الإصحَاحُ
الثَّالِثُ عَشَرَ

 

سمِفُونِيَّةُ
المحبَّة

(1كُورنثُوس
13)

يُعتَبَرُ
الإصحاحُ الثالِث عشر من هذه الرِّسالة إصحاحَ المَحَبَّةِ في الكتابِ المُقدَّس.
وعلينا أن نُدرِكَ، على أيَّةِ حال، أنَّهُ مهما كانَ إصحاحُ المحبَّةِ عظيماً،
ولكنَّ المحبَّةَ ليست المَوضُوع الرَّئيس هُنا؛ لأنَّ الموضُوعَ الرَّئيس هُوَ
موضوع المواهِب الرُّوحيَّة. قبلَ أن نتأمَّلَ بهذا الإصحاح عدداً بعدَ الآخَر،
سوفَ نأخُذُ فكرَةً عن هذا الإصحاح العَظيم إذا نَظَرنا إلى الإطار الذي كتبَ فيهِ
هذه الكلمات المُوحى بها عن المحبَّة. إنَّ هذا التصريح العميق عن المحبَّة يتبَعُ
تعليماً رائعاً عن المواهِبِ الرُّوحيَّة، وهذا التَّعليمِ العَميق إنتَهى عندما
كتبَ بُولُس: "ولكن جِدُّوا لِلمَواهِبِ الحُسنى. وأيضاً أُريكُم طَريقاً
أفضَل." (12: 31).

 

بهذه
الكلمات كمُقدِّمة، كتبَ بُولُس فيما بعد أعظَمَ إصحاحٍ في الكتاب المُقدَّس عنِ
المحبَّة. إنَّ خاتِمَةَ الإصحاح الثالِث عشرَ هي بالواقِع العدد الأوَّل من
الإصحاح الرَّابِع عشر: "إتبَعُوا المَحَبَّة ولَكِن جِدُّوا لِلمَواهِبِ
الرُّوحيَّة." نُخبَرُ في بدايَةِ هذه الأُطرُوحة الرائِعة عن المحبَّة أن
نَجِدَّ للمواهِبِ الرُّوحيَّة الحُسنَى، ويُقالُ لنا في خاتِمَةِ هذا الإصحاح
أيضاً أن نَجِدَّ لِلمَواهِبِ الرُّوحيَّة (1كُورنثُوس 12: 31؛ 14: 1).

 

في
هذا الإصحاح، يُقارِنُ بُولُس بينَ المحبَّةِ وبينَ باقي المواهِبِ الرُّوحيَّة
التي كانَ يُوليها الكُورنثُوسيُّونَ قيمَةً كبيرة. أحياناً، يستَخدِمُ صانِعُ
الجواهِرِ خَلفِيَّةً مخمَليَّةً سَوداء ليَعرُضَ عليها ماساتِهِ. هُنا يتكلَّمُ
بُولُس عن موضُوعِ المحبَّة كخَلفِيَّةٍ أو إطارٍ، لكي يكُونَ لديهِ وُجهَةُ نظَرٍ
أفضَل عنِ المواهِبِ الرُّوحية. نعرِفُ هذا لأنَّهُ يُعَلِّمُنا عن المواهِبِ
الرُّوحيَّة في الإصحاح 12، ويرجِعُ إلى موضُوعِ المواهِبِ الرُّوحيَّة في الإصحاح
14.

 

يُبرِزُ
الإصحاح 13 بُرهانَ العمل الرَّائِع الذي يعمَلُهُ الرُّوحُ القدُسُ فينا. هذا
الإصحاحُ هُوَ مِثل "سِمفُونِيَّة محبَّة" في ثلاثِ حَرَكات. الحركَةُ
الأُولى هي الأعدادُ الثلاثَةُ الأُولى. وأنا أُسمِّي هذه الحركة الأُولى
"المحبَّة المُقارنة."

 

في
هذه الأعداد الثلاث الإفتِتاحِيَّة، يُقارِنُ الرِّسُولُ بُولُس المَحَبَّةَ معَ
أشياءَ كانَ لها قِيمَةٌ كَبيرَةٌ بنَظَرِ الكُورنثِيِّين، كونهم مُؤمِنين وقد
تربُّوا على الحضارَةِ اليونانِيَّة. مثلاً، كمُؤمنين، كانُوا يُولُونَ قيمَةً
كُبرى لمَوهِبَةِ الألسِنة، وكَيُونانِيِّين كانُوا يُولُونَ قيمَةً كُبرى
للفَصاحة. لهذا بدأَ بالقَول: "إن كُنتُ أتكلَّمُ بألسِنَةِ الناس والملائكة
ولكن ليسَ لي محبَّة، فقد صِرتُ نُحاساً يَطِنُّ أو صَنجاً يَرِنُّ."
(1كُورنثُوس 13: 1). بكلماتٍ أُخرى، أنا لستُ سوى ضجَّةً عارِمَة إن كُنتُ
أتكلَّمُ بألسِنَةٍ، أو بِفَصاحَةٍ يُونانيَّة، بدُونِ محبَّة.

 

ثُمَّ
يُقارِنُ بُولُس المحبَّةَ معَ مَوهِبَةِ النُّبُوَّة، وفَهمِ كُلِّ الأسرار،
وحيازَةِ كُلِّ معرِفَةٍ وكُلِّ إيمانٍ لنقلِ الجبال. ويُعلِنُ أنَّهُ حتَّى ولو
حصلَ على كُلِّ هذه الأُمور، بدون المحبَّة، فليسَ شَيئاً. ثُمَّ يُتابِعُ قائِلاً
أنَّهُ ولو أعطى كُلَّ أموالِهِ للفُقَراء، ولو سلَّمَ جسدَهُ حَتَّى يحتَرِقَ
كَشَهيدٍ، ولكن إن فعلَ هذا بِدُونِ مَحَبَّة، فلا ينتَفِعُ شَيئاً." (3)
يُقدِّمُ بُولُس تصريحاً، بينما يُقارِنُ المحبَّة معَ الأُمُورِ التي كانَ
الكُورنثُوسيُّون يُولُونَها قيمَةً كُبرى، فيقُول ما معناهُ، "ليسَ هُناكَ
أيُّ شَيءٍ أكُونُهُ أو أحُوزُهُ أو أفعَلُهُ يُمكِنُ أن يَحُلَّ مَحَلَّ المحبَّةِ
في حَياتي."

 

أمَّا
الحَرَكَةُ الثَّانِيَة من سمفُونِيَّةِ المحبَّة هذه فأدعُوها، "المحبَّة
المُعَنقَدَة" (4- 7). في هذه التُّحفَة التعبُّدِيَّة الكلاسيكيَّة من هذه
الإصحاح، والمُعَنوَنَة، "أعظَمُ شَيءٍ في العالم،" كتبَ
Henry Drummond يَقُولُ عن هذه الأعداد:
"إنَّ مفهُومَ المحبَّةِ يُمَرَّرُ عبرَ عدَسَةِ ذهنِ بُولُس المملووء
بالرُّوحِ القُدُس، ويخرُجُ من الطرفِ الآخر كَعُنقُودٍ من الفضائِل." ولقد
سَمَّى هذه الحركة الثَّانَِية "المحبَة المُتَحلِّلَة."

 

هُناكَ
كلماتٌ يُونانِيَّةٌ مُختَلِفة في كلمةِ اللهِ عن المحبَّة. فكلمة
Eros تعني المحبَّة الشَّهوانِيَّة. وكلمة Phileo تَعني المحبَّة الأخَويَّة. ولكنَّ
مَفهُومَ المحبَّةِ المُعبَّرُ عنهُ بالكلمةِ اليُونانِيَّة
Agape هُوَ ذلكَ النَّوع من المحبَّة المُمَرَّرَة من عدَسَةِ ذهنِ
بُولُس المملووء من الرُّوحِ القُدُس، كما نرى في هذه الأعداد. فمَحَبَّةُ آغابِّي
غير الأنانِيَّة، يُمكِنُ أن تُفهَمَ فقط بمعنى عُنقُود فضاِئِل. يُقدِّمُ بُولُس
خمسَ عشرَةَ فَضِيلَةً في الأعداد 4 إلى 7 ويُخبِرُنا أنَّنا إذا كانَت محبَّةُ
آغابِّي بِحَوزَتِنا، سوفَ نجدُ أنفُسَنا نتصرَّفُ بهذه الطَّريقَة.

 

الحَركَةُ
الثالِثَة لسيمفُونِيَّةِ المحبَّةِ هذه هي في الأعداد 8 إلى 13. أُسمِّي هذه
الحركة الثَّالِثَة: "المحبَّة المُوصَى بها." في الحركَةِ
النِّهائِيَّة لسمفُونِيَّةِ المحَبَّةِ الرَّائِعَةِ هذه، يُظهِرُ لنا بُولُس
لماذا ليسَ للمحبَّةِ نَظير. ويُظهِرُ لنا لماذا كُلٌّ من هذه الميزات التي قارَن
معها المحبَّة في الحركةِ الأُولى، لا يُمِكُنها أن تَحُلَّ محَلَّ المحبَّة.
وتُختَتَمُ الحَرَكَةُ النِّهائِيَّةُ بالكلماتِ التاليَة: "في هذه الحياة،
هُناكَ ثلاثَةُ ميزاتٍ باقِية – الإيمان، الرَّجاءُ، والمحبَّة. هذه الثلاثة ولكن
أعظَمَهُنَّ المحبَّة." (13). وبينما يُقارِنُ هذه المحبَّة ويُوصِي بها في
هذه الحركة الثالِثة، يُظهِرُ لنا بُولس لماذا المحبَّة هي أعظَمُ شَيءٍ في
العالم.

 

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس م ماكير 1

لماذا
الإيمان، الرَّجاءُ، والمحبَّة هي القِيمَةُ الأبديَّةُ الثلاث؟ الإيمانُ هُوَ
قيمَةٌ أبديَّة لأنَّ كَلِمَةَ اللهِ تُعلِّمُنا أنَّهُ بِدُونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ
الإقتِرابُ من اللهِ ولا إرضاؤُهُ (عبرانِيِّين 11: 6). وماذا عنِ الرَّجاء؟
الرَّجاءُ هُوَ الإقتناعُ في قَلبِ الكائِنِ البَشَريّ أنَّهُ يُوجدُ شيءٌ صالِحٌ
في هذه الحياة، وسوفَ يحصَلُ لهُ. نقرَأُ أيضاً في الرِّسالَةِ إلى
العِبرانِيِّين: "الإيمانُ هُوَ الثِّقَةُ بما يُرجَى والإيقانُ بِأُمُورٍ لا
تُرَى." بِكَلماتٍ أُخرى، الإيمانُ يُعطي المادَّةَ لِرَجائِنا. فالرَّجاءُ
مُهِمٌّ لأنَّهُ يَقُودُنا إلى الإيمان. والإيمانُ مُهِمٌّ لأنَّهُ يقُودُنا إلى
الله.

 

يَقُولُ
بُولُس أنَّ المحبَّةَ هي أعظَم من الرَّجاء والإيمان، لأنَّها ليست شيئاً
يَقُودُنا إلى شَيءٍ آخر، الذي يَقُودُنا بدَورِهِ إلى الله. فمحبَّةُ آغابِّي
التي يُبرِزُها هُنا هي الله. (1يُوحَنَّا 4: 8، 16) عندما تكتَشِفُ محبَّةَ
آغابِّي هذه، تكُونُ قدِ إكتَشَفتَ الله. وتكُونُ قدِ إكتَشَفتَ حُضُور الله
السماوِي، لأنَّ هذه المحبَّة هي جوهَرُ كَيانِهِ. لهذا يختُمُ بُولُس بالقَولِ
أنَّ المحبَّةَ هي أعظَمُ شَيءٍ في العالم.

 

لا
عجبَ أنَّ بُولُس بدأَ إصحاحَهُ بالقَول، "وأيضاً أُريكُم طَريقاً أفضَل من
المواهِبِ الرُّوحيَّة. ولا عَجَبَ أنَّهُ يَقُولُ لنا أنَّ المحبَّةَ لا
تُقارَنُ، وأنَّها أعظَمُ شيءٍ في العالم. ويمكِنُنا أن نفهَمَ لماذا، بعدَ أن
أخبَرَنا عن محبَّة آغابِّي، كتبَ يقُول، "إتبَعُوا المَحَبَّةَ، ولكن
جِدُّوا لِلمَواهِبِ الرُّوحيَّة." فالمواهِبُ الرُّوحِيَّةُ هامّةٌ. جِدُّوا
وراءَها. ولكن إجعلُوا من المحبَّةِ هدفَكُم الأعظَم، لأنَّ اللهَ مَحَبَّة.

 

عُنقُودُ
الفضائِل

(1كُورنثُوس
13: 4- 7)

في
قَلبِ الإصحاحِ الثالِث عشر من كُورنثوس الأُولى، علينا أن نمتَحِنَ
"عُنقُودَ الفَضائِلِ" هذا، الذي هُوَ جَوهَرُ المحبَّة التي هي جوهَرُ
الله. ليسَ بإمكانِ بُولُس أن يُعَرِّفَ المحبَّة أكثَر ممَّا يستطيعُ أن
يُعَرِّفَ الله. ولكنَّهُ يُخبِرُنا هُنا وفي أماكِنَ أُخرى في كتاباتِهِ، أنَّهُ
إذا كانَ الرُّوحُ القُدُسُ حَيَّاً في قُلُوبنا، فإنَّ بُرهانَ تلكَ المُعجزة
سيكُونُ هذه الفضائل الخمس عشرَة (غلاطية 5: 22، 23). هذا يعني أنَّهُ في هذه
الأعداد، لا نجدُ فقط المحبَّةَ المُعنقَدة، بل وأيضاً المُتَحلِّلَة. فإذا أردنا
أن نعرِفَ المَزيد عمَّن وعمَّا هُوَ الله، علينا أن نختَبِرَ هذه الفضائِل،
واحِدَةً بعدَ الأُخرى، لأنَّها لا تُحَلِّلُ المحبَّةَ فقط؛ بل أيضاً تحليلٌ
لجوهَرِ الله.

 

أوَّلاً،
يُخبِرُنا بُولُس أنَّ "المحبَّةَ تَتَأنَّى." رُغمَ أنَّ الكلمةَ
تُرجِمَت هُنا "صبر"، ولكنَّ اللغُةَ اليُونانِيَّةَ الأصليَّةَ تُشيرُ
إلى أنَّ المحبَّةَ رَحِيمَةٌ، أي أنَّها غَيرُ مَشرُوطة، ولا تنتَقِمُ لنَفسِها،
حتَّى ولو كانَ لها الحَقُّ والفُرصَةُ بالقِيامِ بِتَصفِيَةِ حساباتِها معَ
الآخرين.

 

ثُمَّ،
نقرَأُ أنَّ "المحبَّةَ تَرفُقُ." تعني هذه الكلمةُ اليونانِيَّةُ أنَّ
المحبَّةَ سهلَةٌ للتَّعايُشِ معها، وللإقتِرابِ منها. المحبَّةٌ طَيِّبَةٌ،
وصالِحَةٌ، وتعمَلُ خيراً. جميعُ هذه المفاهِيم مَوجُودَةٌ في الكلمة اليونانِيَّة
المُتَرجَمَة "تَرفُقُ."

 

ثُمَّ
يقُولُ بُولُسُ أنَّ "المحبَّةَ لا تحسُدُ." طَريقَةٌ أُخرى لفهمِ
الكلمة التي إستَخدَمَها بُولُس تُشيرُ إلى إلتِزامٍ غَيرِ أنانِيٍّ لكائِنٍ آخَر.
بِكَلِماتٍ أُخرى، الغَيريَّة المُقدَّسة. فأنتَ لا تهتَمُّ فحَسب بخيرِ الشخص
الذي تُحبُّهُ؛ بل تتَّخِذُ إلتزاماً واعِياً بِخَيرِ من تُحِبُّ.

 

الميزَةُ
التالِيَة هي: "المَحَبَّةُ لا تَتَفاخَرُ." هذا يعني أنَّها لا
تتبجَّحُ. فالإنسانُ الذي لديهِ هذه المِيزة، لن تكُونَ لديهِ حاجَةٌ ليترُكَ
إنطِباعاً رائِعاً على الآخرينَ وينالَ إعجابَهُم.

 

ثُمَّ،
يكتُبُ بُولُس قائلاً، "المحبَّةُ لا تنتَفِخُ." المحبَّةُ ليسَت
مُتَكَبِّرَةً ولا مُتَعالِيَة. بكلماتٍ أُخرى، "المحبَّةُ
مُتَواضِعَةً."

 

ثُمَّ
يقُولُ بُولُس، "المحبَّةُ لا تُقَبِّحُ." فالمحبَّةُ لها طُرُقٍ
لطيفَةٌ ولائِقَةٌ في التعامُلِ معَ الآخرين بِسلاسَةٍ، لأنَّها لا تتمحوَرُ حولَ
خَيرِ نفسِها، بل حولَ خيرِ الآخرين. ثُمَّ، "المحبَّةُ لا تَحتَدُّ."
هذا يعني أنَّهُ من الصعبِ إغضابُها. أوضَحُ كلماتٍ للتَّعبيرِ عن هذا الميزة
للمحبّة هي أنَّها لا يُمكِنُ إثارَةُ غيظها. بينَ هاتَينِ الميزَتَين، يُخبِرُنا
بُولُس أنَّ "المحبَّة لا تطلبُ ما لِنَفسِها." إن كانَ لديكُم هذه
النَّوعيَّة من المحبَّة في قَلبِكُم، لن تَكُونُوا تتمحوَرُونَ حولَ ذواتِكُم،
ولن تطلُبُوا فقط مصلَحَتَكُم، أو طريقَتَكُم الخاصَّة. فالمحبَّةُ لا تحتدُّ،
وتتصرَّفُ بشكلٍ لائِق، لأنَّها لا تطلُبُ أن تسيرَ الأُمورُ على طريقَتِها
الخاصَّة.

 

الفضائِل
الأربع التَّالِية هي أيضاً مَوضُوعَةً معاً: "المحَبَّةُ لا تَظُنُّ
السُّوء." وتعني العبارَةُ باليونانِيّة، أنَّ الشخصَ الذي لَدَيهِ هذا
النَّوع من المحبَّة، لن يحتَفِظَ بسِجِلٍّ لأخطاءِ وفشلِ الذين يُحِبُّهم. بل
يكُونُ لديهِ ما يُسمَّى "الذاكِرَة المُقدَّسة." بالواقِع، كتبَ بُولُس
يقُولُ عن هذه الميزة للمحبَّة أنَّ "المحبَّة لا تفرَحُ بالإثم، بل تفرَحُ
بالحَقّ." هاتانِ الفَضيلتانِ تقُولانِ الشيءَ نفسَهُ: أنتَ لا تفرَحُ ولا
ترضى برُؤيَةِ الذين تُحِبُّهم يفشَلُون. ولا تَرغَبُ برُؤيتِهم يفشَلُون، بل
تتألَّمُ عندما يفشَلُون. فأن تفرَحَ بالحَقِّ يعني أن تشعُرَ بالرِّضَى والسرُور
عندما يَسُودُ الحَقُّ في حياةِ الذين تُحِبُّهم.

 

عندما
قالَ بُولُس، "المحبَّة تحتَمِلُ كُلَّ شَيء،" لا تُشكِّلُ هذه العِبارَةُ
بالضرورَةِ أفضَلَ ترجَمَةٍ مُمكِنَة، لأنَّ الأصلَ اليُونانِيّ يَقُول،
"المحبَّةُ تُغَطِِّي أو تستُرُ كُلَّ شَيء." فأنتَ تُريدُ أن ترى الذين
تُحِبُّهم ينجَحُونَ رُوحِيَّاً، وعندما يفشَلُون، لا تُخبِرُ الآخَرينَ عن
سُقوطِهم. وعندما يُخبِرُونَكَ عن سُقُوطِهم، تستيطعُ أن تحتَفِظَ لنَفسِكَ
بِسِرِّهم.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فريضة 1

 

"المحَبَّةُ
تُصَدِّقُ كُلَّ شَيء،" يَعني أنَّ المحبَّةَ تُصَدِّقُ الأفضَل حيالَ الشخصِ
الذي تُحِبُّهُ. المحبَّةُ لها الإيمانُ بأن ترى وتُؤمِنَ بقُدُراتِ الشخص الذي
تُحِبُّهُ. "المحبَّةُ ترجُو كُلَّ شَيء." هذا يعني أنَّ المحبَّةَ
تنتَظِرُ بفَرَحٍ تحقُّقَ ما تراهُ وتُؤمِنُ بهِ حيالَ من تُحِبُّ. عندما كتبَ
بُولُس: "المحبَّةُ تَصبِرُ على كُلِّ شَيء،" كانَ يقصِدُ بذلكَ أنَّ
المحبَّةَ تُثابِرُ بينما تنتَظِرُ تحقُّقَ ما تُؤمِنُ بهِ وترجُو أن تراهُ في
حياةِ من تُحِبّ.

 

بعدَ
تقديمِ هذه الفضائِل الخمس عشرَة، كتبَ بُولُس يقُول: "المحبَّةُ لا تسقُطُ
أبداً" (8). تُشيرُ الكلمةُ اليونانِيّةُ هُنا إلى أنَّ الشخصَ الذي يُحِبُّ
لهُ الثِّقَةُ بأن يرجُوَ، وأن يُؤمِنَ، وأن يتحمَّلَ لأنَّهُ يعرِفُ أنًَّ هذه
المحبَّة لا تأتي مُباشَرَةً منهُ. بل تأتي هذه المحبَّةُ من الله، وعُنقُودُ
الفَضائِلِ هذا هُوَ تَعبيرٌ عن المُعجِزة أنَّ اللهَ يحيا في هذا الشَّخص
ويُعبِّرُ عن نفسِهِ من خلالِهِ. فبما أنَّ اللهَ محبَّة، وهذه الفضائِلُ تُعلِنُ
أنَّ المحبَّة التي هي الله، هذه المحبَّة لن تسقُطَ أبداً، لأنَّ اللهَ لن يسقُطَ
أبداً. نحنُ نسقُطُ أو نفشَلُ في الوُصُولِ إلى الله، ونفشَلُ في أن نُحِبّ،
والذين نُحِبُّهم لا يحصُلُونَ دائماً على هذا النَّوع من المحبَّة، ولكنَّ هذه
المحبَّة التي يكُنُّها اللهُ تجاهَنا وتجاهَ الآخرينَ من خلالِنا، هذه المحبَّة
لن تسقُطَ أبداً.

 

مَحَبَّةٌ
غَريبَة

(1كُورنثُوس
13: 4- 7)

إنَّ
إصحاحَ المَحَبَّةِ العَظيم يُخبِرُنا أنَّ المَحَبَّةَ ليسَ لها نَظيرٌ لأنَّ
اللهَ محبَّة، ونَوعِيَّةُ المحبَّة المُقارَنة، المُعَنقَدَة، والمُوصَى بها في
هذا الإصحاح هي الله. وبِسبب كونِ نوعيَّة هذه المحبَّة هي الله، فإنَّ المحبَّةَ
لا نظيرَ ولا بديلَ لها.

 

هذه
الفضائِلُ الخمس عشرَة لا تستَهلِكُ كُلَّ لائحَةِ الفضائل التي تُعبِّرُ عن محبَة
آغابِّي. بل هي بِبَساطَةٍ نماذِجُ من الفضائِلِ الرُّوحيَّة التي ستنتُجُ من
حياةِ شَخصٍ يمتَلِئُ بِرُوحِ ذاكَ الذي، في جوهَرِهِ، هُو محبَّة. عندما تتفحَّصُ
الخمسَ عشرةَ فضيلَةً التي تُعرِّفُ وتُعَبِّرُ عن المحبَّة التي هي الله، تستطيعُ
القولَ بمعنىً ما أنَّ هذه المحبَّة غَيريَّةٌ لأنَّها تهتَمُّ بالآخر.

 

لقد
إتَّهَمَ الكُورنثِيُّونَ الرَّسُولُ بُولُس بكونِهِ مُختَلَّ التَّوازن، كون
حياته لا تتمحوَرُ حولَ ذاتِه. جميعُنا لدينا مِحوَرٌ تتمَحوَرُ حولَهُ حياتُنا.
بالنِّسبَةِ لمُعظَمِ النَّاس، هذا المِحوَرُ هُوَ الذَّات، أو المصلحة
الذَّاتِيَّة. ولقد ميَّزَ الكُورنثِيُّونَ الحقيقَةَ أنَّ بُولُس لم يكُنْ لهُ
نَفس محوَر الحياة الذي كانَت تتمَحوَرُ حياتُهم حَولَهُ، ووافَقَهُم بُولُس
رأيَهُم (1كُو 5: 13).

 

صاغَ
مُهَندِسُو الفَضاء عبارَة جَديدَةً لنا، وهي "مُنحَرِف عن مِحوَرِهِ."
فعندما يكُونُ قمرٌ صِناعِيٌّ مُنحَرِفاً عن مِحوَرِهِ، يُسمَّونَهُ
"مُختَلُّ المِحوَر" لأنَّ مِحَورَ أو مركَزَ دَورَتِهِ قد إنحرَفَ عن
مَوقِعِهِ الصحيح. عندما تدرُسُونَ هذه الفضائل الخمسَ عشرَةَ التي تُعبِّرُ عن
محبَّة آغابِّي، ستكُونُ هذه العبارَةُ جَيِّدَةً لوصفِ القاسم المُشتَرك بينَ هذه
الفَضائِل جَميعاً. فإنْ كانَ لكَ هذا النَّوع من المحبَّةِ في حَياتِكَ لأنَّ
الرُّوحَ القُدُسَ يحيا فيكَ، ستُعتَبَرُ بمعنىً ما مُختَلَّ التَّوازُنِ لأنَّ
حياتَكَ لا تتمَحوَرُ حَولَ ذاتِكَ. فسوفَ تُعتَبَرُ مُختَلاً من قِبَلِ أهلِ هذا
العالم، لأنَّ لديكَ مِحَوراً أو مَركَزاً مُختَلِفاً تتمحَورُ حياتُكَ حولَهُ.
وستكُونُ مُنحَرِفَ المحِور لأنَّ مِحوَرَ حياتِكَ إنحرَف عندما أسَّسَ المسيحُ
الحَيُّ المُقامُ سُكناهُ في قلبِكَ.

 

مُلاحَظَةٌ
أُخرى عن هذا العُنقُود من الفضائِل، يُمكِنُ أن يكُونَ أنَّ هذه الفَضائِل
يُعَبَّرُ عنها بِطَرِيقَةٍ خارِجيَّة، لأنَّها تُختَبَرُ أوَّلاً داخِليَّاً.
إنَّها تعبيرٌ خارِجيٌّ عن حقيقَةٍ داخِليَّة. مثلاً، بإمكِانِنا القَول أنَّ هذه
المحبَّة خارِجيَّاً غيرُ قابِلَةٍ للفَساد، لأنَّها داخِليَّاً غيرُ مَشرُوطة.
فعندما تُحِبُّ شخصاً ما بمحبَّة آغابِّي، بإمكانِكَ القول بنِعمَةِ الله،
"إنَّ محَبَّتي لكَ غيرُ مَبنِيَّةٍ على حُسنِ أدائِكَ. فمحَبَّتي لكَ هي
بدُونِ شُرُوط. فليسَ هُناكَ أيُّ شَيءٍ تعمَلُهُ أو تقُولُهُ يجعَلُني أتوقَّفُ
عن محبِّتي لكَ. هذه المحبَّة قاسِيةٌ. وبإمكانِها أن تتحمَّلَ أيَّ شَيءٍ
تعمَلُهُ أو تقُولُهُ، لأنَّني أُحِبُّكَ بمحبَّةِ الله."

 

الكَثيرُ
مِمَّا يحدُثُ لِلمَحَبَّة هُوَ مشرُوطٌ، لأنَّ المحبَّةَ الإنسانِيَّةَ عادَةً
مَبنِيَّةٌ على الأداء. هُناكَ الكَثيرُونُ من الأطفال الذي يُحَبُّونَ بِشُرُوطٍ.
قد يقُولُ الأهلُ لأطفالِهم بِشكلٍ عَلَنِيٍّ أو خَفِيّ، "إذا حصَّلتُم
مُستَوىً جَيِّداً في علاماتِكُم، ولم تُسبِّبُوا لنا أيَّة مشاكِل، عندها
لَرُبَّما سنُحِبُّكُم." هذا يجعَلُ من الأطفال لا يشعُرُون بالأمان،
لأنَّهُم حتَّى وَلَو نفَّذُوا هذا الأمر خلالَ هذا الأُسبُوع، كيفَ يعرِفُونَ
أنَّهُم سيتمكَّنُونَ من تحقيقهِ الأُسبُوعَ المُقبِلَ؟ إذا إعتَقَدَتِ إمرأَةٌ
بأنَّها محبُوبَةٌ من زَوجِها، فقط بسبب حُسنِ أدائِها الجِنسيّ، قد تَظُنُّ،
"ماذا لو مَرِضتُ؟ ماذا لو أصبَحتُ حُبلى؟ ماذا لو لم أعُدْ قادِرَةً على
حُسنِ الأداء؟ هل سيَظَلُّ زَوجي يُحِبُّني؟

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس د دور ر

 

وإذا
إعتَقَدَ رَجُلٌ أنَّهُ محبُوبٌ من زَوجَتِهِ، لأنَّهُ بِبَساطَةٍ يُوفِّرُ
إحتِياجاتِ المَنزِل، فقد يبدَأُ بالظَّن، "ماذا لو خَسِرتُ عملي؟ ماذا لو
مَرِضتُ ولم أعُدْ قادِراً على توفير حاجاتِ المنزِل؟ هل ستَظَلُّ زوجَتي
تُحِبُّني؟

 

وأخيراً،
هذه المحبَّة مُستَحِيلَةٌ داخِليَّاً، إلا إذا كانت مُعجِزَةً رُوحيَّةً
داخِلِيَّاً. فقط لأنَّ اللهَ هُوَ المصدَرُ العجائِبيُّ لهذه المحبَّة
الدَّاخِليَّة، لهذا فقط لدينا القُدرَة أن نُعَبِّرَ عن هذه المحبَّة.

 

الحَلُّ
الذي لا يسقُطُ أبداً

(1كُورنثُوس
13)

 بَينَما
تقرَأُونَ رسالةَ بُولُس الرَّسُول الأُولى إلى أهلِ كُورنثُوس، تأكَّدُوا من أن
تقُومُوا بالملاحَظة التالِيَة، أنَّ إصحاحَ المحبَّةِ هذا يُمكِنُ أن يكُونَ حلاً
رُوحيَّاً شامِلاً لكُلِّ المشاكِل التي عالَجها بُولُس في كنيسةِ كُورنثُوس حتى
الآن. مثلاً، المُشكِلَة الأُولى التي كانت مُشكِلَة الإنشقاق في كنيستِهم. ماذا
كانَ فعلاً في صُلبِ هذا الإنشِقاق؟ كِبرياء، إدِّعاء، أنانِيَّة، مصلحَة
ذاتِيَّة، كُلُّ هذا كانَ في صُلبِ إنشِقاقِهم. بينما أعطاهُم حَلاً مُحدَّداً
لهذه المُشكِلة في الإصحاحاتِ الأربَعة الأُولى من هذه الرِّسالة، عندما علَّمَ
أنَّ المحبَّة وديعَة وتَتَمَحوَرُ حولَ خيرِ الآخرين، كانَ يُعطي هذه الكنيسة
حَلاً شامِلاً لمُشكلَةِ إنشقاقِهم."

 

في
الإصحاحِ الخامِس، عالَجَ بُولُس مُشكِلَةَ الأخ الذي كانت لديهِ علاقَةٌ معَ
زَوجَةِ أبيه. لاحِظُوا أنَّهُ في صُلبِ حَلِّ بُولُس المُوحَى بهِ لهذه المُشكلة،
نجدُ المحبَّة للمسيح، والمحَبَّةَ لكنيستِهِ، والمحبَّةَ للأخِ الساقِط. فكُلُّ
تأديبٍ كَنَسِيٍّ في كَلِمَةِ اللهِ مَبنِيَّةٌ على مبدَأِ المحبَّةِ، المُصالَحة،
ورَدِّ الأخِ الساقِط عن ضلالِه.

 

في
الإصحاحِ السادس، كانُوا يُقاضُونَ بعضُهم بعضاً، فسألَ بُولُس في صُلبِ ذلكَ
الحَلِّ المُحدَّد، "لماذا لا تُظلَمُونَ بالحَرِيّ؟ لماذا لا تُسلَبُونَ
بالحَرِيّ، [إن كانَ هذا سيُحافِظُ على شَهادَةِ الكنيسة في مَدينَةِ كُورنثُوس؟]
(1كُورنثُوس 6: 7) فكما ترون، المحبَّةُ لا تسعى وراءَ المصلحة الذَّاتِيَّة. ولا
تطلُبُ ما لِنَفسِها. فمَحَبَّةُ آغابِّي ستُكُونُ حَلاً شامِلاً سيجدُ حلاً
لمُشكِلَةِ مقاضاتِهم لِبَعضِهم البَعض في محاكِمِ مَدينَةِ كُورنثُوس.

 

مِمَّا
لا شَكَّ فيهِ أنَّ رُوحَ التعليم المُحدَّد عن الزواج في الإصحاحِ السابِع كانَ
محبَّة آغابِّي. وما هُوَ السببُ المُحدَّدُ لمُعظَمِ مشاكِلِ الزواجِ عندَ
المُؤمنين؟ الأنانِيَّة. وما هُوَ الحلُّ الشامِلُ للأنانِيَّة؟ محبَّةُ آغابِّي،
التي هِيَ مُقدَّمَةٌ بِفصاحَةٍ في الإصحاحِ الثالِث عشرَ.

 

عندما
عالجَ بُولُس مُشكِلَةَ أكلِ ما ذُبِحَ للأوثانِ، كتبَ يقُولُ: "العِلمُ
ينفُخُ ولكنَّ المحبَّةَ تَبني." (1كُورنثُوس 8: 1) الحلُّ المُحدَّدُ الذي
قدَّمَهُ بُولُس لم يكُنْ يتعلِّقُ بما إذا كانَ من الصَّوابِ أم من الخَطَأِ أن
نأكُلَ هذا اللحم. كانت القَضِيَّةُ هي التَّالِية؛ كم تُحِبُّ أخاكَ الأضعَف الذي
يَظُنُّ أن أكلَكَ من هذا اللحم خطأٌ؟ لقد أحَبَّ يسُوعُ الأخَ الأضعَفَ لدرَجَةِ
أنَّهُ ماتَ لأجلِهِ. فهل تُحِبُّهُ كفايَةً لدرجَةِ أن تتخلَّى عن صحنٍ من اللحم
من أجلهِ؟

 

في
الإصحاحاتِ التي تُعالِجُ مواهِبَ وخدماتِ الرُّوح من خلالِ الكنيسة، مبدَأُ
المَحَبَّة مُشَدَّدٌ عَلَيهِ مُجدَّداً، عندما يُعطي حُلُولَهُ المُحَدَّدَة في
الإصحاحِ 12. فالمواهِبُ والخدَماتُ الرُّوحيَّةُ هي ليسَت لبُنيانِكَ أنتَ، بل
لِبُنيانِ أخيكَ. تُعطَى هذه المواهِبُ الرُّوحِيَّةُ لخيرِ الأعضاءِ الآخرينَ في
الجسد. في الإصحاح 14، المَفهُومُ القائِلُ بأنَّهُ يتوجَّبُ عليكَ أن تبنِيَ الأعضاءَ
الآخرين في الجسد، مذكُورٌ أكثَر من أربَعينَ مرَّةً. هذا الإصحاحُ هُوَ بكامِلِهِ
عن المحبَّة التي تتمحوَرُ حولَ خدمَةِ الآخرين.

 

حتَّى
عندما تقرأُ تطبيقَ إصحاحِ القيامَة (15)، تجدُ المحبَّة. عندما تفهَمُ إنجيلَ
مَوتِ وقيامَةِ يسُوع المسيح الذي خَلَّصَكَ، التَّطبيقُ هُوَ أنَّهُ عَلَيكَ أن
تفيضَ في عملِ الرَّبِّ لكيَ يتمكَّنَ الآخرونَ من إختبارِ ذلكَ الخلاص.
والمحَبَّةُ هي بالطَّبعِ رُوحُ جمعِ التَّقدِمة من أجلِ مُساعَدَةِ الإخوة
القِدِّيسينَ المُتألِّمينَ في أُورشليم في الإصحاح 16؛ هذا أيضاً نمُوذَجٌ جَميلٌ
عن الحلِّ العام الذي يُوجدُ في محبَّةِ آغابِّي في الإصحاح 13.

 

عَبرَ
هذه الرسالة إلى الكُورنثِيِّين بكامِلِها، لديكُم حُلُولٌ مُحدَّدَة لمشاكِل
مُحَدَّدة. عندما يُنهِي بُولُس نصائحَهُ التَّصحيحيَّة لِلمَشاكِلِ الجسديَّة في
كَنيسةِ كُورنثُوس، وعندما يبدَأُ الإصحاح 12 بالكِتابَة: "وأمَّا من جِهَةِ
المواهِبِ الرُّوحيَّة أيُّها الإخوة، فَلَستُ أُريدُ أن تجهَلُوا،" يُقدِّمُ
بذلكَ حُلولاً رُوحيَّةً شامِلَةً لِمَشاكِلِهم. فإلى جانِبِ عملِ الرُّوحِ
القُدُسِ، الترتيبُ الذي سينتُجُ عنهُ بُنيانُ كُلِّ شخصٍ في الكَنيسةِ،
القِيامَةِ، والوَكالَةِ، كانت محبَّة آغابِّي أولويَّتَهُ وحَلَّهُ الشامل لكُلِّ
المشاكِل في كنيسةِ كُورنثُوس. فهذا الإصحاحُ العَظيمُ عن المحبَّة هُوَ قلبُ
الرسالة إلى أهلِ كُورنثُوس. الحلُّ الشامِلُ لكُلِّ المشاكِل في كنيسةِ كُورنثُوس
نجدُهُ في هذا الإصحاحِ الرَّائع عنِ المحبَّة.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي