عظمتك بل لنا دخول اليك.
فنأتي بحمد وتهلل ونسبحك بإرشاد الروح القدس. ونلتمس منك تغيي قلوبنا كلياً. لنغفر
نحن أيضاً لجميع الناس كل ذنوبهم. وخاصة نطلب اليك أن ترحم كل المستعدين للإيمان
في محيطنا، ليدركوك ويتغيروا الى صورتك.

 

السؤال:
19- كيف يظهر الإيمان الحق؟

 

5-
سؤال من المجمع اليهودي عن سلطان يسوع وحقه (الأصحاح 11: 27-33)

27وَجَاءُوا
أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي ٱلْهَيْكَلِ
أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ
وَٱلشُّيُوخُ، 28وَقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هٰذَا،
وَمَنْ أَعْطَاكَ هٰذَا السُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هٰذَا؟»
29فَأَجَابَ يَسُوعُ: «وَأَنَا أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً.
أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هٰذَا:
30مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ
ٰلنَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». 31فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ
قُلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟
32وَإِنْ قُلْنَا مِنَ ٱلنَّاسِ». فَخَافُوا ٱلشَّعْبَ. لأَنَّ
يُوحَنَّا كَانَ عِنْدَ ٱلْجمِيعِ أَنَّهُ بِٱلْحَقِيقَةِ نَبِيٌّ.
33فَأَجَابُوا: «لا نَعْلَمُ». فَقَالَ يَسُوعُ: «وَلا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ
بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هٰذَا».

 

اندهش
رعاة الشعب واغتاظوا. لأن أحد النازلين من هضبة الجليل القرية الريفية قد تدخل في
أنظمة الهيكل الشريف، وتصرف كأن له سلطاناً وشعوراً بشخصيته. ولكنهم لم يثقوا أن
مصدره من عند الله. فحاولوا إجباره أن يعلن ذاته جهاراً، ويظهر روحه أامهم واضحاً،
إذ كانوا عمياناً في بغضتهم، ولم يدركوا المولود من روح الله رغمأ نه في وسطهم.
وقد أحسوا بقدرته. لكنهم لم يعرفوا حقيقته.

 

فلا
تتعجب أيها الأخ إن كان زعيم متعصب أو متدين بسيط لم يعرف المسيح، لأن زعماء العهد
القديم أيضاً لم يستنتجوا مصدر سلطان المسيح بعقولهم، إذ كانت قلوبهم غليظة قاسية.

 

لم
يجاوبهم الرب يسوع على سؤالهم، بل سألهم هو في جلاله سؤالاً بكّت قلوبهم ونخسهم،
وألزمهم أن يجيبوه عن مصدر يوحنا المعمدان. ومعنى معموديته. وقد رفض في السابق نفس
زعماء اليهود المعمدان المنادي في البرية، ظانين أنهم غير محتاجين إلىالوبة
والتجديد، فاستهزأوا بملابسه الحقيرة وسخروا من المنادي بالتوبة في فرن البحر
الميت. ولم يفهموا أنه كان الوحيد الذي يعد طريق الرب الملك الآتي.

 

إن
التوبة النصوحة مقبولة عند الرب. والتغيير في الذهن ضروري لاستلام الحياة الأبدية.
فهل تبقى عائشاً في التقاليد البشرية والمبادئ الدنيوية، أو هل حصلت على قلب جديد،
بواسطة الندامة مع الدموع على الخطايا، والإيمان اليقين بالمخلّص الأمن؟

 

إن
مجد يسوع المسيح لا يظهر لك إلا إذا اقتربت من الصليب، وقبلت نعمة الغفران فتتظهر
بدمه الكريم. وعندئذ تصرخ شكراً شكراً يا رئيس الكهنة. أنت ربي وإلهي، لقد صالحتني
مع الله بدمك الثمين. واشتريتني مع كل المؤمنين خاصة لأبيك السماوي. ففي هذه
اللحظة عرفت مصدر سلطان المسيح الذي لا يظهر إلا للمؤمن المخلّص.

 

الصلاة:
نشكرك أيها الرب يسوع لأنك أنت ابن الله، الذي نقلتنا الى حقوق بنوتك نحن المجرمين
العبيد في الخطايا. أنت رحمتنا وتصبر علينا. قدسنا لنعرفك أكثر فأكثر في محبتك
ونشهد لكل الناس من أنت. انك اله حق من اله حق. نور من نر. مولود غير مخلوق. ذو
جوهر واحد مع الآب. آمين.

 

السؤال:
20- لماذا لم يعلن يسوع لوفد رؤساء اليهود مصدر سلطانه؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي