الإصحَاحُ
الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ

 

بولس
يودِّع كنيسة صور

1
وَلَمَّا انْفَصَلْنَا عَنْهُمْ أَقْلَعْنَا وَجِئْنَا مُتَوَجِّهِينَ
بِالاِسْتِقَامَةِ إِلَى كُوسَ، وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي إِلَى رُودُسَ وَمِنْ
هُنَاكَ إِلَى بَاتَرَا. 2 فَإِذْ وَجَدْنَا سَفِينَةً عَابِرَةً إِلَى
فِينِيقِيَةَ صَعِدْنَا إِلَيْهَا وَأَقْلَعْنَا. 3 ثُمَّ اطَّلَعْنَا عَلَى
قُبْرُسَ، وَتَرَكْنَاهَا يَسْرَةً وَسَافَرْنَا إِلَى سُورِيَّةَ، وَأَقْبَلْنَا
إِلَى صُورَ لأَنَّ هُنَاكَ كَانَتِ السَّفِينَةُ تَضَعُ وَسْقَهَا. 4 وَإِذْ
وَجَدْنَا التَّلاَمِيذَ مَكَثْنَا هُنَاكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكَانُوا
يَقُولُونَ لِبُولُسَ بِالرُّوحِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5
وَلَكِنْ لَمَّا اسْتَكْمَلْنَا الأَيَّامَ خَرَجْنَا ذَاهِبِينَ وَهُمْ جَمِيعاً
يُشَيِّعُونَنَا مَعَ النِّسَاءِ وَالأَوْلاَدِ إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ.
فَجَثَوْنَا عَلَى رُكَبِنَا عَلَى الشَّاطِئِ وَصَلَّيْنَا. 6 وَلَمَّا
وَدَّعْنَا بَعْضُنَا بَعْضاً صَعِدْنَا إِلَى السَّفِينَةِ. وَأَمَّا هُمْ
فَرَجَعُوا إِلَى خَاصَّتِهِمْ (أعمال 21: 1-6).

ودّع
بولس قسوس أفسس وذهب مع رفاقه ولوقا الطبيب إلى جزيرة صغيرة اسمها «كوس». وفي
اليوم التالي ذهبوا إلى «رودس» وهي جزيرة كبيرة، ثمّ إلى مدينة «باترا» وهي ميناء
في مقاطعة ليكية. وترك بولس وأصدقاؤه السفينة في باترا، وأخذوا سفينة أخرى كانت في
طريقها إلى صور، أكبر موانئ فينيقية. وتمكّنوا من رؤية قبرس وهم في البحر، وأخيراً
وصلوا إلى «صور» التي كانت كلمة الله قد وصلتها، ولو أنّ عدد المسيحيين فيها كان
أقلّ من عدد الوثنيين. وقضى بولس سبعة أيام مع مؤمني صور، حتى انتهت السفينة من
تفريغ شحنتها هناك.

فرح
الإخوة في صور بوجود بولس معهم، وطلبوا منه أن يمكث بينهم ولا يذهب إلى أورشليم.
لكنّه أخبرهم عن قصده، فخرجوا جميعاً مع نسائهم وأولادهم ليودّعوه. ولمّا وصلوا
إلى شاطئ البحر ركع الجميع وصلّوا. ثم ركب بولس ورفقاؤه السفينة في طريقهم إلى
أورشليم.

 

بولس
ورفقاؤه يذهبون إلى أورشليم

7
وَلَمَّا أَكْمَلْنَا السَّفَرَ فِي الْبَحْرِ مِنْ صُورَ أَقْبَلْنَا إِلَى
بُتُولِمَايِسَ فَسَلَّمْنَا عَلَى الإِخْوَةِ وَمَكَثْنَا عِنْدَهُمْ يَوْماً
وَاحِداً. 8 ثُمَّ خَرَجْنَا فِي الْغَدِ نَحْنُ رُفَقَاءَ بُولُسَ وَجِئْنَا
إِلَى قَيْصَرِيَّةَ فَدَخَلْنَا بَيْتَ فِيلُبُّسَ الْمُبَشِّرِ إِذْ كَانَ
وَاحِداً مِنَ السَّبْعَةِ وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ. 9 وَكَانَ لِهَذَا أَرْبَعُ
بَنَاتٍ عَذَارَى كُنَّ يَتَنَبَّأْنَ. 10 وَبَيْنَمَا نَحْنُ مُقِيمُونَ
أَيَّاماً كَثِيرَةً انْحَدَرَ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ نَبِيٌّ اسْمُهُ أَغَابُوسُ.
11 فَجَاءَ إِلَيْنَا وَأَخَذَ مِنْطَقَةَ بُولُسَ وَرَبَطَ يَدَيْ نَفْسِهِ
وَرِجْلَيْهِ وَقَالَ: «هَذَا يَقُولُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: الرَّجُلُ الَّذِي
لَهُ هَذِهِ الْمِنْطَقَةُ هَكَذَا سَيَرْبُطُهُ الْيَهُودُ فِي أُورُشَلِيمَ
وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى أَيْدِي الأُمَمِ». 12 فَلَمَّا سَمِعْنَا هَذَا طَلَبْنَا
إِلَيْهِ نَحْنُ وَالَّذِينَ مِنَ الْمَكَانِ أَنْ لاَ يَصْعَدَ إِلَى
أُورُشَلِيمَ. 13 فَأَجَابَ بُولُسُ: «مَاذَا تَفْعَلُونَ؟ تَبْكُونَ
وَتَكْسِرُونَ قَلْبِي. لأَنِّي مُسْتَعِدٌّ لَيْسَ أَنْ أُرْبَطَ فَقَطْ بَلْ
أَنْ أَمُوتَ أَيْضاً فِي أُورُشَلِيمَ لأَجْلِ اسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ». 14
وَلَمَّا لَمْ يُقْنَعْ سَكَتْنَا قَائِلِينَ: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ». 15
وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ تَأَهَّبْنَا وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 16
وَجَاءَ أَيْضاً مَعَنَا مِنْ قَيْصَرِيَّةَ أُنَاسٌ مِنَ التَّلاَمِيذِ
ذَاهِبِينَ بِنَا إِلَى مَنَاسُونَ، وَهُوَ رَجُلٌ قُبْرُسِيٌّ تِلْمِيذٌ قَدِيمٌ
لِنَنْزِلَ عِنْدَهُ (أعمال 21: 7-16 ).

انتهت
رحلة بولس البحرية في ميناء صور، فسافر براً إلى مدينة «بتولمايس» المعروفة اليوم
باسم «عكا». وفيها ذهب إلى الكنيسة وصرف يوماً مع الإخوة. وفي اليوم التالي سافر
مع رفقائه إلى قيصرية التي تبعد عن أورشليم نحو سبعين ميلاً، فدخلوا بيت فيلبّس،
أحد الشمامسة السبعة الذين اختارتهم الكنيسة للخدمة (أعمال 6: 5، 6).

هل تبحث عن  بدع وهرطقات بدع حديثة شهود يهوه شهود يهوه ذئاب خاطفة 06

وكان
فيلبّس بالإضافة إلى شموسيّته مبشّراً بالإنجيل، بشّر أهل السّامرة (أعمال 8: 5)،
والخصيّ الحبشي (أعمال 8: 27) ثم بشّر جميع المدن من أشدود إلى قيصرية (أعمال 8:
40)، وغالباً بقي في قيصرية راعياً لكنيستها. وكان لفيلبّس أربع بنات عذارى كنّ
يتنبّأن إتماماً للنبوّة القائلة: «فيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ» (يوئيل
2: 28).

كان
بولس يريد الذّهاب إلى أورشليم في أيام العيد، ولم يكن وقت العيد قد حلّ بعد، لذلك
مكث في قيصرية أياماً كثيرة. وأثناء وجوده فيها جاء من أورشليم نبيّ اسمه «أغابوس»
كان قد سبق وتنبّأ بحدوث مجاعة (أعمال 11: 28). وأخذ منطقة بولس وربط يديه ورجليه
كما كان يفعل أنبياء العهد القديم لتوضيح وتأكيد نبوّاتهم، وأنبأ أنّ اليهود في
أورشليم سيربطون يديْ ورجليْ صاحب هذه المنطقة. فلمّا سمع مؤمنو قيصرية ورفقاء
بولس هذه النبوّة طلبوا من بولس أن لا يذهب إلى أورشليم حرصاً على سلامته. ولكنّه
أخبرهم أنّ الروح أرشده بالذهاب إليها، وأنّه مستعد لا أن يُربط فقط من أجل المسيح
بل أن يموت أيضاً لأجله. ولمّا لم يقتنع بما قالوه، عرفوا أنّ هذه إرادة الرب
وقالوا: «لِتَكُنْ مَشِيئَةُ الرَّبِّ».

انتهت
أيام إقامة بولس في قيصرية وبدأ رحلته إلى أورشليم، فرافقه بعض مؤمني قيصرية وهم
يحملون ما جمعوه من مساعدات مالية من كنائس الأمم إلى فقراء كنيسة أورشليم. وفي
أورشليم أقاموا في بيت «مناسون» أحد المؤمنين الأوائل، وهو من مواليد قبرس. ومن
هذا نتعلّم أنّه يجب أن نطيع إرشاد الروح القدس مهما كانت الصعوبات التي تقابلنا
أو تنتظرنا، فلا شيء يُفرّح قلب المؤمن أكثر من انتشار رسالة محبة المسيح. كما
نتعلّم أن نشترك في سدّ احتياجات بعضنا، فنساعد المحتاج وقت حاجته.

 

الفصل
الثاني عشر: بولس أمام مجمع اليهود (أعمال 21: 17 – 23: 25)     

أوضحنا
في الدروس السابقة سيْر ونتيجة الرحلات التبشيريّة الثلاث، وكيف عمل الروح القدس
في تأسيس كنائس كثيرة في آسيا الصغرى. وانتهت الرّحلة الثالثة في أورشليم بتعرّض
بولس للكثير من اضطهاد اليهود له.

 

بولس
يدخل الهيكل

17
وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18 وَفِي
الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ.
19 فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً
بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20 فَلَمَّا
سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ، وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا
الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً
غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21 وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ
الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ
لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22 فَإِذاً
مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ
لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23 فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي
نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24 خُذْ هَؤُلاَءِ
وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ
الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ
أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ
الأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا
شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ
لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا». 26 حِينَئِذٍ أَخَذَ
بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ
مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ
وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ (أعمال 21: 17-26).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م مورشتي 1

وصل
بولس مع أصدقائه إلى أورشليم، وكانت هذه خامس زياراته لها بعد إيمانه بالمسيح
(أعمال 9: 2). وأقام بولس ورفاقه في بيت مناسون، واستقبله بعض اللذين آمنوا
بالمسيح من الأمم بفرح. وفي اليوم التالي ذهب إلى يعقوب، حيث حضر كلّ قادة
الكنيسة، فتبادلوا السّلام، وحدَّثهم بولس عن نجاح عمل الرب بين الأمم، وأخبرهم
بما جمعه من مساعدة مالية من كنائسهم لفقراء كنيسة أورشليم. فمجَّد الجميع الرب.

وقال
الحاضرون لبولس إنّ هناك عدداً كبيراً من اليهود الذين قبلوا المسيح لا يزالون
متمسّكين بطقوس شريعة موسى، وقد سمعوا عن بولس أنّه يعلِّم اليهود الساكنين في
أوروبا وأسيّا أن يمتنعوا عن طاعة ناموس موسى، وأنهم سيحضرون لتهييج يهود أورشليم
ضدّه. واقترحوا عليه أن يقوم بما ينفي عنه هذه التّهمة الكاذبة، فيأخذ أربعة رجال
من اليهود الذين آمنوا بالمسيح، عليهم نذر، ويذهب بهم إلى الهيكل حيث يُجري الكهنة
لهم طقوس التّطهير، ويدفع بولس عنهم ثمن الذبائح والتقدمات ونفقات حلق شعرهم.
وكانت فروض النذر أن يطلق الشخص شعره يوم النذر، ويبقى بدون حلاقة ثلاثين يوماً.
بعدها يطلب من الكاهن أن يحلق له شعره، ثم يقدّم نذره. وقال قادة كنيسة أورشليم
لبولس إنّه إن فعل هذا في الهيكل، يقتنع الجميع أنّه ما زال يمارس طقوس شريعة
موسى، ويكذِّبون الشكاوى المنتشرة ضده. وأكَّد يعقوب لبولس أنّ هذا لن يؤثّر على
قرار مجمع أورشليم (أعمال 15) الذي أذاع بين كنائس الأمم أنّ المطلوب منهم فقط هو
أن يمتنعوا عن أكل ما ذُبح للأوثان، والدم والمخنوق، والزنا.

قَبِل
بولس نصيحة يعقوب والقادة، وذهب مع الرجال الأربعة إلى الهيكل، وأخبر الكهنة بما
بقي من أيام النذر وهي سبعة أيام حتى يجهّزوا الحيوانات للذبيحة في وقتها، وأخبرهم
أنّه صار شريكاً للذين عليهم النذر، وأنّه مستعد لدفع نفقات التّطهير حسب طقوس
الشريعة.

 

اليهود
يضربون بولس

27
وَلَمَّا قَارَبَتِ الأَيَّامُ السَّبْعَةُ أَنْ تَتِمَّ رَآهُ الْيَهُودُ
الَّذِينَ مِنْ أَسِيَّا فِي الْهَيْكَلِ فَأَهَاجُوا كُلَّ الْجَمْعِ وَأَلْقَوْا
عَلَيْهِ الأَيَادِيَ 28 صَارِخِينَ: «يَا أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ
أَعِينُوا! هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يُعَلِّمُ الْجَمِيعَ فِي كُلِّ مَكَانٍ
ضِدّاً لِلشَّعْبِ وَالنَّامُوسِ وَهَذَا الْمَوْضِعِ حَتَّى أَدْخَلَ
يُونَانِيِّينَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ وَدَنَّسَ هَذَا الْمَوْضِعَ
الْمُقَدَّسَ». 29 لأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ رَأَوْا مَعَهُ فِي الْمَدِينَةِ
تُرُوفِيمُسَ الأَفَسُسِيَّ فَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّ بُولُسَ أَدْخَلَهُ إِلَى
الْهَيْكَلِ. 30 فَهَاجَتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا وَتَرَاكَضَ الشَّعْبُ
وَأَمْسَكُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْهَيْكَلِ. وَلِلْوَقْتِ أُغْلِقَتِ
الأَبْوَابُ. 31 وَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ نَمَا خَبَرٌ
إِلَى أَمِيرِ الْكَتِيبَةِ أَنَّ أُورُشَلِيمَ كُلَّهَا قَدِ اضْطَرَبَتْ 32
فَلِلْوَقْتِ أَخَذَ عَسْكَراً وَقُوَّادَ مِئَاتٍ وَرَكَضَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا
رَأُوا الأَمِيرَ وَالْعَسْكَرَ كَفُّوا عَنْ ضَرْبِ بُولُسَ.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد جديد رسالة يعقوب الرسول 04

33
حِينَئِذٍ اقْتَرَبَ الأَمِيرُ وَأَمْسَكَهُ وَأَمَرَ أَنْ يُقَيَّدَ
بِسِلْسِلَتَيْنِ وَطَفِقَ يَسْتَخْبِرُ: تُرَى مَنْ يَكُونُ وَمَاذَا فَعَلَ؟ 34
وَكَانَ الْبَعْضُ يَصْرُخُونَ بِشَيْءٍ وَالْبَعْضُ بِشَيْءٍ آخَرَ فِي
الْجَمْعِ. وَلَمَّا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْلَمَ الْيَقِينَ لِسَبَبِ الشَّغَبِ
أَمَرَ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ. 35 وَلَمَّا صَارَ عَلَى
الدَّرَجِ اتَّفَقَ أَنَّ الْعَسْكَرَ حَمَلَهُ بِسَبَبِ عُنْفِ الْجَمْعِ 36
لأَنَّ جُمْهُورَ الشَّعْبِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ صَارِخِينَ: «خُذْهُ!» (أعمال
21: 27-36).

كان
بولس قد قابل الكهنة وأخبرهم برغبته. ولمّا قاربت الأيام السبعة أن تنتهي رآه بعض
اليهود الذين أتوا للعيد من أسيّا، ومعه «تروفيمس» الأفسسي (وهو أحد المؤمنين من
الأمم) فظنّوا أنّ تروفيمس دخل الهيكل مع بولس، وتذكّروا مجادلات بولس معهم في
أسيّا، فامتلأوا غضباً وهيّجوا الشّعب ضدّه وقبضوا عليه كأنّه مجرم، وقالوا إنّه
شجّع الأمم ليدخلوا المكان المقدّس في الهيكل، الذي لا يجب أن يدخله إلّا اليهود.

ولمّا
سمع جمهور المعيِّدين هذا الكلام، وكان عددهم كبيراً، اندفعوا إلى الهيكل، وأمسكوا
بولس بعنف وجرّوه إلى خارج الهيكل، وأخذوا يضربونه ضرباً شديداً، ليقتلوه.

ولمّا
شاهد جنود الرومان المسؤولون بحراسة الهيكل ما جرى منعوا الشّغب بين الشعب،
وأخبروا «كلوديوس ليسياس» أمير الكتيبة بما جرى، فأسرع ومعه ثلاث مائة جنديّ
لتهدئة الشّعب. ولمّا رأى اليهود الأمير الروماني خافوا وكفّوا عن ضرب بولس، فأمر
الأمير أن يقيّدوا بولس بسلسلتين لتهدئة اليهود، ولحفظ بولس سليماً للمحاكمة.
وبهذا تحقّقت نبوّة أغابوس عن تقييد بولس (أعمال 21: 11).

واجتمع
اليهود حول الأمير وهم يصرخون صراخاً عالياً ضدّ بولس، فلم يقدر أن يفهم شكواهم،
وأمر الجنود أن يأخذوا بولس إلى المعسكر حيث يحقِّق معه. وكان هياج اليهود شديداً،
فحمل الجنود بولس من الدّرج الموصل لساحة الهيكل والقلعة ليوصلوه إلى المعسكر!

 

بولس
يكلم الشّعب

37
وَإِذْ قَارَبَ بُولُسُ أَنْ يَدْخُلَ الْمُعَسْكَرَ قَالَ لِلأَمِيرِ: «أَيَجُوزُ
لِي أَنْ أَقُولَ لَكَ شَيْئاً؟» فَقَالَ: «أَتَعْرِفُ الْيُونَانِيَّةَ؟ 38
أَفَلَسْتَ أَنْتَ الْمِصْرِيَّ الَّذِي صَنَعَ قَبْلَ هَذِهِ الأَيَّامِ فِتْنَةً
وَأَخْرَجَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعَةَ الآلاَفِ الرَّجُلِ مِنَ
الْقَتَلَةِ؟». 39 فَقَالَ بُولُسُ: «أَنَا رَجُلٌ يَهُودِيٌّ طَرْسُوسِيٌّ مِنْ
أَهْلِ مَدِينَةٍ غَيْرِ دَنِيَّةٍ مِنْ كِيلِيكِيَّةَ. وَأَلْتَمِسُ مِنْكَ أَنْ
تَأْذَنَ لِي أَنْ أُكَلِّمَ الشَّعْبَ». 40 فَلَمَّا أَذِنَ لَهُ وَقَفَ بُولُسُ
عَلَى الدَّرَجِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّعْبِ فَصَارَ سُكُوتٌ عَظِيمٌ.
فَنَادَى بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ قَائلاً: (أعمال 21: 37-40).

قبل
أن يصل بولس إلى المعسكر سأل الأمير باللغة اليونانية إن كان يسمح له بالحديث معه،
فاندهش الأمير لأنّه ظنّ أنّ بولس لا يعرف اليونانية، وأنّه المصري الذي أثار
فتنة. فقد أقلق راحة الشّعب وقتها رجل مصري كان زعيماً لفرقة قتَلَة عددهم أربعة
آلاف، ادَّعى أنّه نبيّ، وقال لأتباعه إنّه إن وقف معهم على جبل الزيتون وأمر
أسوار أورشليم بالسقوط فإنها تطيع أمره، وبعدها يستطيعون أن ينهبوا المدينة. وسأل
الأمير بولس إن كان هو ذلك المصريّ الهارب، فأجابه بأنّه يهودي من مدينة طرسوس،
وطلب منه أن يسمح له أن يكلّم الجمهور ليقنعهم ببراءته، فسمح الأمير له وأمر
الجنود أن يفكّوا قيوده فاستطاع أن يشير بيده للشّعب ليصغوا إليه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي